مسألة سادسة اجعلوا اخر صلاتكم بالليل وترا. هكذا قال عليه الصلاة والسلام في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وتقدم قبل قليل بك حديث صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشي احدكم الصبح صلى واحدة توتر له ما قد صلى دل الحديثان اذا جمعتهما على ان الافضل في الوتر ان يكون اخر شيء يصليه المصلي في قيام الليل سؤال هل تفهم من الحديثين انه اذا اوتر انسان لم يجز له ان يصلي شيئا بعد الوتر هذا منتشر عند كثير من العامة. ان قوله اجعلوا اخر صلاتكم بالليل وترا معناه لا تصلوا شيئا بعد الوتر لانه امر بالوتر ان يكون اخر ما يصليه المصلي وهذا مظنة سؤال كثير من الناس والائمة يتعرضون لهذا في العشر الاواخر خصوصا اذا اخروا الوتر الى التهجد وانصرف الناس من صلاة التراويح اول الليل بعد العشاء على غير وتر الذي يحصل ان بعض الائمة اذا ارتبط باكثر من مسجد فكان في المسجد الاول الذي يصلي فيه من اول الشهر لا يصلون اخر الليل التهجد فيكتفون بالتراويح ويتفق معه اهل مسجد اخر انهم يحتاجونه لقيام العشر الاواخر في اخر الليل فيجتمع له وتران وتر قد صلى فيه اول الليل في صلاته التي يؤم فيها من اول الشهر. ووتر يحتاج اليه اهل المسجد في العشر الاواخر اذا انتقل اليهم يصلي اخر الليل فما الذي يشرع للامام ان يفعله لموافقة الحكم الشرعي. فهذه صورة ذكرتها وصورة اخرى تحصل لعموم المصلين مسجده الذي يصلي فيه المصلي المأموم لا يصلون اخر الليل ويكتفون بالتراويح العشر ركعات او العشرين في اول الليل فيأتم بهم ويصلي معهم فاذا انتهت عشرون ركعة او عشر ركعات اوتروا لانه ما يعودون اخر الليل وهو في نيته ها ان يستمر في صلاة اخر الليل اما وحده في البيت او يذهب الى مسجد اخر في جماعة او ينزل المسجد الحرام فيصلي بهم معهم فكيف يصنع وقد اوتر في اول الليل من اهل العلم من يرى انه اذا اوتر ثم اراد ان يصلي بعدها صلاة يأتي بركعة مفردة يصلي ركعة مفردة يتيمة يشفع بها وتره الاول وهو ما يسمونه عند الفقهاء بنقض الوتر. يعني يأتي بركعة لينقض وتره الاول ثم يصلي ما شاء مثنى مثنى. فاذا جاء اخر صلاته او ترى فكان هذا وتره الثاني الذي لكنه قول مرجوح يا اخوة مع ثبوته عن بعض الصحابة كعثمان بن عفان وابن عمر واسامة ابن زيد وغيرهم رضي الله عنهم. اقول مع ثبوته عنهم ليش هو مرجوح؟ لثبوت النهي لانه يجعل المصلي يوتر ثلاث مرات في الليلة الواحدة يوتر في اول الليل ثم يأتي بركعة لينقض وتره الاول فهذا وتر ثان ثم يوتر وتره الاخير فيوتر ثلاث مرات في ليلة واحدة والنبي عليه الصلاة والسلام كما اخرج اصحاب السنن واحمد وحسنه الحافظ ابن حجر وصححه الشيخ احمد شاكر قال لا وتران في ليلة فاذا انتفى هذا ما صح ان نأتي بصفة على هذا النحو. واما صنيع الصحابة فاجتهاد مغفور معذور. ومن اراد الترجيح نظر الى ما تجتمع به الادلة. فالراجح انه اذا اوتر فقد قضى وتره طيب ماذا يفعل اذا اراد ان يستمر في الصلاة؟ اماما كان او مأموما يصلي ما شاء مثنى مثنى حتى يفرغ ولا يوتر وقد تقدم وتره سابقا وما بقي في الليل فليصلي ما شاء. هذا موافق للحديث السابق وثابت عن عدد من الصحابة كابي بكر وعمار في شهوة ابي هريرة ورافع ابن خديج رضي الله عنهم. وعليه اكثر الفقهاء من التابعين والائمة المتبوعين قيل للامام احمد ولا ترى نقض الوتر؟ قال لا ثم قال وان ذهب اليه رجل فارجو لانه فعله جماعة وهذه طريقة احمد رحمه الله في التعامل مع صنيع اثار الصحابة اذا ثبتت وصحت. هو ما يراه. يقول فاذا فعله احد راجحا عنده يقول فارجو يعني الا بأس به لانه ثبت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم فاذا كنت اماما رعاك الله تؤم اول الليل واخره في نفس المسجد او مسجدين مختلفين فاما ان تتخذ اماما يوتر عنك في اول الصلاة لتفرغ انت للوتر في اخره وهذا ارفق بك واقرب الى السنة وابعد عن الخلاف. او اخر وترك في جماعة مسجدك الى اخر الليل لتوتر بهم مع التهجد هذا الاقرب الى السنة ولا تعود الى الوتر اذا اوترت في اول الليل واجعل غيرك يوتر بمعنى اما ان توتر في احد الموظعين اول الليل او اخره واجعل اماما اخر يوتر في الموضع الثاني من الموضعين واما ان تؤخر انت وترك فتعتذر الى جماعة المسجد او المصلين معك