طلوعية صلاة التراويح في رمضان واي حديث عن مشروعية التراويح في رمضان لابد ان يشتمل على نقاط اربعة عندما اريد ان اذكر تأصيلا شرعيا لصلاة التراويح في رمضان فانني ساذكر نقاطا اربعة تقود الى تأصيل شرعية صلاة التراويح. النقطة الاولى مشروعية قيام الليل جملة في كل النصوص في الكتاب والسنة بان التراويح وهو قيام الليل جنس عام يدخل فيه قيام رمظان وغير رمظان فاي اية في كتاب الله الكريم؟ واي حديث في سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. تذكر القيام وفضله ومكانته يدخل فيها قيام رمظان تبعا. في مثل قوله تعالى انهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون في مثل قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون بمثل قوله تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين الا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب. وفي مثل قوله صلى الله عليه واله وسلم من قام في ليلة بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة اية كتب من القانطين ومن قام بالف اية كتب من المقنطرين. ناهيكم عن السنة العظيمة الوافرة في قيام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الليل حتى ورمت قدماه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام قيامه الطويل الذي يوازي في طوله ركوعه وسجوده الشريف صلى الله عليه وسلم. قراءته الخاشعة التي انتفض لها بدنه. واهتز لها فؤاده واقشعر لها حال من حوله فكيف به هو صلى الله عليه وسلم؟ قراءة كان يعيش معها معاني القرآن ومواعظه وتدبر اياته ذرفت له عيناه الشريفتان عليه الصلاة والسلام وتحرك لها قلبه ووجدانه شعر به اهل بيته ومن صلى معه ومن شهد في قيام الليل هذا باب كبير لا يسعنا في مثل هذا اللقاء عرضه وان كنت والله استحب لامام التراويح اذا ما اكرمه الله بمحراب يؤم فيه ان يلقي نظرة وان يمر على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل. والله يفتح يا اخوة افاق كان واسعا ويعيد لك النظرة الى قيام الليل وشأن احدنا فيه اذا ما جعل هدي النبي صلى الله عليه وسلم نصب عينيه. سيجعلك تنظر الى قيام الليل منطلق اخر سيجعلك تتعامل مع قيام الليل باعتباره عبادة كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يتقلب فيها يتنعم عم وهو يتلذذ بالقيام اذا قرأ وبالركوع اذا حنى صلبه وبالسجود اذا وضع جبهته صلى الله عليه وسلم عش هذا المعنى وتقلب في الهدي النبوي واستمتع به فانه والله حق على طالب العلم عموما والمسلم وعلى امام التراويح خصوصا ان يعيش الهدي النبوي في رمضان. ما من ديوان من دواوين السنة ولا باب من ابواب الصلاة في الفقه الا ويعرض لصلاة التراويح واحكامه ومسائله وشيء ليس باليسير من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل عموما هذه النقطة الاولى فيما يتعلق بالتشريع او مشروعية صلاة التراويح كل ما جاء في النصوص الشرعية بشأن قيام الليل النقطة الثانية المتعلقة بقيام بمشروعية صلاة التراويح هو الحديث عن مشروعية صلاة التراويح في شأن النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على قيام رمضان على وجه الخصوص كل ما جاء في قيام الليل يدخل فيه قيام رمضان. اما ان يخص عليه الصلاة والسلام قيام ليالي رمضان بنصوص فضل فانها زيد في بيان فضل هذا الجنس من العبادة وبيان مزيتها على غيره. اما ان الليل كله في كل السنة مشروع قيامه لكنه في رمضان اكد ولهذا جاء الحديث في الصحيحين من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فاذا اردت ان استدل على مشروع قيام رمظان فاني يمكن يمكن لي ان نستدل بعموم نصوص قيام الليل ويمكنك ان تستدل بخصوص النصوص التي جاءت في قيام رمضان على وجه الخصوص من قام رمظان ايمانا واحتسابا وفي الحديث الاخر ايظا في الصحيحين من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا. صحيح النص الثاني يتعلق بليلة قدري لكنها لما اخفيت وكان الاجتهاد يتطلب قيام الليل كله او العشر الاواخر منه على وجه الخصوص صح ان يكون ذلك دليلا ايضا يلتمس في بيان فضل والحث على قيام رمضان على وجه الخصوص. اذا هذه النقطة الثانية في الحديث عن فضل قيام رمضان ومشروعيته. النقطة ثالثا هو في الحديث عن التراويح في صلاة الجماعة في صلاة التراويح في رمضان وهنا ستنطلق الى فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم كما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها والرواية في الصحيحين مختصرة وجاءت في السنن والمسند بشكل اوسع وانا اسمعكموها. في الصحيحين تقول عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد الحديث في الصحيحين ليس فيه تحديد لرمضان ولا لبعض لياليه على وجه الخصوص. خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فاصبح الناس يتحدثون بذلك قالت فاجتمع اكثر منهم فخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فاصبح الناس يذكرون ذلك فكثر اهل المسجد عن اهله فكثر اهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن اهله فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم يقولون الصلاة يعني ينادون بلفظ الصلاة تذكيرا لعله يسمع وهو في الحجرات صلى الله عليه وسلم فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر اقبل على الناس ثم تشهد فقال اما بعد فانه لم يخفى علي شأنكم ولكني خشيت ان فرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها قالت في اخر الرواية وذلك في رمضان هذا الحديث الذي جاء مختصرا هنا في الصحيحين جاء باوسع منه في السنن وقد صححه الالباني رحمه الله. من حديث عائشة رضي الله عنها في ابي ذر رضي الله عنه وغيرهما في جملة من الاحاديث مجموعها يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه ليلة من ليالي العشر الاواخر من رمضان فقام بهم نحوا من ثلث الليل من ثلث الليل. فلما كانت الليلة التي تليها لم يخرج اليهم يعني قام الليلة الوتر فلما كانت ليلة الشفع بعدها ما خرج اليهم فدل هذا على انه ابتدأ الصلاة بهم من غير موعد سابق ولا قصد ولا ترتيب. خرج فصلى فاتموا به فصلوا بصلاته ثم لما كانت الليلة التي تليها خرج اليهم فصلى بهم نحوا من شطر الليل وتلاحظ التمدد في المدة بدأ بثلث الليل ثم ثنى بشطره. ثم لما كانت الليلة التي تليها لم يخرج اليهم. حتى كانت الليلة الثالثة خرج صلى الله عليه وسلم فصلى بهم قياما طويلا حتى خشوا معه فوات السحور ثم لم يقم بهم بعد ذلك عليه الصلاة والسلام مع علمه باجتماعهم وانتظارهم خروجه. ثم بين لهم صلى الله عليه وسلم انه لم يخفى عليه شيء من ذلك وانه تركه خشية ان يفرض عليهم قيام الليل هذه النقطة الثالثة مهمة جدا في فقه صلاة التراويح جماعة اما الفقه ادراك مشروعية قيام الليل اصلا فقد مرة بيكون في نوعين من النصوص قيام الليل عموما وقيام رمضان على وجه الخصوص. اما الجماعة فاصلها في المشروعية حديث عائشة في الصحيحين رضي الله عنها وما دلت عليه روايات السنن من حديثها وحديث ابي ذر وغيرهم رضي الله عنهم اجمعين. هذه النقطة اذا هل تصح صلاة التراويح جماعة؟ الجواب نعم والدليل فعله صلى الله عليه وسلم الذي حصل في ثلاث ليال من ليالي رمضان على النحو الذي كموجزا ومفصلا النقطة الرابعة والاخيرة هي صنيع امير المؤمنين عمر رضي الله عنه وارضاه فانه بعد تلك الليلة لم يكن صلى الله عليه وسلم يخرج اليهم بهم صلاة التراويح جماعة. فانقضى الامر على ذلك في العهد النبوي معللا بالعلة التي سمعت خشية ان تفرض عليكم وانت تعلم رعاك الله ان الفعل النبوي اذا علل بعلة صريحة كانت هي مناط الحكم فامتنع صلى الله عليه وسلم لاجل ذلك المانع الذي صرح بذكره وقد جرى فعل الصحابة رضي الله عنهم في غير ما موقف وقضية في الاسلام انه اذا اعلق فعله صلى الله عليه وسلم او تركه لمانع من الموانع ثم زال هذا المانع فانه يثبت عندهم مشروعية فعله. كما حصل في صلاة التراويح هنا وكما حصل في تدوين المصحف وجمعه وكما حصل معهم ايضا في تدوين السنة والحديث النبوي وجمعه في نحو يطول ذكره ومراحل عمله للصحابة ومن بعدهم في هذه القضايا. فنظروا الى انه عليه الصلاة والسلام امتنع خشية ان تفرض اما وقد مات صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي وتمت الشريعة واكتمل الدين فلن يخشى هذا المحذور ان يقع فلما عاود الصحابة الاجتماع لصلاة التراويح جماعة كان ذلك بمأمن من وقوع المحذور الذي اخبر بالخشية منه صلى الله وعليه وسلم. ولذلك فانه في صحيح البخاري على انه وقد مضى ذلك في خلافة ابي بكر رضي الله عنه ثم عاد في زمن عمر. في حديث عبدالرحمن بن عبد القاري انه قال خرجت مع عمر ابن رضي الله عنه كما في صحيح البخاري ليلة في رمضان الى المسجد قال فاذا الناس اوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط. فقال عمر رضي الله عنه اني ارى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان امثل ثم عزم. فجمعهم على ابي بن كعب رضي الله عنه قال ثم خرجت مع معه ليلة اخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم. فقال عمر رضي الله عنه نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها افضل من التي يقومون ماذا يقصد قال والتي ينامون عنها افضل من التي يقومون. يريد قيام اخر الليل وكانوا يقومون اوله فاذا انقضت الصلاة انصرفوا الى شأن ومنازلهم واحوالهم. قال ما بقي من الليل في اخره افضل واعظم اجرا من القدر الذي صلوه جماعة في اول الليل والنصوص تدل على ذلك في فضل السحر وجوف الليل الاخر وانه افضل من سائر اجزاء الليل