يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون يريد الله منا ان نصوم لنحقق تقواه. سبحانه وتعالى. لعلكم تتقون. والتقوى ليست بالامر باليسير ولا بالدرجة التي ينالها كل عبد. لكنه العبد الذي الزم نفسه حدود الله وادى ما افترض الله وسارع الى مرضاة الله. العبد التقي العبد الذي صفت له حياته كل ما يسخط الله فجاهدها ووقف عندها فاتقى سخط الله وعذابه واتى على الفرائض والواجبات توفاها التقي عبد اصلح ما بينه وبين الله. التقوى درجة يبلغها اولياء الله. كما قال انا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. فهم الاتقياء الذين ينالون ولاية الله تلك الولاية التي تعني اختصاصا من الرب الكريم سبحانه وتعالى بعناية عبده وبتولي امره وكفاية همه. فمن لك عبد الله اذا تولاك الله من لك بشيء ينقصك في الحياة او هم يبقى محيطا بك والله قد تولاك. ولاية الله انما يبلغها العباد لك اتقياء. يأتي الصوم معشر الصائمين في رمضان ليأخذ بأيدينا الى هذا المعنى الكبير. لعلكم تتقون هذه التقوى التي يقودنا اليها الصيام بالنهار في رمضان يؤازره فيه معنى القيام بالقرآن في رمضان ارتبط الصيام والقرآن ارتباطا وثيقا. يقول صلوات ربي وسلامه عليه. الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصوم اي ربي منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن اي ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال فيشفعان هل لك ان تأتي عبد الله يوم ان تلقى الله بصيام ملأت به نهارك في رمضان وبقرآن ملأت به قيام الليل في رمضان فتظفر بشفيعين لك عند الله يوم ان تلقاه خذ ما اردت من الشفاعات فانت بحاجة لها غدا. يوم يحتاج المرء الى مثقال الذرة من الخير والحسنة ويخاف من مثقال الذر من الشر الذي قد تثقل به كفة السيئات الشفاعات التي يقدم بها العبد على ربه يلقى بها ربا كريما عظيما سبحانه وتعالى