مسألة الثامنة في موضع القانوت وقد تقدم بك هل هو قبل الركوع او بعده؟ كلا الامرين ثابت في فعله صلى الله عليه وسلم وثابت ايضا من فعل الصحابة رضي الله عنهم والتابعين. فاما ان تقنط بعد الركوع كما هو السائد والمنتشر والذي عليه الائمة غالب اذا رفعت رأسك من الركوع في اخر ركعة من وترك قائلا سمع الله لمن حمده وحمدت الله ربنا ولك الحمد فانك تدعو رافعا يديك يديك تقنت والناس تؤمن خلفك وهذا اشهر من القنوت قبل الركوع والاحاديث فيه اشهر والصفة الثانية ان يكون القنوت قبل الركوع وصفته كالتالي اذا فرغت من قراءة السورة بعد الفاتحة ولو كانت مثلا سورة الاخلاص في الركعة الاخيرة فقرأت ولم يكن له كفوا احد قلت الله اكبر وانت قائم ثم تبدأ تشرع في الدعاء رافعا يديك. فاذا فرغت من دعائك وانتهيت كبرت وسجدت كبرت وركعت عفوا فها هنا تكبيران التكبير الاول يفصل بين القراءة القنوت والتكبير الثاني هو تكبير الانتقال الى الركوع. هذا ايضا صفة ثانية وهي شبه مهجورة لا يكاد يفعلها الا خواص من طلبة العلم في صلاتهم ايضا حبذ احياء مثل هذه السنة لكن بالامرين المذكورين انفا ان يصحب هذا تعليم للناس وبيان حتى لا يحصل اضطراب وشيء من القلق والفوضى في المسجد والامر الاخر ان يغلب على ظنك ان هذا غير مفض الى جدل ولغط وعدم استيعاب للعوام او ينسب اليك شيئا من الخطأ والجهل ثم يفضي بك الامر الى الرغبة في تغييرك والبحث عن ما من سواك فاذا امنت ذلك وصاحبته بتعليم للناس فهو اوفق وارفق واحياء للسنة وتعليم للناس نحن بحاجة اليه من خلال هذه المواضع. وللحق يا اخوة وكلنا يرى ان ما يفعله ائمة الحرمين فيما يتعلق ببعض الصفات المشروعة في صلاة التراويح والوتر كان سببا في تعليم الناس كثيرا مما يجهلون مثل الوتر وصلاته ثلاثة اتباعا بتسليم واحد. فانك ترى سؤالا كثيرا بعد سلام الامام عن الذي حصل. فيتعلم المصلي ان هذا من السنة نعم ومثله ايضا ترك القنوت احيانا فيسأل مستغربا بعد الصلاة هل سهل امام او اخطأ في علم ان هذا من السنة وان فعله صحيح؟ الجهر بسملة في سورة الفاتحة او بين السورتين مثلا اذا كان يقرأ في الصلاة في تعلم ان هذا سائغ ثبت بالفعل ان الناس اذا وجدوا من الامام شيئا ما يدل على مشروعية امر هجروه وظنوه غير مشروع كان سببا في وهو في الحقيقة ابلغ من التعليم بخطبة يلقيها امام او درس يقدمه معلم وامام مسجد على اهل مسجده فانه اكد وابلغ