دعاء القنوت في الوتر يا كرام وهي مسألة يحسن التنبيه فيها على قضايا. صح ان النبي عليه الصلاة والسلام علم سبطه الحسن ابن علي رضي الله عنهما القنوتة في دعاء بجمل معدودات هو الذي نستفتح به قنوت الوتر عادة. اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت وقني شر ما قضيت. فانك تقضي ولا يقضى عليك. وانه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت اخرجه احمد واصحاب السنن وصححه الالباني هذا حديث وثبت ايضا عنه صلى الله عليه وسلم انه ثبت عن علي رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم كان يقول في اخر وتره اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. ايضا اخرجه احمد واصحاب السنن وصححه الالباني ما الذي تراه ان ما جعلناه جملة في افتتاح دعاء القنوت في الوتر وما جعلناه خاتمة هما الموضعان الثابتان من دعائه عليه الصلاة والسلام في قنوت الوتر في هذا الموضع خاصة احد الحديثين علمه سبطه الحسن والثاني ثبت عن علي انه عليه الصلاة والسلام كان يدعو به في اخر وتره فالذي فعله الائمة انهم جعلوا احد الحديثين فاتحة القنوت والاخر خاتمة له ثم جمعوا بينهما من الادعية ما يرجون به الفضل والرحمة والاجر وخيرات الدنيا والاخرة والاصل في هذا المشروعية والسعة. ومن اجل ذلك فان تضمين الدعاء بهاتين الجملتين هو الادعى الى اصابة السنة لكن التنبيه هنا على مسائل اولا اعلم انه ليس شيء مأثور يصح ان ينسب الى النبي عليه الصلاة والسلام في دعاء قنوت الوتر سوى هاتان الصيغتان الامر الثاني من الخلل الذي يقع فيه بعض الائمة ان يعمد الى القنوت فينشغل به اكثر من قراءة القرآن اتراه يختصر جدا في القراءة بما لا يزيد عن نصف صفحة رغبة في التخفيف عن المأمومين او ربما كان نزولا عند طلبهم كما يقال يرغب في التخفيف فاذا جاء في القانوت وقف بهم ربع ساعة ولا بأس عنده ولا عندهم هذا خلل يا اخوة لا يصح ان نتنزل فيه عند رغبات العوام وانهم يألفون الدعاء ويأنسون ويتلذذون بعباراته وجمله اكثر من كلام الله وان وقع فلا ينبغي ان نسهم فيه معشر الائمة بطريق غير مقصود هذا ينبغي الى نظر وتوازن الوقوف في الدعاء في قنوت الوتر لا يصح ان يكون ضعف ما يقرأه الامام في صلاته وهو اخلال بالسنة الامر الثالث في التنبيهات المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم في جنس الدعاء جملة ابرك الادعية واعظمها وانفعها ولسنا بحاجة الى تقرير هذا لانه عليه الصلاة والسلام اعظم العباد وافقرهم الى الله واعرفهم باسمائه وصفاته وما قاله وما خرج من شفتيه في مقام طب والدعاء هو اقرب طريق يوصل الى المقصود من رضوان الله ونيل ما عنده من الرحمة والعفو والمغفرة والقبول والعطاء والجود فاي عبد اراد طريقا مختصرا موصلا الى هذه المعاني فوالله لن يجد اقصر ولا اقرب من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم اعني يا كرام ان الجمل النبوية في الدعاء حتى التي نستعملها ما عدا هاتين الصيغتين. اذا اردت ان تزيد جملا في الدعاء بدا الا يتجاوز دعاؤك الجمل النبوية الواردة في جنس الدعاء وهي كثيرة. وقد جمعت كثيرا في كتيبات ومطبوعات الدعاء الثور وهو عظيم كبير وجمل واسعة متعددة لك فيها سعة من هنا تأكدت العناية بالجمر النبوية في الدعاء وهذا يعني شيئين مهمين ان استعمال الدعاء المأثور افضل وانفع وابرك من اي دعاء مصطنع. والله يا اخوة لا يغرنكم شجعوا العبارات وجمال الالفاظ واختراع التراكيب التي يجدها بعض الناس لست امنعها لكن اذا جئت تفاضل لا والله لا شيء افضل في الدعاء من عبارات النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الامر الاخر في التنبيه هنا في الجمل النبوية في الدعاء انه يقبح بالداعي ان يعمد الى الجمل النبوية في الدعاء ثم يعدل عليها يظيف ويزيد وينقص هذا والله يا اخوة قبيح يعني لو خيرت بين ان اخذ الجملة النبوية الثابتة في الدعاء النبوي عموما ليس في القنوت بين ان اقوله كما هو او اتركه فاتي الى دعاء اخر اتكلم فيه عن السيارات والطائرات والقصور والمراكب واسأل الله من نعيم الدنيا والاخرة اخير بين هذا وبين اتية الى نفس الحديث بالدعاء النبوي فازيد فيه وانقص واتي بالعبارات وادرج فيها ما لا يحسن هذا قبيح تدري ما وجه انك تستدرك على جمل النبي صلى الله عليه وسلم لفظة او عبارة او كلمة والله لو فقه الداعي اماما كان او غيره. لو فقه حقيقة هذا الصنيع ما ارتضاه ولا وافق به ولا طابت به نفسه. انا اضرب لك امثلة اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت وبارك لي من الخير فيما اعطيت وقني شر ما قضيت وقني برحمتك واصرف عني شر ما قضيت. هذا ادراج فانك تقضي ولا يقضى عليه فانك تقضي بالحق سبحانه ولا يقضى عليك هذا الادراج في الجمل انت في غنى عنه يا اخي المتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم اتظن انك ستزيد عبارة ولفظ تزيدها حسنا تزيدها جمالا تزيدها استيعابا للمعنى وتحقيقا للمقصود اترك هذا. الثابت عنه عليه الصلاة والسلام خذه كما هو. وثق تماما انه وليس جملة تقوم مقام جملته عليه الصلاة والسلام ولا لفظة تغطي مقام لفظه الكريم الشريف صلى الله عليه وسلم اذا فعلت هذا جهلا فيحسن بنا ان نتعلم. وان فعلناه تحسينا لللفظ فحاشا لن يكون كذلك بوجه ما. فليس احد اوضح بيانا ولا اعظم منه عليه الصلاة والسلام هنا سؤال طب هل يصح ان ازيد في الجمل في الدعاء غير المأثور؟ الجواب نعم لكن انضبط بالضوابط السابقة ان الافضل في الادعية النبوية تقديمها على ما سواها وانه لا ينبغي ان يطيل الامام طولا في القنوت يخرج به عن طوله المعتاد والذي يحسن به ان بينه وبين القراءة في الصلاة. الاقتصاد مطلوب يا اخوة. ثم اعلم رعاك الله انه ليس مطلوبا منك في دعواتك ان تدرج كل المطالب والاماني في دعوة واحدة في ليلة واحدة فيحسن بالامام ان يقسم ان يقسم هذه الدعوات على الليالي فيأتي باصول المطالب ويدرجها في دعواته دائما. اصول الخير والحسنات وحصول النعيم وطلب الرضا والعفو والعافية. اما باقي الامور السؤال مثلا بالتوفيق الصلاح الازواج الذريات الاموات المرظى ونحوهم كل هذا لو نوع فيه فكان ايسر على المأمومين ارفق بهم الجوامع في الدعاء يغني عن التفصيل كثيرا اه هنا ايظا يا اخوة تنبيه اخير بشأن الدعاء المساجد اليوم مكبرة مزودة بمكبرات صوت لا يخلو منها مسجد وهذا يعني انه اذا دعا الامام الناس خلفه تسمع وصوته مسموع ولو خفض صوته فمكبر الصوت يسمع من خلفه حتى همسه اذا همس احيانا. وحتى لو خفض صوته سمع صوته اذا لا معنى ابدا لمبالغة بعض الائمة في رفع الصوت اثناء الدعاء او في جملة منه ولو على سبيل الخشوع او التأثر ولو على سبيل موضع جاء فيه ذكر قضية من القضايا يتأثر معها الداعي اما لاحوال المسلمين في بعض البلاد واما لذكر نعيم الجنة وعذاب بالنار او لذكر اي شيء لا تفهم ابدا ما معنى رفع الصوت الذي يضج به المسجد والناس خلفه تضج ايضا برفع الصوت بالتأمين. يا اخوة والله لو فقهنا ايضا ان هذا مناف للادب في الدعاء حجمنا عنه الادب في الدعاء خفض الصوت ما المناسب بالله عليكم لمقام الذل والخضوع لله عز وجل في الدعاء؟ خفض الصوت والله يؤدبنا فيقول ادعوا ربكم تضرعا وخفي انه لا يحب المعتدين ختم الاية بالتنبيه وعدم حبه سبحانه للاعتداء في الدعاء مشعر بان ما قبله من الصفتين المذمومتين نوع من الاعتداء في الدعاء التضرع والخفية فما نفاه ما كان من الاعتداء الاستغناء والاكتفاء وشيء من الاستعلاء في الدعاء او شيء مما لا يشعر بحاجة العبد ولا بخفض صوته وادبه اذا الانطلاق والحماس والاسترسال مع رفع الصوت في الدعاء هذا لا يدعو لا يوافق فيه الحقيقة حال الداعي اذا كان بقلب منكسر. والله يا اخوة ومهما بلغ بك الخشوع في صلاتك في قنوتك في دعائك في جملة امتلكت فؤادك وانت تدعو فانتفض لها بدنك. والله لا وافقوا القلوب المنكسرة والفؤاد الذي رق الا صوت منخفض الا خضوع وذل وانكسار ولا يظن احد ان الخضوع والقلب المنكسر يفظي بصاحبه الى جلجلة الصوت بحال من الاحوال التضرع والخفية هو نوع مما امر الله به عز وجل واشارة الى ان هذا التضرع والاخفاء هو المطلوب. انظر الى مدح الله وثناءه لزكريا عليه السلام قال ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا. فنحن احوج للتنبيه على هذه المعاني والتذكير بها معشر وكرام