المسألة التي ساختم بها احبتي الكرام هو الحديث عن اخذ الاجرة على امامة التراويح هنا مسألة تحصل لكثير من الائمة وهو فرض اعطيت للامام اذا صلى بهم صلاة التراويح اكراما من اهل المسجد للامام او شيئا مما يفرظ من الهبات من الجهات الرسمية المسؤولة كوزارة الاوقاف وادارة شؤون المساجد او جمعيات تحفيظ القرآن او اي جهة تتولى اكرام الائمة باعطائهم طرفا من الاعطيات والاكرام المادي او المعنوي ونحوه في امامة التراويح. الناس في هذه المسألة طرفان ووسط الطرف الاول يمارس المشارطة والاصرار على اخذ الاجرة على الامامة والتفاوض عليها مسبقا قبل الشروع في الالتزام مع اهل المسجد بالصلاة بهم ويصل الحد ببعض الائمة اصلح الله حالنا جميعا انه اذا اتفق مع اهل مسجد على الصلاة بهم في التراويح واتفقوا على قدر معين من الاعطية ثم وجد مكانا اخر يعطى فيه اكثر تركهم وانصرف وانتقل الى الثاني وهذا والله اقل ما يقال فيه انه بؤس وخسران والله المستعان الطرف الثاني المقابل تماما يرى عدم جواز ذلك مطلقا لا على سبيل المشارطة والمفاوضة ولا على سبيل الهبة والاهداء ويرى اخذ الاعطية والهبة على الامامة باطلا مبطلا للصلاة قادحا في اخلاص الامام وصحة قصده. وهذا ايضا ايغال في مقابل الطرف الاخر. الوسط ما هو؟ ان قارئ القرآن وامام الناس سواء كان امام فريضة او نافلة يؤدي عبادة وقد انعقد قول المسلمين ان العبادات لا يؤخذ عليها اجرة انما يراد بها ابتغاء مرضات الله وانه اذا اعطي عليها شيئا من غير سؤال ولا تطلع نفس اخذه خصوصا ان كان محتاجا اليه اخذه اذا اعطي من غير سؤال ولا مشارطة ولا تفاوض والاصل انه صلى بهم رغبة في ثواب الامامة وفضلها وشرفها وقراءة وما يناله من اجر السامعين والمصلين خلفه بل اعلم رعاك الله انك اذا تقدمت في المحراب فصليت فلا تظنن ان الذي يسمعك فقط هم صفوف المصلين خلفك بالاحاد او بالعشرات او بالمئات حسب المسجد الذي تصلي فيه. بل من يسمعك رعاك الله وربات الخدور وامهات المنازل وتبلغهم اصوات المحاريب والمنابر ممن يستمعوا القرآن ويأنس به ليالي رمضان وان لم يكن ذلك اتظن ان مسلمي الجن ممن يعيشون في بلدان المسلمين ويسمعون قراءة المصلين لن يعدم اثرا من نفع قارئ قرآن منتفع بقراءته فاجعل هذا في قصدك رعاك الله. ان الله يفتح بقراءتك القلوب وتستجيب لها الاذان فتقذف الهداية باية يسمعها ومنك احدهم ويعلن بعضهم توبته ايضا بموضع سمعه منك في قراءتك في الصلاة والله يا اخوة اذا اخلصت النيات فالباب في هذا عظيم. كيف وانت تقرأ كتاب الله وانت تؤم الناس بكلام الله اجعل نيتك فوق وارتفع بها نحو الافق واجعل مقصدك شيئا عظيما عاليا. فمن اعطي شيئا بعد ذلك من غير مشارطة ولا مساومة ولا تفاوض فاخذه لا بأس به مشروع خصوصا كما قلت لك ان كان محتاجا اليه فاخذه فهو حسن وان رده وهو مستغن عنه وقد كفاه الله عز وجل ولم يترتب على فعله شيء من الحرج وانكسار قلوب الناس معه واهل المسجد فهو ايضا لا بأس به وهو صنيع حسن. اذا اكتفى واستغنى وشكر لهم اعطيتهم وردها ليتم له صفاء مقصده ولا يقدح فيه شيء من التطلع الى امر الدنيا في مقابل قراءته وصلاته فهذا اعلى رتبة ولا شك. لكن قيدت لك الا يشعر به وبانكسار وحرج لان هذا من المطالب ايضا ان يرعى المسلم مشاعر اخوانه. طيب ماذا لو اعطوني وانا مستغني والحوا عليه فاعتذرت عن قبوله ثم وجدت الاصرار والالحاح والمشادة على ذلك فان كان ولا بد فخذه ثم انفقوا في وجوه الخير وانت بهذا تصيب الحسنيين. وربما وجدت بعض المأمومين خصوصا من الزوار والحجاج والمعتمرين اذا قدم يرى فيما جرى عليه العمل في بلدانهم انه من اكرام الامام ان يعطيه ما تيسر. فتراه مصرا وقد وضع كفه في كفك ان يعطيك شيئا مما اخرجه من جيبه ثم رغم اصرارك على التمنع يصر هو على الاعطاء ثم قد تفتح يدك فاذا هو ريال او خمسة ريالات هي لا تعني شيئا لكن تراك اذا رفضت انكسرت نفسه وانحرج وربما عاد يعني بشيء من الحرج. فلو تلطفت باخيك وقد اعتذرت لكنه اصر فانت افقه منه انتفع به في وجه اخر تصدق به اجعله في امور المسجد فهذا انفع وابرك ويرجى ان يكون امرا وسطا بين المقامين سئل الحسن البصري رحمه الله عن القوم يستأجرون الاجير فيصلي بهم فقال الحسن ليس له صلاة ولا لهم هذا اذا وصلنا الى اجارة وتعال كم تأخذ وكم تعطي وكم ليلة تصلي وكم ركعة قال اذا وصلنا الى اجارة قال ليس له صلاة ولا لهم. امر مصعب عبد الله ابن معقل ان يؤم الناس في المسجد الجامع في رمضان. فلما افطر الناس يعني يوم العيد وانتهى رمضان ارسل اليه بخمس مئة وحلة فردها وقال انا لا نأخذ على كتاب الله اجرا صنيع كانوا يفعلونه مراعاة لما سلف. هناك جملة من الاثار تدل على انهم كانوا ينظرون الى الصلاة على انها عبادة. ونحن نحتاج ان نقول لشبابنا وحفاظنا اليوم وائمة التراويح. من اغناه الله عز وجل فليستغني ولا يتطلع الى شيء من ذلك. وان اتاه شيء من غير سؤال وهو في حاجة اخذه. وانتفع به ولا حرج عليه ان شاء الله. فان لم تكن له حاجة واعتذر الى الناس فهذا الذي نحبه حتى يعلم الناس ويألفون ان المسألة عند اهل القرآن والائمة والمصلين من خلفهم اعلى من ذلك وارفع واجل مقدرة وانهم لا يتطلعون الى شيء من ذلك ولا يربطوا الصلاة به على نحو من التأكل وطلب الدنيا فالمهم ان تنتفي عنا صورة لا نحب والله ان نراها بين اهل المسجد والائمة في رمضان. المشاركة والاتفاق على الاخذ والعطاء والاتفاق على دار قليل او كثير وما المزايا التي يمنحها الامام اذا صلى؟ وكيف يعطى ومتى يعطى؟ كل ذلك نريد انتفاءه لتكون المسألة على حضور وخشوع وتلطف في العناية بهذا الشهر الفضيل واحكامه ومسائله