الانبياء والمرسلين اما بعد في سر مركز الدعوة والارشاد وجامعة عائشة الراجحي بمكة المكرمة بالتعاون مع مركز النبأ العظيم يرحب بكم باليوم في اليوم العلمي الاول لائمة التراويح نبتدأ الفترة الاولى بمسائل فقهية تهم ائمة التراويح يقدمها فضيلة الشيخ الدكتور حسن ابن عبد الحميد بخاري ليتفضل مشكورا مأجورا بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له من يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة المباركون فنلتقي في هذا المجلس في ساعة او نحوها للحديث عن مسألة اقبلت ايامها ويفصل بيننا وبينها ليالي معدودات الحديث عن التراويح في شهر رمضان عموما وعن دور الامام وحافظ القرآن وقائد المحاريب في هذه الليالي الفضيلة المباركة على وجه الخصوص الحديث عن هذا الموضوع مهم بالدرجة التي يتعلق بها امام التراويح يتقدم الصفوف وقبل الحديث عن هذا الموضوع ما يتعلق به من مسائل كما عنون له فانه اشير ها هنا في البداية الى مقدمات اولا هذا الجمع المبارك وهذه الكوكبة الشريفة من الحاضرين في هذا المجلس ومن السامعين لهذا اللقاء هم فئة شريفة كريمة عزيزة ممن تقلدت وسام الخيرية في الامة بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه اهل القرآن وحفظته قوم كرام شرف الله اقدارهم ورفع مكانتهم فكيف فكيف اذا كانوا بجوار ذلك ائمة المحاريب ومن يتقدم الصفوف وتأتم بهم جموع المسلمين فانهم اعظم شرفا ولا بد والحديث كله فيما يتعلق بالامامة وشرفها وفضلها يأتي في سياق لا بد ان يقترن به فضل الزمان الذي اقبلنا عليه واقبلت علينا ايامه في شهر رمضان المبارك هذه المقدمة الاولى تقول ان اجتماعا كهذا يلتقي عليه قوم كرام في مثل هذا الوصف حري به ان يحظى من العناية والاهتمام بقدر هذا الحدث وبقدر الحاضرين فيه. المقدمة الثانية تقول انه اذا كان يتعين على طالب العلم خصوصا وعلى المسلم عموما ان يتفقه ويتعلم من احكام الدين ما تعلقت به ذمته فانه ينطبق علينا في هذا السياق انه حيث اتجه بعضكم الى الامامة في التراويح والى ارتباطه بالمساجد والجوامع وامامة المصلين فانه يتعين عليه ايضا من فقه مسائل هذا الباب ما يتعين عليه علم وتعلمه والتفقه فيه وكذلك قل في المسلم الذي يخوض التجارة وينزل في صفقات البيع والشراء يتعين به من تفقهه في علم احكام البيع مسائله ما لا يتعلق بغيره وهكذا والمقدمة الثالثة انه اذا كان هذا الجمع متهيأ لامامة التراويح وقد عزم وحزم امره على التفقه في المسائل ومعرفة احكامه ما تعلقت به رقبته وتكليف الله عز وجل بشأنه للعناية بهذا الباب من العلم المرتبط بعبادة عظيمة كما سيأتي التنويه اليه فانه ايضا الفقه هنا كثير المسائل واسع الابواب فلا اقل من الحد الادنى الذي لا يسع جهله في هذه المسائل في ابواب الفقه عموما وفقه الصلاة على وجه الخصوص. الامر الاخير في بهذه المقدمات يا كرام وكنت قد طرحته لاخوة كرام في جمع مثل هذا جمع المبارك قبل سنوات لما اقيم مثل هذا اللقاء للعناية بفقه التراويح وكان اللقاء مشتملا على جملة من المسائل وكان في مقدمتها عبارة ائذنوا لي ان اقولها كما سبق طرحها. حين ترفرف قلوب في رمضان وتحلق بالصيام والقيام في سماء الايمان فانها تنطلق متسابقة نحو بوابة من بوابات العفو والغفران المشرعة في رمضان من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي الحديث الاخر من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فهل ادركت في هذا السياق من تكون انت حفظك الله انت حادي هذه القلوب المرفرفة خفقا بالايمان والتقوى. في اعظم عبادة في افضل زمان في اشرف وقت واجل ساعة صلاة في رمضان في جوف الليل وثلثه الاخر وانت تؤم جموع المصلين في التراويح فانك تغمسها في ينبوع القرآن وترويها بعذب هداياته وبديع اياته وانت تعرض القرآن في امامتك بالتراويح فانك تفتح باذن الله قلوبا مغلقة. وتشرح صدورا ضيقة وتمتع ارواحا الى كلام ربها مشتاقا. انك تلقي كلام الله انك تلقي كلام الله في الصدور المفتوحة له. والمقبلة عليه والمشتاقة اليه كم خشعت لقرائتك القلوب؟ وكم ذرفت لتلاوتك العيون؟ وكم اقشعرت جلود المصلين خلفك وانتفضت ابدانهم استرواح قال لكلام الله وتأثرا بمواعظه. من اجل ذلك وغيره يكون مثل هذا اللقاء يا كرام. استشعارا لشرف الدور وعظمة الامانة وضخامة المكانة التي يتبوأها احدكم اذا تقدم في المحراب واتى الى موضع الامام فكبر وكبر الناس خلفه وقرأ والناس فتحت قلوبها قبل اذانها لتلاوته فركع وسجد وهم يأتمون به في كل شأن من شؤون صلاته في قيام الليل من اجل ذلك نحن بحاجة يا كرام الى استشعار كل هذا لاجل ان نفقه ما الذي بايدينا؟ وما الذي نحن مقبلون عليه ليأخذ حقه منا عناية واهتماما وتأصيلا وتفريعا. في ختام هذه المقدمات انا لا يفوتني ان اشكر الاخوة الكرام باللجنة العلمية وفي البرامج هنا في جامع الراجحي مشكورين على العناية بهذا الباب تحديدا. وفي هذا التوقيت تحديدا لهذه الفئة الكريمة من اهل القرآن وحملته ايضا تحديدا. فدونكم رعاكم الله مسائل هي جملة من تنبيهات يحتاج اليها احدنا. وهو طالب علم حافظ كتاب الله سيتقدم المحاريب ويؤم الناس الفقه فيها لن يكون فيها مسائل جديدة على وجه التحديد بقدر ما هي تجديد عهد بمسائل يعرفها كثير منا ويمر بها كثيرا. لكنه للحق لابد ان نقول انه من المؤسف ان يتقدم امام تراويح فينا احد فيتقدم للصلاة فتمر به مسائل لا يحسن التعامل معها. او لا يفقه موقف الاحكام الشرعية واختلاف الائمة فيها فربما افضى به الى خطأ. وربما وقع في زلل وربما استمر في خطأ دون ان يفقه مواقع الاحكام الشرعية فيها. من اجل ذلك كله كان هذا المجلس تدارسا يا كرام. وكان نوعا من الحث والتواصي الذي يحسن بنا ان نتذاكر به وان يحث به بعضنا بعضا. في الحديث عن فقه المسائل المتعلقة باحكام الامامة في التراويح في رمضان. ساعرض جملة متناثرة ربما لا يربطها شيء بقدر ما تتعلق بصلب المسألة التي اجتمعنا لاجلها. وانا اسردها تباعا على هيئة الترقيم المسألة الاولى حين نتحدث عن احكام المسائل المتعلقة بصلاة التراويح في رمضان وفقهها فان نقطة البداية لابد ان تكون من مشروعية صلاة التراويح في رمضان واي حديث عن مشروعية التراويح في رمضان لابد ان يشتمل على نقاط اربعة عندما اريد ان اذكر تأصيلا شرعيا لصلاة التراويح في رمضان فانني سأذكر نقاطا اربعة تقود الى تأصيل شرعية صلاة التراويح. النقطة الاولى مشروعية قيام الليل جملة في كل النصوص في الكتاب والسنة لان التراويح وهو قيام الليل جنس عام يدخل فيه قيام رمظان وغير رمظان. فاي اية في كتاب الله الكريم؟ واي حديث في سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. تذكر وفضله ومكانته يدخل فيها قيام رمظان تبعا. في مثل قوله تعالى انهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون بمثل قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون في مثل قوله تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين الا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب. وفي مثل قوله صلى الله عليه واله وسلم من قام في ليلة بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة اية كتب من القانطين ومن قام بالف اية كتب من المقنطرين. ناهيكم عن السنة العظيمة الوافرة في قيام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الليل حتى ورمت قدماه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام قيامه الطويل الذي يوازي في طوله ركوعه وسجوده الشريف صلى الله عليه وسلم. قراءته الخاشعة التي انتفض لها بدنه. واهتز لها فؤاده واقشع عر لها حال من حوله فكيف به هو صلى الله عليه وسلم؟ قراءة كان يعيش معها معاني القرآن ومواعظه وتدبر اياته ذرفت له عيناه الشريفتان عليه الصلاة والسلام وتحرك لها قلبه ووجدانه شعر به اهل بيته ومن صلى معه ومن شهد في قيام الليل هذا باب كبير لا يسعنا الحقيقة في مثل هذا اللقاء عرضه وان كنت والله استحب لامام التراويح اذا ما اكرمه الله بمحراب يؤم فيه ان يلقي نظرة وان يمر على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل والله يفتح يا اخوة افاقا واسعة ويعيد لك النظرة الى قيام الليل وشأن احدنا فيه اذا ما جعل هدي النبي صلى الله عليه وسلم نصبا عينيه سيجعلك تنظر الى قيام الليل من منطلق اخر. سيجعلك تتعامل مع قيام الليل باعتباره عبادة. كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يتقلب فيها يتنعم وهو يتلذذ بالقيام اذا قرأ وبالركوع اذا حنى صلبه وبالسجود اذا وضع جبهته صلى الله عليه وسلم عش هذا المعنى وتقلب في الهدي النبوي واستمتع به فانه والله حق على طالب العلم عموما والمسلم وعلى امام التراويح خصوصا ان يعيش الهدي النبوي في رمضان. ما من ديوان من دواوين السنة ولا باب من ابواب الصلاة في الفقه الا ويعرض لصلاة التراويح واحكامه ومسائله وشيء ليس باليسير من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في بقيام الليل عموما. هذه النقطة الاولى فيما يتعلق بالتشريع او مشروعية صلاة التراويح كل ما جاء في النصوص الشرعية بشأن قيام الليل النقطة الثانية المتعلقة بقيام بمشروعية صلاة التراويح هو الحديث عن مشروعية صلاة التراويح في شأن النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على قيام رمضان على وجه الخصوص كل ما جاء في قيام الليل يدخل فيه قيام رمضان. اما ان يخص عليه الصلاة والسلام قيام ليالي رمضان بنصوص فضل فانها زيد في بيان فضل هذا الجنس من العبادة وبيان مزيتها على غيره. اما ان الليل كله في كل السنة مشروع قيامه لكنه في رمضان اكد ولهذا جاء الحديث في الصحيحين من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فاذا اردت ان استدل على مشروع قيام رمضان فاني امكن يمكن لي ان نستدل بعموم نصوص قيام الليل ويمكنك ان تستدل بخصوص النصوص التي جاءت في قيام رمظان على وجه الخصوص من قام رمظان ايمانا واحتسابا وفي الحديث الاخر ايظا في الصحيحين من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا. صحيح النص الثاني يتعلق بليلة القدر قدري لكنها لما اخفيت وكان الاجتهاد يتطلب قيام الليل كله او العشر الاواخر منه على وجه الخصوص صح ان يكون ذلك دليلا ايضا يلتمس في بيان فضل والحث على قيام رمضان على وجه الخصوص. اذا هذه النقطة الثانية في الحديث عن فضل قيام رمضان ومشروعيته. النقطة ثالثا هو في الحديث عن التراويح في صلاة في الجماعة في صلاة التراويح في رمضان وهنا ستنطلق الى فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم كما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها والرواية في الصحيحين مختصرة وجاءت في السنن والمسند بشكل اوسع وانا اسمعكموها. في الصحيحين تقول عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد الحديث في الصحيحين ليس فيه تحديد لرمضان ولا لبعض لياليه على وجه الخصوص. خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فاصبح الناس يتحدثون بذلك قالت فاجتمع اكثر منهم فخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فاصبح الناس يذكرون ذلك فكثر اهل المسجد عن اهله فكثر اهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاته. فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن اهله فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم يقولون الصلاة يعني ينادون بلفظ الصلاة تذكيرا لعله يسمع وهو في الحجرات صلى الله عليه وسلم فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر اقبل على الناس ثم تشهد فقال اما بعد فانه لم يخفى علي شأنكم ولكني خشيت ان فرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها قالت في اخر الرواية وذلك في رمضان هذا الحديث الذي جاء مختصرا هنا في الصحيحين جاء باوسع منه في السنن وقد صححه الالباني رحمه الله. من حديث عائشة رضي الله عنها في ابي ذر رضي الله عنه وغيرهما في جملة من الاحاديث مجموعها يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه ليلة من ليالي العشر الاواخر من رمضان فقام بهم نحوا من ثلث الليل من ثلث الليل. فلما كانت الليلة التي تليها لم يخرج اليهم يعني قام الليلة الوتر فلما كانت ليلة الشفع بعدها ما خرج اليهم فدل هذا على انه ابتدأ الصلاة بهم من غير موعد سابق ولا قصد ولا ترتيب. خرج فصلى فاتموا به فصلوا بصلاته ثم لما كانت الليلة التي تليها خرج اليهم فصلى بهم نحوا من شطر الليل وتلاحظ التمدد في المدة بدأ بثلث الليل ثم ثنى بشطره. ثم لما كانت الليلة التي تليها لم يخرج اليهم. حتى كانت الليلة الثالثة خرج صلى الله عليه وسلم فصلى بهم قياما طويلا حتى خشوا معه فوات السحور ثم لم يقم بهم بعد ذلك عليه الصلاة والسلام مع علمه باجتماعهم وانتظارهم خروجه. ثم بين لهم صلى الله عليه وسلم ان انه لم يخفى عليه شيء من ذلك وانه تركه خشية ان يفرض عليهم قيام الليل هذه النقطة الثالثة مهمة جدا في فقه صلاة التراويح جماعة اما الفقه ادراك مشروعية قيام الليل اصلا فقد مر بيكون في نوعين من النصوص قيام الليل عموما وقيام رمضان على وجه الخصوص. اما الجماعة فاصلها في المشروعية حديث عائشة في الصحيحين رضي الله عنها وما دلت عليه روايات السنن من حديثها وحديث ابي ذر وغيرهم رضي الله عنهم اجمعين. هذه النقطة الثالثة اذا هل تصح صلاة التراويح جماعة؟ الجواب نعم والدليل فعله صلى الله عليه وسلم الذي حصل في ثلاث ليال من ليالي رمضان على النحو الذي سمعت تموجزا ومفصلا النقطة الرابعة والاخيرة هي صنيع امير المؤمنين عمر رضي الله عنه وارضاه. فانه بعد تلك الليلة لم يكن صلى الله عليه وسلم يخرج اليهم بهم صلاة التراويح جماعة. فانقضى الامر على ذلك في العهد النبوي معللا بالعلة التي سمعت خشية ان تفرض عليكم وانت تعلم رعاك الله ان الفعل النبوي اذا علل بعلة صريحة كانت هي مناط الحكم فامتنع صلى الله عليه وسلم لاجل ذلك المانع الذي صرح بذكره وقد جرى فعل الصحابة رضي الله عنهم في غير ما موقف وقضية في الاسلام انه اذا علق فعله صلى الله عليه وسلم او تركه لمانع من الموانع ثم زال هذا المانع فانه يثبت عندهم مشروعية فعله. كما حصل في صلاة التراويح هنا وكما حصل في تدوين المصحف وجمعه وكما حصل معهم ايضا في تدوين السنة والحديث النبوي وجمعه في نحو يطول ذكره ومراحل عمله للصحابة ومن بعدهم في هذه القضايا. فنظروا الى انه عليه الصلاة والسلام امتنع خشية ان تفرض اما وقد مات صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي وتمت الشريعة واكتمل الدين فلن يخشى هذا المحذور ان يقع فلما عاود الصحابة الاجتماع لصلاة التراويح جماعة كان ذلك بمأمن من وقوع المحذور الذي اخبر بالخشية منه صلى الله وعليه وسلم. ولذلك فانه في صحيح البخاري على انه وقد مضى ذلك في خلافة ابي بكر رضي الله عنه ثم عاد في زمن عمر. في حديث عبد الرحمن بن عبد القاري انه قال خرجت مع عمر ابن رضي الله عنه كما في صحيح البخاري ليلة في رمضان الى المسجد قال فاذا الناس اوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط. فقال عمر رضي الله عنه اني ارى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان امثل ثم عزم فجمعهم على ابي بن كعب رضي الله عنه قال ثم خرجت معه ليلة اخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم. فقال عمر رضي الله عنه نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها افضل من التي يقومون. ماذا يقصد قال والتي ينامون عنها افضل من التي يقومون يريد قيام اخر الليل وكانوا يقومون اوله فاذا انقضت الصلاة انصرفوا الى ومنازلهم واحوالهم. قال ما بقي من الليل في اخره افضل واعظم اجرا من القدر الذي صلوه جماعة في اول الليل والنصوص تدل على ذلك في فضل السحر وجوف الليل الاخر وانه افضل من سائر اجزاء الليل اذا كما رأيت فان عمر رضي الله عنه جمعهم على ذلك وهو المسدد الملهم المؤيد رضي الله عنه وارضاه في كثير من مواقف الوحي ولهذا يقول النووي رحمه الله تعالى حاكيا اجماع العلماء على استحباب صلاة التراويح جماعة. قال اتفق العلماء على استحبابها واختلفوا في ان الافضل صلاته في بيته منفردا ام جماعة في المسجد فقال الشافعي وجمهور اصحابه وابو حنيفة واحمد وبعض المالكية وغيرهم الافضل صلاتها جماعة كما عمر بن الخطاب رضي الله عنه والصحابة رضي الله عنهم واستمر عمل المسلمين عليه لانه من الشعائر الظاهرة فاشبه صلاة عيد وقال مالك وابو يوسف وبعض الشافعية وغيرهم الافضل فرادى في البيت. لقوله صلى الله عليه وسلم افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة اذا هذه المسألة التالية بعد ان علمت مشروعية صلاة التراويح جماعة بامور اربعة. مشروعية قيام الليل جملة ومشروعية قيام رمظان خاصة وصلاته صلى الله عليه وسلم باصحابه ثلاث ليال من رمظان ثم انقطاعه عنهم وعودة امير المؤمنين عمر رظي الله عنه الى جمع الناس على امام واحد فهذه اربعة قضايا تبين مشروعية صلاة التراويح جماعا. المسألة الثانية في المفاضلة بين صلاة التراويح جماعة او صلاتها منفردا. ولهذه المسألة تفصيل يطول موجزه ما سمعت في كلام النووي قبل قليل. ان جمهور الفقهاء وتفظيلا صلاة الجماعة صلاة التراويح جماعة في المساجد استدلالا بفعله صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي عمر رضي الله عنه والاكد من ذلك استمرار عمل المسلمين في مساجد المسلمين وامصارهم على هذا الصنيع من زمن الخليفة عمر رضي الله عنه والى اليوم والى قيام الساعة في الاجتماع لصلاة التراويح جماعة في المساجد انما ذهب القول الاخر المنسوب الى ما لك الى ما لك وابي يوسف وبعض الشافعية بتفضيل الانفراد باعتباره من جنس النوافل بالتي يكون الاصل فيها انفراد المصلي بصلاته وكذلك الشأن في قيام الليل كما تفعل في قيام الليل طيلة العام. فان الافضل للمرء ان يصلي منفردا وان تكون الصلاة في بيته لاصل هذا فضل العظيم افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة. اما النبي صلى الله عليه وسلم فكما سمعت صلى في بيته منفردا وصلى جماعة في بعض ما تقدم انما ال الامر الى شبه استقرار بالعمل على ان الافظل صلاتها جماعة. واستمر عليه عمل المسلمين. ولهذا فان المروزي رحمه الله تعالى لما حكى الاثار عن عدد من ائمة السلف باستحبابها باستحبابهم صلاة التراويح جماعة نقل جملة من الاثار. ومن ذلك قول ابي وائل كان ابن مسعود رضي الله عنه يصلي بنا في رمضان تطوعا. وعن حنش الصنعاني ان ابي بن كعب رضي الله عنه كان بالناس في قيام رمضان فلما توفي ابي رضي الله عنه قام بهم زيد بن ثابت رضي الله عنه وقال عطاء بن السائب عن زادان وميسرة وابن البختري وخيار اصحاب علي رضي الله عنه انهم كانوا يختارون الصلاة خلف الامام في رمضان على الصلاة في بيوتهم. وكان سعيد بن عبدالعزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. يصلون مع الامام في قيام العامة. ويرون ان الفضل في ذلك تمسكا بسنة عمر رضي الله عنه ومن بعده من ائمة المسلمين هاتان مسألتان هي المنطلق في فقه صلاة التراويح وحكمها جماعة. المسألة الثالثة في عدد ركعات صلاة التراويح والجدل فيه القديم الحديث بين احدى عشرة ركعة وعشرين او ثلاث وعشرين ركعة والجدل في هذا ليس وريد الساعة وليس نقاش الائمة والحفاظ وطلاب العلم في هذا العام او الذي قبله لكنه بين رأيين فيها في حيال العدد في ركعات قيام الليل. الرأي الاول ان ركعات التراويح في قيام رمضان وفي ايام العام على لا ينبغي ان تزيد على احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة ركعة كما ثبتت به السنن. وانه لا يصح لحديث عائشة رضي الله عنها الاتي ذكر وبعد قليل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة. وفي الصحيحين ايضا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء الا في اخرهن هذا القول الاول وهو ايضا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة. والحديث ايضا في الصحيحين يعني بالليل ونحوه من حديث زيد ابن خالد رضي الله عنهم اجمعين. قال الشعبي سألت عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر رضي الله انه ما عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل. فقال ثلاث عشرة ركعة منها ثمان ويوتر بثلاث وركعتين قبل صلاة الفجر. فهذه الثلاثة عشر اركع موزعة هكذا كما سمعت في سؤاله لابن عباس وابن عمر هذا الثابت من فعله صلى الله عليه وسلم وبه استدل من قال بعدم جواز زيادة ركعة على هذا العدد في قيام الليل عامة ورمضان خاصة ويرى اصحاب هذا القول عند بعضهم ان الزيادة على هذا العدد يدخل بصاحبه في عداد البدع والمحدثات بالصلاة في قيام الليل وان من زاد ركعة في قيام الليل على احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة ركعة كان كمن زاد ركعة خامسة في الظهر والعصر والعشاء وانها من البدع المردودة التي يأثم صاحبها اذا فعلها معتقدا خلافها هذا الرأي الاول ودليله ما سمعت من النصوص الصحيحة الصريحة عن عائشة عن ابن عباس عن ابن عمر وعن زيد ابن خالد وغيرهم رضي الله عنهم اجمعين الذي يصرحون فيه بنفيهم ان كان زاد ان ان يزيد صلى الله عليه وسلم في الصلاة في رمضان وغيره على هذا العدد المحدد هذا الثابت من فعله صلى الله عليه وسلم والخلاف بين احدى عشرة وثلاث عشرة ركعة في ركعتين الفرق بين هذين العددين وهو محل خلاف هل هي محسوب معها سنة العشاء؟ فتكون احدى عشرة ركعة ومع ركعتين العشاء تصبح ثلاث عشرة ركعة ومنهم من قال بل هي سنة الفجر الراتبة لانه يستمر احدى عشرة ركعة الى نهاية الليل. فاذا طلع الفجر واقتربت منها سنة الفجر فكان المجموع ثلاث عشرة ركعة وهل يحسب الوتر او ما يحسب في العدد؟ انما لا خلاف انه في فعله صلى الله عليه وسلم ما كان يزيد والنصوص في هذا صحيحة صريحة القول الاخر لاهل العلم انه لا بأس بالزيادة وان العدد غير مقصود. وما ثبت في الاحاديث التي تحكي فعله الشريف صلى الله عليه وسلم في قيام الليل وانه ما زاد على احدى عشرة ركعة لا يناقض الزيادة لانه فعل ولم ينهى صلى الله عليه وسلم ولم يأمر بالتزام عدد بعينه في صلاة الليل وانه لو صلى امرؤ عشرين ركعة او ثلاثين او ستين او مئة او الف ركعة فلا حرج في ذلك وانه مهما تفاوت العدد فان المسلم ليس محدودا له العدد في ركعات قيام الليل عموما وفي رمضان على وجه الخصوص واستدلوا لذلك بسؤاله صلى الله عليه وسلم او في جوابه للسائل لما سأله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل وهو قائم على المنبر والحديث في الصحيحين. فقال صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشي احدكم الصبح صلى واحدة توتر له ما قد صلى فهذا جواب واضح يدل على ان صلاة الليل تكون ركعتين ركعتين من غير تحديد عدد فانت هنا سلمك الله بين نوعين من الادلة احدهما فعلي يحكي فعله صلى الله عليه وسلم وانه ما زاد على احدى عشرة ركعة والاخر دليل قولي في اجابته للسائل لما سأل عن قيام الليل فقال مثنى مثنى ولم يحدد له عددا فمن العلماء من قال وتأمل حتى تفهم وجه الخلاف بين الفريقين. من العلماء من قال قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى مطلق ينبغي ان يتقيد بما ثبت في فعله عليه الصلاة والسلام. والمعنى يكون كالتالي صلاة الليل مثنى مثنى ولا تزد على احدى عشرة ركعة فاذا خشيت الصبح اوترت بواحدة ومن العلماء من قال هذان حديثان لا يقيد احدهما بالاخر الاول يحكي فعله والثاني اجاب فيه جوابا عاما ولا يحسن التقييد هنا لسبب مهم انه عليه الصلاة والسلام لو اراد ان يعلم السائل حكما ترتبط به عدد معين في عبادة لبينه له في الحال ولا يصح ولم يثبت في الشريعة انه عليه الصلاة والسلام اخر البيان عن وقت الحاجة والموضع الحاجة سؤال السائل ولا يصح ان تقول انما تركه لما عهد عنه في العدد وانه يفهم منه صلاة الليل مثنى مثنى ويقيد بالعدد بما ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم دون تحديد قيد عدد فاذا استصحبت ان السائل لم يرد في سؤاله انه سأل عن العدد هل قال يا رسول صلاة الليل كم ركعة هو سأل عن الصفة ما سأل عن العدد ولا سأل عن الكيفية. عرفنا ان السؤال كان مطلقا. يعني يحتمل انه اراد السؤال عن الكيفية واراد السؤال عن العدد. اذا الجواب ينبغي ان يكون على قدر السؤال والفقهاء يقولون في قواعدهم السؤال معاد في الجواب يعني ينبغي ان تقول ان الجواب يأتي مطابقا للسؤال. فجوابه صلى الله عليه وسلم بهذه الجملة صلاة الليل مثنى مثنى ينبغي ان تفهمه انه جواب تام البيان في محل السؤال لا يحتاج الى مزيد من البيان تبحث عنه في نص اخر لتكمله به الرجل سأل وسؤاله مطلق وينبغي ان تفهم ان بيان النبي عليه الصلاة والسلام ينبغي ان يفي للسائل بسؤاله ان كان يريد العدد فالجواب مقصود فيه وان اراد الكيفية فالجواب مقصود فيه. فلما كان الجواب هكذا فالسؤال يحتويه والجواب جاء بيانا له. ولم يحله عليه الصلاة والسلام الى هديه او فعله. ولم يثبت ايضا ان السائل كان ممن كان قد علم هدي النبي عليه الصلاة والسلام في القيام بدلالة سؤاله ولو كان عالما ما سأل اجمع هذه القرائن رعاك الله لتخرج عن ان السائل غاب عنه هدي النبي عليه الصلاة والسلام ولم يخبره هو صلى الله عليه وسلم به ولم يحله الى فعله الذي كان يفعله ويعلمه بعض الصحابة عنهم واعطاه جواب ابوابا اوسع من هذا قائلا له صلاة الليل مثنى مثنى دل على ان العدد في القيام غير مقصود واما عدم زيادته هو صلى الله عليه وسلم في قيام الليل على احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة ركعة فلا يصح ان يكون دليلا فقهيا على المنع يعني لا يصح يا اخوة في في الاستدلال الفقهي ان تقول انه لا يجوز الزيادة على احدى عشرة ركعة والدليل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في صلاة الليل في ولا في غيره على احدى عشرة ركعة. ليش نقول هذا لا يصح دليلا في الاستدلال الفقهي هذا لا يستقيم لك دليلا. والسبب يا كرام انه هل يصح ان تساوي هذا الحديث ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة هل هذا في الدلالة عند الفقهاء يساوي لا تزيدوا في رمضان على احدى عشرة ركعة اصغر طالب علم يقول الدلالة غير متساوية لما يقول الصحابي ما كان يزيد وبين ان يقول هو صلى الله عليه وسلم لا تزيدوا هنا سندخل في يعني نقاش علمي دقيق فيما يتعلق بقواعد الاصول في الاستدلال. هل دلالة الفعل كدلالة القول في الافادة الى الحكم المقصود بعين في هذه الدلالة الجزئية؟ الجواب لا الاستدلال بفعله صلى الله عليه وسلم يعطيك شيئا واحدا انه غاية ما فيه اختياره صلى الله عليه وسلم الذي لم يكون يسعه ان يزيد عليه ليش ما كان يزيد عليه الصلاة والسلام في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة لان صلاته التي كان يختارها لنفسه فيها من طول قراءة والقيام والركوع والسجود المعهود عنه صلى الله عليه وسلم بحيث يستوعب الليل فلا تبقى منه بقية فاذا ما بقي في الليل متسع كيف يزيد على احدى عشرة ركعة؟ صحيح انه ما ثبت ولا في ليلة من حياته عليه الصلاة والسلام انه صلى خمسين ركعة او مئة ركعة في الوقت الذي نعرف ان بعض السلف يؤثر عنه هذا المئة ركعة والاربعين والخمسين والالف ركعة لكنه اختار الاكمل عليه الصلاة والسلام وطول قيامه وركوعه وسجوده ما كان يسمح بزيادة عدد تبلغ ذلك المبلغ الواسع اليك رعاك الله طرفا من صنيع السلف في قيام رمضان مما يدل على انهم فهموا السعة في العدد وعدم المنع من الزيادة على احدى عشرة او ثلاث عشرة ركعة. يقول السائب ابن يزيد امر عمر رضي الله عنه ابي ابن كعب وتميما الدارية ان يقوم للناس باحدى عشرة ركعة. هذه الرواية وفي اخرى كنا نصلي زمن عمر بن الخطاب في رمضان ثلاث عشرة ركعة ولكن والله ما كنا نخرج الا في وجاه الصبح. كان القارئ يقرأ في كل ركعة بخمسين اية ستين اية وقال محمد بن كعب كان الناس يصلون في زمان عمر رضي الله عنه في رمضان عشرين ركعة يطيلون فيها القراءة ويوترون بثلاث الصنعة الحديثية تصحح الرواية الاولى على الثانية. وعن السائب ايضا كانوا يقومون رمضان بعشرين ركعة. ويقرأون بالمئين من القرآن يعني بالسور ذوات المئات من الايات. وانهم كانوا يعتمدون على العصي في زمان عمر رضي الله عنه من طول القيام يعني من كثرة ما يقرأ امامهم في الركعة الواحدة وعن يزيد ابن رومان قال كان الناس يقومون في زمن عمر ابن الخطاب في رمضان بثلاث وعشرين ركعة. قال وهب بن كيسان ما زال الناس يقومون بست وثلاثين ركعة ويوترون بثلاث الى اليوم في رمضان قال زيد بن وهب كان عبدالله بن مسعود يصلي بنا في شهر رمضان فينصرف وعليه ليل يعني فينصرف عليه ليل يعني يتم صلاته لا يزال في الليل بقية ومتسع. قال فينصرفوا عليه ليل قال الاعمش كان يصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث قال عطاء ادركتهم يعني اهل مكة ادركتهم كانوا يصلون في رمضان عشرين ركعة والوتر ثلاث ركعات وعن محمد ابن سيرين ان معاذا ابا حليمة القهري كان يصلي بالناس في رمضان احدى واربعين ركعة وقال داود ابن قيس ادركت بالمدينة في زمان ابانا ابن عثمان في زمان ابانا ابن عثمان وعمر ابن عبدالعزيز يصلون ستا وثلاثين ركعة ويوترون بثلاث قال مالك وهو الامر القديم عندنا وعن ابن ابي ذئب عن صالح مولى التوأمة قال ادركت الناس قبل الحرة. قبل وقعة الحرة زمن يزيد ابن معاوية. قبل الحرة كانوا يقومون باحدى اربعين ركعة يوترون منها بخمس وقال نافع لم ادرك الناس الا وهم يصلون تسعا وثلاثين ركعة ويوترون منها بثلاث وغيرها من الاثار خصص لها المروزي رحمه الله تعالى في كتاب قيام رمضان بابا سماه باب عدد الركعات التي يقوم بها الامام للناس في رمضان وتجدونها في مختصر كتابه للبقريزي احدى واربعون وست وثلاثون وثلاث وعشرون وعشرون وثلاث عشرة. هذا الامر المتسع في العدد يا اخوة الذي تتابع عليه عمل السلف يدل على انهم ما فهموا من ذلك الحديث التزاما بعدد معين ولا يرون ان الزيادة غير جائزة. انما المقصود انما يرجع اليه المصلي هو ما يطيقه الناس والامر فيه سعة على مقتضى قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى. قال الشافعي رأيت الناس يقومون بالمدينة تسعا وثلاثين ركعة قال واحب الي عشرون قال وكذلك يقومون بمكة وليس في شيء من هذا ضيق ولا حد ينتهى اليه لانه نافلة. فان اطالوا القيام واقلوا السجود فحسن وهو احب اليه وان اكثر الركوع والسجود فحسن قال اسحاق بن منصور قلت لاحمد بن حنبل كم من ركعة يصلي في قيام شهر رمضان قال رحمه الله قد قيل فيه الوان نحوا من اربعين انما هو تطوع. قال اسحاق نختار اربعين ركعة وتكون القراءة اخف قال القاضي عياض لا خلاف في انه ليس في ذلك حد لا يزاد عليه ولا ينقص منه. وان صلاة الليل من الطاعات التي كلما زاد فيها زاد الاجر. وانما الخلاف في فعل النبي عليه الصلاة والسلام وما اختاره لنفسه والله اعلم. اختم هذه المسألة بكلام لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال ان نفس قيام رمضان لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم فيه عددا معينا بل هو عليه الصلاة والسلام كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على ثلاثة عشرة ركعة لكن يطيل الركعات. فلما جمعهم عمر رضي الله عنه على ابي بن كعب رضي الله عنه كان يصلي بهم عشرين ركعة ثم يوتر بثلاث وكان يخفف القراءة بقدر ما زاد من الركعات لان ذلك اخف على المأمومين من تطويل الركعة الواحدة. الكلام لا يزال لشيخ الاسلام قال ثم كان طائفة من السلف يقومون باربعين ركعة باربعين ركعة ويوترون بثلاث. واخرون قاموا بست وثلاثين بثلاث وهذا كله سائغ. فكيف ما قام في رمضان من هذه الوجوه فقد احسن والافضل يختلف باختلاف احوال المصلين الكلام لا يزال لشيخ الاسلام فان كان فيهم احتمال لطول القيام. فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره هو الافضل وان كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين افضل وهو الذي يعمل به اكثر المسلمين فانه وسط بين العشر والاربعين وان قام باربعين وغيرها جاز ذلك ولا يكره شيء من ذلك. وقد نص على ذلك غير واحد من الائمة كاحمد وغيره وقال ايضا شيخ الاسلام وكلامه في مجموع الفتاوى في الجزء الثاني والعشرين قال ايضا ومن ظن ان قيام رمظان فيه عدد مؤقت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد اخطأ اه فاذا كانت هذه السعة في نفس عدد القيام فكيف الظن بزيادة القيام لاجل دعاء القنوت او تركه؟ كل ذلك سائغ حسن وقد ينشط الرجل فيكون الافضل في حقه تطوير العبادة. وقد لا ينشط فيكون الافضل في حقه تخفيفها تمت المسألة الثالثة لانتقل الى الرابعة تباعا. الحديث عن العدد كما سمعت ينبغي ان اختمه بخاتمة لطيفة تقول هذه المسألة مما اختلف فيها اهل العلم والخلاف فيها قريب مأخذ لكن لا يصح يا كرام ولا ينبغي ان تتحول هذه القضية والى قضية نزاع وجدل بين طلبة العلم ربما يحتد فيها احدهم على اخيه صلاة شرعت جماعة لاجتماع الناس وتآلف القلوب ايصح ان تكون قضية تتنافر حولها القلوب ويتنازع فيها المصلون وائمة التراويح على وجه الخصوص ما ينبغي هذا على وجه ما انتقل المسألة الرابعة في الحديث عن تطبيق السنة فهمت الخلاف وعلمت ان الامر فيه سعة لكن الذي تلحظه لبعض الائمة انه يحرص على احدى عشرة ركعة ويلتزم فيها بالعدد رغبة في اصابة السنة يقول وطالما تعدد الامر بين عشر وعشرين وست وثلاثين واربعين كما سمعت فما وافق الهدي النبوي اكمل هذه قاعدة يا اخوة لا خلاف فيها اي فعل تعددت فيه الاوجه المشروعة فالافضل ما وافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم هذا لا خلاف فيه. هديه اكمل الهدي صلى الله عليه وسلم. وصنيعه افضل واتم الا اذا صرح عليه الصلاة والسلام بخصوصيته هو في ذلك الشأن كوصاله في رمضان او ايجاد قيام الليل عليه. او اذا صرح عليه الصلاة والسلام ان الافضل في غير ما صنع هو مثل صيامه واخذ وجوها عدة ثم يقول افظل الصيام صيام داوود او مثل ما فعل في حجته حجة الوداع قرن بين عمرته وحجه وقال لولا اني سقت الهدي لاحللت فبين عليه الصلاة والسلام ما عدا ذلك يبقى الافضل بلا خلاف بين العلماء ان الفعل الذي تتعدد فيه الاوجه المشروعة فالافضل فيه ما وافق فعله صلى الله عليه واله وسلم هذه واحدة لا خلاف فيها لكنه ينبغي ان ننطلق منها الى اخرى هي ايضا محل وفاق اذا اردت موافقة الهدي النبوي في قيام رمضان عموما او قيامي بالامامة في صلاة التراويح على وجه الخصوص. اعلم رعاك الله ان الهدي النبوي ينبغي ان يكون عددا وصفة لان بعض الائمة اذا اتجه الى تطبيق السنة اقتصر نظره على العدد ولم يلتفت الى الصفة بمعنى انه يحرص على الالتزام باحدى عشرة ركعة ثم ماذا؟ لا يرى الزيادة عليها ويرى ان صنيعه هذا اقرب من صنيع الامام الاخر الذي صلى عشرين ركعة انه اقرب الى السنة وهذا مسألة لابد ان نضعها في الميزان. امامان احدهما صلى احدى عشرة ركعة والثاني صلى ثلاثا وعشرين ركعة. سؤال صريح ايهما اقرب الى السنة عندما تنظر الى العدد وحده مجردا ستقول من صلى احدى عشرة ركعة هو الاقرب الى السنة لكن الحكم باطلاق ان تقول ان من صلى احدى عشرة ركعة هو الاقرب الى السنة لا يصح ليش؟ لان السنة في قيامه في رمضان عليه الصلاة والسلام وفي غيره لماذا ننظر فيه الى العدد وحده؟ انت تتكلم عن عدد وصفة كيف كان يصلي الاحدى عشرة ركعة؟ كلكم يعلم القيام الطويل الركوع المماثل له السجود الموازي لذلك الاستغراق في القراءة وتدبر القرآن وتحريك القلب بمواعظه. استغراق الليل في هذا العدد في احدى عشرة ركعة. بحيث لا يبقى منه شيء ولا يبقى في ليلي متسع في الاعم الاغلب من صنيعه عليه الصلاة والسلام هذه اجعلها في الحسبان. دعني اعيد السؤال بطريقة ثانية. شخص يصلي من الليل احدى عشرة ركعة تستغرق ساعة من الليل من العشاء الى الفجر ولنقل مثلا ست ساعات من صلى ساعة من ست ساعات ساعة من ست ساعات صلى سدس الليل واعتبره اقرب الى السنة من حيث العدد. هو اقرب ام ذاك الذي صلى عشرين ركعة وصلى ساعتين او ثلاث ساعات جاء في العشر الاواخر صلى ساعة ونصف التراويح وساعتين في قيام اخر الليل فكان المجموع له ثلاث ساعات من ست من بعد العشاء الى الفجر هذا اقرب الذي صلى ثلاث ساعات من ست نصف الليل من العشاء الى الفجر او الذي اقتصر على احدى عشرة ركعة قسمها اربع ركعات في اول الليل واربع ركعات في اخره وفصل بينهما باستراحة ثم مجموع مصلى في الاحدى عشرة ركعة لا يتجاوز ساعة ونصف او ساعتين ان نظرت الى الوقت وشغله بالصلاة ولواحقها من ركوع وسجود وتبتل وقنوت ودعاء وتدبر ونحو ذلك ذلك مما اتصل بالصلاة فانت تنظر الى ان الوقت الممتلئ به الليل في عبادة هي قيام الليل اقرب الى السنة من حيث سعة الوقت لا من حيث العدد فاذا جعلت هذا في الميزان رعاك الله هديت الى الصواب وهو ان حرص بعض الائمة واصراره على التمسك بالعدد من منطلق انه الاقرب الى الهدي النبوي فيه نظر ولا يصح ذلك باطلاق لا امنع هنا ولا احرج من طابت نفسه واعتبر ان هذا هو الاقرب الى قلبه والاحب اليه والارجح عنده فليفعل. لكن ان يبني ذلك على انه اقرب الى السنة هذا ليس صوابا ليس هذا بالاقرب الى السنة من صنيع صاحبه كما قلت لك وعليه فان من صلى اربعين ركعة في قيام رمظان في العشر الاواخر ابتدى بعد العشاء بعشرين ركعة. ثم جاء في التهجد في اخر الليل فصلى عشرين ركعة اخرى. فكان المجموع له اربع ساعات بين اول الليل واخره هذا اقرب الى السنة ام ذاك الذي صلى احدى عشرة ركعة صلى اربعا ثم اربعا في اخر الليل واوتر بثلاث ونظر الى ان العدد هو الاقرب المقصود يا كرام وصف الصنيع بالموافقة الى السنة ينبغي ان ينظر فيه الى العدد مع الصفة ولن يكون هذا موافقا بمجرد العدد وربما كانت او الاربعون التي يملأ بها المصلي ليالي العشر ركوعا وسجودا اقرب الى السنة في الجملة من حيث قضاء معظم الليل في قيامه بين يدي الله في تلك الليالي الفاضلة. وما اجمل تلخيص شيخ الاسلام الذي مر بك قبل قليل؟ انه يرجع الى المصلي فمن كان نشطا فالافضل في حق تطويل القيام وتكثير مقدار القراءة بقلة عدد الركعات. ومن كان دون ذلك فليخفف طول الليل بطول القيام ويزد في عدد الركعات هذه مسألة رابعة دمرت بك فيما يتعلق بايظا بالعدد في قيام التراويح المسألة الخامسة المتعلقة ايضا بالصلاة وقيام رمضان الهدي النبوي في الوتر والنبي عليه الصلاة والسلام حث على الوتر واكده لامته وثبت بعدد من النصوص فعله وقوله المواظب على الوتر صلى الله عليه وسلم وسفرا حتى ان بعض اهل العلم قال بوجوب الوتر كما تعلمون. وان كان الراجح عدم وجوبه وانه سنة مؤكدة غاية التأكيد الثابت في وتره صلى الله عليه وسلم الوان متعددة. اولا في العدد ثبت انه اوتر بثلاث اوتر بركعة وبثلاث وخمس وسبعين فان كانت ثلاث ركعات فلها صفتان. اما ثلاث متواليات لا يجلس الا في اخرها واما يفصل ركعتين بسلام ركعة ثالثة بسلام اخر. اما صلاة الوتر ثلاثا بجلوس بعد الركعتين للتشهد كهيئة المغرب فهي صفة مرجوحة للنهي عن تشبيه الوتر بصلاة المغرب وان كان الوتر خمسا فالسنة ان يستردها متواليات ولا يجلس في شيء الا في الخامسة للتشهد والسلام وان كان الوتر بسبع فلها صفتان الاولى ان تكون كالخمس يسرد سبعا ما يجلس الا في اخرها ثم يسلم والصفة الاخرى ان يجلس في السادسة قبل السابعة للتشهد ولا يسلم ثم يقوم الى السابعة. وان كان تسع ركعات فلا يجلس في الثامنة ولا يسلم ثم يقوم الى التاسعة. هناك نصوص كثيرة تجدها في دواوين السنة التي حكت فعله عليه الصلاة والسلام في الليل عموما وفي الوتر خصوصا وفي بعضها خلاف لبعض الفقهاء. هذا من حيث العدد. اما من حيث الوقت متى كان يوتر عليه الصلاة والسلام في الصحيحين قول عائشة رضي الله عنها من كل الليل قد اوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اول الليل واوسطه واخره فانتهى وتره الى السحر فهذا بيانه عليه الصلاة والسلام بيان هديه في الوتر من حيث العدد ومن حيث الوقت فيما يتعلق بصلاة الوتر. اذا كان صاحب السنة عليه الصلاة والسلام. شرع لنا الوانا متعددة من الوتر. فان من اقتفى السنة ايضا اقتفى تعددها على اوجه متعددة انحاء مختلفة ولا زلت ترى ان بعض المأمومين اذا الف نمطا معينا في العبادة على وجه من وجوه السنة وهجرت باقي الوجوه يكاد يستنكرها كما ترى مثلا في القنوت وسآتي الى ذكره. فاذا اوتر امام ليلة ما قنت فيها استنكر بعض المأمومين ظنا منه ان القنوت لا يصح الوتر الا به. وان تركه مؤثر فيه واذا اوترت بثلاث متواليات وما جلست الا في اخرها ظنوه سهوا فاذا تصل الى نتيجة تقول ان صلاة التراويح والوتر وما يصحبه من مسائل فيه وجوه من السنن غاب كثير عن تطبيقها في مساجد المسلمين وبالتالي جهلها كثير من المسلمين فمن اراد تطبيق السنة وعمد الى اقتفاء انواع السنن والوانها بوجه من الوجوه كان يأتي في ليلة فيوتروا بخمس وفي اخرى فيجعل في شأنه في الوتر كما سيأتي ذكره بعد قليل. مرة يوتر بواحدة ومرة بثلاث تعليما للناس واحياء للسنة لكن هذا ينبغي ان يحتف به امران مهمان الاول الا يكون ذلك سببا في فتنة او فوضى او عبث واضطراب وهرج ومرج فينقلب المسجد الى جدل يستمر الى ليلة العيد انت في غنى عن هذا. فان كانت المسألة ستؤول الى هذا فلا لان سنة تطبق لا ينبغي ان تكون على حساب عبادة سيبقى اهل المسجد مجتمعين عليها طيلة رمضان. الامر الاخر المهم ان اردت ان تفعل ذلك. وعلمت ان من معك في المسجد قافون ومتعلمون ويمكن استيعابهم لمثل هذا فلا بد ان يصحب فعلك بيان تنبأ فيه عن السنة وتعلمهم بها وتسمعهم الرواية وتحكي لهم ثبوتها وانك ستعزم على فعلها. فمن كان امام المسجد وله درس مستمر كل عصر يحسن به اذا اراد ان يفعل وهو امامه في التراويح ان يقرر هذا في اكثر من ليلة حتى اذا جاء الى التطبيق عرفوا ماذا يريد ان يفعل؟ وان لم يكن هو الامام فلا بأس عند قيامه بعد العشاء ان ينبه الناس او اذا جاء وقت الوتر ذنبه فقال سافعل كذا وهو من السنة وزاده بيانا بعد ان يتم الصلاة المقصود انه لا ينبغي التجاهل التام لهذه السنن حتى يجهلها الناس فيستنكرونها. ولا ينبغي ايضا الاقدام عليها من غير مراعاة اللي ما قد ينشأ عنها من جدل وخلاف وعقول عوام قد لا تستوعب هذا اللون من الخلاف الى اخره. فانت في غنى عن اثارة جدل ولغط يسبب فيه الامام بفعله هذا شيئا بين المصلين لا يحسن به مع الحرص على البيان كما قلت لكم مما يتعلق بالوتر مسألة كم وصلنا في العدد مسألة سادسة اجعلوا اخر صلاتكم بالليل وترا. هكذا قال عليه الصلاة والسلام في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وتقدم قبل قليل بك حديث صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشي احدكم الصبح صلى واحدة توتر له ما قد صلى دل الحديثان اذا جمعتهما على ان الافضل في الوتر ان يكون اخر شيء يصليه المصلي في قيام الليل سؤال هل تفهم من الحديثين انه اذا اوتر انسان لم يجز له ان يصلي شيئا بعد الوتر هذا منتشر عند كثير من العامة. ان قوله اجعلوا اخر صلاتكم بالليل وترا معناه لا تصلوا شيئا بعد الوتر لانه امر بالوتر ان يكون اخر ما يصليه المصلي وهذا مظنة سؤال كثير من الناس والائمة يتعرضون لهذا في العشر الاواخر خصوصا اذا اخروا الوتر الى التهجد وانصرف الناس من صلاة التراويح اول الليل بعد العشاء على غير وتر الذي يحصل ان بعض الائمة اذا ارتبط باكثر من مسجد فكان في المسجد الاول الذي يصلي فيه من اول الشهر لا يصلون اخر الليل التهجد فيكتفون بالتراويح ويتفق معه اهل مسجد اخر انهم يحتاجونه لقيام العشر الاواخر في اخر الليل فيجتمع له وتران وتر قد صلى فيه اول الليل في صلاته التي يؤم فيها من اول الشهر. ووتر يحتاج اليه اهل المسجد في العشر الاواخر اذا انتقل اليه المصلي اخر الليل فما الذي يشرع للامام ان يفعله لموافقة الحكم الشرعي. فهذه صورة ذكرتها وصورة اخرى تحصل لعموم المصلين مسجده الذي يصلي فيه المصلي المأموم لا يصلون اخر الليل ويكتفون بالتراويح العشر ركعات او العشرين في اول الليل فيأتم بهم ويصلي معهم فاذا انتهت عشرون ركعة او عشر ركعات اوتروا لانهم ما يعودون اخر الليل وهو في نيته ها ان يستمر في صلاة اخر الليل اما وحده في البيت او يذهب الى مسجد اخر في جماعة او ينزل المسجد الحرام فيصلي بهم معهم فكيف يصنع وقد اوتر في اول الليل من اهل العلم من يرى انه اذا اوتر ثم اراد ان يصلي بعدها صلاة يأتي بركعة مفردة يصلي ركعة مفردة يتيمة. يشفع بها وتره الاول وهو ما يسمونه عند الفقهاء بنقض الوتر. يعني يأتي بركعة لينقض وتره الاول ثم يصلي ما شاء مثنى مثنى. فاذا جاء اخر صلاته او ترى فكان هذا وتره الثاني الذي لكنه قول مرجوح يا اخوة مع ثبوته عن بعض الصحابة كعثمان بن عفان وابن عمر واسامة ابن زيد وغيرهم رضي الله عنهم. اقول مع ثبوته عنهم ليش هو مرجوح؟ لثبوت النهي لانه يجعل المصلي يوتر ثلاث مرات في الليلة الواحدة يوتر في اول الليل ثم يأتي بركعة لينقض وتره الاول فهذا وتر ثان ثم يوتر وتره الاخير فيوتر ثلاث مرات في ليلة واحدة والنبي عليه الصلاة والسلام كما اخرج اصحاب السنن واحمد وحسنه الحافظ ابن حجر وصححه الشيخ احمد شاكر قال لا وتران في ليلة فاذا انتفى هذا ما صح ان نأتي بصفة على هذا النحو. واما صنيع الصحابة فاجتهاد مغفور معذور. ومن اراد الترجيح نظر الى ما تجتمع به الادلة. فالراجح انه اذا اوتر فقد قضى وتره طيب ماذا يفعل اذا اراد ان يستمر في الصلاة؟ اماما كان او مأموما يصلي ما شاء مثنى مثنى حتى يفرغ ولا يوتر وقد تقدم وتره سابقا وما بقي في الليل فليصلي ما شاء. هذا موافق للحديث السابق وثابت عن عدد من الصحابة كابي بكر وعمار شهوة ابي هريرة ورافع ابن خديج رضي الله عنهم. وعليه اكثر الفقهاء من التابعين والائمة المتبوعين قيل للامام احمد ولا ترى نقض الوتر؟ قال لا ثم قال وان ذهب اليه رجل فارجو لانه فعله جماعة وهذه طريقة احمد رحمه الله في التعامل مع صنيع اثار الصحابة اذا ثبتت وصحت. هو ما يراه. يقول فاذا فعله احد راجحا عنده يقول فارجو يعني الا بأس به لانه ثبت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم فاذا كنت اماما رعاك الله تؤم اول الليل واخره في نفس المسجد او مسجدين مختلفين فاما ان تتخذ اماما يوتر عنك في اول الصلاة لتفرغ انت للوتر في اخره وهذا ارفق بك واقرب الى السنة وابعد عن الخلاف. او اخر وترك في جماعة مسجدك الى اخر الليل لتوتر بهم مع التهجد هذا الاقرب الى السنة ولا تعود الى الوتر اذا اوترت في اول الليل واجعل غيرك يوتر بمعنى اما ان توتر في احد الموظعين اول الليل او اخره واجعل اماما اخر يوتر في الموضع الثاني من الموضعين واما ان تؤخر انت وترك فتعتذر الى جماعة المسجد او المصلين معك. انتقل الى مسألة سابعة والوقت قد ازف حتى اتي على ما نحتاج اليه. قنوت وهو الدعاء الذي يرفع فيه المصلي حاجته الى ربه في اخر ركعة من الوتر. ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام يا كرام انه قنت في صلاة الفرض وثبت انه قنت في الوتر لكن الثابت في قنوته في الفرض في صلاة الصبح اثبتوا واكدوا من قنوته في الوتر فانه لم يكن يقنت في صلاة الوتر الا قليلا عليه الصلاة والسلام يقول ابن القيم لم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم انه قناة في الوتر الا في حديث رواه ابن ماجة. واخرجه النسائي ايضا في سننه. عن ابي بن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر فيقنت قبل الركوع. اسناده ضعيف ولهذا نقل ابن القيم عن احمد رحمه الله في رواية ابنه عبد الله قال اختار القنوت بعد الركوع ان كل شيء ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت انما هو في الفجر لما رفع رأسه من الركوع وقنوت الوتر اختاره بعد الركوع ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الوتر قبل او بعده شيء هذا كلام احمد رحمه الله فينفي ان تكون رواية صحيحة تنسب الى فعله عليه الصلاة والسلام في قنوت الوتر. قال خلال اخبرني محمد بن يحيى الكحال انه قال لابي عبدالله يعني الامام احمد في القنوت في الوتر قال الامام احمد ليس يروى فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ولكن كان عمر يقنت من السنة الى السنة اذا فهمت هذه فخذ الثانية قنوت الوتر ثبت من فعل الصحابة رضي الله عنهم. ومن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لبعضهم. يقول ابن القيم في عبارة لطيفة يجمع فيها جاء في هذه الاثار يقول القنوت في الوتر محفوظ عن عمر وابن مسعود. والرواية عنهم اصح من القنوت في الفجر ماشي؟ يقول والرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الفجر اصح من الرواية في قنوت الوتر والله اعلم. فجمع بين الاثار وقال ان السنة الفعلية له عليه الصلاة والسلام ترجح في جانب الصبح في القنوت في الصبح والثابت عن الصحابة بالعكس الاكد عنهم في صحة الرواية. القنوت في الوتر. اذا جمعت الامرين في الثابت من فعله عليه الصلاة والسلام وفعل صحابته كعمر ابن مسعود اجتمع لك سنية الامرين. القنوت في الفجر والقنوت في الوتر فاذا اردت السنة في فعله فاعلم انه لم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم انه قنت في الوتر الا باسانيد يقوي بعضها بعضا والا ففيها مقال الذي يتقرر ايضا ان الغالب في وتره انه يترك القنوت عليه الصلاة والسلام. وانه انقنت ان صححنا الروايات باجتماع الاسانيد والطرق فيدل هذا على حال الاقل. والا فالاغلب من شأنه صلى الله عليه وسلم ترك القنوت في الوتر. فالمفضل للامام ان يطبق السنتين معه يوتر احيانا يقنت احيانا ويترك القنوت احيانا. فاذا قال قائل فاذا كان الاقرب الى السنة اغلبية ترك القنوت فهل الافضل الامام ان يغلب عليه في ليالي رمضان ترك القنوت بحيث لا يقنت الا مرة كل ثلاث ليالي كل خمسة هذا يا اخوة انا افصل فيه تفصيلا يتبين بامرين طالب العلم وحافظ القرآن لما يصلي لنفسه في الوتر طيلة العام الاقرب اليه ان يطبق هذه السنة ان يغلب ترك القنوت على القنوت في فعله وصلاته لنفسه طيلة العام فاما صلاة التراويح جماعة في المساجد فالذي يرجح ان يكون القنوت اغلب من تركه في جمع بين الترك وبين القنوت لكن لماذا يترجح ان يكون قنوته اكثر من تركه لاعتبار بامر خارج لا يتعلق مباشرة بفعله صلى الله عليه وسلم في القنوت. وهو مستند الى اصل مشروع ايضا وهو التماس الفضل في الزمان والمكان واجتماع الناس وانفتاح القلوب وصدق اللسان في الدعاء المتواطئ مع القلب. بركة الزمان يا اخوة وبركة المكان في البلد الحرام مثلا وفضيلة الوقت في اخر الليل وجوفه وفي السحر. والقلوب مقبلة وقد سبقها قيام وشيء ربما من التدبر للقرآن ان والخشوع وحضور القلب كل ذلك ادعى. فاذا اضفت الى ذلك كله حال الامة وما الت اليه من سوء حال يندم اله الجبين وتتقرح له الاكباد ويلتمس فيه الدعاء الصادق ان يغير الله للامة ما بها. وان يبدل حالها خيرا حسنا وزوال ذل وظلم ونحوه؟ اجتمعت في ذلك كله الرغبة في انتهاز هذه الفضائل كلها فاذا اردت ان توازن بين الامرين كان لك ان تقنت احيانا وتترك احيانا فهذا يجتمع لك به شيء قدر قدر كبير من السنة المسألة الثامنة في موضع القنوت وقد تقدم بك هل هو قبل الركوع او بعده؟ كلا الامرين ثابت في فعله صلى الله عليه وسلم وثابت ايضا من فعل الصحابة رضي الله عنهم والتابعين. فاما ان تقنت بعد الركوع كما هو السائد والمنتشر والذي عليه الائمة غالبا اذا رفعت رأسك من الركوع في اخر ركعة من وترك قائلا سمع الله لمن حمده وحمدت الله ربنا ولك الحمد فانك تدعو رافعا يديك يديك تقنت والناس تؤمن خلفك وهذا اشهر من القنوت قبل الركوع والاحاديث فيه اشهر والصفة الثانية ان يكون القنوت قبل الركوع وصفته كالتالي اذا فرغت من قراءة السورة بعد الفاتحة ولو كانت مثلا سورة الاخلاص في الركعة الاخيرة فقرأت ولم يكن له كفوا احد قلت الله اكبر وانت قائم ثم تبدأ تشرع في الدعاء رافعا يديك. فاذا فرغت من دعائك وانتهيت كبرت وسجدت كبرت وركعت عفوا فها هنا تكبيران التكبير الاول يفصل بين القراءة القنوت والتكبير الثاني هو تكبير الانتقال الى الركوع. هذا ايضا صفة ثانية وهي شبه مهجورة لا يكاد يفعلها الا خواص من طلبة العلم في صلاتهم ايضا حبذ احياء مثل هذه السنة لكن بالامرين المذكورين انفا ان يصحب هذا تعليم للناس وبيان حتى لا يحصل اضطراب وشيء من القلق والفوضى في المسجد والامر الاخر ان يغلب على ظنك ان هذا غير مفض الى جدل ولغط وعدم استيعاب للعوام او ينسب اليك شيئا من الخطأ والجهل ثم يفضي بك الامر الى الرغبة في تغييرك والبحث عن ما من سواك فاذا امنت ذلك وصاحبته بتعليم للناس فهو اوفق وارفق واحياء للسنة وتعليم للناس نحن بحاجة اليه من خلال هذه المواضع. وللحق يا اخوة وكلنا يرى ان ما يفعله ائمة الحرمين فيما يتعلق ببعض الصفات المشروعة في صلاة التراويح والوتر كان سببا في تعليم الناس كثيرا مما يجهلون مثل الوتر وصلاته ثلاثة اتباعا بتسليم واحد فانك ترى سؤالا كثيرا بعد سلام الامام عن الذي حصل. فيتعلم المصلي ان هذا من السنة ومثله ايضا ترك القنوت احيانا فيسأل مستغربا بعد الصلاة هل سهل امام او اخطأ؟ في علم ان هذا من السنة وان فعله صحيح. الجهر بالبسمة الا في سورة الفاتحة او بين السورتين مثلا اذا كان يقرأ في الصلاة في تعلم ان هذا سائغ ثبت بالفعل ان الناس اذا وجدوا من الامام شيئا ما يدل على مشروعية امر هجروه وظنوه غير مشروع كان سببا في وهو في الحقيقة ابلغ من التعليم بخطبة يلقيها امام او درس يقدمه معلم وامام مسجد على اهل مسجده فانه اكد وابلغ المسألة الثامنة التاسعة. دعاء القنوت في الوتر يا كرام وهي مسألة يحسن التنبيه فيها على قضايا. صح ان النبي عليه الصلاة والسلام علم سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما القنوت في دعاء بجمل معدودات هو الذي نستفتح به قنوت الوتر عادة. اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت وقني شر ما قضيت. فانك تقضي ولا يقضى عليك وانه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت تربنا وتعاليت اخرجه احمد واصحاب السنن وصححه الالباني هذا حديث وثبت ايضا عنه صلى الله عليه وسلم انه ثبت عن علي رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم كان يقول في اخر وتره اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. ايضا اخرجه احمد واصحاب السنن وصححه الالباني ما الذي تراه ان ما جعلناه جملة في افتتاح دعاء القنوت في الوتر. وما جعلناه خاتمة هما الموضعان الثابتان من دعائه عليه الصلاة والسلام في قنوت الوتر في هذا الموضع خاصة احد الحديثين علمه سبطه الحسن والثاني ثبت عن علي انه عليه الصلاة والسلام كان يدعو به في اخر وتره الذي فعله الائمة انهم جعلوا احد الحديثين فاتحة القنوت والاخر خاتمة له ثم جمعوا بينهما من الادعية ما يرجون به الفضل والرحمة والاجر وخيرات الدنيا والاخرة والاصل في هذا المشروعية والسعة. ومن اجل ذلك فان تضمين الدعاء بهاتين الجملتين هو الادعى الى اصابة السنة لكن التنبيه هنا على مسائل اولا اعلم انه ليس شيء مأثور يصح ان ينسب الى النبي عليه الصلاة والسلام في دعاء قنوت الوتر سوى هاتان الصيغتان الامر الثاني من الخلل الذي يقع فيه بعض الائمة ان يعمد الى القنوت فينشغل به اكثر من قراءة القرآن فتراه يختصر جدا في القراءة بما لا يزيد عن نصف صفحة رغبة في التخفيف عن المأمومين او ربما كان نزولا عند طلبهم كما يقال فيرغب في التخفيف فاذا جاء في القنوت وقف بهم ربع ساعة ولا بأس عنده ولا عندهم هذا خلل يا اخوة لا يصح ان نتنزل فيه عند رغبات العوام وانهم يألفون الدعاء ويأنسون به ويتلذذون بعباراته وجمله اكثر من كلام الله وان وقع فلا ينبغي ان نسهم فيه معشر الائمة بطريق غير مقصود هذا ينبغي الى نظر وتوازن الوقوف في الدعاء في قنوت الوتر لا يصح ان يكون ضعف ما يقرأه الامام في صلاته وهو اخلال بالسنة الامر الثالث في التنبيهات المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم في جنس الدعاء جملة ابرك الادعية واعظمها وانفعها ولسنا بحاجة الى تقرير هذا لانه عليه الصلاة والسلام اعظم العباد وافقرهم الى الله واعرفهم باسمائه وصفاته وما قاله وما خرج من شفتيه في مقام طب والدعاء هو اقرب طريق يوصل الى المقصود من رضوان الله. ونيل ما عنده من الرحمة والعفو والمغفرة والقبول والعطاء والجود فاي عبد اراد طريقا مختصرا موصلا الى هذه المعاني فوالله لن يجد اقصر ولا اقرب من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم اعني يا كرام ان الجمل النبوية في الدعاء حتى التي نستعملها ما عدا هاتين الصيغتين. اذا اردت ان تزيد جملا في الدعاء احبذا الا يتجاوز دعاؤك الجمل النبوية الواردة في جنس الدعاء وهي كثيرة. وقد جمعت كثيرا في كتيبات ومطبوعات الدعاء او المأثور وهو عظيم كبير وجمل واسعة متعددة لك فيها سعة من هنا تأكدت العناية بالجمر النبوية في الدعاء وهذا يعني شيئين مهمين ان استعمال الدعاء المأثور افضل وانفع وابرك من اي دعاء مصطنع. والله يا اخوة لا يغرنكم سجع العبارات وجمال الالفاظ واختراع التراكيب التي يجدها بعض الناس لست امنعها لكن اذا جئت تفاضل لا والله لا شيء افضل في الدعاء من عبارات النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الامر الاخر في التنبيه هنا في الجمل النبوية في الدعاء انه يقبح بالداعي ان يعمد الى الجمل النبوية في الدعاء ثم يعدل عليها. يضيف ويزيد وينقص هذا والله يا اخوة قبيح يعني لو خيرت بين ان اخذ الجملة النبوية الثابتة في الدعاء النبوي عموما ليس في القنوت بين ان اقوله كما هو او اتركه فاتي الى دعاء اخر اتكلم فيه عن السيارات والطائرات والقصور والمراكب واسأل الله من نعيم الدنيا والاخرة اخير بين هذا وبين اتية الى نفس الحديث بالدعاء النبوي فازيد فيه وانقص واتي بالعبارات وادرج فيها ما لا يحسن هذا قبيح تدري ما وجه انك تستدرك على جمل النبي صلى الله عليه وسلم لفظة او عبارة او كلمة والله لو فقه الداعي اماما كان او غيره لو فقه حقيقة هذا الصنيع ما ارتضاه ولا وافق به ولا طابت به نفسه. انا اضرب لك امثلة اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت وبارك لي من الخير فيما اعطيت وقني شر ما قضيت وقني برحمتك واصرف عني شر ما قضيت. هذا ادراج فانك تقضي ولا يقضى عليك فانك تقضي بالحق سبحانه ولا يقضى عليك هذا الادراج في الجمل انت في غنى عنه يا اخي المتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم. اتظن انك ستزيد عبارة ولفظ تزيدها حسنا تزيدها جمالا تزيدها استيعابا للمعنى وتحقيقا للمقصود. اترك هذا. الثابت عنه عليه الصلاة والسلام خذه كما هو. وثق تماما انه وليس جملة تقوم مقام جملته عليه الصلاة والسلام ولا لفظة تغطي مقام لفظه الكريم الشريف صلى الله عليه وسلم اذا فعلت هذا جهلا فيحسن بنا ان نتعلم. وان فعلناه تحسينا لللفظ فحاشا لن يكون كذلك بوجه ما. فليس احد اوضح بيانا ولا اعظم منه عليه الصلاة والسلام هنا سؤال طب هل يصح ان ازيد في الجمل في الدعاء غير المأثور؟ الجواب نعم لكن انضبط بالضوابط السابقة ان الافضل في الادعية النبوية تقديمها على ما سواها وانه لا ينبغي ان يطيل الامام طولا في القنوت يخرج به عن طوله المعتاد والذي يحسن به ان وزن بينه وبين القراءة في الصلاة. الاقتصاد مطلوب يا اخوة. ثم اعلم رعاك الله انه ليس مطلوبا منك في دعواتك ان تدرج كل المطالب والاماني في دعوة واحدة في ليلة واحدة فيحسن بالامام ان يقسم ان يقسم هذه الدعوات على الليالي فيأتي باصول المطالب ويدرجها في دعواته دائما. اصول الخير والحسنات وحصول النعيم وطلب الرضا والعفو والعافية. اما باقي الامور السؤال مثلا بالتوفيق الصلاح الازواج الذريات الاموات المرظى ونحوهم كل هذا لو نوع فيه فكان ايسر على المأمومين ارفق بهم الجوامع في الدعاء يغني عن التفصيل كثيرا اه هنا ايضا يا اخوة تنبيه اخير بشأن الدعاء المساجد اليوم مكبرة مزودة بمكبرات صوت لا يخلو منها مسجد وهذا يعني انه اذا دعا الامام فالناس خلفه تسمع وصوته مسموع ولو خفض صوته فمكبر الصوت يسمع من خلفه حتى همسه اذا همس احيانا. وحتى لو خفض صوته سمع صوته اذا لا معنى ابدا لمبالغة بعض الائمة في رفع الصوت اثناء الدعاء او في جملة منه ولو على سبيل الخشوع او التأثر ولو على سبيل موضع جاء فيه ذكر قضية من القضايا يتأثر معها الداعي اما لاحوال المسلمين في بعض البلاد واما لذكر نعيم الجنة وعذاب بالنار او لذكر اي شيء لا تفهم ابدا ما معنى رفع الصوت الذي يضج به المسجد والناس خلفه تضج ايضا برفع الصوت بالتأمين. يا اخوة والله لو ايضا ان هذا مناف للادب في الدعاء لاحجمنا عنه الادب في الدعاء خفض الصوت ما المناسب بالله عليكم لمقام الذل والخضوع لله عز وجل في الدعاء. خفض الصوت والله يؤدبنا فيقول ادعوا ربكم تضرعا وخفي انه لا يحب المعتدين ختم الاية بالتنبيه وعدم حبه سبحانه للاعتداء في الدعاء مشعر بان ما قبله من الصفتين المذمومتين نوع من الاعتداء في الدعاء التضرع والخفية فما نفاه ما كان من الاعتداء الاستغناء والاكتفاء وشيء من الاستعلاء في الدعاء او شيء مما لا يشعر بحاجة العبد ولا بخفض صوته وادبه اذا الانطلاق والحماس والاسترسال مع رفع الصوت في الدعاء هذا لا يدعو لا يوافق فيه الحقيقة حال الداعي اذا كان بقلب منكسر. والله يا اخوان ومهما بلغ بك الخشوع في صلاتك في قنوتك في دعائك في جملة امتلكت فؤادك وانت تدعو فانتفض لها بدنك. والله لا يوافق القلوب المنكسرة والفؤاد الذي رق الا صوت منخفض الا خضوع وذل وانكسار ولا يظن احد ان الخضوع والقلب المنكسر يفظي بصاحبه الى جلجلة الصوت بحال من الاحوال التضرع والخفية هو نوع مما امر الله به عز وجل واشارة الى ان هذا التضرع والاخفاء هو المطلوب. انظر الى مدح الله وثناءه لزكريا عليه السلام قال ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا. فنحن احوج للتنبيه على هذه المعاني والتذكير بها معشر الكرام. المسألة العاشرة الحديث عن دعاء ختم القرآن وختم القرآن عمل صالح وكل من قرأ القرآن وزدا ومراجعة وحفظا فختم كان هذا من جليل العمل الذي يعتني به ويفرح به وتقر به عينه. اما ختم القرآن والدعاء عقبه فقد ثبت بفعل انس رضي الله عنه وبعض الصحابة انهم كانوا يحرصون عليه عند كختم القرآن ويذرونه من مظان اجابة الدعاء اما في صلاة التراويح عندما يقرأ الامام باول القرآن في اول الشهر ثم لا يزال يقرأ بهم حتى يختم في العشر الاواخر او في غيره هو ايضا مما ما جرى عليه العمل لكن محل البحث والسؤال اين يكون دعاء الختم في صلاة التراويح؟ هل يكون في الوتر مع القنوت او يكونوا في اخر ركعة من التراويح من غير وتر الذي لا اشكال فيه ان يكون في القنوت لانه من جملة الدعاء وهذا الاوفق فان تيسر للامام فعله فابعدوا عن الخلاف بمعنى ان يجعل وتره ليلة سبع وعشرين او تسع وعشرين او قبل او بعد فاذا اوتر في اخر ليلة جعل دعاءه للختم ان احب في قنوت وتره. هذا اقرب واوفق الى السنة ودعا في موطن دعاء وضمن دعاءه في الوتر ما اراده ملتمسا شرف الزمان وبركته ومناسبة ختم القرآن لما يلتمس فيها من البركة واما الصفة الثانية فهي الدعاء في اخر ركعة في التراويح قبل الركوع. فاذا ختم سورة الناس شرع في الدعاء فاذا انتهى فرغ من دعائه كبر وركع كما يحصل في الحرمين في السنوات الاخيرة بعد ما انتقلت الوتر من صلاة التراويح الى صلاة التهجد هذا ايضا يعني محل فيه بحث وبعض اهل العلم لا يرى صحته وجوازه ومشروعيته وبعضهم يرى ان لا بأس بذلك وانه لو فعله الامام وغير مستطيل ولا معتد في الدعاء ودعا في هذا الموضع فيرجو الا بأس به والاستناد في هذا الى رواية عن احمد رحمه الله يحكي فيها عن سفيان واهل مكة انهم كانوا يفعلونه وما عرف عن احمد رحمه الله من تحريه في العمل بالمأثور واقتصاره على الثابت ورفضه لكل شيء خصوصا في العبادات ينبيك انه رحمه الله يرى في ذلك سعة فمن فعله لا ينبغي ان ينكر عليه او يرفض صنيعه او يتهم بانه احداث في او ابتداع طالما فعله مقلدا لبعض اهل العلم وله فيه سلف واعتبر بصنيعهم ذلك مدخلا في مشروعية ما فعل المسألة التي ساختم بها احبتي الكرام هو الحديث عن اخذ الاجرة على امامة التراويح هنا مسألة تحصل لكثير من الائمة وهو فرض اعطيت للامام اذا صلى بهم صلاة التراويح اكراما من اهل المسجد للامام او شيئا مما يفرض من الهبات من الجهات الرسمية المسؤولة كوزارة الاوقاف وادارة شؤون المساجد او جمعيات تحفيظ القرآن او اي جهة تتولى اكرام الائمة باعطائهم طرفا من الاعطيات والاكرام المادي او المعنوي ونحوه في امامة التراويح. الناس في هذه المسألة طرفان ووسط الاول يمارس المشارطة والاصرار على اخذ الاجرة على الامامة والتفاوض عليها مسبقا قبل الشروع في الالتزام مع اهل المسجد بالصلاة بهم ويصل الحد ببعض الائمة اصلح الله حالنا جميعا انه اذا اتفق مع اهل مسجد على الصلاة بهم في التراويح واتفقوا على قدر معين من الاعطية ثم وجد مكانا اخر يعطى فيه اكثر تركه منصرف وانتقل الى الثاني وهذا والله اقل ما يقال فيه انه بؤس وخسران والله المستعان الطرف الثاني المقابل تماما يرى عدم جواز ذلك مطلقا لا على سبيل المشارطة والمفاوضة ولا على سبيل الهبة والاهداء ويرى اخذ الاعطية والهبة على الامامة باطلا مبطلا للصلاة قادحا في اخلاص الامام وصحة قصده. وهذا ايضا ايغال بمقابل الطرف الاخر الوسط ما هو؟ ان قارئ القرآن وامام الناس سواء كان امام فريضة او نافلة يؤدي عبادة وقد انعقد قول المسلمين ان العبادات لا يؤخذ عليها اجرة انما يراد بها ابتغاء مرضات الله وانه اذا اعطي عليها شيئا من غير سؤال ولا تطلع نفس اخذه خصوصا ان كان محتاجا اليه اخذه اذا اعطي من غير سؤال ولا مشارطة ولا تفاوض والاصل انه صلى بهم رغبة في ثواب الامامة وفضلها وشرفها وقراءة القرآن وما يناله من اجل السامعين والمصلين خلفه. بل اعلم رعاك الله انك اذا تقدمت في المحراب فصليت فلا تظنن ان الذي يسمعك فقط هم صفوف المصلين خلفك بالاحاد او بالعشرات او بالمئات حسب المسجد الذي تصلي فيه. بل من يسمعك رعاك الله وربات الخدور وامهات المنازل وتبلغهم اصوات المحاريب والمنابر ممن يستمعوا القرآن ويأنس به ليالي رمضان وان لم يكن ذلك اتظن ان مسلمي الجن ممن يعيشون في بلدان المسلمين ويسمعون قراءة المصلين لن يعدم اثرا من نفع قارئ قرآن منتفعا بقراءته فاجعل هذا في قصدك رعاك الله. ان الله يفتح بقراءتك القلوب وتستجيب لها الاذان فتقذف الهداية باية يسمعها منك احدهم ويعلن بعضهم توبته ايضا بموضع سمعه منك في قراءتك في الصلاة والله يا اخوة اذا اخلصت النيات فالباب في هذا عظيم. كيف وانت تقرأ كتاب الله وانت تؤم الناس بكلام الله اجعل نيتك فوق وارتفع بها نحو الافق واجعل مقصدك شيئا عظيما عاليا. فمن اعطي شيئا بعد ذلك من غير مشارطة ولا مساومة ولا تفاوض فاخذه لا بأس به مشروع خصوصا كما قلت لك ان كان محتاجا اليه فاخذه فهو حسن وان رده وهو مستغن عنه وقد كفاه الله عز وجل ولم يترتب على فعله شيء من الحرج وانكسار قلوب الناس معه واهل المسجد فهو ايضا لا بأس به وهو صنيع حسن اذا اكتفى واستغنى وشكر لهم اعطيتهم وردها ليتم له صفاء مقصده ولا يقدح فيه شيء من التطلع الى بل الدنيا في مقابل قراءته وصلاته فهذا اعلى رتبة ولا شك. لكن قيدت لك الا يشعر به بانكسار وحرج. لان هذا من ايضا ان يرعى المسلم مشاعر اخوانه. طيب ماذا لو اعطوني وانا مستغني والحوا عليه فاعتذرت عن قبوله ثم وجدت الاصرار والالحاح والمشادة على ذلك. فان كان ولابد فخذه ثم انفقوا في وجوه الخير وانت بهذا تصيب الحسنيين وربما وجدت بعض المأمومين خصوصا من الزوار والحجاج والمعتمرين اذا قدم يرى فيما جرى عليه العمل في بلدانهم انه من اكرام الامام ان يعطيه ما تيسر فتراه مصرا وقد وضع كفه في كفك ان يعطيك شيئا مما اخرجه من جيبه ثم رغم اصرارك على التمنع يصر هو على الاعطاء ثم قد تفتح يدك فاذا هو ريال او خمسة ريالات هي لا تعني شيئا لكن تراك اذا رفظت انكسرت نفسه وانحرج وربما عاد يعني بشيء من الحرج. فلو تلطفت باخيك وقد اعتذرت لكنه اصر فانت افقه منهم انتفع به في وجه اخر تصدق به اجعله في امور المسجد فهذا انفع وابرك ويرجى ان يكون امرا وسطا بين المقامين سئل الحسن البصري رحمه الله عن القوم يستأجرون الاجير فيصلي بهم فقال الحسن ليس له صلاة ولا لهم هذه اذا وصلنا الى اجارة وتعال كم تأخذ وكم تعطي وكم ليلة تصلي وكم ركعة قال اذا وصلنا الى اجارة قال ليس له صلاة ولا لهم. امر مصعب عبدالله ابن معقل ان يؤم الناس في المسجد الجامع في رمضان. فلما افطر الناس يعني يوم العيد وانتهى رمضان ارسل اليه بخمس مئة وحلة فردها وقال انا لا نأخذ على كتاب الله اجرا صنيع كانوا يفعلونه مراعاة لما سلف. هناك جملة من الاثار تدل على انهم كانوا ينظرون الى الصلاة على انها عبادة. ونحن نحتاج ان نقول لشبابنا وحفاظنا اليوم وائمة التراويح. من اغناه الله عز وجل فليستغني ولا يتطلع الى شيء من ذلك. وان اتاه شيء من غير سؤال وهو في حاجة اخذه وانتفع به ولا حرج عليه ان شاء الله. فان لم تكن له حاجة واعتذر الى الناس فهذا الذي نحبه حتى يعلم الناس ويألفون ان المسألة عند اهل القرآن والائمة والمصلين من خلفهم اعلى من ذلك وارفع واجل واعظم مقدرة وانهم لا يتطلعون الى شيء من ذلك ولا يربطوا الصلاة به على نحو من التأكل وطلب الدنيا فالمهم ان تنتفي عنا صورة لا نحب والله ان نراها بين اهل المسجد والائمة في رمضان. المشاركة والاتفاق على الاخذ والعطاء والاتفاق على دار قليل او كثير وما المزايا التي يمنحها الامام اذا صلى؟ وكيف يعطى ومتى يعطى؟ كل ذلك نريد انتفاءه لتكون المسألة على حضور وخشوع وتلطف في العناية بهذا الشهر الفضيل واحكامه ومسائله تمت المسائل يا اخوة على نحو اردت فيه الايجاز والنظر الى مهمات المسائل والعناية بفقهها على وجه تجتمع به القضايا فيما يحتاج اليه امام التراويح على وجه الخصوص. وانا هنا اختم بمسألة تتعلق اتك رعاك الله وانت تتهيأ للامامة لا شك انك تعتني بالتحضير الجيد والمراجعة الجادة حتى لا يكثر الخطأ ولا يضجر الناس من كثرة الرد والفتح على الامام اذا اخطأ ولا شك ان الامام ام كلما اعتنى كان ذلك اضبط لقراءته الذي نحتاج اليه يا احبة وهي نصيحة ارجو ان نعتني بها جميعا ان يكون عنايتنا بمراجعة الورد الذي سنقرأ لا يقل شأنا عن عنايتنا بمعرفة معانيه في الجملة وفقه اياته لان ذلك ينتج امورا عظيمة وفوائد عديدة اعظمها ان تفقه ما تقرأ وهذا مقصد. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. هذا ام المقاصد في كتاب الله ولن تصل الى التدبر الا اذا فقهت المعنى بالله عليك لو تبنى فينا احد هذا المشروع في رمضان ثم تأتى له ان يمر بنصف القرآن اذا كان سيقرأ حزبا في الليلة فيقرأ نصف القرآن فيمر على تفسيره في الجملة او اذا اذا اشتغل على القرآن باكمله فيتم له قراءته كامل القرآن واعرف ائمة فعلوا هذا منهم من قرأ تفسيرا كاملا كالتفسير الميسر المطبوع في مجمع الملك فهد. قرأه كاملا في رمضان من خلال ربطه الحزب او الجزء الذي يقرأه كل ليلة فتم له كل يوم جزء يقرأه ويقرأ معناه على نحو مجمل لا يدخل في الخلاف ولا الاقاويل ولا الترجيح في التفسير ومنهم من قرأ مثلا تفسير السور الكبار من تفسير اوسع قليلا كتفسير السعدي مثلا فالمقصود انه لا ينبغي ان يكون عنايتنا بفقه بتحضير وتثبيت ومراجعة ما نقرأ لا ينبغي ان يكون اعظم واكثر مما نعتني بفهم التي نقرأ هذه الفائدة الاولى اذا حصول التدبر وهو المقصود الاعظم للقرآن. فائدة ثانية ثق تماما ان فهمك ايها الامام للاية التي تقرأ يظهر والله اثرها في سبع السابع خلفك والله يظهر من يقرأ الاية يفقه معناها ستخرج من شفتيه على نحو يختلف عمن يقرأها سردا يحرص على الا يخطئ في الاية وان يتبع الاية باختها حتى يختم السورة والحزب والجزء. فرق كبير والله يا اخي يظهر حتى في النفس الذي يتنفسه الامام وايقاع الاية اذا قرأ. كل هذا يظهر لانه يفهم والمتخصصون في القراءة والمتقدمون في الاداء القرآني يعلمون ان القراءة فيها نواحي من الاداء الدقيق التي يعرفها الحذاق. ان تقرأ الاية التي فيها تعجب بساق التعجب والاستفهام بنبرة الاستفهام وشيء من المعاني التي ترتبط بالقراءة والموجودة في القرآن كلها ستأتي على نحو يشعر به القارئ معنى ما يقرأ. وكم يجد العوام الذين لا يفهمون قهونا بعض الايات يجدون معنى بعض الايات من خلال سماعهم اياها من بعض الائمة مع انه ما قرأ تفسيرا هو يقرأ في الصلاة فهذا يدلك على ان لفهم ما تقرأ اثر عظيم فيما تقرأ فائدة ثالثة وهي مهمة جدا الوقف والابتداء وتجنب القبح فيه لما يقع من بعض الائمة يخطئ في وقف لا يحسن الوقف عليه. بل القطع فيركع عند اية لا يحسن فصلها عما بعد لها والعناية بهذا باب كبير ايضا لا يحصل بنا تجاوزه. ونحن ننظر الى القضايا التي يصلح بها شأن القراءة في رمضان ونحن ننظر الى المسائل التي تصح بها الامامة. اسمع مثلا لهذا الاثر فيما يتعلق بتدبر القرآن يقول ميمون ابن مهران ادركت القارئ اذا قرأ خمسين اية قالوا انه ليخفف قال وادركت القراء في رمضان يقرأون القصة كلها قصرت او طالت. يعني ما يفصل القصة في الركعة ولا يلتزم بصفحة ونصف صفحة يراعي المعنى. قد يقرأون القصة كلها طالت او قصرت ثم يقول ميمون ابن مهران اسمع يقول فاما اليوم فاني اخشى عر من قراءة احدهم. يقرأ واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ثم يقرأ في الركعة الثانية غير المغضوب عليهم ولا الضالين الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون هذا الصنيع الذي اشمأز منه ميمون ابن مهران وتحرج من صنيع بعض الائمة في زمنه موجود في زمننا وفي الائمة الذين لا يفقهون ما يقرؤون ولا يحسنون. وتجد احدهم يفعل مثل هذا سمعت مرة اماما قبل سنوات عدة. قال وان من المرسلين اذ نجيناه واهله اجمعين ثم ركع. في الركعة الثانية قال الا عجوزا في الغابرين ثم دمرنا الاخرين ان تقرأ حتى بين المستثنى والمستثنى منه قبيح لكن ما يقع صدقني الا من شخص لا يلقي بالا ولا في ادنى درجاته لفقه ما يقرأ في الصلاة وهذا مشكل طيب سؤال هل معنى هذا انه نحتاج مشروع تفسير؟ اما الحاجة فمطلب والله انا لنتمنى من اهل القرآن وحفاظه ان يكون موسم رمظان وامامة التراويح فرصة مناسبة تعود بهم من جديد الى الانكباب على التفسير والاقبال عليه خذ منه ما كتب الله لك قد لا يمر بك الوقت ان يسعفك لكل ذلك لكن اجعل هذا من اهتماماتك. الست تفرغ وقتا للمراجعة حتى لو كنت موظفا او عاملا او مرتبطا مثلا بمشروع تفطير صائم وتدريس في حلقات تحفيظ وانت رب اسرة وعندك زوجة واولاد وعندك وعندك لكن لك حتما لانك ملتزم بامامة ستغلق الباب على نفسك نصف ساعة ساعة لا يدخل فيه عليك زوجة ولا ولد ولا طفل ولا صغير ولا كبير لانك متهيأ ما الذي يعجزنا ان نفعل مثل ذلك ترتيبا يوميا في رمضان؟ نصحب فيه كتاب تفسير ولو مجملا كما قلت. نمر على معنى الايات نفقه ما نقرأ نقطع القراءة في الركعات على نحو حسن الوقف الابتداء في اثناء الايات يكون على وقف حسن. وذلك باب واسع المقصود هنا ان ننظر الى فقه ما نقرأ وان نعتني صدقوني ان فعلنا ذلك فنحن معشر الائمة والله اعظم الرابحين كل سنة في رمضان بهذه العناية بالقرآن وفهمه وقراءته وتلاوته. فننشط حفظنا ونفقه قراءتنا. ونتناول بابا من العلم يتجدد في حياتنا لاحدنا. المسائل يا كرام في فقه التراويح ومسائله كثيرة عديدة ارجو ان يكون هذا الماما على الماما ببعظ اهم جوانب به ومسائله التي نحتاج الى الاتيان عليها. اسأل الله جلت قدرته باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يكرمني واياكم ويجعلنا جميعا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته اللهم بارك لنا فيما بقي من شعبان وبلغنا بفضلك شهر رمضان واجعلنا فيه يا ربي من عبادك الموفقين الصائمين القائمين واجعلنا بالقرآن يا ربي فائزين سعداء ائمة كنا او مأمومين واجعلنا يا ربي ممن يقرأ القرآن فيرقى ولا تجعلنا ممن يقرأه فيشقى. اللهم افتح بالقرآن قلوبنا واطلق به السنتنا واصلح به احوالنا واجعلنا فيه من السعداء في الدنيا والاخرة يا ذا الجلال والاكرام. اللهم فقههم هنا في الدين وعلمنا التأويل نسألك اللهم علما نافعا وعملا صالحا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين وتب علينا انك انت التواب الرحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين