بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. الحمد لله الذي شرع الصيام لعباده المؤمنين وفتح لهم به بابا ليلتحقوا بعباده المتقين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله صادق الوعد امين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد معشر الصائمين فهذا لقاء كل يوم اثنين ان شاء الله من هذا الشهر المبارك من الساعة الخامسة عصرا نتدارس فيه في دقائق معدودات مع مقاصد الصيام. مقاصد الصيام حكمه واسراره التي كانت من وراء تشريع اي هذه العبادة العظيمة التي اضحت ركنا من اركان ديننا في الاسلام ايها المسلمون. في حديث ابن عمر كما خرجه اصحاب الصحيحين وغيرهما قول النبي صلى الله عليه واله وسلم بني الاسلام على خمس. شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. فاضحى صيام رمضان في ديننا معشر المسلمين ركنا من اركان الدين. وشعيرة من شعائره العظام التي لا يتم اسلام امرئ الا بتحقيقه. صيام رمضان ليس واجبا من واجبات الشريعة فحسب بل ركن عظيم راسخ من اركان ديننا وعباداتنا في الاسلام معشر المسلمين جاءت تؤدى في مظاهر باركان وواجبات وشروط وسنن ونحوها ومن وراء تلك المظاهر ورسوم العبادات التي تؤدى. هناك مقاصد وحكم واسرار عظيمة بليغة يجب العناية بها شرع الله لعباده العبادات كلها من اجل ان يحققوا معنى التعبد لله عز وجل. والصيام واحد من هذه العبادات التي شرعت وفي طياتها حكم واسرار عظيمة. نريد في هذه اللقاءات من كل يوم اثنين ايها الصائمون ان نقف واياكم على حقيقة الصيام الذي اوجب الله عز وجل على المسلمين تحقيقه ايام رمضان من كل عام. الصيام تلك العبادة العظيمة التي خصت بهذا الشهر شهر رمضان الممتلئ خيرات وبركات ونفحات وهبات. جاء متضمنا لعبادة الصيام. فكان الصيام في في ظل هذا الشهر الكريم يحمل روعة وسرا وحكمة الهية بليغة جليلة. نريد تدارسها والوقوف عليها وتأملها والبحث عنها في ثنايا نصوص الشريعة التي جاءت في بيان رمضان واحكامه وعباداته. صيامنا في رمضان ايها المسلمون هو امساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات. منذ طلوع الفجر الثاني من كل يوم من ايام رمضان وحتى غروب الشمس امساكنا عن المفطرات الطعام والشراب والجماع وسائر ما يلتحق بحكمها هو هو صورة العبادة مظهر الصيام وصورته هو الامساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات. من وراء هذا المظهر يقف سر عظيم ومقصد جليل يريد الله عز وجل بعباده ان يحققوه. وذاك جاء صريحا في كتاب الله الكريم في اول اية في سياق ايات الصيام في سورة البقرة. فقد قال ربنا الكريم سبحانه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. اجل انه قوله لعلكم تتقون تحقيق التقوى في قلوب الصائمين هو اعظم مقاصد الصيام ورأسها الذي اذا تحقق وجد من صيامه اثر الصيام وثمراته وبركاته. وحتى نقيس هذا على عبادة كالصلاة هي اوظح واكثر بلاء في حياتنا معشر المسلمين. شرع الله عز وجل الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة. وفي كل صلاة ركعات معلومات وفي كل ركعة اركان تؤدى قيام وقراءة وركوع وسجود وما يتخلل ذلك من الواجبات والسنن ما يسبقها من الشروط وما يعترضها من النواقض. تأملوا معي رعاكم الله. عبادة كالصلاة شرعت شرعت بصورة محددة واركان وهيئات معلومة محدودة. ذلك هو صورة العبادة ومظهرها. ومن وراء ذلك عبادة الصلاة يقف من ورائها مقاصد تتحقق. قال الله عز وجل ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فاذا اقيمت الصلاة في حياة العباد على الوجه الذي اراد الله كانت كفيلة بان تحقق هذا المقصد في حياة المصلين الانتهاء عن الفحشاء الانكفاف عن المنكرات. هذا المقصد في الصيام يتحقق اذا حقق العبد معنى الصلاة كما اراد الله الله. ومعنى الصلاة ايضا ليس هو مجرد الركوع والسجود والقيام والقراءة. وما يتخلل ذلك من العبادات هذا هو رسم العبادة وصورتها وظاهرها. لكن روح الصلاة وحقيقتها التي تكون بها اياتها هو الخشوع. خشوع المصلي في صلاته هو حياة صلاته. هو روح صلاته وحقيقتها. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ينصرف المرء من صلاته ولم يكتب له الا نصفها الا ثلثها الا ربعها الا خمسها الا سدسها الا سبعها الا ثمنها الا تسعها الا عشرها الى ان قال عليه الصلاة والسلام وليس للمرء من صلاته الا ما عقل. ارأيتم متى فقدت الصلاة خشوعها؟ الذي وروحها وروحانيتها وسرها وجوهرها فقدت اثرها في حياة العباد. نعم يصلي المصلي ويكون في صلاته محافظا على الاركان والواجبات والسنن والشروط. متجاف ايضا عن مبطلات الصلاة ومفسدات ونواقضها كل ذلك تؤدى به الصلاة نعم. وتبرأ بها الذمة نعم. ويسقط الواجب ولا يطالب بقضاء ولا اعادة، لكن السؤال هل صلاة كهذه اذا خوت من الخشوع الذي هو روح الصلاة؟ هل ستؤدي اثرها؟ ومقصدها الكبير في حياة العباد؟ الجواب لا. لان صاحبها انما صلى صلاة في صورتها الظاهرية وشكلها الخارجي فلم تعد تحمل روحها وحقيقتها. اما انها تبرئ الذمة كما قلت. وتسقط التكليف الواجب كما اسلفت. لكن ان تجد اذا اثرها متعة وسعادة وانتهاء عن الفحشاء والمنكر كما قال الله فهذا متوقف على تحقيق روح الصلاة وحقيقة الصلاة ومقصد الصلاة العظيم. ومن ذلك فان نجد كثيرا منا يصلي. يحافظ على الصلاة فلا يفوته فرض بفظل الله لكن يجد ضعفا ضعفا في تحقيق هذا المقصد في حياته في الصلاة فلا يزال متوانيا عن الواجبات ولا يزال مسرفا غارقا مفرطا على نفسه في الفحشاء والمنكر كما قال الله فاين نذهب بقول الله ان الصلاة تنهى عن بالفحشاء والمنكر ونحن لا نجد اثرها في حياتنا. والجواب اننا لم نصلي صلاة ملؤها الخشوع الذي هو روح الصلاة وجوهرها وسرها ففقدنا اثرها بالتالي. كذلك الشأن رعاكم الله في كل عبادات الاسلام. متى فقدت روحها العبادة اذا فقدت روحها واقتصرت على ظاهر شكلها وهيئتها المجردة استحالت الى عبادة تبرأ بها ذمة المكلف نعم لكن ان يحقق اثرها فهذا متوقف على تحقيق رح العبادة وسرها. عودوا معي الان الى الذي قال الله فيه لعلكم تتقون. لعلكم تتقون. وحتى تفهموا معي حفظكم الله. ان الله عز وجل الا لما قال لعباده يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون لعل هنا التي يخبر بها ربنا ليست للاحتمال والتردد. ليس معناها جرب قد تصل الى وقد لا تصل لا هي معناها تحقيق الوقوع كتب عليكم الصيام حتى تكونوا اتقياء لتحققوا التقوى في حياتكم تتخرج من صيامكم عبادا اتقياء صالحين. والقضية جاءت مؤكدة في سياق ايات الصيام حفظكم الله. فان ايات الصيام ذاتها في سورة البقرة جاءت وتتحدث عن احكام الصيام والامساك والمفطرات وفي اخر اية في سياق ايات الصيام. قوله تعالى احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم. ختمت الاية وهي منتهى سياق ايات الصيام في البقرة بقوله تعالى كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون. انها التقوى مرة اخرى. فايات الصيام افتتحت بالتقوى وختمت بالتقوى في سياق ايات معدودات صدقوني ليس مصادفة ولا عشوائية كلام حكيم خبير. ابتدأت ايات الصيام بالتقوى وختمت بالتقوى. وما بينهما من احكام الصيام والمفطرات هي عون للعبد على تحقيق التقوى التي ارادها الله عز وجل من عباده في فريضة الصيام ايها الصائمون. والسؤال الكبير الان المهم الذي جئنا ونتباحثه ونتحدث عنه في مجلس كل اثنين من كل اسبوع ان شاء الله خلال هذا الشهر المبارك. السؤال الكبير يقول ايجد احدكم حظه من التقوى في كل يوم يصومه من رمضان؟ والله يقول لعلكم تتقون. ايشعر احدنا وقد صام اليوم في ايام رمضان ومقبل على الليلة الثالثة. ايشعر انه بصيام ثاني ايامه قد قطع خطوتين في طريق التقوى وقد صام يومين في سبيل الله من فريضة الصيام مؤسف ان يكون الجواب ليس بعد. مؤسف اكثر ان نكون صمنا رمضان في ومن سابقة ولا يشعر احدنا انه قد اندرج في عداد عباد الله الاتقياء اذا كان الله يقول لعلكم تتقون. فما بالنا لا نتقي؟ فما بالنا لم نوصف بالتقوى؟ ما بالنا نشعر بهذا المعنى العظيم معنى التقوى الذي عاشه العباد الاتقياء فعاشوا حياتهم في اروع صورة واجمل مظهر سطره التاريخ ونقله لنا الاسلاف في حياة الاتقياء. عبادة الاتقياء وسيرة الاتقياء. اين نحن من هؤلاء؟ والله يقول لعلكم تتقون حديثنا هو محاولة ايها الكرام. لان نستكشف اسرار الصيام ومقاصده وحكمه البديعة العجيبة. التي ارادت الشريعة ان تكون في طيات الصيام بين ايدي الصائمين وفي متناولهم لينخرطوا في عداد الاتقياء. لما اراد الله عز وجل من عباده ان يصوموا صدقوني اراد منهم ان يكونوا عبادا اتقياء. لما شرع الله لعباده الصوم شهرا في السنة. اراد منهم سبحانه ان يتعلموا في مدرسة التقوى كيف يصبحون اتقياء بنهاية الشهر. ونحن في كل يوم نصوم ونقوم ونقرأ القرآن ونصلي ونقنت وندعو الله ونساهم في الوان والوان من البر والعمل الصالح. انما نرجو ايام رمضان في اعظم ما يرجوه الصالحون ان نحقق التقوى وان نستلذ بحلاوتها وطعمها الذي تلذذ به الاتقياء في تاريخ الامة الطويل. لعلكم تتقون مقصد جاء خلف فريضة الصيام. وهذا المقصد يتحقق في حياة الصائمين من خلال الصيام وسائر عبادات رمضان. هنا سنكشف الغطاء لنقول. من ظن ان الصيام امساك مجرد عن الطعام شراب ما بين الفجر الى المغرب فقد اساء الظن بشريعة ربه الحكيمة البالغة. لم؟ لانه ظن ان الصيام مجرد كبار قدرات على احتمال الجوع والعطش. وحاشا. ما كان الصيام في شريعتنا ايها المسلمون يوما اختبارا لقدرات الابدان بل هو والله اختبار لحقائق ما تحمله القلوب من التقوى والايمان الصادق بالله عز وجل. اذا كنا نظن ان الصيام مجرد امساك عن الطعام والشراب وصبر وتحمل على حر الشمس وعلى لهيب الاكباد وعلى التقطع الاجواف من العطش فذاك ظن بعيد لان مجرد الامساك عن الطعام والشراب يستوي فيه ايضا غير المؤمن مع المؤمن الا ترى الى المنافق الذي ربما صام وهو كافر بالله ورسوله. فانه ربما صام مرآة للمسلمين ومظاهرة لهم مشاركة واياهم. اتظن انه يؤجر على صيام كهذا وقلبه خال من المعنى العظيم من الصيام لربه عز وجل. ايضا حاشا بل حتى البهائم والحيوانات وربما كان الجمل الذي يظرب به المثل في شدة التحمل والصبر على العطش والجوع ربما انا اكثر تحقيقا لهذا المعنى افيتحقق في الجمال والبهائم؟ معنى الصيام ايها الصائمون اذا لا بد ان نتجاوز الفهم لان الصيام امساك مجرد عن الطعام والشراب. فهذا يشترك فيه المؤمن وغيره في انحاء كثيرة. لكن الصيام عبادة تقوم اولا بقلب الصائم يمتلئ وينطلق من نقطة التقوى لله يستزيد منها بصيامه حتى يحقق المعنى العظيم. لعلكم تتقون مقصد جاء صريحا في كتاب الله الكريم في ايات الصيام في سورة البقرة. هذه التقوى ما هي؟ التقوى التي جاءت كثيرا في كتابه بالله وفي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام التقوى التي ذكرت خيراتها بركاتها ثمراتها اثارها جاء القرآن كثيرا بالحث على الانخراط في التقوى وعلى سلوك سبيلها. يأتي الصيام في رمضان ليفتح للعباد ابواب التقوى ليكونوا اتقياء التقوى التي قال الله عز وجل عن اصحابها ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن اتق الله يجعل له من امره يسرا. ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته. ويعظم له اجره. ارأيت؟ كل هذا حصري باهل التقوى يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب. يجعل له من امره يسرا. يكفر عن سيئاته ويعظم له اجرا. يا اخوة ايها الصائمون تفريج الكربات توسعة الارزاق تيسير العسير تكفير السيئات تعظيم الدرجات كل هذا جعله الله فقط للتقاة من عباده لاهل التقوى. التقوى التي يصلها العبد بعد جهاد طويل للنفس وشهواتها واهوائها. التقوى التي يتربع عليها اهل الايمان بعد مرحلة طويلة من ومجاهدة النفس والصبر على شهواتها والزامها وارغامها طاعة الله والاستباق في مرضاة الله تلك التقوى التي يصل اليها العباد بعد عمر من الكفاح والجهاد والمسايرة في هذا الطريق العظيم. يأتي الصيام كل سنة في رمضان ليقول للعباد المؤمنين هلموا لتكونوا اتقياء. لعلكم تتقون. في التقوى تظل ملازمة لصاحبها سمة تأخذ بيده نحو النجاة حتى اخر لحظة. ولما اقول اخر لحظة لا اقصد بها لحظة الموت. لكنها تلك اللحظة العصيبة التي يمكن نحن بها كل الخلائق على السواء. انها لحظة العبور على متن الصراط فوق جهنم اجاركم الله. التي قال الله الله عنها ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا. ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صلين وان منكم الا واردها يعني جهنم. والمقصود بالورود ها هنا العبور على الصراط. وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقظيا. ثم ننجي الذين اتقوا. فقط ونذر الظالمين فيها جثيا اذا الى اخر لحظة لا يزال الاتقياء هم الناجون والسعداء هم الذين يظفرون بكل العطايا الالهية اصحاب التقوى ثم ننجي الذين اتقوا فقط صاحب التقوى ومن حمل معه من دنياه رصيدا من التقوى ومن استكثر في دنياه من التقوى ومن حمله معها الى اخر لحظة هو الذي سينجو عند العبور على الصراط. وفي الحديث الصحيح الذي تعرفون ان النبي عليه الصلاة والسلام وصف السائرين المجتازين على الصراط واختلاف درجاتهم. فقال فمنهم من يعبر الصراط سريعا كلمح البرق. ومنهم من يعبره كالريح المرسلة. ومنهم من يعبره كالجواد المضمر. ومنهم من يحبو حبيا تكفئوا تكفؤا. اتدري ما هذا؟ انه رصيد كل واحد من العباد من ايمانه وتقواه في قلبه. هذا الوقود الذي ستنطلق به غدا على صراط جهنم عبد الله. هذا الوقود الذي تحتاج ان تتزود منه اليوم. لان ربك قد قال وتزودوا فان خير الزاد التقوى. واتقوني يا اولي الالباب. العاقل والله من جمع رصيده من التقوى. لان الله خاطب العقلاء واتقوني يا اولي الالباب. العاقل من جمع من دنياه هذه قدر ما يستطيع من التقوى. لانه يعلم ان وراءه وامتحانا وكربا وبلاء عظيما هو العبور على متن الصراط فوق جهنم. وهو يعلم انه بقدر ما يحمل من الايمان والتقوى سيكون عبوره على الصراط. فمن كان منا اكثر تقوى وايمانا وصلاحا كان عبوره على الصراط اسلم وامن واسرع. ومن كان دون ذلك كان عرظة للمخاطر تتخطفه الكلاليب تتجاذبه يوشك ان يقع ما هذا؟ هو ضعف الرصيد الذي تزود به العبد في دنياه من التقوى. والان سنقول ها نحن يظلنا شهر كريم يحمل بين ايامه ولياليه يحمل بين ايامه ولياليه معاني التقوى مبثوثة هنا وهناك. وما على عبد الله الصائم وامة الله الصائمة الا الجمع قدر المستطاع استطاع والاستكثار من هذا الرصيد من التقوى. ان تلتفت عبد الله الى حقيقة الصيام الذي اراده منك الله فانك تتجاوز مجرد امساك عن الطعام والشراب عندها فقط نعقل نعقل يا احبة. قول النبي عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. من ترك قول الزور واجتنبه كان هذا جزءا لمعنى الصيام. اذا هو التفات الى حقيقة الصيام وانه ليس مجرد الامساك عن الطعام والشراب. اما الواقعون في الزور قولا فعلا وشهادة وحضورا واداء واصبحت حياته بين متعة محرمة ومشاركة اثمة وتقلب في الوان من المتاع الحرام كل ذلك انغماس في الزور. ونبيك صلى الله عليه وسلم يقول من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. لتعلم ان وراء الصيام معنى عظيم يجب ان يقوم بالقلوب. هو تحقيق معنى التقوى لعلام من غيوب. التقوى لله عز وجل التي لا زالت كما قلت تصحب صاحبها وتأخذ بيديه وتنجيه في كل مراحل الحياة اخرها هناك هناك هناك عند العبور على الصراط لما يدخل اهل الجنة نحو ابواب الجنة يبحثون عن مساكنهم فيه يقول ربنا عز وجل حكاية على لسان ابن ادم الاول لاخيه قال له انما يتقبل الله من المتقين. لما وكان بينهما تلك العداوة التي اوقدتها نار الحسد. قال اخوه لاقتلنك. فاجابه قال انما يتقبل يقبل الله من المتقين. فغدت هذه قاعدة قرآنية عظيمة عظيمة. وهي قاعدة والله لطالما اقلقت الصالحين واثارت عندهم هاجسا كبيرا. اتدرون لم؟ لان الاية بصيغة الحصر انما يتقبل الله من المتقين فليس الشأن عبد الله في ماذا عملت من عمل وفي كثرة ما قدمت وكثرة ما انفقت وكثرة ما صمت وصليت ليست العبرة هنا انما الشأن فيما حمل قلبك من معنى التقوى وانت تتعبد لربك بسائر انواع العبادات. انما يتقبل الله من ما قال من الاكثر اعمالا ما قال من المجتهدين في العبادات انما يتقبل الله من المتقين والله ربما سبق عبد بعمله القليل اليسير سبق اقواما كانوا اكثر اجتهادا واكثر طاعة واكثر عبادة لا لشيء الا لعظيم ما قام في قلبه من معنى التقوى لله عز وجل. هنا ايضا ستفهمون معي حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام. سبق الف درهم. رجل يتصدق بدرهم واخر يتصدق بالف صاحب الدرهم الواحد اسبق عند الله. لما السبب اذا العبرة ليست بالكثرة. سبق درهم الف درهم. لكن العبرة كما قلت هو ما قام بقلب صاحبه. وكيف ذاك لان صاحب الدرهم ما كان يملك الا درهمين. فلما تصدق بدرهم منهما اذا هو قد تنازل عن شطر ما له. لا يقول هو درهم هو نصف ما يملك. ولان تتنازل عبد الله عن نصف ثروتك وما تملك ولو كان درهما فهذا جهاد عظيم وبرهان صادق على ايمان حقيقي قام بقلب العبد استعد معه ان يتنازل عن نصف دنياه لربه عز وجل. اما صاحب الف درهم فعنده مال وفير كثير طويل عريض. اخرج من عرضه الف درهم فتصدق به. الالف درهم عنده لا تساوي شيئا من كثرة ما اتاه الله من المال. اذا هو تصدق وصدقته ان صدقت نيته مقبولة. انما الكلام عن السبق والافضلية عند الله اه ليست العبرة بالكثرة. والله اخوتي الكرام لربما كان احدكم بقليل عمله بركعات قليلات او عمل طالح يسير او نزر من القرآن ورد يسير. هو اسبق عند الله من اخرين يبذلون اضعاف اضعاف ما بذله هو في ذلك هو ما يقوم بالقلب. فرق وشتان شتان. بين عبد يقدم على العبادة صلاة كانت او طواف او عمرة او صياما او قياما او قراءة قرآن او صدقة او تفطير صائمين ايا كان العمل. شتان والله يا اخوة بين رجل يؤدي عمله ذلك وملؤه العجب الغرور وانه فعل وبذل واجتهد. وعندئذ نظر الى نفسه نظرة اعجاب وادلى على الله وتمنى على الله الاماني. شتان بين هذا وبين اخر ليس له من عمل الا نزر يسير لكنه بذله لربه وملؤه الاخبات والخضوع والافتقار الى الله عز وجل. والطمع في مرضاته قدم القليل وهو يحتقر ما قدم وهو يعظم الله في قلبه وهو يسأل الله القبول وهو يتضرع ويتمرغ وتنحدر دمعاته على وجنتيه يسأل رب ان يقبل اليسير القليل الذي عمل. شتان شتان. العبرة ليست بالكثرة انما بقدر ما يتحقق في القلوب من رصيد والعودة الان الى السؤال الكبير. ها نحن نصوم رمضان. فما حظنا من تحقيق التقوى ايها الصائمون ما القدر الذي يجده الواحد منا من صيامه؟ وقد صام اليوم وصام بالامس. وسيصوم الغد ان قدره الله واكرمه ومد في عمره نفس السؤال الذي كان يتكرر في اعوام ماضية ينقضي الشهر وقد اتممنا صيامه ثلاثين يوما او تسعة وعشرين يوما. لكننا مع الاسف الشديد يرى احدنا نفسه هو كما هو. كما دخل رمضان وخرج رمضان لا يزال هو هو الباقي على معصيته واثامه وذنوبه وتقصيره. المفرط في الطاعات اهلوا في الواجبات المنغمس في الشهوات هو هو. السؤال اين التقوى؟ لست اريد الحديث عن العصمة التي لن يصل اليها احد لست اريد الحديث عن مجتمع ملائكي طاهر لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. اتحدث عن بشرية قاصرة لكنها تنشد الكمال وتأخذ بايديها نحو الهمم العالية وتجد من رمظان فرصة للارتقاء على سلم التقوى. رمظان فرصة اتدرون لما؟ لاسباب متعددة. ان الله عز وجل جعل في رمظان في ايامه ولياليه من الاسباب ما هو احرى بالعبد ان يكون اكثر انطلاقا الى ربه واسرع ابتغاء لمرضاته واكثر اقبالا على محابه عز وجل واكثر اجتنابا وبعدا وتحاشيا لكل ما يغضب الله ويسخط الله ويكرهه الله. تصفد الشياطين ومردة تفتح ابواب الجنان وتغلق ابواب النيران. انها والله ايها الصائمون. اتاحة للفرص من اوسع الابواب ان يجد العبد نفسه مع نفسه في رمضان ان يجد نفسه مقبلا على ربه في رمضان. النفحات والهبات والكرامات تلك فقط يجب العبد في رمضان لربما نتعب يا اخوة طيلة ايام العام. نتعب لاننا ننشغل بدنيانا. ولا تتاح لنا تلك الفرص ولا نجد من النفح ما نجده في رمضان. فما العذر ان نبلغ رمضان ونعيش رمضان ونتقلب في عباداته. لكن المؤسف اننا في ذلك ككله بمعزل عن تحقيق هذا المعنى العظيم. والسبب اننا قصرنا انظارنا واهتماماتنا وشغل قلوبنا على صورة الصيام الظاهرة وعبادته المجردة. فصرنا نقتصر على الامساك عن الطعام والشراب فقط وصرنا نبتعد عن المفطرات وسالت وكانت السؤال دوما استخدمت قطرة عين فوصل طعمها الى حلقي افطرت او لا افطر. ما حكم استعمال بعض الادوية بعض المفطرات المعاصرة ماذا لو اكل فاكتشف ان الاذان كان قد سبقه بخمس دقائق؟ ماذا لو توهم فظن ان الاذان للمغرب قد اذن فبادر بالافطار وهو بعده لم يؤذن. كل تلك الاسئلة لست ازهد فيها. لكنها تؤكد اقتصارنا وانحسارنا ووقوفنا فقط عند السؤال والاهتمام والعناية بالعبادة التي هي ركن وعبادة ظاهرية تؤدى. وقد قلت في مطلع الحديث كل عبادة في الاسلام لها هيئتها الظاهرة ورسمها وشكلها لكن لها جوهر وحقيقة ولب يجب ان يكون خلف تلك العبادات يجب ان يقف وراء تلك المظاهر من العبادات التي تؤدى. من ظن ان الصيام حركات. من ظن ان الصلاة حركات متتابعة وان الصيام انحباس عن الطعام والشراب. ومن ظن ان الحج عناء ومشقة ومزاحمة ومدافعة كل اولئك انما نظروا الى مظاهر العبادة بمعزل تام عن حقائقها وجوهرها وروحها. مرة ثالثة وعاشرة ساقول لطالما ظللنا نقصر فهمنا وادراكنا وهمنا واهتمام قلوبنا فقط على صورة العبادة الظاهرة المجردة فسنخسر والله كثيرا. واعظم ما نخسره ان تفوت علينا العبادة دون ان تستلذ بلذيذ العبادة والطعن فيها. دون ان نستشعر معنى ما فيها من الحلاوة والمتعة. بالله عليكم هذا ثاني ايامكم تصومون. ومن مشى منكم اليوم في طرقات مكة بين السكن والمسجد الحرام وذهب واتى فوجد حرارة الشمس التي يقال انها تجاوزت اليوم خمسين درجة. من وجد الحرارة ووجد شدة العطش ووجد الظمأ واقترب المغرب الان فوجد نفسه يجاهد نفسه. من منكم وجد في غاية التعب والجوع والعطش اعظم لذة لانه يتقرب بذلك الى الله. فرق بين شخص ينتظر اذان المغرب على احر من الجمر فقط ليطفئ ليطفئ جوعه وعطشه. فرق بين هذا الصائم واخر بلغ به العطش اشده. فكلما نظر الى الساعة واقترب المغرب اسفا. لان مدة تعبده بصيامه الذي قطع جوفه يوشك ان تنتهي. يحزن لان الصيام الذي انهكه سيفارقه بعد قليل. هذه لذة ان تعيش متنعما هذا الذي حمل نبيكم صلى الله عليه وسلم على الوصال في الصوم. الوصال تدري ما الوصال ان يواصل صوم يوم بيوم فلا يفطر مع المغرب عليه الصلاة والسلام. رآه الصحابة فواصلوا صيامهم. فسر لي ما هذا؟ هو التلذذ والله يا اخوة التلذذ بما يجدونه من تعب الصيام ومشقة الصيام وعناءه الجوع والعطش اصبح لذة ومتعة. لانهم يتقربون به الى الله حققوا معنى قوله عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا. الايمان والاحتساب جعله هم يحتسبون اجر العطش والجوع والتعب. فلماذا تضيق اخلاق احدنا اليوم؟ اذا بلغ به التعب اشده ضاقت اخلاقه. فلا يكاد يتكلم مع زوجته ولا مع اولاده واذا كان الموقف فيه شيء من الازدحام والاحتكاك بالاخرين ظهرت عليه النفرة ونشوز الخلق ظهرت عليه كثير من امارات الضجر والسخط. ولربما تفوه بما لا ينبغي او تصرف مما لا ينبغي. لم لم كل هذا؟ هو والله لغياب فهذا المعنى العظيم معنى التعبد لله رب العالمين بالصيام. معنى التلذذ يواصل نبيكم صلى الله عليه وسلم متلذذا بالصيام متلذذا بالجوع والعطش الذي وجده في الصيام. فيواصل اصحابه الصيام. فينهاهم عن الوصال عليه الصلاة والسلام. قالوا يا رسول الله انك كتواصل يعني رأيناك تواصل. هو نتعامل مع العبادة بحسابات مادية. كم دقيقة باقي؟ وكم سأنتهي؟ كم شوطا بقي ادرك السحاب اين اجد الحلاق؟ متى اعود الى السكن؟ الرغبة كلها تسيطر في الانتهاء والفراغ كيفما كان. ما هذا؟ ما هذا هو والله عزوف تام عن حقائق العبادات عن جوهرها عن روحها وحياتها. هكذا سينعكس صيامنا ضيق خلق وجوع وعطش وحر شمس وعدم رغبة في ممارسة اي عمل ورغبة في النوم والارتخاء خاء والانبطاح والبحث عن مكيفات الهواء والرغبة في التقلل من الاعباء والعمل قدر المستطاع. لاننا صائمون. اوكان الصيام يوما من الايام يحمل احدنا على مجاهدة في الجوع والعطش فقط لا غير. هو والله يا اخوة مرة بعد مرة بعد مرة تأكيد على غياب المعنى الحقيقي للصيام. صامت احدى الصالحات في زمن السلف كانت تتخير اشد ايام الصيف حرا فتصومه تطوعا. تتخير اكثر ايام الصيف طولا في النهار واشدها حرارة شمس فتصومها فسئلت عن ذلك رحمها الله فقالت فقالت في جواب ينبيك عن فقه السلف في القضية. قالت ان السعر اذا رخص اشتراه كل احد. تقول السلعة اذا رخص سعرها اصبحت في متناول اليد وكل واحد سيشتريها. لكن الذي لا تليه كل احد ولا يقدر عليه الا الاغنياء. تلك السلع الغالية في الثمن. الباهظة التي لا يملكها كل احد فهي تقول كذلك العبادات الشاقة الصعبة في الظروف الحرجة هي التي لا يقوى عليها الا الاقوياء المسألة ليست ترى امال هنا الان هي قوة ايمان وثراء تقوى ورصيد مما يملكه القلب من الحقائق الايمانية. قالت ان السعر اذا رخص اذا اذا ان السعر اذا رخص اشتراه كل احد. وهكذا العبادة اذا سهلت في نهار قصير وجو بارد وعبادة لا تكلف جهدا ولا مشقة يقوى عليها الكل. لكن الشأن ها هنا في احتمال المشاق وتحمل المتاعب والمصاعب تلك الدرجات التي يلتمس فيها احدنا حقيقة معنى تحقيق المقاصد في عبادته. وختاما سنقول ولابد اننا متى ربنا ورصدنا امام اعيننا حقيقة الصيام وجوهر الصيام وروح الصيام فسنؤدي عباداتنا والله العظيم على نحو مختلف. سيكون صيامنا اكثر متعة ولذة. سيكون اكثر اجتهادا في نهاره بملئه من الطاعات فلا ترى الصائم الا قارئا للقرآن او طائفا او مستغفرا او مسبحا او في شغل ببر والديه وصلة ارحامه والاحسان الى جيرانه وتفقد المحاويج والاقارب والاباعد لان يملأ صيامه بكثرة نوم ولا بطالة ولا فراغ ما صام والله حقيقة يا اخوة من اتخم معدته عند السحور بطعام يظن انه سيعيش اياما بلا طعام ولا شراب. فاذا افطر مع المغرب افطر على ذلك موائد ممتلئة اصبح رمضان في تصور الناشئة الاطفال عندنا حسب ما تربوا معنا نحن الكبار ان الصيام في الموائد وتعدد في المآكل والمشارب. ما اصبحت الصورة السلبية هذه الا بممارسات خاطئة ان كفأنا عليها للاسف الشديد ان الاوان والله يا اخوة ان نعود الى صيامنا لنعايش حقائقه. لنتنعم بلذيذ العبادة فيه. ولذيذ ذلك السر العظيم التقوى التي يجدها العبد في صيامه في قيامه في قرآنه هذا رمظان يا كرام. ايام معدودات كما قال الله عز وجل. والله يوشك ان تتصرم. وحسبكم ان الليلة المقبلة هي الليلة الثالثة من رمضان. بالله هل شعرت ان ان عشر الشهر قد انقضى الليلة ونحن البارحة يهنئ بعضنا بعضا بالشهر. ولا تزال ايامه تتصرم كحبات خرز انفرطت من مسبحة تتتابع فلا تقف. وسحابة رمظان تظلنا فوق رؤوسنا سحابة ممطرة والله مليئة بالغيث والخيرات والبركات. واناء كل واحد بيده يجمع فيه من هذا الغيث والخير والبركة بقدر ما يقدر يغفر الله له. والسحابة ستنقضي وتنصرف هي وماؤها. فلا يراك الله الا محسنا. سالكا طريق الاتقياء منافسا في الطاعات حريصا على التلذذ بالعبادة في رمضان نهارا وليلا صياما وقياما لا يراك الله وفي هذه الايام الا ملتمسا لطاعته وعفوه ورضاه من كل باب من ابواب رمضان التي تتعدد وسنأتي الى الحديث عنها ان شاء الله. رمضان الذي تتصرم ايامه تباعا. يودعنا عن قريب. لكن العجيب ان بعضنا سيودعه قبل وداعه لنا من لك عبد الله انك ستبلغ اخر الشهر؟ ومن لك انك تتمه حتى تعزم ان يكون لك في الايام المقبلة نشاط وعمل ما فعلته بعد؟ اما صلينا على الجنائز الى العصر اليوم؟ وستصلون على بعضها المغرب والعشاء؟ بالله عليكم اكان اصحابها يظن احدهم انه لن يبلغ اخر الشهر. والله لربما لربما قد جهز بعضهم العيد واشتراه وهيأه. وما ظن وما ظن ان العيد سيأتي دونه. وانا وانت مثلهم اليوم. اذا الليلة هل ستدرك الغد؟ افق افق عبدالله وافتح عينيك. ايام معدودات. تعامل مع كل يوم من رمضان على انه اليوم الاخير لك في حياتك فاذا فعلت ذلك وجدت نفسك في كل دقيقة تأسف والله ان تمر عليك في غير طاعة في غير قربة ولا تنسوا الله انتم خصوصا في هذا المجلس انتم في بيت الله. في حرم الله. جمع الله لكم بين شرف الزمان وشرف المكان. فلا يليق والله ابدا بعبد اكرمه الله بهذه الكرامات تنقضي ايامه وتتصرم دقائقه في غير منافسة في الصالحات. في غير انغماس في في غير تلذذ بالعبادات. مجالسنا المقبلة بعون الله تعالى هي تقليب لوجوه العبادات في رمضان كيف نحصل فيها التقوى المفاتيح بذلت لنا في الاسلام. كيف نكون اتقياء في رمضان من خلال عبادات وحقائق تؤدى. هناك علامات هناك عبادات فتحت ابوابها تقود احدنا الى التقوى ليعيش حقيقة الصيام كما اراد الله لعلكم تتقون. اسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يبارك لي ولكم فيما بقي من رمضان وان يبلغنا اخره بفضله ورحمته وكرمه ونحن على خير وعافية وحسن ايمان. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكي ها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعزيمة على الرشد والسلامة من كل اثم. والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار يا ارحم الراحمين مين ؟ اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم قد ضاقت الارض بما رحبت بعبادك المستضعفين من الرجال والنساء والولدان. الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا في العراق والشام وفلسطين ومصر واليمن وليبيا وبورما وفي اماكن كثيرة يا اله العالمين اللهم قد علمت انهم لا حول لهم ولا قوة الا بك. ضاقت يا رب بهم الاسباب. واغلقت دونهم الابواب. ولا حول لهم ولا قوة الا بك فبك يستجيرون وبك يستنصرون يا اله العالمين. اللهم فاحفظنا واياهم جميعا بحفظك واياهم بعنايتك اللهم اصرف عنا وعنهم شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار يا ذا الجلال والاكرام اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا. اللهم وفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا الى البر والتقوى نعوذ بك اللهم من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك يا ارحم الراحمين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا. وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. اللهم لك الحمد كما بلغتنا رمضان. ولك الحمد كما اعنتنا فيه فيما مضى على الصيام والقيام. اللهم كما بلغتناه بفضلك وجودك وكرمك. فبلغنا اخره وتمامك بجودك واحسانك يا اله العالمين. واعنا فيه على القول والعمل الذي يرضيك عنا يا اكرم الاكرمين. اللهم ما عملنا من عمل ولا صلينا من صلاة ولا قرأنا من قرآن ولا قدمنا بوجه من وجوه البر الا بفضلك وخيرك واحسانك. فلك الحمد ولك الشكر انت اهل الثناء والمجد. اللهم ان الخير خير والفضل فضلك والجود جودك والاحسان احسانك. والعبد عبدك ونحن عبيدك يا اله العالمين. ارحمنا برحمتك التي وسعت كل لا شيء يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا ارحم الراحمين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين