الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفوته من خلقه وامام انبيائه وخاتم رسله. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد معشر الصائمين فهذا لقاء يتتابع فيه الحديث بمجلس الاسبوع المنصرم بالحديث عن مقاصد الصيام ومقصده الاعظم الكبير الذي ذكره الله عز وجل في ايات الصيام في سورة البقرة لما قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. واذا كانت هذه اول ايات الصيام في سورة البقرة وختمت بهذا المعنى العظيم وهو الاشارة الى التقوى وربطها بالصيام فان اخر اية ايضا في سياق الصيام في سورة البقرة جاء ايضا متضمنا للحث على التقوى والاشارة اليها بقوله تعالى كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون. اذا فاول اية في الصيام ختمت بالامر بالتقوى والحث عليه. واخر اية ايضا في الصيام ختمت بالحث على التقوى والاشارة اليها ووقع بينهما احكام الصيام والمفطرات وماذا يصنع المسافر والكبير والعاجز ومفطرات الصوم ووقت ابتداء الصيام وانتهائه. كل ذلك جاء محفوفا بين هذين الموضعين الذين جاء الحث فيهما على التقوى. ليتبين لنا بجلاء مقصد الصيام هو تحقيق التقوى. وان عبادة كالصيام لابد وان تكون موصلة لصاحبها الى التقوى الى التقوى لا محالة في مجلس الاسبوع الماضي تقدم الحديث وتقرير جملة من الامور اهمها اولا ان عبادات الاسلام عندما ما شرعت انما جاءت لتحقيق مقاصد. يراد للعباد تحقيقها. واذا كان هذا مطردا في كل عبادات الاسلام وشرائعه العظام فانه اكد ما يكون في عبادات الاسلام الكبرى واركانه العظمى الصلاة والصيام والزكاة وحج بيت الله الحرام وتقرر ايضا ثانيا ان هذه المقاصد التي جاء الاسلام بتشريع العبادات لتحقيقها ينبغي للعباد ينبغي عليهم العناية بها والالتفات اليها وتحقيقها من خلال العبادات التي شرعت له. فمن اراد ان يصلي فليحقق في صلاته وهو النهي عن الفحشاء والمنكر لتحقيق رح الصلاة وهو الخشوع. ومن صام لا بد ان يكون محققا للتقوى بروح الصيام الاتي ذكره بعد قليل وكذلك الشأن في الزكاة مثلا وحج بيت الله الحرام وسائر العبادات التي شرعت من اجل تحقيق تلك المقاصد اذا مقاصد العبادات ينبغي ان تكون مراعاة للعبد عند ادائه لتلك العبادات. والا يكون مقتصرا على هيئة العبادة وصورتها ظاهرا تقرر في مجلس الاسبوع الماضي ايضا ثالثا ان الاقتصار في العبادة على هيئتها الظاهرة وان كان مجزئا تبرأ به ذمة ويسقط به التكليف لكنه لا يحقق اثر العبادة في حياة العبد. فالصلاة مثلا ان لم تكن بخشوع ان لم فيها المصلي رح الصلاة وحقيقتها ويؤديها على الوجه الذي اراد الله عز وجل لن تحقق الصلاة اثرها في حياة المسلم فلم تزكو بايمانه ولم ترتقي باخلاقه ولن تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر اذا ما كان مقتصرا على اداء العبادة الظاهرة بهيئاتها المجردة. فمن حافظ على الصلاة اركانا وواجبات وسننا وشروطا. ادى العبادة وبرئت ذمته وسقط والتكليف لكنه ما لم يحقق مقصد الصلاة لن تجد الصلاة اثرها في حياة المصلي. كذلك القول في الصيام اراد الله عز وجل من الصيام ان يقود الصائمين الى التقوى ونحن نصوم من كل عام شهرا كاملا ثلاثين او تسعة وعشرين يوما هذا من شأنه ان يأخذ العباد نحو التقوى وان يقودهم الى ان يكونوا اتقياء. من صام يوما يومين ثلاثة خمسة. وكلما ازداد من الصيام ايام كان موصلا له الى درجات عليا من التقوى ولابد. فما لم يكن في الصيام حقيقته وروحه الذي به تكون حقيقة الصيام فانه لم يوصل العبد الى التقوى. وهو كما قلنا في الصلاة قبل قليل. سيكون صياما مجزئا تبرأ به الذمة ويسقط به التكليف ولا يطالب المسلم الصائم بعبادة اخرى غير التي صام. لكنه لم ينتظر والحال هذه لم ينتظر اثرا للصيام في حياته تحقيقا للتقوى وهو يصوم كل عام تلو عام ما لم يحقق رح الصيام وحقيقته. ايضا انتهى بنا الحديث في مجلس الاسبوعين الماضي اننا عندما نتحدث عن التقوى فاننا نستذكر تماما اثارها وثمراتها العظام جعل الله التقوى في الكتاب الكريم في قرآنه العظيم جعل التقوى مفتاح باب للفرج. ومن يتق الله يجعل له مخرجا. جعل الله عز وجل التقوى مفتاح رزق للعباد ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. جعل الله التقوى مفتاحا لتيسير الامور اذا تعسرت. والابواب اذا اغلقت ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. جعل الله التقوى مفتاحا تكفر به السيئات وتتضاعف به الحسنات تضاعف الدرجات. ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا. التقوى لا تزال مصاحبة لصاحبها. تأخذ بيديه نحو النجاة والسلامة ورفعة الشأن حتى اذا جاء يوم المحنة الكبرى ويوم الفزع الاكبر والهول العظيم يوم العبور على الصراط فلا نجاة ايضا الا بالتقوى لان الله قال ثم لانزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صبيا. وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا. ثم قال الله ثم ننجي الذين اتقوا ونذروا الظالمين فيها جثيا. فمقدار عبور احدنا على الصراط ونجاته غدا على متن جهنم. بقدر ما حمل من رصيده من التقوى في هذه الحياة هذا كله كان تمحيدا وتوطئة بين يدي حديثنا عن هذا المقصد الكبير الجليل العظيم. لانه يجب والله يا اخوة ونحن صائمون يجب علينا ان نستشعر ما الصيام الذي نصومه؟ ما المقصد الذي نحققه؟ لا نريد ان يكون صيامنا امساكا مجردا عن الطعام والشراب وسائر المفطرات فقط من الفجر الى المغرب ثم نفطر مع المفطرين ونكون بهذا قد اتممنا صومنا يوما تلو يوم سينقظي الشهر دون ان يخطر ببال احدنا ولو للحظة انه مطالب بان يحقق التقوى من صيامه. وان يكون في صيامه يوما بعد يوم في درجات التقوى درجة درجة. وان يكون في سلم التقوى اليوم. وقد صام تاسع الايام ان يكون قد ارتقى في التقوى تسع درجات ولابد وان يكون بصيامه يوما بعد يوم اكثر تقوى. بمعنى ان يكون اليوم اكثر تقوى من امس. لانه صام يوما زائدا. وان في نهاية الشهر بعون الله تعالى ومشيئته ان يكون عبدا قد التحق بمصاف الاتقياء. اولئك الذين نقرأ عنهم في السير وتبتهج النفوس بذكر اخبارهم ولم يخطر ببال احد منا يوما ان يكون احد هؤلاء الذين يستأنس بذكرهم ويطيب المجلس بذكر في حديثهم وان يكون واحدا من اولئك الذين يضرب بهم المثل في تقوى الله ومخافة الله والبعد عن محارم الله وحمل النفس على طاعة الله هذه المعاني هي حقيقة التقوى. التي يقودنا اليها الصيام ان ان راعى الصائم حقيقة مقصد الصيام في صيامه. اما اذا ظل احدنا ايها الكرام اذا ظل منصرفا عن هذا المعنى الكبير غائبا عنه هذا المقصد الجليل من الصيام وهو التقوى فسيظل والله مقتصرا على هيئة قيام الظاهرة امساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات بين الفجر والمغرب ولا شيء اخر سوى ذلك. تماما كذلك صل الذي ما التفت الى خشوعه يوما وليس له من صلاته الا الركوع والسجود والقيام والرفع والاعتدال ثم السلام. تنقضي ايامه وتتابع صلواته على هذا الحال فما لم يعتني بتحقيق الخشوع سيفقد الاثر. هكذا لا نريد ان يكون صيامنا اجوف. سيكون اجوف اذا فقد في قلب الصائم هذا المقصد ان يرعاه. نحن نريد ان نصوم كل يوم من الفجر الى المغرب منذ ان يمسك احدنا مع اذان الفجر وقد نوى وعزم ان يمسك يومه ذاك ان يستصحب مع هذه النية امرا اخر. ان يكون ان يكون فسالكا طريق التقوى بصومه هذا اليوم. نعم فنظر الله امرأ كلما صام يوما وكلما استقبل يوما جديدا من نهار في صيامه حمل هذا المعنى كل يوم واذا تسحر اراد بسحوره ان يصوم الغد بمعنى ان يتقي الله يوما جديدا بصيامه والان ان الاوان لنكشف الغطاء فنقول ما علاقة التقوى بالصيام؟ ولما الصيام من بين العبادات على وجه الخصوص جعله الله عز وجل طريقا للتقوى مدرجة اليه لما الصيام؟ لماذا ليس الصلاة ولماذا لم تكن الزكاة؟ ولماذا ليس الحج وهو احد الاعمال العظيمة في الاسلام التي تتطلب جهدا ومالا وحركة وانتقالا وزحاما ومعاناة سفرا وغربة وفيه الكثير من العبادات والتكاليف. لما الصيام على وجه الخصوص هو الذي جعله الله عز وجل كذلك قبل ان نكشف الغطاء دعونا نطيف جولة سريعة على نصوص الصيام وفضائله التي وردت في الاسلام ستلفي شيئا عجيبا جعل الله عز وجل في كتابه وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام جعل الصيام عبادة جليلة يحبها الله واصطفاها من بين العبادات يقول ربك في الحديث القدسي كل عمل ابن ادم له الا الصوم كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الا الصوم فانه لي وانا اجزي به ترك شهوته كهو وطعامه من اجلي اعد قراءة الحديث بتأن جملة جملة لتقف على العجب في اختصاص الصيام بهذا الكرم والجود الالهي العجيب كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها. هذا قانون ربكم في الجزاء والعطاء والثواب. ومكافأة العباد من اتى بحسنة فله عشر امثالها. وهذا القانون جاء منصوصا في كتاب الله. من جاء بالحسنة فله عشر امثالها اذا هذا القانون الالهي الكريم في العطاء. الكريم في الجزاء الكريم في الثواب. يعطي على الحسنة عشرة. وهذا قانون يطرد في كل عبادات الاسلام صلاة صدقة ذكر دعاء بر احسان كفالة احسان الى ارملة مساعدة مسكين كل اعمال الاسلام بلا استثناء هي تحت هذا القانون الالهي في الجزاء والعطاء كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها. يقول ربكم عز وجل الا الصوم. الا الصوم الصوم هو العبادة الوحيدة التي لا تخضع لهذا القانون. تدري لم؟ لانها اعظم من ان يكون ثوابها بقانون الحسنة بعشر امثالها يقول الله عز وجل الا الصوم فانه لي وانا اجزي به. بالله عليك ايها الصائم وانت صائم؟ ما ظنك بثواب صيامك الذي يقول فيه ربك الكريم وهو الجواد فانه لي ما ظنك بثواب عبادة يقول الله عز وجل جل جلاله وتقدست اسماؤه ذو الجلال والاكرام والعطاء والمن والفضل يقول فانه لي ما ظنك بهذا العطاء؟ ما ظنك بالجزاء؟ اين سيبلغ بك الخيال؟ ابدا والله ارفع سقف الخيال فانه يقف معك عند حد لان الله هو القائل فانه لي وانا اجزي به. عندئذ ستقف على دهشة في عظم ما تفعله انت الان وانت صائم. هل تشعر انك من الفجر الى الان في عبادة متصلة من قطعت؟ بينما الصلاة بدأت بتكبيرة الاحرام انتهت بالسلام وقراءتك للقرآن انتهت بنهاية جلستك التي اغلقت فيها المصحف وقمت. الطواف انتهى بسبعة اشواط السعي كذلك. العمرة بعد حلق الرأس لكنك في صيامك انت صائم انت عابد لله. وربما كنت نائما وربما كنت في الحمام اكرمك الله. وربما كنت تصلي وربما تقرأ القرآن انت بصيامك تتعبد الله. ثم هي عبادة اختصها الله عز وجل بالثواب والجزاء. وقال اتركوا هذه العبادة عندي انا اجزي صاحبها. والله عز وجل اذا اعطى اعطى عطاء الاغنياء. اعطى عطاء الكريم سبحانه وتعالى اجزل الثواب وضاعف الحسنات فلا يقف تخيل ثواب عبادة كالصيام عند حد كلا والله هذا الصيام هذا ما جاء في به اولا. لما تبحث في نصوص اخرى ستجد ايضا شيئا عجيبا. يقول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين. من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. للصائم بكل يوم يصومه في سبيل الله بمعنى يصومه ابتغاء ما عند الله لا يريد شيئا اخر ولا تعلقت نيته بمطمع اخر ولا نية له في شيء اخر من يوما في سبيل الله فرضا كان هذا الصوم او نافلة. لكنه في الفرض اكد واكد ولا بد. واوضح واشد ولابد من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا انت اليوم كم يوما صمت من رمضان هذا تاسع الايام بفضل الله ومنته والنعمة له سبحانه وتعالى والفضل له وحده. تسعة ايام وانت لك بكل يوم مباعدة عن النار سبعين سنة. فتتصور انك بتسعة ايام صمتها اليوم. كم كم ابتعدت عن النار؟ لو اردت ان تضرب لو اردت ان تضرب فاضرب واحسب كما شئت سبعة في تسعة بثلاثة وستين. انت مبتعد عن النار بصيام اليوم التاسع ست مئة وثلاثين سنة. هنيئا لكل صائم بكل اليوم يصومه في سبيل الله. ايضا هذا الثواب تجد انه لم يخص في عبادة في الاسلام بغير الصيام الثواب العظيم والجزاء الجزيل. هذا الاجر الكبير من اكرم الاكرمين للصيام فقط. يقول الله فانه لي وانا اجزي به ويقول النبي عليه الصلاة والسلام باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. في الحديث الثالث يقول عليه الصلاة والسلام يا مجنة جنة. فاذا كان صوم يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يفسق فان سابه احد او خاصمه فليقل اني صائم. الصوم جنة جملة اي وقاية الصوم يقي صاحبه مما من ماذا يقيه؟ يقيه من كل شيء يمكن ان يسوءه في دنياه واخراه يقيه من فحش القول والعمل يقيه من الزلل والسقط. ليش؟ لما الصوم؟ لماذا هو الصوم الذي يكون وقاية للعبد؟ طبعا هو قبل ذلك كله وبعده يقيه من سخط الجبار. يقيه من عذاب الله. فعدنا مرة اخرى الى معنى التقوى. لان الصوم يقود الى التقوى والنبي عليه الصلاة والسلام يقول الصوم جنة. انا اريد ان اقف حقيقة على معنى هذه الوقاية. التي يحققها الصوم في حياة الصائم. لنستبصر جميعا ونحن تصوم اليوم التاسع واقبلنا على الليلة العاشرة ثلث رمضان يا اخوة قد انقضى. مؤسف والله ان يكون حظنا فقط منه امساكنا عن والشراب لا غير دون ان نلتفت الى تحقيق التقوى من صيامنا يوما بعد يوم. يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الرابع موجها شباب الامة يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. هذا معنى جديد اخر في الصيام. الوجاء قتل الشهوة. اضعافها اخمادها في نفس العبد وجاء وجاء هو هو اطفاء نار الشهوة في نفس المسلم وذلك لان الصوم امساك عن الطعام والشراب. فاذا ضعف البدن عن الطعام والشراب نقص وقوده وساده فضعفت الشهوة لان النفس النفس تقوى بامتلاء البطن وتضعف بفراغها فاذا فرغ البطن وخوى من طعام وشراب ضعف النفس واذا ضعفت تضيقت مجاري الشيطان في عروق ابن ادم. لقوله عليه الصلاة والسلام فان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم. طيب فاذا ضاق مجرى الدم واذا واذا ظمأت العروق لانك تقول وانت مفطر ذهب الظمأ وابتلت العروق. اذا قبل ابتلال العروق بالافطار كانت جافة. فاذا جفت العروق ضمرت واذا ضمرت ما وجد الشيطان فيها سبيلا يسلكه. اذا انت وانت صائم ابعد ما تكون عن الشيطان وهو ابعد ما يكون عنك وهو ايضا يفسر لك جزءا من معنى قوله عليه الصلاة والسلام عن رمضان قال وصفدت الشياطين فإذا نحن في رمضان في فرصة استثنائية والله يا اخوة ان يكون صيامنا قائدا لنا ودليلا لنا وسالكا بنا طريق التقوى ولابد. وهذه احدى البوابات المفتوحة ان الشيطان بعيد عنك. وانك كبصيامك اغلقت عليه المنافذ فلا ينفذ اليك ولا فيك ولا داخلك ولا يطمع فيك بشيء مما كان يطمع فيه منك قبل لانك صائم ونحتاج الان ان اقف مع نفسي وقفة وكل واحد منا يقف مع نفسه وقفة. هل اجد هذا في الصيام وانا صائم؟ وفعلا نفسي تضعف عن الشهوة وعن الحرام وعن الرغبة في المعصية وانا صائم هكذا يجب ان يكون الصيام. فمن كان فمن كان كذلك فقد فقه معنى التقوى من صيامه وابتدأ بامساك طرف الخيط ليكمل باقي الطريق يقول عليه الصلاة والسلام ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. اذا تبين من خلال النصوص السابقة ان الصوم عبادة يحب ابنها الله واصطفاها من بين العبادات باختصاصها بالثواب الذي قال فيه فانه لي ولك ان الا تتخيل ان لا تتخيل عظم الجزاء والاجر والثواب في عبادة يقول عنها الكريم الجليل سبحانه فانه لي وانا اجزي به ايضا جعل الله الصيام جنة للعبد الصائم. جعل الله الصيام باعدة عن النار بالنسبة للصائم جعل الله الصيام وقاية من الفواحش والاثام لانه تضعف به الشهوات فانه له وجاء بعد هذا المدخل على عجالة وايجاز في فضائل الصيام وبركات الصيام وثمرات الصيام. دعونا نكشف الغطاء فنبحث. لماذا كان الصيام على وجه توصي من بين سائر العبادات قائدا للعبد الى التقوى ولماذا الصيام وليس الصلاة وليس الحج وليس الزكاة وليس الدعاء وليس بر الوالدين وليس الجهاد لماذا الصيام على وجه الخصوص والذي يقود العبد الى التقوى ولماذا هو الذي يسلك به طريق الاتقياء؟ لماذا الصيام؟ الجواب الجواب انك في صيامك انت صائم من الفجر الى المغرب تمسك عن الطعام والشراب. لاحظ معي تمسك عن الطعام والشراب في عبادة لا يطلع عليها الا لربك الملك العلام الصائم الصائم يؤدي عبادة ليس امام اعين الخلق بل فيما بينه وبين الله يمسك عن الطعام والشراب مع ان الطعام بين يديه وكأس الماء البارد والشراب الهنيء بين يديه. وبامكانه ان يفطر ولا عليه احد وبامكانه ان يأكل ويشرب ولا يدري به احد. وبامكانه ان يتناول ما لذ وطاب من المطاعم والشراب ولا يدري عنه احد ويأتي فاذا جاء المغرب جلس مع الناس على السفر وافطر مع المفطرين. تدري ما الذي يمنعك؟ مع قمة الجوع ومنتهى العطش الذي قطع منك الجوف وفتت الكبد. وبامكانك ان تتناول الطعام والشراب. في حر وفي ظهيرة وفي عناء وتعب ومع ذلك كله فانك تؤثر ان تصبر وتتحمل ويكون ويكون اصعب المصاعب عندك ان تنتهك الصيام وان تخترقه فتفطر ارأيت هذا هو حقيقة التقوى ان تترك الحرام مع قدرتك عليه وعدم اطلاع احد عليك الا الله هذا حقيقة يوجد في الصيام يعني الصلاة مثلا احبتي يصلي المنافق وليس في قلبه تعظيم الصلاة ولا عبادة الله. ربما صلى بغير وضوء ولا طهارة ولا يدري عنه احد هو في النهاية صلى مع الناس لكن الصيام من الذي يصوم حقيقة ممتنعا عن الطعام والشراب وسائر والله ما يصوم الا مؤمن مع قدرته كما قلت والثلاجة في بيته بل في غرفته والماء البارد عنده والطعام لديه في البيت يعني حتى لو اراد ان يأكل او يشرب وما يدري عنه احد لا امه ولا ابوه ولا زوجته ولا اخوته ما عنه احد بامكانه ان يفعل. اتدري انه لما امتنع عن ذلك فقد كف نفسه عن الحرام. لاحظ كف عن حرام في الوقت الذي هو قادر عليه واسهل ما عليه ان يفعلها كف عن الحرام ليس لان احد ينظر اليه واطلع عليه لا كف عن الحرام مخافة الله عز وجل. ما الذي منعه عن الطعام والشراب؟ مع قدرته ان يأكل او يشرب؟ والله ليس الا مخافة الله. وليس الا الله عز وجل اذا هذا هو السر الذي نتحدث عنه منذ الاسبوع المنصرم عندما نتكلم عن التقوى التي اودعها الله عز وجل في وقال لعباده الصائمين كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون السؤال الكبير الان يا احبة هذا نحن نفعله كل يوم نصومه. كل يوم ونحن صائمون نؤدي هذا المعنى العظيم. نمتنع عن الطاعات عن الشراب عن الجماع عن سائر المفطرات منذ الفجر الى المغرب مع القدرة ولا يرانا احد ولا يطلع علينا احد مخافة الله. نفعل ذلك وملء شعورنا مراقبة الله عز وجل. والرغبة في ان ننال كامل الثواب. والرغبة في الا نخسر اجر العبادة. الرغبة في ان نكون عبادا صالحين اتقياء بررة صائمين. الرغبة في ان يكون احدنا كل يوم بصيامه ادى الواجب الذي افترضه. ما تأخر عنه ولا قصر فيه ولا فرط ولا تعدى حدود الله. كل هذه المعاني تقع في صيام الصائم وهو صائم خلاص كل هذه المعاني تقع في صيام الصائم وهو صائم ويحققها كل يوم. هذا المعنى الكبير نريد منه شيئين حفظكم الله الشيء الاول ان نستشعر هذا المعنى مع كل يوم نصومه اريد ان نستشعر هذا المعنى حتى عند وجبة السحور ونحن نتسحر. حتى عند اخر كأسة ماء تشربها قبل الصيام وقبل الامساك ان استشعر هذا المعنى وانك بطلوع الفجر واذان الفجر اليوم الجديد فانت تعزم على ان تكون صائم تعزم ان تكون تقيا تريد ان التقوى في كل يوم تصومه انت حقيقة تريد ان تستصحب هذا المعنى. تريد ان يكون صيامك قاعدا لك الى التقوى. تريد في كل يوم تصوم ان تكون عبدا تقي اجعل هذه من نوايا صيامك كل يوم رعاك الله. صدقا والله يا احبة اذا اردت ان تتسحر. اذا شربت اخر كأس ماء اذا اذن الفجر وانت مقبل على يوم جديد في الصيام اجعل عزيمتك الاولى ومقصدك الكبير ان تكون تقيا اليوم. وان ترتقي في درجة تقوى درجة درجة بكل يوم تصومه باذن الله تعالى. الامر الثاني الذي نحتاجه حقيقة ونحن نتعلم التقوى بالصيام. ولهذا كان الصيام مدرسة للتقوى لعلكم تتقون. اذا انا وانا صائم انا اتقي الله بصومي. لكن الدرس الذي يريده الاسلام منا ان نتعلمه الصيام هو ان نحقق التقوى في كل مناحي الحياة اسحب هذا المعنى الذي طبقته في صيامك وانت صائم وحققت تقوى الله بصيامك طبقه في كل شئون حياتك هكذا تكون تعلمت التقوى. هكذا نجحت في الامتحان هكذا استفدت من درس الصيام كيف يعني؟ هذا المعنى الذي اوردناه قبل قليل امسكت عن الطعام عن الشراب اذا انت تركت الحرام تركته لمن؟ مخافة الله. ما تريد ان تعصي الله. ما تحب ان تسخط الله. ما تريد ان تهتك عبادة الصيام. ما تريد ان تتعدى حدود الله هلا كان هذا شعارا لك في الحياة؟ في كل المواقف يعني مثلا هل فعلنا هذا في تعاملنا مع حقوق الخلق صاحب العمل صاحب الشركة الذي اعمل عنده الرجل الذي اخذت منه دينا اخر ترك عندك امانة جارك قريبك كل الناس الذين بينك وبينهم معاملات هل استصحبت هذا القانون معهم في التعامل لتكون عبدا تقيا هل تورعت عن الحرام واكل حقوق الناس ورددت المظالم الى اهلها؟ لا لشيء الا مخافة الله عز وجل. هل فالحرام قد كان بين يديك واستطعت ان تأخذه وتتناوله ولا يطلع عليك احد ولا يدري عنك احد وما تركته الا مخافة الله النظر الحرام وتقليب الشاشات والنظر في القنوات والاطلاع على النساء المتبرجات والاخريات الساقطات هناك حيث تهتك المروءة الحجاب. هناك حيث تثور الفواحش وحيث تساق الشهوات. هل كففت بصرك عن ذلك الحرام مع قدرتك عليه وعدم اطلاع احد عليك الا الله. وما تركته الا مخافة الله. اليوم القنوات والشاشات ما صارت في بيت كل واحد صارت في جيب كل واحد. الجوالات اليوم ما تركت شيئا. واتصالها بالشبكة وخدمة الانترنت. جعلت القريب بعيدا وجعلت ان الشيء العجيب في متناول اليد نص الكلام والله يا اخوة سنقوله اين فينا ذاك الذي يمسك عن الحرام وهو بين يديه فهو بين يديه مبزور وبامكانه ان يفعله. ولا يكلفه شيئا يسير جدا وقريب بين يديه. لكنه يتركه ولا احد يطلع ما تركه لان امه درت عنه ولا لان اباه عرف الخبر ولا لان احدا يتابعه او احدا سأل عنه ابدا ما فعل الا مخافة الله عز وجل والله يا اخوة هذه حقيقة التقوى. التي يربيها فينا الصيام لعلكم تتقون. هكذا ننجح بصيامنا هكذا نشعر ان احدنا قد كسب جولة في صراعه المرير مع الشيطان. لطالما غلبك عبد الله لطالما طرحك لطالما ظفر بالمعاصي والموبقات والفواحش والاثام. انا والله وانت صائم ان تغلبه بتقواك. انا والله انا وانت صائم ان تكون اكثر تماسكا امام اغوائه ووسوسته وتزيينه لك بالحرام. ضربت مثالا بالنظر الحرام خذ مثالا بكل شيء من المحرمات النظر الحرام السماع الحرام الموسيقى المعازف الاغاني الالحان معازف الشيطان التي افسدت قلوب العباد هي لون من الحرام الذي اصبح ايضا ميسورا مبذولا في متناول اليد وعند كل الناس ولن يمسك عنه احد عندما يكون وحده وفي خلوة ولا يطلع عليه احد الا الله لم يتركه الا مخافة الله. من فعل ذلك فقد وقع حقيقة في كست التقوى هي تماما كالتي فعلتها وانت صائم. وساذكرك مرة بعد مرة. انت تترك الطعام والشراب في نهار رمضان مع قدرتك وعدم اطلاع احد عليك الا الله لانك صائم هذه حقيقية التقوى. نريد ان نطبقها في كل مواقف الحياة. ان نمسك عن الحرام مخافة الله ان نرد المظالم الى اصحابها مخافة الله. ان اكف عن الدينار الحرام والدرهم الحرام والقرش الحرام. وهو بين يديه وتحت يدي ولا يطلع عليه احد واخذه خفية وخلسة ولم يسأل احد ولم يطلع احد لكني اتركه مخافة الله عز وجل قل مثل ذلك في ادائك الواجبات. في مسارعتك الى الطاعات. عندما تقوم من لذيذ النوم في الفراش صلاة الفجر لا لان اما اوقظتك ولا لان ابا ناداك ولا لان امام المسجد سيفتقدك ويسأل عنك اذا غبت ولا لان الناس ستتعجب تعجب من غيابك عن صلاة الفجر لكنه مخافة الله والله يعز عليك ان تأتي الملائكة فتسجل حضور المسلمين في صلاة الفجر ولست بينهم يقول عليه الصلاة والسلام يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. فيجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر. فيسأله ربهم كيف تركتم عبادي وهو اعلم بهم. فيقولون يا رب اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون. جاءوا صلاة الصبح وجدوك في المسجد جاءوا صلاة العصر وجدوك في المسجد. فقالوا يا رب جئنا وهو في المسجد وتركناه وهو في المسجد. لما يكون الحامل لك على القيام لصلاة الفجر الا الا تغفر ذمة الله. من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله. والله يا عندما يقودنا نحو العبادات هذا الوقود وهذا الشعور فانه حقيقة هو معايشة للتقوى. انا لا اصلي الفجر عادة لا اصلي الفجر لان الناس ستسأل. لا اصلي الفجر لان امي تزعجني ولا زوجتي تقلقني عندما توقظني للفجر. اقوم ولو كنت اشد الناس تعبا ما يوقظني من الفراش الا الرغبة في المصافاة في تلك المواضع والمشي بالخطوات في تلك الظلم لانال البشارة. بشر المشائين في الظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامة. يأسف العبد ويكون فواته لصلاة جماعة فجرا او تكون عنده مصيبة بالدنيا وما فيها تدري لما؟ لان القلب امتلأ تقوى لله. ولما امتلأ تقوى لله عز عليه ان يفارق بيت الله في عبادة يحبها الله جعلها رأس الاسلام وعموده وركنه الاكبر يعز عليه ان تفتقده ملائكة المساجد يعز عليه الا يرى بين المصلين في الصفوف مكبرا مع الامام شاهدا الجماعة. هذا والله يا احبة هو حقيقة التقوى. التي نريد ان نتعلمها من الصيام الله حقيقة التقوى اذا تربعت في قلب العبد وصلت به مصاف اولئك الذين خلد الله ذكرهم. يوسف عليه السلام يا احبة الذي يضرب به المثل في العفة وصيانة النفس والانكفاف عن الحرام. ما الذي حصل ليوسف عليه السلام؟ غلقت الابواب راودته عن نفسها وقالت هيت لك هذه اوصاف واحدة منها لو اجتمعت بشاب في كامل الفتوة والنظارة لكانت مهلكة له. صاحبة البيت ذات منصب وجمال تهيأ الاسباب وتغلق الابواب ثم هي التي تدعوه الى نفسها وتطلب وليس هو الذي يطلب من الذي يقوى بالله عليكم؟ على امساك نفسه عن الحرام في لحظة كهذه والله لا نجاة لعبد مهما بلغ الا ان يعصمه الله. اتدري لما قال يوسف معاذ الله معاذ الله ولما اعادوا الكرة مرة اخرى واحضرت النسوة وراودته مرة اخرى واصرت مهددة اياه بالسجن قالت فلا بكن الذي لم تنني فيه. ولقد راودته عن نفسه فاستعصم. ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين ما الذي فعله يوسف عليه السلام؟ انه الالتجاء في حماية الله مرة اخرى. قال رب السجن احب الي مما يدعونني اليه. والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين فاستجاب له ربه. والله يا احبة ما احوجنا ان نربي في قلوبنا هذا المعنى انا الذي يصل بنا الى الدرجة ان الحرام ليس الذي نسعى اليه لا لا لا الحرام الذي يأتينا الى الباب الذي يبلغنا داخل الدار الحرام الذي يكون اوفر ما يكون ايسر ما يكون في متناول اليد. ثم يمسك احدنا نفسه عن الحرام مخافة الله هذا المطلب العظيم هذه المرتبة السامية الشريفة والله يا احبة يربيها فينا الصيام لو احسنا استصحاب هذا المقصد من الصيام لعلكم تتقون. هذه التقوى متى اثمرت في القلب؟ متى اينعت؟ متى اورقت؟ متى ازهرت؟ هذه انما نسقيها بماء الصيام فاحسنوا رعاكم الله سقيا شجرة الصيام في قلوبكم بالصيام. في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. ماذا قال الله؟ ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في تعداد هؤلاء؟ قال ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله الصورة نفسها تتكرر والمشهد ذاته يؤكد لك ان التقوى ما استقرت في القلب والله يا احبة لا تخف لا تخف ابدا على صاحب التقوى لا تخف على صاحب تقوى يأتيه الحرام الى عنده. رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال. ايضا هي نفس الدواعي التي تكررت قبل قليل. امرأة هي التي دعت وليس الشاب هو الذي طلب. المرأة ذات منصب. يغري ذات جمال يغري. ثم قال اني اخاف الله هذا بلغ بكرامته عند ربه عز وجل ليس فقط الثواب ولا دخول الجنة لا قبل ذلك ان يظله الله الله عز وجل في ساعة الكرب يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق قدر ميل. وهم يتصببون عرقا ويغرقون في عرقهم. هؤلاء فئة مصطفاة مختارة اختارها الله عز وجل لهذه الكرامة والسبب هو ما عمروا به قلوبهم بالتقوى احد هؤلاء ممن حفظت السير اخبارهم الربيع بن خثيم رحمة الله عليه. فانه قد اجتمع عليه اهل البصرة ذات يوم طلبا في اغوائه ورأى بنسكه وعبادته قد صرف الناس عما هم فيه من تجارة الاعراض والدعارة والدياثة اجلكم الله. فسلطوا عليه امرأة حسناء فاجرة واتوها المال وقالوا لها لك كذا وكذا ان استطعت اغواءه واغراءه فترصدت له ذات ليلة بطريق ولبست لباسا خفيفا ساترا فلما انفردت به في احد الازقة ازاحت عنها اللباس فكشفت جسدها الفاتن ودعته الى الفاحشة لكني كما قلت قبل قليل اذا كان الرجل صاحب تقوى فلا تخف عليه في انفراد وظلام ودعته وتهيأت واغرته وابدت مفاتنها فما كان منه رحمه الله الا ان قال يا امرأة هل لك بهذا الجسد صبر على النار؟ اتقوين على عقاب الجبار؟ ولا زال يعظها حتى انفجرت بالبكاء. فاعلنت توبتها منذ ذلك موقف قال الفجرة ارسلناها نريد افسادها افسادهم فافسدها علينا. يعني اعادها عابدة صالحة تقية تركت الدعارة الاعراب يا احبة والله والله متى استمسك القلب بعروة التقوى الوثيقة فلا تخف على صاحبه. انا اقول لماذا كنا لا نزال نتحدث عن اخبار الاتقياء ويسير الصالحين وكأنها نماذج خيالية لا نستطيع الوصول اليها ولا تحقيقها. كلا والله وامكانك ان نكون في عداد هؤلاء. بل وعلى القمة وفي مقدمة هؤلاء لا تحتقر نفسك. لا تستصغر ايمانك. الست مسلما الست صائما؟ يا اخي الصيام يقودك الى التقوى ولابد؟ فاستصحب بصيامك ان ترتقي خطوة في التقوى كل يوم تصومه في سبيل الله تريد بذلك ان ترتفع درجة. مثال اخر من امثلة التقوى اذا استمكنت في القلب عصمت صاحبه عن الحرام في قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار من بني اسرائيل وقد قص علينا النبي صلى الله عليه وسلم قصتهم تعلمون ان احد الثلاثة هؤلاء الرجل الذي راود ابنة عمه على الفاحشة وارادها بالحرام فامتنعت حتى كانت سنة ذات قحط وجذب وحاجة المت بها. افتقرت احتاجت. جاءت اليه راغمة. تحت ضغط الحاجة شدة التي اصابتها فطلبت منه قرضا فقال لا لا حتى تعطيني ذاك الذي طلبت قبلي فرضيت ووافقت مرغمة حتى اذا قعد بين رجليها كما يقعد الرجل بين رجلي زوجته ما يأست المرأة وظلت تستنجد بآخر ما يمكن ان تفعله في اخر لحظة قالت له اتق الله. ولا تفض الخاتم الا بحقه ماذا قالت لها قالت له اتق الله لانها عرفت انه لا دواء في مثل هذا الموقف الا التقوى ولا نجاة ولا عاصم ولا مستمسك الا التقوى ايضا بالله عليكم مرة اخرى رجل تهيأ للحرام ونفسه تشتهيه منذ زمن وتتوق اليه في اللحظة التي التي يكون ليس بينه وبين الوقوع في الحرام الا خطوة عفوا ولا خطوة ولا خطوة خلاص هو على باب الحرام ان يفعل من الذي يقوى على امساك نفسه تلك اللحظة؟ لكن المرأة ما يئست قالت له اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه وقعت الكلمة موقعها في قلب الرجل. لما قالت له اتق الله استعظم الله وعظمه في قلبه. اراد الله عز وجل له ان يعصمه قام عنها وترك لها المال قال خذيه فهو لك وعصم نفسه عن الحرام قال اللهم ان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه قال ففرج الله عنهم الصخرة شيئا قليلا غير انهم لا يستطيعون الخروج الى اخر الحديث كم تريد عبد الله ان نقص عليك من القصص وان نروي لك من الاثار وان نسوق من الاحاديث والاخبار التي تؤكد لك ان التقوى التقوى ولا غير التقوى هي النجاة والمستمسك والعاصم. هي العروة الوثقى التي يستمسك بها العبد في الحياة ليكون بمن عن وساوس الشيطان ومكائده وحبائله. والله نحن في صيامنا نستقي كل يوم كؤوسا من التقوى. السؤال الان انا اليوم بصوم تسعة ايام هذا اليوم اتمنى بفضل الله صيام تسعة ايام صدقا حدثني حدثني عن رغبتك كالان التي ملأت قلبك في طاعة الله. حدثني عن زهدك عن الحرام الذي بدأ ينمو في قلبك بتسعة ايام. حدثني عن ظهور الرغبة في المعصية وكره الفاحشة. الانعزال الشديد والبعد تام عن كل مسالك الشيطان وخطوات الشيطان هل تجد ضيقة صدر؟ هل تجد كربة؟ هل تجد انزعاجا؟ هل تجد شيئا من الحرج تجاه الفواحش والمعاصي والاثام؟ ام لا زالت الصور والخواطر والمواقف المظلمة والمعاصي الاثمة لا زالت تتردد صورها على ذكراك تدعوك الى معاودتها مرة اخرى انتبه انت صائم انت صائم ما لم ما لم تستنصب هذه التقوى امامك وتستحضرها فانك لن تحقق من صيامك هذا المعنى العظيم لكن والله مؤسف يا اخوة وحرام ان نصوم اياما متتابعات ثم لا يزال احدنا خارج خارج خارج قافلة الاتقياء لم؟ من قال لك ان الاتقياء فئة مختارة من الله ليس لك اليها سبيل؟ من قال لك ان الاتقياء قوم في الامة انتهى عهدهم ومضى زمنهم من قال لك انه لاتقياء الا في زمن الصحابة والتابعين والسلف من قال لك ان اليوم في الامة مهما بعدت وضعفت وشردت لا يزال فيها صالحون عباد اتقياء. لماذا لا تكون واحدا منهم الست صائما؟ والصيام يقول الله فيه لعلكم تتقون. يا اخي الى متى تستسلم لشيطانك؟ الى متى تظل اسيرا تعطي رقبتك له بحبل وتقول له خذ تفضل. يعبث بك في الحرمات يمينا ويسارا. ويهتك بك حدود الله بابا بعد باب. الى متى عفوا انت اليوم صائم والله انت اليوم اقوى من ابليس وجنده واغراءاته ووسائله انت اليوم بايمانك وصيامك عبد تقي انت اليوم تستطيع ان تكسب الجولات وان تظفر بها. انت اليوم لا عذر لك. ان تسلم رقبتك لابليس ايضا متى حققنا معنى التقوى؟ وجدنا مفارقة عجيبة يفعلها الصائم بين نهاره وليله كل يوم في رمضان. يصوم يقرأ القرآن يؤدي الصلوات جماعة فإذا امسى قلب نظره في الشاشات وابصر في الحسنوات ولا يزال يواقع المحرمات صيام هذا عبد الله عفوا اي تقوى هذه الذي التي ظللت تجمعها طيلة النهار بصيامك وانت صائم؟ اتدرون اتشعرون اتحسون ان قدرا كبيرا من الصائمين يهدر رصيده من التقوى اولا باول والله يا اخوة للاسف يصوم النهار في غاية الصلاح والصيانة والتقوى والقراءة والذكر والعبادة ويأتي اليوم فيشهد العشاء ويصلي التراويح وخشع مع الامام وبكى معه وبذل ما في قلبه من خشوع وتضرع وغسل قلبه بماء دموعه وجد كل معنى جميل جليل ايمانه ورفرف قلبه في سماء التقوى لكنه اذا عاد الى البيت ظل يقلب الشاشات ينتظر السحور او الى الفجر فوقع شيئا من النظرات المحرمة الاثمة وفعل قصدا او بغير قصد والله اننا نهدر رصيد التقوى من قلوبنا يوما بيوم للاسف الشديد. هذا احد تفسيرات العجب من صائم يصوم ثلاثين يوما في رمضان. ثم هو في نهاية الصوم كما دخل رمضان وخرج السبب انه بقدر ما جمع من التقوى كان يهدر منها اولا باول. كان يحرق رصيده من التقوى للاسف الشديد. كن عاقلا عبد الله كن حصيفا كن فطنا. والله انك لحاجة الى كل مثقال ذرة من التقوى تجمعها بصيامك. لا تنسى ان العبور على الصراط غدا يوم القيامة ثم ننجي الذين اتقوا واذا كان العبور على الصراط بقدر ما يحمل المسلم من تقواه اجمع من رصيدك بالصيام من التقوى بقدر ما تستطيع وحذار حذاري ان يلعب عليك الشيطان. حذاري ان يستنزف من رصيدك من التقوى والايمان. حذاري حذاري ان يعبث بك الشيطان اجعل صيامك واجتهادك وعبادتك وقيامك وقرآنك يجعله كله في اخر اليوم هباء منثورا هباء منثورا. والله يريد ان يتوب عليكم ويريدون الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما اصحاب الشهوات اصحاب الفجور والاثام يريدون الاثم العظيم. الميل العظيم العاقل وقد وجد في رمضان فرصة مواتية ونفسا مقبلة وابوابا للجنة مفتحة والله هي عوامل اتتأتى للصائمين المسلمين الا في رمضان. فاقبلوا على الله يقبل ربكم عليكم وسارعوا اليه. يفتح لكم ابواب مرضاته. فنحن بحاجة الى ان نستبصر اننا بصيامنا نكتسب التقوى التي نسمع عنها ونقرأ عنها ونتحدث عنها ونتشوف الى الى درجاتها ارأيتم كم كنا نقرأ اخبار السلف ونتعجب من احوالهم نسمع في احاديثهم وقصصهم السعادة العجيبة التي كانوا يعيشون فيها ولذة العبادة وان احدهم كأنما كأنما يطير ليس يمشي على الارض من سمو ايمانه ورقة فؤاده. فكنا نعجب كيف يصل هؤلاء وكيف صنع هؤلاء؟ ما الذي وجد هؤلاء؟ هم ابدا عالجوا قلوبهم وداووها بالتقوى اولا باول وليس في رمضان فقط. فانا اقول اذا كنا قد فقدنا طيلة السنة العوامل التي تأخذ اين نحن التقوى؟ فوالله لا اقل لا اقل من ان يكون رمضان محطة نتزود منها بوقود التقوى وان تكون بوابة نجعل عندها انطلاقة جديدة لصيامنا ونحن نحقق معنى التقوى فيها لله عز وجل اخيرا احبتي الكرام حتى يكون صيامنا محققا لهذا المعنى الكبير الجليل لعلكم تتقون ان تطبق الشرط الشرط في الصيام. يقول عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه لو اراد عليه الصلاة والسلام ان يكون الصيام اي صيام محققا لهذه المغفرة لكان بمقدوره ان يقول من صام رمضان غفر له غفر له ما تقدم من ذنبه لكنه ليس عبثا ان يقول عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا ومفهوم الحديث ان من لم يصم رمضان ايمانا واحتسابا صام صام لكن ليس ايمانا واحتسابا اذا لن يحقق الشرط فلن يحقق الجزاء الموعود في الحديث. فليس له المغفرة التامة. اذا غفران ما تقدم من الذنوب هو وقف على تحقيق هذا الشرط ايها قائمان فانتبهوا لصيامكم. هل تجد فيه هذا المعنى هما وصفان؟ ايمانا واحتسابا دعنا نتأملها واحدة واحدة. الصيام ايمانا معناه. ايمان ويقين جاسم ان ربك العظيم هو الذي اوجب عليك فريضة الصيام هذه واحدة ايمان صادق جازم لا شك فيه. ان الله عز وجل الذي اوجب الصيام امرنا بصيام رمضان واوجب لنا مرضاته وعلق التقوى بتحقيق الصيام. ايمان بان الله رتب عظيم الاجر والثواب وجزيل الموعود لعباده الصائمين. ايمان بان الله عز عز وجل اختار من عباده من مكن لهم الصيام. ايمان بان الله وحده وحده. له النعمة والفضل والمنة ماء الحسن ان جعلك مسلما تصوم مع الصائمين. ان جعلك اليوم صحيحا معافى قادرا على الصيام. ولو شاء لحرمك كما حرمك كثيرا من العباد فلما تصوم اياك ان تمتن على ربك بالصيام. لما تصوم اياك ان تظن ان لك جهدا بذلته لولا تفيق الله. والله يقول ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم. املأ قلبك ايمانا بهذه المعاني عبدالله. وان ايمانك هذا هو الذي يجعل صيامك مكفرا لذنوبك. غافرا لكل ما تقدم من سيئاتك وذنوبك. الوصف الثاني قوله عليه الصلاة والسلام احتسابا. احتسابا قال العلماء معناه ابتغاء الثواب والاجر من الله ليس طلبا لمحمدة ولا رياء ولا سمعة ولا ثناء من الخلق من صام ايمانا واحتسابا يا احبة لم يصوم مسايرة للناس. من صام ايمانا واحتسابا لم يصوم بان المجتمع يعيب ويقبح ويستبشع من يفطر من ابنائه من صام رمضان ايمانا واحتسابا لن يقدم على الفطر ولو انقطع منه الحلقوم بغير عذر لانه عبد صائم ايمانا واحتسابا. من صام ايمانا واحتسابا وجد في لذته بالصيام وهو صائم وجد لذة بالصيام وهو صائم اعظم مما يجد المفطر بفطره. والله يا احبة من من صام ايمانا واحتسابا تلذذ الجوع والعطش الذي يجده بالصيام. فيكون جوعه وعطشه الذي يجده في صيامه. لانه صائم امتع ما عليه والذ ما عنده. بل يستمتع كلما ازداد كلما ازداد تعبا وعناء ومشقة في الصيام ليس معنى هذا تطلب المشقة في العبادة لا هذا ليس مطلوبا. لكن معناها انه متى وجد المشقة في عبادته استمتع بها؟ تلذذ بها ولهذا كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يواصل الصيام. يستمتع به فيواصل. من صام رمضان ايمانا واحتسابا لم يجعل صوم كأنما هو جهاد ومغامرة. لان بعض المسلمين اذا جاء يصوم حمل هم الصيام حمل هما هم. وكانه وعناء وكانه كفاح وكأنه سيدخل في مسغبة وانه سيدخل كهفا في مجاعة فاذا جاء يتسحر مد من الصفر وانهمت الطعام والشراب وظل يأكل ويشرب حتى يقول المؤذن الله اكبر يظن انه بصيام عشر ساعات واكثر وقال انه سيهلك. فاذا جاء يفطر مد من الصفر مثلها في الموائد فاذا تسحر اضخم معدته واذا افطر فعل مثل ذلك. وهو ما بينهما نائم وبطال ويستروح ويبحث عن الظل البارد والهواء المكيف. اي هذا الذي يظن فيه الصائم انه ينبغي ان يترك كل شيء لا يريد ان يحدثه احد ولا يتحدث مع احد تضيق اخلاقه وتسوء عباراته تسوء عشرته واذا اعتذرت قال هو صائم منزعج. متى كان الصيام عباد الله؟ متى كان مضيقة للاخلاق؟ متى كان الصيام سبل الاطباع متى كان الصيام مزعجا في التعامل مع العباد؟ لم لما جعلنا الصيام في حياتنا شيئا مزعجا حتى تربى في اذهان الناشئة والاجيال ان الصيام سحور دسم وافطار دسم ونوم ما بينهما حتى تربى في اذهان الناشئة انك اذا كنت صائما فلا دراسة ولا عمل ولا وظيفة ولا خروج من البيت ولا مشي في الشمس ولا في الطرقات لانك صائم فاذا حصل وانت صائم في النهار صار لك موقف اشتد به الغضب او خرج به حد الشطط وصار يتلفظ ويتكلم لا بأس هو صائم ومنزعج وجيعان وعطشان وكل هذا يلتمس به العذر. اي صيام هذا؟ والله يقول لعلكم تتقون نحن بحاجة اذا من جديد ان نعاود النظر في صيامنا لايقاعه على الشرط ايمانا واحتسابا. من حقق الشرط كان موعودا بالجزاء العظيم غفر له ما تقدم من ذنبه. وبعد ايها الصائمون هذا شهركم نحن نقبل فيه الليلة على ليلته العاشرة ثلث شهركم قد انقضى ايها الصائمون. وثلثاه في الاثر ما اسرعه والله فرحم الله عبدا ادرك حقيقة الصيام ومقصد الصيام فعاشه حقيقة وصام ايمانا واحتسابا والتمس التقوى في كل دقيقة من صيامه وهو صائم وجعل التقوى مقصوده الاول كلما صام يوم من رمضان همه الاكبر ان يتخرج من رمضان عبدا تقيا همه العظيم ان يكون صيامه قائدا له الى التقوى لا محالة. فمن كان كذلك كان حريا به والله. ان يستمتع بصيامه مع الصائمين ان يفرح بفطره عند الافطار. للصائم فرحتان لما يفرح لان ربه اتم عليه نعمة يوم فصام. لان ربه له ان يكون اليوم تقيا كما كان بالامس. وكما يريد ان يكون بالغد هكذا يكون الصوم محققا لاثاره لمقاصده في حياة عباد الصائمين مجلسنا في الاسبوع المقبل ان شاء الله تعالى سنخصصه للحديث عن باب اخر من ابواب تحقيق التقوى في رمضان تكلمنا عن الصيام وكيف يكون اثره حديثنا الاسبوع المقبل ان شاء الله عن شقيق الصيام في رمضان عن قرين الصيام في رمضان عن توأمه الذي لا ينفك عنه نعم انه القرآن وكيف يحقق التقوى في قلوب الصائمين في رمضان وقد خصه الله برمضان اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليه. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت ولي ومولاها اللهم اجعلنا لك صائمين متقين. اللهم اجعلنا لك ذاكرين شاكرين. اللهم اجعلنا اليك مخبتين توابين اوابين يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك العزيمة على الرشد والسلامة من كل اثم. والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم لك الحمد والشكر ولك الثناء الحسن ان بلغتنا رمضان. واعنتنا فيما مضى من الأيام على الصيام والقيام. فنسألك اللهم وكرمك وتمام نعمتك ومنتك ان تكمل علينا الشهر في خير وعافية وحسن ايمان واعنا فيه يا رب على صالح بالقول والعمل الذي يرضيك عنا واجعل ما اودعناه فيه من عمل صالح خالصا لوجهك الكريم قائدا لنا الى تقواك يا اكرم الاكرمين. اللهم املأ قلوبنا بحبك وخشيتك واجلالك يا ذا الجلال والاكرام. واجعل بواطننا عامرة بتقواك طائرنا عامرة بطاعة نبيك ومصطفاك صلى الله عليه وآله وسلم. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى نعوذ بك اللهم من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك وتحول عافيتك وجميع سخطك يا اكرم الاكرمين. اللهم فرج عن المسلمين همومهم فوق كل ارض وتحت كل سماء. اللهم فرج عن المسلمين كرباتهم. واقض عنهم همومهم همومهم وغمومهم يا قوي يا عزيز. اللهم كن لعبادك المسلمين المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لهم في العراق والشام وفلسطين وفي مصر واليمن وليبيا وبورما. اللهم كن لهم اجمعين يا اله العالمين. اللهم انهم فانصرهم ومظلومون فانتصر لهم. اللهم انهم قد فوضوا امرهم اليك. والجأوا ظهورهم اليك. ورفعوا اكفهم اليك وفوضوا امرهم كله اليك واعتمدوا في شأنهم عليك. اللهم انه قد اغلقت دونهم الابواب وانقطعت بهم الاسباب ولا حول لهم ولا قوة الا بك. اللهم فارحم ضعفهم وتولى بعنايتك امرهم. واجبر كسرهم يا حي يا قيوم اللهم مكن لعبادك دينك الذي ارتضيت لهم وانصرهم على اعدائك واعدائهم. اللهم افرغ عليهم صبرا هيئ لهم من امرهم رشدا. ربنا لا تزغ قلوبنا وقلوبهم بعد اذ هديتنا. وهب لنا ولهم من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم انت مولانا ومولاهم فنعم المولى ونعم النصير. اللهم اجعله شهر خير وبركة وعز ونصر. للاسلام المسلمين. اللهم انا نؤمل فيك حسن الامل. ونرجو فيك حسن الظن. وانت لكل مؤمل ورجاء كريم يا اكرم الاكرمين اللهم اجعل لامة الاسلام من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية. اللهم يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام ارحم امواتنا في قبورهم وافسح لهم فيها ونور لهم فيها اللهم انزل عليهم والضياء والفسحة والسرور. اللهم اجعل قبرهم روضة من رياض الجنة يا ذا الجلال والاكرام اللهم اشف مرضانا وعافهم من ادوائهم واسقامهم يا حي يا قيوم رباه انه لا يكشف الضر الا انت وانت على ما تشاء قدير اللهم ارحم المرضى وانزل عليهم لباس عافيتك واعفو عنهم يا كريم اللهم انهم ضعفاء مرضى اللهم انهم قد تضرعوا اليك فاكشف ضرهم. اللهم ازل عنهم معاناتهم. اللهم اتمم عليهم نعمتك يا حي يا قيوم. ربنا اغفر لنا ولوالدينا اجمعين. اللهم ارحم ابائنا وامهاتنا يا اكرم الاكرمين. اللهم ارحمهم واغفر لهم احياء وميتين. اللهم من كان منهما حيا فاطل في عمرهما صالح عمل وحسن خاتمة. ووفقنا لبرهم واسعادهم وادخال السرور عليهم يا حي يا قيوم. ومن كان قد افضى اليك فافسح اللهم في قبره ونور له فيه. اللهم ضاعف حسناتهم وكفر عنهم سيئاتهم واجزهم يا رب خير ما جازيت والدا عن ولد. اللهم ارزقنا برهم في الحياة وبعد الممات. ارحمهم يا رب رحمة سعة سمائك وارضك تغنينا وتغنيهم بها عن رحمة من سواك. يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث. فاصلح لنا اللهم شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اعز الاسلام وانصر المسلمين. وايد عبادك المؤمنين. وانصرهم بعزتك الى تراب. اللهم الف بين قلوب المسلمين ووحد صفوفهم. واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا اله العالمين. اللهم وعليك باعداء الملة المتواطئين لحرب دينك وعبادك المؤمنين. شتت اللهم شملهم ومزق رايتهم. وخالف بين كلمتهم واجعل بأسهم بينهم اللهم اكفناهم بما شئت اللهم اكفناهم بما شئت اللهم اكفناهم بما شئت يا ذا الجلال والاكرام اللهم من ارادنا والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه. واجعل كيده في نحره. واجعل دوائر السوء تدور عليه يا قوي يا عزيز. امنا يا ربي في اوطاننا ودورنا واصلح ائمتنا واولاة امورنا. اللهم ارشدهم وسددهم. وهيئ لهم البطانة الصالحة الراكعة الساجدة التي تدلهم على الخير وتحسهم عليه. وتحذرهم عن الشر وتبعدهم عنه يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة في حسنة وقنا عذاب النار وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه اجمعين الشيخ اسمه