بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحابته وسلم تسليما كثيرا امة الاسلام في كل مكان هنأنا الله واياكم بايام هذا الشهر الفضيل ورزقنا واياكم من بركاته وكراماته وعفوه وعافيته وجعلنا واياكم من خيرة عباده الصالحين. هداية وصلاحا وبرا وتقى واحسانا ايها الامة المباركة في ظل هذه الجائحة العالمية والوباء الذي طبق الارض شرقا وغربا ولزم الناس فيه بيوتهم واعتزلوا عن حضور الجمع والجماعات احترازا واخذا بالاسباب مع توكلهم على رب الارباب جل جلاله. في ظل هذا كله افتقدت الناس المجتمعات البيوت المساجد الافراد الجميع افتقدوا ما كانوا يشهدونه كل عام في رمضان من التذكير من بث المعاني من احياء روح الصيام واسبابه وما يمكن ان ينهض بصيام الصائم وقيامه وعيشه في جملة في رمضان. كل ذلك كان في جراء ما نعيشه اليوم في ظرف استثنائي عسى الله عز وجل ان يأذن بزواله قريبا كانت كلمات المساجد وخطب الجمعة وما يغشاه الناس من الحلق مما يجدد عندهم تلك المعاني فتنقل داخل البيوت فتعيش المجتمعات المسلمة احياء لمعاني الصيام في رمضان. لكننا في ظل هذا الوضع الاستثنائي نحن اليوم اكد بان نجدد هذه المعاني حيث يبقى جل الناس في دورهم في بيوتهم بين اسرهم واهليهم واولادهم ويفتقدون مثل هذه المعاني فهم اليوم مس الحاجة الى اذكاء هذه المعاني من جديد. واليوم سنبدأ برأسها واولها ومدخلها الاهم. وهو معنى الايمان والاحتساب في الصيام وفي القيام وفي كل ما يتعلق بشأن رمضان. جاء في احاديث صحيحة اخرجها الشيخان الامامان البخاري ومسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ويقول ايضا صلى الله عليه وسلم من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فهذا الصيام وذاك القيام كلاهما ذكر بهذا القيد الايمان والاحتساب. ولما جاءت ليلة القدر على شرف وقدرها وهي غاية منتهى امال الصالحين في رمضان. وما ما يرغب الجميع في الفوز به والظفر به ليالي رمظان ليلة القدر ايظا جاء هذا القيد فيها. من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا. غفر له ما تقدم من ذنبه هذا التأكيد النبوي وهذا التقييد الشرعي. لمعنى الايمان والاحتساب من اجل الفوز بهذا الموعود الكبير غفر له ما تقدم من ذنبه. هذا يحدونا امة الاسلام ويحملون على ان نلقي الظوء وان نركز وان تم غاية الاهتمام لهذا المعنى في الايمان والاحتساب. فان من ورائه ذلك الفوز العظيم. والا نخشى والله ان نبوء ادمان كبير لا يعدله شيء اذا ما فاتت علينا هذه الايام المباركة بصيامها وقيامها وليلة قدرها فلم نظفر ليس بشيء الا لاننا فقدنا هذا المعنى ايمانا واحتسابا. تأملوا معي كان يمكن ان يقول النبي عليه الصلاة والسلام من صام رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه من قام رمظان غفر له ما تقدم من ذنبه من قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه. كان يمكن ان يكون هكذا على الاطلاق لكن الشريعة قصدت هذا التقييد ايمانا واحتسابا فكان من الاهمية بمكان ان ندرك معنى الايمان والاحتساب. سانقل بين يديكم ايها المباركون. طرفا من كلام اهل العلم في بيان معنى الايمان والاحتساب. ثم ايضا طرفا من هذه المعاني وكيف ننزلها في حياتنا لنصيب هذا الاجر الكبير عندما نحقق امن في رمضان الايمان والاحتساب ونحققه كذلك في القيام ايمانا واحتسابا. عسى الله عز وجل ان يكتبنا واياكم في زمرة الفائزين بهذا الموعود الكبير غفر له ما تقدم من ذنبه. لكن ها هنا مدخل مهم الا وهو ان ما من عبادة فرضها الله علينا امة الاسلام وهي تؤدى بالبدن والجوارح الا وللقلب فيها لله عز وجل عبودية تؤدى بالقلب اجل. نعبد الله صياما بجوارحنا وصلاة بجوارحنا حجا بابداننا وجوارحنا لكننا نتعبد الله عز وجل في ذلك كله ايضا بعبودية القلب. بل حظ القلب في كل عبادة ان يؤديها العبد حظه اعظم من حظ البدن نحن نصوم نمسك عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات من الفجر حتى المغرب. لكن القلب له حظ من عبودية الصيام اجل واعظم واكد. فكل عبادة تشمل هاتين الناحيتين عبودية باطنة وعبودية ظاهرة. يقول ابن الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ان لله على العبد عبوديتين عبودية باطنة وعبودية ظاهرة فله على قلبه عبودية وله على لسانه وجوارحه عبودية. فقيامه بصورة العبودية الظاهرة مع تعريه عن حقوق عن حقيقة العبودية الباطنة مما لا يقربه الى ربه ولا يوجب له الثواب وقبول عمله. فان المقصود امتحان القلوب وابتلاء السرائر. فعمل القلب وروح العبودية ولبها. فاذا خلا عمل الجوارح منه كان كالجسد الموات بلا رح. انتهى كلامه رحمه الله. هذا كلام في غاية الاهمية، لان الايمان والاحتساب هو عمل قلبي. هو عبودية القلب في الصيام صمتم اليوم وامس وقبله بفظل الله وستصومون ما كتب الله لكم من بقية ايام الشهر صمتم بدنا بالامساك عن الطعام والشراب. لكن ينبغي ان يكون قلبكم ايضا حاضرا ايها الصائمون في عبودية الصيام. وعبوديته هنا هي الايمان والاحتساب وعبوديته اعظم من امساكنا عن الطعام والشراب واكد اوما فهمنا قول النبي عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه ليست القضية امساكا مجردا مع غفلة عن معان قلبية ايمانية ينبغي ان تعمر قلب الصائم وهو صائم في رمضان وان تعمر قلبه وهو قائم بين يدي الله في رمضان. وان تكون هي الغطاء الاكبر الذي يعيش داخله وهو يتحرى ليلة قدره يلتمسها في العشر الاواخر في رمضان. الايمان والاحتساب الذي جاء في الاحاديث من صام رمضان من قام رمضان من قام ليلة القدر مما تكلم فيه اهل العلم ببيان لاظهار معنى الايمان والاحتساب المقصود في هذا الحديث. يقول الامام النووي رحمه الله معنى ايمانا اي تصديقا بانه حق معتقدا فظيلته ومعنى احتسابا ان يريد الله وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الاخلاص ويقول الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله المراد بالايمان الاعتقاد بحق فرظية صومه وبالاحتساب طلب الثواب من الله سبحانه. ويقول الامام الخطابي رحمه الله احتسابا اي عزيمة وهو ان يصومه على الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لايامه هذه جملة معاني وعبارات اهل العلم حول معنى الايمان والاحتساب اذا الايمان الذي نحققه بالصيام والقيام. ايمان بفرضية الصوم وان الله عز وجل اوجبه وجعله لنا امة الاسلام ركنن من اركان ديننا العظام ايمان بان الله سبحانه وتعالى اوجبه في كتابه فقال كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ايمان بانه من لوازم عبوديتنا لله ان نصوم لله كل عام شهر رمضان ايمان بما رتب الله عز وجل لهذه العبادة من عظيم الاجر والثواب وما حكاه النبي عليه الصلاة والسلام في فضائل الصيام وغباته وعظيم ثوابه عند اكرم الاكرمين سبحانه وتعالى. ايمان بان الله عز وجل جعل لنا في هذا الصوم احكاما قررتها الشريعة جاءت في الكتاب وفي السنة في موجبات هذا الصيام ومفطراته واحكامه. ايمان بذلك كله ايمان بان الصوم عبادة ينبغي ان يفرح بها العبد وهو يؤديها لربه. ولا يفعلها تكليفا ثقيلا على النفس كريها اليها ايمان بان الله سبحانه وتعالى غني عن عبادة العباد وعن صوم الصائمين وعن صدقة المتصدقين وعن قيام القائمين وعن اجمعين لكنه سبحانه جعلنا في هذه الحياة واوجدنا لعبوديته والصيام احد ابواب العبودية التي نحقق بها المقصد الاكبر من ايجاد الخليقة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ايمان بعظيم حرمة هذا الشهر وتلك العبادة ايمان بان افطار رمظان لغير عذر حرام ومن كبائر الشريعة التي لا يجوز للمسلم اقترافها ولا تعدي حدودها ايمان بذلك كله بما جاءت به النصوص الشرعية في هذه العبادة فرضها وفضيلتها واحكامها وتعظيم مكانتها والتهويل من امر تجاوزها واحترامها. كل ذلك ايها الكرام الصائمون داخل في عداد معنى في الصيام والايمان الذي نلتمسه بصيامنا لله جل وعلا ويدخل في معنى الاحتساب ايضا. رجاء الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى. يدخل في معنى الاحتساب ان ندرك ونحن نصوم لا الشهر ولا اقول صوم كل يوم منه بل اقول صوم كل ساعة منه. ينبغي ان نحتسب فيها ما جاءت به النصوص. في فضائل يا مو اجر الصائمين ومالهم عند الله عز وجل وان في الجنة بابا يقال له الريان لا يدخل منه الا الصائمون. فنصوم احتسابا لهذا الاجر وطلبا لهذا الثواب. نصوم يوم نصوم ونحن نعلم ان الله عز وجل يحب هذه العبادة. يقول سبحانه في الحديث القدسي كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الا الصوم فانه لي وانا اجزي به يدع شهوته وطعامه من نحتسب هذا الاجر ونحن نصوم كل يوم في رمضان. ونحن نعاقب يوما تلو يوم. نفرح ونحن نتقرب الى الله بهذه العبادة نفرح بصوم جعله الله عز وجل لامة الاسلام الصائمة مباعدة عن النار يوم القيامة. من صام يوما في سبيل الله باع ادى الله وجهه عن النار سبعين خريفا كما صح بذلك الحديث عن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. هذا كله يحيي في عندنا معنى الاحتساب لان لا يكون صومنا مجردا او باردا او غائبا عنه ذلك المعنى الكبير فيما جاءت به الشريعة عن الصيام ايمانا واحتسابا ايها المباركون هذا كله مفهوم وانه ينبغي ان يكون صيامنا في رمضان ايمانا واحتسابا. وان يكون قيامنا للتراويح وقيام الليل سميناه تراويح او سميناه تهجدا ينبغي ان يكون ايضا قياما ملؤه الايمان والاحتساب لله جل جلاله وبين يديه سبحانه وان يكون حرصنا اذا اقبلت العشر الاواخر ونحن نجتهد في تحري ليلة القدر رجاء اصابتها ان يكون قائدنا في ذلك الطريق. وان يكون عنوان هذا البحث التحري ايمانا واحتسابا من اجل ان نفوز بهذا الموعود الكبير هذا كله مفهوم ورغم ان هذا المعنى مع وضوحه وجلاء وجلائه تماما الا انه يثور ها هنا اشكال بديهي. وهو ان هذا المعنى الايمان والاحتساب داخل في كل عبادات الاسلام ولا يختص بهذا صيام رمضان ولا قيام رمضان ولا قيام ليلة القدر صلواتنا الخمس ينبغي ان تكون ايمانا واحتسابا. اليس كذلك برنا للوالدين ينبغي ان يكون ايمانا واحتسابا حجنا ينبغي ان يكون ايمانا واحتسابا عمرتنا دعاؤنا صدقتنا ذكرنا لله سائر وجوه البر والمعروف والاحسان ان يكون ايمانا واحتسابا هذا المعنى متحقق في كل العبادات. فلماذا تخصيص رمظان به دون غيره لماذا قال من صام رمضان ايمانا واحتسابا؟ لماذا قيد الصوم في رمضان؟ والقيام في رمضان وقيد ايضا البحث عن تحري ليلة القدر وقيام في رمضان بهذا القيد المهم وجعله شرطا يتحقق على تحققه الثواب الموعود غفر له ما تقدم من ذنبه. ذكر اهل العلم في ذلك جملة من المعاني التي تلتمس في طيات الاجابة عن هذا السؤال. ومن ذلك ان رمضان اخفى عن الانظار فهو حري بان تغيب عنه تلك المعاني. كيف يعني؟ يعني عادة يقبل رمضان فتعيش امة الاسلام مجتمعيا ضخما كبيرا فرحا بالشهر وتهيؤا لاستقباله ومباركة وتهنئة. هذا الشعور المجتمعي يحيط بغلاف كبير قلوب العباد فهذا مظنة ان تضعف فيها النيات المتحققة التي تصيب هذا المعنى. بمعنى انه يغلب عليها المجتمع يغلب عليها مشاركة الناس. او ما شعرتم اننا في رمضان في غير هذا الظرف الاستثنائي هذا العام. اننا في رمضان موائد الافطار في المساجد او في البيوت ويجمعنا كثيرا التواصي على حضور المساجد جماعة وارتيادها لصلاة التراويح رجالا ونساء ذكرانا واناثا صغارا وكبارا ونبحث عن قراءة القرآن وعن سماعه وعن ختمه ونقوم سويا ونقنت الوتر سويا هذا العمل الجماعي الذي يشترك فيه الناس ربما يضعف معه تخليص النية وتحقيق هذا المعنى بمعنى انه ربما غلب على القلب هذه المسايرة المجتمعية والمشاركة للناس فيعزب عنها هذا المعنى او يضعف معنى تحقيق الايمان والاحتساب هذا يتحقق فيه التأكيد على القضية المذكورة في هذا المجلس وهو معنى الايمان والاحتساب في الصيام والقيام ايظا فرمظان بعبادتيه سواء كانت الصيام بالنهار او القيام بالليل هي من العبادات الخفية التي لا يطلع على حقيقتها الا رب والبرية الصيام ما هو؟ هو امساك عن الطعام والشراب اليس بوسع الانسان بانسانيته ان يبدو امام الناس غير اكل ولا شارب لكن من الذي يمنعه اذا خلا بنفسه واغلق باب حجرته والثلاجة على مقربة منه وقد شق العطش حلقه ان يمتد الى كوب ماء فيشرب ليروي ظمأها واذا قرصه الجوع ان يتناول طعاما بحضرته ما الذي يمنعه؟ هي عبادة خفية فلا يصوم الصائم الا لاجل الله سبحانه. فتحق هذا المعنى في عبادة الصيام في رمضان اكد من غيرها. وكذلك الشأن في القيام بان قيام الليل عبادة الصالحين في في طيلة ايام العام. وهو ايضا من عبادات الليل وجوف الليل حين يرقد الناس قوموا القائمون وصلوا بالليل والناس نيام. هذا القيام بالليل عند نيام الناس ونومهم انما هو من اجل معنى كبير قام بقلب صاحبه يطلب ما عند الله يفرح ويفخر ويسعد ان يصف قدميه بين يدي ربه قارئا قانتا داعيا باكيا راكعا وساجدا فتحقق فيه معنى الاحتساب من اجل الخفاء الذي يكون فيه. لهذا جاء في الحديث القدسي الذي سمعتم قبل قليل قال سبحانه الا الصوم فانه لي وانا اجزي به يؤكد ربنا جل جلاله اختصاصه باجر الصيام للصائمين. لما يقول الا الصوم فانه لي. اوليست كل العبادات الله اليست الصلاة لله والحج لله والدعاء لله فمن الذي يجزينا عليها يوم القيامة الا الله اذن كيف نفهم قوله كل عمل ابن ادم له الحسنات بعشر امثالها الا الصوم الا الصوم فانه لي نفهم فقط ان ميزان الحسنات يوم القيامة عندما يأتي العبد بطاعة فله بكل حسنة عشر حسنات كرما من الله. لكن الصوم خارج عن هذا الميزان يوم القيامة واجره بلا حساب. قال الله فانه لي ما ظنكم بثواب عبادة؟ يقول فيها اكرم الاكرمين فانها فانها عندي وانا اجزي به يعني بغير عدد محدد في المضاعفة ثم ذاكر التعليل في ذلك بقوله ترك شهوته وطعامه من اجلي. هذا معنى الايمان حقيقة واحتساب الثواب عند الله سبحانه وتعالى ومما يؤكد هذا المعنى ايضا في الصيام انه ربما اظهر العبد في صيامه وهو صائم وفي قيامه وهو قائم شيئا غير وما يخفيه اوا ليس بوسع الانسان ان يظهر للناس صيامه بعدم اكله او شرابه امامهم وقد يكون مفطرا هذا متحقق لكنه لما يعيش معنى ايمانا واحتسابا يدرك ان ما يؤديه لربه فيما بينه وبين خالقه هو اعظم واكد لان الحديث قل من صام رمضان ايمانا واحتسابا. ها هنا تنبيهات ايها المباركون في ختام هذا المجلس نتلمس فيه تنزيل معاني الايمان والاحتساب في ايام رمضان هذه في صيامنا وقيامنا. وما زلت اؤكد ايها المباركون في ظل بقاءنا في المنازل واجتماعنا باولادنا وازواجنا وذرياتنا ومن تحويهم بيوتنا واجتماعنا معهم على الافطار في رمضان وطيلة الوقت ونصلي معهم جماعة الصلوات الخمس ونصلي معهم ما كتب لنا ايضا من تراويحها هذا الشهر يتأكد ايها الكرام ان نعيش هذا المعنى وان نبثه داخل بيوتنا للتذكير به والتواصي. فانه باب كبير ينبغي ان نعيشه اهتمام كبير بتحقيق معنى الايمان والاحتساب فنحتاج ان نذكر بهذه المعاني السالفة الذكر قبل قليل وان يتجدد في قلبي الصائم منا كل ليلة وهو يتسحر قبيل الفجر ان يكون الصيام هذا لله ايمانا واحتسابا. وكلما اقبل على سجادته للصلاة في قيام الليل في رمضان ان يعيش معنى تجديد الايمان والاحتساب لله سبحانه وتعالى. التنبيه على انه ربما تقع بعض الممارسات مفارقة لمعنى الايمان والاحتساب. وتأملوا معي في النقاط التالية. ربما يصوم بعض الناس مسلما او غير مسلم. يصوم صوما طبيا الصوم الطبي احدى وصفات العلاج التي يحتاج اليها بعض الناس آآ وهم يمارسون صياما قد يكون مشابها لصيامنا الشرعي من قريب او من بعيد قد يكون صياما آآ عن الطعام مقتصرا على شربي الماء وقد يكون صياما تاما عن الطعام والشراب ساعات معدودة او نهارا باكمله او فترة من الفترات من مارس الصيام الطبي ولا يصوم شرعا ولا ينال اجرا وثوابا لانها ليست عبادة. فهذا احد المعالم التي نلتمس فيها الفرق بين تحقيق معنى الايمان والاحتساب في الصيام وبين صيام طبي قد يؤديه المسلم او غير المسلم يرجو به ممارسة طبية وعلاجا ليست هو ليست هي العبادة الشرعية بالصيام المشروع فليس فيه ايمان لله ولا احتساب للثواب. وربما يحصل انه قد يصوم بعض الصائمين من اجل مقاصد صحية تخفيفا للوزن والتماسا للتخفف من بعض الالام. فينصح الاطباء بان يكثر من الصيام. في رمضان او في غير رمضان فاذا اقبل رمظان لا ينبغي ان يكون قصده الاول بصيامه استمرار برنامجه العلاجي مثلا او الصحي الذي يعتاده للتخفف من بعض الاطعمة وافراغ المعدة وتنشيط الدورة الدموية. وما الى ذلك من المقاصد الطبية ام هذه تأتي تباعا وتتحقق لكن يحضر اولا معنى الايمان والاحتساب. ثالثا ليس الصيام عادة اجتماعية ولا ارثا تقليديا ولا شيئا نتوارثه ابا عن جد لا ينبغي ان ينشأ الصبيان فينا والفتيان والفتيات والاطفال داخل البيوت اننا نصوم رمضان عادة اجتماعية كسائر العادات الاجتماعية في استقبال ضيوف واداء بعض الرسوم المعتادة داخل البيوت والاسر والقبائل. لا. احياء معنى الايمان وتلمس لهذا المعنى الشرعي بئر ايمانا واحتسابا. رابعا ايضا ليس المقصود من الصيام والقيام في رمضان هو مسايرة الناس في المجتمع ومشاركتهم وان يغلب هذا الشعور على شعور الايمان والاحتساب. لانه ربما ضعف وازع الايمان والاحتساب فغلب على القلب اننا نصوم ونحظر لاجل ان ندرك سفرة الافطار الجماعية. او لان السيارة التي ستنقل المصلين الى المسجد الحرام او الى المسجد النبوي او الى جامع الحي ستتحرك في الوقت الفلاني. او اننا سنجتمع عند جامع الحيل لادراك صلاة التراويح او في المصلى الفلاني في الوقت الفلاني هذا كله ترتيبات واسباب لا ينبغي ان تكون هي الباعث. الذي ينطلق منه الانسان في الصيام والقيام. بل الباعث الاساس والاصل هو معنى الايمان والاحتساب فلا ينبغي ان يطغى هذا الشعور. لا ينبغي ان تزاحم العادات العبادات. ولا ان تكون هذه آآ شيئا يضايق الايمان والاحتساب لان حقيقة المفاخرة بالقيام مثلا ان يقول احدهم قمت الليلة بجزء وجزئين وقرأت بكذا او بموائد الافطار المفاخرة بها او مسايرة الناس او مشاركة اهل الحي في الجامع. يا كرام الرياء والسمعة والمفاخرة اعداء الاخلاص في قلب العبد المؤمن. فاذا زاحمته في الصيام والقيام تخشى والله ان يفقد معنى تحقيق الايمان والاحتساب جاء بها النص الشرعي. اخيرا فانه مما يتحقق به معنى الايمان والاحتساب في الصيام ايها الصائمون والقائمون الا نتظجر او نتأذى او ننزعج بما قد يصيبنا من تعب او جهد في شيء من تلك العبادات اذا كان النهار في صيام رمضان طويلا والصيف حارا او كان احدنا عاملا يصيبه التعب والاجهاد والعرق والعطش لا ينبغي ان يكون صيامه حتى ولو صام. ان يكون صياما محاطا بالتململ والضيق والانزعاج والتذمر. حاشا هذه عبادة نقربها الى الله. معنى الايمان والاحتساب ان نؤديها طيبة بها نفوسنا. كذلك القيام في رمضان لما كنا نشهد المساجد. كم كان الناس من الائمة اذا اطالوا القراءة او الركوع او السجود وطالبن بالتخفيف. هذا التململ مما يزاحم معنى الايمان والاحتساب في القلوب ايها المباركون اليوم الكل في بيته يصوم داخل بيته ويفطر في بيته ويقوم صلاة القيام تراويح وتهجد في بيته ايضا هنا والله فرصة لان نقول هو باب كبير شرع لنا من اوسع ابوابه اليوم في ظل هذا العزل الاجباري الذي نعيشه. حيث لا مسايرة للناس ولا مزاحمة لهم ولا مشاركة لهم ولا مفاخرة. اليوم كل في داره والعبادة بينه وبين ربه فليحقق معنى الايمان والاحتساب احيوا هذا المعنى في قلوبكم في قلوب اولادكم ازواجكم بيوتكم واسركم. عسى الله ان يكتبنا واياكم جميعا في عداد الفائزين بهذا الموعود الكبير ولا تنسوا من غفر له ما تقدم من ذنبه امنية كبيرة والله ان نشهد هذا الثواب الكبير بتحقيق هذا قيد المهم ليس صعبا وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. انما المراد ان ننتبه الى هذه المعاني وان نتعاهدها فانها عبادات قلوب حري بنا ان نحييها فانها والله كما تقدم اعظم واكد. من صيام الجوارح ومن قيام البدن وحده هذه عبادة قلب اذا حضرت حضر معها الخير وحضر معها تمام الاجر والرقي عند الله عز وجل. اسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وفضله باسمائه الحسنى وصفاته العلى في هذا الشهر المبارك في هذه الايام الفاضلة في هذه الليالي المباركة ان يكتب ولنا ولكم جميعا امة الاسلام من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية. وان يرحم البلاد والعباد وان يأذن سبحانه وتعالى بقدرته وهو القوي القاهر. والعظيم القادر ان يأذن لهذا الوباء بالزوال. والارتفاع وانكشاف الغمة عن الامة يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فاصلح لنا اللهم شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا ارحم الراحمين. اللهم انا اسألك بنور وجهك الذي اشرقت له السماوات والارض ان تجعلنا في حرزك وحفظك وجوارك. وتحت كنفك يا ارحم الراحمين. ربنا تقبل منا الصيام والقيام واجعله خالصا لوجهك الكريم. وارزقنا فيه يا حي يا قيوم تمام الايمان والاحتساب. فاجعل صيامنا يا ربي لك ايمانا واحتسابا واجعل قيامنا لك يا رب ايمانا واحتسابا. واجعل قيامنا ليلة القدر لك يا رب ايمانا واحتسابا واكرمنا والمسلمين بهذا الاجر العظيم والثواب الكريم غفر له ما تقدم من ذنبه. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا. تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين