بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى حمدا ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه. وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ترى الصائمين فمن رحاب بيت الله الحرام يتجدد اللقاء في ظلال ايام هذا الشهر المبارك ولياليه في هذا الشهر الذي حلت عشره الاواخر نسأل الله عز وجل ان يشملنا واياكم بواسع مغفرته وعفوه وعافيته ان يكتبنا واياكم والمسلمين جميعا من السعداء والعتقاء الذين تقبل الله صيامهم وقيامهم وغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وكتبنا واياكم فيمن ادرك ليلة القدر ايمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه معشر الصائمين اما وقد مضت من هذه العشر الاواخر جملة من ايامها المباركة فها هنا وقفات ثلاث فيما يتعلق بختام هذا الشهر وما انقبل عليه بين ادبار رمضان واقبال العيد وقفات ثلاث الوقفة الاولى ايها الكرام فيما يغشانا من هذه العشر الاواخر ويمر بنا من نفحات وهبات وبركات عظيمات. اودعها الباري سبحانه وتعالى في جوفها هذه الايام المباركة العشر الاواخر من رمضان. فانها حقيقة زينة الشهر وعصارته هي اريج ورمضان الفواح وقلبه النابض الذي يمتلئ خيرا وبركة. وقد اودع الله سبحانه وتعالى بينها ليلة القدر التي قال عنها الماء المولى سبحانه وتعالى ليلة القدر خير من الف شهر. قال السلف العمل فيها خير من العمل في الف شهر من اجل ذلك كان هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي نقتدي به ونتأسى به وننصبه لنا قدوة نقف خلفها ونسير في اثرها انه كان يجتهد في هذه العشر الاواخر. ما لا يجتهد في غيرها من ايام الشهر ولا في غيرها من ايام العام. كان عليه الصلاة والسلام كما تقول امنا عائشة رضي الله عنها اذا دخلت العشر احيا الليل وايقظ اهله وجد وشد المأزر. فاحياء الليل كله بالقيام من بعد صلاة العشاء حتى الفجر في هذه الليالي العشر سنة نبوية كما تحكيها امنا عائشة رضي الله عنها. وهو ايضا يشتمل على معنى الاجتهاد في قيام الليل والاشتغال بقراءة القرآن فانه ما عمرت ليالي هذا الشهر المباركات. وعشرها الاواخر على وجه الخصوص بشيء مثل القيام بين يدي الله سبحانه وتعالى ومناجاته والتلذذ بالسجود بين يديه والبكاء والانطراح والدعاء وان يكون قوام هذا القيام قراءة لكتاب ربنا وتدبرا في معانيه وعيشا مع اياته وسوره العظام. هذا هدي النبي عليه الصلاة والسلام الفعلي عضده ايضا هدي قولي بقوله من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا. وبقوله عليه الصلاة والسلام تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان. كل ذلك مجموعه يقودنا الى ان نكون ايها المباركون فيما هي من ايام شهرنا اشد حرصا مما مضى. فاحدنا فيما سبق من اول الشهر حتى هذه الساعة. اما محسن مجتهد او مقصر مفرط. فاما الاول المجتهد الحريص المحسن الذي قد ملأ ايام شهره من اوله طاعة وعبادة واجتهادا وقربة فهو والله اولى واحرى ان يختم شهره بمزيد من الاجتهاد. وان يكون له في هذا الختام مزيد عناية فانما الاعمال بالخواتيم. ومن اجتهد فهو احرى ان يكون سابقا. ان الخيل اذا قاربت الوصول جدت في المسير. فجدوا رحمكم الله وان كان الاخر مقصرا او مفرطا قد ضاعت منه ساعات وفي غفلة او في عدم اجتهاد فيما ينبغي ان يكون عليه من اول الشهر فهو اكد ان يكون في ايامه الباقيات اشد حرصا وانتباه. فربما ادرك المتأخر ما لم ينله المتقدم والتوفيق بيد الله ورحمة الله واسعة والله يختص بفضله من يشاء. والله ذو الفضل العظيم. تأملوا امنا عائشة رضي الله عنها وايقظ اهله. انها اشارة الى استنفار اهل البيت جميعا. الى مسؤولية الاباء والامهات في توجيه البنين والبنات والاخذ بايديهم نحو المعالي. وان نجعلهم جميعا يشاركون الامة في هذا الاستباق الكبير نحو مرضاة الله نحو عفو الله. نحو العافية نحو الفوز بالجنان والدرجات العلى من الجنة. هذه مسئولية وامانة عظيمة جزء من التربية التي ننشئ عليها ناشئتنا في منهج قويم. استبصرون فيه منذ نعومة اظفارهم حياتهم واعمارهم ومنشأهم وصباهم وكبرهم ومراهقتهم وشبابهم ان يبصروا في البيت حرصا في ليالي العشر واستنفارا واقبالا على الطاعة. ناهيكم عما يصحب ذلك في البيوت من البركات والخيرات. اما واننا في ظل هذه الجائحة نسأل الله عز وجل ان يرفع هذا البلاء عن البلاد والعباد. اما اننا في ظلها قد انكفأنا في البيوت والتزمناها وقد اقبلنا واجتمعنا وتحلقنا معشر العوائل والاسر فاننا اكدوا بان نكون اكثر وان يكون اقترابنا هذا اقترابا مملوءا بالخير والرحمة محفوفا بالبركة ان يكون عامرا تغشاه السكينة والرحمة في اهل بيت يعيشون ايامهم ولياليهم فيما بقي من رمضان في هذا الاستباق الكريم. وايقظ اهله عليه الصلاة والسلام الوقفة الثانية معشر الصائمين الصائمات فيما يتعلق بزكاة الفطر او صدقة الفطر. وقد ثبت فيما اخرج الائمة الستة عن اه ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وعن ابن عمر رضي الله عنهما فيما يتعلق بصدقة الفطر. اما حديث ابن عمر وقد اخرجه الجماعة. فقال فيه رضي الله عنهما فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعا من طعام عن الصغير والكبير والحر والعبد والذكر والانثى من المسلمين. وفي لفظ البخاري قال وامر بها ان تخرج قبل الصلاة واما حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ففي الصحيحين قال قال كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام او صاعا من شعير او صاعا من بر او صاعا من اقط هكذا يحكون فعلهم زمن النبي عليه الصلاة والسلام ان زكاة الفطر معشر الصائمين والصائمات واجب اوجبه الله عز وجل على امة الاسلام في اعقاب صيامهم لشهر واما سميت بزكاة الفطر او صدقة الفطر لانها تعقب صيامهم لرمضان وافطارهم شكرا لله وتحدثا بنعمة اتمام الشهر المبارك الذي وفقهم الله عز وجل لصيامه. وقد قال سبحانه وتعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. الى ان قال سبحانه يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم. ولعلكم تشكرون. صدقة الفطر طعمة صدقة الفطر طعمة للمساكين وطهرة للصائم في صومه مما قد يكون اصابه من الرفث واللغو وما لا ينبغي فتكون صدقة الفطر بهذه المثابة تطهيرا لصيام الصائمين. وهي اطعام للمساكين. حكمة ليلة تتجلى في تشريع صدقة الفطر في ديننا معشر المسلمين اما انها واجبة ولانها واجبة فقد افاض الفقهاء رحمهم الله تعالى. في بيان هذا الوجوب وما يتعلق به في وقته ومقداره وصفته وكيفيته. اما انهم متفقون رحمهم الله ان صدقة الفطر تكون يوم العيد افضل ما يكون قبل خروج الناس الى الصلاة. فان تعذر ذلك او شق جاز تقديم صدقة الفطر قبل العيد بيوم او يومين. وبعض الفقهاء يجيز وتقديمها منذ اول الشهر لان سبب الوجوب عنده الصيام الذي حصل به الفطر من رمضان وهذا متحقق منذ اول ليلة من ليالي رمضان. وعلى كل حال فان الاغلب من الصائمين المسلمين انما يخرج زكاة فطره توكيلا. يوكل فيه جهة او مؤسسة رسمية او جمعية مخولة او شخصا ثقوا به في نقل زكاته ويوصلها الى المستحقين من الفقراء ينبغي ان تخرج صدقة الفطر وتقع في يد مستحقيها. فانه واجب. لا تبرأ الذمة الا به. اما التساهل وغض والطرف واعطاء من يلقاه الانسان في طريقه دون ان يتحقق حاله. اكتفاء بشعار او علامة قد لا تبرأ به ذمة معشر الصائمين. فاتقوا الله في صدقات فطركم واوصلوها الى من يكون مستحقا لها. الفقير والمسكين الذي لا يجد كفايته او قوت يومه. والحاجة هنا اعم من ان تكون حاجة طعام او شراب او مال وكما ان التحري واجب فواجب على الرجل اخراج زكاة الفطر عن نفسه وعن اهل بيته عمن يمونهم وينفق عليهم يدخل في ذلك صدقة الفطر عن زوجته وعن اولاده البنين والبنات وعن من ينفق عليهم داخل بيته كالخدم الذين هم عنده او تحت يده وكذلك تخرج صدقة الفطر عن الجنين الذي لا يزال في بطن امه اسوة بسنة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه فاذا اخرج الرجل زكاة فطره وتحرى فيها المستحق لها فانه يعطي صدقة الفطر مما نص عليه الحديث وجمهور الفقهاء امة الاسلام يرون صدقة الفطر لا تجزئ الا بالطعام على ما تقدم في حديث ابن عمر وابي سعيد الخدري رضي الله عنهما وعن الصحابة اجمعين. ولانها منصوصة في الحديث صاعا من طعام. وهذا الطعام سواء كان من التمر كما جاء في الحديث او البر او شعير او كما جاء في بعض روايات الحديث من الاقط ونحوه من طعام الناس بنى عليه الفقهاء ان الطعام الذي يكون قوتا لاهل البلد او قوتا للمزكي يجزئ اخراجه في زكاة الفطر طالما كان طعاما وقوتا يقتات عليه الناس لذلك اصبح الناس في الاونة الاخيرة يخرجون الزكاة فطرهم من الارز في عامة البلدان التي يكون فيها الارز قوتهم وطعاما او ربما اخرجوه من الدخن او من الذرة بحسب البلاد وطبيعتهم وقوتهم وعادتهم في الطعام والشراب الطعام الذي يخرج في زكاة الفطر يخرج صاعا من طعام عن كل انسان. والصاع ليس هو الوزن بالجرام المتعامل به اليوم لكنه يمكن قياسه قياسه وقد ابان العلماء مقدار الصاع من التمر كم يكون. وكل نوع من التمر يختلف مقدار نصاعه عن النوع الاخر وكذلك مقدار الصاع من الارز او مقدار الصاع من القمح وغيرها من انواع الطعام. اما التمر فان انه يتفاوت بين الاثنين كيلو ونصف الى الاقل من الثلاثة كيلو جرامات وبعضهم يجعلها احتياطا ثلاثة تامة بحيث تكون هي المقدار الواجب والقدر الزائد صدقة يتطوع بها حتى تبرأ ذمته بيقين. هذا الطعام الذي يخرج عن الفرد الواحد. فاذا كان يخرج زكاته عن يديه اذا كان يعيش معهما او عن احدهما اذا كان يظفر بشرف سكناه معه والعيش واياه. او يخرجها ايضا عن زوجاته وعن اولاده وعمن يمون وينفق فانه يجعل هذا الصاع عن كل فرد من افراد اسرته. يخرجها المسلم سواء كان غنيا او متوسط الحال او دون ذلك. فاذا اخرجها الميسور ومن وسع الله عليه فوصلت صدقة فطره اجتمعت منها عدة انواع لدى الفقير. اصبح الفقير هو الاخر قادرا على اخراج صداقة الفطر. فهل يجوز للفقير ان يخرج مما جاءه من الزكاة؟ الجواب نعم. لانه قد تملكها واصبحت بين يديه فهو يخرجها ايضا بما اوجب الله عليه. وانما تسقط عن العاجز الذي لم يجد صدقة الفطر ولا سبيل له اليها فذاك الفقير الذي سقط عنه الواجب لعجزه عنه ولفقره وعدم قدرته على اخراجها فيما ذهب بعض اهل العلم من فقهاء الاسلام الى جواز اخراج صدقة الفطر بقيمتها من النقود فاذا كان صاع التمر او صاع الارز يساوي كذا وكذا من الريالات او جنيهات او الدنانير وغيرها من انواع عمولات باختلاف بلاد الاسلام فانه تخرج قيمتها وتعطى للفقير يشتري بها طعاما او لباسا او دواء او حاجة مما يحتاج. هذا القول والذي قد قال به من السلف الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز والامام الحسن البصري رحمهما الله او غيرهم من فقهاء السلف فانه قول قال به بعض فقهاء الاسلام واتجه اليه بعض المعاصرين ورأوه فرصة لان يعطى الفقير مالا. وان كان هذا القول خلاف ما عليه جمهور الامة وفقهاؤها من السلف والخلف في الاعم الاغلب الا انه قد يكون ممدوحة متسعا لمن لا يسعه اخراج صدقة فطره طعاما لاي سبب من الاسباب وربما كانت الجائحة التي تمر بها امة الاسلام في عامها هذا ربما كانت احد اسباب وصور التعذر او الصعوبة او العسر الذي لا يتأتى فيه لكثير من الصائمين اخراج صدقة فطره طعاما فان تعذر او تعسر وصار المتصدق الى القول باخراجها باخراجها بقيمتها نقدا ارجو ان ذلك واسعا لا حرج فيه. والاحوط والاولى والابعد عن الخلاف والاوفق للنص الذي وردت به السنة ان يكون طعاما لما تقدم بيانه. يبقى القول كيف يفعل الناس وقد عم الحظر والحجر والبقاء في المنازل والتباعد اجتماعي وعدم وصول المزكي الى الفقير لدفع الزكاة اليهم فان الجهات الخيرية او الرسمية التي ووكلت بهذا الباب فانها جهات تبرأ الذمة بدفع صدقة الفطر اليها ثم لانها مخولة رسميا فهي في مقام دفع صدقة الفطر الى ولي الامر. فاذا قبضها وحصلت بيده بدأت ذمة المتصدق وبالتالي فلا بأس ان يدفع الناس الصائمون زكاة فطرهم قبل ايام من العيد وليس هذا اخراجا لها في غير وقتها بل هو توكيل لتلك الجهات سواء دفعت اليهم النقود واشتروا بها الطعام فدفعوها الى الفقير او دفع اليهم الطعام فاجتمع عندهم ليوصلوه الى الفقير ليلة العيد او قبل ذلك في الوقت المجزئ شرعا بيوم او يومين فان ذلك صحيح ولا اشكال فيه ويبعد به الحرج ويخرج الناس به عن هم التفكير في كيفية اخراج صدقة الفطر. ايها الصائمون هذه جملة موجزة مختصرة فيما يتعلق باحكام صدقة الفطر وما الواجب على المسلم؟ ويبقى التنبيه والتأكيد معشر الصائمين الى ضرورة العناية والاهتمام بهذا الامر فانه واجب ثم هو تطهير للصائمين. في صيامه الذي ربما انخرم في ايام شهره بشيء من التقصير واللغو والرفث كما جاء جاء في الحديث وهو اغناء للفقير يوم العيد عن السؤال بما يجتمع اليه من نقود او من طعام هو ايضا توسعة هي صورة من صورة من صور المواساة في المجتمع المسلم والتكافل الذي احيت الشريعة الاسلامية معانيه وابرزت في مجتمع اسلامي حميد تسوده المحبة والمودة والاخاء الايماني الطاهر الذي اختصت به امة الاسلام عن سائر الامم اما الوقفة الثالثة التي نختم بها هذا اللقاء معشر الصائمين. فما يتعلق بالعيد الذي يقبل على امة الاسلام بعد اتمامهم عدة الصيام في شهر رمضان. سواء اتموا ثلاثين يوما او رأوا هلال العيد قبل ذلك بعد ليلة التاسع والعشرين فانهم يستقبلون شعيرة من شعائر الاسلام العيد العيد في الاسلام فرحة وبهجة. العيد في الاسلام طاعة وعبادة. العيد في الاسلام ختام ركن من اركان الدين وهو الصيام او ركن من اركان الدين وهو الحج كما في عيد الاضحى. عيدان لا ثالث لهما لنا امة الاسلام. عيد الفطر وعيد الاضحى كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام لما قدم المدينة فوجدهم قد انشغلوا بلهو ولعب فسألهم فقالوا هو يوم فرح كان لهم في الجاهلية. فقال عليه الصلاة والسلام قد ابدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الاضحى يوم العيد يحمل معان عظام ينبغي ان تتفهمها امة الاسلام وهي تستقبل عيدها. العيد فرحة وبهجة. شرعت لنا فيه الفرح والبهجة والسرور. كما شرع لنا ليالي رمضان البكاء والدموع والخشوع والخضوع فسبحان من جعل شريعته بحكمة بالغة تلبي فطرة الانسان وما يحتاجه في مشاعره واحاسيس قلبه. في نقضيها اياما متتابعات نصف الاقدام. نعيش معنى التضرع والخضوع والاخبات متلذذين بالبكاء فاذا جاء العيد تقربنا الى الله بالفرح والسرور بالبهجة والحبور بالتوسعة على الاهل والعيال بما ينعم الله عز وجل على العبد فيفرح ويفرح به من حوله. الابتسامة البهجة لبس الجديد والتزاور والتهاني وتبادل التبريكات دعوات ليلة العيد ويومه هي صورة من صور الفرح الذي ينبغي ان نحيي به هذه الشعيرة امة الاسلام فانه عيد عيد لاننا نعتاده كل عام ويتكرر معنا كل سنة. عيد لاننا نعيشه ويتكرر كلما امتد بنا العمر فادركنا مثل هذا يوم في زمانه من العام المقبل اعاده الله علينا وعليكم بكل خير ويمن وعفو وعافية العيد بهذا المعنى تصحبه جملة من الاحكام والسنن والمستحبات فمنذ ان يحل العيد بحلول ليلته بعد اتمام التاسع والعشرين من رمضان اذا رؤي هلال العيد او اكمال يوم الثلاثين اتمام عدة رمضان فانه يشرع التكبير من ليلة العيد. تكبيرا يملأ الافق والفضاء والارجاء. فضلا عن عن ملئه في البيوت وفي الصدور وعلى الافواه. الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. الله اكبر الله الله اكبر ولله الحمد تكبير يمتزج بحمد لربنا سبحانه وتعالى تكبير يمتزج بافراده بالعبودية والالوهية وحده سبحانه وتعالى. تكبيرا ممتزجا بشكر وثناء على المنعم الذي اكرمنا بادراك شهر رمضان. ثم اتممنا العدة والله قد قال ولتكملوا العدة. ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. فها نحن نكبر ونهلل ونشكر ربنا حامدين سبحانه وتعالى نحمده ان بلغنا الشهر نحمده ان اعاننا على الصيام والقيام. نحمده على ان اعاننا فصمنا ورزقنا فافطرنا احمده ان مد لنا في العمر فادركنا مواسم الخير وادخرنا في صحائف اعمالنا من الحسنات والطاعات ما نرجو ان كون زيادة لنا في الدرجات وتكفيرا للسيئات في مظاهر الفرحة بالعيد نملأ الدنيا تكبيرا. ليعلم العالم كله ان امة الاسلام امة موحدة تعرف ربها وتعظمها وتكبره ليلة العيد ويوم العيد حتى يخرج الناس لصلاة العيد. هذا العيد الذي نعيشه امة الاسلام. عيد يبقى عيدا مهما تبدلت الظروف واختلفت الاحوال واسمحوا لنا جميعا امة الاسلام انه لا ينبغي ان يزيح الفرحة بالعيد او يبعده عن القلوب والنفوس والبيوت والمجتمعات المسلمة اي عذر واي طارئ مهما كان. حتى في ظل ما يغشى الناس فاليوم في هذه الجائحة وهذا الوباء. نعم هو كربة وابتلاء وضيق وعسر في بعض مظاهره الا انه لا ينبغي ان يطفئ فرحة العيد فافرحوا بعيدكم ولو كنتم في جوف بيوتكم افرحوا بعيدكم وابتهجوا به بين اهليكم اسركم واطفالكم ومن حولكم في بيوتكم افرحوا بالعيد فان الفرحة به عبادة. والسرور به مطلب شرعي واحياء معنى عظيم من معاني الاسلام في في تعظيم الشعائر والله قد قال ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. اما صلاة العيد امة الاسلام فان يسر الله واذن لبيوته ان تفتح ولجموع المسلمين ان تقصد المساجد فانها تبقى شعيرة ما زالت امة الاسلام تحييها عبر الزمان في كل مكان. يشهد الناس صلاة العيد يشهد الناس صلاة العيد. فيخرج الصغار والكبار والرجال حتى من لا صلاة عليه من اهل الاعذار كالحيض يشهدن بركة ذلك اليوم طهرته كما تقول الصحابية ام عطية رضي الله عنها ما زلنا نقول يبقى العيد عيدا وتبقى فرحته قائمة بل انه والله من لظننا بربنا وتفاؤلنا في ظل الازمة مهما اشتدت كربتها وضاقت حلقاتها. وربما انزعجت بعض النفوس من طول امدها ان من تفاؤلنا وحسن ظننا ان نبتهج بالعيد فرحا بان الرب الكريم الذي بلغنا رمظان فاعاننا على والقيامة ثم ابلغنا هذا اليوم لنشهده بفرحة وسرور ان نحسن الظن ان ربنا الكريم قريب الفرج وانه سبحانه وتعالى مدوا عباده باليسر بعد العسر. وبالفرج بعد الصبر وبابواب المخارج التي تنتظرها القلوب وترتقبها الصدور. طيبوا نفسا بعيدكم امة الاسلام. واحسنوا بربكم واحتسبوا الاجر في انتظار الفرج فانها عبادة والبلاء انما جاء ليحط الخطايا ويكفر السيئات ويرفع على الدرجات. وربنا كريم سبحانه وتعالى. نسأل الله كما بلغنا مطلع هذا الشهر واوله ان يتم لنا ويختم لنا بخير ان يتقبل منا ما اودعناه في شهرنا من الصيام والقيام والقرآن وسائر العمل الصالح وان يرظى به عنا سبحانه وتعالى ونسأل جلت قدرته ان يجعل عيدنا فرحة وبهجة وابتهاجا بفرج قريب ومخرج عاجل وان يجعل فرحتنا بالعيد فرحة مضاعفة بزوال هذا الوباء وارتفاع هذا الداء وانكشاف الغمة ورحمة الامة التي تتنزل من رب البريات سبحانه وتعالى. وان يجعل فرحتنا عامرة بالتئام الاسر والاقتراب بعد التباعد واجتماع الشمل وزوال المرض ومعافاة المبتلين. اللهم يا كريم يا من نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تتم نعمك وافضالك واحسانك الى عبادك. اللهم هؤلاء عبادك قد صاموا وقاموا لوجهك الكريم. فتقبل منا ومنهم يا رب العالمين. واجعل صيامنا وقيامنا غافرا لذنوبنا بفضلك ومنتك يا اكرم الاكرمين ضمين. ربنا تقبل منا الصيام والقيام والدعاء وسائر العمل الذي وفقتنا له يا حي يا قيوم واجعله ذخرا لنا يوم نلقاك واكتبنا في السعداء العتقاء في هذا الشهر الكريم. نحن ووالدينا وذرياتنا وازواجنا وجميع المسلمين. ربنا نسألك العفو والعافية. اللهم اعف عنا وعن والدينا وازواجنا وذرياتنا وجميع المسلمين يا حي يا قيوم. اللهم ارحم البلاد والعباد واكشف الغمة وارحم الامة. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين