بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. احمده تعالى واشكره استغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبده الله ورسوله. امام الهدى وسيد الورى. حبيب رب العالمين وصفوة الله من خلقه اجمعين. اللهم صل وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته والتابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد اخوة الاسلام في كل كل مكان من رحاب بيت الله الحرام ينعقد هذا اللقاء في ختام شهر شعبان على مشارف شهر الخير والبركة في شهر رمضان ليلة السادس والعشرين من شهر شعبان سنة اثنتين واربعين واربعمئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. في هذه الليلة الكريمة الشريفة المباركة ليلة الجمعة. مستكثرين فيها من صلاتنا وسلام على حبيب القلوب ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم. عليك صلاة الله ما لا حبارق وما صفق الطير المحلق في السماء وما حن مشتاق وما جاد صيبا وما ام بيت الله عبد احرم ظمئنا الى لقياك شوقا ولهفة وكم من محب فيك قد مسه الظمأ فزيدوا عباد الله من ذكر احمد فيا فوز من صلى عليه وسلم. واجعلوا نصب اعينكم اننا في هذه الليلة الشريفة الكريمة مندوبين الى الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وهو القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. فيا رب صل وسلم وبارك عليه كما تحب. ان يصلى ويسلم عليه يا رب العالمين اخوة الاسلام هذا اللقاء المنعقد في هذا التوقيت على مشارف شهر رمضان نتحدث فيه عن هذا العنوان. رمضان في ايات النبي صلى الله عليه وسلم. والموضوع بمفردتيه في العنوان شيق. تشتاق له النفوس وتهواه الارواح والافئدة وتطرب له الاسباع وتستهويه النفوس المؤمنة التي لطالما تربصت وانتظر بشوق ولهفة هذا الشهر الكريم. فكيف اذا ربط هذا الشهر المبارك بامام الانبياء وخاتم المرسلين وقدوة امة محمد صلى الله عليه وسلم. رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. نتناول فيه هذا الموضوع الشيق لنصل الى فوز اعظم ونيل ابرك ما يمكن ان يناله مسلم بسلوك هديه عليه الصلاة والسلام رمضان الشهر الذي انزل الله فيه القرآن. رمضان الشهر الذي خص باحداث كونية عظام تفتح ابواب ابو الجنان وتغلق ابواب النيران وتصفد مردة الشيطان. رمضان الشهر الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان كما قال ربنا سبحانه وتعالى. وصدق من قال وما فاقت الايام اخرى بنفسها ولكن ايام ملاح وهكذا هو شهر رمضان بين الشهور زينتها وبهجتها. وهو ايضا الايام المليحة فيها ومن هنا جاءت الشريعة بتخصيص هذا الشهر المبارك بجملة من المعاني والاحكام والفضائل والخيرات والبركات ليكون حقيقة هذا الشهر عروس الشهور على مدى العام. ايها الكرام المباركون نبحث في هذا الموضوع عن متعة اكمل وسعادة اتم. في رحاب هذا الشهر المبارك الفضيل. فلا والله ما تزينت ليالي رمضان القناديل واجتماع الاحبة وعمارة الاسواق وسهر الليالي في لهو وعبث. بل تزينت بما خصها الله تعالى الا به في حدث كوني فريد يوافق هذه الايام الفاضلة والليالي المباركة. تدرون ما هو؟ نزول القرآن في فيها شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن. هو في تفتيح ابواب الجنان هو تغليق ابواب النيران هو تصفيد طردت الشياطين والله لن يوفق عبد للفوز ببركات هذا الشهر والاغتراف من بحر خيراته بمثل تأسيه فيه بنبي الامة وهاديها عليه الصلاة والسلام. من هنا كان المنطلق لملتقى الليلة يا كرام رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم اما انه قد ادرك في عمره الشريف المبارك صلى الله عليه وسلم تسعة اعوام صام فيها رمضان فكان اجماعا عند اهل العلم انه صام تسع رمضانات اجماعا. وذلك انه فرض رمضان او صوم رمضان في السنة الثانية من الهجرة. وقبضت روحه الطاهرة الشريفة صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الاول من السنة عشرة للهجرة فكان مجموع ما ادركه تسع سنوات من رمضان صامها صلى الله عليه وسلم. ولن يقول قائل ولن يزعم احد انه يحيط في مجلس كهذا ولا في اضعافه بوصف وتقريب والاحاطة برمضان في حياة النبي عليه الصلاة والسلام. ولكن ما هو الحديث عن المعالم الكبرى التي يمكن ان نشهد فيها رمضان في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم. رمضان بمتعته وروعته وعظمته وجلالته كان اجمل واعظم وابرك في حياة محمد ابن عبد الله رسول الله ونبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم. فليس عبد مسلم يشهد رمضان ويجد فيه من المتعة ولذة العبادة والانس بقرب الله اكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يجد عبد حياة اكمل وانعم من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمضان اذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم هو والله اجمل صورة يمكن ان تراها عبد الله لرمضان. وهي والله اكمل حياة تجمع بين العظمة والكمال البشري. ثم هو يا امة الاسلام ميزان عظيم يجب الاحتكام اليه. ان يكون شأن نبي صلى الله عليه وسلم الميزان القدوة الاسوة المرآة التي يجب ان تنتصب امامنا ونقف انفسنا امامها وهو داخل في عموم قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان ارجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. فكل من كان من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان اقرب كان رمضان في حياته اجمل واعظم واشد بركة وانسى. فهلموا يا كرام؟ نتحدث فيها عن رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولسنا نطيق اطلاقا ان نصف تفاصيل العظمة التي عاشها المصطفى صلى الله عليه وسلم في رمضان. ذلك ان رمضان ذاته بما يحويه من معالم كبرى تشمل الصيام والقيام والقرآن والاعتكاف والصدقة والاحسان والبر والجود ووجوها كثيرة اخرى هو وايضا لن يحاط به في مجلس كهذا. فكيف اذا اردنا ان نضيف الى ذلك شأن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر المبارك اذا سنتحدث عن رمظان وليس اي رمظان بل رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. ولان الموظوع واسع يمكن ان نقسمه في مجالس هذا اولها. وستكون بعون الله تعالى امتدادا لمجالس تعقد في ايام شهر رمضان نتابع فيها تتبع رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. ان مد الله في العمر وفسح في الاجل واذن لنا باستكمال هذا الموضوع الجليل المبارك الذي نجد فيه متعة اكمل وسعادة وانسا اتم. ومن اجل تقريب المقام فان المعالم الكبرى يمكن ان نقسمها الى محاور. كيف كان رمضان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هذا سؤال حق على كل مسلم ومسلمة ان يسألوها لانفسهم. من اجل ان نصل الى جواب كيف يمكن لي ان اعيش في حياتي شهر رمضان اقرب ما يكون الى عيش المصطفى صلى الله عليه وسلم في رمضان. وهو ولا شك مبثوث قوي محفوظ في الدواوين والسنة والكتب والروايات لما نلتقط فيها تلك المعالم. ولاتساع الموضوع وعظمته كما اسلفت فيمكن ان نجعل رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم منقسما الى ثلاثة محاور اولها الجانب الروح والنفسي وثانيها الجانب الاجتماعي. وثالثها الجانب التعبدي. ولعل الثالث هو اوسعها حديثا مقالا وعناصر وثروة فيما اثر من هديه المبارك عليه الصلاة والسلام. فاما اول العناصر التي نبتدأ بها هذه اللقاءات في مجلس الليلة ايها الكرام هو الحديث عن الجانب الروحي والنفسي. رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الجانب. ويمكن ان نتلمس فيه امورا ثلاثة. اولها الفرح والاستبشار فانه معلم جلي واضح في حياة النبي عليه الصلاة والسلام وصلته تحديدا برمضان. فرح واستبشار لانه ادرك بالوحي الذي انزل عليه من الله عظمة هذا الشهر وخصوصيته ومنقبته فكان يفرح بمقدمه لان الفرح بمواسم الخير وايام الطاعة والفرص التي يجد فيها العبد مزيد قرب من الله مطلب شرعي قال الله عز وجل قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وان سياق الاية الكريمة فيما يتعلق بالقرآن تحديدا وبالاسلام عموما فانه لا شك ان المعنى صادق في عموم ابواب الخير والطاعة التي يفرح بها المسلم. الست تجد عبد الله في قلبك فرحة اذا وفقك الله فصمت يوما تطوع او حتى صوما واجبا من ايام رمضان الست تفرح اذا وفقت لاداء فريضة فلم تفتك الست تفرح اذا اكرمك الله فكنت بارا بوالديك تصلهما باحسان الست تفرح بكل طاعة وخير وحسنة ترصد في ميزان حسناتك بلى وهذا فرح مشروع حق لك ان تفرح لان هذا علامة ايمان وامارة اسلام يا كرام فما عبد اسلم وامن وملئ قلبه فرحا بربه الا فرح بكل طاعة تقربه من ربه. وفرح بكل باب يقوده الى ربه وفرح بكل طاعة وحسنة يجعلها في ميزان حسناته قربة الى ربه. فكيف برمضان الذي هو مجمع الخيرات والكرامات والطاعات وامهات العبادات كما يقول اهل العلم. فاذا اجتمعت كانت اياما فاضلة وكانت حافلة بتلك المعاني العظيمة التي يأنس لها قلب المسلم ويطرب لها فرحا ويهتز لها شوقا. هكذا كان هذا حاضرا في حياة النبي عليه الصلاة والسلام في الجانب النفسي والروحي له صلى الله عليه وسلم. كان يفرح بقدوم رمضان ويستبشر. بل ويبشر به اصحابه عليه الصلاة والسلام. في الحديث الصحيح الذي اخرجه الامام النسائي يقول صلى الله عليه وسلم مبشرا اصحابه يقول اتاكم رمظان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه ابواب السماء وتغلق فيه ابواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم والحديث ايضا في مسند احمد وعند ابن ماجة بلفظ ان هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من الف شهر اوما شعرتم انه صلى الله عليه وسلم كان يتهيأ فرحا بهذا الشهر ويستبشر بل ويبث البشارة في قلوب اصحابه اما انكم على بعد ايام معدودات من قدوم هذا الشهر. اليس حقا علينا ان نعيش هذه البهجة وهذا الفرح والانس باستقبال هذا الموسم الكريم المبارك؟ اليس حقا علينا ان نعيشها يا من عابرة بانس واستبشار يحفزنا الى ان نكون مع قدوم اول لياليه. على اتم استعداد انطلاق كريم مبارك في سباق كريم نحو جنة عرظها الارض والسماوات في طاعات تفتح ابوابها صوم نهارا وبالقيام ليلا وبالقرآن فيما بينهما وبالدعاء والصدقة. وسائر وجوه البر. هذا الاستبشار يا ليس من فراغ هو اولا فرح واستبشار مشروع كما اسلفت. هو ثانيا خير معين لعبد يرجو يرجو ان يكون في رمظان من الموفقين السابقين. اي والله. اي والله. فكل من كان اكثر استعدادا للشهر قبل قدومه انا اسرع انطلاقا فيه اذا حلت ايامه واشرقت لياليه. هو هكذا هي نفوس بشرية تنشط وتقفز وتسبق اذا ما اعطيت حقها من التهيؤ والاستعداد. ولا والله لا وقود اعظم من الفرح بالطاعة ولا اكثر عونا للنفوس المؤمنة على الاستباق في الطاعات من الانس بمعاني التعبد والتذلل لله جل جلاله. فمن بذكر الله عز وجل انشغل قلبه ولسانه فرحا بذكر الله. ومن فرح بالقرآن عمر وقته بتلاوة القرآن ختمه وتتابع اياته وسوره قراءة وتدبرا وعيشا وتأملا. وهكذا يبقى الفرح بالعبادة التي يستقبلها العبد اعظم معين واشد وقود يمكن ان ينطلق به في سباق بتلك الطاعة يحجز فيها مقعده في الصفوف تقدم ويكون حقا فيها من السابقين. هذا المعلم يا كرام هو ايظا من الفرح الذي اشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله للصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه. اليست دعوة الى الفرح اليس استبشارا؟ اليس معلما جليا من رمضان في حياة النبي عليه الصلاة والسلام ان تفرح به وانت تستقبله؟ وانت تستقبله فرحا واستبشارا. واذا ما ادركت ايامه فوفقك الله فكتبك في عداد الصائمين فانها الفرحة الحقيقية الفرحة المقسومة شطرين شطر منها تستمتع به كل ليلة مع اذان المغرب وانت تلتقم تمرتك عبد الله هنيئا لك فطر يوم صمته لوجه الله عز وجل. والشطر الاخر مدخر لك فرحة كبرى يوم تلقى الله عز وجل هي فرحة جاءت بهذا اللفظ في حديثه صلى الله عليه وسلم يريدنا ان نعيشها في رمضان. وحق علينا مهما بلغنا او بلغت بنا ظروف الحياة ايام رمضان من تعب او نصب او جوع او عطش او هم او كرب او دين او مرض عذرا. هذه فرحة مشروعة ليست متعلقة باعتبارات مختلفة في الحياة. هي متعلقة تضان لانه رمظان وبالصيام لانه صيام. الست قد بلغت رمظان؟ الست قد صمت فيه كل يوم بعد يوم؟ هذا وحده كاف لان يجعلك فرحا. واما الاعتبارات الاخرى فاجعلها في سياقها وفقك الله. ولا تسمح لشيء من مكدرات الحياة ومنغصاتها ان تذهب فرحتك في هذه المواضع المباركة التي شرعت لنا فيها الفرحة ان تعيشها قلوبنا نعم لسنا نفرح بالموائد التي تمتد بلذيذ انواع الطعام وفاخر الاصناف. ليست الفرحة بها. الفرحة بصيام تم لنا مع غروب شمس ذلك اليوم. الفرحة الاخرى ننتظرها اجرا ثقيلا في الميزان عندما يقول العزة والجلال كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الا الصوم فانه لي وانا اجزي به. ما ظنك برب كريم يعدك بجزاء كريم لصيامك. ويقول لك جزاء هذا خارج عن قاعدة الحسن الحسنات بعشر امثالها ما ظنك بثواب عظيم يقول فيه الكريم فانه لي وانا اجزي به. قد لا تدركك فرحة التعبير على الوصف لكن حسبك ان تفرح وكفى. هذا المعلم الاول في جانبه الروحي والنفسي وفي صورته الاولى المشرقة هي الاستبشار برمضان والفرحة بقدومه. واما الصورة الثانية من المعلم الاول في الجانب الروحي والنفسي فهو التهيؤ لرمضان والاستعداد له. واقصد به ما تقدم قبل قليل. فان الفرح والانسى والاستبشار من صور التهيؤ والاستعداد ولكن من صور التهيؤ والاستعداد ايضا ما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يعيشه ويفعله ويقوم به ايام شعبان تهيؤا واستعدادا لرمضان. اجل هو نوع من استمرار امتداد عيش رمضان في قلبه وحياته عليه الصلاة والسلام. كانت الفرحة تملأ ايام شهره فتفيض حتى دخول الشهر قبله بشهر من شعبان. اسمع رعاك الله. تقول امنا عائشة رضي الله عنها. لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر اكثر منه صياما لله في شعبان. اكثر من صيامه لله في شعبان كان يصوم شعبان الا قليلا. بل كان يصومه كله. وتقول ام سلمة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا انه كان يصل شعبان برمضان. اخرجه ابو داوود والنسائي والترمذي والحديث صحيح. كي ماذا تقصد كان يصوم شهرين متتابعين؟ يعني شهرا فرضا وشهرا نفلا نعم هما شعبان ورمضان. وفي رواية لابي داوود تقول امنا ام سلمة رضي الله عنها لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما ان الا شعبان يصله برمضان. اما شعرتم اما فهمتم ان هذا الوصل والتتابع بين صيام شعبان ورمضان المحمول هنا في كلام اهل العلم على الاستكثار من صيام شهر شعبان وليس على استكماله باكمله امن بالصيام بدليل حديث عائشة رضي الله عنها لما قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم. فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكثر من صيام شهر الا وما رأيته اكثر صياما منه في شعبان. هذه سنة. الاستكثار من صيام شعبان. وقد علل هذا الفعل النبوي وهذه السنة في الاستكثار من صيام شعبان بمجموعة امور اظهرها واوضحها ما اخرج النسائي من حديث اسامة بن زيد رضي الله عنه قال يا رسول الله لم ارك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم في شعبان فقال صلى الله عليه وسلم وهذا ولا شك كما ترون سؤال صريح وجواب مباشر. قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الاعمال الى رب العالمين. فاحب ان يرفع عملي وانا صائم. هذا اظهر وجوه التعليل وبيان الحكمة من صيام شهر رمضان من صيام شهر شعبان وهو انه شهر هو مظنة الغفلة وقد تقررت طرق الهدي النبوي وقواعد الشريعة على ان العبادة في مواضع الغفلة مواطنيها افضل واعظم اجرا. لان المقبل فيها على العبادة قليل حيث تعم الغفلة. ولذلك كانت العبادة زمن الفتن عظيمة الاجر تعدل الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والتعليل الاخر المذكور في الاستكثار من صيام شهر شعبان انه تعظيم لرمضان. وانه كالسنة القبلية لرمضان وصيام الست من شوال كالسنة البعدية يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله كان صيامه صلى الله عليه وسلم في شعبان تطوعا اكثر من صيامه فيما سواه وكان يصوم معظم شعبان. ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله صيام شعبان افضل من صيام الاشهر حرم وافضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده. وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها. وهي تكملة لنقص الفرائض. وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده فكما ان السنن الرواتب افضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده افضل من صيام ما بعد عنه انتهى كلامه رحمه الله. ارأيتم هي اذا ارتباط برمضان ومنه فضل صيام شعبان ليكون توطئة وتقديمة. ناهيكم عن ان الاستعداد لرمضان يتمثل في هذا الصيام. الذي يوطن النفس على استقبال ايام رمضان بصيام قد يطول نهاره في ايام الصيف حرا وجوعا وعطشا فلا ينبغي لمسلم ان يستفتي رمضان في اول ايامه باجهاد وتعب ومشقة شديدة ربما اضعف فته عن العمل وربما تجاوزت به فاورثته الملل. وهذا ما لا ينبغي. نسأل الله السلامة. فضلا عن ان يبلغ درجة من السوء لا يحسن بالمسلم ان يقع فيها فظلا عن ان يفكر فيها الا وهي التذمر والتسخط والانزعاج من عبادة يجد معها مشقة وحرجا. اما ان من المخارج لذلك يا كرام هذا الهدي النبوي الكريم وهو استقبال رمضان بصيام شعبان قبله بل والاستكثار من صيام شعبان. فهو دربة هو توطين للنفس. هو استعداد هو ملكة تنمى خصوصا لمن لم يعتد على الصيام طيلة ايام العام. اما الانشغال او لارتباط باعمال لا تتاح له فيها معها صيام ايام الاثنين والخميس والايام البيض وغيرها من ايام التطوع. فمثل هذا حري به ان يكون في رمضان اذا ما اراد ان يتمثل رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتم بهذه السنة الكريمة فانها حقيقة نوع من التهيؤ لرمضان والاستعداد له بمثل هذا المعنى العظيم. اذا هو جانب نفسي. جانب روحي تحققوا بمثل هذه السنن النبوية المأثورة عن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. هذا الاستبشار يا كرام بالاستعداد لرمضان بالصيام في شعبان يجعل النفوس اكثر فرحة باستقبال رمضان. وان طالت ايام الصيف فيه بالصيام وان تعب فيه بمشقة لجوع وعطش تلحقه لكن الفة العمل قبل حلول فرضه يعين على تجاوز تلك الصعاب. فيستقبل رمضان بمزيد من الانس والفرح والبهجة المذكورة فيما تقدم اولا فلننتقل اذا الى ثالث السور التي تمثل الجانب الروحي والنفسي من رمظان في حياة النبي صلى الله وعليه وسلم وهو العبادات الرمضانية باسرها. بجملتها فانها كانت متعة روحية ولذة نفسية وانسا عجيبا يعيشه المصطفى صلى الله عليه وسلم اما ان الطاعة كلها للقلب المؤمن راحة. اما ان العبادة في جملتها للنفوس المسلمة لذة. لكنها في المواسم الفاضلة تكون اعظم وسيكون مزيد بسط لهذا العنصر في الجانب الثالث. الجانب التعبدي لانه مخصص للتطرق الى هذا لكنني اضرب مثالا بالاعتكاف. وهو من السنن النبوية الجليلة العظيمة في ايام رمضان التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف ازواجه من بعده. الاعتكاف عبادة كلنا يعلمها. المكث في بيت الله عز وجل والانقطاع اليه وترك البيوت والمنازل والفرش بقاء في بيت الله استقبالا للطاعة واستكثارا منها وتفرغا تاما قطاعا لها. اريد ان تتأملوا في هذه الزاوية من النظر وارتباط الاعتكاف وهو احد العبادات الرمضانية ارتباطه بالجانب الروحي والانس النفسي العجيب الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام يفتح لنا ابوابه المشرعة كل سنة في رمضان. كان يعتكف حتى توفاه الله. ثم اعتكف ازواجه من بعده المقصود من الاعتكاف ما هو؟ هو كما يقول الصنعاني رحمه الله في سبل السلام جمع القلب على الله خلوة مع خلو المعدة. والاقبال عليه تعالى. والتنعم بذكره والاعراض عما هنا يظهر بجلاء هذا المعنى في الجانب الروحي الذي كانت تقطر به العبادات الرمضانية في حياة النبي عليه الصلاة والسلام وكان يفتح لنا ابوابها. هو اذا جانب روحي يجب الا نتجاوزه لان لا يفهم ان حديثنا في المحور الثالث الاتي لاحقا في الجانب التعبدي من رمظان في حياة النبي عليه الصلاة والسلام انه مجرد العبادات في هيئاتها ظاهرة وان الصيام امساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر الثاني حتى غروب الشمس. وان صلاته بالقيام كانت لا تزيد على احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة ركعة. وانه ام باصحابه اياما او ليالي معدودات من رمضان ثم آآ خرج ثم لم يخرج اليهم خشية ان تفرض عليهم صلاة قيام الليل في رمضان هي صور للعبادات لكن حتى لا يكون هنا المفهوم من الجانب التعبدي تلك الصورة الظاهرة والهيئة المجردة للعبادة ينبغي ها هنا التأكيد نصا على ان من اعظم معالم الجانب الروحي والنفسي التي نقرأها في رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم هو متعته بالعبادات الرمضانية بشتى صورها. كان بالصيام وبالقيام وبالقرآن وبالدعاء وبالصدقة كان يجد متعة بمدارسته القرآن وملاقاته جبريل عليه السلام كان يجد انسا بقيامه رمضان وصف قدميه بين يدي ربه عليه الصلاة والسلام كان يجد انسا بطول قيامه حتى يقول الصحابة خشينا ان يفوتنا الفلاح عن السحور. كان يجد متعة وانسا. هذه المتعة هي لذة روحانية ومتعة نفسية عظيمة جليلة لا يعدلها شيء من متع الحياة ولو اجتمعت والله كلها في كفة ومتعة العبادة بين يدي الله في كفة ولذة الدمعة من خشية الله في كفة. لا والله ستطير متع الحياة باسرها في تلك الكفة طائشة لان القلب وهو قلب ذو النفخة الروحية الالهية الجليلة ونفخت فيه من روحي. لن تجد القلوب وارواحها متعة اعظم ولا انسا اصدق من صلتها بالذي خلقها ونفخ فيها الروح. الله جل جل جلاله متعة المتعبدين بذكره سبحانه. الله جل جلاله انس المشتاقين الى لقائه عز وجل. وهكذا تبقى العبادات في كل صورها. ولكنها في رمضان اشد ما تكون وضوحا لاجتماعها وتظافرها وتآزرها فتكون حزمة من المعاني الروحية العجيبة. ومن المتعة النفسية الجليلة التي تساق وتظخ نحو القلوب المؤمنة فتجد في جانبها الروحي والنفسي متعة ولذة تفتقدها في غير رمضان. ولست هنا لاقرب ايران اننا جميعا امة الاسلام. نجد في قلوبنا من النشاط للطاعة. و الاقبال عليها والفرح بل ويسرها وتذللها بين ايدينا ما لا نجده في غيره من ايام العام. لا تعجبوا لانها اجتمعت على القلوب فقوي الايمان لان الموسم كريم لان الشهر فضيل لان المعاني المحفوتة بشهر رمضان كلها كانت عونا لتحقيق هذه المعاني. فنعم كلنا ينشط لقراءة القرآن في رمضان ما لا ينشط لغيره. وينشط في الصلاة والقيام ما لا ينشط في غيره ذلك الصيام والصدقة والجود والاحسان هو جانب روحي. اساسه ومرتكزه تلك العبادات الرمضانية التي تلقي بظلال اله على القلوب المسلمة فالصوم يحرث القلوب والقرآن يسقيها. فمهما بذر فيها من الخير والعمل الصالح اثمرت اثرت اثمرت اشجارا يانعة وثمرات مقطوفة شهية وهكذا نفهم ان من اعظم معالم الجانب الروحي في حياة النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان هو ذلك الانس والمتعة واللذة التي كان يجتنيها صلى الله عليه وسلم من العبادات الرمضانية في رمضان. هذا ما يتعلق بالجانب النفسي والروحي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في فلننتقل ايها الكرام الى الجانب الاخر وهو الجانب الاجتماعي. واقصد بالجانب الاجتماعي علاقته صلى الله عليه وسلم بالناس من حوله بدءا بازواجه واهل بيته ومرورا بالمقربين من اصحابه وانتهاء ما اقول بعامة اصحابه القريب والبعيد بل بالامة كلها. فاننا اي والله على صلة برسول الله صلى الله عليه وسلم بحبنا له وشوقنا الى لقائه في الجنة والظفر بشفاعته وتوثيق ذلك الحب والشوق برصيد عظيم من التمسك بسنته والعض عليها بالنواجذ والفرح بها فكلنا في عداد صلة النبي عليه الصلاة والسلام بامته يمسك بحبل. الجانب الاجتماعي في حياة النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان كانت تمثل هذا البعد الكبير. وهذا الامتداد العجيب. كما قلت لك بدءا من اهل لبيته وازواجه وانتهاء بعموم امته. فهلموا نلقي النظرة على رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من جانبها الاجتماعي. اولا سورة الاولى تعاهد الاهل والحرص عليهم والاهتمام بهم وسوقهم في السباق الكبير نحو الجنة وما فتحت له ابواب الجنان في رمضان ما كان عليه الصلاة والسلام يأخذ بنفسه لنفسه صلى الله عليه وسلم. بل كان يأخذ بيديه اهل لبيته تقول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخلت العشر احيا الليل ايقظ اهله وجد وشد المأزر لفظ مسلم. وعند البخاري شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله. تأملوا ايقاظ الاهل ايقاظ الاهل في رمظان وفي العشر الاواخر تحديدا هو معلم ينبغي الوقوف عنده كثيرا عندما انت عندما يوفقك عبد الله ربك الكريم سبحانه. عندما يوفقك لان تكون في رمظان من السباقين الى الخيرات من المسارعين في تفطير الصائمين وفي الاستباق الى الصفوف الاول وفي قراءة القرآن وتدبره والعيش معه وفي قيام الليل وفي الاعتكاف فلم تذهب وحدك؟ اتريد الجنة لك دون زوجك واولادك؟ اما تريدها لاخوتك اشقائك وشقيقاتك؟ الست محبا لها حقيقة لبنيك وبناتك؟ فلماذا تذهب وحدك؟ خذها، خذها من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ينطلق في رمضان نحو الفوز الكبير والاجر العظيم وحده بل كان يأخذ بيد اهله وايقظ اهله وجده وشد المئزر. ايقظ يعني لا يسمح لهم بالنوم ايام وليال مباركة لا مساحة فيها للنوم ولا مجال فيها لان تضيع لوضع الجنب على الفراش. هي ليال عظيمة وانفاس نفيسة ودقائق شريفة ينبغي ان تستثمر بالطاعة. المعلم هنا يقول علينا بالعناية بالاسر واهل البيت في رمضان هكذا كان رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في جانبها الاجتماعي حافلا بسوق الاهل وحفزهم وحشدهم نحو الانطلاق فرحم الله امرأ تأسى فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم. رحم الله ابا كان في رمظان يتفقد ولادة البنين والبنات ويتفقد زوجته ويرعى اهله رحم الله اما رغم اشتغالها في البيت باعداد ما يعينهم على قيام الافطار وما يهيئ لاهل البيت راحتهم ولباسهم ونظافة منزلهم ولقمة طعامهم لكنها مع ذلك كانت الامة عقيلة الموفقة الحريصة المباركة التي تجعل مع سؤالها وتفقدها عن طعامهم ولباسهم وشرابهم تفقدها لوردهم من القرآن كم قرأوا؟ لصلاتهم بالليل ماذا فعلوا؟ لادراكهم للفريضة والسنن الرواتب ما حظهم منها؟ يا كرام هي امانات نحن مسؤولون عنها ولا شك طيلة العام البيوت والاسر والاهل والاولاد. لكنها في رمظان ترتقي عن مرتبة المسئولية والامانة ومغبة السؤال ومظنة الحساب ترتقي الى معنى اعظم الى صورة اكثر اشراقة وهو ان الجنة مفتوحة. ابوابها مشرعة. فلما لا نأخذ لها اولادنا لما لا نسوق لها اهلينا؟ نحن والله ان كنا حريصين. فلننتقي لهم تهيؤ للعيد اجمل اللباس. ونهيئهم لفرحة العيد بان يكونوا من السعداء. فوالله ان الفرحة الاعظم والسعادة الاتم ان نجعلهم مع فرحة العيد بلباس الجديد واقتناء ما يريدون ان نجعلهم في رمضان من السابقين. هذه والله هي الحصافة هي هي المحبة الحقيقية واولادنا هي قبل ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفى. في جانبها الاجتماعي هذا والله هي اظهر مظاهرها واشرق صورها في رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في الجانب الاجتماعي. لا شك ان ذلك كله كان محفوظ بالرفق والانس والتعاهد الذي يحث فيه اهل البيت والذي يسوقهم فيه بالموعظة وبالاغراء وبكل فعل يحفز النفوس على الاستباق الى الخيرات. فترى اهل البيت كخلية النحل ولهم دوي بالقرآن ولهم اشتغال طاعة من قطعوا تماما عن الحياة واعتكفوا طيلة الشهر من اوله الى اخره ولكن كانوا اكثر يقظة وكانت قلوبهم اكثر ادراكا لما ينبغي ان تعيشه من متعة الشهر في رمضان. الصورة الثانية من الجانب الاجتماعي اعي لرمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم هو حفز الناس الى الخير وسوق الاغراء الشرعي لاغتنام رمضان. هذه دائرة اوسع من التي قبلها. الاولى كانت تعاهد الاهل اهل البيت. الدرجة الثانية في الصورة هي ان نكون في حرصنا على اغتنام شهرنا والفوز بخيراته وبركاته غير مقتصدة على انفسنا واهلينا واولادنا. بل نحب الخير لامتنا كلها. ونحب لاخوتنا المسلمين المؤمنين ما نحبه لانفسنا. وهكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يحفز الناس الى الخير. يغريهم بالفضل والاجر لاغتنام رمضان. وهذا ولا شك من باب ان نحمل النفوس على اغتنام رمضان. وكل كلنا يحفظ تلك الاحاديث التي جاءت بسوق فضائل رمضان. قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين. من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ايضا من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وقوله صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر غفر له ما تقدم من ذنبه يريد ان يقول لك ان ابواب الجنة في رمضان مفتوحة في النهار بالصيام مفتوحة في الليل بالقيام مفتوحة في ليالي العشر الاواخر في ليلة القدر على وجه الخصوص. لما لها من مزية وخير وبركة انا انزلناه او في ليلة مباركة. هذا الاغراء كان جانبا اجتماعيا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوق الناس فيه الى الخير فهلا تأسينا ايها الموفقون المباركون ايها الدعاة وائمة المساجد الخطباء. ايها الصالحون ايها تحبون الخير للأمة حيثما كان موقع احدكم ووظيفته ومنصبه ودوره في الحياة هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يحفز الناس الى الخير. واليوم يا كرام هذه بايدينا وسائل التواصل الاجتماعي. التي لطالما تبادلنا فيها وسائل والمنشورات بشتى منصات وسائل التواصل الاجتماعي. كل هناك يتكلم بلسانه ويعبر عن نفسه اذا اتتني منك رسالة فانها ممهورة بتوقيعك وان لم توقع الست مرسلها؟ دونك اذا ان توظف مثل هذا الذي اعتدناه بل واغرقنا فيه وغرقنا فيه يمكن ان توظفه في ان تتأسى فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم اما المسلم انت والله لاخوتك اذا ما ظللت تذكرهم بسنة وتحفزهم الى خير وتشوق نفوسهم في رمضان وتلفتهم الى المعاني العجيبة والاسرار البديعة في صيامهم في قيامهم في قرآنهم فوالله لربما حركت رسالة نفوسا راكدة وايقظت رسالة قلوبا غافلة وفتحت رسالة اعينا مغمضة وفتحت ايضا اذانا كانت مصمتة فلا تستقل. وكم من مقطع او رسالة او عبارة وربما كانت كلمتين تقع موقعها في قلب من يتلقاها قراءة او سماعا او مشاهدة فتفعل فعلها. يا حبيبي هذه اسوة حبيبنا صلى الله عليه وسلم في رمضان انه كان ينشر الخير وكان يحث عليه وكان يدعو الناس اليه. ونحن كلنا برسول الله صلى الله عليه وسلم متأس وكلنا من هذا الهدي النبوي مقبل عليه مستفيد منه وكلنا من رسول ملتمس غرفا من البحر او رشفا من الديم. اقبلوا هذه سنة عليه الصلاة والسلام. ماذا تفهمون من قوله عليه الصلاة سلامه ايضا يحفز النفوس ويحثها اذا كان اول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها وفتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب. وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير اقبل. ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة. الحديث اخرجه احمد والبهيقي في شعب الايمان وصححه الالباني. يقول في الصحيحين اذا دخل رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب جهنم وسلسلة الشياطين. ماذا عساك فهمت اخي وانت اخية؟ من النصوص الكثيرة المتتابعة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام فيها يقول لنا الباب من هنا والخير من هناك والرحمة من فوق ومن اسفل عن يمين وعن شمال والله كان يحفز النفوس انك ان ثقلت عن الطاعة فهاك الاخرى. وان عجزت عن وحسنة فدونك بابا اخر. هذا التحفيز يجعلني انا وانت من اشد الناس حرصا في رمظان على ان نتقلب في ابواب بالخير ونيل الحسنات. فلما لا نتأسى فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فنقول لاخوتنا المسلمين كذلك مثلها ايضا عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن اذا اجتنبت الكبائر. قوله صلى الله عليه عليه وسلم عمرة في رمضان تعدل حجة. يا كرام يا كرام. الناس بحاجة. ورمضان فرصة. وهدي النبي صلى الله الله عليه وسلم قائم على توظيف هذه الخيرات في رمضان لاغراء العباد وحثهم على الاقبال والاستباق اليها والقرب من الله عز وجل فيها. هذا معلم كريم والله من معالم الجانب الاجتماعي في حياة النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان فهكذا كما اسلفتم كلنا قادر على ان يصيب من هذا الهدي النبوي بابا وان ان ينال منه خيرا وان يصيد منه لميزان حسناته ما يرجو ان تثقل به كفته يوم يلقى الله. الصورة الثالثة ونختم بها مجلس الليلة من الجانب الاجتماعي لحياة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان دعوة الناس وتوجيههم الى الصلاح والخلق الفاضل. القيم والمبادئ الكريمة. والاخلاق الفاضلة والصفات الشريفة مطلب حثت عليه الشريعة وهو الشريعة الاسلام هي دين الاخلاق. يقول عليه الصلاة والسلام ان لكل دين خلقا وان خلق الاسلام الحياء. يقول ربنا عز وجل عن النبي عليه الصلاة والسلام وانك لعلى خلق عظيم. يقول المصطفى ذو الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق. اذا فصالح الاخلاق ومكارمها والقيم الفاضلة والصفات الحسنة والخصال الحميدة مطلب. هي من صلب الشريعة ومن قوام دعوة الانبياء والرسل الكرام عليهم السلام ما علاقة هذا برمضان؟ هذا ولا شك ممتد طيلة العام. لكنه في رمظان يبدو في الجانب الاجتماعي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم اوضح واكد واظهر واجلى. اجل كان يتعاهد الناس في رمضان لتوظيف فرصة الخير واقبال النفوس وانفتاح القلوب على ان تغترف من بحر الاخلاق ومن معينها المتدفق رصيدا اكبر. لتخرج النفوس المسلمة توب الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله يحفظك لا حول ولا قوة الا بالله. حي الحمد لله لا صليت على ابراهيم انك حميد مجيد فرمضان اذا فرصة اكد لان يكون موسما عظيما تحمل فيه النفوس المسلمة من معين الاخلاق ومنبعها قدرا اكمل لتخرج النفوس المسلمة من رمضان وقد سمت اخلاقها. وتزينت طباعها وتجملت بما حملته من رمضان انظروا الى هذه الصورة المشرقة من الجانب الاجتماعي في دعوة الناس الى الخلق الكريم في رمضان وتهذيب طباعهم واخلاقهم وسجاياهم في رمضان في مثل قوله صلى الله عليه وسلم اذا اصبح احدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل فان امرؤ شاتمه او قاتله فليقل اني صائم اني صائم. هي دعوة بان نجعل من رمظان جنة. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم الصيام جنة. فاذا كان صوم يوم احدكم فلا يرفث ولا يجهل. فان شاتمه احد فليقل اني صائم. اوما رأيتم هي دعوة لان نجعل من صيام فرصة للارتقاء بالاخلاق وان نوظف رمظان لهذا المعنى الكريم الجليل فتسمو الاخلاق. هذا تمول خاد الخلقي الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام يوجه الناس اليه كان هو اسبق الناس اليه صلى الله عليه وسلم وكلكم يعرف حديث انس رضي الله عنه الذي يقول فيه كان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في في رمضان وقفوا هنا. يقول كان اجود الناس. واكب مع ذلك يقول كان اجود ما يكون في رمضان وذلك حين يلقاه وجبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة. اذا ان كان رمضان للسمو بالاخلاق والارتقاء بها. فان النبي عليه الصلاة والسلام كان يوظف ذلك المعلم للارتقاء باخلاق يا كرام رمضان فرصة والنفوس متهيئة وتوظيف هذه الفرصة لاصلاح الناس وتقويم اخلاقهم ودعوتهم ومعالجة سلوكياتهم والارتقاء بالمجتمع كله نحو الاصلح والاكمل منهج نبوي للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم تأكيدا على اثر رمظان في سمو الخلق ورفعته. وهكذا نحن مخاطبون لذواتنا اولا ان نجعل من رمظان فرصة لتهذيب اخلاقنا والسمو بها وان نجعل منه ثانيا تأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام في هذا المعلم لان نقود الناس نحو الاخلاق والارتقاء بها. لا يزال لحديثنا بقية عن رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في الجوانب الاخرى وقد مضى في ليلتنا هذه في المجلس الاول الجانب الروحي والنفسي ثم الجانب الاجتماعي. طوبى لمن جعل النبي امامه فغدى الصراط المستقيم امامه. يمسي ويصبح للنبي ملازما والحب يوقظ في وادي مرامه مستلهما في كل امر هديه حتى يقيم حلاله وحرامه ويقوم والاشواق عطرها يزجي اليه صلاته وسلامه. صلوا على حبيبكم صلى الله عليه وسلم ترزقون من ربكم عشر صلوات فيا رب صل وسلم وبارك عليه. عدد ما صلى عليه المصلون وصل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عنه الغافلون اللهم بارك لنا فيما بقي من شعبان وبلغنا رمضان في عفو وعافية وحسن ايمان واعنا فيه يا رب على الصيام والقيام وكل عمل يرضيك عنا يا ذا الجلال والاكرام واكتبنا الهي فيه من السابقين الفائزين المقبولين السعداء المرحومين نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا يا رب العالمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار صل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا واسوتنا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين