بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العلي الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى احمد ربي تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته الطيبين واصحابه الغر الميامين والتابعين لهم ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد معشر الصائمين هذا شهرنا شهر رمضان ونحن في هذه المجالس التي نتناول فيها معاني الصيام شهرنا هذا قد انقضى نصفه ومع غروب شمس اليوم يتم الصائمون بحمد الله تعالى خمسة عشر يوما في صيام ايام هذا الشهر الفضيل معشر الصائمين من معاني الصيام التي نتبع فيها مجلسنا هذا بما سبق وقد تقدم في المجلس المنصرم معنى ايمانا واحتسابا وكيف يحققه الصائم في صيامه وقيامه على حد الاجر الموعود في قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وهو القائل ايضا من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر غفر له ما تقدم من ذنبه حيث تقدم معنى الايمان والاحتساب ودلالة هذا باعتباره قيدا مهما يترتب عليه تحقيق الثواب الموعود فما كل من صام رمضان نال هذا الاجر حتى يحقق قوله عليه الصلاة والسلام ايمانا واحتسابا وهذا مجلس اخر في معاني الصيام نتناول فيه معنيين اثنين هما مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا الحديث عن معاني الصيام معشر الصائمين هو حديث عما يجب ان يلتفت اليه الصائم بصيامه. وما يحققه في عبادته لله جل جلاله بهذا الصيام. الصيام ركن فريضة عظيمة من فرائض الاسلام وينبغي ان تقع من المسلم كما اراد الله وان يقوم لها في قلب المؤمن عند الصيام ما يريد الله جل جلاله من تعظيم العبودية له سبحانه وايقاع العبادة وفق مراده جل جلاله. من معاني الصيام التي نتناولها في مجلس اليوم الكرام معنيان اثنان احدهما ما يحققه الصيام في نفوس الصائمين. لحكمة ارادها الله بتشريع الصيام. الا وهو تزكية النفوس وتهذيبها. نعم فتزكية النفوس وتحقيق تقواها احد مقاصد الصيام العظيمة التي دلت عليها النصوص الشرعية وقبل ان ندخل فيما يتعلق بالارتباط بين الصيام المسلم وتزكية نفسه هذه وقفة سريعة لمكانة تزكية النفوس في شريعة الاسلام معشر المسلمين. فان الله سبحانه وتعالى لما اصطفى من البشر انبياء ورسلا عليهم السلام واوحى اليهم بالوحي الذي كلفهم بتبليغه لاقوامهم من البشر فان الله عز وجل جعل في مات الانبياء ووظائف الرسل تزكية النفوس وابراهيم الخليل عليه السلام لما بنى هذه الكعبة المعظمة ودعا الله جل جلاله وابتهل اليه ان يجعل في هذه الامة رسولا يبلغه دين الله كانت دعواته عليه السلام كما قال الله ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك الكتاب والحكمة ويزكيهم. انك انت العزيز الحكيم. فدعا عليه السلام بامرين يقوم بهما النبي الذي دعا به عليه السلام. قال يتلو عليهم اياته ويعلمهم الكتاب والحكمة. فالتعليم وتبليغ الوحي هذا امر قال والاخر ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم اجاب الله عز وجل دعوة الخليل ابراهيم عليه السلام واصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا الدين. وبلغه لهذه الامة فكانت امة حظية. وهي تحتفي بهذا العظيم والكتاب الكريم والدين القويم. بعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم. واجاب دعوة الخليل ابراهيم عليه السلام فقال الله سبحانه ممتنا علينا امة الاسلام. لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين فقدم الله عز وجل في فساق الامتنان تزكية النفوس على التعليم. وان كانت دعوة الانبياء والرسل عليهم السلام. وان كانت دعوة الانبياء والرسل عليهم السلام تقوم على هذين الامرين تعليم البشرية وتزكية نفوسهم. فقد علموا اقوامهم وبلغوهم دين الله وعلموهم والحرام وهكذا فعل نبينا عليه الصلاة والسلام. والشطر الاخر الذي قامت عليه دعوة الرسل هي تزكية النفوس. ومعنى تزكية النفوس تهيئتها لان تكون قابلة لهذا العلم الشرعي. ليحيي الله الذي نزل من السماء. نحن بشر وابداننا المخلوقة من طين تلتصق بالارض كلما نزعت الى شهواتها لكن النفخة الالهية في الروح التي تسري في بني ادم نفخة علوية لا تكون حياتها الا بالوحي فتسمو نفوس البشر وترتقي في عليائها اذا اتصلت بوحي الاديان وبكلام الملك العلام سبحانه وتعالى. فترتقي النفوس وتزكو وتسمو وتحلق في سماء التقوى والصلاح والطهر والعفاف اذا ما ارتبطت بهذا الوحي بالتزكية التي اراد الله عز وجل ان تكون وظيفة الانبياء والرسل. على كل يا تعليم الوحي الحلال والحرام وتبليغ القرآن ودين الله جل جلاله قام به النبي صلى الله عليه وسلم. لكنه ايضا وان قام بما بعثه الله به من تزكية النفوس. فكان يزكي قلوب اصحابه والامة من بعدهم رضي الله عنهم. تزكية النفوس وها تخليصها من شوائبها جعلها مهيئة لان تكون صالحة لقبول الوحي. هذا علم الشريعة هذا كلام الله هذا طريق الجنة والنار فتستجيب بعض النفوس وتأبى بعضها وتقبل بعضها طواعية وتسر بعضها عنادا والفرق بينها ما يكتب الله لكل منها حظها من التزكية وقبول الوحي. هذا التزكية التي جاءت بها الانبياء والرسل عليهم السلام نحن نجدها محققة في الصيام في رمضان معشر الصائمين. فاذ يصوم المسلم يصيب فيما يصيب من اثار صيامه في رمضان ويحقق فيما يحقق من معاني الصيام تزكية النفس تزكية النفس ترقيقها تهذيبها تخليصها كما اسلفت من شوائبها. جعلوها اكثر رقة ولينا وطواعية لله سبحانه اقبالا وتأثرا بمواعظ الذكر وازدياد الايمان وقبول هدى القرآن هذه النفوس اذا زكت اصبحت لينة هينة اصبحت شفافة رقيقة تتأثر بالمواعظ وتقبل على القرآن وتستلذ بالطاعة وتشعر معنى العبودية في حب لله وتعظيم لمقامه جل جلاله وخوفي من عقابه ورجاء حسن فيما عنده سبحانه من عظيم الاجر والثواب لعباده المؤمنين. كيف يفعل الصيام ذلك؟ وكيف تسمو نفوس المؤمنين بالصيام؟ كيف تسكن نفوسنا معشر الصائمين ونحن نصوم رمضان. الصيام يحقق هذه المعاني العظام لما له من اثر في تخلية الجوف وخلاء البطن والتقلل من الشهوات والاستكثار من الطاعات. هذا هو الصوم يقول ربنا جل جلاله في الحديث القدسي كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الا الصوم فانه لي انا اجزي به ترك شهوته وطعامه من اجلي. عندما يترك احدنا معشر الصائمين شهوة بطنه وفرجه. فتضعف وعنده نوازع الشهوة. واذا اغلقت ابواب الشهوات تحررت النفوس. واذا تحررت النفوس انطلقت جيبة لداعي الهدى والايمان. انطلقت تستجيب لواعظ الخير والصلاح في قلب العبد هكذا هي النفوس يتنازعها نازع الخير ونازع الشر. يتجاذبها دوافع الهوى والغفلة. ودوافع الايمان صلاحي والتقوى ونفوسنا تستجيب للاقوى منهما تأثيرا. فمن غلب تأثير هذا احد هذين عليه كان اثره باديا عليه بمعنى ان من كان مستجيبا لداعي الهدى في قلبه. ولواعظ الايمان في قلبه رأيت اثر الصلاح في حياته ورعيت الزلل والخطأ والعصيان والفجور في حياته اقل. وبالعكس تماما. فمن غلبت عليه نوازع الهوى والغفلة والمعصية. رأيته اضعف في العبودية. اكثر تكاسلا في الطاعة. رأيته اكثر انجذابا للمعاصي اكثر اغراقا في الشهوات اكثر استمتاعا بالحرام. نحن كلنا بشر واحدنا عرظة لذلك معشر الصائمين. ونحن نفوسنا لما يغلب عليها من نوازع الخير او الشر. من دوافع الحق او الباطل. هكذا هي نفوسنا. يأتي الصيام وفي رمظان معشر الصائمين فيكسبنا بالصيام اثرا عظيما وتزكو نفوسنا فيغلب عليها داعي الهدى والخير والفضيلة والحق والطاعة. هكذا نفوسنا اذا استجابت في لاحظ معي كيف تكون نفوسنا في رمضان؟ هي صائمة بالنهار قائمة بالليل تالية للقرآن او مستمعة له وهي بين ذلك في ذكر ودعاء وربما في بر وصلة واحسان وصدقات. هذه عبادات تفعل فعلها في القلوب. ثم ان الصيام يحجز احدنا عن الشهوات فهو لا يلقي ببصره الى حرام. وقد صان لسانه عن الحرام وجاهد نفسه في الامساك عن المعاصي. فقضى شطرا من يومه قل ذنوبا مما كان قبل الصيام ثم هو مع ذلك يغذي قلبه ويسقيه بماء القرآن. فكم سيكون لذلك من الاثر؟ مع ما في الصيام من تضييق مجاري الشيطان. ان الشيطان يجري لابن ادم مجرى الدم كما قال عليه الصلاة والسلام. بالصيام تضعف النفس. وتقل فيها دواعي الشهوة. وكل ذلك له اثر في سمو النفوس وتزكيتها ايها الكرام. عندما تزكوا النفوس ماذا يجد احدنا ايها الصائمون؟ يجد رغبة في طاعتي اكثر من ذي قبل. يجد نشاطا في العبادة اكثر من ذي قبل. يجد حلاوة ولذة للطاعة لم يكن يجدها من قبل هذا هو ما يحصل اذا زكت النفوس وسمت في سماء الطاعة والصلاح. عندما نحقق هذا المعنى نجد اننا في رمضان بين صيام النهار وقيام الليل والقرآن وسائر وجوه البرد والاحسان نجد اننا اكثر صلاحا اقرب طاعة ولذلك تجد جموع المسلمين تتسابق الى الصفوف بصلاة التراويح. وهي تؤم المساجد وتقصدها. تتسابق فعل الخيرات وتنفق في صدقات وتسابق في تفطير الصائمين. وتعمل كثيرا من وجوه الخير والبر والاحسان. لا تجد نفسها منقادة اليه في غير بالصيام برمضان. وهذا اثر ولا شك مما يصيب النفوس من حصول تزكيتها. هذا اذا احد معاني الصيام الكبار معشر الصائمين تحقيق تزكية النفوس. فاذا زكت النفوس انطلقت فيها معاني الخير والفضيلة. قلت لك ستجد النفس اكثر رقة وتجد القلب اكثر خشوعا وخضوعا. وهذا سر دموع الخاشعين في الصلوات. وبكاء ودموع المتهجدين بالاسحار. وكثرة الابتهال الى الله. هذا سر جود النفوس. ونفقتها بسخاء في رمضان لما تجده من اثر الصيام وقد زكت نفوسها. كان نبينا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه. اجود الناس كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما وكان اجود ما يكون في رمضان جوده عليه الصلاة والسلام المتضاعف في رمضان كان اثرا من اثار الصيام ومعنى من معانيه العظام انما نحاول ان نتلمس الخطى معشر الصائمين. وان نقفو اثر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. فتكون نفوسنا اكثر اقبالا على الخير والطاعة اكثر تلذذا بالعبادة اكثر استمتاعا بما تجده النفوس المؤمنة في رمضان من خشوع وخضوع من بكاء ودموع من صلاح من سباق الى الخير من مسارعة في الطاعات. هذا اثر لابد ان نتلمسه في صيامنا ايها الصائمون هذا معنى يجب ان نعيشه في صيامنا معشر الصائمين. كيف تزكو نفوسنا في رمضان؟ كيف تسمو؟ كيف تزداد صلاحا ايمانا وتقوا وهدى وخيرا. هذا يحصل بالصيام ونحاول ان نتفقد اثره في صيامنا. معشر الصائمين. احبتي كرام ويتصل بهذا المعنى معنى اخر. عندما تسمو نفوسنا وتحلق في سماء الايمان وتقترب من ربها وتكون اكثر اشراقا ورقة ولينا وخضوعا وتأثرا بمواعظ بالقرآن وقبول دلائل الايمان فانه يلوح لنا معنى اخر. هو من معاني الصيام في رمضان. وحري بنا ايضا ان نتأمله وان نتفقده وان نتلمسه ونبحث عنه في صيامنا برمضان. انه معنى التوبة والاوبة الى الله والرجوع اليه المرتبط بعبادات رمضان معشر الصائمين. تأملوا معي. لما يقول عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فانظر كيف وعد بالمغفرة بل والمغفرة الواسعة العظيمة لكل ما سبق من الذنوب غفر له ما تقدم من ذنبه كيف يغري عليه الصلاة والسلام اهل الايمان في رمضان بالصيام بنيل هذا الثواب العظيم. هذه واحدة ويقول وايضا عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين. من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فيعلق المغفرة عليه الصلاة والسلام على الصيام في رمضان. ويعلقها على القيام في رمضان. يعني لان كان الصيام سبيلا من سبل غفران في رمضان بالنهار فان القيام سبيل اخر من سبل الغفران بالليل في رمضان كانك ترى انه للصائم ان يصيب المغفرة في الليل او في النهار في رمضان. في النهار بصيامه وفي الليل بقيامه. حقا يراد الصائمين ان يطرقوا ابواب المغفرة في رمضان. والله يا احبة ان رمضان احد بوابات الغفران العظمى في الاسلام التي يراد منها للعباد ان يصيبوا مغفرة الله ورحمة الله. ليس الصيام والقيام فحسب لا بل رمضان لما فيه من طاعات وعمل صالح ووجوه بر واحسان عمرتك صدقتك طوافك قرآنك ذكرك تفطيرك للصائمين احسانك للمساكين تفقدك للارامل والمحاويج كل وجوه الخير والبر والاحسان في رمضان هي كفيلة بان تقود الاهل الايمان والاسلام في رمضان الى مغفرة الله ورحمة الله. هنا فقط نفهم قول المصطفى عليه الصلاة والسلام ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن اذا اجتنبت الكبائر جعل عليه الصلاة والسلام رمضان باعتباره ظرفا من الزمان جعله عليه الصلاة والسلام موضعا للغفران وما بين الشهر الى الشهر في العام كل ذلك يصيب فيه العبد مغفرة الله لانه ادرك رمضان نعم هكذا تفهم انه يجب على العبد ان يستشعر طلب عفو الله ومغفرة الله في كل ساعات رمضان ليلا صياما وقياما بكل وجوه البر والخير والاحسان. استشعروا رعاكم الله في صيامكم انكم تطرقون ابواب المغفرة استشعروا بقيامكم في رمضان انكم واقفون على ابواب عفو الله تنتظرون ان يؤذن لكم. استشعروا بكل عمل صالح يسخر له احدكم في رمضان من وجوه الخير والبر والاحسان انه يطلب به عفو الله ومغفرة الله وان يخرج من قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه. هذه ابواب تفتح في رمضان. احبتي الكرام ان من العبادات الجليلة التي يجب ان يقوم عليها العبد في رمضان بجانب الصيام والقيام والقرآن وسائر العبادات عبادة التوبة الى الله. وصدق الرجوع اليه والاستغفار. هذه وحدها عبادة والله عز وجل قد نادانا جميعا اهل الايمان فقال وتوبوا الى الله جميعا. ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. وجعل بثوا العباد ويدعوهم الى رحمته. نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم. وينادي جل جلاله يسمعني ويسمعك. ويسمع بني ادم الى قيام الساعة يا ابن ادم يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. والله يريد ربك ان اقبل اليه فاذا اقبلت لم تكن فرحتك باقبالك على ربك سبحانه باشد ولا اعظم من فرحته سبحانه بك عندما تعود اليه لتعلن توبتك وندمك واستغفارك. هذه عبادة يا احبة. ونبينا عليه الصلاة والسلام كان يتعبد لله بها. وهو سيد العابدين صلوات ربي وسلامه عليه ويحثنا فيقول توبوا الى الله واستغفروه فاني اتوب الى الله واستغفره في اليوم اكثر من مئة هي عبادة يعني كما تفتح المصحف عبد الله وتقرأ القرآن. وكما تتسحر لتنوي الصيام وكما تقصد المسجد لتصلي القيام كل تلك عبادات كما تقصد تلك العبادات اقصد في رمضان ان تتوب الى الله وان تستغفره. يا احبة ان رمضان كما اسلفت احد شهور المغفرة والعفو والكرم الالهي الذي تفتح ابوابه ليلا ونهارا في رمضان. والله عز وجل ما اغلق باب التوبة على احد من عباده قط. لكنه في رمضان والله اوسع بابا من غيره. وربنا غفور رحيم. ان رمضان في تسميته برمضان انه شهر ترتمض فيه الذنوب اي تحترق بالاعمال الصالحة. كما يقول الامام القرطبي رحمه الله. رمضان موسم من مواسم الغفران. محطة يقف فيها المسلمون كل سنة مرة في العام. فينزلون من على ذنوب عام واوزار الامس وخطايا البارحة وكل ما وقع فيه العبد اي ذنب انت صاحبه اخي اي جريمة فعلتها؟ اي كبيرة اجارك الله وقعتها؟ والله مهما بلغت ذنوب احدنا وتعاظمت فلن تعلو فوق عفو الله ومغفرة الله. يا احبة هذا شهر عظيم وهذا رب كريم وهذا بلد حرام. وقد اكرمنا الله بامور تتابعت علينا في المنن والاكرام والاحسان. حقنا والله اذا استعظمنا فضل الله علينا ان نكون اكثر اقبالا عليه واخباتا بين يديه وتذللا وانطراحا بين يديه سبحانه اظهارا قارنة ونحن فقراء واظهارا لذلنا ونحن عبيد وطلبا لمرضاته وهو عفو كريم. هذا ينبغي ان ان تعيشه القلوب الصائمة في رمضان وان تعيشه لحظة بلحظة وانها في رمظان فعلا هي واقفة على بحر من عفو الله وكرمه الذي لا ساحل له. واذا ابحر فيه احدنا فلا يدري لا يدرك طرفه. بلى والله رحمة الله واسعة. سبحان الذي يعفو ويغفر ويتجاوز عن العباد. اليس ربا كبيرا هذا بالله عليكم؟ الذي يغفر لعباده ولا يبالي. بلى والله. واسمع اما معنى قوله سبحانه وهو يشرع لنا عبادة الصيام ويأمرنا باكمال العدة في رمضان يقول ولتكملوا العدة لتكبروا الله على ما هداكم. ولعلكم تشكرون. اليس ربا كبيرا الذي يغفر لعباده ولا يبالي؟ اليس ربا كبيرا الذي مهما اذنب العبد واساء وهفى فانه سبحانه يكرمه بالعفو والغفران ويدعوه ويستحثه للتوبة والرجوع بلى والله رب كبير وحق الكبير سبحانه ان نعظمه حق التعظيم. ومن تمام تعظيمه ان نعود اليه تائبيننا مستغفرين. هذا جزء مكمل لما اسلفت فيه الحديث في صدر المجلس من تزكية النفوس في رمضان. هذا معنى من معاني الصيام اريد لي ولك عبد الله صدقا والله الا يقتصر صومنا على امساك مجرد اجوف عن طعام وشراب يشعر فيه احدنا بتعب الجوع ويكابد العطش مستثقلا صيامه. ثم اذا اقبل الليل انهمك في طعام وشراب كأنما فتح له باب كان مغلقا قد كره اقفاله وطال عليهم وقاموا. فاذا اقبل الليل ليس له شأن يختلف ليس كأنه في رمضان لا يدرك عظيم هذه المعاني اجير نفسي واياكم بالله. ان نكون ممن اصابته دعوة المصطفى عليه الصلاة والسلام. حينما دعا جبريل عليه السلام فامن نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله امين. ثم لما سئل عليه الصلاة والسلام ذكر تلك الدعوة التي لتقشعر منها الابدان والله. قال رغم انفه من ادرك رمظان ولم يغفر له. اي والله لانه لا تدري كيف اخطأ دربا المغفرة وهي مفتوحة بكل اتجاه في رمضان. هي مبذولة اناء الليل اطراف النهار ثم يدرك رمضان ولا يدري كيف يصيب مغفرة الله وهو كما اسلفت لكم في مجلس الاسبوع المنصرم. مثل رمضان كغيمة ماطرة. اصابت وامطرت مطرا شديدا غزيرا ما ترك ولا شبرا ولا موضع ابهام الا بلله ورواه وسقاه. ثم تجد احدهم واقفا تحت الشمس تحت السماء فلا يجد لاثر تلك كل المياه التي امطرت بها السماء لا يجد لها بللا في ثيابه ولا بدنه. ما هذا الانسان؟ هذا رمضان ورحمات الله فيه هي والله اشد غزارة من مطر السماء. رحمة الله التي تصيب العباد. هذه دعوة تصيب المغبونين في الامة اجاركم الله. من ادرك رمضان ولم يغفر له. ما استطاع ان يصيب مغفرة الله بالصيام بالنهار ولا بالقيام في الليل ولا البرد والاحسان ولا التوبة والمغفرة من الله هذا باب كبير. واحد المعاني التي نريد ان نحمل انفسنا عليها يا كرام. علنا ان مصيبة تلك الغاية السامية من مشروعية الصيام في الاسلام لعلكم تتقون. التقوى تلك المرتبة الشريفة التي اختص الله بها الاولياء من الامة. الا ان اولياء الله لا خوف عليهم. ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. من قال لك ان اولياءه الله في الامة نفر معدودون. قد ولى زمانهم وانقرضت ايامهم. وانما نقلوا عن اخبارهم. ونتلذذ بسيرهم فيما نسمع ونقرأ كلا والله يريد الله مني ومنك ان نسلك سبيل الاتقياء. وان نكون في عدادهم وان ننخرط في سلكهم وان نكون من فنتنعم بنعيم التقوى في الدنيا والاخرة. ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتق الله يجعل لعله من امره يسرا. ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته. ويعظم له اجرا. انما يتقبل الله من المتقين. الى اخر ما هنالك بثمرات التقوى واثارها وبركاته وحسناتها. نحن بالصيام اذا اعتنينا بهذه المعاني العظام يا كرام والله هي بفظل الله وكرمه ومنته ان تسلك بنا تلك المسالك. وان تبلغ بنا تلك المقامات. وان نخرج من رمظان عبادا والله ما الذها من غاية وما اشرفها من مكانة ان يرزق احدنا بلوغها في رمضان وقد ادرك رمضان. هذا رمضان ايها الصائمون قد انقضى نصفه ونصفه الباقي في الاثر. فرحم الله عبدا صالحا اخلص نيته لله وصدق في عزمه على ان يكون فيما بقي من رمظان اشد عزما واكد قصدا مما سبق منه في اول رمضان. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام نسألك يا رب باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا جميعا من اهل الصيام والقيام الذين صاموا وقاموا ايمانا واحتسابا فغفرت لهم يا كريم ما تقدم من ذنوبهم. ونسألك يا رب بفضلك وكرمك ومنتك ان تجعلنا من خيرة عبادك الصالحين واوليائك المتقين وحزبك المفلحين يا رب العالمين. اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فاصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا ارحم الراحمين. اللهم عز جارك وجل ثناؤك وتقدست اسماؤك اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء ان عافية اله الحق يا سميع الدعاء. رحماك ربنا بعبادك المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. اللهم ارحم ضعفهم في العراق والشام وفلسطين ومصر واليمن. واراكان في كل مكان يا ذا الجلال والاكرام. اللهم مكن لهم دينك الذي ارتضيت لهم. اللهم تولى بعنايتك امرهم احفظنا يا ربي واياهم من شر الاشرار ومن كيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار انت خير حافظا وانت ارحم راحمين. اللهم انت مولانا ومولاهم فنعم المولى ونعم النصير. اللهم نسألك ان تحفظنا بحفظك وان انا برعايتك وان تسلك بنا سبيل الصالحين يا رب العالمين. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا. وسلامتنا واسلامنا اللهم امنا في الاوطان والدور واصلح وارشد وسدد الائمة وولاة الامور يا عزيز يا غفور. اللهم وفق عبدك كخادم الحرمين لكل خير وسداد وهدى ورشاد. اصلح يا رب له النية والبطانة والقول والعمل واجعله موفقا مباركا مسددا مهديا يا حي يا قيوم. اللهم احفظ اخواننا وابناءنا المرابطين على الحدود وفي اللهم ثبت اقدامهم وقوي عزائمهم وافرغ عليهم صبرا وانصرهم على عدوك وعدوهم واخلفهم في اهليهم ومن ورائهم بخير انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك وانت الكريم المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام ان تتقبل صيامنا وقيامنا. وقرآننا وسائر عملنا الصالح. اللهم ما عملنا من عمل ولا بررنا منبر ولا صمنا من صيام ولا قمنا من قيام ولا قرأنا من قرآن الا بفضلك ومنتك. فالفضل اربي لك والمنة لك والخير لك سبحانك العبد عبدك والخير خيرك والامر امرك. اللهم فاجعل ذلك كله لوجهك الكريم وتقبله بقبول حسن يا منان. انت مولانا فنعم المولى ونعم النصير. اللهم اغفر لوالدينا كما ربونا صغارا. اللهم ارفع درجاتهم في عليين. واخلفهم في عقبهم في الغابرين. واكرمنا يا رب بصحبتهم ازواجنا وذرياتنا في جناتك جنات النعيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصل يا ربي وسلم وبارك على النبي المصطفى والرسول المجتبى محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه