بسم الله الرحمن الرحيم احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله صفوة انبيائه وخاتم رسله صلوات الله وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد معشر الصائمين ونحن نعيش ثلث شهرنا هذا الاخير والعشر الاواخر منه فانا نعيش اياما فاضلة نودع بها مواسم الرحمات والنفحات والبركات العشر الاخيرة من رمضان هي عصارة الشهر هي اريجه الفواح هي قلبه النابض ونبعه المتدفق جعل الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان من الخيرات والبركات ما يغري عباده المؤمنين الصائمين للتعرظ لمقامات الرحمة والفظل والاحسان وجعل سبحانه وتعالى في العشر الاواخر من رمضان خصوصا مزيدا من ذلك الفضل الالهي والكرم الرباني والعطاء الذي يعم العباد وهم يتعرضون لهذه النفحات في هذه الايام الفاضلة ايها الصائمون العشر الاخيرة من رمضان على قدرها وشرفت مكانتها وسمت لما فيها من خير عظيم. جعل الله تعالى فيها ليلة القدر وحسبكم من شرفها ومكانتها وعظيم قدرها. تلك الاية التي يقول الله فيها وما ادراك ما ليلة القدر انه احالة الى بعد عظيم من التعجب الذي لا يدركه مفاهيم البشر. ما ادراك ما ليلة القدر وفعلا ما عساه ان يدرينا شرف هذه الليلة وفضلها وخيرها فيها يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم فيها ليلة هي خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله. ولا يحرم خيرها الا محروم. كما اخرجه ابن ماجة بسند صحيح اجارنا الله واياكم هذه الليلة العظيمة ليلة مباركة كما وصفها الله. لما قال سبحانه والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة اي عظيمة البركة كثيرة الخيرات. وانما كانت ليلة القدر عظيمة البركة لما جعل الله تعالى فيها من الخصائص والفضائل ما ليس في غيرها فمن بركات هذه الليلة العظيمة ان الله سبحانه وتعالى اختارها واصطفاها كما اختار سبحانه وتعالى ما شاء من الامكنة والازمنة وبعض خلقه. اختار الله ليلة القدر لتكون انا فاضلا لانزال كتابه الكريم. انا انزلناه في ليلة القدر والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة فمن بركة هذه الليلة نزول القرآن فيها وهو النزول الجملي دفعة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة من السماء الدنيا. كما قال ابن عباس رضي الله عنه وغيره هذا النزول الكلي الجملي الذي نزل بعده القرآن منجما على على الاحداث على الحوادث الوقائع على مدى ثلاث وعشرين سنة مدة بعثة المصطفى عليه الصلاة والسلام. فهذا من بركات الليلة ان جعلها الله تعالى زمانا وظرفا لانزال كتابه العظيم سبحانه سبحانه وتعالى ومن بركات هذه الليلة العظيمة الشريفة نزول الملائكة الكرام فيها عليهم السلام. والملائكة لا تتنزل الا بخير رحمة وبركة قال الله سبحانه وتعالى تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر هذا النزول للملائكة الكرام عليهم السلام يغشى دنيانا هذه معشر العباد. فيكون عدد الملائكة في كثرة وغشيانها مجالس العباد تشهد مجالس الذكر والعبادة. تسلم عليهم تؤمن على دعائهم تدعو لهم هي خيرات اذا متتابعة تصيب العباد بغشيان الملائكة الكرام عليهم السلام. ومن بركات هذه الليلة ان الله عز جل جعلها موعدا حوليا يقدر فيها مقادير الخلائق. وهو التقدير السنوي الذي يفصل من اللوح المحفوظ الى الملائكة الكتبة الكرام عليهم السلام. قال الله سبحانه وتعالى فيها يفرق كل امر حكيم. امرا من قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره فيها اي في ليلة القدر تقدر مقادير الخلائق وما يكون فيها خلال السنة في كتب فيها السعداء والاشقياء والاحياء والاموات والناجون والهالكون والحاج والداج والعزيز والذليل والقحط والجدب والمطر والخصب وكل ما يكون من السنة الى السنة يقدر في ليلة القدر. هي بركات اجتمعت في هذه الليلة العظيمة ايها الصائمون فصارت ليلة مباركة كما وصفها الله سبحانه وتعالى. فان كانت مباركة فان العاقل الحصيف يأخذ حظه من بركات عام في تلك الليلة ويكون فيها بين يدي الله سائلا فيعطى. داعيا فيجاب خاشعا فيرحم. طارقا باب فيفتح له فتكتب له السعادة ما عاش في حياته. بل وفي اخراه من اجل ذلكم يا كرام من اجل وجود ليلة القدر في هذه الليالي. عظم قدرها وشرفت مكانتها. ومن اجل ذلك اجتهد نبينا عليه الصلاة في العشر الاواخر من رمضان. فكان يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيره. كما تقول عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم كان يجتهد في العشر الاواخر ما لا يجتهد في غيره اما انه ليس اجتهادا بعد تقصير وحاشاه عليه الصلاة والسلام لقد كان مجتهدا في عبادة ربه ممتثلا قول مولاه فاذا فرغت فانصب. والى ربك فارغب. عاش حياته كلها عليه الصلاة والسلام مجتهدا في طاعة الله مسارعا في مرضاته. لم يكن منه تقصير ولا ابتعاد ولا فتور في طاعة ربه والتوجه الى خالقه. فماذا تقصد عائشة رضي الله عنها بقولها يجتهد ما لا يجتهد في غيره. انها تريد الطاعة والانقطاع الى الله والتوجه اليه والتفرغ لعبادته. نعم لقد كان اجتهادا لا يطاق منه عليه الصلاة سلام. وتقول ايضا كما في الصحيحين كان عليه الصلاة والسلام اذا دخلت العشر احيا ليله وايقظ اهله وجد اشد المئزر. هذا الاستنفار العظيم لامر عظيم ما هو هي جنة عرظها السماوات والارض. استحقوا الاستنفار. الاستنفار في نفسه وفي اهل بيته عليه الصلاة والسلام. ياخذهم معه هم جميعا الى هذه الرحمات في تلك الليالي الفاضلات هذه الجنة التي لا يزاحم عليها احد في تركها من ذا الذي يسعه ان يزاحم الخلائق فيتركها لغيره؟ هذه الليالي التي نعيشها ايها المباركون تمر فيها ليلة عظيمة جعل الله عز وجل فيها الخير والبركة والسعادة والفلاح وعظيم العتق من النار والعفو والكرم الالهي هذا الذي يرجوه كل المؤمنين ويتمناه كل الصالحين وتشتاق اليه افئدة المسلمين. لاجل ذلك كان اجتهاد نبينا عليه الصلاة والسلام فوق الوصف شيئا عظيما وهمة عظيمة بالغة في التماس هذا الفضل والكرم الالهي الا ان السؤال العجيب يا احبة اجتهاد المصطفى عليه الصلاة والسلام الاجتهاد الشديد ليالي العشر الاخيرة من رمضان ماذا كان دافعه عليه الصلاة والسلام وماذا كان منطلقه في الاجتهاد العظيم طاعة وعبادة هل هو تخفف من الاوزار والذنوب حاشاه عليه الصلاة والسلام وقد قال الله له ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقد قال الله عز وجل له الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك فلا وزر ولا ذنب ولا خطيئة. فلما كانت مسارعته واجتهاده وعظيم طاعته عليه الصلاة والسلام. اكان استباقا درجة اعلى وبحثا عن مكان اقرب الى ربه. ابدا ليس هذا لانه عليه الصلاة والسلام قد احتل المكانة الاسماء وارتقى المرتقى الاعظم ووصل عند ربه الى مقام محمود ما بلغه احد قبله لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فما كان يسابق احدا عليه الصلاة والسلام. ولا كان يبحث عن مزيد درجة له عند الله. فما هو عباد الله هو امر واحد لقد كان يفتح الباب لنا بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. ويرشدنا ويعلمنا كيف يكون احدنا حريصا كيف يكون احدنا مجتهدا عظيم الانطلاق الى ربه باحثا عن مرضاته مسابقا في مواضع عفوه. هو والله لون عظيم من التعظيم لربنا الكبير عندما تفتح ابواب الرحمات عندما تهب نسائم الخيرات والهبات والبركات فان من تمام بتعظيم الله التعرظ لتلك الهبات والنفحات والاصابة منها. اي والله ما احسن عبد يفتح ربه الباب فينصرف ولا عظم الله عبد يفتح له فيناديه فيراه معرضا زاهدا في فضله وكرمه وعطائه. لا والله ان من عظم الله سارع حيث يرى الله عز وجل ينادي عباده. من عظم الله انطلق في كل موضع يجد فيه نداء ربه ومولاه ان هلم عبدي واقبل اعطيك وارحمك واغفر لك هكذا هو التعظيم لله عز وجل. اذا امتلأت صدور العباد بتعظيم الله وجدتها في هذه المواظع لا تقبل تأخرا ولا ثوانيا ولا تكاسلا. ان التعظيم لله هو الوقود الذي يشعل في القلوب فتيل الطاعة والسبق الى الخيرات يا كرام. نحن بحاجة الى ان ندرك ان هذه مواطن العظيمة زمانا ومكانا. انما يقوم قائم الاجتهاد في قلوب العباد على ساق التعظيم لله عز وجل اولا فاذا عظم العبد ربه عظم ما عظم الله من زمان ومكان. لقد عظم الله هذا الشهر وعظم فيه هذه الليالي خصوصا فاي تعظيم لها في قلبك انت عبد الله؟ ارني كيف تعظم ما عظم الله؟ اما ان تعظيمها ان يراك الله كما اراد الله سبحانه في هذه الليالي ان يراك مقبلا اليه بقلب خاشع وعين دامعة وجوارح ساكنة ونفس متجهة الى الله ترجم عنده تخاف عذابه وترجو رحمته وتؤمل في عظيم عفوه وكرمه عطائي لقد كان عليه الصلاة والسلام في تمام اجتهاده لربه وانقطاعه اليه هذه الليالي المباركة ان يعتكف عليه الصلاة والسلام اعتكف بابي وامي هو صلى الله عليه واله وسلم. واعتكف ازواجه من بعده كما في الصحيحين. لقد كان يعتكف في لكل عام عشر ليال من رمضان. فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين ليلة عليه الصلاة والسلام. اعتكف فانقطع عن الدنيا بما فيها. عن زوجاته واهل بيته عن اصحابه عن الامة من حوله وهي تحتاجه وتتجه اليه يعلمها دينها ويقرؤها كتاب ربها. لقد كان عليه الصلاة والسلام المفزع الذي يتجه اليه الناس في عهده فيأتيه السائل ليستفتيه وتأتيه المرأة لتسأل عن مشكلة مع زوجها ويأتيه الخصمان ليحكم بينهما ويأتيه الفقير يسد حاجته ويأتيه الواقع في الذنب يسأل عن طريق العودة ويأتيه المسترشد عن كلام الله وتأتيه الامة كلها. ومع ذلك اعتكف عليه الصلاة والسلام لانه زمان فاضل مبارك يستحق ان يتفرغ فيه العبد الى ما هو اعظم بل ان شئت لان يصيب العبد في هذه الليالي من التوفيق ما يجعله مسددا موفقا مباركا ما بقي من سنته من العام الى العام هي ليال والله يا كرام يهتدى فيها بهذه الخيرات والبركات ويصيب فيها العبد من تمام العفو الكرم الالهي وما تجاب به دعوته فيعيش سعيدا ما بقي في حياته ويصيب الدرجات العلى من الجنة هي ليال لعل تصيب فيها عبد الله بابا مفتوحا في السماء فما سألت من خير الا اعطاك الله. ولا استوقيت من شر الا وقاك الله ولست افتحت من باب الا فتح لك الله ولا طلبت شيئا من مواضع الرضا الا وجدته بين يديك كما تشتهيه نفسك. هذا الكرم الهي هذا الجود هذا العطاء يجعلنا ايها الصائمون اكثر حرصا ثم ان العبرة بالخواتيم وهذا ختام الشهر فلعل مقصرا فيما سبق يستدرك فيما بقي اين من بقي مأسورا حتى ليلته هذه ليدرك عتقها وفكاكها فيما بقي من الليالي المقبلة اين لا تزال هموم دنياه وذنوب حياته واوزار امسه لا تزال مثقلة ظهره دونكم هذه الليالي بها من الكرم والفضل والعطاء. ما يجعلك تعيش بصفحة بيضاء وعمر جديد. بحياة صافية مشرقة. من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا. غفر له ما تقدم من ذنبه. والله هي ليال حري بنا ان نستثمر وفيها الانفاس النفيسة والساعات والدقائق الثمينة. فلا يرى الله احدنا الا قائما يصلي. او رافعا يديه يدعو او ماسكا مصحفه يتلو او محركا لسانه يذكر الله وهو في كل ذلك اقام قلبه مقام الخضوع والخشوع مكانة لله جل جلاله يظهر فقره ومسكنته ونحن كذلك. ابدا والله ليس فينا غني بين يدي الله وليس فينا مستغن عن رحمة الله وقد وصفنا الله جميعا فقال يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله هذا مقام يظهر فيه العبد حقيقة خلقته الفقر والذل والمسكنة. هذا مقام يظهر فيه العبد تعظيم ربه واجلاله. يظهر فيه ربه وحمده سبحانه وشكره والثناء عليه. هذه منطلقات نعيش عليها في هذه الليالي الفاضلات ايها الكرام نحن بامس الحاجة الى ان تمتلئ قلوبنا شعورا بفضل الليالي المقبلة وادراكا لفضلها واغتناما لما اودع فيها الباري سبحانه وتعالى من عظيم الكرم والفضل والعطاء. فنحن نتأسى فيها الامة صلوات الله وسلامه عليه. نحن نقتدي فيها بالنبي الاكرم عليه الصلاة والسلام. ان الاعتكاف وهو الانقطاع التام عن والاقبال على الله والتفرغ من الشواغل والمتاعب والصوارف يكون القلب مجتمعا ظاهرا وباطنا بين يدي الله جل جل جلاله مثل المعتكف كما قال عطاء رحمه الله. مثل المعتكف كرجل له حاجة الى عظيم. فجلس على بابه وقال قال لا ابرح حتى يقضي حاجتي. فكذلك المعتكف يأتي الى بيت من بيوت الله فيمكث فيه. ويبقى مظهرا فقره وحاجته ومسكنته وذله ويقول بلسان حاله لا وربي لا ابرح لا انصرف من معتكفي حتى تقضي حاجتي وتغفر ذنبي وتشرح صدري وتيسر امري. هذا الاعتكاف في جوهره. في حقيقته هو انطراح صادق بين يدي الله هي جولة من المصارحة والمطارحة تكشف فيه النفس اسرارها. يعود المعتكف على قلبه فيصلحه. يعود على نفسه قومها يعود على ذنوبه فيعترف بها بين يدي الله. يغسل قلبه بماء دموعه خشية بين يدي الله. هي ليالي مباركة سرعان ما تنقضي. ويوشك ان تنصرف وكأني باحدنا بعد سويعات يهنئ صاحبه بحلول ليلة العيد فمن فائز سعيد فرح مغتبط عيده عيدان عيد المسلمين وعيد قلبه فرحا بما وجد من لذة ومتعة في عبوديته لله فخشع قلبه وذرفت عينه واستمتع بصلاته وصيامه وقرآنه ودعائه وطوافه وبين اخر يوشك ان تعصر القلب الحسرة قلبه. متندما على ليالي مضت صرف فيها ساعات فيما لا ينبغي وتصرمت لياليه وهو بعد لم يشبع مما فيها من الفضل والكرم والعطاء. ها انت عبد الله والليالي بين يديك والفضل الكبير بين يديك. فرحم الله عبدا ادرك هذه الليالي فاغتنمها. ثم وجد فيها ما يجعله رصيدا في حسناته وشيء يسره ان يلقاه يوم يلقى الله عز وجل فيبصره في صحيفته. احبتي الكرام ليلة القدر المختبئة بين هذه الليالي. هي ليلة يتنافس فيها الصحابة والتابعون. والصالحون في الامة الى يومنا هذا اجتهادنا في ادراك ليلة القدر يكون بالعبادات لا بالعلامات. تحريها الانتصاب لها. الاجتهاد في اصابتها يكون بتوفير الجهد والوقت والهمة والعزيمة على ان تنصرف اللحظات والساعات والدقائق في كل ما يمكن ان تودع فيه في صحيفة عملك حسنة تراها نورا يوم تلقى الله. لا تمر بك ساعة ولحظة الا اوجدت فيها ما استطعت الى ذلك سبيلا حسنة تجعلها في صحيفة عملك. ليلة القدر مختبئة. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في تحريها كان يعلم عليه الصلاة والسلام حرصهم العظيم عليها. وقد كان بلغ بهم الحرص الى ان احدهم يراها في منامه. اذا هم بها انفسهم في المنام واليقظة. عرفوا اي ليلة هي ليلة القدر واستشعروا شرفها. فصارت همهم الذي يشغل فكرهم وبالهم وهم نائمون وهم مستيقظون ذات عام قال عليه الصلاة والسلام ارى رؤياكم قد تواطأت في السبع الاواخر. فمن كان منكم متحريها فليتحرها في السبع اواخر. يعني بالليلة ثلاث وعشرين فما بعد والصواب الذي عليه اهل العلم انها ليلة ربما جعل الله عز وجل لها في كل عام موعدا يختلف عن عام اخر انها تتنقل من عام الى عام. وهذا القول هو الذي تجتمع به الادلة. فانه قد ثبت في السنة عدد من الاحاديث. انها كانت في ليال متفرقة ومنها قوله عليه الصلاة والسلام ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. وهو حديث صحيح. وقد كان يقسم بعض صحابتك ابي ابن كعب رضي الله عنهم اجمعين يقسم ان ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين. وعلى هذا يشيع عند كثير من الناس الجزم بان ليلة القدر لا تكون الا ليلة سبع وعشرين. لكن هذا القول لا تساعد عليه باقي الادلة التي فيها تحديد ليلة القدر بغيرها من الليالي. ومن ذلك ايضا ما في الصحيحين انه عليه الصلاة والسلام قال لاصحابه ذات سنة اني اريت ليلة القدر في المنام ورأيت اني اسجد صبيحتها في ماء وطين قال الصحابة رضي الله عنهم فامطرت السماء ليلة احدى وعشرين. فوقف المسجد يعني خر سقفه من ماء المطر وصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ذلك اليوم. فانصرف اليهم والتفت اليهم بوجهه الشريف. قال وان الماء والطين لفي جبهته عليه الصلاة والسلام. وقد كان ذلك ليلة احدى وعشرين. فعلى كل العبد الصادق في بحثه عن مرضاة ربه ليس تكفيه الليلة ولا الليلتان وملء شعوره التلذذ بما يجد من عبير الطاعة وانس العبادة فيجعل الليالي العشر كلها محلا لاجتهاد وطاعته وبحثا عن تحري هذه الليلة العظيمة واصابتها وبحثا عما يجد فيها من عظيم فضل الله ورحمة الله وعفو لا ايها الاحبة الكرام من اعظم ما يصرف فيه العبد همته في هذه الليالي المقبلة. سواء اعتكف او لم يعتكف فان حظه بين الصيام والقيام والقرآن والتوجه الى الله جل جلاله يجعله اكثر حرصا على ان يقبل بقلبه وقالب به الى الله سبحانه وتعالى. تعظيم ربنا والانطراح بين يديه وعظيم الافتقار. بين يديه سبحانه من عظيم ما يشغل به العبد ايامه المقبلة ولياليه الاتية. ومما يجعله في جوف ذلك كثرة الدعاء. فان الدعاء من تعظيمنا لله هو وحده عبادة كما قال عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة. ارأيت اذا جلست جلسة فتحت فيها مصحفك فقرأت فانت تعبد الله وانت تودع في صحيفتك حسنات. ارأيت اذا جلست مجلسا فذكرت الله فاستغفره وتسبحه. ارأيت اذا فقمت وصليت اذا نزلت وطفت اذا تصدقت كل تلك عبادات. اتظن انك اذا رفعت يديك وقلت يا رب او وضعت جبهتك في السجود فقلت يا رب وانك تدعو الله اتظن انها حاجة لنفسك ومصلحة لشخصك بمعزل عن عبوديتك لله لا والله ما رفعت يديك وقلت يا رب ولا حركت لسانك وقلت اسألك يا رب ولا طلبت الله حاجة الا وانت تعبده. نحن في دعائنا في صميم العبادة لله. والله قد دعانا فقال وقال ربكم ادعوني استجب لكم. يا احبة ليس ليس من فراغ ان جاءت اية الدعاء في صلب سياق ايات الصيام في سورة البقرة. التي ابتدأت بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام اختتمت بقوله تعالى في احكام الاعتكاف ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها. كذلك الله اياته للناس لعلهم يتقون. هي بضع ايات جاءت في الصيام في سورة البقرة في الاية قبل الاخيرة جاء قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان ما سر وقوع هذه الاية في سياق ايات الصيام. ان لم يكن لها بالصيام والقيام وليالي رمضان وشرف الزمان ان لم يكن للدعاء خصوصية ها هنا. فما وجه ورودها في هذا السياق يا قوم الحديث عن الدعاء حديث يطول. لكني الفت النظر الى ان قيل ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقد كانت واحدة من الصحابة الذين امتلأت قلوبهم رغبة في ادراك ليلة القدر بعظيم همتها سائلة فقالت يا رسول الله ارأيت ان علمت اي ليلة هي ليلة القدر ما اقول فيها قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. اجعل هذه على لسانك عبد الله هذه الليالي المقبلة فوالله ان اصابت اجابة فعفى الله عنك فهنيئا لك هنيئا والله ان ظفرت بعفو الله ان عفا الله عنك عشت حياة سعيدة. ومت ميتة حميدة وبعثت يوم القيامة مغتبطا بعفو الله عنك. يا احبة الغرض من هذا كله ان يكون بعضنا لبعض ناصحا وصيا باغتنام هذه الليالي والبحث فيها عن عظيم الفضل والاجر جز مقعدك في الجنة عبد الله فان قوما قد حطوا رحالهم فيها وسبقونا اليها ونحن في الطريق وعلى اثرهم قد يدرك احدنا ليلة العيد وقد يكون اجله اقرب من ذلك. وما زلتم تصلون على الجنائز بعد كل صلاة. بالله عليك هذا الذي صليتم عليه بعد العصر او الظهر او الفجر اتستبعد انه قد اشترى ملابس العيد كما اشتريناها وتهيأ لها كما تهيأنا له فما ادرك العيد وكان اجله اقرب. بالله عليكم الا يزال احدنا اليوم عظيم الامل ان يدرك العيد وقد بقي عليه اكثر من اسبوع ابدا اجعل رحمة الله بين يديك على الدوام. واجعلها نصب عينيك تسألها ربك قائما وقاعدا. الليالي فاضلة والشهر مبارك والرب كريم سبحانه وتعالى. اسأل الله جلت قدرته باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلني واياكم في خيرة عباده الصالحين واولياءه المتقين وحزبه المفلحين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها اولاها اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار. اللهم انا نسألك رحمة واسعة تمحو بها سالف اوزارنا. وتبيض بها وتثقل بها موازيننا وتؤنس بها في القبور وحشتنا وتثبت بها على الصراط اقدامنا رحمة واسعة من رحماتك يا ارحم الراحمين. تغفر بها لامواتنا وتشفي بها مريضنا. وتذهب بها اسقامنا منع وادواءنا وعللنا رحمة واسعة من رحماتك ربنا تحفظ بها حاشا تحفظ بها غائبنا. وترد بها شاهدنا وتعيدنا بها الى صراطك المستقيم. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى يا ذا الجلال والاكرام. اللهم يا ذا المن والكرم والعطاء يا ذا الجود والفضل الكرم نسألك وانت الغني الحميد وانت الرؤوف بالعباد يا ودود يا رحيم يا كريم نسألك ونحن الفقراء مساكين ان تجعلنا ربنا في من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا. فغفرت له ما تقدم من ذنبه يا ذا الجلال والاكرام اللهم اجعلنا في اقرب من تقرب اليك واوجه من توجه اليك واخصهم زلفى لديك يا رحمن يا رحيم اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. اللهم اغفر لابائنا وامهاتنا وارفع درجات في عليين واخلفهم في عقبهم في الغابرين. اللهم ضاعف حسناتهم وكفر سيئاتهم. وارفع في الجنان درجات وارزقنا برهم في الحياة وبعد الممات يا اكرم الاكرمين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اله الحق يا سميع الدعاء عز وجل ثناؤك وتقدست اسماؤك ولا اله الا انت نسألك يا رب باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تفرج عن اخوتنا المسلمين المستضعفين كربتهم. وان تنفس همهم. اللهم تولهم بعنايتك في فلسطين على اليهود الظالمين. اللهم انصر اخواننا المرابطين في الاقصى. ثبت يا رب اقدامهم وقوي عزائمهم وافرغ عليهم صبرا. اللهم كن لاخوتنا المستضعفين في العراق والشام. وفي اراكان وفي كل مكان فوق كل ارض وتحت كل سماء اللهم تولى بعنايتك امرهم. اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم. اللهم كن لهم ونصيرا ومؤيدا وظهيرا. اللهم انا نستنصرك وانت القوي العزيز. اللهم انا نسألك ان تعيذنا و واياهم من شر الاشرار وكيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار. اللهم انت مولانا ومولاهم فنعم المولى ونعم اعمل نصير علمت ربنا انه لا حول لنا ولا قوة الا بك. فبك نحول وبك نصول وبك نجول. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. اللهم عليك باعداء الملة المتواطئين لحرب دينك وعبادك المؤمنين. شتت يا رب شملهم ومزق جمعهم ونكس رايتهم واجعل بأسهم بينهم واجعل بأسهم بينهم يا قوي يا عزيز اللهم انا نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم يا ذا الجلال والاكرام اللهم احفظ اخواننا وابنائنا المرابطين على الحدود وفي الثغور. اللهم احفظهم وانصرهم وقوي عزائمهم. اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم ثبت يا رب اقدامهم وسدد رميهم. اللهم اخلفهم في اهليهم واولادهم بخير. انت خير حافظا انت ارحم الراحمين. اللهم وفق عبدك خادم الحرمين لكل خير وسداد وهدى ورشاد. اصلح يا رب له النية والبطانة والقول والعمل. واجعله موفقا مباركا تنفع به البلاد والعباد. يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. الهنا وربنا وخالقنا ومولانا. هؤلاء عبادك من امة نبيك صلى الله عليه وسلم صائمون في رحاب بيتك الحرام. قد رفعوا اكفهم اليك وتوجهوا اليك وقد علقوا حسن الظن بك وانت اكرم الاكرمين. يا ذا الجود والكرم والعطاء. اللهم فاعطنا اجميعا ولا تحرمنا وزدنا يا ربي ولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا وارضنا اللهم وارض عنا واختم لنا بالصالحات اعمالنا وبالسعادة اجالنا وبلغنا فيما يرضيك عنا امالنا يا ذا الجلال والاكرام. الهنا وخالقنا. ان سبق في علمك انا نعيش اعمارا مديدة لندرك اعواما اخر. فاجعلها يا رب عامرة بطاعتك. وجميل عبادتك وحسن ذكرك وشكرك يا ذا الجلال والاكرام. وان سبق في علمك يا رب ان اجالنا دون ذلك. فاجعل خواتمنا خيرا يا رب العالمين اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها. واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة. اللهم اختم لنا شهرنا بخير واجعل عواقب امورنا الى خير. يا رب العالمين تعلقت بك القلوب وتوجهت اليك النفوس وصدقت فيك الظنون انت ربنا ارحم الراحمين. يا واسع المغفرة يا عظيم المن. يا قديم الاحسان يا كثير الخيرات. اعتق رقاب بنى من النار واعتق رقاب ابائنا وامهاتنا من النار. واعتق رقاب زوجاتنا وذرياتنا والمسلمين والمسلمات يا اكرم الاكرمين اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا واعف عن والدينا وعن والدي والدينا واعف عن ازواجنا وذرياتنا وعن جميع المسلمين والمسلمات. يا قريبا سميعا مجيب الدعوات. اللهم انا نعوذ اعطاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك. ونعوذ بك منك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت لنفسك. اللهم صلي وسلم وبارك على الرحمة المهداة. والنعمة المسداة محمد ابن عبد الله. اللهم صلي وسلم وبارك صلاة وسلاما دائمين ابدا. وارض اللهم عن صحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وسلم يا رب تسليما