انا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين عين بادئ ذي بدء احييكم بتحية الاسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا ومرحبا بكم في ديوانية ايات الشهرية التي تعقد الثلاثاء الاخير من كل شهر مع اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته قبل ان ارحب بضيفنا وشيخنا الجليل لا ننسى ولا يفوتنا ان نشكر الاخوة في ديوانية عبدالرحمن بن سلمان الحلافي على الاستضافة والتكريم وتجهيز المكان فلهم منا اجزل الشكر واوفر الدعاء باسمي وباسمكم جميعا وباسم مجموعة ايات نرحب بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور حسن ابن عبد الحميد بخاري امام المسجد الحرام بمكة المكرمة. ضيف هذا المساء والذي سيتحدث مشكورا عن التأصيل العلمي لقارئ القرآن اذن لي صاحب الفضيلة ويشاهده الان الالاف من خلال قناة ايات وموقعها الفضائي ومن خلال مواقع التواصل التي اعلنا عنها فهناك من يعني استعدوا لهذه الساعة ليسمعوا وليستفيدوا باذن الله مما يطرحون احسن الله اليكم في نصف دقيقة وسيرتكم اعطر واطول لكني حاولت ان ااتي برؤوس الاقلام. الشيخ حسن ابن عبد الحميد بن عبد الحكيم بخاري هو استاذ مشارك بمعهد اللغة العربية بجامعة ام القرى وهو رئيس القسم حاليا حصل على شهادة البكالوريوس في عام سبعة عشر واربعمائة والف الهجرة من كلية الشريعة في تخصص الفقه. وحصل على الماجستير والدكتوراة من نفس الجامعة في اصول الفقه لصاحب الفضيلة الدكتور حسن عدد من الدروس في المسجد الحرام وهو مستشار متفرغ في رئاسة الحرمين بالمسجد الحرام والمسجد النبوي وله وفقه الله العديد من الدورات والمحاضرات داخل المملكة وخارجها. لا اريد ان استأثر بالحديث جئتم كلكم وتسمر الاخوة والاخوات امام الشاشات ليسمعوا حديث شيخنا حول التأصيل العلمي لقارئ القرآن والكلمة لكم صاحب الفضيلة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الكريم المنان الرحيم الرحمن. علم القرآن خلق الانسان علمه البيان سبحانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والكرم علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم اشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى ونبيه المجتبى. خير الناس من عرب ومن عجم. صلوات ربي سلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ما تتابع الناس الى يوم الدين. اما بعد فبين يدي هذا اللقاء اجد نفسي بالضرورة محتاجا الى ان ابذل الشكر لاهله بعد شكر الله سبحانه وتعالى. هذا اللقاء الماتع الحافل انا مغتبط به اكثر من به ايها الكرام ذلك انني اجد من الانس الذي يحدوني الى اجابة اي مأدبة يجتمع عليها اهل القرآن لما فيها من كرامة القرآن وما خص الله عز وجل به هذه الفئة الشريفة من الامة بشرف ما اودع الله عز وجل في صدورهم من كتاب الله الكريم. الشكر لاخي فضيلة الشيخ ناصر حفظه الله تعالى على الدعوة والاستضافة والحفل على هذا اللقاء الماتع على هذا الجمع المبارك من هذه الوجوه الكريمة والكوكبة الشريفة من طلاب العلم واهل القرآن والمهتمين بشأن القرآن وعلومه ومسائله وما يتصل به اه من غير اطالة في هذه المقدمات احبتي الكرام في مجلس كهذا يحمل عنوانا عظيما كالذي سمعتم قبل قليل التأصيل العلمي لقارئ القرآن دعونا نتجاوز المقدمات الى صلب الموضوع من اين نشأ هذا الموضوع؟ وما الحاجة اليه؟ وما الذي يدعوه الى ان نعقد مجلسا ندير فيه الحديث عن قضية كهذه تربط بين صاحب القرآن لحفظه للقرآن وبين عنايته بتأصيل العلم الشرعي الذي جاء به القرآن وجعله الله عز وجل اوفر ما يكون في كتابه الكريم سبحانه وتعالى تتحدث اذا عن حاجة لانه الاصل ان يكون علم الشريعة مستودعا في كتاب الله. اذا فما الفرضية التي جئنا نتحدث عنها في فصام النكد بين الاقتصار على كتاب الله الكريم حفظا واتقانا ضبطا واداء وبين العناية بفقه الشريعة وادراك مقاصدها ومحاولة الافادة مما اودع الله وفي كتابه من الحكم والاحكام والاسرار والمقاصد ليكون هذا القرآن كما اراد الله سبحانه منهاج الحياة ودستورا للامة ومفتاحا تحل به المشكلات وعلاجا تداوى به الاسقام وكل ما شئت مما جعل الله عز وجل في اوصاف القرآن في القرآن. حتى انه لتجيزه في كلمة واحدة ان يكون روحا كما اراد الله. الله. فجسد بلا رح يغدو جثة هامدة ومؤمن بلا قرآن تفارق روحه الجسد فليس له من الحياء الا القدر الذي تشترك فيه معه باقي المخلوقات الحية. ليس الطعام والشراب والانتقال والمنام واليقظة والنكاح والتناسل. ليس هو وصف الحياة الحقيقية التي خلق الله اهل الايمان عليها. لكنها الحياء بالوحي الذي انزل الله. وقد وصف الله سبحانه وحيه بقوله وكذلك اوحدنا اليك روحا من امرنا. فعندما نتحدث عن ما اودع الله في كتابه من المعاني فانها فعلا هي المنشأ الذي تدب به الحياة في قلب العبد المؤمن المقبل على كتاب الله الكريم. فاصل العلم ما اودع الله في كتابه ولن يجد متعلم مقبل على فقه الشريعة وعلم الحلال والحرام والدلالة على مقصود بالله من الخلق الا ان يكون في كتاب الله عز وجل المنطلق والمبدأ والمنتهى. فسؤالي هو هل نتحدث عن مشكلة او عن فرضية نسعى للحديث تجاه الحيلولة بينها وبين وقوعها. الحق يا كرام اننا ما اجتمعنا ولا تلاقينا الا لمحاولة في استدراك لخلل. ومعالجة زلل ليس حديث النشأة. وليس هو موجود في الامة في عصرنا الحاضر فحسب لكنه شيء بدا يظهر ويتراكم ونحن نجد اثاره. لن نصف ها هنا عيبا يا كرام نرمي به على الاخرين. نتحدث عن انفسنا بالدرجة الاولى. وما نجد حقيقة في دواخلنا من القصور الذي هو دون المأمول بكثير كيف يعني؟ يشرف صاحب القرآن بان الله عز وجل اختاره ليكون حافظا لكتابه. هذا وحده شرف لا غبار عليه. والله حسب العبد ان يشعر ان الله عز وجل لما اختار من قلوب عباده على ما خلق الله من البشر انه اختار قلبه ليجعله مستودعا لكتابه. الله اكبر. حسبه بهذا والله شرفا. وحسبه بهذا فخرا يقتات عليه حتى يلقى الله. لكن هذا الفخر وهذا الشرف الذي نستصحبه نستصحب بازائه معنى اخر ما تكفل الله عز وجل بحفظ دينه ودينه كتابه سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. انا نحن نزلنا ذكرى وانا له لحافظون. هذا الوعد الالهي الحق الكريم. المؤكد في الاية بمؤكدات متعددة. ان للتوكيد ومؤكدة بنا الدالة على الفاعلين ثم بالضمير المنفصل نحن ثم بالفعل المشدد المضعف نزلنا واضافته الى الى اخر ما في الاية. هذا الحشد من التأكيد الذي وعد الله فيه سبحانه بحفظ الذكر. والذكر في اعظم صوره وكتابه الكريم سبحانه وتعالى. اما شعر صاحب القرآن ان من اسمى وجوه الشرف والفخر ان الله استعمله ليحقق به وعده الكريم فجعل الله حفظة القرآن في الامة اداة يحقق بهم وعده الحق سبحانه في حفظ كتابه على مر الاجيال وكنا ولم نزل نرى صغار الامة قبل كبارها وعجمها قبل عربها ومن يفهم ولا يفهم العربية يقبلون على القرآن ويتقنونه ايما اتقان. العوام والصبيان والاعاجم. من يفترض فيهم للوهلة الاولى انهم ابعد الناس عن حفظ كتاب الله الكريم على تعداد سوره واجزائه واياته الا ان الاية تحققت بمثل هؤلاء قبل غيرهم فما ظنك بالكبار والعرب والمتعلمين. نحن نتحدث يا كرام عن وجه شريف عظيم جليل والله جعله الله عز وجل كرامة لاهل القرآن بحفظهم للقرآن الكريم. غير ان حديثنا يا كرام عن هذه الزاوية من محاولة لاستدراك الخلل ليس نظرة تشاؤم لكنا نشكو قصورا هذا الشرف العظيم بحفظ القرآن وما اودع الله في كتابه من العلوم والمعارف هل يجد صاحب القرآن بحفظه للقرآن؟ هذا المعنى الكبير الكريم وهذا التراث العلمي وهذا المكنوز في كتاب الله بحفظه؟ الجواب لا. ان الحفظ وحده مجردا ليس هو الذي يقود حافظ القرآن الى ما اودع الله عز وجدنا في القرآن هذه واحدة. فاذا اضفت اليها الممارسة التي نشأنا عليها في انماط تقليدية في في اوساط واسعة. في امة الاسلام عندما يكون طريقة التعامل مع كتاب الله الكريم مقتصرة على الاستظهار للايات والسور المتقن القوة على ضبط المتشابهات وعدم الخطأ واتقان التلاوة وكثير مما يقال في وجوههم الاداء والعناية بتحصيل الروايات والقراءات. هذا القدر هو الذي دعني اقول طغى على كثير من الاوساط التي اشتغلت بتعليم القرآن واقراءه وحفظه. فمن ثم الفين عددا غير يسير ممن فتح الله لهم ابواب حفظ القرآن وضبطه واتقانه هم دون المأمول في ادراك ما اودع الله في صدورهم من العلم الضخم بحفظهم للقرآن الكريم. فكان الحديث عن هذا المعنى وكيف اليه وكيف نعالجه؟ لنعود الى الموضوع من البداية كيف ابتدأ تعامل البشر مع القرآن اول ما اذن الله بالقرآن للنزول على البشر ما الذي تعامل به الصحب الكرام ستجد انهم كانوا يتتبعون الوحي اول نزوله فيأتون اليه فيفتحون له قلوبهم قبل آذانهم. وتستوعبه عقولهم وافكارهم فيتحول الى ما يحملهم على اما قال عبد الله بن عمر كنا نتعلم القرآن عشرا عشرا او عشر ايات عشر ايات لا نتجاوزهن حتى نتعلم ما فيهن من الايمان والعلم. قال فتعلمنا الايمان والعلم والعمل جميعا. الله. هذا المنهج الذي درج عليه الصحابة الكرام رضي الله عنهم ورثوه لمن جاء بعدهم. فوجدت اجيال التابعين فمن تبعهم اذا وصف احدهم بعلمه بالقرآن او بحفظه لا تلفيه الا ذلك الحافظ العالم بكتاب الله. وعليه نزلت نصوص الشريعة. وهذه النقطة الثانية التي اردت في العودة الى النشأة للبداية ان نلفت الانظار اليها. نصوص الشريعة احبتي الكرام التي جاءت بفضل صاحب القرآن وحامل القرآن والمتعلم للقرآن. ستجدها جاءت على الفاظ كانت مقصودة منها التعلم والقراءة. خيركم من تعلم القرآن وعلمه ويقول عليه الصلاة والسلام من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة. لاحظ معي هذه الاجور جاءت مترتبة على التعلم والتعليم وعلى القراءة. السؤال هو اي تعلم واي تعليم عندما نصر على ان نبقى في مواضعنا دون تقدم سنفسر التعلمون بتعلم القراءة واللفظ والتكرار نقطة ونقف والتعليم هو كذلك ما الذي جعلنا نضيق الدائرة ولا نفهم من التعلم تعلم القراءة والايمان والعلم والعمل كما يقول ابن عمر رضي الله عنهما هذه واحدة يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه. مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الاترنجة ريحها طيب وطعمها طيب تلاحظ النصوص جاءت بمصاحبة القرآن. يقال لصاحب القرآن مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن فانه يأتي شفيعا لاصحابه. السؤال ايضا من هو صاحب القرآن لطالما ظللنا ايضا باصراط نفسرها على انه الحافظ الذي اكمل حفظ القرآن وضبطه وصار من الحفار المتميز الذي قلما يخطئ ونزلنا عليهم وصف صاحب القرآن. السؤال هل مجرد الحفظ وضبط الايات؟ وارجو الا يفسر الكلام على طول المجلس بانتقاص او استقلال لحفظ القرآن وضبطه حاشا والله. وقد صدرت بانه يكفي من الشرف ان يستشعر صاحب قال الحافظ له ان الله اختار قلبه ليكون مستودعا لكتابه. في الوقت الذي يتمنى فيه اعداد البشر بالملايين في الامة ان يحفظوه فلم يكتب الله لهم ذلك. حسب هذا من الشرع. لكن لا يعني هذا ان نغض الطرف عما نريد تسليط الضوء عليه للحديث عنه بجلال اذا نتحدث عن وصف صاحب القرآن هل هو فقط الحافظ الذي اتم ثلاثين جزءا من الفاتحة فالبقرة الى سورة الناس متشابهات واتقن قواعد الاداء وعرف احكام التجويد. وربما اتسعت الدائرة فحصل الروايات واستجاز في القراءات. هذا القدر هو ووحده الذي يعطي صاحبه وسط صحبة القرآن وانه صاحب القرآن هي لا شك مرتبة من مراتب الصحبة لكن ان نحصر المفهوم فيها فقط فلا يعني دعني اقول لك ماذا عن مسلم محب لكتاب الله؟ يعيش يومه وليلته مع القرآن غير انه ليس حافظا لا يحفظ ولم يتم ثلاثين جزءا. احفظوا ايات من هنا وهناك لكنه يعيش حقيقة يعيش حياته مع القرآن تدبر وفهم. واذا وقف خلف الامام في الصلاة اضحى ما يدركه من المعاني وفقه الايات وتدبر الاشارات اعظم من ذاك الذي قد حفظ القرآن كاملا وله من العناية بالقرآن والورد اليومي الذي لا يغيب عنه ولا ينقطع احيانا اكثر من بعض من اكرمه الله بحفظ القرآن لماذا ضربت هذا المثال؟ لانه موجود وليس قليلا او نادرا في الامة. ليسوا حفاظا بمعنى الحفظ الذي نتكلم عنه. ومع ذلك اتراه بعد هذا الوصف بمعزل عن ان يكون احد اصحاب القرآن يا كرام لست هنا بصدد اه يعني سرد هذا وما قاله شراح الاحاديث في وصف صاحب القرآن ومن هو؟ وهل يدخل فيه غير الحافظ او لا يدخل الكلام في هذا معلوم لدى كثير منكم الذي اريد تسليط الضوء عليه. متى بدأ هذا الفصام بين الحفظ والعلم بالقرآن حفظ القرآن الاقتصار على هذا الحفظ المجرد يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله ما الذي جعل الفقهاء في قول اكثرهم انه ليس المقصود هنا الاكثر حفظا وان قرر هذا ابن قدامة في المغني. لكن الاكثر منهم يرون ان الاقرء هنا هو الاعلم بالقرآن يعني لو ترددنا بين اثنين احدهما يحفظه كاملا ككثير من صبياننا وصغارنا ما شاء الله وبين اخر صاحب علم يحفظ من القرآن دون التمام. لكن له من الفقه والعلم بالاحكام اكثر من الاول يجعلون الاعلم بالقرآن مقدما على بل احفظ هذا الذي عليه كثير من الفقهاء ما الذي جعلهم يحملون هذا الوصف يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله على معنى العلم الذي حمله ان وصف القراء كما يقرر الذهبي وقبله كثيرون من العلماء ان وصف القارئ والقراء زمن النبوة ما كان يطلق على الحافظ الحفظ المجرد. اصلا ما كان في زمن الصحابة من يحفظ حفظ دون فقه ولا علم ولا فهم ولا تدبر. ما الذي جعل النبي عليه الصلاة والسلام يستصعب في اصعب موقفين في حياته قصة بئر معونة وما حصل في مقتلة السبعين من اصحابه قال من القراء لانه فقد ثروة في الامة فقد ركيزة ضخمة. ليس لانها تحفظ القرآن بل لان معها من القرآن والعلم به ما جعل في قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم عظيما. وانه خسر في امتي هذا الرصيد الكبير. فلما تبحث في النصوص ثم ففي تطبيقات الفقهاء في فهم معنى القراءة والصحبة للقرآن تجد انه لم يكن هذا ابدا منفصلا بحال بين الحفظ القرآن وبين العناية بعلم ما فيه. وهذا الذي نقصده في مجلس الليلة بالتأصيل العلمي لقارئ القرآن بحفظه لكتاب الله الكريم اه ساضيف نقطة اخرى هنا في هذا العودة التاريخية. القراء المشاهير في الامة يا كرام واذا قدر لك ان تفتح بعض كتب طبقات القراء كما فعل ابن الجزري مثلا وكما فعل قبله الذهبي وعدد ممن كتب في تراجم القراء يدهشك انك تجد في كثير من اسمائهم مع ان بعضهم من المتأخرين الذين انحصروا في العناية بالقرآن والاقراء والروايات لكنك تجد خصوصا في الطبقات الاولى ان القراء الذين تعود اليهم الاسانيد ما كانوا قراء بهذا الوصف الذي هو الانحباس على مجرد الاقراء والقراءة للقرآن. بل تجد فيهم الفقهاء والعلماء والادباء والشعراء. وتجد فيهم كثيرا ممن تعاطى العلم فضبطه واتقنه. لا تذهب بعيدا. هؤلاء القراء السبعة البذور السبعة كما يسميهم الشاطبي هذا ابو عمرو البصري امام البصرة في النحو وهو قارئ تعود اليه اسانيد القراء فيما اخذ عنه من الروايات وهذا الامام الكساء امام نحو ولن تذهب بعيدا عن ابن كثير ولا ابن عامر ولا عدد الحقيقة ستجد في تراجمهم عنايتهم الكافية الوافية بالعلم الذي تبوأ به اعلى المراتب وتشرفوا به في اسمى المناصب مع كونهم اهل القرآن. الذهبي رحمه الله سانقل لكم يعني عبارة له في في في عتبه في نقده لاهل القرآن الذين اقتصروا الذهبي فقيه محدث امام مؤرخ ومع ذلك حافظ للقرآن كان من المحصلين للقراءات اجازة واسنادا. وهكذا كثير الحقيقة تجده مشهورا بالحديث والتحديث. مشهورا العناية بالتفسير علوم القرآن معروفا بعنايته باللغة وعلوم النحو. ومع ذلك فهو ممن يحصل القرآن والقراءات. بل لا يخفاكم يا كرام كما وصف ابن خلدون في ما جرت عليه انصار المسلمين الا يأذنوا لاحد بتعلم العلم قبل حفظه للقرآن. فكان حفظ القرآن مرتبة اولى فمن مراتب طلب العلم ولم يكن المرتبة الاولى والعتبة التي يقفون عندها. لكن انطلاقه من العلم كان من بوابة حفظ القرآن. بل ما كان يؤذن لطالب علم من ان يجلس في مجلس الحديث او في حلقة الفقه الا اذا علم انه قد اتم كتاب الله عز وجل ولا يأذنون له بالبدء في درجة من الطلب قبل حفظه واتقانه لكتاب الله الكريم. اذا وقفنا على هذه المعاني يا كرام فاذنوا لي ان انقل لكم نصوصا لبعض السلف في النظرة الواسعة الى مفهوم حفظ القرآن وصاحبه وما الذي ينبغي له يقول قتادة يقول قتادة رحمه الله لم يجالس هذا القرآن احد الا قام عنه بزيادة او نقصان من اين جاء بهذا يقول لم يجالس هذا القرآن احد الا قام عنه بزيادة او نقصان. اجيبوني يا كرام من اين اخذ هذا معنا تفضل يا شيخ فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. اما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا. جميل. وماذا ايضا احسنت ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين. وقوله ايضا صلى الله عليه وسلم والقرآن حجة لك او عليك. جميل اذا تفهمك هذه النصوص اخي الكريم ان الاقبال على كتاب الله والاشتغال به وان موقف العبد من كتاب الله سيتردد بين امرين لهذا قال قتادة ما قال رحمه الله يقول الحسن البصري رحمه الله في مزيد من ايضاح معنى العناية بالقرآن وحفظه يقول رحمه الله اما والله ما هو بحفظ حروفه واضاعة حدوده؟ حتى ان احدهم ليقول لقد قرأت القرآن كله فما اسقطت منه حرفا وقد والله اسقطه كله ارأيت كيف يفهم ويفهم الاجيال ان مسألة اخذ القرآن وضبطه واتقانه تتعلق بجانبين. يقول لقد قرأت القرآن كله فما اسقطت منه حرفا وقد والله اسقطه كله. ثم يقول ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل. حتى ان احدهم ليقول اني لاقرأ السورة في نفس يعني من شدة الظبط والاتقان هو هو قادر على ان يقرأ السورة كاملة بنفس واحد. الى ان قال رحمه الله والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة. متى كانت القراء مثل هذا؟ لا كثر الله في الناس مثلها هذا كلام ملزم مبكر. اذا الامام الحسن البصري رحمه الله ربما وقف على نماذج لهؤلاء من وقت مبكر. ويرون ان اقتصاد على كتاب الله بمجرد القراءة والحفظ مع الاخلال بجانب العمل وبجانب تحصيل العلم. الذي هو مصباح العمل مزالكا بل كانوا كما يرون يعني هذا التشنيع الشديد هو اشارة الى هذا الانفصام الذي جاء مبكرا. يقول الحافظ الامام ابن رحمه الله المالكي يقول ولكن لما صارت هذه القراءة صناعة. يعني لما تحولت الى حرفة وصارت صنعا اشبه ما يشتغل بها صاحبها يستكثر بها دون غيرها ولا يحرص على ان يتقدم عليها مزيدا. يقول ولكن لما صارت هذه القراءة صناعة رفرفوا عليها وناضلوا عنها وافنوا اعمارهم من غير حاجة اليهم فيها. فيموت احدهم وقد اقام القرآن كما يقام القدح لفظا وكسر معانيه كسر الاناء فلم يلتئم عليه منها معنى من قديم الامام الذهبي ايضا يقول في زغل العلم وهي رسالة صغيرة لطيفة بين فيها مآخذه على طلبة العلم بمختلف العلوم وما الذي ينتقده على كل فئة ابتدأ رحمه الله بالقراء. اول ما صدر الرسالة حمد الله ثم قال اعلم ان في كل طائفة من علماء هذه الامة ما يذم ويعاب فتجنبهم كان قاسيا ربما في العبارة وقد نقد القراء والمحدثين وسائر المهتمين بالعلم لانه وجد في فئام منهم من وقع في شيء من الزغل الذي حذر منه في رسالته رحمه الله. فماذا قال عن القراء قال رحمه الله فالقراء المجودة وليتحمل هذا القراء يقول فالقراء المجودة فيهم تنطع وتحرير زائد يؤدي الى ان المجود القارئ يبقى مصروف الهمة الى مراعاة الحروف والتنطع في تجويدها بحيث يشغله ذلك عن تدبر معاني كتاب الله تعالى ويصرفه عن الخشوع في التلاوة لله. ويخليه قوي النفس مزدريا بحفاظ كتاب الله تعالى. فينظر اليهم بعين المقت وان المسلمين يلحنون وبان القراء لا يحفظون الا شواذ القراءة. فليت شعري ان تباذا عرفت وما علمك واما عملك فغير صالح. واما تلاوتك فثقيلة عرية عن الخشية والحزن والخوف. فالله يوفقك ويبصرك رشدك ويوقظك من رقدة الجهر والرياء. ثم قال وظدهم قراء النغم والتمطيط ثم عاب عليهم هذا الزيادة في مقادير القراءة واشتغالهم بها وانه لا يعدم احدهم ربما من اثر الخشوع. على كل اردت ان اقول ان اسلافنا الكرام رحمة الله عليهم ادركوا هذا من وقت مبكر. وان ثمة خللا موجودا. ليس من اليوم كما اسلفت لكنه موجود قائم. دعنا نتحدث عن انفسنا بالدرجة الاولى. ما السبيل؟ الى ان ينأى الحافظ الذي اكرمه الله عز وجل بحفظ القرآن فاصطفاه الله فانضم بكل شرف وفخر واعتزاز الى قافلة القراء في الامة واصبح احد نجوم سمائها المتلألئة التي تتصل بكل اعتزاز بسند الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. تربطهم بعد حلقة عبر الاجيال فيأخذ القرآن ثم يورثه كما اخذه. وينتقل كتاب الله عز وجل عبر جار الامة من خلال الحفاظ والقراء في الامة اذا آآ استطعنا في الدقائق السابقة توصيف هذا الوضع الذي نحن نتحدث عنه كن الحديث الان في ختام المجلس يا كرام عن كيفية استدراك هذا المعنى. وكيف للواحد منا ان يفتح الله عز وجل له ما الذي يلج منه للعلم بالقرآن مع قراءته وفهمه وتدبره؟ عموما ليس هذا الموضع بخفاء وليس بحاجة الى حديث مثلي ان يقال فيه ان كتاب الله عز وجل يمكن ان يحصل فيه صاحبه العلم مع القراءة من وجوه شتى. لكن حسبي ان اشير في لقاء افيدوا من اثراء الاخوة الحاضرين والمشاركين ولا يعدمون فضلا وخيرا وعناية واهتماما بكتاب الله الكريم ويكمل الحديث بكلام الجميع ان شاء الله. اول ذلك احبتي الكرام القناعة الوافية الكافية ان الاقتصار على الحفظ ليس وحده المقنع الذي يجعل صاحب القرآن وحافظه في كوكبة من يسمى بالقراء في تاريخ الامة ومن هم اهل القرآن ومن هم من اصحاب القرآن حقيقة. فاذا وقف على الحقيقة تحرك واذا اقتنع بالمسألة ابتدأ في المسالك التي تجعله ارقى من الاقتصار على حفظ القرآن واستظهار كلماته وحروفه. النقطة الثانية التي اشير اليها باهتمام كتاب الله عز وجل وحده علم وقراءة القرآن وما فيه من المواعظ والعلم والاحكام وحدها باب من ابواب زيادة الايمان لكنها بصراحة لا تنفتح ابوابها الا لمن فتح له قلبه سنقبل على القرآن وقد اغلق الابواب. والله قد قال افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها. لا والله ما حرم الله عبدا من بركة كتابه سبحانه الا لمن صرف قلبه عن المعنى والتدبر لما انزل الله كتابه وصفه بالبركة. قال كتاب انزلناه اليك مبارك ثم جاء التعليل واضحا ليتدبروا اياته فالعجب ان الغاية التي من اجلها انزل القرآن انصرف عنها فئام من قراء القرآن والغاية التي تكفل الله عز وجل بها انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون اوغلوا بالاشتغال بها والانهماك فيها ما تكفل الله عز وجل به انهكوا واستهلكوا فيه الجهد والوقت والعمر وما انزل الله القرآن لاجله صرفوا له الفضلة من الوقت ونثار الجهد. ونحن نحتاج الى تصحيح المعادلة من جديد. كتاب الله محفوظ بل ميسر كما قال الله ولقد يسرنا القرآن للذكر. هي بحاجة الى ان ننظر في تعلمنا وتعليمنا هي دعوة يا كرام لكل مسلم يقبل على كتاب الله قبل ان تفتح المصحف افتح ابواب قلبك لما دعا النبي عليه الصلاة والسلام قائلا اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي كم مرة تصورنا وصف الربيع هذا وصف الربيع بجماله بخضرة اشجاره بنسبته العليلة وقطرات المطر والمهر المائي الجاري والنسبة العليلة هذا الوصف البديع للقرآن بانه ربيع للقلب. هل نشعر به حقيقة كلما جالسنا القرآن ففتحناه لنقرأ وردا او لنصحح تلاوة او علم طالبا كم مرة شعر احدنا انه في الوقت الذي يجلسه مع القرآن انها جلسة ربيع لا يحب ان تنقضي. هذه لا تتأتى بمجرد التكرار للألفاظ والعبارات دونما فتح القلوب لها. فانا اركز ثانيا هنا على ان تكون خطوة العملية هي الاقبال على القرآن في جلسته وقراءته ومراجعته وتعلمه وتعليمه مبنية على فتح ابواب القلب للقرآن وتدبره. النقطة الثالثة مترتبة على الثانية. لن يؤتى عبد تدبر القرآن وفهمه الا اذا عرف معناه والقرآن بالنسبة لنا معشر العرب ثلاثة مراتب. ثلاث مراتب. المرتبة الاولى لفظ عربي واضح ليس فيه غرابة ولا يحتاج الى تفسير الحمد لله رب العالمين ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوى قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس. وهذه العبارات مع وضوحها فانها تزداد. تزداد تجليا في القلب اذا اتجه اليها القلب بامعان وتعامل معها بمزيد من انفتاح العقل والفكر والفؤاد المرتبة الثانية من الايات ما هي واضحة لكنها لا تحتمل الاجتهاد في فهمها دون سياقها والاتكال على الفهم المجرد دون الرجوع الى معناها والمرتبة الثالثة الالفاظ الغريبة اعوذ برب الفلق ما الفلق؟ غاسق اذا وقب تسقى من عين انية وهكذا فهذه وقد فسرت معانيها ومصنفاتها وكتبها كثيرة مكثوثة الوقوف عليها مطلب للوصول الى الفهم السليم والتدبر النقطة الرابعة في هذا السياق ان يكون لطالب القرآن وحافظه ومتعلمه منهج اساس رصين يطلب فيه العلم المرتبط بكتاب الله. دعونا نقول لما لا نجدول برامجنا في حلقات تحفيظ القرآن ومشاريعنا مع انفسنا مع اولادنا البنين والبنات لما لا نعود مرة اخرى الى ان نجعل حفظ القرآن مرتبة تدفع صاحبها الى التي تليها. فانه يتعلم مع القرآن مسائل العقيدة الاساس. ويتعلم معها مفاتيح الفهم الاجمالي لكتاب الله. وكل القرآن وقواعده المطردة ويمر بالقرآن في ابواب الهداية ويجد في القرآن ايضا العلاجات لكثير من اسقام البشر وادواء القلوب وهكذا حسب صاحب القرآن مع حفظه للقرآن ولو كان على صغر سن وهذا والله يا اخوة بالمقدور وفي الامكان. ان يتأتى للصغير وهو يحفظ القرآن ادراك بعض المعاني الكلية في القرآن وادنى ذلك ان يستوعب مع حفظه للقرآن شرف القرآن وبركته واوصافه التي اودعها الله في القرآن. فهو يمر بالاية فيسمع قرآنا عجبا. ما العجب في القرآن؟ وهذا ذكر مبارك. ما المبارك؟ ما وجوه البركة في قرآن وهو يمر بقوله سبحانه وتعالى ولكن جعلناه نورا قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. اي نور مقصود حسي او معنوي في كلام الله سبحانه من الاوصاف شفاء وهدى ورحمة هذه المعاني حسبه ان يتدبرها ويفهمها ان يلقنها كما يلقن الاية. هذا جزء من التعلم الذي يرتبط بالقرآن. النقطة ما في القرآن من العلم كثير غزير وفير. لكن له رؤوس وله امهات وله قواعد اجلها. فيما اودع الله في كتابه العلم به سبحانه. وهذا اكبر بوابات العلم في القرآن التي جعلها الله في القرآن. ان يكون الحد الذي يجده تصاحب القرآن تحصيل العلم بالله. ثم اذا عرف الله وقد ملأ قلبه وزرعه تعظيما لله وجدت اثر الخشية والخشوع معه في تلاوة القرآن فيتأثر والله ان سمع الاية مع كثرة ما يقرؤها ويسمعها ويعلمها ويتلوها الا انه لشدة تعظيمه بقدر ما وقر في قلبه من الوقوف على المعاني تجد المعنى متجددا عنده يعني لما يقرأ قارئ قرآن فيمر بقول الله سبحانه في سورة المائدة لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة يقول احدهم وقد صلى خلف امام يقول فاذا به ينتفض لما جاء للاية وما استطاع ان يكمل من شدة تأثره ولصدره ازيز كازيز المرجل. يقول فجال في ذهني ما موضع ما موطن الخشوع في الاية؟ حكاية مقولة كافرة لفئة ضالة من النصارى الهوا عيسى عليه السلام وجعلوه سادس ثلاثة وصفوه بانه ابن الله تعالى الله. لكنه استعظم هذا المعنى في جناب الله. فما استطاع ان يكمل الاية قريب منه ما حكي عن الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله لما جلس في المسجد النبوي يدرس التفسير في مجالسه العامرة. فجاء الى اية الاعراب ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. هو موقف يحكيه الشيخ صالح المغامسي وكان حاضرا ذاك المجلس. يقول فاستفتح الشيخ بعد صلاة المغرب والمجلس الى العشاء يقول فلما جاء وقرأ صدر الاية ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وجاء يشرع في بيانها وتفسيرها ادركته العبرة فنكس رأسه وجلس يبكي يقول واستمر هكذا حتى اذن العشاء يقول ما استطاع ان يستوعب ان بشرا يبلغ به الجرأة ان يفسد شيئا اصلحه الله يا خي اي جلال لتعظيم الله في القلوب صدقوني والله بوسع كل واحد منا ان يزرع في قلبي هذا المعنى الكبير من تعظيم الله بقراءته للقرآن. يا رجل كم مرة قرأنا اواخر سورة الحشر هذا السرد المتتابع لاسماء الله الحسنى تباعا اين المبتدأ واين الخبر اما فهمنا طالما قرأنا ان الله سبحانه يقول لعباده انا الرحمن الرحيم انا الملك انا القدوس. الله يعرفنا بنفسه والله ان صاحب القرآن بورده وكثرة قراءته لينبغي ان يكون اعلم البشر بالله. واعلم الناس برب الناس لانهم اكثر من يقرأ اسماء الله وصفات الله وعرف معانيها وتدبر فيها وله في كل مرة يعود الى الاية معنى متجدد وله فيها ايضا اطلالة ولو فيها اضافة فيحصل له من العين بمعاني الله ما لا يحصل لغيره. تأتي المرأة التي تشتكي زوجها الى النبي عليه الصلاة والسلام في مسألة الظهار فتنزل الاية قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها متى انتبهنا والتفتنا الى ان الوحي لما نزل وعائشة رضي الله عنها تقول انها جاءت في حجرتي وليس بيني وبينها الا ستار وانه ليخفى علي بعض كلامها واسمع بعضه. فينزل الله قد سمع الله تقول فسبحان الذي وسع سمعه الاصوات متى التفت الى ان الاية لما جاءت ابتدأت بقد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله. والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير. يا اخي لما التأكيد على صفة السمع المحيط لله ثلاث مرات في اية واحدة بين يدي تقرير الحكم الشرعي. ثم جاءت الذين يظاهرون منكم القول منكر وزور. ثم جاءت الكفارة والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة. اما فهمت انه يا عبد الله قبل ان تعرف الحلال والحرام وحكم الله الواجب عليك امتثاله اعرف من هو الله املأ قلبك بعظمته. هذا الطريق المعبد والله للامتثال للسلوك الاقوم. هذا هو الطريق. فاقول احد الابواب العظمى التي يحصل بها صاحب القرآن تأصيلا علميا هو العناية بما في كتاب الله وهذا باب متسع. اختم بنقطة حتى لا يدركنا الوقت يا كرام. المناهج العلمية والتي يسلكها طلبة العلم في المعاهد في المدارس في الاكاديميات برامج واسعة بالضرورة ان نتنادى اليوم الى ان حفظ القرآن جلالة وشرف وتحصيل لاصل العلوم ودخول من بابه الام لكنه ينبغي ان يتبع بمزيد من البرامج من المناهج من الخطوات التي تسلك بصاحب القرآن نحو الخطوات المتقدمة كم تقر الاعين والله بحافظ قرآن اذا تقدم فام في المحراب. يتعلم الناس من صلاته وصفة ركوعه وسجوده لا من قراءته فحسب. فيتعلمون منه الهدي النبوي في الرفع من الركوع وفي السجود وفي الجلسة وفي السهو. لانه عالم وحصل من فقه الشريعة احكامها. كذلك اذا خطب كذلك اذا صلى التراويح يا اخي تلاوته وقفه وابتداؤه فهمه لمعاني الايات هو انعكاس رصيده من العلم كم مرة سمعت اية وقرأتها لكنك تصلي بها خلف امام فاذا بك كانك تسمعه لاول مرة من جودة قراءته من وقفه الذي فتح لك في الاية معنا جديدا. احيانا لا من هذا ولا ذاك. لكن من نبرة ايقاعه للاية فيقرأ لك اية فيها تعجب فيفتح اذنك على معنى التعجب في الاية. والاستنكار والسؤال وشيء كثير من المعاني التي يعرفها القراء في هذا الباب المقصد ان ربطها يتحصل بمزيد من العناية بالعلم الشرعي. خلاصة الكلام يا كرام هذا باب كبير متسع حسبنا التواطؤ على اتفاق كلمة سواء ان حفظ القرآن مرتبة شريفة جليلة وقدر عظيم يشرف به صاحبه. واذا لقي الله وفي صدره كتابه سبحانه فانه يحسن ظنه بربه ان يلقى الكرامة التي وعد الله. لكن فوق ذلك مراتب نحن نطمع في ان نصل اليها يا اهل قرآن ومعشر الحفاظ وان نكون في نظر الامة كلها. اذا ما وصف احدنا بالقرآن اجتمعت في ذهن الناظرين في تلك الاوصاف الشريفة من العلم والفقه والاجلال والتعظيم لعلوم الشريعة وتحصيلها. اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والهدى وان يجعلني جميعا واياكم من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته. امين. وصلى الله وسلم وبارك على النبي المصطفى واله وصحبه ومن تبع باحسان الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين. صلى الله عليه وسلم