ولكننا نستضيف في هذه الليلة فارس يعرفه الميدان يعرفه المسجد الحرام تعرفه في جامعة المذكورة انه الشيخ الدكتور حسن عبدالحميد بخالد. ولعله باذن الله جل وعلا يعني من هذا المأزق الفتن باشاراته وتلميعاته وتصريحاته وعباراته الجميلة وادلته التي سيحشدها وفي هذا الجانب اسأل الله جل وعلا ان يوفقه الشيخ يدرس في المسجد الحرام امام ساند في المسجد الحرام بمكة المكرمة وعضو هيئة التدريس بجامعة الامة الكبرى. اسأل الله جل وعلا ان يوفقه وان يعلي قدره وان يفتح عليهم في هذه الامسية الطيبة المباركة وان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه انه جواد كريم. وخلي بينكم وبين الشرك. فليتفضل مشكورا ورحمة الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثات البدعة وكل بدعة ضلالة. ايها الاخوة الكرام هذه امسية مباركة طيبة التي نجتمع فيها في بيت من بيوت الله تحت سقف من اسقف هذه المساجد العامرة بالصلاة وذكر الله. وانا الله عز وجل بكرمه ومنته وفضله كما جمعنا تحت سقف هذا المسجد ان يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله ثمان هذا المجلس المبارك الذي يعقد في بيت من بيوت الله لمدارسة امر يتعلق به نجاة العبد وسلامة وعاقبة امره في اوله واخره لهو مما يتحتم على المرء العناية به. ثم انا ننتظر الصلاة الى الصلاة في بيت من بيوت الله وتلك غريمة اخرى. فاذا ما جللت بثالثة ورابعة وجدنا ان في بيت الله عز وجل نذكر الله وانا لنرجو ان تحفنا ها هنا الملائكة وتغشانا الرحمة وان تنزل علينا السكينة وان يذكرنا الله فيمن عنده الحمد لله على كرمه ومنته وفضله. ثم ان هذا الفضل بعد فضل الله يعود الى اخوتنا الكرام الذين رتبوا وهيئوا اعانوا لمثل هذا اللقاء فلهم خالص الشكر والدعاء من الله الكريم المنان ان يكرمهم بفضله وان يرفع درجاتهم وان في امر دينهم ودنياهم. الاخوة الكرام في المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بمحافظة بيش. على ترتيبهم وتنسيقهم وعنايتهم فكتب الله اجرهم وسدد خطاهم ورفع مكانتهم واتاهم من لدنه اجرا عظيما احبتي الكرام الموضوع في الدقائق الاتية كما سمعتم له كيفية التعامل او كيفية تعامل المسلم مع الفتن. ها هنا مقدمات قبل ان نخوض في تفاصيل الموضوع فاذنوا لي من غير تطويل ان اقول احبتي الكرام. حديثنا عن الفتن يأتي في سياق تعيشه الامة اليوم يموج بالوان والوان من امواج كالبحار تعصف بالمسلم ذات اليمين وذات الشمال والمسلم اعز ما عليه في حياته دينه واسلامه وعقيدته بربه. وهي اثمن ما يملكه واعز ما يخشى عليه من الزوال واحدنا لا يدري متى يبغته الموت. فاخشى ما يخشى احدنا والله ان تحين عليه ساعة الاجل ودينه في خطر واسلامه الذي هو اعز ما ينفذ قد يفقده في غمضة بصر. وذاك الذي جاءت به نصوص الشريعة لتصون العباد نعم الشريعة التي بينت ان الحياة التي نعيشها على ظهر هذه الحياة ليست تخلو من الفتن ولا يسلم منها احد هي الشريعة التي جاهدنا بطوق النجاة. وامدتنا بحبال السلام وبينت لنا المخارج التي يقصدها العبد اذا كما رام الحفاظ على دينه وسلامة معتقده. فالله عز وجل ما ترك عباده حمله. ولا جعلهم بين طيات الفتن يضيع احدهم سدى. والله عز وجل كريم رحيم بعباده. رؤوف بهم عالم بما في الصدور سبحانه وتعالى من اجل ذلك كان هذا المجلس الذي الذي نتحدث فيه عن امر كما قلت لن يسلم منه احد. وها هنا مقدمات بين يدي هذا الموضوع هي لاحاطة الحديث عن قضية نتبصر بها جليا. اولا يراد بالفتن يا كرام الموضوع العام الذي يدور حول الامتحان والاختبار والابتلاء. اذا فهمت هذا وقد علمت ان الحياة الدنيا الحياة ابتلاء فاذا هي حياة الفتن. نعم. حياتي وحياتك التي نعيشها نصبح فيها ونمسي ونغدو ونروح ونبحث عن لقمة العيش ونعيش بين الزوجات والاولاد ونستمتع بالمباحات هو انغماس في الفتن. اريد ان اقول لا تظنن ان الفتنة اذا اطلقت فيراد بها التعذيب والاضطهاد الذي يصد المسلم فيه عن دينه. تلك صورة من صور الفتن لكن الحياء التي نعيشها على ظهر هذه الارض كلها حياة فتن. يقول الله سبحانه وتعالى احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. فالحياة لا تخلو من فتن ولن يسلم منها احد هذه مقدمة اولى لابد من الاحاطة بها. اما الثانية رعاكم الله. فالحديث عن هذه الفتن يأتي في الوان وطبقات وانواع وليست صورة واحدة ونمطا يعيش عليه الناس كلهم في انحاء الفتن. هي الوان والوان كما اسلحت الفتن ربما كانت خيرا تعيشه في الحياة. فالمال فتنة. والزوجة والاولاد فتنة والصحة فتنة. والعافية فتنة كما ان الفقر والجوع والمرض وفراق الزوجة والولد هي ايضا من الفتن. قال الله سبحانه ودبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون. وقال الله سبحانه يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا فاحذروهم وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم. انما اموالكم واولادكم فتنة. والله عنده اجر عظيم. فحتى تفهم هذا جيدا فالمراد به انه شيء يشغل العبد. وربما كان سببا في انصرافه المقصود الاعظم الذي من اجله خلقه الله وهو توحيده وافراده بالعبادة واداء ما له من الحق سبحانه وتعالى. ليس المقصود ان الزوجة في ذاتها فتنة وان الولد فتنة وان المال فتنة لكن من طبيعته ان يكون كذلك. فاذا ما تبصر العبد بطرق الشريعة التي يتعامل بها مع هذه الامور في الحياة زدت قدمه والعياذ بالله فهوى في مراتع الفتن وانقلب على عقبيه نسأل الله السلام. الامر الثالث يا كرام اذا ما فهمنا ذلك ادركنا ثالثا ان لكل زمان فتنته. اذا فهمنا ان الفتن تحيط بنا وهي جزء من مكونات الحياة التي نعيش. فانه لكل زمان فتنته. ابصر معي. ما الفتنة التي عاشها الزمن اول من مسلمي هذا الدين من الصحب الكرام رضي الله عنهم كانت فتنة الانتقال من الكفر الى الاسلام. وفتنة الاضطهاد خذ عن سبيل الله والتعذيب وما وجده الصحف الاوائل والسابقون الاولون من ضرب وحبس واسر وقتل وتحريق وتهجير وطرد وملاحقة وعدوان. كل ذلك فتنة. ثم توالت الايام وتعاقبت السنون. وتوالت ومهما تمدد الاسلام وانتصر وعدت رايته واستقرت دولته الا انه لن يخلو زمن الفتنة عاش الناس ولا يزالون يتقدمون في الفتن حتى ادركنا هذا الزمان الذي نعيشه. فاذا بنا نبصر الوانا من الفتن ان لم تكن فتنة حرب وتشريده وتجويعه وفقر ومرض فان النعمة والرخاء تحفها الوان والوان من الفتن. سعة الحياة مرغد العيش فتنة والانفتاح على العالم بخيره وشره فتنة وتلك الابواب والقنوات والمنافذ التي اغدقت كالطوفان لا يصدها حاجز ولا يقف دونها باب ولا يحيط بها احد. هي ايضا من الفتن التي يعيشها الناس اليوم في حياتهم. تطور وسائل التواصل والتقانة التي فتحت ابوابها باعظم من ما يتصوره من كان قبلنا في الاجيال السابقة. والانفتاح على العالم حتى اصبحت القرية الواحدة. وطوفان العولمة الجارف كل ذلك ايضا يشتمل على الوان والوان من الفتن. اما الفتن التي تبقى في كل زمان ومكان ولا يختلف فيها عجيب. فتلك التي وصفها القرآن وبينتها السنة. الاموال والاولاد والازواج. والنساء وفتنة الشهوة شهوة البطن وشهوة الفرج وشهوة المال وشهوة النساء. كل تلك من الفتن التي يفتن بها العباد. وهذه التي لا تختلف في زمان او مكان هذا امر ينبغي ايضا التبصر به لفهم ما نتحدث عنه الساعة. الامر الرابع اذا كان لكل زمان فتنته فان فتنة اخر الزمان اشدها واعظمها. ذلكم ان اخر الزمان هو مستقر الفتن ومستودعها. نسأل الله السلامة وكم حذر نبينا عليه الصلاة والسلام لبيان التحذير الواجب لامته كيف يسلم احدهم من امواج الفتن التي تكون اخر الزمان بلغ به التحذير بابي وامه عليه الصلاة والسلام ان يبين لامته ان الفتنة تبلغ اخر الزمان الى الحد الذي يمكن ان نصبح فيه الرجل مؤمنا ويمسي كافرا. نسأل الله السلامة. او يمسي مؤمنا ويصبح كافرة هل تخيلت انه قد يبلغ باحد من العباد فتنة الى القدر الذي لا يبقى معه دينه واسلامه يوما بأكمله فقد يفقده في اي لحظة ما ذاك الا لشدة العواصف التي تضرب بها الفتن اخر الزمان. مهم استحضار مثل هذا يعني رغم تنوع الفتن وتعدد اشكالها ولا يسلم منها جيل ولا يخلو منها زمن الا انه كلما تأخر الزمان باصحابه وكلما امتدت الحياة واقتربنا من الاخرة فانا نقترب من فتن هي اشد مما قبل مهما بلغ من الفتن التي مرت بالامة فيما نقرأ عنه في التاريخ او نسمعه او نحدثه ونحدث به فاعلم تماما ان ما يكون في اخر الزمان زمان هو اصعب واشق واشد فيتحتم على العباد اهل الاسلام ان يتفطنوا للفتن ويلتفتوا لتحذير الشريعة ويأخذوا باسباب النجاة. اخيرا عندما نتحدث عن الفتن نتحدث عن وصفها الذي جاءت به النصوص الذي ايضا جاءت به ادلة الشريعة ببيان كيف يسلم العباد وينجو احدهم منها. النصوص الشرعية التي بينت لنا كيف نعيش في الحياة؟ وكيف نتقلب في نعيمها المباح؟ وكيف نأخذ فيها بما اباح الله عز وجل من اسباب العين هي النصوص التي بينت لنا الحلال والحرام وضوابط الاخذ بتلك المباحات وان المباح وان كان مباحا ربما كان سبب من حيث الاغراق فيه وتجاوز الحد المشروع كان سببا في الوقوع الافتتان. الا يفتن الرجل بماله الا يفتن بما اتاه الله من سعة عيش ورغم؟ الجواب بلى. كما يفتن احيانا بولده او بزوجه. هي كذلك الامور المباحات ان لم تضبط بضوابط الشريعة. فالشريعة التي جاءت ببيان الفتن جاءت بالتحذير منها. ومن هنا يا كرام كان الحديث عما نقرأه في اجيال المسلمين بدءا من الصحابة رضي الله عنهم. ثم ما الذي توالى من بعدهم في حياة وقرور المسلمين حتى يومنا هذا اخذا بالاسباب الشريعة المنجية التي تسلم بها اديان العباد وعقائدها واسلامهم في الفتن دوما ما يعم الظلام فلا تبصر الحقائق. وتطيش العقول فلا يبقى معها تفكر في الفتن لا يبصر العبد باب النجاة اذا اطبقت الفتنة بظلامها وقد التفت الصحابة الاوائل رضي الله عنهم الى هذا المعنى في الفتن فكان لهم فيها عبارات تبين شدة خطرها عندما تسمع كلاما لامير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. وهو يصف الفتنة ويحكي واقعها عن خبرة ودراية من صحابي جليل ادرك مراحل الاسلام منذ بدايته. فهو اول مسلم من صبيان رضي الله عنهم وزوج بنت النبي عليه الصلاة والسلام وابن عمه الذي تربى معه في حجره ثم ادرك معه مراحل الدعوة مختلف اطوارها ثم ادرك رضي الله عنه المحنة والاذى بمكة ثم ادرك الهجرة ثم ادرك موت النبي عليه الصلاة والسلام واستخلاف الناس ابي ابا بكر رضي الله عنه ثم ادرك ما حصل زمن عمر رضي الله عنه من الفتنة وقتله. ثم ادرك ما حصل زمن عثمان والموجة المضطرب الذي اودى بحياة خليفة المسلمين وامير المؤمنين قتلا وعدوانا وظلما. ثم عاش اوج الفتنة رضي الله عنه زمن خلافته عندما حملت السيوف ورفعت واريقت الدماء والتقت صفوف المسلمين مقتتلون فادرك رضي الله عنه الفتنة حتى بلغته في نفسه فقتل شهيدا رضي الله عنه وارضاه. اذ تسمع وصفا من صحابي كهذا ومن امام من ائمة المسلمين كهذا وبالرجل عائشة او ضاع الاسلام ومراحله التي عصفت بها الفتنة فانك تأخذ وصفا للفتنة من خبير به رضي الله عنه وارضاه. يقول فيما نقل عنه رضي الله عنه بواسطة يقول تبدأ في مدارج خفية. وتؤول الى فظاعة جلية. فتزيغ قلوب بعد استقامة وتضل رجال بعد سلامة. وتختلف الاهواء عند هجومها. من اشرف لها قصمته من اشرف للفتن يعني وقف لها وتصدى وواجهها. من اشرف لها قصمته ومن وفيها حطبته ثم يوجه رضي الله عنه بعد ذلك الى اجتناب الفتن فيقول فلا تكونوا انصاب الفتن واعلام البدع والزموا ما عقد عليه حبل الجماعة. وبينت وبنيت عليه اركان الطاعة. واقدموا على الله مظلومين ولا تقدموا عليه ظالمين. امثال هذه العبارات هي اضاءات في طريق ما نتحدث عنه الليلة يا كرام. ما والتعامل مع الفتن وكيف للمسلم في زمان كهذا الذي نعيشه ان يسلم له دينه. فاعلموا رعاكم الله قبل تعداده الابواب الشرعية التي بينت منهاج المسلم في تعامله مع الفتن انه كلما دار حديثنا الليلة عن الفتن منها والنجاة من الافتتان بها فانه محمول على الفتنة بمفهومها العام. خيرها وشرها. والفتن كما اسلفت ادناها حديث الرجل نفسه. وما تهم به نفسه الامارة بالسوء فانها فتنة ايضا. عندما يحدث احدنا نفسه ذات ليلة ان يبيت من غير اداء واجب. او يصبح على غير نية ادراك صلاة الجماعة. او يعقد العزم على حرام والعياذ بالله او ليتعدى حدا من حدود الله هي فتن. وعندما تراوده نفسه الامارة بالسوق الشهوة الحرام نظرا سماعا وكلاما شهوة فرج وشهوة بطن هي فتن يصارع فيها دينه واستقامته وصلاح حاله مهما زين الشيطان له ابواب المعصية وقرب له حبالها وارخى له ستارها. هي فتن. هذه عدة مراتبها. الفتنة التي احدنا بينه وبين نفسه. هي فتن. وتأتي الدرجات في الفتن الى ما بعد الى ما شاء الله. فاعلاها تنو التي تعصف بالامة فتن النفوس والاموال والاعراض. نسأل الله السلامة. الفتن التي تعرض فيها اديان العباد اعراضهم ودماؤهم واموالهم على طبق. فيتعدى علينا خلق من خلق الله. فيهتكون الاعراض ويتعدون على الحرمات اذا ايضا غشيها اناس من بني الاسلام فخاضوا فيها نسأل الله السلامة. وما بين تلك المرتبتين تأتيك الفتن التي ربما عاشها الانسان في اهل بيته عاشها في وظيفته وكسب عيشه عاشها فيما تراه عيناه من قنوات الاعلام وما ما يعيشه من حوله من تأجيج واضطراب فيما يشهده حوله من دول الجوار وافتتان الناس وابتعادهم او اقترابهم من دين الله وصفهم عن طاعة الله واداء الواجب. كل تلك فتن. فحيث يدور حديثنا الليلة عن الفتن والسلامة منها والحديث عن مخارجها ومنهاج الشريعة في فتح ابواب النجاة منها فانه محمول على ذلك كله فان المأخذ فيه واحد لان في الفتن ايضا فيه واحد وهو ما يراد للمسلم الثبات فيه على شأن دينه والاخذ بالسلامة التي يضمن بها ان الله عز وجل قد سلم له دينه. فاعلموا يا كرام ان ابواب النجاة من الفتن والتعامل معها يسلم للمرء دينه تعود الى جملة من الابواب ولمآخذ يمكن اجمالها في النقاط التالية. اولا اعظم باب بالسلامة من الفتنة واكبر قاعدة من قواعد الشريعة في منهج التعامل مع الفتن هو اصل الخلق الذي من اجله خلقت انا وانت عبد الله وهو عبادة الله. نعم. قوة التوحيد وسلامة العقيدة وشدة الاتصال والتعلم والافتقار الى الله اساس النجاة. بداية لن يسلم للعبد دينه الا اذا لجأ الى ربه. او ليس ربنا سبحانه وتعالى خالق القلوب ومقلب القلوب والعليم بما في الصدور. اليس هو سبحانه الذي يعلم ما يصلح للعبد وما فلا يصلح له اين ترجو النجاة الا عنده سبحانه. واين يضمن احد لنفسه ثباته على دينه الا باذن ربه الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير سبحانه وتعالى. والله عز وجل قد بين في كتابه هذا المأخذ فقال ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. الصراط المستقيم والثبات على الدين وسلامة الدين للمرء وان يلقى الله عز وجل باسلام سليم وبقلب سليم وعقيدة سليمة وفتن لا تضره في دينه ولا يخسر معها اعتقدهم هي في اللجوء الى الله والافتقار اليه سبحانه وتعالى. هي المأخذ الذي يسلم فيه للعبد ما يخشاه في اوج الفتن عندما دلت الشريعة على انه قد يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا فلا نجاة والله الا من الله واذا اتى الله عز وجل للعبد سلامة من الفتن فلا تسأل كيف ستفتح له ابوابها. اذا اذن الله للعبد بالسلامة من فتنة عصفت بالبلاد والعباد. فلا والله لا تظن انها تحتاج الى علم غزير وامامة تدين طويل وتاريخ بعيد في الاسلام والعمل الصالح. اذا كتب الله لعبد نجاة وسلامة من الفتن فتحت له الابواب من حيث لا يحتسب ولا ينجو في تلك العواصف التي تعصف بالعباد والبلاد الا من سلمه الله. ومن عصمه الله ومن وقاه الله سبحانه وتعالى وهذا ارجى ما يكون في صدق العبد في علاقته بربه. يا رجل كلنا يشهد ان لا اله الا الله وكلنا بمقتضى ذلك يجب ان يحب الله. وان يخاف الله وان يرجو الله. لكن تدري اين الفرق الذي يتفاوت فيه العباد واهل الاسلام وفي صدق تحقيق هذه المعاني في القلوب. اينا اشد صدقا في حبه لله؟ اينا اكثر خوفا من الله اي دون اعظم رجاء فيما عند الله؟ ايون ذاك الذي ملأ قلبه تعظيما عظيما لله سبحانه وتعالى صدقوني المسألة لا تتوقف على كثرة عملي ولا اجتهاد في طاعة تلك امارات خير ولا شك لكن والله ربما كان الرجل قليل صيامه في النوافل قليل صلاة في النوافل يكاد لا يؤدي الا الواجب ولا يتجاوز ذلك لكنه عفيف لساني عفيف البصر عفيف القلب. فاذا ما افصحت او اذا ما انكشف لك حجاب الغيب وابصرت ما في قلبه ابصرت حبا تعظيما لله واتصالا صادقا بالله مثل اولائك اقرب الى النجاة في موج الفتن من غيرهم ممن يبدو ربما اكثر منهم علما او عملا او اكثر او اقدم استقامة ودينا وصلاحا. المسألة في تلك لا تخضع الى معايير الظاهر كلما كلما اشتد وابتعد وابتعد وامتد رسوخ المرء في باطن. فان ثباته في الظاهر يكون اقوى الاشجار لا تقاس بطولها في السماء في الثبات والتعمير والوقوف امام العواصف والاعاصير بل بقدر ما امتدت جذورها في باطن الارض تثبتها وتزيدها رسوخا. ذاكم هو شأن الباطن وعمل القلب في صدقه وافتقاره الى الله سبحانه وتعالى احبتي احدنا لم يتجاوز في ايمانه ايمان الانبياء عليهم السلام. ولم يكون احد والله فوقه في درجة ايمان وصدق ومعرفة بالله سبحانه وتعالى. تصفح احوالهم وانظر في اخبارهم وما حكى القرآن عنهم. تندهش والله من شدة ما حكى القرآن من افتقارهم الى الله وبراعتهم الى الله وتبرؤ انفسهم من ذواتهم امام رحمة لا موسى عليه السلام يقول ربي اني لما انزلت الي من خير فقير. ونوح عليه السلام يقول ربي اني اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم الا تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين. وابونا ادم عليه السلام امنا حواء يقولان ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. وعيسى عليه السلام يقول سبحانك لا يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته. تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغفور ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. فلما توفيتني كنت انت عليهم وانت على كل شيء شهيد. المقصود يا احبة ان اعظم اسباب النجاة هو ما يؤسسه المرء في قلبه من علاقته بربه اي والله ما حاز عبد سببا من اسباب النجاة والسلامة من الفتن اعظم من شدة اتصاله بربه وقوة تعلقه به سبحانه تعظيما حبا خوفا رجاء توكلا استعانة جاب لك قلبك بكل شيء سوى الله. ولا تبقي في قلبك متعلقا غير الله. وستنظر كيف يكتب لك الثبات والنجاة والرسوخ عندما يصدق المرء في صلته بربه عز وجل. ذاك الرجل جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام. وقدم معلنا اسلامه ولما قدم على النبي عليه الصلاة والسلام لحقه في غزوة فاتاه. فاذا به قد شارك فلما جاء اخر النهار وجمعت المظانم واوتي بها فجمع له حظه فجيء بالرجل فقال له هذا قصفك من الغنيمة قال يا رسول الله ما على هذا اتبعتك؟ فقال فعلام اتبعتني؟ قال اتبعتك على ان اقاتل معك واصبر معك اجاهد في سبيل الله بايعتك واتبعتك على ان ارمى بسهم فيدخل ها هنا فيخرج من ها هنا. وابى ان اخذ حظه من الغنيم ثم انطلق ولما كان في قتال اليوم التالي اوتي الرجل به محمولا الى النبي عليه الصلاة والسلام وقد وقع السهم حيث اشار. فلما اوتي به الى النبي عليه الصلاة والسلام سأل متعجبا اهو هو؟ هو الرجل الذي قال المقام امس قالوا نعم يا رسول الله. قال صدق الله فصدقه الله. يا قوم الذي بيني وبين الله وبينك وبين الله ما يعلمه احد الا الله. ليست فقط تؤمن لك سكينة قلب وطمأنينة روح بل هي والله معتصم السلامة والنجاة ان يحفظ الله لك دينك. والله ما يخذل الله عبدا صدق في صلته بربه. اتظن انك لما في قلبك اتصالا بالله وشدة تعلق بالله ان يخذلك الله اذا ما جاءت الفتن بامواجها فطغت وطمت وعمت ما يقدر الله عبده الصدقة في الالتجاء اليه وطرق ابوابه واتى اليه متمسكا بحبله المتين. اما ثاني الاسباب التي النجاة وتبحث بها السلامة للاديان والصوم من الفتن هي اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمساك المرء بهديه القويم عليه الصلاة والسلام اولسنا نتفق يا اهل الاسلام ان لا هدي في البشر اكمل من هدي عليه الصلاة والسلام وان لا حياة اشرف من حياته والا سعادة لبشر فوق ظهر هذه الارض كمثل سعادة حياته عليه الصلاة والسلام حدثوني اي سعادة عاشها؟ الغنى كثرة المال المتع في الحياة وهو الذي كان ربما يبيت الليالي متتابعة طاويا لا يجد طعاما هو واهل بيته عليه الصلاة والسلام. والذي قال له ربه لا تمدن عينيك الى ما متعنا ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه. عاش حياته عليه الصلاة والسلام في اكمل ما يعيشه بشر. ماذا كانت حياته كيف كانت بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام ايامه ولياليه التي عاشها في حياته قائما بدعوة الدين بدعوة ربه وتبليغ وحيه هذا منهج عظيم وسيرة نبوية حافلة ما زال اهل الاسلام يعتنون بها. اوما سمعت قول الله عز عز وجل في كلمتي اثنتين لاهل الاسلام. وان تطيعوه تهتدوا. هي كلمتان من اراد الهداية وسلوك سبيل النجاة فليس له الا طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه سنته يا كرام غاية خفاقة ترفرف من اراد الظل جاء تحتها. ومن اراد ان يسلك سبيل النجاة مشى خلفها سألك عبد طريق السنة الا سلم. ولا حافظ مسلم على السنة الا سعيد. ومن اراد السلامة ظاهرا وباطنا فليلزم السنة ولا دخل احد جنة الله يوم القيامة الا من طريقه عليه الصلاة والسلام. افكان طريق يأخذ بك الى جنة عرضها والسماوات والارض يوم القيامة ما يضمن لك باب النجاة من الفتن في هذه الحياة؟ يقول عليه الصلاة والسلام فيما اخرج مالك والحاكم تركت في امرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما. كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. الحديث ها هنا لكن اعلم عبد الله انه ما رزق عبد حب السنة الا وجدته من الموفقين في الحياة. السنة ظاهرها وباطنها صغيرها وكبيرها. لا تظن ان السنة فقط ما تؤديه في صلاتك ووضوئك وحجك وعمرتك. نعم هذه سنن عبادات لكن ثمة سنن في الحياة في الطعام والشراب المنام والاستيقاظ الصبح والمساء في البيت في الخلاء في السوق مع زوجة مع الاولاد مع الجيران كيف تصبح وتمسي كيف تأكل وتشرب؟ ما مات عليه الصلاة والسلام وطائر يقلب جناحيه في السماء الا علمنا منه علما. ما مات عليه الصلاة والسلام الا وبين للامة ابواب الخير والنجاة والسلامة. ولا الا حذر منه صلى الله عليه وسلم. فيا قوم السنة هنا بمفهومها العظيم الواسع الشامل ان تبحث عن هديه قبل عليه الصلاة والسلام في كل شهر من شئون الحياة. من رام النجاة. من قصد السلامة. من بحث عن الحفاظ على فليلزم سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اعمر بها حياتكم واملأوا بها قلوبكم وفضلوا بها انس امسكوا في بيتكم وداركم وسوقكم وكل بقعة من بقع الحياة. وليكن شعار احدنا في هذه الدار وهو يعيش باحثا عن قول الامام سفيان رحمه الله ان استطعت الا تحك رأسك الا باثر فافعل. متى كانت هذه منهاجا لنا ان السلامة من اوسع ابوابها. ثالثا في سبل النجاة من الفتن وكيفية التعامل معها. اصل عظيم من اصول الشريعة الغراء واحد محكماتها المحكمة الراسخة لزوم الجماعة. وترك الفرقة والشتات نعم اذا ما عمت الفتن فالنجاة فالنجاة في الاقتراب من الجماعة وعدم الشذوذ والخروج عنها. جماعة المسلمين جماعة الاسلام ورايته العظمى اما الخلقة والشتات فلن تكون الى مزيدا للفتن التي تعصف بالامة شرقها وغربها والله عز وجل قد قال لنا امة الاسلام واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقالوا ان هذا صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. المقصود هنا جماعتي يا كرام جماعة الاسلام جماعة المسلمين في البلد في المنطقة في العالم ان يكون المسلم مع الجماعة فيسلم له دينه بينما اذا اشتد وافترق واختلف كانت الفرقة والهلاك والشتات. وان المسلم مع المسلم اقوى منه وحده. والله عز وجل قد جعل في اجتماع المسلمين قوة وهيبة وسلامة وصلاحا لحال دينهم ودنياهم. والنصوص الاخرة بلزوم جماعة وترك الفرقة والشذوذ والخلاف تدلك تماما عبد الله على انه ليس من الشريعة ولا من اصول ولا من محكماتها ان يشد المرء فيما يضله صوابا في مواقف الفتن بل يلزم جماعة الاسلام والمسلمين. لما اختلف بعض الصحابة رضي الله عنهم في استخلاف ابي بكر رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت النجاة في اخذ ما صارت اليه الجماعة وان يترك البعض رأيه في استخلاف بعض الانصار او جعلها امارة بينهم وبين المهاجرين او انتقالي الى احد بعينه وان ما صار اليه الامر في الرضا بابي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة نجاة وسلامة واخذ بمجامع الامر ومعاقده. علمنا النبي عليه الصلاة والسلام كيف تكون الجماعة اسلم من الاختلاف. وانها ترك فيها بعض المطلوب شرعا تكون هي المقصودة بعينها في مواضع الفتن. لما تطاول الخبيث عبدالله بن ابي بن سلوم على عرض النبي عليه الصلاة والسلام في حادثة الافك في غزوة بني المصطلق وجعل يشيع خبر الفاحشة في ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وانتشرت اقاويل وبدأت كالسم الزعاف الذي يسقي فيؤذي قلوب اهل المدينة كان اعظم المتأذين بذلك الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. عرضه وزوجته احب نسائه صعد المنبر يوما فقال من لي برجل قد بلغ اذاه في اهلي؟ عرف الناس من المقصود وانه الخبيث رأس الافعى عبدالله بن ابي فقام بعض الصحابة فقال اتحب ان نقتله يا رسول الله؟ تماما كما حدث مع كعب ابن اليهودي الذي كان سببا في تأجيج الحرب يوم احد. واشاعة البغضاء وتأثير قريش على الرد والثأر وما كان يتعدى به على اعراض الصحابة والتشبيه بنساء الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. لما قال هناك من لكعب بن الاشرف فانه قد اذى الله ورسوله. قام محمد بن اسلمة فقال انا يا رسول الله. اتحب ان اقتله؟ قال نعم. فكانت القصة التي اجتمع فيها خمسة من الصحب الكرام فقتلوا كعب ابن الاشرف وسط حصنه وديار قومه. فلما تكررت العبارة مع عبدالله بن ابي قال من برجل قد بلغ اذاه في اهلي. فقام بعض الصحابة فقال اتحب ان نقتله يا رسول الله؟ وقد عرفوا من المقصود فما ان اتم عبارته حتى اجابه اخر. فقال كذبت ما تقدر عليه والله. والسبب ان عبد الله ابن ابي كان لبعض دور الانصار فقامت الحمية بينهم لانه حليف الخزرج افيكون من الاوس من يزعم انه سيتعدى على حليفهم قامت الحمية وتثاور الحيان الاوس والخصرج بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وهو لا يزال على المنبر ما نزل بعد فتثاور الحيات وكثر اللغط ورأها فتنة قد اشتعلت بينهم. فماذا كان الهدي النبوي؟ باختصار صار اغلاق هذا الملف اذا كان سيؤدي الى فرقتي. اسألكم الان سؤالا اليس يتفق الكل على ان عبد الله ان ابي خبيث ذو شر مستطير. وانه قد بلغ به من مواقف الكفر الصريحة. التي لا يختلف فيها احد الا يتفق الكل ان قتله كان مطلبا؟ الا يرى الكل ان قتله سيكون صيانة للاسلام وحفاظا على المسلمين في المدينة ومع ذلك فترك عليه الصلاة والسلام كل ذلك اذا كان سيكون مآله فرقة بين اهل الاسلام. ما تجاوز ان سكنه عليه الصلاة والسلام وهدأ ما ثار بينهم من اشتداد في الحوار ونزل من على المنبر ولم يفتح هذا الموضوع بعد قضى عليه الصلاة السلام يا قوم والله هي دروس وعبر. كيف ان الحفاظ على الجماعة؟ والالفة واتحاد كلمة اعظم من تنفيذ بعض المطالب وان كانت مقصودة شرعا. اذا كانت سيترتب عليها شر وفرقة وفتنة واختلاف. الباب الرابع الذي ترجى فيه السلامة من الفتن والحفاظ على الدين. وهي من منهاج الشريعة في التعامل مع الفتن طلب العلم وتحصيله. فان علم الشريعة منجم فيه ابواب الشريعة وقواعدها وضوابطها. علم الشريعة هو العلم بمراد الله. ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم واذ تحدثنا عن الحياة السعيدة في الدنيا والاخرة فانها مناطة بما جاءت به نصوص الشريعة. علم وقوف على مفاتيح النجاة. واخذ باسبابها وطرق لابوابها. ما عرف عبد باب سلامة من الفتن كمثل طلب العلم واولى الناس بالسلامة في مواقف الفتن اولو العلم. واحرصوا الناس على بيان الحق للناس في ايام الفتن اهل فكان طلب العلم ولم يزل مطلبا عظيما راسخا. وخذوا هذا الموقف ايضا زمن النبي عليه الصلاة والسلام. لما ارسل ابن الوليد رضي الله عنه في سرية دومة الجندل في شمال الجزيرة. فقدم علي فكان الحصار عفوا فكان كانت المباغتة لما دخل عليهم خالد وقد صبحهم فغزاهم فجعل اهل البلد يقولون صمأنا صبأنا يريدون ان يفهموا اسلامهم ما احسن ان يقولوا اسلمنا؟ وذلك انهم طالما سمعوا ان النبي عليه الصلاة والسلام بمكة لما جاء بالدين الجديد انه صامه لما كانت قريش تشيع هذا المصطلح صبأ محمد. وان اي مسلم لحقه وتبعه في دينه يقال فلان قد صطأ مع محمد فاصبح هذا مصطلح اعلامي كما يروج اسم الارهاب اليوم عن الاسلام والمسلمين. فاذا كان يريد ان يقول مسلم يقال يقول صامد خطأ الاعلام في المفاهيم المقصود ارادوا ان يقولوا اسلمنا فما احسنوا فجعلوا يقولون صبأنا صبرنا. فاعمل خالد رضي الله فيهم السيف والقيد قتلا واسرا. قال هذا اصرار على الكفر وتصريح به. وامر ان يقتل كل اسيره الذي تحت يده ففعلوا ذلك لكن عبد الله ابن عمر ابى وكف وامتنع. ورأى ان هذا ليس مما تدل عليه قواعد الشريعة لما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام واوتي بالحادثة وقد قتل عددا منهم وعرضت عليه القصة بتفاصيلها والحديث في البخاري ما زاد عليه الصلاة والسلام على ان رفع يديه وقال اللهم اني ابرأ اليك مما صنع خان ثلاث مرات لا يجوز تبريغه او تسويغه. اناس ارادوا الاسلام فكان الواجب حقن دمائهم. وان يعصم دماءهم وانفسهم واعراضهم. ثم تحمل دياتهم عليه الصلاة والسلام ودفعها اليهم لانه قتل خطأ. المقصود ان خالدا رضي الله عنه على امامته وقيادته في الجيوش. وانه القائد المظفر الذي لم تعرف له ساحات هزيمة ولا انكسارا وانه سيف من سيوف الله كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم رغم ذلك مواقف الفتن والاختلاط لا يعصب فيها الا العلم وليست الخبرات الميدانية ولا القيادات في الجيوش ولا الفتوحات ولا التاريخ والرصيد العظيم الذي ظفر به خالد رضي الله عن الجميع. الامر السادس الذي تلتمس فيه النجاة من الفتن ويعتصم به المرء ويسلم له دينه السلامة من الفتن وترك الخوض فيها الاعتزال. اعتزال مواضع الفتن. وهذا يراد به اذا كانت الفتن عامة وغشيت مجتمعات المسلمين وبلدانهم فان الاعتزال منها هو احد ابواب السلامة. وقد اثر عن ابن عباس رضي الله عنه دوما مقولته لا اعدل بالسلامة شيئا. ولما وقعت الفتن اخر خلافة عثمان رضي الله عنه وتحيز الصحابة وصارت الفتنة قتل الخليفة ثم كان ما كان من اضطراب واختلاف مواطن وانقسام الصحابة الى فريقين وكل ذلك من فتن بقي بعض الصحابة معتزلا لها كعبد الله بن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص الذي اصر عليه والده عمرو بن الله عنه على المشاركة فاستجاب برا بابيه فكانت السلامة مع من اعتزل الفتن ولم يشرك في احد احدى الطائفتين ولا خرج معه في شيء من المواقف. فاذا ما كانت الفتنة ترفرف رايتها وتموج اعلامها فان السلامة الاعتزال وعدم الخوض فيها وتركها والبعد عنها فانها باب نجاة. كذلك هي الفتن يا كرام في شأن التعدي على اعراض المسلمين وخصوصا دعاتهم وعلماؤهم واولو الخير والاصلاح والبر والاحسان فيهم. فربما تعدى على اعراضهم بعض من لا يرقب في مسلم الا ولا ذمة. وربما كان هذا حديثا متداولا وربما ساعة واليوم مع وسائل فاذا ما اشيعت شائعة عن عالم وداعية وطالب علم ومعروف بنصحه للبلد والمجتمع ولعامة المسلمين وخاصتهم ولامرائهم وحكامهم فاذا ما اشيعت زلة او خطأ او موقف ما تسارع الناس في تناقل ذلك. فربما كان احدنا شريكا في اظلام نار الفتنة من حيث لا يشعر بتداوله وافساده والتفرج على ذلك ودعوة الناس اليه. تلك مشاركة في الفتنة والسلامة في الاعتزال عنها والبعد عن المشاركة بها يسلم لاحدنا دينه يا كرام. بالله عليكم اليست مجازفة ان يتعدى مسلم على مسلم فيتهمه في دينه او عرضه عندما تكون المجازفة فيها احتمال بنسبة ما ان يكون هو الغالب فيها من قال لاخيه يا كافر اذا قال المسلم لاخيه يا كافر ولم يكن كذلك فقد حار عليك فان كان كذلك والا حار عليه فقد باء بها احدهما. يا اخي هذه عبارات والله تزلزل القلوب. ان كلمة تخرج من فمك تتهم فيها مسلما بكفر فيها احتمال خمسين في المئة ان تكون انت الخارج عن الاسلام بتلك الكلمة التي نطقت بها والله ما يقدم على هذا عاقل. اذا رأى ان كلمة يمكن ان تكون المجازفة بها مغامرة قد تؤدي الى ما له من دينه وسلبه لاسلامه. فلما المغامرة؟ ليبقى لك دينك؟ وما فائدة العبد ان يتسلط على اديان والحكم على عقائدهم. من قال لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما. فالاعتزال عن مواضع الفتن وباب من ابواب السلامة التي دلت عليها الشريعة وحثت عليها العباد. السابع في ابواب السلامة في ابواب السلامة والنجاة الاحاطة باهل العلم الراسخين وسؤالهم وغشيان مجالسهم. تقدم قبل قليل ان طلب العلم نجاة لكن طلب العلم قد لا يتأذى لكل مسلم وقد لا يرزق عبد طلب العلم في حياته او لا يفتح له بابه. والناس في هذه الحياة درجات وبعضهم فتح له باب العلم والاخر انشغل في الحياة في ابوابها ومسالكها. فان لم يكن احد طالب علم فليكن قريبا من اهل العلم. فان معهم اطواق النجاة. وقد تقدم معك انهم اقرب الناس الى معرفة ابواب الخير بما اتاهم الله من علم الشريعة. وقد قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. والعلماء نجوم السماء علماء الشريعة الربانيون الراسخون الهداة المهتدون ينظر العباد الى سمتهم الى شأنهم ويستفتونهم في امر فانهم بما اتاهم الله من علم. وفتح لهم من ابواب الفهم اقدر على تقدير مواقف الفتن. والدلالة على سبل النجاة فيها فهي ايضا باب من ابواب النجاة وسلم من سلالم العصمة من الوقوع فيها. سابعا من الاسباب التي تلتمس فيها النجاة وهي من منهاج الشريعة في التعامل مع الفتن يا كرام الدعاء. وسؤال الله جل وعلا السلامة والنجاة وطرق هذا الباب باستمرار وقد صح عند مسلم قوله عليه الصلاة والسلام وهو يدلنا كيف يرجو العبد سلامة دينه بسؤال ربه. يقول صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وفي ادعيته عليه الصلاة والسلام المأثورة التي نقرأها ونسمعها يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. ونحن نسأل الله عز وجل في دعائنا في كل ركعة في صلاتنا بالفاتحة الهداية الى الصراط المستقيم اقل ما يكون سبع عشرة مرة في اليوم بعدد ركعات الصلاة المفروضات. ومن زاد في النوافل زادت معه تلك الدعوة المباركة. فاعظم كمطلوب في الحياة سؤال الله الهداية. وان يهدي الله قلبه ودينه وعقله وفكره ولبه بما يحب ربنا ويرضى سبحانه وتعالى الدعاء الدعاء يا كرام لامر يسير جدا ان امور الحياة ظاهرها وباطنها بيد خالقها الكون فلن يمكن ان يرجو احد سلامة ولا سعادة ولا نجاة الا من الخالق جل جلاله. فاطرق باب ربك وتبرك مرر وجهك في التراب واسأله في اوقات الاجابة وليكن دوما لك صلة بربك عبر باب الدعاء اطرقه وارفع يديه ودوما قل يا رب واظهر فقرك وحاجتك. والله انه ليتأكد شأن الدعاء والتضرع الى الله في ايام الفتن تكون الظروف حادثة وتغشى فيها الغشاية والابصار. فلا يبصر فيها كثير من الناس مواطن السلامة ومواضع النجاة فيتعين على العباد سؤال ربهم سبحانه وتعالى. وان ختمت ها هنا فاختم بان من مسالك النجاة في السلامة من الفتن الاشتغال عنها بما هو انفع للعبد. نعم. فان من تصدى للفتن اغرقته ومن خاض فيها خسر دينه او شيئا منه. وما يمكن ان يشغل به المرء نفسه بشيء اعظم من اشتغاله بما هو انفع له. وقد قال السلف قديما نفسك ان لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل. فاذا كان الزمان زمان فتن وخاض الناس وماجوا في اي في باب من ابواب الفتن على ما تقدمت الاشارة اليه في صدر الحديث. فانه من اعظم وسائل النجاة الاشتغال بشيء نافع. ارأيت اذا خاض الناس فيما يتعلق بشأن الحكام والامراء او خاض الناس فيما يتعين بشأن الارزاق والاموال او خاض فيما يتعلق بوسائل الاعلام او خاض الناس فيما يتعلق باعراض العلماء والدعاة او خاض الناس في شأن الفتن او الشهوات اي فتنة كانت اذا ما عمت وطمت وشملت الناس وشغلت الصغير الكبير ارأيت في تلك المواطن اذا اتجه عبد بالقرآن وغشيان الحلقات وطلب العلم عندما يشغل نفسه بذلك يسلم له دينه لن يبقى له متسع للاشتغال بالفتن وتتبعها وقد مر بكم قول امير المؤمنين علي رضي الله عنه من اشرق لها قصمته. ومن غرق فيها حطمته فما ينبغي لعاقل ان يقصد مواضع الفتن. فاذا ما اقبلت ادبر هو عنها. وذلك منهج شرعي ايضا دل عليه حديث نبوي في قوله صلى الله عليه وسلم فيما اخرج مسلم بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم. ارأيت كيف ارشد الى اذا اردت السلامة من الفتن فاشغل نفسك بالعمل النافع. قال بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم. يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا. اخبر عليه الصلاة والسلام ان السلامة في الاشتغال بما هو انفع. وما رأيت احدا تصدى للفتنة واشتغل بها الا لما تفرغ لها. فلما انشغل بها شغلته. وما شغلته الفتن نسأل الله السلامة فانه لا يكاد ان يسلم منها. ختاما يا كرام كان هذا حديثا موجزا اشد الايجاز عما يتعلق بالفتن وطرائقها ومراتبها وانواعها وانه لا يسلم منها في الحياة احد وانه لكل زمان فتنته والفتن خير وشر كله يمكن ان تصيب العبد في دينه بمفهومها الواسع بينتها الشريعة. اعني الفتن وبمفهومها الواسع حذرت الشريعة منها وبينت للعباد اسباب النجاة منها مهما كانت الفتن فانها تجتمع في امور اربع حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام وارشدنا الى الاستعاذة بالله منها في دبر كل صلاة. قال عليه الصلاة والسلام اذا تشهد احدكم في صلاته فليتعوذ بالله من من فتنة المحيا والممات ومن عذاب القبر ومن عذاب جهنم. فنحن نقول في دبر كل صلاة اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال. هي فتن وجاء التعوذ منها بالسلام قراءتنا لسورة الكهف كل جمعة اي للسلامة من الفتن عموما وفتنة الدجال على وجه الخصوص. وقد بين عليه الصلاة والسلام ان من حافظ على قراءة اوائل سورة الكهف او اواخرها وحفظها كانت له عصمة من فتنة الدجال. هذه الامور مجتمعة سبل هي وصايا نستنصح بها ونتواصى بها يا كرام ونحن ندعو الله عز وجل ان يسلم لاحدنا دينه كما يسلم له دنياه والنجاة منها سلامة ومطلب شرعي. وكلما تقادم الزمان بالفتن وكثرت وعمت تأكدت العناية على احدنا دينهم وسلامة ما في قلبك ديننا يا كرام اعز ما يملكه احدنا. واثمن ما اوتي في حياته صلته بربه فالحفاظ عليها اعظم من كل شيء يملكه العبد في حياته. نسأل الله لنا جميعا السلامة في ديننا ودنيانا. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا نعيما يا رب العالمين. اللهم نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تمن علينا بقبول حسن ورزق واسع وعيش الرغيب. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا. وسلامتنا واسلامنا. اللهم وفقنا لما تحب وترضى. وخذ بنواصينا اهل البر والتقوى اللهم امنا في الاوطان والدور واصلح وارشد وسدد الائمة وولاة الامور. الهنا وخالقنا. من اراد واراد الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه. واجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره يا ذا الجلال والاكرام. نسألك يا ربي وانت خالقنا ومولانا ورازقنا والهنا نسألك يا ربي من كل خير خزائنه بيدك ونعوذ بك يا رب من كل كل شر انت اخذ بناصيته من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته يا الهنا يا الهنا يا رب العالمين. اللهم احفظ ابنائنا واخوتنا على الحدود والثغور. اللهم ثبت اقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على عدوك وعدوهم. واخلفهم يا ربي في اولادهم واهليهم بخير انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم انفرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا رحمن يا رحيم. اللهم الف بين قلوب المسلمين وحد صفوفهم واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نسألك ان ان تجعل لنا ولعبادك المسلمين خرجت قريبا ونصرا عاجلا. اللهم نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تحفظنا والمسلمين جميعا من شر الاشرار وكاين التيليفون جا ومن شر طوارق الليل والنهار يا سميع الدعاء. اللهم كن لعبادك المستضعفين في كل مكان. وايدهم بعزتك التي اتراق اللهم وفق عبدك خادم الحرمين اصلح يا رب له النية والبطانة والقول والعمل واجعله مباركا مسددا موفقا يا يا حي يا قيوم الهنا وربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات نسألك يا ربي من خير الدنيا والاخرة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك المصطفى ورسولك مجتبى محمد ابن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين