بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحابته وسلم تسليما كثيرا. اما بعد اخوة الاسلام ففي ظل ما تعيشه البشرية عموما وامة الاسلام خصوصا من هذه جائحتي التي ما تركت بلدا الا دخلته فطبقت الارض من شرقها الى غربها. وباء كورونا وقفات وتوجيهات. دعوة الى التأمل في احداث هذا الحدث وما يتعلق به من معالم ترتبط بديننا معشر المسلمين عقيدة وفقها وسلوكا. وقفات نتحدث فيها تجاه هذا البلاء العام والوباء الذي اصاب الناس ثم احاط بهم من الخوف والقلق والهلع والذعر والاحتياط ولزوم الدور الى غير ذلك من مظاهر الحياة التي لم تعهدها البشرية من قبل. بين يدي هذه المقدمات عن هذه الايات العظام التي تحدث في دنيانا معشر العباد. فان فيها ايات يرسلها الله جل جلاله تحمل في طياتها معاني الاتعاظ والادكار وايقاظ القلوب وايقاظ النفوس البشرية لمعرفة الحقائق. اسمعوا الى قول الله جل جلاله في ختام سورة فصلت سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. اولم يكفي ربك انه على كل شيء شهيد والذي يتأمل في هذا الوباء المعاصر كورونا يجد انه يجمع بين كونه اية في الافاق واية في الانفس. اما افاق فقد طبق الدنيا من شرقها الى غربها وتجاوز البحار والمحيطات وعطل الحياة واوقف كل شيء. واما كونه اية في النفس فما اصابها من مرض وما اصابها من وباء صعدت معها الانفس وتلفت الارواح وازدادت معدلات الوفيات. هي اية اذا ينبغي ان نعيشها بما تحفه الايات الربانية التي يسخرها الله سبحانه وتعالى. ومن ذلك المعنى العظيم في عظمة الله وتدبيره لهذا كون اثبت هذا الحدث عجز البشرية رغم تطور الحضارة المعاصرة. ورغم قدرتها على تطويع وتسخير كثير من جريات الحياة ومما سخر الله في هذا الكون الا انهم وقفوا امام فيروس مجهري لا يرى بالعين المجردة اذ عانا ان شيئا ما يفوق قدرة البشر لنعود الى عقيدتنا معشر المسلمين ونحن نكرر كل يوم وليلة الله اكبر فهو اكبر من كل ما يعيشه البشر في دنياهم باسبابها وتمكيناتها وحضارتها وادواتها. فعظمة الله وحقارة والإنسان قوة الله وضعف الإنسان غنى الله وفقر الإنسان كل ذلك نجده ملموسا واضحا في تلك الابتلاءات اما وتلك التقديرات الالهية التي تعيشها البشرية بقدر عظيم من الصعوبة والعجز التي تحفها تلك المعاني نجد ايضا ان من معاني الابتلاءات والايات العظام ما اراده الله عز وجل من رجوع العباد اليه وتضرعهم بين فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. فيتضرعون ويتضرعون حكم الهية يراد ان تعيشها البشرية في طيات المحن والابتلاءات والكوارث العامة والاوبئة التي تجتاح وتقلب دنياهم رأسا على عقب. هذا من اجل ان يفقه البشر ان لهم ربا عظيما ينبغي ان يعودوا اليه. فاذا ما عاشت البشرية في مرحلة من مراحل الحياة طغيانا او اعراضا واستكبارا جاءتها الايات لتعود الى رشدها وتفيق من فاما اذا ابى الانسان واستكبر واصر على على الاعراض وابى الا النكوص والاستمرار في طريق الغي فانه اب اسوأ ما يكون. ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون. فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ايضا من معاني الايات العظام انه رغم الابتلاءات العامة الا اننا نتلمس في اكنامها في اكنافها سعة عظيمة وتفريجا الاهيا للعباد فان الله ما ضيق عليهم نفائس الحياة وانفاسها بل حتى في جوف البلاء يجدون من السعة واليسر الذي يساق اليهم من رب رحيم كريم. او ما تأملنا في وضعنا المعاصر ملازمة الدور وما فيها ايضا من عودة الى كثير من المعاني التي هي خير ونعمة وفضل ملازمة الاهل والاقتراب من الاولاد الاوقات ثم الحفاظ على الانفس والصحة والعافية. كل ذلك جاء في طيات هذا الابتلاء. فضلا عما جناه كثير من الموفقين من ثمرات وبركات عادت اليهم بهذا الانعزال وهذا البقاء الذي عاشوه في منازلهم والحق ايها الكرام اننا في بلاد الحرمين في المملكة العربية السعودية نشهد تفردا في اوجه الفضل والخير وما سيق الينا من اجراءات احترازية وتدبيرات نظامية جعلتنا نفوق كثيرا ممن يعيش حولنا من البشر في رغد العيش وتيسير الامر وسعته وما نجده من معاني الاطمئنان والسكن والاستقرار والهدوء وراحة البال. فنسأل الله عز وجل ان يديم علينا نعمه وفضله واحسانه وان يجزي كل قائم على بذل وسعي في مثل هذه المرحلة العصيبة لاكرام الناس والحفاظ على صحتهم والبقاء على قدر اكبر من السلامة من هذا الوباء اعظم الجزاء وافضله واكرمه. ونسأل الله ان نصيب حكومة خادم الحرمين الشريفين كل خير وهدى وسداد ورشاد في مثل هذه الجائحة التي يعيش فيها اهل هذا البلاد من ساكني مواطنين ومقيمين سواء بسواء ما يجدونه من فضل وخير واحسان والحمد لله على كل حال. اذا تبينا هذا المعنى انا في الايات فاننا نعيش معها هذه الوقفات اولها الابتلاء الذي يعيشه الناس في هذا المعنى وفيه وفاة ومعان متعددة. الابتلاء ليس مقصودا به دائما الضر ولا الشر ولا الشدة ولا ولا الضيق لان الله عز وجل يقول في كتابه الكريم ونبلوكم بالشر والخير فتنة. ينبغي ان يتسع عندنا مفهوم الابتلاء الى انه كما يكون بالشر فانه يكون بالخير. فالابتلاء يكون بالصحة كما يكون بالمرض. الابتلاء كما يكون بالفقر يكون بالغنى الابتلاء كما يكون بالزواج والذرية يكون بالعقم. الابتلاء كما يكون بالعطاء يكون بالحرمان. الابتلاء يحصل في كل احواله اذا لابد ان نفهم ان دنيانا هذه معشر العباد جبلت فطرت خلقت على هذا الكدر على الابتلاء على عدم بقائها على صفو دائم ونعيم مستمر فقط بان هذا المعنى جعل للحياة الاخرة لاهل الجنة الذين يكرمهم الله بالنعيم الابدي. فتنفصل هذه المعاني الحياة الاخرة باستقلال ولا تشاركها الدنيا الا على معنى الكدر وما يبتلي حياة الناس من تلك الاوجه والله عز وجل قد قال يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم. وقالوا اعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة اذا هي معان تشملها بلا استثناء. ولهذا كان من الادب النبوي في التعوذ من الفتن ان نستعيذ من شرها. اللهم انا اعوذ بك من الغلا والوبا والزنا والربا والزلازل والمحن ومن سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن لان بعض الفتن قد تكون وخيرا للعبد لكنه مبتلى فيها على كل حال. الوقفة الثانية في معاني الابتلاء ان من عجيب حكم الله وتقديراته التي نتلمس فيها لطف الله وكرم الله ورحمة الله بعباده ورأفته بهم جل جلاله ان الابتلاءات دوما ما تكون محفوفة بالعطايا. وكم في طيات المحن من منح؟ وكم يكون في لتلك الابتلاءات من هبات واعطيات حتى لقد قال قائلهم ويك ان العطاء لا يأتي الا على طبق من الابتلاء. اننا نعيش في كل محنة يعيشها الانسان حتى في معاني الابتلاءات الشخصية والخاصة. نعيش فيها كثيرا من معاني المنح. هذا الخير الذي وساقوا للعباد في جوف الابتلاء يجعلنا نوقن ان الله عز وجل عندما يقدر لعباده في صورة عامة او لبعض في صورة خاصة عندما يقدر سبحانه ابتلاء بالعبد فانما هو ابتلاء محفوف بكثير من الخير والعطاء. والدليل على ذلك ان الله ابتلى صفوة خلقه بل وشدد عليهم في الابتلاء. الانبياء والرسل الكرام عليهم السلام. ومصداق ذلك في الحديث الصحيح اشد الناس بلاء الانبياء. ثم الامثل فالامثل. انما اشتد بلاؤهم لكرامتهم عند ربهم. حتى لا نتصور يا كرام ان الابتلاء بالضرورة دوما ما يكون عقابا او نقمة او سخطا بل قد يكون رحمة وعطاء وقد يكون ايضا في معاني تكفير السيئات ورفعة الدرجات. والله عز وجل قال في شأن داوود عليه السلام وظن داوود انما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا واناب. وقال سبحانه وتعالى ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب. فاذا معاني الابتلاء اعم واوسع من ان تكون في سراء او ضراء او خير او شر المعنى الثالث قول النبي عليه الصلاة والسلام في دعائه ومناجاته لربه والشر ليس اليك. قال والخير بيديك والشر ليس اليك. فما الذي سنفهمه من الابتلاءات التي تحمل في معاني القدر شرا وضررا موتا ومرضا ووباء وهلاكا للانفس او حرقا عاما او خسارة تجارة او موت ارواح او فقد احبة. كل ذلك يا كرام هو شر من وجه او ان شئت فقله هو بر وكرب وضيق من وجه لكنه من الوجوه الاخرى هو والله خير ورحمة ونعمة وفضل وعطاء. الشر والمحض ليس الى الله جل جلاله. فانه ما اراد بهذه المقادير التي تحمل في معانيها الما. او شدة وضيق ما اراد تعذيب العباد ولو اراد سبحانه لارسل عليهم صاعقة تخسف بهم عن اخرهم او حريقا فلا يبقي منهم ولا يذر او طوفانا يغرق الارض كلها لكن الله عز وجل ارسل هذه الايات وقدر تلك الابتلاءات لمعان وحكم وعظات من عظيمات كبيرات مضت الاشارة الى بعضها فما من مقدور في ظاهره شر الا ولله تعالى فيها حكم تحمل معاني الخير. منها العطاء السابق ذكره. فكم من بلاء جاء يحمل معه اصنافا من العطاء. وكم في طيات المحن من منح وهبات. من المعاني التي تحمل جل معنى الخير في بطيات الابتلاء ومقادير القدر التي نراها شرا الضراعة التي يرجع بها العباد الى ربهم والانكسار بين يديه رجوعهم الى الله دعاؤهم تضرعهم هذا كله ايظا مما يحمل هذا المعنى العظيم الذي يلتفت اليه الناس فيجدونه تقديرا الاهيا حكيما. هذا الذي جعلنا ننظر الى ان معاني الخير التي تحملها التقديرات الالهية فيها خير وفضل فضل ونعمة وعطاء كبير ومع هذا المعنى الكبير الكريم فانه قد اشار كثير من علماء الاسلام وسلف الامة الى ما تحمله تلك العامة وما في ظاهرها من شر وبلاء وفتنة هي خير ونعمة ورحمة لامة الاسلام رابعا من معاني الابتلاءات وما تحملها ايضا من العطاء والهبات. وهو من اعجب وانفع والذ ما يجده العبد في منح المحن وفي عطايا البلايا لذة الذراعة والانكسار الى الله. اي والله يا اخوة. كل خوف يصحبه قلق ورعب الا الخوف من الله ففيه سكينة عجيبة كل بكاء يعقبه حرقة قلب ودمعة عين ساخنة وانهاك جسد الا البكاء من خشية الله ففيه لذة وراحة وانس. كل فرار من شيء يحيط به ذعر وقلق الا الفرار الى الله. فانه تحفه انينة وسكون النفس بشكل يعجز عنه الوصف. من اجل ذلك كانت الضراعة في مقامات الابتلاء من الذ ما يجده العباد وهم ينكسرون بين يدي ربهم لا امتع ولا الذ عندما تنجلي الغمة وتنكشف البأساء ويرتفع هذا الغم عن العباد فيجد احدهم من انفع وامتع ما حازه من ايام المحنة والابتلاء ما يجده من قرب من الله. وانس بذكره دمعة قد عرف الطريقها مرارا من خشية الله سبحانه وتعالى. هذا كله من اعظم والذ واجل ما يكتنف الابتلاءات التي لتحيط بدنيانا معشر العباد كانت هذه الوقفة الاولى في كون هذا البلاء والوباء الذي نعيشه ابتلاء عاما وما يحمله من تأملات. الوقفة الثانية من فقه الى ان نعيش تحقيق عبادة التوكل على الله. اما ان التوكل على الله من اجل عبادات القلوب. والله يقول وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين قاموا التوكل عظيم عجيب عند الله وهو القائل سبحانه ومن يتوكل على الله فهو حسبه. عندما يعلق الامر على الايمان يقول فتوكلوا ان كنتم مؤمنين ويكون الوعد الكفاية من رب الارباب سبحانه وتعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه حسبك بهذا دلالة على شرف هذه العبادة وجلالة قدرها التي جعلها الله عز وجل مستقرة في قلوب اهل الايمان ومن توابع ذلك في معنى التوكل على الله ارتباطه بالاخذ بالاسباب. التوكل على الله ان تعلق قلبك بالله. ان تتخذ الاسباب وان تدبر ما شئت ان تدبر منها. لكن بعد ان تستجمع من الاسباب والوسائل والامكانات فانك تصرف النظر عنها كلها لتعلق قلبك بمسبب الاسباب سبحانه وتعالى. ان هذا الثنائي المطلوب شرعا في المزاوجة والاجتماع بين التوكل على الله والاخذ بالاسباب مطلب شرعي فاما الاقتصار على احدهما واهمال الاخر فهو خلل تأباه الشريعة بحكمتها. وبابعادها وبما جاءت به من نصوص في الكتاب والسنة عندما نتحدث عن التوكل على الله فانا نركز على هذا المعنى. ترى هل حقا قد اعملنا في قلوبنا اهل الاسلام معنى التوكل على الله كما يليق بنا بمثل هذه المضائق ان التوكل مع الاخذ بالاسباب ينبغي ان يكونا متوازيين. فكلما عظم اخذنا بالاسباب والتدبيرات والاحترازات والاجراءات ينبغي ان يعظم ويزداد معها رصيد التوكل على الله عز وجل. صدقا يا كرام هل نشعر اننا في جوف هذه المحنة وفي طيات هذا الوباء العالمي كورونا؟ هل نشعر اننا قد بلغ بنا معنى التوكل على الله والانكسار بين يديه والضراعة اليه سبحانه. ما جعلنا نعيش شعورا كاننا في لجة ابتلاء كما يعيشه تماما اولئك المرضى الذين قد اصيبوا بالعدوى فهم يرقدون على اسرة المستشفيات واجهزة فسقت غطت وجوههم وهم يصارعون الموت وقد تخرج ارواحهم في اي لحظة صدقا والله هل بلغ بنا معنى التوكل والضراعة ان نعيش ذلك المعنى بالمستوى الاعلى الذي يعيشه اولئك المكروبون عفوا ماذا لو كان لك ام او اب اجارنا الله جميعا وحمانا ووالدينا وازواجنا واولادنا. ماذا لو كان لنا زوجة او ام او اب او ابن يرقد مصابا بالمرض؟ بالله عليكم شعور ستمتلئ به القلوب من التوكل على الله والانكسار بين يديه والبكاء من خشيته والرجاء في رحمته. هذه عبادات قلبية ينبغي ان نعيشها وان كنا في مأمن وصحة وسراء وسعة حتى قال ابن قدامة رحمه الله واعلم ان من هو في البحر على لوح ليس باحوج الى لطف الله ورحمته مما من هو في بيته وبين اهله وولده؟ وصدق رحمه الله. هكذا ينبغي ان نعيش هذه المعاني وان نبثها في اسرنا واهلنا واولادنا والناس من حولنا المعنى الثالث في معنى هذا الابتلاء العام الذي نعيشه امة الاسلام. الاخذ بالاسباب وقد تقدمت الاشارة باعتباره ثنائيا ينبغي ان يزدوج مع التوكل على الله اخذه بالاسباب في شريعتنا معشر المسلمين عقيدة. هو ايضا منطق عقلي ينبغي السيرورة اليه. اعقلها وتوكل منهج شرعي ان وذا بالسبب مع التوكل على الله عز وجل. وقول النبي عليه الصلاة والسلام لا يورد مورظ على مصح. وفي طاعون عمواس وما كان من شأن الصحابة رضي الله عنهم في الانكفاف عن الدخول الى بلد قد حل به البلاء والوباء اخذا بالاسباب. اهمال الاخذ بالاسباب غفلة وتواكل والظن انه توكل محض بل هو عجز عندما يمضي احدنا في دروب الفساد والهلاك ويقول انه متوكل على الله هي مكابرة ثم هو جهل بل فساد وافساد. عندما ينادي المختصون والمسؤولون بلزوم الدور والبقاء في البيوت والانعزال والتباعد الاجتماعي فهو مطلب للحفاظ على النفس اولا. وحفاظ على الغير ثانيا هو دفع لهذا الوباء واخذ بسنة الاخذ بالاسباب ايها المباركون نحن امة ربانية ذات منهج شرعي حكيم. اغفال ذلك هو مضي في طريق الجهالة والعناية التي يظن اصحابها مكابرة انهم سيسلمون وينأون عن ذلك. من ذا الذي قال ان الاخذ بالاسباب يعني ضعفا في عقيدة الايمان والتوكل قل على الله هو الثنائي المزدوج الذي جاءت به الشريعة بين التوكل على الله سبحانه وتعالى والاخذ بالاسباب الوقفة الرابعة التأمل في مواقف الابتلاءات والمحن وما نعيشه تحديدا في هذا الوباء العالمي فانها دوما ما تكون محن عارضة ومواقف الابتلاءات مؤقتة زائلة من فطن الى ذلك وادركه ايقن ان من وراء ذلك مغزى كبير هو سباق كبير يعيشه الناس شعروا او لم يشعروا في جوف تلك المحن الزائلة والابتلاءات العارضة المؤقتة. يوما ما ستنجلي الغمة باذن الله سبحانه. وسيزول هذا الوباء وسيبقى قطعة من التاريخ تحكى قصة للاجيال اللاحقة وما اصاب الناس فيه لكنه شتان شتان والله في طيات هذه حادثتي التي ستكون في ذاكرة التاريخ شتان بين من عاشها. فادرك من الفضائل والخيرات وحاز السبق ونال الاجر وبين من عاشها كأنه قطعة جامدة لا تحس ولا تدرك تلك المعاني العظام. في رصيدنا ومنطلقنا ومغانمنا في تلك المحن هو حقيقة معنى السباق الكبير. في معنى الصبر على انتظار الفرج في جوف الازمة. فكلنا سيبقى في هذه الازمة حتى يأذن الله بالفرج لكنك ستجد الفرق بين اخر بينما بين شخص جلس منتظرا صابرا ينتظر الفرج فهو في عبادة مأجور والاخر جلس متذمرا منزعجا قلقا متبرما ليس يحس انه في عبادة طالما انتظر الفرج كان المشهد واحدا مختلفة يعيش معنى الضراعة والتوكل التي سبقت الاشارة اليها. من ادرك هذا الحدث فعاش معها اجل والذ وامتع معاني التوكل على الله والبكاء والخشية من والخشية من الله واخر لم يكن له نصيب سوى مضي الاوقات وتصرم الساعات ليس يدري ما الليل من النهار. عاش في تذمر وقلق وضيق حتى تتابعت الايام فانجلت الغمة. التوبة ويقظة القلب هي ايضا من معاني وميادين السباق الكبير في هذه الازمة التي تعيشها بشرية. اما كسب المواقف وازدياد رصيد الايمان وتوظيف هذا الحدث في بناء الانسان نفسه وايمانه ورصيده ليخرج باكبر مغنم في مثل تلك الفترة المؤقتة والمحنة الزائلة فهو ايضا يشير الى معنى الوقت والعزلة التي عاشها الناس وكيف هم يتفاوتون ايما تفاوت في التعامل معها والتصدي لها. يقودنا هذا الى النقطة الرابعة للحديث عن العزلة وفي جوف هذا الوباء وهي وحدها او النقطة الخامسة العزلة في جوف هذا الوباء وهي وحدها حقيقة تستحق الحديث مفردا. فان الذي يعيشه الناس بمعنى توفر الاوقات التي كانت تصرف في الذهاب والمجيء. بمعنى عدم الصوارف والشواغل التي كانت بسبب فبغشيان مواكن العمل والسوق للتجارة والبيع والشراء. كم في هذا الفراغ الذي توفر لاحدنا لان يعيشه مع نفسه ومع اهله واولاده العزلة وما فيها من وقت مستثمر هو فراغ هو نعمة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام نعمتان مغبون في كثير من الناس الصحة والفراغ ايضا من معاني العزلة التي نعيشها في طيات هذا الابتلاء الصلاة في البيوت وما فيها من مكاسب وخيرات. وكم ذا يعيش معنى الانزعاج من فوات الاجر جماعة في المساجد او الشوق الى المحاريب وارتياد الصفوف وان تكون المساجد جامعة اسف الصلوات الخمس لكن لماذا لا ينظر احدنا الى ما كتب له في هذه العزلة والاجبار على البقاء في البيت من اجر عظيم فيها جماعة باهل البيت فيها نية صادقة فيها تعليم للاهل للصلاة واحكامها ومسائلها فيها احياء للبيوت وعمارتها بالصلاة جماعة فيها ومن ذا الذي يتأمل في قوله عليه الصلاة والسلام اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا اه وقوله عليه الصلاة والسلام فان الله جاعل في بيته من صلاته خيرا. من نظر الى هذا المعنى في العزلة ايقن ان هناك ما كان ومغانم كثيرة يمكن الوصول اليها. فضلا عما اصابنا من جراء هذه العزلة والانكفاف في البيوت اجبارا من الانكفاف عن كثير من مجالس الشر او مجالس اللغو او مواطن الفساد فانه قد انحسر حظ الشيطان من العباد كثيرا لما تقلصت مجامع ومجالس واماكن الاجتماع الذي لا يكون له الا الشيطان رائدا. فكم تقلصت في بحياة الناس وكان في هذا المعنى ايضا في العزلة التي نعيشها خيرا كثيرا اراده الله عز وجل بنا. معشر المسلمين النقطة الخامسة او السادسة في هذا الحديث المساجد والعبادات. الجمعة والجماعات حلق القرآن ومجالس العلم. مؤلم محزن ما عاشه الناس من فقد لتلك المعاني. وهذا احد معاني استشعار اثر البلاء البلاء. فان الحرمان الحقيقي والموجع لقلب منه شعوره بالبعد عن مواطن الرحمة تلك التي تتنزل فيها الملائكة وتغشاها السكينة ويذكرها الله تعالى في من عنده عندما يشعر انه احيل بينه وبينها لا اشق على القلوب الحية حقيقة من هذا المعنى. فلا آآ تلوم المتوجعين ولا تكثروا عليهم اللوم. ولكن ذلك لا يعني ايضا تنزيل ذلك على معنى اغلاق باب الرحمة او الطرد من فضل الله وان الله عز وجل قد نقم على عباده فحال بينهم وبين مواطن الرحمة تليك ليس هذا الظن بربنا جل جلاله. لكنه في الوقت نفسه نلتفت الى ضرورة حفظ النفس التي جاءت بها الشريعة بل الشرائع والاديان السماوية كلها وان الحفاظ على الصلاة جماعة هو من حفظ الدين في مكملاته وليس في ضروراته. واذا ما حفظ النفس في ضرورتها ومرتبتها العليا كان الترجيح لها والاولوية لها والشأن هنا انما هو بناء على خبرة المختصين اهل الطب وما يرونه من الاخذ بالاسباب التي سبق الحديث عنها. يتصل بذلك نقطة اخيرة نختم بها هذه الوقفات توجيهات المتعلقة بقدوم شهر رمضان المبارك اهله الله علينا وعلى الامة كلها باليمن والايمان والامن والسلامة والاسلام الخير والبركات. روعة رمضان وبهجته ولا شك في شعور كثير من امة الاسلام هو في ارتياد المساجد. هو في آآ تطواف الجوامع هو في الاعتكاف في العشر الاواخر هو في تفطير الصائمين. هو في الاجتماع على التراويح وشهود الجماعات وحلق القرآن. كل ذلك من الله ورحمة والشهر شهر خير وبركة. بالله عليكم افيظن مسلم بربه الكريم الرحيم اللطيف الرؤوف عباده جل جلاله انه في شهر الخير والبركة يريد حرمان عباده من الخيرات والبركات التي جعلها سبحانه فضلا منه لعباده عندما يأذن جل جلاله لابواب الجنان ان تفتح وابواب النار ان تغلق وان تصفد مردة الشياطين. ايريد بذلك على عباده من ذلك الخير وقد فتحت لهم ابواب المغفرة بالصيام في نهار رمضان. وابواب المغفرة بالليل في قيام رمضان. لا والله ما هذا الظن بربنا الكريم سبحانه؟ لكنه انما النظر الى ان الله جل جلاله لم يجعل تلك المعاني من الخير والرحمة والنعمة والفضل محصورة بوجه من الوجوه. فاذا ما اغلقت المساجد ما نظن ابدا ان الرحمة قد زالت ورفعت بل لا تزال مواطن الرحمة في وجوه اخرى كثيرة. البركة في الشهر في ايامه ولياليه. والفضل والعطاء في العبادة بالصيام والقيام ايا كان الوجه الذي يؤدى بها هي متحققة في الصيام والقرآن وهما باقيان في العبادة وهي لا تزال باقية في رمضان والقرآن وهما باقيان. فالتفتوا الى هذا المعنى. اما صلاة التراويح والسنة فيها الجماعات فيها فانها ولا شك سنة عمرية من سنن الخلفاء الراشدين. ما نبينا عليه الصلاة والسلام فقد صلاها باصحابه ليلتين. واحتجب عنه في الثالثة خشية ان تفرض عليه ومذهب بعض الائمة ان التراويح في البيوت افضل من المساجد. وفي الام للشافعي قال سألت مالكا عن قيام الرجل في رمضان امع الناس احب اليك ام في بيته؟ فقال ان كان يقوى في بيته فهو احب الي وليس كل الناس يقوى على ذلك. كان ابن ينصرف فيقوم باهله وكان ربيعة وعدد غير واحد من علمائهم ينصرف ولا يقوم مع الناس. قال مالك وانا افعل مثل وجاء عن عمر رضي الله عنه ايضا انه كان يصلي في بيته وهكذا كان يقول الحسن البصري رحمه الله ان تفوه بالقرآن احب الي من ان يفاه به عليك. نقول هذا اشارة الى مزيد من سعة ابواب الرحمة والخيرات التي ما زالت ابوابها مشرعة هذه ايام البلاء فيها عابر. والمحنة فيها قصيرة مؤقتة زائلة باذن الله. فاحسنوا الظن برب كريم رؤوف لطيف بعباده سبحانه. واستثمروا الاوقات واجعلوا من الحدث سلما لكم الى المعالي. وانتهازا للفضائل وسبقا للخيرات ستنجلي الغمة باذن الله وينكشف هذا الوباء وستتحدد مواقف العباد. فكونوا من السابقين واجعلوا شعاركم الا يسبقنا الى الله احد نسأل الله جلت قدرته باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرحم البلاد والعباد وان يعجل بزوال هذا الوباء. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا ونسألك ربنا ونستعيذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك يا ارحم راحمين. اللهم انا نسألك بنور وجهك الذي اشرقت له السماوات والارض. ان تجعلنا في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك يا ارحم الراحمين اللهم اصرف عنا كل داء وفتنة وشر. وانت الكريم المنان. لا اله الا انت. ولا رب لنا سواك. عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير اللهم بارك لنا في رمضان واعنا فيه على الصيام والقيام وتقبل منا يا حي يا قيوم انك على ما تشاء قدير بالاجابة جدير اللهم وسلم وبارك على حبيبك وخاتم انبيائك ورسلك سيدنا ونبينا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين