الاولياء والاتقياء بالله عليك انا اسألك عن نفسك اشعرت وانت تقدم على الحج انك في خمسة ايام او ستة ايام تريد ان تستمتع في حجك بما تقرأه في اخبار الصالحين والعباد والاتقياء والاولياء؟ هو هكذا والله ويجب ان نفهمه هكذا يا ولئن كان هذا الحديث يقال لاهل الحج عامة. فوالله ان اولى الناس به ان يلتفتوا اليه وان يعتنوا به وان يأخذوا اهل القرآن واذنوا لي ان اقول لان كان خطاب الشريعة في الجملة يتناول المكلفين على وجه العموم فان اهل القرآن لهم منه على وجه الخصوص اوفر الحظ والنصيب. يا رجل انت انسان جعل الله قلبك مستودعا الست اولى من غيرك بحظك من كلام الله وانت اولى الناس بفقهه بادراك معناه بتأمل مقاصده بالعمل بما فيه انت اولى من غيرك. لما يصطف الله قلبك لتكون انية من الانية التي يحبها الله. فيجعل فيها كلامه الكريم ويجعل سبحانه وتعالى صدرك مستودعا لكلامه ويتخذك سببا يحقق به وعده الكريم بحفظ ذكره انا نحن نزلنا الذكر انا له لحافظون. كل هذا ينبغي ان يكون من المعطيات التي تجعل تعاطينا يا اهل القرآن مع القرآن له منطلقات اختلف عن كل الامة ليس تحيزا ولا تعصبا لا والله لكنه ادراك لشرف ما اكرم الله به اهل القرآن. عد معي الى قضية التقوى في الحج شعرت وانت تحرم البارحة او اليوم وانت تنخرط في اداء المناسك انك جئت تبحث في رحلة قصيرة لكنها وفي غاية التركيز والله من اجل ان ترجع من حجك عبدا تقيا. هي هكذا يا اخي. ولا يليق بي ولا بك. والله ان نحج ويكون حجنا في عداد سائر الحجيج الذين ليس لهم من الحج الا رسومه الظاهرة الجوفاء. والله يا اخوة اعيذ نفسي اياكم بالله ان نحج يوم نحج فننصرف في تراكظ وتزاحم وتدافع ثم ننشغل بهيئة العبادة الظاهرة بمعزل عن حقائق العبادة عن مقصدها الاكبر عن اهدافها السامية ثم نعود من حجنا كسائر العوام عياذا بالله يا اخي نحن اولى الناس بان نلتفت الى هذه القضايا. ثم ننظر فاذا حجنا خطوة خطوة والله يزرع فينا معنى التعظيم لله الذي تبنى عليه قضية تقوى الله عز وجل. هذا روح الحج يا كرام. هذه تلبيتنا التي شرعنا فيها من اليوم. اسألكم ايضا واخبروني ما حالنا مع التلبية ما شأننا وهي سنة شعار الحج وزينته كما يقول السلف. كيف شأننا معها؟ وهي لو تأملت عبارات تقطر والله تعظيما يعطي القلب جرعته التي يتزود بها من تقوى الله عز وجل. لما تعترف بحمد الله ونعمة الله بتوحيد الله تعلقك التام بالله. يا اخي هذه هي مادة التقوى التي تقوم عليها قلوب الاتقياء في حياتها. وصلاحها ونبضها بطاعة الله وتقواه هذه حياة الصالحين تنبض بصدق التعلق بالله. انت في اول خطة في اول خطوة انت تتعلق بهذا المعنى بالتلبية. لاحظ ما في الاركان ولا الواجبات نتكلم عن تلبية هي شعار الحج وزينته. فما ظنك بما يفعله الحاج من طواف وسعي ومبيت ورمي وحلق ونحر ووقوف ودعاء وتضرع وتذلل هو كله والله احرى لان يأخذ نحو عرش التقوى فنتربى عليها. وان نخرج من حجنا عبادا اتقياء صالحين بررة. هذا وجه لابد من فهمه تماما. اذ كان التلبية كذلك فما نحن عليه مقدمون غدا على صعيد عرفات هي واحدة من اعظم المواقف التي تزرع التقوى في قلوب العباد لابد ايضا ان تنظر اليها بهذه العين انك تقف غدا يوم عرفة لست من اجل ان ترفع يديك بدعوات هذه يا رجل يفعلها كل مسلم غدا على صعيد عرفات ما شأنك الذي تمتاز به يا صاحب القرآن عن باقي الامة غدا على صعيد عرفات؟ تعال انظر اليها بزاوية مختلفة صعيد عرفات يقف الكل كل تحت رحمة الله يستمطر العفو والعتق من النار والمغفرة. الكل واقف على صعيد عرفات الايدي مرتفعة والقلوب خاشعة والعيون دامعة والنفوس ذليلة وخاظعة. الكل في ذاك الموقف يشهد اقبالا وتعلقا على الى الله عز وجل برحمته وعفوه. ما موقعك انت من بين هؤلاء؟ ثم انظر الى انك رجل جعل الله صدرك مستودعا لكتابه. بالله عليك كيف سيكون تعلقك بالله كسائر الناس حاشا. يا اخي اعطاك الله ما لم يعطي احدا من الناس. اذا فينبغي ان يكون ايضا في مناجاتك مناداتك وتضرعك والحاحك على الله ان يكون لك شأن لا كسائر الناس. وان تكون الدعوات الخارجة من فمك والتي ينبض بها قلبك تظهر حقيقة استشعارك لمعنى التعظيم لله عز وجل. يا كرام غدا في عرفة تجتمع وجوه التعظيم. عظمة اليوم الدعاء عظمة الموقف عظمة العبادة عظمة الركن الذي هو اعظم اركان الحج. عظمة الكرم الالهي ما من يوم اكثر من ان يعتق الله في عبدا من النار من يوم عرفة عظمة المباهاة وانه ليدمر ثم يباهي بهم الملائكة. سلسلة حقيقة من حلقات التعظيم تكتمل ولا تمل الا بعظمة واحدة تبقى هي عظمتك انت بين يدي الله. عظمتك انت تلك التي قال الله فيها ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. ان تستشعر تلك اللحظة هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام. ان تستشعر عظمة الموقف عظمة الكرم فلا يراك الله غدا على صعيد عرفات الا رجلا استوعب تماما واستشعر تلك الوجوه من التعظيم فغدا عبدا عظيما. عظمتك انت غدا هي الفاصل بينك وبين سائر الحجيج ثم انت هكذا معظم لله جل جلاله. معظم لشعائره معظم لحرماته. ثم تنطلق في تلبيتك في تكبيرك في رميك للجمرات في مبيتك هنا في ذكرك لا كسائر الناس. اذا طفت فانك في حال اخرى مختلفة. لما يقول عبد المجيد ابن ابي رواد كانوا يطوفون بالبيت كأن على رؤوسهم الطير. يقصد من التنسك والخشوع والذل والخضوع. هذه ولو جئنا نستقصر فيها اثار السلف وشأنهم واحوالهم لاعجزنا والله ان نحيط بها لكن اخبار القوم تنبيك عن انها استشعرت هذه المعاني فعرفت حقيقة هذا الزاد وهذا الرصيد. ولهذا تعلقت قلوب الصالحين بالحج خصوصا يا كرام لكن القوم والله يجدون في حجهم في استمتاعهم به في تقلبهم فيما يجدون من ثمرات الحج في حياتهم واجلاه واسماه تمتعهم بحصول جرعة من التقوى يجدونها في حجهم وفي اعقاب العودة من حجهم كانت هدفا اسمى كرام. هذا الحديث يقال لكل الناس. وهو خطاب يوجه لكل الحجيج. فاظن اننا يا اهل القرآن اولى الناس والله بهذا الكلام واحراهم بان نكون في عناية تنتصب لقصد هذه المعاني والتوجه اليها وتحقيقها في حجنا. عندئذ ستتفق معي على لفتة في غاية الاهمية. هذا الحج ما اوجبه الله على العباد الا مرة في العمر. اما شعرت انها تتضمن اشارة الى ان المرة الواحدة في العمر كفيلة بان يجد العبد مراد الله عز وجل في عبادة كالحج. ولو علم الله ان المرة لا تكفي لاوجبها مرتين سبحانه او ثلاثة. صيام نصومه وكل سنة وثلاثين يوما في العام. وزكاة مال تجب كل عام اذا حال الحول وبلغ النصاب واستكملت الشروط والاسباب. الصلاة خمس خمس مرات كل يوم وليلة ركن من اركان الدين. يكتفي فيه التشريع بمرة واحدة في العمر؟ نعم هي والله اشارة الى ان المرة الواحدة في العمر كفيلة بان يصحح العبد مسيره بان يصوغ من جديد ان يصوغ معنى الحياة بطريقة مختلفة. ثم لا حاجة له ان يحج ثانية وثالثة. اذا وقع الحج منه كما يحب الله جل جلاله اذا وصل من حجه الى المراد الاعظم والى المقصد الاسمى. ليس المقصود ها هنا يا كرام ان نبث تفاصيلا في تنظير علمي مجرب ما هو ان نستوعب القضية وان ورودها في كتاب الله وعناية المفسرين بذكر المعاني التي اشتملت عليها عظيمة والله. وهذا التظمين في تعظيم شعائر الله مثلا وتعظيم الحرمات وتعظيم المناسك هي واحدة من المقاصد التي تزرع التقوى. عظم ربك في حجك ابتداء من نيته فلا تكون الا خالصة وابتغاء ما عند الله وتصحيح القصد في هدف الحج ومبتغاه. عظم ربك في نيتك واجعلها خالصة لوجهه الكريم يحج المصطفى عليه الصلاة والسلام على رحل رث في قطيفة ما تساوي اربعة دراهم. ثم يقول اللهم اجعله حجة لا رياء فيها ولا سمعة. يا اخي اي باعث من بواعث الرياء والسمعة في مظهر حجه عليه الصلاة والسلام. ما في شيء والله. لا ابها ولا عناية قراءة ولا شيء من دواعي العجب ولا الرياء ولا السمعة كان موجودا لكن التعظيم في القلب العظيم هكذا يفعل بصاحبه عليه الصلاة والسلام يتهيب في كل خطوة من خطوات المناسك ماذا صنع في عرفة عليه الصلاة والسلام؟ يصلي الظهر والعصر قصرا وجمعا خطبة وجيزة تكتب في نصف صفحة ثم يتفرغ لعبادة الله ينتصب مستقبلا القبلة من صلاته الظهر والعصر الى غروب الشمس في صيف مكة تتكلم على نحو قرابة خمس ساعات ست ساعات لا يلتفت الى انسان لا يتكلم لا يتحدث حج ليس معه زوجة ولا زوجتان ولا ثلاث ولا اربع نساؤه كلهن يحج معه اكثر من مئة وعشرين الف انسان كلهم بحاجته كلهم يرغب ان يتكلم معه كلهم يحتاجه كلهم يريد ان يسأله. يا اخي فيهم من لم يدركه الا هناك في فيهم من لم تكتحل عينه الا برؤيته هناك في عرفة. ومع ذلك اعتزل الناس. وتوجه الى الله وليس هو الا قد احلبن كما تقول الفضل لما شك الناس هل صام يوم عرفة؟ فبعثت اليه تقول باناء فيه لبن فعلموا انه ليس بصائم. اما شعرت انها رسالة ولك انها من تمام تعظيم الله في ذلك الموقف ان لا تنشغل باحد من خلق الله. وربك يباهي بك الملائكة من فوق سبع سماوات والله هذا تعظيم عظيم يا اخوة. هذه القضايا استشعارها والعمل بها هي التي تنقد في النفس فتيل التقوى. هي التي تصعد بنا يا كرام درجات ودرجات والله ما اشرفه من ركب اهل القرآن يتصاحبون في رحلة حج. فتراهم فتراهم ابرك هذه في مخيمات في منى بذكر الله وقلوب تنبض بتعظيم الله. فاذا ما وجدته هو بين قراءة قرآن وتدبر وذكر خاشع وعين دامعة وقلب ينبض بتعظيم الله جل جلاله في تلبيتهم كذلك. في ذكرهم وتكبيرهم بعد التحلل كذلك. في وقوفهم بعرفة. انتم والله اولى من بان تنبض قلوبكم بمعاني التعظيم في الدعاء يوم عرفة. وفي سؤال الله عند الجمرات او في الطواف او في السعي هذه قضايا عنايتها القصد اليها هي الخطوة التي تقودنا الى ذلك الباب. اعلموا يا كرام ان الله ما اغلق باب ولايته على احد من خلقه. فاذا ما قيل لك هل فكرت يوما ان تكون وليا من اولياء الله؟ حذاري ان تتصور المسألة تباعد كبير. حذاري ان تخرج نفسك من هذا التصور. يا اخي لما لا تكون وليا من اولياء الله؟ لما لا تكون واحد من اولئك الكرام اصحاب الكرامات ممن جاب دعواتهم ممن يقتدي الناس بهم في شأنهم ممن يلتمس الصلاح بالنظر اليهم وصحبتهم والجلوس اليهم. لم لا يا اخي؟ لم لا لما لا وانت صاحب قرآن؟ كم لهج لسانك بالايات؟ كم استمتعت جوارحك بايات الله؟ كم تمتع قلبك بالايات السور والقرآن كم ختمت؟ كم قرأت؟ كم دعوت؟ يا اخي كم جلستك الملائكة؟ كم حفتك الرحمة؟ كم غشتك السكينة؟ والله انت اولى من غيرك يا اخي انتم اهل قرآن معلمين حلقات تجلسون في بيوت الله ثنيتم ركبكم هناك. تتنزل الرحمات والسكينة وانت تجالسكم الملائكة من اوفر منكم حظا؟ اما شعرت انك كل يوم بعد انصرافك من حلقتك رعاك الله عائد الى بيتك انك اسعد انسان يعود الى بيته يحمل كيس العشاء في يده وانت للتو عائد جليس ملائكة يا اخي اي رجل انت؟ اي انسان وانت جلست في مجلس غشتك الرحمة ونزلتك السكينة. اي انسان انت تعود ملؤك الرحمة والسكينة فتأتي الى زوجتك واطفالك واهل بيتك. اي انسان انت يا اخي لست كسائر عفوا انتبه من انت وعي تماما ما الذي كتبه الله لك واراده بك. يا اخي من اشرف منك جوابا يوم القيامة اذا وقف العباد سئلوا واحدا واحدا عن عمره فيما افناه عن شبابه فيما ابلاه. فيكون جوابك بملئ الفم شرفا وفخرا. يا رب افنيت عمري في من بيوتك ثنيت ركبتي واقرأت لك القرآن وعلمته وتعلمته من اشرف منك جوابك؟ لما لا ترفع بهذا رأسا؟ لما لا تفرح لما لا تعيش قلبك استشعارا لهذه القضايا العظيمة ثم يغشاك الحج فيكتبك الله في عداد الحجيج ثم تنصرف عن هذا المعنى الكبير لا والله انت اقرب الناس الى نيله. انت اولى الناس بتحصيله. ذلك الموقف العظيم غدا على صعيد عرفات. والمشاعر كلها تعظيما الناس يتطاولون في مد ايديهم لنيل الرحمات. انت اوفرهم حظا بها. يتسابقون الى فك رقابهم وعتقها من النار انت اقرب الناس الى نيلها. انت من احظاهم واولاهم واكثرهم حظا فقط اجعل هذا نصب عينيك. وتوجه اليه واجعل ملء جوارحك وشعورك ونبض قلبك انك عبد تريد ان تنال ولاية الله وان تتشرف بها وان ترجع من حجك اصدق الناس بهذا المعنى انا الكبير رجع كما ولدته امه. هذا معنى كبير يا كرام ومع كبره واتساعه الا انكم يا اهل القرآن اقرب الناس اليه واولاهم به كما اسلفت واكثرهم حظا بهذا المعنى الكبير استمتعوا بحجكم. عندئذ ستغيب عنكم تلك المناظر القاتمة. التي فيها الناس في حجهم رغبة في الخلاص كيفما اتفق. لا والله. مثلكم يربأ به ان يظهر في حجه في المتعجل الراغب وفي الخلاص والذي يحسب وقت طوافه ومبيته وانتقاله وينظر في الساعة كم صرف وكم انقضى وكم بقي لا والله ليس هذا من تعظيم الله في الحج لا في الطواف ولا في السعي حتى النفقة وهي نفقة وتعظيم الله فيها مطلب. اجعل نفقتك التي تنفق في حجك تنفقها مرتاح القلب والخاطر مستمتعا بما انفقت. تشعر انها قربات تتقرب بها الى الله. هذه النسك ومن يعظم شعائر الله وجمهور على انها الهدي والاضاحي تعظيمها كما يقول السلف استسمامها وغلاء اثمانها. وان يكون احدنا اذا جاء يشتري اضحيته او هديه وامامه وشاتان مجزئتان شرعا كلتاهما سالمتان من العيوب هذه بالف وهذه بالفين. المنطق يقول اخذ ذات الالف ان كانت واوفر الفا لكن للتعظيم حسابات اخرى. ستنفق الالفين تعظيما لله. لان الالف هي تلك التي زادت في الاخرى اما في زيادة بلحم او جمال شكل وهو مطلوب في حسابات التعظيم هذا مطلوب. فاذا ما فعلت ذلك وعلم ربك منك تعظيما منك له جل انظر ما الذي ستناله؟ وهو صريح في كتاب الله. وفي النهاية اللحم لك والاستمتاع بالذبيحة لك لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم