بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى احمد ربي تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ساعة مباركة وجلسة مأنوسة بذكر الله عز وجل. نجتمع فيها ايها الاخوة الكرام في بيت من بيوت الله وبعد شكر الله تعالى لا يسعنا الا ان نشكر وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بكويتنا الحبيبة. ممثلة في ادارة الثقافة الاسلامية على هذا التنسيق وهذه الاستضافة الكريمة المباركة ثم هي تحيات واشواق ايها الاخوة المباركون احملها لكم من ارض الحرمين ومن ام القرى مكة المكرمة على وجه الخصوص. من اخوانكم واحبتكم هناك الذين يشاركونكم هذا الدين يحملون واياكم رايته ويسألون الله عز وجل ان يجتمعون بكم وبجميع المسلمين جميعا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر احبتي الكرام ايها الاخوة المباركون الدقائق التالية نتحدث فيها واياكم عن قضية نعيشها جميعا هو هم ترك ومسألة لا ينفك احد منا عنها بحال. قضية باختصار شديد تتعلق بالمال. والموقف الشرعي منه وفقه الاسلام تجاه المال والعلاقة التي تحكمنا نحن ايها المسلمون بالمال آآ اتخاذا واستعمالا وما الذي يترتب علينا في قضية تتعلق بالمال حيوية كهذه ايها الاخوة المباركون منذ ان خلق الله تعالى هذه الدنيا فان مركب الحياة لا يزال سائرا ببني ادم يقطع بهم بحر الدنيا الفاتن حتى ينزل بهم عند شاطئ الاخرة وليس مخلوق قطع بحر هذه الحياة الا وقد اخذ حظه منها قليلا كان او كثيرا وان من حظوظ الدنيا خيراتها وملذاتها ونعيمها. ومن النعيم وخيرات الدنيا ومتعها هذا المال. الذي جعله الله تعالى عصب الحياة وهو من زينة الحياة الدنيا كما قال الله جل جلاله المال والبنون زينة الحياة الدنيا. بل انما سمي المال مالا لان النفوس تميل اليه. ولانها تقبل عليه ولانها تتعلق به وهو جزء من الفطرة. التي جعلها الله تعالى في قلوبنا يا بني ادم زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرف ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب. فليس ينكر احد من البشر ان في قلبه حبا وانه يهواه وان نفسه تميل اليه. هذا لا ينكره احد. لكن الاسلام ايها الاخوة الكرام ما ترك كهذا الميل نحو الاسلام ما ترك الميل نحو المال ميلا جارفا. ولا تركه يتخبط ببني ادم ويلقي بهم في الهاوية. جاء الاسلام بضوابط وقعد العلاقة بين الانسان وبين المال بقواعد الشرعية. هذا الذي نريد الحديث عنه في الجلسة القصيرة التالية. ما هو هو الموقف الشرعي من المال؟ ما العلاقة التي تحكمك انت بالمال؟ ما هي المنطلقات الشرعية التي يجب ان تسير عليها وانت تتعامل في حياتك فبهذا المال الذي قد يكون في يدك تارة وفي جيبك تارة وفي قلبك تارة اخرى. القواعد الشرعية في هذا الباب كثيرة لكننا سنركز على ثلاث من القضايا الاسس المهمة التي جاءت في الاسلام بما يبين حقيقة المال ويزن العلاقة الشرعية يجب ان تنضبط في هذا الباب دعونا نعرضها لسبب واحد فقط ان العلاقة لا تزال مضطربة عند كثير من المسلمين. وللاسف الشديد فان قطاعا كبيرا وشريحة عريضة من بني الاسلام لا تزال تتخبط في قضية المال وفي التعامل بالمال وفي علاقتها بالمال لا تزال تتخبط تخبطا بعيدا عن المنطلقات الشرعية من اجل المال تقام الحروب ومن اجل المال تفنى امم وتباد شعوب بل من اجل المال حورب ربنا الجبار جل وعلا. اكل الربا والربا حرب صريحة على الله ورسوله كما قال الله سبحانه وتعالى هي ثلاثة اذن من القضايا. والمنطلقات الشرعية التي سنعرضها في هذه الجلسة اولها قضية اساس تبين حقيقة في هذه الحياة والحقيقة هذه تقول انه ليس لاحد من عباد الله كائنا من كان. وركزوا معي في هذه جيدة ليس لعبد كائنا من كان ملك حقيقي في المال الذي بين يديه بل الدنيا كلها باسرها وبملكوتها ملك لله وحده سبحانه وتعالى لا تقل هذا مال ورثته من ابائي واجدادي ولا يقل احد مال اكتسبته بعرق الجباه والكد والتعب والنصب ما بايدينا من المال هو تسخير من الله سبحانه وتعالى خولنا اياه. والا فان حقيقة الملك في هذا المال ليس لاحد في هذه الدار المال بكل متعه. عقار واملاك وبيوت وثروات وارصدة وتجارة. كل ما ان يخطر ببالك من مال لا يملكه احد في الحقيقة الملك المطلق الا الله سبحانه وتعالى. تأملوا معي الاية الكريمة يقول الله سبحانه وتعالى امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه اذا نحن مستخلفون في هذا المال بمنزلة الوكلاء والنواب. لسنا ملاكا له على الحقيقة رصيدك الذي في البنك بيتك الذي باسمك سياراتك التي تملك مزارعك عقاراتك كل ما تملكه انت مستخلف فيه ومعنى انك مستخلف فيه ان الله جعله بين يديك مدة مؤقتة. الى متى الى متى الى الموت واحيانا الى ما قبل الموت فقد يفقد الانسان ماله قبل ان يموت وقد ينتقل عنه الى غيره بتجارة بربح بخسارة باي شيء باي صورة من الصور فتزول ملكيته لهذا المال. فيقول الله عز وجل وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. فالملك الحقيقي ليس الا الله سبحانه وتعالى. من لطيف ذلك ان بعض السلف مر باعرابي له ابل وقطيع كبير فسأله لمن هذه الابل؟ فقال الاعرابي بفقه جليل لهذه المسألة في كلمتين اثنتين قال لمن هذه الابل؟ اجاب الاعرابي قال هي لله عندي افقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. فالذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير فهو فقه المسألة ان الله عز وجل هو المالك الحقيقي وجعلها بين يديه. ولا يمنع هذا ان تقول هذه داري وهذه سيارتي وهذا رصيدي وهذا ملكي هذا لا يمنع لكن نريد ان نفقه حقيقة انت لست المالك الحقيقي فيه. فهمنا لهذه القضية ايها الاخوة الكرام يساعدنا كثيرا على فقه التصرفات المبنية على هذا التصور السديد والمنطق السليم. نحن عندما ندرك هذه القضية تتجاوز كثيرا من الصور السلبية التي تقع في الاموال التي بين ايدي الناس يعصى الله عز وجل بالمال الذي اعطانا اياه ترتكب المحارم وتنتهك الحدود بالمال الذي اعطانا الله اياه يحارب الله جل جلاله فيؤكل الربا بالمال الذي اعطانا الله اياه يطرق المحتاج والمكروب والمعسر ابواب الموسرين. يعرض حاجته ويسألهم من فضل الله عز وجل. ثم يدفع بالابواب وينتهر ويتأفف في وجهه استئثارا بمال الله الذي جعله في ايديهم وهو القادر سبحانه على ان يسلبه منه ويحرمهم منه ثم يعيده الى غيرهم. لكنها لما غابت النظرة انطلقت التصرفات في ابن ادم يظن ان المال الذي بين ايديه والثروة والكنز الذي احتواه انه ملكه الخالص الذي لا يشاركه فيه احد ولا ينبغي ان ينافسه فيه احد فانطلقت النظرة من اساس بخطأ شرعي وصلت بالانسان الى النتيجة التي ال اليها بعض الناس ما طغى ما طغى الاثرياء ولا تجبر المترفون فعصوا الله عز وجل باموالهم الا لما غابت هذه الحقيقة. وصدق الله جل جلاله كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى عندما يصل الى شعوره بالاستغناء وانه قد وصل الى حد الامتلاء تبدأ عنده مظاهر الطغيان في الحياة. واولى مظاهر الطغيان هو الاستبداد بالمال وبالقوة التي مكنه الله تعالى منها. فنحن بحاجة ماسة الى ان نفقه النقطة الاولى هذه لنبني عليها النقطة التالية القضية الثانية من قضايا فقه النظرة الى المال. والعلاقة التي تحكم الانسان بالمال نقطة ليست بالجديدة وسمعناها كثيرا بل لا زلنا نسمعها في اذاننا منذ ان كنا اطفالا في مدارج الصبا يلقننا اياها الاباء والاجداد. حقيقة مسلمة في عقائدنا تربينا عليها ونشأنا عليها. تقول هذه الحقيقة ان الارزاق مقسومة كما ان الاجال محتومة قسمة الارزاق والرزق مقسوم وهذا كتبه الله لك وهذا لم يكتبه الله لك شيء متقرر عندنا نحفظه منذ ان كنا صغارا ونكررها كثيرا يلقنها حتى لاجيالنا اللاحقة. المشكلة ليست هنا المشكلة اننا نكرر مثل هذه القضية نظريا. لكننا في المجال العملي عند التطبيق نخالفها وننتكس عنها ونبتعد وهاكم مزيدا من البيان حول هذه القضية كل في هذه الدار محصل ما قسمه الله تعالى له ومتى قسم الله الارزاق منذ الازل منذ ان كنا اجنة في ارحام الامهات في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم ان احدكم ليجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم يكون مضغة مثل ذلك. ثم يرسل اليه الملك. فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد المسألة محسومة قبل ان ترى النور في هذه الدنيا وتخرج من بطن امك رعاك الله قدر الله رزقك قليلا كان او كثيرا. فوالله الذي لا اله غيره ما يأخذ احد منا مثقال حبة من شعير فوق رزقه. ولا ينقص من رزقه مثل ذلك ولن يتعدى احد فيأخذ من رزقك حبة ارز. ولا تستطيع انت ان تفعل ذلك واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك دخلت في تجارة واقبلت على مشروع متفائلا متحمسا واذا بك تخيب بك الامال وتتحطم امالك الاحلام وتزول من رأسك كل تلك المشاريع بين لحظة واخرى فتقول لو اني فعلت لو صنعت قدمت واخرت اعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. هو والله مكتوب منذ الازل. قضية محسومة ايها الكرام يقول اهل العلم ان ايمان الانسان بهذه القضية ستثمر عنده امورا عملية. لما تؤمن اخي رعاك الله ان رزقك محسوم ومقدر وان رزقك محدد قبل ان ترى النور في هذه الحياة. ما الذي يجب ان تعيشه في هذه الحياة؟ اليس ليس عجيبا يا اخوة ونحن جميعا معشر المسلمين في كل زمان ومكان نقرر هذه العقيدة ونؤمن بها ان الارزاق مقسومة وان المسألة محسومة وانها لكن العجيب انك تبصر بعينيك اقواما من اهل الاسلام من بني الاسلام يمارس في حياته تصرفات تنبيك انه لم يفقه المسألة تماما وانه يمارس شيئا غير الذي يقرره بلسانه. يعيش حياة ملؤها فراغ القلب ملؤها الشح القاتل. ملؤها الحرص المهلك. يظن انه كلما تعب اكثر وبذل من عمره اكثر في تحصيل المال انه مزيدا من الارباح يظن انه يهيم على وجهه في الاسواق ويلهث خلف حطام الدنيا الزائل وانه بذلك يمكن ان يزيد من سقف رزقه وانه يصل الى ما لم يصل اليه لو كان فعل غير ذلك. انا هنا لست اتكلم عن قضية الاخذ بالاسباب والسعي فيها ضرورة الاعتماد على الله مع مباشرة الاسباب التي توكل للانسان ايصال رزقه. لكنني اتكلم عن شعور يخالط القلوب احيانا وهو ان انه يمكن ان يحصل على شيء لولا انه فعل كيد وكيد. عن ابي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرزق ليطلب العبد كما يطلبه واجله اتدري ما معنى هذا كيف يضربك الاجل؟ يأتيك في اي مكان كنت اينما تكون يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة هل لانسان ان يفر من الموت وان يبتعد عن اجله ابدا مستحيل يقول النبي عليه الصلاة والسلام ان الرزق ليطلب العبد كما يطلبه اجله بل ثبت ايضا بسند حسن عند الطبراني الحديث ذاته. بلفظ ان الرزق ليطلب العبد اكثر مما يطلبه اجله رزقك رعاك الله يطلبك اكثر من اجلك فوالله عبد الله ان لم تذهب للقمة كتبت لك ساقها الله اليك لان الرزق هو الذي يطلبك ولست انت الذي تطلبه. ايضا اخرج ابو نعيم في الحلية بسند حسن عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال لو ان ابن ادم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لادركه رزقه كما يدركه الموت حتى لو اردت ان تهرب لادركك. فماذا بقي اذا ماذا بقي تظن انك يمكن ان تفعله فتنال شيئا من الرزق ليس مكتوبا لك ولم تخاف ان يفوتك شيء من الرزق قد كتبه الله لك ما بال الناس يا اخوة ما بال اهل الاسلام اصبحوا وامسوا في شغل شاغل عن الاموال والتجارات والعقارات مرة اخرى انا لست لست ارفض الاخذ بالاسباب والسعي في الحياة لطلب الرزق لكنني ارفض تماما من منطلق هذه القضايا الشرعية المؤصلة ارفض ان يكون هم الانسان وشغله الشاغل هي قضية الرزق والمال وكيف يزيد وكيف ينقص وما الذي يفعل. نعم اسعى في الارض وابتغي من فظل الله فان الله امر بذلك سبحانه وتعالى. لكن لا على انك يمكن ان تتحكم في معيار رزقك فتزيد فيه او تنقص هذا محال ولان المسألة محسومة فيجب ان تتعامل معها باعتدال. هذا الاتزان هو الذي ندعو اليه انطلاقا من فقه هذه القضايا الشرعية التي جاءت في الاسلام لتحكم قضية المال. ركب الناس الصعب والذلول. وكأنما وكل الله عز وجل العباد الى انفسهم تحصيل انفسهم تحملوا الديون ويمم الناس وجوههم شطر تجارة الاسهم والعقارات وارتكبوا الصعب والذلول ووقعوا في المحرمات اصبح الناس في بعض الاحيان لا تبالي بالمعاملات المشبوهة كانت ام حلالا خالصا؟ تورطوا تساهلوا ركبوا الحرام ولم يعد احد يستشعر فظاعة الجرم الذي يقع عندما يعصي الله جل جلاله من اجل ماذا من اجل لقمة كتبها الله لك قبل ان يخلقك من اجل رزق حدده الله عز وجل قبل ان ترى النور من اجلها وقع الناس فيما وقعوا. سبحان الله مع ان القضية مسلمة ونقولها بالسنتنا كثيرا ونلوكها كثيرا ان الرزق مقسوم. وان الله عز وجل قد قدر الارزاق. فما بال هذا لا ينعكس وعلى تصرفاتنا في الحياة. لم لا يظهر سلوكا عمليا يعيشه الانسان في حياته وهو يعرف ان الله قدر رزقه وحدده اليه. يا اخوة حرصوا الاعمى لن يزيد العبد الا طمعا والمثل يقول الطمع فرق ما جمع دعونا من امثلة الناس وتعالوا الى مثال ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لطمع ابن ادم. الطمع وكيف يصنع بالانسان؟ يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي اخرجه البخاري ومسلم جلس ذات يوم على المنبر وجلس الصحابة حوله فقال اني مما اخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل يا رسول الله او يأتي الخير بالشر فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فقيل للرجل ما شأنك تكلم النبي صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك قال ابو سعيد الخدري فرأينا انه ينزل عليه اي ينزل عليه الوحي قال فمسحوا عنه الرحظاء اي العرق الكثير. وكان النبي عليه الصلاة والسلام اذا نزل عليه اذا نزل عليه الوحي يأتيه في شدة البرد عنه وان جبينه ليفسد عرقا عليه الصلاة والسلام. قال فمسح عنه الرحماء اي العرق الكثير. فقال اين السائل؟ وكأنه حميد له فقال انه لا يأتي الخير بالشر وان مما ينبت الربيع يقتل او يلم الخضار والزرع الذي ينبته الربيع قد يقتل الماشية التي ترعى هذا العشب او يلم يجعلها تقارب الهلاك. الا اكلة الخضراء اكلت حتى اذا امتدت خاصرتاها اي شبعت وانتفخ بطنها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالتعت وان هذا المال خظرة حلوة فنعم صاحب المسلم ما اعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل وان مما يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة انتهى الحديث وفي الحديث القدسي الاخر يضرب مثلا صريحا واضحا ويبين جشع ابن ادم لو انساق خلف شهوته وحبه مال لا تقل انطلق في طريق المال والتجارة والسعي حتى احصل على مليون دينار لانك لو وصلت المليون صدقني لن تقف. تقول حتى اشتري بيت لو امتلكت البيت صدقني لن تقف. عن انس بن مالك رضي الله تعالى الا عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان لابن ادم واديا من ذهب احب ان يكون له ثانيا ولن يملأ فاه الا التراب ويتوب الله على من تاب قضية الاساس اذا كان الرزق محسوما ومقدرا قبل ان تخلق حفظك الله فلماذا نجتهد في مسألة محسومة اليس من العجيب ان يشتغل العباد هما وفكرا مناما واستيقاظا صبحا ومساء يشتغلون بقظية محسومة تكفل الله بها ثم يتركون القضية الاساس التي من اجلها خلقوا لها خلقوا للعبادة فاذا به يفرط في الصلاة ويتركها ويتهاون في الفرائض منشغل بالدنيا. مهلا منشغل بماذا؟ بدنيا محسومة مقدرة مكتوبة ثم تترك العمل الذي من اجله خلقك الله. يتساهل في العبادة يفرط في الواجبات ويقع في المحرمات مهلا مهلا عباد الله كم نحن بحاجة الى ان نصحح المسار وان نلتفت بعناية الى علاقتنا مع المال كيف هي ومن اين تبدأ والى اين تنتهي. مثل ذلك لا يجوز والله ان يتساهل فيه العبد فيرتكب من اجله الحرام. ويتورط في مسالك الشبهات يقع في الربا والريبة وينغمس في الحرام او يحوم حول الحرام. النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا كعب بن عجرة يقول يا كعب ابن عجرة انه لا يربو لحم النبت من سحت الا كانت النار اولى به التساهل في الحرام مسلك وخيم وقع فيه كثير من الخلق والدافع لهم هو الغفلة عن هذه القضية الاساس هو حسم رزاق وانتهاء امرها اخرج البخاري في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين على الناس زمان وما ندري والله يا اخوة هو زماننا هذا او زمان سيأتي بعدنا يقول ليأتين ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما اخذ من المال امن حلال ام من حرام عياذا بالله من مسالك الحرام فالانة الانا والقناعة القناعة ولنملأ صدورنا رعاكم الله من قول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم لا تبطئ الرزق فانه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه اخر رزق هو له والله ما تموت وباقي من رزقك لقمة في الحياة ما تموت والله وقد بقي في رزقك لقمة فاتقوا الله واجملوا في الطلب اخذ الحلال وترك الحرام. حديث صحيح اخرجه الحاكم والبليهقي لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه اخر رزق هو له يذكر في ذلك قصة عجيبة لراعي غنم تبين صدق هذا الحديث وشاهدا عجيبا فيه والله يا اخوة يمشي الرعاة عادة في المراعي سويا. يسرح كل راع بغنمه التي يرعى بها فيذكرون ان احد الرعاة سبق رفاقه في المرعى فقال له الى اين؟ قال اسبقكم الى حيث الماء اساق غنمه وتقدمه ولما ادركوا المكان الذي وصل اليه وجدوا الغنم ولم يجدوا الراعي فبحثوا عنه صاحوا به نادوه تفقدوه ما وجدوه. واستغربوا لشأنه كثيرا فلما اقبل راع اخر تجاه البئر يستقي من الماء سمع صياحه من داخل البئر. فقال انت فلان؟ قال نعم قال ما بك؟ قال وقعت ادلو الي الحبل فادلى اليه الحبل فاخرجه منه. فلما خرج وكان قد مكث في الماء فترة ليس باليسيرة خرج مبتلا اذا مع الخوف والهلع والفزع فاخرجوه من البئر واعطوه الغطاء يتدفأ به ثم حلبوا له حليبا واشربوه لكي يدفأ ويهنأ ويرتاح فلما سكنت نفسه وارتاح بعد ان شرب الحليب قالوا له يا فلان ما عهدناك غشيما ولا جاهلا فما الذي حصل بك بئر تستقي منه ليست المرة الاولى ولا الثانية. فما الذي حدا بك ان وقعت في البئر؟ هل هو اذية او فعل فاعل؟ قال لا والله ما ادري ما الذي حصل غاية ما في الامر اني سبقتكم كما اخبرتكم وجئت الى البئر استقي منه الماء فلما جئت الى البئر وقام تجاه البئر يريهم كيف حصل. قال فلما جئت تجاه البئر فعلت هكذا فاظهر لهم كيف فعل فاذا به يسقط مرة ثانية ويموت في سقطته الثانية ما مات في الاولى لانه بقي من رزقه شربة لبن ااخرج ليشربها ثم عاد اليها مرة اخرى ليست هي بالدليل الصادق ولا نحتاج اليها لكنها شواهد تمر بنا في الحياة لنعرف ان ارزاق احدنا لن تنتهي قبل انتهاء اجله. وتذكروا قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الرزق ليطلب العبد كما يطلبه اجله القاعدة الثالثة والاخيرة في هذا المقام مما تحكم علاقتنا بالمال وتجعلنا متبصرين بها على نحو اكمل واتم ايها الاخوة رعاكم الله قاعدة وقضية ليست باقل شأنا من سابقتها قاعدة تقول ان هذا المال انما سخر لنا في الحياة وسيلة وليس غاية المال في هذه الحياة سخره الله لنا مطية نركب عليه لا حملا يحمل فوق ظهورنا فرق بين القضيتين وفرق بين المنهجين اللذين يسير عليهما الناس اليوم. فرق بين انسان تعامل مع المال على انه مطية ووسيلة. ما الغاية؟ شيء اخر. الغاية هو كيف يستخدم هذا المال بطريقة يعبد الله تعالى فيه بطريقة يؤدي حق الله فيه بطريقة تعينه على قطع هذه الحياة ينفق على نفسه واهل بيته غير مقصرين على الفقير والمسكين والمحتاج غير متأخر في وجوه الخير. بادر الله يمنة ويسرة. يتفقد المعسور ويقضي دين المديون. ويعاين المحتاج ويقضي حق الله تعالى فيه بكل وجه. همه في المال الذي يجتمع عنده كيف يؤدي حق الله فيه؟ همه في المال الذي اجتمع له في حياته شيء واحد الا يلقى الله يوم القيامة بسؤال لا يجد عنه جوابا عن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه عن ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما افناه. وعن علمه فيما فعل وعن ما له من اين اكتسبه وفيم انفقه وعن جسمه فيما ابلاه وتبقى هذه القضية مؤرقة له على الدوام. هذا مال بين يديه. سيسألني الله جل جلاله كما يسألكم ويسأل كل واحد منا فردا عن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه فرق بين هذا الصنف من الناس عندما يتعامل مع المال على هذا الاساس وصنف اخر من البشر انقلبت النظرة عنده فاصبح المال غاية بحد ذاته واصبحت التجارة والاموال والارباح هي المقصودة بعينها. فاصبحت شيئا مسيطرا على الفكر اصبحت وثنا في القلب والها معبودا نعم ليس مبالغة في القول يا اخوة. سمى الله سمى النبي صلى الله عليه وسلم المتعلقين بالدنيا عبيدا لها. الم يقل عليه الصلاة والسلام تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم والقطيفة والخميصة؟ هل رأيتم انسانا يعبد الدينار؟ اتظن انه يعبده بمعنى يخرجه من جيبه فيضعه امامه فيركع له ويسجد لا هي عبادة اعظم من الركوع والسجود. تدرون ما هي؟ هي عبادة التعلق. تعلق القلب الفكر بمثل هذا النحو هو عبادة. يقول تعس عبد الدينار. اذا ثمة اناس يعيشون في حياتهم عبيدا للدنانير اي والله ثمة اناس يعيشون حياتهم عبيدا للاموال. عندما يصبح المرء عبدا لله فانه والله لا يسوى في هذه الحياة عند الله شيئا فرق يا اخوة عندما نفقه النظرة ان المال مطية ومركب ووسيلة وبين ان يكون المال عندنا مقصدا في شتان بين من يقضي عمره لاهثا في الدنيا متطلعا الى كل دينار فوق دينار وربح فوق ربح ومال فوق مال. يحسد كل كل ذي نعمة على نعمته استولى حب المال على قلبه اطلق لنفسه العنان لم يبالي بما يأكل من حلال ام من حرام الحرام عنده اسهل ما يكون فظلا عن الشبهات فظلا عن ان يتورع لا يفكر لحظة ولا يتنا. المبدأ عنده ان الغاية تبرر الوسيلة حلال عنده ما حل بيده. ليس ينظر الى حكم المسألة في شريعة الله. وليس ينتظر ان يبحث عن مخرج له بالحلال. غايته ان استكثر من المال. امنيته ان تزداد ارصدته يوما بعد يوم. لا بل ساعة بعد ساعة. لا بل كبار تجار العالم اليوم تزيد سادتهم ليس بالدقيقة ولا بالساعة ولا بالثانية يقولون بعدد الانفاس. يعني تتنفس يزداد كذا مئة دولار وتخرج الهواء بكذا مئة دولة في اقل من الثانية بلحظات مثل هذا يهلك الشح قلبه فتراه ربما ضيق حتى على نفسه واهل بيته. يا اخوان شتان بين من كانت الدنيا في يده ومن كانت بقلبه شتان بين انسان وسع الله له في الحياة لكنه تبقى الدنيا خارج اسوار قلبه. تبقى الدنيا في يديه يتحكم بها لا تتحكم هي به هل يذم اهل الغنى على غناهم باطلاق؟ لا. هل يذم اهل الثراء على ثرائهم باطلاق؟ لا. هل ارباب التجارة واصحاب الاموال ورؤوس التجارات الكبرى على تجارتهم وما وسع الله عليهم. لا يا اخوة ان بين ايدينا ان نماذج من الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم وقد عاشوا حياة ثرية غنية. هل تقارنون غنى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه بغنى واحد من تجار الدنيا الكبار اليوم. عثمان رضي الله عنه يبلغ بغناه ان يجهز جيشا باكمله في جيش العسرة كما تقول بمصطلح اليوم ميزانية دولة يجهز جيشا كاملا عثمان ابن عفان رضي الله عنه لا زال ينفق من ماله فمهما توسعت له الدنيا ما كانت الدنيا في قلبه. كانت في يديه. نعم عنده والغنى والثراء والعبيد والاموال لكنه ما كانت في قلبه يعبدها فتأسره وينطلق حولها. لا. كانت اسهل ما عليه ان يبذلها في في سبيل الله جل وعلا حتى يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم عبدالرحمن بن عوف احد كبار تجار الصحابة رضي الله عنهم. لكنه انموذج اخر لثري وغني وتاجر كانت الدنيا في يده ولم تكن في قلبه عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه ابتغى التجارة منذ ان قدم المدينة مهاجرا فلما دخلها وسع الله عليه في ابوابها وانطلق في تجارتها. يقول حتى اني ظننت اني لا ارفع حجرا الا اجد تحته دينارا فاتسعت له ابواب التجارة وانفتحت له ابواب الرزق. ولم يزل رضي الله عنه في ثراء وتجارة متسعة حتى ادركته الوفاة فلما مات ترك من الاموال وحجارة الذهب والفضة ما احتاج ورثته ان يكسروها بالفؤوس ليقسموها بينهم. من ضخامتها وكثرتها لكن هل سمعتم يوما ان عبدالرحمن بن عوف تخلف عن غزوة او ترك جهادا او بخل في سبيل الله؟ لم يزل يتعاهد امهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بنفقة شهرية من بعد مفات النبي عليه الصلاة والسلام ينفق عليهن نفقات شهرية يجريها عليهن امهات المؤمنين وزوجات النبي عليه الصلاة والسلام. الامثلة في هذا الباب كثيرة لكننا نريد ان نقول ان نبينا عليه الصلاة والسلام الذي قال الله له ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى لم لا نشعر انا وانت اننا مخاطبون بهذه الاية بالله عليك كلما ابصرت عيناك برجا تجاريا ومشروعا ضخما ومالا وثريا وشيئا من متع الحياة كرزا في نفسك هذه الاية ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى نبينا صلى الله عليه وسلم يخيره ربه بين ان يحول له جبال مكة ذهبا. ثم يقول عليه الصلاة والسلام ما احب ان احدا حول لي ذهبا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث الا دينار ارصده لدين هذا النموذج اورث نماذج عجيبة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم لما تعاملوا مع المال كما قلت قبل قليل على انه وسيلة وليس غاية على انه مطية وليس حملا يحمل فوق الظهور قصة عجيبة لام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن ابيها كانت صائمة ذات يوم فاوتيت بمال كثير. وكان الخلفاء رضي الله عنهم وارضاهم كلما وجد احدهم فرصة يكرم فيها امهات المؤمنين يفعل فاوتيت ذات يوم بمال كثير وهي صائمة. فدعت مولاتها بريرة وجعلت تبعثها بالمال. في حينه منذ ان ان اتاها المال جعلت تقسيمه تقول اذهبي هذا لبيت فلان وهذا لبيت فلان وهذا لبيت فلان قال فما ابقت منه دينارا انتهت منه في الحين فلما انتهت من قسمة المال قالت لها مولاتها بريرا يا ام المؤمنين رحمك الله اننا صائمون اليوم وليس عندنا ما نفطر به تصدقون هذا قالت فهلا اخبرتيني من قبل هلا قلت لي انه ما عندنا شي في البيت كان تركنا منه شيئا ارأيتم كيف يتعامل المسلم مع مسألة المال عندما تكون في اخر اهتماماته واذا اتاه فكر في شيء واحد فقط؟ كيف يجعل منه سلم من ولا يجعلوه مثلا صندوقا يحمله على ظهره اليوم لما دخلت الدنيا قلوب بعضنا ركبنا من اجلها كل مركب حتى عبد المال. اريق من اجل المال دماء وقطعت من اجل ما لي ارحام حلف بالله على فجور وحرام. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. المال ايها الاخوة الكرام غاد ورائح المال مقبل ومدبر فطوبى لعبد اقبل عليه المال فاخذ منه كفايته واستعان بالله عليه فلما فاض منه ما فاض حوله الى رصيده في الجنة وبئس عبد اتاه المال فاستعبده فبقي له خاضعا ذليلا فاحتبسه عنده حتى مات فلا هو بالذي استمتع بلذته في الدنيا ولا هو بالذي نال اجره في الاخرة وسبحان الله العظيم ختاما ايها الكرام في قضية المال التي نركز الحديث عنها نحتاج الى ان نستبصر القضايا الشرعية الثلاثة والقواعد والمنطلقات التي اشرت اليها قبل قليل الله جل جلاله قد اخبرنا في كتابه ان رزقه موهوب وان عطاءه في هذه الدنيا ممنوح ممنوح يقول الله سبحانه وتعالى كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك من هؤلاء وهؤلاء الصنفان المذكوران قبلها من كان يريد الحياة الدنيا ومن اراد الاخرة. كلاهما يقول الله كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك. وما كان عطاء بك محظورا الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز. من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه. ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب اختم بهذا الحديث النبوي الجليل الذي يحصل بنا ان يكون نبراسا لنا في حياتنا ومحل نظر اعيننا قلوبنا كل ان. فانه مما يعيننا على ضبط المسار في مسألة المال. يقول نبيكم صلى الله عليه واله وسلم من كانت الاخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله واتته الدنيا وهي راغمة ثلاثة وعود من كانت الاخرة همه جمع الله جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله واتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا الا ما قدر له. فاتقوا الله واجملوا في الطلب والقصد القصد لغو واعلموا انه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها. اسأل الله عز وجل ان يهبني واياكم علما نافعا ورزقا واسعا شفاء من كل داء. اللهم وسع لنا في ارزاقنا وبارك لنا فيما رزقتنا. واجعله عونا لنا على طاعتك يا حي يا قيوم. اللهم انا نسألك ان ترزقنا رزقا يزيدنا لك شكرا. واليك فاقة وفقرا. اللهم اغننا بحلالك عن حرامك طاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نعوذ بك من الشح والبخل والجبن يا حي يا قيوم. اللهم انا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل. ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث. اللهم فاصلح لنا شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا اقل من لذلك نسألك اللهم يا مالك الملك باسمك الاعظم الذي اذا دعيت به اجبت. واذا سئلت به اعطيت ان تكتب لنا ولجميع من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية. اللهم فرج عن اخوتنا المستضعفين في بلاد الشام كربتهم اللهم ارفع عنهم كربتهم ونفس عنهم مصابهم يا حي يا قيوم. اللهم قد علمت انه انقطعت بهم الاسباب. واغلقت دونهم الابواب ولا حول لهم ولا قوة الا بك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انهم بك يحولون وبك يصولون وبك يجولون. فكن لهم وناصرا انت مولانا ومولاهم فنعم المولى ونعم النصير. اللهم احفظهم بحفظك وكلأهم برعايتك. اللهم تولى بعنايتك امرهم يا يا ذا الجلال والاكرام ارحم ضعفهم يا رب واجبر كسرهم وارحم ميتهم وداوي جريحهم واجبر كسيرهم وتقبل شهيدهم انا افرغ عليهم صبرا وثبت اقدامهم وانصرهم على من ظلمهم وبغى عليهم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا سلامتنا واسلامنا. اللهم امنا في الاوطان والدور. واصلح وارشد وسدد الائمة وولاة الامور يا حي يا قيوم. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين. والحمدلله رب العالمين