بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي اصطفى من البشر خيرة خلقه اهيئهم بما شاء لحمل رسالته وتبليغ وحيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له يخلق ما يشاء ويختار واصطفى من لعبادي الرسل المصطفين الاخيار واخلصهم بخالصة ذكرى الدار واشهد ان سيدنا ونبينا وامامنا وقدوتنا وشفيعنا محمدا عبد الله ورسوله امام الهدى وسيد الورى حباه الله جل جلاله من المكارم والفضائل الدرجات العلى. وجعل له من المنزلة الرفيعة والقدر العظيم في شأنه كله ما بوأه به في منزلة خيرة خلقه. فصلى الله ربي وسلم بارك عليه وعلى آل بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد اخوة الاسلام في كل مكان فمن هذا المسجد النبوي الشريف المبارك. ومن هذه البقعة الطاهرة ينعقد هذا المجلس في سلسلة دورة الشمائل المحمدية على صاحبها افضل الصلاة والسلام حديث عن شمائل رسولنا صلى الله عليه وسلم من رحاب مسجده صلى الله عليه وسلم. تنطلق من هذه البقعة الطاهرة لبيان طرف من قدره العظيم وحقه الجسيم على امته الشريفة المباركة بهذا النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم. ينعقد هذا المجلس في ختام شهر رجب الحرام سنة اثنتين واربعين واربعمائة والف من الهجرة في عنوان يحمل طرفا ومحورا من محاور الشمائل الصفات الخلقية لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا حديث عن احد محاور الشمائل المحمدية التي تتوزع الى الحديث عن اخلاقه الكريمة عليه الصلاة والسلام وعن خلقته الكريمة الجميلة عليه الصلاة والسلام وثالثا عن خصائصه ومناقبه وفضائله عليه الصلاة والسلام. واخيرا عن اموره الشخصية المتعلقة ذاته كاموره ومقتنياته وشؤونه الخاصة صلى الله عليه وسلم. سيقول الحديث متوزعا على محاور ثلاثة اولها اهمية هذا الباب من الشمائل وثانيها معالم الجمال والهيبة في خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وثالثها نبذة من تفاصيل الجمال المحمدي صلى الله على نبينا وسلم تسليما كثيرا فاما اول العناصر فهو الحديث عن اهمية هذا الباب من الشمائل الحديث عن صفاته الخلقية عليه الصلاة والسلام. وهذا يمكن حصره في نقاط ثلاثة تبين لنا اهمية هذا الباب من الشمائل. فان علماء الاسلام لما تناولوا الحديث رحمة الله عليهم في صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية واوردوا ذلك في دواوين السنة ورواياتها طورة وتوارثت الامة هذا الباب من الرواية والعلم جيلا بعد جيل فانه كان يهدف الى بيان اهمية هذا الباب والشمائل المحمدية المنقسمة الى ما تقدم ذكره انفا الى الحديث عن الخلقة والاخلاق والحديث عن الخصائص والحديث عن الشؤون الخاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثوا هنا اذا عن باب من الشمائل هو الصفات الخلقية. ويمكن اجمال اهمية هذا الباب من الشمائل في النقاط التالية. اولا انه باب من العلم الشرعي المحفوظ والمأثور والمروي كما نبحث في كتب السنة ورواياتها عن احاديث العقائد والعبادات والمعاملات وتفاصيل والحرام فاننا نجد ايضا في طيات دواوين السنة التي حفظت التراث النبوي وجدنا فيها ابوابا تتناول الصفات الخلقية لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذه دواوين السنة على اختلاف انواعها بدءا من الجوامع كالصحيحين ومرورا بالسنن كالسنن الاربعة ابي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وكذلك المسانيد والموطئات وعلى اختلاف انواع التأليف فانها تكون مظمنة في ابوابها جملة من الكتب والابواب التي عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية هذه الروايات لم تكن وحدها بل افرد بعض اهل العلم مصنفات مستقلة في الشمائل. وفي طياتها الابواب المفردة للحديث عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية. وليس ذلك الا لانه جزء من علم الشريعة الذي حفظته تلك الروايات والذي تناقلته تلك الدواوين واثبتته علما يتوارث في الامة جيلا بعد جيل. ما افرد منها بالتصنيف في الشمائل وما كان مدرجا في دواوين السنة على اختلاف انواعها والعجيب اننا في باب الصفات الخلقية تحديدا نجد الروايات تنقسم الى نوعين اولهما رواية الصحابة ابتداء الحديث عن صفات نبينا صلى الله عليه وسلم الخلقية. ليقول احدهم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا كما سنذكر الامثلة تفصيلا بعد قليل والسؤال هنا ما الذي حمل الصحابة رضي الله عنهم وهم يروون هذا العلم والدين والايمان الى التابعين فمن بعدهم حتى بلغنا اليوم. ما الحامل لمثل علي وابي هريرة وانس وجابر ابن سمرة وكثير غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم جميعا. الذين حفظت عنهم الروايات الواصفة لخلقة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم ما الحامل لاحدهم على ان يقف امام الملأ او يصعد المنبر او يتحدث الى من حوله من تلاميذه والاخذين عنه يصف لهم ما يتعلق بشعر بعيني بفمي بلوني باطرافه بشيء من وصف جسد النبي صلى الله عليه وسلم ما الحامل على ذلك لا جواب الا ان تقول انها جزء من الدين والعلم والايمان الذي روه ونقلوه تماما كما رووا لهم حديث بني تناموا على خمس وحديث الحلال بين والحرام بين. وحديث الدين النصيحة وسائر الاحاديث التي وصفت الصلاة والصيام والزكاة والحج واحكام البيع والنكاح والطلاق والحدود والجنايات سواء اذا فباب الشمائل جملة. الصفات الخلقية لنبينا صلى الله عليه وسلم خاصة هي جزء من العلم الذي حرص على حفظه ورصده وروايته. وحفظت الامة من بعدهم هذه الروايات وحرصت على روايتها ونقلها وتدوينها واثباتها للاجيال ليس ذلك الا لانه علم ودين وهو من الايمان الذي يروى به قلوب المسلمين في كل جيل. والصنف الثاني من الروايات التي تصف القوات التي تروي الصفات الخلقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم تأتي حاملة سؤالا يتوجه الى بعض الصحابة وامثلة هذا عديدة في مثل سئل البراء هل كان وجه الرسول صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ وانظروا الى السؤال يتوجه به السائل مباشرة ليبحث عن صفة من الصفات الخلقية هو لم يدرك النبي عليه الصلاة والسلام ولا رآه فيتوجه بالسؤال الى صحابي رآه فيسأل البراء ابن عازب هل كان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف فقال لا بل مثل القمر. وستأتي الرواية بعد قليل والحديث في بخاري ويقول الحسن بن علي رضي الله عنه سألت خالي هند بن ابي هالة وكان وصافا عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم. واسمع يقول وانا اشتهي ان يصف لي شيئا منها اتعلق به فانطلق يصف له النبي صلى الله عليه وسلم ويقول في حديث جابر ابن سمرة وقد سئل عن شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول كان اذا دهن شعر رأسه لم يرى منه شيب واذا لم يدهن رؤي منه يسأل ابو هريرة رضي الله عنه هل غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال نعم وامثلة هذا متعددة. هذا ابو هريرة وذاك جابر وذاك هند بن ابي هالة وهذا البراء وكل منهم يسأل والسائل متعدد مختلف هذا يسأل عن وجهه والثاني يسأل عن حليته والثالث عن شيبه والرابع عن خطابه. اخبروه الان عن ماذا كان يبحث هؤلاء السائلون عن شيء ما رأوه يتعلق بالصفات الخلقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل السؤال الاوجه ما الذي كان عليه موقف الصحابة المسؤولين في هذه الروايات هو التصدي للجواب هو المبادرة الى البيان لم يكن احد منهم يرى هذا السؤال في غير محله ولا قال للسائل ابحث عما ينفعك بل هذا من صميم ما ينفعه ولا قال له هلا سألت عن شيء يفيدك في دينك؟ بل هذا من صميم الدين اذا ندرك يا كرام انه لا من حيث سؤال السائل ولا من حيث اجابة الصحابي رضي الله عنه فان كل ذلك كان يؤكد على ان باب الصفات الخلقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو احد اعظم محاور الشمائل المحمدية كانت دين وعلما وايمانا يروى وابوابا تحفظ وتؤثر فهذا مما يجب توارثه وتعلمه والحرص عليه النقطة الثانية لبيان اهمية باب الصفات الخلقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم انها احد الاسباب العظيمة والدوافع المهمة المهمة لتأسيس المحبة الصادقة التامة في القلوب لرسول الامة ونبي الهدى عليه الصلاة والسلام. نعم لان اسباب المحبة في قلوب البشر نحو البشر منحصرة في واحد من اسباب ثلاثة اولها الجمال المتعلق بالهيئة الظاهرة والخلقة. والثاني الباطن المتعلق بالاخلاق والصفات والطباع والسجايا والثالث متعلق بالاحسان والبذل والاكرام وثلاثة الاسباب مجتمعة اجتمعت لنبينا صلى الله عليه وسلم في اكمل مراتبها فاستحق اكمل الحب صلى الله عليه وسلم ولهذا لا يجوز شرعا ان يكون محبوب من البشر في قلوب البشر ينال مرتبة اعظم من محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. لانك مهما احببت انسانا فان احببته لجماله فجمال نبينا صلى الله عليه وسلم اوفى واتم. وان احببت انسانا لجمال اخلاقه فلا اعلى خلقا ممن قال الله عنه وانك على خلق عظيم صلى الله عليه وسلم وان احببت انسانا لاحسانه اليك واكرامه وبذله وفضله عليك فلا احد من البشر اعظم منة علينا في رقابنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي انقذنا الله به من الظلمات الى النور واخرجنا من النار الى جنة عرضها الارض والسماء فهذا تأسيس لسبب عظيم من اسباب المحبة بل لو تلمسنا الحقيقة لالفينا السبب المتعلق بالهيئة والجمال هو اوفر الاسباب حظا في محبة البشر للبشر وعليه تقع اكثر صور المحبة بين الناس. فاذا علم هذا ادركنا ان العناية بالشمائل عامة وبباب الصفات الخلقية خاصة هو احد الدوافع العظيمة التي تؤسس بها محبة تامة دقة لنبي الامة صلى الله عليه وسلم ثالث الجوانب التي تبين لنا اهمية العناية بالصفات الخلقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم انها حقيقة احد جوانب العظمة والكمال البشري الذي حباه الله تعالى به وجعله له في المقام الاوفى. بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله حسنت جميع خصاله صلوا عليه واله صلى الله عليه وسلم توفير معنى العظمة والكمال البشري قاعدة تبنى عليها معاني الايمان والتوقير والاجلال الواجبة نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله قد قال انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله. وتعزروا وتوقره. توقيرنا لنبينا عليه الصلاة والسلام. واحترامنا واجلالنا ومهابتنا. ثم نصرتنا له ايضا صلى الله عليه وسلم تقوم على معان عظيمة وعلى قواعد جمة واحدة منها هو ان يكون في قلوبنا عليه الصلاة والسلام في اعلى درجات العظمة والكمال ولا شك ان الصفات الخلقية احد جوانبها الكبيرة التي ينبغي ان تستظهر لتحقيق هذا المعنى من الكمال لرسول الله عليه الصلاة والسلام وانظروا الى حديث هند بن ابي هالة وسيأتينا قريبا. وقد سئل عن وصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال رضي الله عنه. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر حتى جمل الوصف. جاء تحمل معنى التوقير والاجلال. تحمل معنى المهابة والاحترام لرسول الله صلى الله عليه وسلم. للتأكيد على انها جاءت لتعزيز معنى الكمال البشري الذي حباه الله تعالى به. وهذا عبد الله بن سلام قبل ان يسلم وكان يهوديا. يقول رضي الله عنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس اليه. اي خرجوا صراعا وقيل قدم رسول الله قال فجئت فجئت في الناس لانظر اليه فلما استبنت فلما استبنت عرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب اخرجه البخاري ومسلم. اذا كانت الهيئة الظاهرة دلالة وكانت تحمل شيئا عظيما من علامات النبوة التي نحتاجها ونحن لم ندركه بام اعيننا رؤية صلى الله عليه وسلم ولكننا ادركنا وصفا دقيقا عظيما جاء يحمل هذه الجوانب في صفات خلقته عليه الصلاة والسلام حتى لك اننا نراه. ما يتعلق بالعنصر الثاني وهو معالم جمال خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاننا نجمل المعالم الكبرى ليست على التفصيل بل ان سائر الوصف المفصل في خلقة رسول الله عليه الصلاة والسلام يجتمع في محاور اجملها في عناصر ثلاثة هي معالم الصفات الخلقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم. معالم بارزة تشترك فيها خسائر الاوصاف بدءا من شعر رأسه صلوات الله وسلامه عليه وانتهاء باخمص قدميه صلوات الله وسلامه عليه فانها على اختلاف الروايات وتعدد الاوصاف يمكن ايجاز معالمها في نقاط ثلاثة. وعندما نستعرض هذه النقاط انما نؤكد يا كرام على اننا عندما نتحدث عن الصفات الخلقية فانما نستند الى الى روايات ووصف دقيق ان نقله الصحابة الكرام. لقد كانوا رضي الله عنهم امناء على قدر عظيم من الدقة في الوصف لاثبات الرواية. لقد اكتحلت اعينهم برؤيته عليه الصلاة والسلام. فنقلوا لنا رواية تحمل اوصافا دقيقة والله حتى لكأننا نراه. لقد كانوا انا اوفياء رضوان الله عليهم. فيجب ان نكون ايضا على قدر هذا الوفاء لنقابله بوفاء اتم. فنقبل ونكب على هذا المرويات ونتفحصوها ونتشبع بها ونرتوي منها. ليعيش المسلم المحب الصادق ولو جاء اليوم متأخرا. بعد الف اربع مئة واربعين سنة وجاء يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم. ويريد ان يعلي في قلبه بنيان المحبة ورايتها لنبيه الامة صلى الله عليه وسلم ان يغرسها على قاعدة صلبة في قلبه من العناية بالسيرة والشمائل النبوية وهو يدرك تماما في تلك المرويات ما قد تقلب وفي اكنافها وعاش في ظلالها وتفيأ من معانيها حتى انتعش وارتوى. فاثمرت في قلوبنا معاني المحبة والاحترام والايمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عندئذ نحث انفسنا ونركب المطايا ونتوفز ونتحفز لبلوغ تلك المقاصد نضع الخطى موضع الخطى لنقتدي باسلاكنا فينا ونحن نرى تلك الاوصاف العظيمة التي جاءت تحمل هذه المعالم الثلاثة. اولها اعظم معالم الصفات الخلقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم الجمال بمعاييره المحسوسة ليس الجمال المجازي. وعندما نقول الجمال فهو الجمال المعروف الذي يستغنى به عن التعريف فان الجميل في اعين البشر جميل. وهم يصفون الجمال باوصاف شتى والجمال الانساني في الخلقة التي تحمل في طياتها انحاء عدة يكون معظم مكامنها في الوجه فانه مكمن الجمال ومنبعه الاساس ثم يتناثر الجمال على سائر انحاء الجسد. وعندما نتحدث عن صفات خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم على اختلاف في الفاظها ورواياتها فانا نتلمس معلم الجمال اولا. ليس مجاملة ولا مبالغة ولا عاطفة نحو نبينا صلى الله عليه وسلم لنتكلف القول او الوصف له بالجمال. بهذا وصفه الصحابة رضي الله عنهم في غير ما رواية واسمعوا طرفا منها. يقول البراء بن عازب رضي الله عنه كما في الصحيحين ما رأيت شيئا قط احسن منه. صلى الله عليه يسلم. ارأيت الى النفي المطلق لم يرى شيئا قط احسنا. هذا جمال لم ير شيئا قط احسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائل كان احسن الناس وجها ويحدد معالم الجمال في وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم. يقول ابو هريرة رضي الله عنه ما رأيت شيئا احسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان الشمس تجري في جبهته اخرجه الترمذي واحمد. يقول جابر بن سمرة كما اخرج الترمذي والدارمي والحاكم وصححه واقره الذهبي والبيهقي في دلائل نبوة. يقول رضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان يعني ليلة مقمرة مضيئة. وعليه حلة حمراء فجعلت انظر اليه والى القمر فلهو عندي احسن من القمر صلى الله عليه وسلم. يقول علي رضي عنه لم ارى قبله لم ارى مثله قبله ولا بعده صلى الله عليه وسلم اخرجه الترمذي واحمد. وعند مسلم من رواية في ابي الطفيل رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم ابيض مليحا مليحا من الملاحة وهي الجمال. مليحا مقصدا ارأيتم هذه الالفاظ علي وجابر وابو هريرة والبراء وابو الطفيل وغيرهم كثير. عندما كانوا يعبرون بالجمال وحسن الوجه والملاحة هل كانوا يقصدون الا الجمال الحقيقي الذي يأسر الناظرين وماذا قال حسان ابن ثابت رضي الله عنه شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم اليس هو القائل واحسن منك لم تر قط عيني اجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب كانك قد خلقت كما تشاء فاجمع هذا الى ذاك لتنظر حقيقة هذا المعنى الكبير. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وكان خلقه وصورته صلى الله عليه وسلم من اكمل الصور واتمها واجمعها للمحاسن الدالة على كماله. فاكرمه الله بخلق حسن وصورة جميلة واجتمعت فيه المحاسن. صلى الله عليه وسلم هو جمال حقيقي لا مجازي. هذا اول المعالم اما ثانيها في معالم صفات خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو المهابة والفخامة كان الاول الجمال الحقيقي. اما الثاني فهو الهيبة والفخامة. لان لا تظنن انه جمال مجرد حولوا فيه الى جمال غزلي يفتن العشاق ويتعلق به الهائمون في اهوائهم بل جمع الله له هذا المعنى في المهابة والوقار مع الجمال الحسي الحقيقي ليكون جمالا في غايته مع الجلال والكمال. ولهذا قال هند بن ابي اهانة في اول وصف في جملته التي وصف بها في الحديث الطويل قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخمة يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر هو جمال الفخامة اذا لا جمال النعومة. لا جمال الرقة لا الجمال الغزلي الذي يفتن العاشقين. بصورة محدودة في جمال يلحظ في رمش عين او في وجنة او في شفتين بل هو جمال جمع معه المهابة والفخامة. هذا اكمل ما يكون في جمال الرجال امة الاسلام. بخلاف جمال النساء المفطور على متعلق الهوى والميل لتحقيق ما فطرت عليه النفوس من الميل الجبلي لتحقيق الاجتماع الانس والائتلاف ثم التناكح والتكاثر. ولهذا سمعتم قبل قليل في مرويات الصحابة رضي الله عنهم وهم يضربون المثل بالجمال انظر بماذا شبهه بالقمر ليلة البدر كأن الشمس تجري في وجهه يقول الطيبي رحمه الله شبه جريان الشمس في فلكها بجريان الحسن في وجهه. عليه الصلاة والسلام. قال وفيه عكس التشبيه مبالغة ويحتمل ان يكون من باب تناهي التشبيه جعل وجهه مقرا ومكانا للشمس وقد قال كعب بن زهير ان الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول واما ثالث المعالم في صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية فهو التوسط والاعتدال ومن رأى الروايات وسمعها ووقف عليها ادرك هذا جليا. كان جمال النبي عليه الصلاة والسلام وعموم اوصافه في خلقته عليه الصلاة والسلام وسطا كانت على اتم ما يكون في الاعتدال في الجمال بنواحيه كلها. اعتدال وتوسط بين الضخامة والدقة اه بين الشدة والنعومة في اللون في الطول في السمن وحجم الجسم الى اخره. امثلة هذا في الفاظ المرويات كثيرة يقول انس رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير وهذا معنى الربع. فالربعة من الرجال المعتدل الطولي ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد كان وسطا بين الرجال. قال ازهر اللون ليس بابيض امهق ادم ازهر اللون البياض المشرب بحمرة ليس ابيض شديد البياض كلون البرص ولا ادم يعني اسمر شديد السمرة. قال ليس بجعد قطط ولا سبط رجل. شعره عليه الصلاة والسلام لم يكن متثنيا شديد الخشونة ولا ناعما مصابا شديدا النعومة فرأيتم كيف التوسط والاعتدال والحديث في الصحيحين وقد مضى قبل قليل قول ابي الطفيل رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم ابيض مليحا مقصدا مقصدا يعني ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير وفي رواية ام معبد صاحبة الخيمة التي عبر بها النبي صلى الله عليه وسلم في طريق هجرته بصحبة الصديق ابي بكر رضي الله عنه قال وسيم قسيم في عينيه دعج في اشفاره وطف وفي صوته صهل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة هذه جملة من الروايات التي تصف لك ما قلت لك من معالم صفات خلقة النبي صلى الله عليه وسلم وجملتها ثلاثة الجمال الو والفخامة والمهابة ثم التوسط والاعتدال. هذه المعالم الكبرى لاوصاف النبي عليه الصلاة والسلام الخلقية تجدها في كل للمرويات على اختلافها ولننتقل الى ثالث عناصر اللقاء واخرها هي نبذة من تفاصيل الجمال المحمدي ومن اراد الاستزادة فعليه اولا بكتب المرويات للسنة ودواوينها بدءا بالصحيحين ومرورا بالسنن وانتهاء بالجوامع والمطولات كالمسانيد وغيرها ليجد في ثناياها ابوابا مفردة تتحدث عن وصف خلقة النبي عليه الصلاة والسلام واذا ما اراد الاستقلال فلينتقل الى كتب الشمائل المحمدية. او تلك التي ختمت بها بعض كتب السيرة وهي تجعل الشمائل في اخرها ايا كان فاذا اقبلت عبد الله وانت امة الله على دراستي وقراءتي او الاستماع الى تلك الاوصاف لخلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا نصب اعينكم ما تقدم من الاهداف اولا وهي ثلاثة. اولها استزادة من علم ودين وايمان ثانيها تأسيس لمحبة صادقة لنبي الامة صلى الله عليه وسلم وثالثها تعزيز لمعنى الكمال البشري الذي يقودنا نحو ايمان اتم ونصرة وتوقير كما اراد الله منا لنبينا صلى الله عليه وسلم. وعندما يقف احدكم على شيء من تلك الاوصاف التي تحكي جمال النبي عليه الصلاة والسلام واوصافه فليجعل نصب عينيه حرصا على ان يجد معنى يصف له النبي عليه الصلاة والسلام وليكن حامله كالذي قال الحسن سألت خالي هند ابن ابي هالة وكان وصافا عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم وانا اشتهي ان يصف لي شيئا اتعلق به وهكذا يكون حرص احدنا ودافع احدنا عند الاقبال على تلك الاوصاف. تعزيز وتأسيس تلك المعاني العظيمة هي رصيدنا في ايماننا بالله وبرسول الله صلى الله عليه وسلم وها انا ذا انقل بعض المرويات ولن يتسع المقام لحصرها واستقصائها لكنها ضرب لمثال. يقول جابر بن سمرة رضي الله انه كان النبي صلى الله عليه وسلم ضليع الفم اشكل العين منهوس العقبين كما اخرج الامام مسلم. وليع الفم يعني كبير الفم قيل بمعناه سعة الفم التي هي احد معالم الجمال في وجه الانسان اشكل العين يعني في عينيه داعج قيل معناه شدة سواد بؤبؤ العين مع شدة في بياض بياضها وقيل معناها ايضا حدة في طرفها وانثناء هي غاية ما يكون فيه الجمال. منهوس العاقبين ليس له ضخامة فيه يقول ايضا جابر كان كثير شعر اللحية. وصف نبينا صلى الله عليه وسلم في غير ما رواية بانه كان كث اللحية وفي وكان كثيرا ما يعتني بها ويحث على اعفائها صلى الله عليه وسلم. يقول البراء بن عازب رضي الله عنه كان النبي يصلى الله عليه وسلم مربوعا. وقد تقدم معناه انه الوسط بين الرجال طولا وقصرا. بعيد ما بين المنكبين يشير الى عرض بكتفيه عليه الصلاة والسلام له شعر يبلغ شحمة اذنيه والمراد به في اطالة الشعر. يقول انس رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم ازهر اللون ومعنى ازهر اللون يعني ابيظ مشربا بحمرة وهو غاية ما يكون من جمال لون البشرة. كان عرقه اللؤلؤ اذا مشى تكفأ يعني يرفع قدمه بالكامل ولا يسحبها او يجرها جرا. قال ولا مسست ديبا حاجة ولا حريرة الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم. خاتم النبوة هو جزء من اوصافه الخلقي يقول السائب بن يزيد رضي الله عنه فنظرت الى الخاتم بين كتفيه فاذا هو مثل زر الحجلة قيل هو طائر مثل الحمامة وبيضه ايضا مثل بيض الحمام. وهكذا جاء في رواية مسلم من حديث جابر ابن سمرة رضي الله عنه قال رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل بيضة الحمامة يشبه جسده يعني وخاتم النبوة هو قطعة ناتئة من اللحم كان مثل حجم بيضة الحمامة بين كتفيه من ظهره عليه الصلاة والسلام هي الى كتفه الايسر اقرب وعليه شعرات يسيرات تبرز للناظر اليها وهي محسوسة باليد لبروزها عن مستوى جلد ظهره عليه الصلاة والسلام. اما شعره فيقول انس رضي الله عنه كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى نصف اذنيه. وقد تقدم قبل قليل في حديث البراء له يبلغ شحمة اذنيه تقول عائشة رضي الله عنها كان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة والمقصود الجمة اذا طال الشعر فظرب الى المنكبين. ولهذا قال البراء بن عازب وكانت جمته تظرب شحمة اذنيه. قال العلماء هذا محمول على تعدد الاحوال فربما طال شعره تارة حتى بلغ منكبيه او ربما بلغ شحمة اذنيه او قاله على اختلاف الجهة التي ينظر منها الرائي ليصف حجم شعره عليه الصلاة والسلام. واما الشيب في شعره فيقول انس رضي الله عنه ما عددت في رأس رسول طول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته الا اربع عشرة شعرة بيضاء. كما عند البخاري. كما عند الامام احمد. وفي الصحيحين يقول انس رضي الله عنه وليس في رأسه ولحيته صلى الله عليه وسلم عشرون شعرة بيضاء يعني ما بلغت العشرين وهذا يدل على ان كانت بضع عشرة شعرة بيضاء. دقة متناهية في وصفه عليه الصلاة والسلام. نقلها الصحابة ها انا ذا اختم بروايتين فيها جمل عديدة من اوصاف جسد النبي عليه الصلاة والسلام عن ابراهيم ابن محمد من ولد علي ابن ابي طالب قال كان علي رضي الله عنه اذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحديث اخرجه الترمذي وقال ليس اسناده بمتصل لكن الجمل الواردة فيه جلها في الاحاديث الثابتة مع اضافة جمل كانت فيها اضافات نذكرها للرواية هنا قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد. يعني ما كان طويلا طولا بائنا ولا قصيرا كقصر الشديدين في القصر. قال كان ربعة من القوم يعني معتدلا. لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبت وقد تقدم ان هذا وصف لنعومة الشعر لم يكن ناعما منسابا ليس بالسبق ولا بالجعد القطط ليس ملتفا منثنيا خشنا. قال ولا جعدا رجيلا. ولم يكن بالمطهر ولا بالمكلث وكان في وجهه تدوير. معنى المطهم البادن كثير اللحم. الذي ظهر امتلاء جسده لم يكن بالمطهر ولا بالمكلثم يعني مدور الوجه لم يكن مدور الوجه قال وكان في وجهه تدوير يعني هو اه اه ليس بالطويل وليس بالمدور بل هو بينهما الى التدوير اقرب. قال ابيض مشرب يعني ليس البياض الفاقع لكنه مختلط بحمرة ثم قال ادعج العين اهدب الاشفار ادعج العين يعني في عينه داعج وهو شدة سواد بؤبؤ العين. اهدب الاشفار يعني طويل الرمش عليه الصلاة والسلام جليل المشاش والكتد المقصود به وصف عظامه عليه الصلاة والسلام العظام الكبرى كعظمة الفخذين والساقين وكذلك مجمع المفاصل وكذلك المراد به عظم المنكبين الكتد مجمع الكتفين وهو الكاهل. وقال هنا عظيم المشاش والكتد جليل المشاش والكتد اجرد ذو مسربة. يعني لم يكن على صدره وظهره شعر منتشر. اجرد ذو مسربة والمسروبة هو خط الشعر الذي يكون في وسط الصدر كالقضيب نازل من نقرة الصدر الى السرة. قال ذو مسربة شثن الكفين والقدمين شثن يعني ضخم. الكفين والقدمين اذا مشى تقلع كانما ينحط من صبب. يعني يقلع رجله ويرفعها وبالكامل كانما هو ينحدر من علو الى اسفل. واذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبي اجود الناس صدرا واصدق الناس لهجة والينهم عريكة واكثرهم واكرمهم عشرة. واسمعوا الى ما ختم به وصفة فقال من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة احبه. يقول ناعته لم ارى قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم. فصلوا وسلم بمو عليه. ارأيتم الى قوله من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة احبه هو ما قلناه تماما انه والجمال المقرون بالفخامة والمهابة. ليس الجمال المجرد الذي يأسر القلب فتنة كما يحصل للعشاق لكنه الجمال المحفوف بالمهابة والتفخيم التي ارادها الله لنبيه عليه الصلاة والسلام. واما اشهر احاديث وصفي خلقة النبي صلى الله عليه وسلم في كتب الشمائل التي لا يخلو منها كتاب ولا تفقدها رواية فهو حديث هند بن ابي هالة وكان وصافا ومع ان الحديث ضعيف جدا لضعف سنده عند المحدثين. الا انه اجتمع فيه من جمل الاوصاف التي تناثرت في غير للرواية فاجتمعت عنده. وفيه من دقة الوصف ما ليس في غيره لان الرجل كان وصافا كما يقول الحسن رضي الله عنه. ولانه رجل من ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام فكان في وصفه من الجوانب التي لم تجتمع لغيره فهند بن ابي هالة هو خال الحسن ابن علي بانه اخو فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم من امها خديجة فهو هند بن ابي هالة وعلى كل حال لما قال الحسن سألت خالي هند بن ابي هالة وكان وصافا عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم وانا اشتهي في ان يصف لي شيئا منها اتعلق به. يقولها الحسن وهو حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن بنته يقولها وقد ادرك جده نبي صلى الله عليه وسلم طفلا صغيرا ورآه واكتحلت عينه برؤيته. لكنه ليست الرؤية المشبعة وقد كان صغيرا فاراد ان يستمتع بوصف ادق فبالله عليك السنا نحن احق واولى بهذا المنطلق والدافع ان يكون عندنا من الحرص على ان نعلق قلوبنا بل عن ان نبحث عن شيء ما نتعلق به لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرفته التامة. فوالله من عرفه اتم كانت محبته له هو اصدق وهذا احد الدوافع التي تقدم ذكرها. قال هند بن ابي هالة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما. يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر اطول من المربوع واقصر من المشذب كما تقدم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير شديد القصر. عظيم الهامة والهامة اوسط الرأس. قيل معناه وفرة العقل وقيل كمعناه ايضا عظمة بناء الجسد عموما. لانه كما تقدم في حديث علي كان شثن الكفين القدمين. ليست ضخامة العمى ضيقة لكنها الضخامة التي تحمل معنى الفخامة. فهو المتوسط البدن عليه الصلاة والسلام لكن الناظر يبصر في آآ بعد منك به وعظيم هامته وكون قدميه وكفيه عظيمتين يبصر فيه معنى الفخامة التي يشار اليها في تلك الروايات. قال رجل الشعر ان فرقت عقيقته فرقها والا فلا تجاوز فلا يجاوز شعره شحمة اذنيه اذا هو وفره. ازهر اللون واسع الجبين ازج الحواجب من غير قرن، سوابغ في غير قرن. ازج الحواجب يعني فيها تقوس واقتراب من غير ان تقترن قال بينهما يعني بين حواجبه عرق يدره الغضب يعني اذا غضب برز العرق الذي بين حاجبيه ويعرفون منه علامة على غضبه عليه الصلاة والسلام. اقن العرنين هو الانف له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله اشم كالث اللحية سهل الخدين ظليع الفم اشنب مفلج الاسنان. يعني اي بينها فروجات يسيرة. دقيق المسروبة وقلنا انه خط الشعر الذي يأتي في منتصف الصدر كالقضيب. كأن عنقه دمية في صفاء الفضة وهذه من اجمل عبارات الوصف. يصف عنق النبي عليه الصلاة والسلام في بياضه ولمعانه وبريقه قال كانه جيد دمية كانه عنق دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك. يعني لم يكن قيلا ولم يكن كما تقدم مطعما يعني ممتلئا مرتقي اللحم. كان بادنا متماسكا. سواء البطن والصدر يعني لم يكن له بروز في صدره او في بطنه بلوغ مستو عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس هي مفاصل العظام الكبرى كالساقين والذراعين والفخذين. انور المتجرد يعني ما يتجرد عنه جسده كالذراعين صدري يرى عليها النور قيل معناه لبياضه وقلة الشعر فلم يكن اشعر منتشر الشعر على سائر جسده الشريف صلى الله عليه سلم موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط هو المسروبة التي تقدم ذكرها. عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك يعني من الشعر. اشعر الذراعين والمنكبين واعالي الصدر. هذا موضع انتشار الشعر في جسده عليه الصلاة والسلام. طويل الزندين رحب الراحة وهي بسط بطن الكف. سبط القصب شثن الكفين والقدمين سائل الاطراف او قال سائل الاطراف خمصان الاخمصين مسيح القدمين يصف يديه ورجليه عليه الصلاة والسلام انها كانت فيها طول معتدل ان جوف بطن قدميه كان فيها انثناء اخمص القدمين. قال ينبو عنهما الماء عن قدميه فانه لا يجتمع او يثبت عليها الماء واذا هو غسلها اذا زال زال قلعا يخطو تكفيا ويمشي هونا ذريع المشية كأنما ينحط من صبب واذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره الى الارض اطول من نظره الى السماء جل نظره الملاحظة يسوق اصحابه ويبدر من لقي بالسلام الى اخر روايته الطويلة التي وصف فيها بعد ذلك جملا من مدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخرجه مجلسه ومنطقه بين اصحابه رضي الله عنهم وصلى الله ربي وسلم وبارك عليه. وللمستزيد ها هنا مساحة واسعة في ان يقبل بحب وان ينكب بشغف على تعلم والاستكثار من صفات خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتحصيل المقاصد التي تقدم ذكرها في صدر المجلس. وختاما امة الاسلام فهذه صفات خلقة النبي صلى الله عليه وسلم اتمها الله له فاحسن صورته وهكذا الانبياء الكرام عليهم السلام. ليست تعيبهم في خلقتهم عيب ولا منقصة وليس يشينهم قبح ولا دمامة حباهم الله تعالى بالكمال والجمال والجلال. ليكونوا في انظار اممهم على اوفى اما يكون محبة واحتراما وتقديرا. فاعلموا امة الاسلام ان لنبيكم صلى الله عليه وسلم من ذلك المقام الاوفى والحظ الاوفر والدرجات العلى حباه الله بذلك فاكرمه واعلى منزلته جمع له بين جمال الظاهر والباطن في الخلقة والاخلاق معا فاجتمع له الكمال ظاهرا وباطنا والجلال والجمال ليكون اعظم في قلوبنا محبة صلوات الله الله وسلامه عليه. واذا استقرت المحبة الوافية قادت الى اتباع صادق واستنان اتم. رزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح وجعل ذلك دليلا وسبيلا لنا الى محبة وافية تامة لنبي الامة صلى الله عليه وسلم عليها في قلوبنا صريح الايمان الشاهق. ونعلي بها راية المحبة التي ترفرف في حياتنا. فنتفيأ ظلالها وننطلق منها امة محمدية مباركة تحب نبيها صلى الله عليه وسلم. وتتمسك بسنته وتعض عليها بالنواجذ وتفرح وبنشرها في العالمين وتعريف الامم كلها بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثم هو بعد ذلك كله بوابة امنة. ومدخل كريم مبارك نغلق دونه كل الابواب التي تقذف بما لا يصح اثباته. فلسنا مفتقرين الى ان نستجدي الروايات التي لا اصل لها المبالغات التي لا زمام لها ولا خطام. والمجازفات التي تحمل فيها من المبالغات او الشطحات او المحدثات ما لا اصل له في الدين. اما والله لقد اتاه الله فكفاه. وحباه فاكرمه واعلى منزلته. وفي الصحيح الثابت من حقوقه وصفاته وشمائله عليه الصلاة والسلام غنية عن الضعيف والشاذ وما لا يثبت فضلا عن بالخرافة والبدع والمحدثات. اللهم فاحفظ علينا ديننا واتنا منه المقام الاوفى وثبتنا على الايمان والحق والهدى حتى يلقاك. اللهم انا نسألك ايمانا صادقا ومحبة تامة لك ربنا والهنا وسيدنا وخالقنا ومحبة عظيمة صادقة لنبينا صلى الله عليه وسلم. واجعلنا يا الهي في اوفر عبادك حظا واكرمهم عندك منزلة. واصدقهم محبة وطاعة واتباعا لنبيك الكريم صلى الله عليه وسلم. اللهم احينا على سنته وامتنا على سنته واحشرنا في زمرته واكرمنا يوم القيامة بشفاعته نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين اجمعين. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا وامامنا وقدوتنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين