كريمة بل جزء من الاية الكريمة ولتكبروا الله على ما هداكم. وبما اننا في ختام الشهر امة الاسلام معشر الصائمين فان الاية جاءت ايضا في ختام الشهر واحكامه ومسائله المتعلقة به. فان الله جل جلاله قد قال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم مشكورون مجلس الليلة قصير يسير فيه احكام ودلالات وفيه لطائف واشارات ناتي عليها تباعا في هذا العرض موجز بعون الله تعالى. اما قوله تعالى ولتكبروا الله فهذا صريح من كلام ربنا جل جلاله. الذي قال في السياق ذاته في ايات الصيام يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ثم جاءت احكام الصيام وجاءت وجاءت كفاراته وكل ما يتعلق بالصيام من احكام. قال الله تعالى بعد ان بين الرخصة لذوي دار قال فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. هذا صريح في مقصد الشريعة الاعظم التيسير. ورفع الحرج وعدم الاشقاق على العباد. وان التكليف من حيث هو تكليف. هو طلب فيه مشقة عمل. واجتهاد نفس ينال به امتثال امر الله لينال موعوده الكريم سبحانه جل في علاه. لكنه تكليف لا يخرج بالمسلم عن حد الطاقة والامكان فقال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ومنه تقررت اصول الشريعة العظام ان التيسير يلحق المكلف في اي لحظة يصيبه فيها حرج يشق معه فيه امتثال التكليف على تفاصيل معروفة عند الفقهاء رحمة الله عليهم اجمعين. في هذا السياق الكريم امة الاسلام معشر الصائمين جاء قول ربنا الحكيم سبحانه ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم هي هداية اذا فتأملوها سنأتي اليها يقول الامام ابن كثير رحمه الله ولتكبروا الله على ما هداكم اي ولتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم قم عند اتمام الصيام عند اكمال العدة عند الفراغ من الشهر قال لتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم هذا الذي في الصيام مثله جاء في الحج قال كما قال تعالى فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا وقال فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم. وقال فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا. لعلكم تفلحون. الا تلاحظون هذه اركان الاسلام العظام الصلاة والصيام والحج وفي اعقاب كل عبادة منها جاء الامر بذكر الله. الامر بذكر الله امة الاسلام امر عظيم. وشرع في اعقاب فرائض التي هي اركان الاسلام لمكانتها ومكانة الذكر العظيم في اثرها ذكر الله عقب الصلاة وذكر الله عقب الحج واداء المناسك. وذكر الله عقب الفراغ من صلاة الجمعة وذكر الله عقب يبقى اتمام الصيام واكمال العدة ولتكبروا الله على ما هداكم. وقال سبحانه وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس قبل الغروب ومن الليل فسبحه وادبار السجود. قال ابن كثير ولهذا جاءت السنة باستحباب التسبيح التحميد والتكبير بعد الصلوات المكتوبات. وقال ابن عباس رضي الله عنهما ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بالتكبير يقول رحمه الله ولهذا اخذ كثير من العلماء مشروعية التكبير في عيد الفطر من هذه الاية. ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم. حتى ذهب داوود ابن علي الاصبهاني الظاهري الى وجوبه في عيد فطري لظاهر الامر في قوله ولتكبروا الله على ما هداكم. وفي مقابلته مذهب ابي حنيفة رحمه الله انه لا يشرع التكبير في عيد الفطر والباقون على استحبابه على اختلاف في تفاصيل بعض الفروع بينهم هذا اذا المدخل الى فهم الجملة الكريمة في الاية العظيمة. ولتكبروا الله على ما هداكم امر شرعي بتكبير الله جل جلاله. وتقدست اسماؤه تكبيره سبحانه وتعالى في اعقاب انقضاء هذه الفريضة واتمام الشهر واكمال العدة. ولتكبروا الله وان الامر الكريم بتكبير ربنا الكبير سبحانه جاء مناظرا للامر بذكره جل في علاه في اعقاب الفرائض من صلاة وجمعة وحج واتمام المناسك كما تقدمت الادلة الشواهد على ذلك واما ثانيا فان الامر هنا بالتكبير وهو لون من الوان الذكر يستلزم تعظيم الله سبحانه تعظيما يليق بجلاله وهذا التكبير تتأملونه لتجدوه موجودا مشروعا مرافقا للعيدين العظيمين في شريعتنا امة الاسلام العيد شعيرة وفرحة ويأتي في اعقاب العبادات العظام. تكبير عقب انقضاء المناسك وانصراف الناس من عرفة في الحج واتيانهم للبيت بمزدلفة. فاذا بلغوا منى صبح يوم العيد العاشر من ذي الحجة استبدلوا التلبية بتكبير مع رمي اولى جمرات العقبة. تكبير جاء عقب خروج الناس من عرفة. ذلك الموقف العظيم وقد غفرت ذنوبهم. وما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة. وفي عيد الفطر جاء التكبير ايضا عقب ماذا عقب رمضان عقب الصيام الذي يغفر فيه ما تقدم من الذنوب عقب القيام الذي يغفر فيه ايضا ما تقدم من الذنوب عقب العشر الاواخر التي فيها ليلة خير من الف شهر. ومن قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه عقب شهر حافل بالكرامات والنفحات والهبات والاعطيات من رب الارض والسماوات عيد الفطر يأتي بعد موسم عظيم ونفحات تعرض لها العباد يتسابقون في نفي عيل في نيل عفو اكرم الاكرمين سبحانه وتعالى ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة في رمضان. يأتي العيد لندرك امة الاسلام ان عيدين العظيمين في امتنا وشريعتنا والله معنى بديع وعظيم وجليل هما اولا جاء عقب ركن هذا عقب فرض الصيام وهذا عقب حج بيت الله الحرام. فتأملوا هذا جيدا عيدنا في صلبه تعظيم وعبادة جليلة بل وراية خفاقة من رايات الاسلام. عيدنا ليس مظهرا اجتماعيا فحسب واما الثانية فان العيد فرحة وفرحة الامة جاء في اعقاب الفرائض التي تكفر فيها السيئات وتحط فيها الاوزار وتبيض فيها الصحائف ويولد فيها الناس من جديد يأتي الناس في عيد الفطر فيكبرون الله فرحة يكبرون الله تعظيما. اليس كبيرا هذا الرب العظيم؟ الذي يغفر لعباده ولا يبالي اليس عظيما كبيرا يستحق التكبير جل في علاه بان تنطق به الافواه وتبح به الحناجر وان تملأ الدنيا وتسمع على الافاق تكبير ربنا الكبير المتعال الذي اكرم العباد بهذه المواسم بهذه النفحات بهذه الهبات. بلى والله انه لكبير. فيكبر المسلمون فيكبر المسلمون تكبيرا يدركون فيه عظمة هذا الدين العظيم وهذه الشرائع الجليلة السامية التي ارتقت بهم وسمت بهم نحو العلياء واخذتهم بعيدا عن حطام الدنيا الفانية آآ ثنائها الزائل لتبلغ بهم مصاعد المجد والشعور العظيم بمعنى التقوى والفلاح الذي يجدونه في طيات هذه الاركان العظيمة من حج وصوم وغيرها من اركان الاسلام العظام. ولتكبروا الله على ما هداكم. جاءت بين قوله ولتكملوا العدة وبين قوله ولعلكم تشكرون فالتكبير شعار وذكر في ان التكبير ملئ للقلوب قبل النطق بالافواه بعظمة ربنا الكبير. وهذا انما يتم ما يكون اذا استوفى القلب معاني التعظيم لهذا الرب الكبير سبحانه. وها هنا لابد من الاخذ بخطواتها والسير في طريقها لتحصيل هذا المعنى من التعظيم الذي يملأ القلب فينطق اللسان بتكبير ترتج له الافاق. تكبير يملأ حتى يبلغ عنان السماء. تكبير نعبر به عن تعظيم وتمجيد وثناء على ربنا الكبير سبحانه. اول ذلك الوقوف على عظمة اسمائه وصفاته سبحانه المبثوثة في الكتاب وفي السنة. وقوفا وتأملا وتأنيا واستلهاما لما فيها من المعاني العظامة فانها والله ستزيدك تعظيما. لربك العظيم سبحانه. وتأمل ثان في وفي العبادات التي عشناها والايام التي قضيناها في رحاب هذه العبادات الجليلة صياما وحجا. ونحن في اعقاب رمضان لتعش القلوب فرحة غامرة واجلالا لشرائع الاسلام الجليل بالصيام والقيام والوقوف على مقاصد الصام الصيام من التقوى والتعظيم والذكر للحكيم سبحانه. هذا التأمل لمقاصد العبادة يورثها تعظيما لشريعة شرعها الرب ريم الكبير جل في علاه. ومن المعاني التي تستلهم منها معاني التعظيم لينطق القلب قبل الفم تكبيرا لائقا بربنا الكبير سبحانه. هو الشعور بعظمته التي تنال العبادة الفقراء البؤساء المحاويج المساكين في ثنايا هذه الليالي العظيمة والايام المباركة. شهر عظيم تغدق فيه حماة وتسكب فيه الهبات ويقف العباد على باب الكريم. ينهلون من الخير ويغترفون من الاجر ويحوزون من الفضل ما كتب الله لكل واحد منهم فينطبع في القلب شعور عظيم. ما هذه العظمة لرب كبير يعطي بلا حساب وعطاؤه ممنوح وفضله يغدو ويروح اي والله انه لرب كبير سبحانه ترى الناس بالرغم من تفاوت منازهم وتباعد مسافاتهم واختلاف شؤونهم فاذا جاءت المواسم اقبل الكل فوقفوا على صعيد واحد. الكل صائم. الكل في المحراب واقف الكل رافع يديه يدعو هذا تقي صالح وهذا مقصر مفرط هذا مجتهد سباق وهذا متأخر ظالم لنفسه لكنهم اليوم وقد فتحت ابواب الهبات والرحمات الكل فتح وقال يا رب الكل مد يديه ليأخذ من الكرم والعطاء الالهي. هنا تدرك ان عظمة ربك الكريم سبحانه وتعالى تنال كل عباده الواقفين ببابه لا حرمان لا رد ولا اقفال الباب في وجه احد من العباد وقد وقف عند ربه الكريم قائلا ربي اني لما انزلت الي من خير فقير نعم تتفاوت الاعطيات وتتفاوت المنازل وينصرف الناس باقدار ما بينها كما بين السماء والارض في الفضل والعظم والعطاء والاجر الوفير. نعم وهذا مقتضى العدل الالهي لعباده الذين حين يتفاوتون في الاقدار وفي السؤال وفي الاجتهاد لكن المقصد الا حرمان الا حرمان المحروم ليس الذي وقف فرد عن الباب لانه لا يرد والله عن باب الله احد. المحروم الذي ما وصل اصلا الى المحروم ذاك الذي ما طرق ولا سأل ولا قال يا رب المحروم ذاك الذي اصابته دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم. لما قال جبريل عليه السلام رغم انفه من ادرك رمضان فلم يغفر له فيؤمل المصطفى صلى الله عليه وسلم. نعم رغم انفه والله كيف اخطأ درب المغفرة المفتوحة ابوابها نهارا بالصيام وليلا بالقيام المفتوحة ابوابها على اوسع ما يكون في ليالي العشر الاواخر المباركة. وفيها ليلة خير من الف شهر تتنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر. ذاك هو المحروم عندئذ ندرك ان عظمة العطاء التي نالت كل سائل وصائم وقائم وواقف بباب الله يدعو ورافع يديه يسأل وفاتح قلبه خشية وخشوعا واخباتا وتضرعا. ذاك والله لا يحرم فيه احد. فتبارك الله الكريم العظيم. والله اكبر يستحق التكبير ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون معشر الصائمين التكبير تعظيم لرب اكرمنا بالاسلام في الوقت الذي حرمت فيه الخلائق من هذه الهداية. اما قالوا لتكبروا الله على ما هداكم؟ اي والله. الذي هداك للاسلام يستحق ان تكبره وان تمجده وان تحمده وان تثني عليه بما هو اهله. ووالله لو افنيت عمرك ذاكرا مكبرا شاكرا حامدا مثنيا لا والله ما وفيت حقه. لكنها لكنها لفتة ولتكبروا الله على ما هداكم هداية الى اداء العبادة والتوفيق لها. فكم من مسلم هدي الى الاسلام لكن الشيطان استحوذ عليه فحرفه فضيع العبادة واهمل في الاركان وهو متعرض ولا شك لنقم وسخط ووعيد وعقاب ان لم تدركه رحمة الله ويستدرك ما فات تكبر الله على ان هداك يا مسلم فانت اليوم صائم وانت قائم وانت ذاكر وانت تعرف طريقك الى الله فمن الذي هداك كبره اذا ولتكبروا الله على ما هداكم تكبير لرب عظيم يا كرام. وفقنا للاسلام واعاننا على الصيام والقيام وهيأ لنا الاسباب في هذا الشهر وها نحن في خاتمته اعاننا على الصيام فلولا فضله ونعمته لا والله ما صمنا ولا صلينا ولا اهتدينا رزقنا فافطرنا رزقنا فتسحرنا اعاننا فصمنا وامسكنا وفقنا فقمنا وصلينا وقرأنا ودعونا من الذي هدانا لهذا كبره اذا ولتكبروا الله على ما هداكم. يا معشر الصائمين تلفتوا من حولكم لتروا كم من المسلمين الاتقياء الصالحين من من صام اعواما عديدة. هو اليوم عاجز لمرض الزمه الفراش وسق من اعياه عن الصبر على الصيام او ظروف حالت بينه وبين اداء الفريضة التي اعتادها كل عام. وانا وانت ما زلنا في نعمة الله قادرين على الصيام قادرين على اداء الفرض قادرين بفضل الله سبحانه وتعالى على امتثال امره واغتنام الاجر الموعود الكريم في ثنايا هذه العبادة العظيمة. فمن الذي هداك كبره اذا ولتكبروا الله على ما هداكم. والله يا قوم لو جلسنا نعدد وجوه الهداية التي وفق اليها اهل الاسلام في رمضان في امة في مجتمع في كوكب يموج بكثير من العجائب والضلالات والاباطيل والانحرافات تيه عن الحق وعدم معرفة الخالق سبحانه او تضييع حقه الواجب جل في علاه لادركنا والله اننا قطرة في بحر يموج من تلك الاباطيل والترهات والبعد عن الله والظلال نسأل الله السلامة. فمن الذي هدانا امة الاسلام؟ من الذي هدانا معشر الصائمين من الذي وفقنا ويسر لنا واعاننا هو الله. ولتكبروا الله على ما هداكم هي لفتة بديعة الى ان اداء العبادة هداية من الله يوفق لها من يشاء وان التزامك لصلاة الله المستقيم هداية هي محض فضل من الله. وان التزامك بالاحكام وحفاظك على الفرائض وثباتك دميك على الطاعة ليست بجدك ولا اجتهادك ولا عرق جبينك ولا شيء يعود الى سبب تملكه انت بل هو محض فضل من الله هداية منه سبحانه ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون التكبير عبادة شكر التكبير عبادة تعظيم التكبير ذكر لربنا الكريم سبحانه يتجلى في اعظم ركن نؤديه في عباداتنا معشر المسلمين في الصلاة. اعظم اركان الاسلام وها نحن ننتقل فيها من ركن الى ركن بالتكبير نفتتحها بالتكبير نعقبها بعد الفراغ من التسليم بذكر فيه تكبير لربنا الكبير سبحانه. التكبير عبادة تتجلى في حياة المسلمين في مواقف عدة. ابرزها في اداء المناسك. فاداء المناسك قائم على ذكر الله فهو روحه وصلبه. بالتلبية حال الاحرام والتكبير والتهليل والتحميد بعد التحلل من الاحرام يوم العيد وما بعده من ايام التشريق. ولتكبروا الله على ما هداكم. التكبير شعار نعيشه بفرحة وبهجة وسرور في بفريضتي الصيام والحج في عيدي الفطر والاضحى. وهنا جاء قوله تعالى ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون هذا التكبير معشر الصائمين في دلالات الاية الكريمة واحكامها والمقصود هنا ان نتأمل في معنى هذا التكبير يقول الامام الطبري رحمه الله ولتكبروا الله على ما هداكم يعني تعالى ذكره. ولتعظموا الله بالذكر له بما انعم عليكم به من الهداية التي خذل عنها غيركم من اهل الملل الذين كتب عليهم من صوم شهر رمضان مثل الذي كتب عليكم فيه فظلوا عنه باظلال الله اياهم. وخصكم بكرامته فهداكم له وفقكم لاداء ما كتب الله عليكم من صومه وتشكروه على ذلك بالعبادة له. هذا الذكر الذي حظهم الله على تعظيمهم به التكبير يوم الفطر فيما تأوله جماعة من اهل التأويل وذكر منهم زيد ابن اسلم قال كبروا الله على ما هداكم اذا رأى الهلال فالتكبير من حين يرى الهلال حتى ينصرف الامام في الطريق والمسجد الا انه اذا حضر ما مكفأ فلا يكبر الا بتكبيره وقال سفيان ولتكبروا الله على ما هداكم؟ قال بلغنا انه التكبير يوم الفطر. كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول حق كن على المسلمين اذا نظروا الى هلال شوال ان يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم لان الله تعالى ذكره يقول ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم. قال ابن زيد ينبغي لهم اذا غدوا الى المصلى كبروا. فاذا جلسوا كبروا فاذا الامام صمتوا فاذا كبر الامام كبروا ولا يكبرون اذا جاء الامام الا بتكبيره حتى اذا انفرغ حتى اذا فرغ قضت الصلاة فقد انقضى التكبير. قال الشافعي يقول اذا رأى هلال شوال احببت ان يكبر الناس جماعة او فرادى. ولا يزالون يكبرون ويظهرون التكبير حتى يغدوا الى المصلى وحين يخرج الامام الى الصلاة قال وكذلك احب ليلة الاضحى لمن لم يحج وهذا كله تأكيد على ان هذا التكبير المشروع في اعقاب اتمام العدة هو من دلالة الاية الكريمة. قال العلماء بلفظ التكبير ما ورد في عدد من الروايات في السنة الصحيحة الله اكبر الله اكبر الله اكبر ثلاثا وروي عن جابر بن عبدالله هذا اللفظ ومن العلماء من يضيف اليه التهليل والتسبيح. الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. ومنهم من يرى الرواية التي جاءت بلفظ الله اكبر كبيرا. والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا كان ابن المبارك رحمه الله يقول اذا خرج من يوم الفطر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر ولله لله الحمد الله اكبر على ما هدانا قال الامام ابن المنذر رحمه الله وكان مالك لا يحد فيه حدا. وقال احمد هو واسع. قال ابن العربي واختار علماؤنا التكبير المطلق وهو ظاهر القرآن واليه اميل. ولتكبروا الله على ما هداكم هداكم قال القرطبي لما ظل فيه النصارى من تبديل صيامهم. وقيل لما هداكم بدلا عما كانت الجاهلية تفعله من بالاباء والتظاهر بالاحسان وتعديد المناقب لتعظموه على ما ارشدكم اليه من الشرائع فهو عام ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ولتكبروا الله امة الاسلام. المراد منه التعظيم لله شكرا على ما وفق على هذه الطاعة. يقول الامام الرازي رحمه الله واعلم ان تمام هذا التكبير انما يكون بالقول والاعتقاد والعمل اما القول فالاقرار بصفاته العلا واسمائه الحسنى. وتنزيهه عما لا يليق به من ند وصاحبة وولد وشبه بالخلق ذلك لا يصح الا بعد صحة الاعتقاد بالقلب. واما العمل فالتعبد بالطاعات من الصلاة والصيام والحج. واعلم ان قول الاول اقرب لان تكبير الله واجب في جميع الاوقات. ومع كل الطاعات فتخصيص الطاعة بهذا التكبير. يجعل له خصوصية عائدة على التكبير في كل الاوقات على ما هداكم يتضمن الانعام العظيم في الدنيا بالادلة والشواهد تعريفي والهداية للطاعة والتوفيق لها. والله جل جلاله المتفضل بذلك كله. المنعم بهذه النعم كلها ولذلك وجب تكبيره ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون دلت الاية على الامر بالتكبير. وجعلته مرادا لله يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله الاية غير مفصلة في لفظ التكبير مجملة في وقته وعدده. فبينته السنة قولا وفعلا على اختلاف بين الفقهاء الاحوال ولفظه كل ما دل على تكبير الله والمشهور تكبيره في السنة ثلاثا الله اكبر الله اكبر الله اكبر وبه اخذ الائمة وبعضهم قال اذا شاء المرء زاد تهليلا وتحميدا فهو حسن لكنه لا يفارق التكبير بل يضيفه عليه وقال الائمة هو واسع. يبدأ تكبير الفطر من وقت خروج المصلي من بيته. ومن العلماء من قال من رؤية هلال العيد الى ان يبلغ المصلى فاذا بلغه ظل يكبر حتى يرى الامام وهكذا يفعل الخطيب والامام في الجمع في خطبة العيد يكبر من ركعتي صلاة العيد افتتاح الاولى بسبع تكبيرات وفي الثانية بست هذا هو المذكور عند الفقهاء والعلماء في تكبير الامة الاسلام امتثالا لقول ربها سبحانه ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون هذه الاية فيها لطائف واشارات نختم بها مجلسنا. اولها قوله تعالى ولتكملوا العدة ولم يقل لتكملوا الشهر. وفرق بين اللفظين. والمقصود هنا اكمال العدة وليس لان العدة المراد بها ما هو اعظم من الشهر واعم واشمل لانه لو قال لتكملوا العدة انحصر ذلك في لو قال لتكملوا الشهر انحصر ذلك في اتمام الشهر سواء كان ثلاثين يوما او تسعة وعشرين. لكن انه قال لتكملوا العدة ليشمل في ذلك الاداء والقضاء. فمن صام رمضان اداء كان اكمال عدته باكمال شهره. واما من فاته ايام فانه يلزمه قضاؤها لا ليكمل الشهر بل ليكمل العدة. فهذه لطيفة جاءت من اجل معنى شمول الاداء والقضاء في وبالاكمال وعدم التقصير فيه او التفريط واما اللطيفة الثانية فهي قوله تعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. يقول الطبري رحمه الله فان قال قائل ما الذي عليه بهذه الواو التي في قوله ولتكملوا العدة عطفت. على ماذا عطفت؟ قال اختلف اهل العربية في ذلك فمنهم من قال هي عاطفة على ما قبلها. يعني ويريد الله لتكملوا العدة ولتكبروا الله وقال بعض نحوي الكوفة هذه اللام في قوله ولتكملوا العدة لا مكي. لو القيت كان صوابا. والعرب تدخلها في كلامها على ما لفعل بعدها ولا تكون شرطا للفعل الذي قبلها وفيها الواو. الا ترى انك تقول جئتك لتحسن ليه ولا تقول جئتك ولتحسن الي هذا اذا اردت الشرط جئتك لتحسن. فكان المجيء من اجل نيل الاحسان. فاما اذا قلت جئتك ولتحسن الي فانت تريد احسن جئتك فيه معنى التعليل يعني من اجل نيل الاحسان جئتك فاختلف المعنى باضافة الواو قال وهذا في القرآن كثير. منه قوله تعالى ولتصغى هي ليست واو تعليم عفوا ليست واو عطف قالوا ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة. قال وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين. قال ولو لم تكن فيه الواو كان شرطا على قولك اريناه ملكوت السماوات والارض ليكون فاذا كانت الواو فيها فلها فعل مظمر بعدها اي وليكون من الموقنين اريناه. ملكوت السماوات والارض وهذا من اللطائف قال الامام الطبري وهذا القول بالصواب في العربية اولى. لان قوله ولتكملوا العدة ليس قبله بمعنى اللام التي في قوله ولتكملوا العدة فتعطف بقوله ولتكملوا عليها. وان دخول الواو معها يؤذن بانها شرط لفعل بعدها اذ كانت الواو لو حذفت كان شرطا لما قبلها من الفعل وبهذا الذي قرره الامام الطبري رحمه الله ذكره عدد من اهل العلم في تفسير الاية الكريمة للدلالة على ان قوله لتكملوا العدة بالواو ليست عطفا بل هي على تقدير فعل محذوف. قال الامام الرازي اجمعوا على ان الفعل الى محذوف ثم فيه وجهان في تقديره احدهما ما قاله الفراء التقدير. ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون فعل جملة ما ذكر وهو الامر بصوم العدة. وتعليم يعني لتكملوا العدة ولتكبروا الله شرع لكم ما شرع في الاحكام هناك في تعليم كيفية القضاء والرخصة في اباحة الفطر. لان الله لما ذكر تلك الاحكام ذكر عقيبها الفاظ ثلاثة اكملوا العدة علة للامر ولتكبروا علة بما علمتم من كيفية القضاء ولعلكم تشكرون علة الترخص والتسهيل. الوجه والثاني في التقدير ما قاله الزجاج وهو ان المراد الذي تقدم من التكليف على المقيم صحيح والرخصة للمريض والمسافر انما هو اكمال العدة لانه مع الطاقة يسهل عليه اكمال العدة. ومع الرخصة يسهل ايضا اكمال العدة بالقضاء فلا يكون عسرا. فبين ان انه كلف الكل على وجه لا يكون اكمال العدة فيه عسيرا بل يكون سهلا يسيرا. والى ذلك يكون معنى قوله تعالى ولتكملوا العدة بهذه الواو فيها الدلالة على هذا الوجه البديع المذكور في الاية الكريمة وعلى كل حال فهي على ان قوله تعالى ولتكبروا الله على ما هداكم في اعقاب. هذه العبادة العظيمة هي عبادة رأس بذاتها مستقلة حري بان نعملها وان نحييها وان نكون في اعقاب صيامنا وانتهاء شهرنا واكمال عدتنا قائمين بهذا الامر الالهي كريم ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. هذا ختام شهرنا معشر الصائمين وهو يؤذن بالزوال فالله الله بالاجتهاد فانما الاعمال بالخواتيم. والخيل اذا قاربت الوصول جدت في المسير. فرغم فرحم الله امرأ كان له في ختام عمله في ايام رمضان ولياليه مزيد اجتهاد يرجو بها ان يكون من السابقين وان يختم له بختام الفائزين. الله الله في ان تختم ايام شهرنا. صياما قياما وقرآنا ودعاء وذكرا وتضرعا واخباتا وخشية ما نرجو به ان نفوز بختام كريم نكون فيه من سابقين واستشعروا على كل حال هذا الامر الكريم ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعل هم تشكرون فالله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد الله اللهم لك الحمد حمدا كثيرا كما انعمت كثيرا. لك الحمد يا ربنا حمدا يملأ السماءك وارضك وما بينهما. ويملأ ما شئت من شيء بعد لك الحمد ربنا حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين. لك مخبتين اليك توابين اوابين منيبين يا رب العالمين اللهم الزمنا عتبة العبودية وارزقنا السعادة الابدية. وادفع عنا وعن كل مسلم كل شر وبلية يا سميع الدعاء. يا رب اله الحق يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انت الكبير المتعال جل جلاله وعز ثناؤك وتقدست اسماؤك نسألك يا عظيم يا قوي يا قاهر باسمائك العلى وصفاتك العظيمة وقدرتك التي لا يعجزها شيء وكبريائك الذي يفوق كل شيء. نسألك يا رب ان تعجل بفرج ونصر وعز وتمكين للمسلمين في كل مكان. اللهم يا كبير يا متعال كن لاخوتنا المسلمين في فلسطين. يا كبير يا قوي يا عزيز. عليك ببني فانهم لا يعجزونك. اللهم انهم قد طغوا وبغوا وامعنوا في العداء. فخذهم يا رب اخذ عزيز مقتدر. اللهم انا نتوسل واليك وانت القاهر فوق كل شيء. وانت العظيم الذي لا يعجزك شيء. وانت الكبير المتعال القادر يا رب العالمين نسألك يا رب ان تذيقهم من عذابك ورجسك الاليم الذي لا يرد عن القوم المجرمين. اللهم خالف بين كلمتهم ومزق جمعهم وفرق شأنهم واجعل بأسهم بينهم يا قوي يا عزيز. اللهم انت مولانا ومولى اخوتنا المسلمين المستضعفين هناك فنعم المولى ونعم النصير. الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. الله اللهم اختم لنا شهرنا بخير واجعل عواقب امورنا الى خير وتقبل منا الصيام والقيام وصالح العمل الذي يرضيك عنا يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين