بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن احمدوا الله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا وقدوتنا واسوتنا محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد اخوة الاسلام فان من المقاصد الشرعية الكبرى لحج بيت الله الحرام ما جاء في الاية صريحا في قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم وعنوان مجلسنا في هذا اللقاء هذا اللفظ الكريم من الاية القرآنية المباركة ليشهدوا منافع لهم وعندما يكون الحد وعندما يكون الحديث عن حج بيت الله الحرام فان مقاصده الشرعية العظام تتجلى امام كل مسلم قاصد لبيت الله الحرام يؤدي هذا النسك ويتقرب الى الله يلتمس الاجر والعفو والمغفرة ايها المسلمون مذ امر الله سبحانه وتعالى ابراهيم الخليل عليه السلام ببناء الكعبة المعظمة وامره جل جلاله بالتأذين في الناس بالحج لهذا البيت الحرام والكعبة الشريفة. قال الله سبحانه واذ وامنان ابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا. وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع سجود فهذا ما هيأه الله وبوأه للخليل ابراهيم عليه السلام ببناء البيت وتطهيره لهذا المقصد العظيم. ثم قال واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ان يأتوك مشاة على ارجلهم بنا على الابل والنوق التي اصابها الظمور من شدة المسير وبعد المسافة وطول السفر قال سبحانه يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فمهما تنوعت مقاصد الحج وتعددت فانها يجمعها هذا المقصد الاجمالي العام وهو شهود المنافع. كما جاء في الاية الصريحة ليشهدوا منافع لهم وهذا صريح في المقصد الشرعي من بناء الكعبة كما سمعتم وامر الخليل ابراهيم عليه السلام بالتأذين بالحج قال العلامة الشنقيطي رحمه الله اللام في قوله ليشهدوا منافع لهم للتعليم وهي متعلقة بقوله تعالى واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر. اي ان تؤذن في يأتوك مشاة وركبانا. لاجل ان يشهدوا ان يحضروا منافع لهم. والمراد بحضورهم المنافع حصولهم لهم انتهى كلامه رحمه الله. هذه الاية اخوة الاسلام هي الاصل. في الحديث عن مقاصد الحج الشرعية لم الاصل؟ لصراحة ذكر المقصد فيها وبناء الكعبة والاذان بالحج اليها. ولاجل ان هذا اللفظ ليشهدوا منافع جعلهم شامل لجميع ما يذكر في مقاصد الحج التفصيلية فهي كما يقول الامام الالوسي رحمه الله منافع عظيمة كثيرة العدد فتنكيرها وان لم يكن فيها تنوين للتعظيم والتكفير وقال العلامة ابن عاشور رحمه الله وتنكير منافع للتعظيم المراد منه الكثرة وهي المصالح الدينية والدنيوية. لان في مجمع الحج فوائد جمة للناس. انتهى كلامه رحمه الله ومن القواعد المتكررة يا كرام في علم الاصول ان النكرة في سياق الاثبات ان كانت للامتنان افادت العموم وعموم المنافع هنا في قوله ليشهدوا منافع لهم يشملوا منافع الدنيا والاخرة معا على ما رجحه ائمة تفسير مما سنذكر انفا وهو يتناول مصالح الدنيا من التجارات والارباح والمصاهرة ونحوها ويتناول ايضا مصالح الاخرة من الاجر والنعيم الموعود المتوقف على ما يذكر ويعدد في مقاصد الحج من توحيد والاتباع وذكر الله وتحقيق تقوى الله وتعظيم حرمات الله وشعائره. فكل ذلك داخل في عموم المنافع في الاية الكريمة. وهذا المعنى العام لقوله تعالى ليشهدوا منافع لهم يجعل من الحج منجما لا يحصى من المصالح الدينية والدنيوية. فقد اجتمع في الحج ما تفرق في غيره. فمن حيث العبادة الحج صلاة وذكر ودعاء وطواف وسعي وحلق ومبيت ورمي ومن حيث الانفاق فيه ايضا انفاق المال باشكال متعددة. فيه نفقة السفر وفيه اضحية ونحر هدي يذبحه الحاج تقربا الى الله فضلا عما قد يكون من الكفارات وهدي التطوع ونحوه. وفي الحج ايضا فرصة للتبادل التجاري والتداول السياسي والاجتماعي لامة الاسلام في الحج من الاسفار والرحلات والتجارب والخبرات ومن اغناء العقل والعلم والمعرفة كل ذلك حاصل في رحلة الحج التي كانت ولم تزل على مر الزمان تتحقق فيه امة الاسلام المنافع بشقيها معا الديني والدنيوي او الدنيوي والاخروي على حد سواء ليشهدوا منافع لهم. هي عنوان مجلس اليوم الذي سنتفيأ من ظلال الاية الكريمة فيه جملة من المعاني المقصود يا كرام ان كل من اكرمه الله سبحانه وتعالى واذن له بالقدوم الى حج بيت الله الحرام. في اي عام من الاعوام فانه ينبغي ان يجعل نصب عينيه هذا المقصد كبير فانه مراد الله جل جلاله. ان يكون قدوم الوفود ان يكون قدوم الوفود الى الحج محققا لهذا المقصد الجليل ليشهدوا منافع لهم. جئت تحج عبد الله فينبغي ان تشهد المنافع التي ذكر الله سبحانه وتعالى في الاية الكريمة فانها مقصودة ان يشهدها الحجيج. ومن اجل ذلك ها نحن ذا سنقضي هذه الدقائق في تناول معنى الاية الكريمة ليشهدوا منافع لهم. ولنبتدأ اولا بذكر المعنى الذي نقله ائمة التفسير في معنى المنافع في الاية وقد تقدم في صدر المجلس اجمالا. وجملة اقوال المفسرين في معنى المنافع تدور على ثلاثة اقوال اولها انها المنافع الدنيوية التجارة والاسواق ومنافع الدنيا. وهو قول سعيد بن جبير رحمه الله وهذا التفسير للاية هو رواية ابي رزين ومجاهد عن ابن عباس حبر الامة وترجمان القرآن رضي الله عنهما حيث قال ليشهدوا منافع لهم قال اسواقا كانت لهم ثم يقول واسمع يقول ما ذكر الله منافع الا الدنيا هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما نقله الامام الطبري في تفسيره والثعلبي وغيرهما. القول الثاني في تفسير المنافع في الاية الكريمة انها المنافع الاخروية ما منافع الاخرة؟ الاجر والعفو والمغفرة وهذا القول مأثور عن سعيد بن المسيب وعطية العوفي ومقاتل بن سليمان وابي جعفر محمد بن علي الباقر رحمهم الله تعالى جميعا. فهذا تخصيص للمنافع في الاية بانها المنافع الاخروية. وهذا القول من قول عنهم ايضا عند الامام الطبري والثعلبي وغيرهما رحم الله الجميع القول الثالث ماذا سيكون؟ سيكون جمعا بين القولين وان المنافع في الاية الكريمة هي المنافع الدنيوية والاخروية معا. وانها هي الاجر في الاخرة والتجارة في الدنيا على ما اشتمل عليه القولان الاولان متفرقان. فهذا القول الثالث يجعل القولين الاولين مرادين معا في اية وان قوله ليشهدوا منافع يشمل ذلك كله. وانه امور الدنيا من التجارات والارباح وما يتعلق بها وما يرظي الله سبحانه وتعالى من امر الدنيا والاخرة. هذا قول مجاهد. وهو رواية عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وقد رجحه كثير من المفسرين الطبري وابن كثير والقرطبي والشوكاني والشنقيطي والسعدي وغيرهم رحمهم الله تعالى. رجحوا هذا القول اعمالا للعموم المذكور قبل قليل في قوله ليشهدوا منافع لهم النكرة في سياق الاثبات ان كانت للامتنان افادت العموم وتنكير النكرة ايضا للتعظيم المراد منه الكثرة كما تقدم قبل قليل اذا هذا القول بانه يشمل الامرين معا لا يعد قولا منفردا لكنه يجمع بينهما. فلنشرع اذا في بيان معنى منافع الدينية ومعنى المنافع الدنيوية وكيف تتحقق في حج بيت الله الحرام لجموع الوفود القاصدة الى هذا النسك هذا العام وقبله وكل عام والى ان يرث الله الارض ومن عليها ما بقي البيت قائما وما بقيت الجموع تحجه وتقصده من كل مكان. وقبل تسليط الضوء على تفاصيل معنى المنافع الدينية والدنيوية. اشير الى معنى لطيف يتعلق بهذه الجهة في معنى المنفعة او المنافع الاخروية وهي العفو والمغفرة. وهذا اول الاقوال. ان المنافع في الاية الكريمة هي المنافع اخروية وهذا مما لا يحتاج الى بيان وتفصيل. فانه ما حج حاج ولا احرم محرم ولا قصد قاصد بيت الله الحرام من قريب او من بعيد الا وقد قام في قلبه قائم طلب العفو والمغفرة من الله فما جاء الا يريد الثواب والعفو والمغفرة. ما قصد الناس هذه البقعة الطاهرة والكعبة الشريفة وبيت الله الحرام الا وحب وحنين. ورغبة وشوق عظيم والله يحدوهم ويسوقهم تقودهم ارواحهم قبل كخطى اقدامهم لهذا البيت العتيق هي اجابة دعوة الخليل ابراهيم عليه السلام. فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم نعم انه الهوى الذي تعلقت به نفوس اهل الاسلام. اي والله. فما جاءوا الا يطلبون رحمة الرحمن وعفو العفو ومغفرة الغفار يأتون وهم يعلمون ان من قال لبيك اللهم لبيك جاء مجيبا نداء الله عز وجل ويرجو رحمته في جوف بيته الحرام يعني لم ان الكريم اذا طلب في بيته لا يرد سائلا يعلم ان الرحيم سبحانه ما قدم بهم واذن لهم بالدخول عليه في بيته الا وهو سبحانه عفو كريم يشملهم بالعفو والمغفرة يعلمون انهم يشهدون في اداء المناسك بقاعا ومشاعر جليلة تنثر فيها المغفرة وتفتح فيها بوابات العتق من النار. ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء كل تلك المعاني نعم هي الدافع هي المنطلق. الذي يقود تلك الجموع عربهم وعجمهم رجالهم ونساءهم صغارهم وكبارهم جاءوا والله يطلبون هذه المنفعة الكبرى المنفعة الاخروية. المنفعة الاخروية التي جاءت في نصوص شرعية كثيرة. جاءت حثوا العباد اغراء لهم على القدوم الى هذه البقعة الطاهرة. اما ترونهم يبذلون الغالي والنفيس ويجمعون ما قدموا في دنياهم وما احصدوه وما جمعوه رجاء ان تبلغ بهم خطاهم هذه البقعة الطاهرة. وتكتحل اعينهم برؤية هذه الكعبة وهم يطوفون حولها فتسكن الارواح وتهدأ القلوب وهي تشعر انها قد انغمست في مياه الرحمة والعفو والمغفرة اين انتم عن قوله صلى الله عليه وسلم والعمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. وقوله صلى الله عليه وسلم من اتى هذا البيت وفي رواية من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه الولادة الجديدة والعفو والمغفرة والجنة الموعود بها من جاء فحج بيت الله الحرام كلها معان عظام تقوم في قلوب القاصدين لبيت الله الحرام فضلا عما في خطوات المناسك خطوة خطوة. وفي عباداتها عبادة عبادة. كل واحدة باجرها فيها الثقيل في ميزان العباد. الصلاة الطواف الدعاء رمي الجمرات المبيت الحلق النحر كل تلك بادات كثيفة حسناتها في ميزان العباد. كل ذلك يقطر عفوا مغفرة للقاصدين لبيت الله الحرام وهم يقولون لبيك اللهم لبيك. يا امة الاسلام منفعة الاخرة في اداء النسك وحج بيت الله الحرام يتمثل في هذه القلوب المتعلقة التي تطلب رحمة الله وعفوه ومغفرته والميلاد الجديد والصفحة التي تطوى في سالف اعمارهم ليبدأوا صفحات بيضاء من جديد يستقبلون به ما هي من اعمالهم. هذه المنفعة الاجل ولا شك هي الاعظم والاكبر ولا شك. وهي المتبادرة الى الاذهان اولا ليشهدوا منافع لهم. منفعة الجنة مغفرة ما سلف من الاوزار. تكفير السيئات دخول الجنة بلا حساب. نيلها اه والعتق من النار يوم عرفة هذه من المنافع التي يرتجيها العباد. فضلا عما يحصل له من اجابة الدعاء فيجنون في دنياهم من تفريج الكربات واتساع الارزاق وتحقيق المنى ونيل الرغبات باجابة دعوات نثرت هنا في بيت الله الحرام في ظلال الكعبة او على صعيد عرفات او عند الجمرات او هنا او هناك. خطوات الطائفين تحصى لهم طاء وتعد لهم عدا. كل مسلم يطوف بالكعبة ما من خطوة يخطوها الا رفعت له بها درجة وحط عنه بها بطيئة وازداد بها حسنة. ثبت ذلك كله في احاديث شتى عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. من طاف بهذا البيت اسبوعا ان يعني سبعة اشواط ثم صلى ركعتين كان له كعتق رقبة وعد ما شئت عبد الله من بحر الحسنات الذي لا ساحل له يغترف منه القاصدون الحجاج والمعتمرون في رحاب بيت الله الحرام وعلى جنبات المشاعر العظام. لن اطيل في هذا المعنى كثيرا فانه اوضح من ان يوضح واظهر من ان يظهر وان يبان وان يشهر في ذكر المنافع الاخروية التي هي موجودة في اكناف رحلة الحج الى بيت الله الحرام لكني قبل الانتقال الى المعنى الاخر اشير الى معنى لطيف يتعلق بهذه الجهة نعم الحجاج يقصدون في حجهم شهود المنافع بهذا المعنى وهو المغفرة. التي تفتح لهم ابوابها. اذا هي من قاصد العباد من مقاصد الحجاج في حج بيت الله الحرام وها المعنى اللطيف هنا في الاية انه بالمقابل هو مقصد للشارع ايضا ان يغفر للحجيج ذنوبهم فكما هو مقصد العباد يقصدون ان يغفر الله لهم فهو مقصد للشارع ان يغفر للعباد ذنوبهم. وان يرجعهم من كيوم ولدتهم امهاتهم. ويكون داخلا في عموم المنافع التي يراد قصدها. بل هو من اكبر المنافع المذكورة في قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم كما يقول العلامة الشنقيطي رحمه الله ولذلك فانما نقل عن طائفة من السلف في تفسير المنافع في الاية بالعفو والمغفرة قد ذكرته اية البقرة فمن اجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى. ومعنى الاية ان الحاج يرجع مغفورا له ولا يبقى عليه اثم فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليهم. المتبادر من معنى الاية الكريمة هو انتفاء الحرج لا على من تعجل في يومين ولا حرج على من تأخر في ثلاثة ايام في منى في مبيت ليالي ايام التشريق لمن اتقى وان المقصد هو ارتباط الامر في المبيت بتحقيق التقوى لكن المعنى الاخر اللطيف في الاية المذكور هنا هو ان الحاج يرجع مغفورا له فلا اثم يعني لا يبقى عليه اثم سواء كان ممن تعجل في يومين او تأخر الى اليوم الثالث بمنى بشرط تحقيق التقوى. هذا المعنى اللطيف في الاية من قول عن عدد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم ومن بعدهم كعلي ابن ابي طالب وعبدالله ابن مسعود وعبدالله ابن عباس عبدالله بن عمر رضي الله عنهم. ومن بعدهم كمجاهد وابراهيم النخعي وعامر الشعبي. ومعاوية بن قرة رحمة الله على الجميع وهذا المعنى فلا اثم عليه اي لا اثم يبقى عليه. رجحه الامام الطبري ثم الشنقيطي تبعا له. وان قوله تعالى فلا اثم عليه هو في مقابل معنى قوله صلى الله عليه وسلم رجع كيوم ولدته امه. وان قوله تعالى لمن اتقى هو مع قوله صلى الله عليه وسلم من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق. يعني يحقق التقوى في حجه فان من لم يرفث ولم يفسق هو الذي اتقى ويعتضد هذا المعنى بالنصوص الدالة على فضائل الحج كمثل من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق. ومثل قوله الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة وكلاهما في الصحيحين فغفران جميع الذنوب للحاج بهذا التفسير. من اعظم واكبر المنافع المشهودة في المقصودة في الحج والحمدلله على فضله واحسانه جل جلاله. وتتابعت نعماؤه سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه. اما المعنى الاخر في الاية وهو شطر المعنى الذي يدور عنه حديث المجلس اليوم فهو المنافع الدنيوية. ليشهدوا منافع لهم اي منافع دنيوية ايضا في الحج ولها عدة صور ايها الكرام. اولا التجارة والاسواق وقد مضى قول بعض ائمة السلف في تفسير الاية كما نقل عن مجاهد وغيره والنص عليه في تحديد معنى المنافع التي ارادها الله من الحجيج ان يشهدوها اذا اتوا بيته الحرام هو المنصوص صراحة في اية البقرة ما هي؟ قوله تعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم هذا في الحج لانه ربما توهم بعض الناس ان التلبية والاحرام وان بذل النفقة والسفر والارتحال الى قصد حج بيت الله الحرام لا ينبغي او لا ايصوغ او لا يليق ان يكون معه قصد اخر دنيوي. وان يكون معه طلب تجارة او ربح وانه ان يتمحض الحج في رحلة لعبودية خالصة لا يشوبها شيء من منافع الدنيا قط فجاءت الاية الكريمة ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم. هذا اذا من شهود المنافع الدنيوية في رحلة الحج. ولما نقول هو من شهود المنافع اذا هو من الامور التي ارادها الشرع لما بنيت الكعبة واذن في الناس بالحج اما قال الله للخليل ابراهيم عليه السلام واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ومنها التجارات والاسواق. يقول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الاية ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم. قال كان متجر الناس في الجاهلية كان متجر الناس في الجاهلية عكاظ وذو المجاز. فلما جاء الاسلام كأنهم كرهوا ذلك. حتى انزل الله ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم وقد اطبق المفسرون ايها الكرام على ان معنى الاية انه ليس على الحاج اثم ولا حرج اذا ابتغى تجارة وربحا في اي اعمل حل ان لم يشغله ذلك عن شيء من اداء مناسكه. نقل ذلك الطبري وابن عطية والثعلبي وحكى الاجماع الامام الشنقني رحمه الله وفيه مرويات عدة عن السلف من التابعين فمن بعدهم في تأكيد هذا المعنى. ولذلك فان امير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لما سئل يا امير المؤمنين كنتم تتجهون في الحج تدري ماذا قال قال وهل كانت معايشهم الا في الحج والاثر اخرجه الامام الطبري في تفسيره. اذا هذه صورة وثيقة من صور شهود المنافع التي هي من مقاصد الحج جئت عبد الله من قريب او من بعيد لبيت احرمت وجئت تحج بيت الله الحرام اعلم رعاك الله ان من المنافع التي يريد الله منك ان تشهدها واباح لك ابتغاءها وطلبها البيع والشراء والتجارة والربح وما زالت مكة عامرة حرسها الله تعالى بالاسواق والتجارات التي تنمو وتزدهر في مواسم الحج منذ القديم حتى يوم الناس هذا فيكثر البيع والشراء. يشتري الحجيج ما يحتاجون ويبيعون ما يجلبون من بلدانهم. فيقدمون بالملابس والمطاعم والعسل و الاكسية وكثير من الاغراض والتجارات يبيعونها ويشترون شيئا اخر يعودون بها الى بلدانهم. وما زالت مكة في موسم الحج مجمع عن بشريا تتحقق فيه صور شتى ومنها التجارات والارباح والاسواق. المعنى الثاني من شهود المنافع الدنيوية او الصورة الثانية من صورها الانتفاع بلحوم الهدي والاضاحي. نعم هذه عبادات الهدي في الحج عبادة واجب على المتمتع والقارن ومستحب لغيره ومستحب ما زاد على الواجب للمتمتع والقارن ايضا. والاضحية كذلك للحاج ولغير الحاج هذه مناسك شرع فيها الانتفاع بها والاكل منها كما قال الله تعالى ويذكر اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير. وقال سبحانه وتعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب لكم فيها منافع الى اجل مسمى. وقد نص القرآن على كون ذلك من المنافع في الحج. قال الله تعالى والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير. فاذكروا اسم الله عليها صواف فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر. لكم فيها منافع كما قال الله في الشعائر التي هي الهدي والاضاحي لكم فيها منافع. من منافع الهدي ركوبها وحلبها. فاذا ذبح كان من منافع الهدي الاكل والاهداء والاطعام على ما مضت به السنة واستقر عليه العمل. وقد ذكر ذلك جملة من المفسرين اذا هذه منافع دنيوية. نعم هو من جهة التقرب الى الله بذبحها عبادة. وفيها المنفعة الاخروية باجرها وثوابها وان تلك الذبائح تأتي اذا اخلص صاحبها النية. تأتي بقرونها واظلافها وشعرها وصوفها بدمائها في ميزان العبد يوم القيامة. وانها تأتي ثقيلة في ميزانه وانه متى ابتغى فيها التعظيم الاستسمار وغلاء الاثمان كانت اعظم وادل على تقواه لله سبحانه وتعالى كما قال الله ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب هو من هذا المعنى اجر وثواب ومنفعة اخروية. طيب وماذا عن لحمها؟ وماذا عن صوفها؟ وماذا عن الاهداء والاكل وصلة الارحام والتصدق على الفقراء هذه منافع دنيوية. ينتفع بها الانسان وقد اذن النبي عليه الصلاة والسلام لمن ساق الهدي ان يركبه. رأى رجلا يمشي في رفقته ويسوق البدن بجواره فقال اركبها قال يا رسول الله انها بدنة هدي يعني قال اركبها فاعاد مرة او ثلاثة قال ويلك اركبها فاذن له بالركوب وحلبها ايضا حتى تذبح فاذا ذبحت كانت من منافعها الدنيوية ما تقدم من اكلها والاهداء والاطعام. اذا هذه صورة ثانية من شهود المنافع الدنيوية في اداء مناسك الحج. الصورة الثالثة وهي ايضا من اظهر واجلى اعظم صور المنافع الدنيوية التي تتحقق بل ويراد تحقيقها وقصدها كل عام. في حج بيت الله الحرام انه الاجتماع والالتقاء الاخوي الكبير هذا الحشد الضخم والاجتماع الاممي العالمي الذي تشهده امة الاسلام من مختلف البلدان والجنسيات واللغات هذا والله يا كرام من اجل صور المنافع المقصودة في الحج يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله ليشهدوا منافع لهم فكنا بشهود المنافع عن نيلها ولا يعرف ما وعدهم الله على ذلك بالتعيين واعظم ذلك اجتماع اهل التوحيد في صعيد واحد ليلتقي ليتلقى بعضهم عن بعض ما به كمال ايمانه. وقال علامة الشنقيطي رحمه الله ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن تيسر المسلمين من اقطار الدنيا في اوقات معينة في اماكن معينة ليشعروا بالوحدة الاسلامية يمكن استفادة بعضهم من بعض فيما يهم الجميع من امور الدنيا والدين. قال وبدون فريضة الحج لا يمكن ان لهم ذلك فهو تشريع عظيم من حكيم خبير. والعلم عند الله تعالى انتهى كلامه رحمه الله اذا هذه صورة جليلة يتحقق فيها الاجتماع والالتقاء. ووالله الذي جمع الحجيج واتى بهم من اقطار نائية وقدم بهم سبحانه من بلدانهم الى بلده الحرام. انه ليجتمع في رحاب الكعبة من اختلاف الالوان والاجناس والالسنة ما لا يعلمه الا الله. بل ما لا يمكن اجتماعه في مكان سواه يجتمعون بشكل عجيب كأنهم نسيج واحد متآلف يطوفون بجوار بعض ويتراصون حول الكعبة يصطفون بجوار بعض ويسعون ويهرولون بين الصفا والمروة بجوار بعض ويقف اضعاف هذا العدد على صعيد عرفات الوف مؤلفة لا يحصيهم الا الذي خلقهم. والله ما جمعتهم الوان ينتسبون اليها ولا اعراق ينحدرون منها ولا السنة ولغات يتكلمون بها ولا بلدان بحدود جغرافية تحيط بهم ما جمعهم الا هذا الدين العظيم. الا هذه العقيدة الاسلامية الا هذا النسك الجليل الذي جاءوا به جميعا يقولون لبيك اللهم لبيك. عظيم والله هذا الدين. وهذه واحدة من اجل صور عظمة الاسلام تتجلى موسم الحج في كل عام. فافخري امة الاسلام واعتزي بدين اكرمك الله تعالى به. ليشعر المسلمون انهم امة واحدة. نعم امة الاسلام من الوهن والضعف والذل والهوان في مواقف شتى في الحياة وفي صولات وجولات لعدم اخذهم باسباب العزة والنصر والتمكين. يأتي هذا الاجتماع السنوي الاممي العالمي الكبير ليبث فيها روح العزة من جديد. ويشعرها بانها مهما ظعفت ووهنت انها لا تزال قوية بايمانها انها وطيدة العلائق باخائها وانها مهما فرقتها الحدود وابعدتها الخلافات وفرقت بينها كثير من الاعتبارات يزول ذلك كله ويتلاشى وهي امة واحدة في رحاب البيت العتيق ليشهدوا منافع لهم. يشعر المسلم القادم لاداء النسك وهو يتلفت يمنة ويسرة. في صعيد عرفات وعند الجمرات وحول الكعبة في الطواف وبين الصفا والمروة ليبصر امما متعددة في كل شيء الا في شيء واحد فهي متحدة في دينها في ايمانها بالله في اتباعها لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالله عليكم كم يبعث هذا من معاني العزة وقوة الاسلام ووحدة المسلمين وائتلافهم. كم يعمل هذا على رأب الصدع ولم الشتات وردم الفرقة والفجوة التي باتت تتسع. لو اعملت امة الاسلام نظرها الجلي في هذه المعاني العظيمة لادركت ان شهود المنافع الدنيوية وهذا احدها. ومن اعظم صورها واجلاها لادركت انه يراد بها خير ان تشهده من حجها لبيت الله الحرام في كل عام ويأتي المسلم الذي ربما كان وحيدا من اسرته او قبيلته او عشيرته لم يشاركه احد من قراباته في دين اكرمه الله تعالى به. فعندما يعتريه شعور بالانفراد والوحدة يأتي لمثل هذه المشاهد في المناسك فيشهد من تلك المنافع ان كل هؤلاء اخوة له في الدين. وانهم يؤازرونه وانهم يحملون معه شعار المسلم اخو المسلم. فاكرم به والله من دين. واعظم به من مقصد عظيم يراد تحقيقه في هذه المناسك من حج بيت الله الحرام كل عام ليشهدوا منافع لهم. هذه المعاني المذكورة في المنافع الدنيوية وشهودها جاء مبثوثا في النصوص الشرعية كما اسلفت به انفا. قول الله تعالى ليشهدوا لهم اي ان تؤذن. والكلام للخليل ابراهيم عليه السلام مؤذن في الناس. اي ان تؤذن فيهم يأتوك مشاة وركبان لاجل ان يحضروا منافع لهم والمراد بحضورهم المنافع حصولها لهم كما تقدم. ومر بكم ان الاذن بالانتفاع بالتجارات في الحج مما رفع الله الحرج عنه في قوله ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم وقد تقدم اتفاق المفسرين على معنى اباحة انتفاع بالتجارة والاسواق في الحج. وقد تقدم ايضا اطباق السلف الذي لم يقع فيه خلاف. على فهمهم ان الله جعل من منافع الحج ما يجده الحجاج من البيع والشراء وربح التجارة. وان ذلك لا يتنافى مع قصد الحج الى بيت الله الحرام. لان انه يقع تبعا لا استقلالا. وقد نقل على ذلك اتفاق المفسرين. وكما جاء في صريح اباحة الانتفاع من الهدي لكم هم فيها منافع الى اجل مسمى ثم محلها الى البيت العتيق يعني البدن والمنافع فيها من الركوب والدر والنسل والصوف في وغير ذلك كما نقله البغوي وابن كثير رحمة الله عليهما وقد امر الله تعالى كما تقدم بالاكل والاطعام من لحوم الهدي فكلوا منها واطعموا البائس الفقير. فكلوا منها واطعموا والمعتر وهذا من عظيم فضل الله سبحانه وتعالى. ايها الكرام امة الاسلام كل ما ذكر من وجوه المنافع الدنيوية المشهودة في الحج معلومة. متحققة في مواسم الحج التي يشهدها المسلمون كل عام وها هنا بعض الصور التي هي تطبيق لتلك المنافع التي يراد تحقيقها في الحج لتكون مقاصد عملية تطبيقية اولا التجارة العظيمة الموسمية التي تكون في موسم الحج كل عام. سواء اكانت مما يجلبه الحجيج من بلدانهم لبيعها بمكة على اخوتهم الحجيج القادمين من كل فج عميق. او كان مما يجذب الى مكة من كل انحاء العالم كريه الحجاج ينتفعون به او يرجعون به الى بلدانهم. الصورة الثانية التطبيقية لهذا المعنى من شهود المنافع الدنيوية المشاريع العالمية للافادة من لحوم الهدي والاضاحي. وابرزها مشروع البنك الاسلامي للتنمية الذي يعمل على التوكيل في شرائها وذبحها ثم حفظها لارسالها الى مختلف بلاد المسلمين المحتاجة. ومثل جهود عدد من الجهات الرسمية المرخص لها في مشروع الهدي والاضاحي لايصالها الى المستحقين. فهذا انموذج معاصر لتحقيق منافع الحج بهذا المعنى انا الصورة الثالثة هذه الملتقيات الرسمية العالمية المنعقدة في رحاب مكة ايام الحج قبل الصعود الى منى. مثل ندوة حج الكبرى ومثل ملتقى ومؤتمر الحج السنوي الذي تقوم عليه عدد من الجهات كوزارة الحج ورابطة العالم الاسلامي التي كانت ولا تزال تجعل من توظيف الموسم واجتماع المسلمين والتقاء النخب فيه فرصة لتحقيق جزء من معنى الاية الكريمة ليشهدوا منافع لهم. رابعا اللقاءات والاستضافات الواسعة للحجيج التي يشهدها موسم الحج من جهات عدة كضيوف خادم الحرمين الشريفين. يجمع نخبة من العلماء والدعاة والمفكرين والاعلاميين والمؤثرين في حفاوة واكرام وضيافة تامة لاداء مناسك الحج. كما تجتهد عدد من الجهات الرسمية في ترتيب اللقاءات والاستضافات للنخب العلمية والدعوية التي تقدم الى الحج كرؤساء بعثات الحج ومسؤولي الافتاء ومديري المراكز الاسلامية في برامج متعددة تظهر جزءا من تحقيق معنى الاية الكريمة ليشهدوا منافع لهم اي المنافع الدنيوية. ومن صور المنافع الدنيوية التي يلتقي فيها الحجيج. وهم يصلون بجوار بعضهم في المسجد الحرام. او في مساجد مكة في احياءها جوار مساكنهم او في اداء المناسك في المشاعر. عند مبيتهم في مزدلفة مثلا او في منى او في صعيد عرفات والتقاء في الطرقات وما الى ذلك فان تعارفا تعارفا جليلا تشهده تلك الايام القصيرة عظيمة في معناها العميقة في دلالاتها ومحتواها. يتعارفون فيلتقون وهم يعلمون انه ربما قد لا تقع عيناه على اخ له مسلم من اهل ذلك البلد او تلك الدولة او ذلك القطر. لكنه تحقق له هنا في مكة فيبتهلوها فرصة. فاذا على الاخاء والصداقة المستمرة التي انبثقت من رحاب ابليس الحرام وعقب صلاة التقيا فيها وصليا فيها بجوار بعضهما. او كانا في طريق يسيران فيه الى رمي الجمرات ذهابا اليها او انصرافا عائدين منها. فتالله ما اجلها من اخوة. وما احلاه من تعارف وما اروعه من لقاء يؤكد ان عمق الاخوة الاسلامية اكبر بكثير مما تتصوره الاذهان التي تلزم اقامتها لعلاقة قرابة او جيرة او صداقة عمل او مصلحة مشتركة كتجارة وربح ونحوها. فتالله كم انشأت علاقات الاخاء والتعارف في رحاب هذه المشاعر في رحلة الحج الى بيت الله الحرام. بل المصاهرة والزواج فيلتقيان ويتحابان في الله ثم تزداد الاخوة والمحبة عمقا وصلة باصرة النكاح ورابطته فيحصل بينهما وتراحم وتقارب اسري عجيب. كل ذلك يا كرام كان ولا يزال يتحقق. فما الذي ساق المشرقية الى المغرب والتقيا في مكة او في منى او في مكان في خطوات اداء المناسك فاذا الاخوة التي تعمقت اثارها وامتدت لتستمر بعد ذلك في تزاور وتلاق واسفار بل وربما كانت شراكات تجارية وعلاقات اسرية كما تقدمت الاشارة اليها ايها الكرام امة الاسلام كل ما تقدم في مجلس هذه الليلة بدقائقها المختصرة كان اطلالة على معنى الاية الكريمة او جزء من معنى الاية الكريمة ليشهدوا منافع لهم لكننا عندما نجعل نصب اعيننا ان الله عز وجل جعل ذلك في سياق امر عظيم وهو الكعبة المعظمة وامر الخليل ابراهيم عليه السلام بهذا الحدث الكوني الذي ظل مستمرا الاف هذه السنين وحتى اليوم واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتوك يأتوك وقد اتوا ولا زالوا يأتون والله. وعلى كل ضامر يأتين من كل في فج عميق عندما نجعل نصب اعيننا ان هذا الحدث الكوني والشرعي الفريد العظيم جاء معللا بهذه الاية ليشهدوا منافع لهم فينبغي ان ندرك انه امر عظيم والله. وينبغي ان نستشعر في خطوات لاداء المناسك منذ العزم والقصد والترتيب والشروع في اداء المناسك نجعل نصب اعيننا تحقيق هذا المعنى فانه مراد للشارع الحكيم ليشهدوا منافع لهم بصوره المتعددة الدينية والدنيوية بكل ما تقدم. فكما تأتي ايها الحاج في حجك وقد ملئ قلبك اخلاصا وصدقا في تحقيق المنفعة الاخروية وحصولها ونيلها والرجوع بها عفوا مغفرة ورحمة واجرا عظيما ثقيلا في الميزان وعتقا من النار. فاجعل ايضا نصب عينيك المنافع الاخرى الدنيوية الحاصلة فانها مقصودة مأذون لك فيها بل هي جزء منها مرتبط بالمناسك كما تقدم تفصيله انفا اجعل هذا نصب عينيك واقصده واطلبه. فاذا جئت فافتح قلبك وعينك وكل مشاعرك على هذه المنافع الدينية والدنيوية معا وكل عبد يصيب من هذه المنافع بقدر ما يقصد حصوله له ويتطلبه هو في رحلته الى بيت الله الحرام. والله واسع الفضل يؤتي عباده ما يشاء سبحانه. والله ذو الفضل العظيم. فاقبلوا معشر الحجيج وانتم في رحلة حجكم الى بيت الله الحرام اقبلوا على هذه المنافع العظيمة فانه يراد لكم ان تشهدوها. شهودها ليس بل حصولها والاتيان اليها والقصد اليها فاقبلوا عليها وحققوها فانها في سياق مقاصد بناء الكعبة والاذان في الحج جاء ذكرها اولا فلتكن هي كذلك في مقاصد قلوب العباد من قصدهم لبيت الله الحرام. اسأل الله جلت قدرته باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يكتب لنا ولكل مسلم ومسلمة شرف الاتيان الى بيت الله الحرام. والظفر باداء النسك حجي والعمرة والاستمتاع بهذه العبادة الجليلة واتمام اركان الاسلام. وان يكتب لنا ولكم المتابعة والمداومة عليها فانها من صالح اما للذي يرظى به الله عز وجل عن عباده. ونسأله سبحانه وتعالى ان يهيئ لكل من كتب له الحج هذا العام وكل عام ان يهيئ له تيسير امره وتقريب مراده وحصول نواده. اللهم فهيئ لعبادك الحجيج من امرهم رشدا ثم حقق لهم مناهم وسهل لهم مقصدهم يا حي يا قيوم. اللهم بارك لهم فيما اتيتهم. ووفقهم لتحقيق نسكهم في السلامة واسلام وامن وايمان. اللهم اجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا. وذنبهم مغفورا يا حي يا قيوم اللهم من اكرم وفدك الحجيج فاكرمه. ومن اعانهم فاعنه ومن حفظهم فاحفظه. ومن يسر عليهم فيسر عليه يا حي يا قيوم تبنا الهي بفضلك ومنتك وكرمك في ديوان الحجيج هذا العام يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعلنا واياهم ممن قصد فضلك وعفوك ومغفرتك فاكرمته بنيلها يا حي يا قيوم. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. واعف عن والدينا واعف عن ازواجنا وذرياتنا يا حي يا قيوم. اللهم انا نسألك العفو والعافية. والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وتب علينا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين اللهم انا نسألك كما يسرت لعبادك الحجيج والعمار القدوم الى بيتك الحرام وبذلت لهم وهيأت لهم كما ما بذلت له الاسباب وتهيأت به وفتحت الابواب فاجعل يا ربي عاقبة ذلك وما اول وما اله قبولا عندك ورضا واجعله عملا خالصا لوجهك الكريم. اللهم الفضل فظلك والخير خيرك والامر امرك والعبد عبدك. سبحانك وبحمدك فلا نحصي ثناء عليك فاعنا يا ربي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. يا حي يا قيوم. اللهم اغفر لنا وتب علينا او تقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين عين