بسم الله الرحمن الرحيم. احمد الله تعالى واثني عليه واصلي واسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. فهذا هو المجلس الثالث بفضل الله تعالى وتوفيقه في مجالس هذه الدورة في هذا الموضوع تحديدا قواعد التعامل مع فقه النوازل. البارحة تناولنا مدخلا فيه تقعد لبعض المهمات التي يتحتم العناية بها في ساحة البحث العلمي عموما سواء كانت في الفقه او في فقه النوازل على وجه الخصوص وكانت القضية فيما هو اعم من ذلك. والحديث عما يقتضيه البحث العلمي والمشاركة في فقه الشريعة وفهمها من شروط تتعلق بالناظر واخرى تتعلق بالنظر وكان الوعد ان استعرض اليوم شيئا مما مرت الاشارة اليه في مجلس الامس ايجازا واختصارا على وجه ضرب المثال لكنه يعرض اليوم على نحو اوسع في تقرير وتوضيح. اليوم لون اخر من القواعد المتعلقة بفقه النوازل نتناول فيه تلك القواعد الشرعية المؤثرة في تقرير فقه النوازل. وارجو الانتباه الى ان ما سنعرضه من قواعد بشرحها وادلتها وبعض تطبيقاتها في مجلس اليوم ليست خاصة بفقه النوازل بل هي وغيرها تشترك لكنني اردت ان اركز على ان مثلها له من الاثر ربما ما ليس لغيره من قواعد وبالتالي فالعناية بها وفهمها جيدا وادراكها على المقصد الشرعي منها مطلب كن مهم لكل طالب علم يتهيأ للنظر في مثل هذا النوع من العلم وهو الفقه عموما وفقه النوازل على وجه التنبيه الثاني انه عندما نتكلم عن قواعد شرعية مؤثرة في فقه النوازل ارجو ايضا الا ينحصر في الذهن ان هذه القواعد وحدها فقط هي التي سيبنى عليها فقه النوازل هذا غير صحيح. كل القواعد التي الفقهية والاصولية والمقاصدية هي بضاعة الفقيه في النظر في فقه النوازل. وهو لا ينفك عنها بحال القواعد الفقهية الخمس الكبرى التي تعرفون والاخرى المتفرعة عنها او القواعد الفقهية الاصغر او قواعد اصولي بكل فروعها او قواعد المقاصد كلها هي ادوات والفقه يبنى عليها وفقه النوازل خصوصا يتكئ كثيرا على هذه القواعد الفقهية والاصولية والمقاصدية. فلما التركيز على هذا؟ التركيز على ما اليوم خمس او ست او سبع قواعد حسب ما يسمح به الوقت ان شاء الله. التركيز عليها دون تلك القواعد الاخرى الفرعية في الفقه والاصول والمقاصد يعود الى اسباب. اذا الفقه يقوم على جملة كبيرة وافرة من القواعد. لكن ما سنذكره يوم هو لون اخر من تلك القواعد ليس الغرض منه حصر الفقه فيها لكنه لامور اجمل في ثلاثة شؤون الاول ان هذه القواعد التي سنعرض لها لها من الاثر ما يجعل فهمها واعتبارا مهما من الاثر يعني في فقه النوازل وتقرير الاحكام. فالقواعد المذكورة الان ذات اثر واضح وادراكها يسهم جدا في تقرير الحكم الذي تدرسه في فقه النواسي. والسبب الاخر ان هذه القواعد التي نتناولها قواعد امهات واساس. وبالتالي سيبنى عليها ليس مسائل بل يبنى عليها قواعد اخرى تتفرع عنها العناية بها عناية بقواعد القواعد ان شئت ان تسميها. واصل الاصول الذي ينبيك عن فهمها سيتيح لك فهم قواعد اخر تبنى عليها. والسبب الثالث وهو المهم ان القواعد التي سنعرض لها في مجلس اليوم ليست من القواعد التي يستدل بها في مسألة دون مسألة. بمعنى ان بعض القواعد الفقهية عندما تقرر حكما في فقه النوازل او غيرها ستستند الى قاعدة فقهية تفيدك في بعض المسائل وقواعد فقهية اخرى لمسائل اخرى وهذا الواقع وانت في كل مسألة ستنتخب من القواعد ما يساعدك على بناء الحكم عليها. لكن قواعد اليوم ليست جزئية الشكل وليست تستخدم لبناء حكم في هذا الباب في البيع مثلا او في الصلاة او في الحج او في شيء من نوازل العبادات او معاملات لا بل نحن نتكلم على قواعد تؤسس لك منهجية في التعامل مع المسائل الفقهية جملة وفقه النوازل على وجه بخصوص فهي ليست طريقا لبناء الحكم لا هي طريقة تعطيك بعد النظر والية الاحتكام الى تلك القواعد والادلة وكيف هي قواعد لضبط المنهجية التي ينبغي ان تكون مستحضرة في ذهن طالب العلم على الدوام. القواعد متعددة كسبا للوقت ساخذها على اتباع وبحسب ما يسمح به مجلس اليوم نقف عند القدر الذي يناسبنا ان شاء الله. سابدأ ببعض القواعد المنتسبة الى مقاصد الشريعة. من تلك القواعد اولا بناء الشريعة على تحصيل مصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها. هذه القاعدة التي افصح عنها كثير من اهل العلم قديما في المصنفات بدءا من امام الحرمين الجويني فالغزالي تلميذه من بعده حتى وسع هذا المعنى ابي جلاء عدد ممن جاء بعدهم كالعز بن عبدالسلام. ثم القرافي مثلا ثم امام المقاصد في الموافقات رحم الله الجميع. هذه القضية التي يصرحون فيها بانها تستقى من تصفح موارد الشريعة وجزئياتها وكلياتها بمعنى انك اذا جئت تقلب احكام الشريعة حكما حكما وبابا بابا فانك تقف على هذا المعنى بوضوح. حتى ثبت باستقراء قطعي غير بقابل للشك ولا للتردد ان شريعة الله التي انزلها لعباده تقوم على هذا المعنى الضخم الكبير ما هو ان الشريعة جاءت لتحقيق مصالح العباد. مصالح دنيوية او اخروية كلاهما جاءت لتحقيق مصالح العباد في العاجل والاجل معه. فمصالح دنيوية واخروية والشريعة ذاتها هي ايضا جاءت لدرء المفاسد عن العباد ودفع الشرور عنهم. ايضا في العاجل العاجلي معا. هذا المعنى يجعلك تفهم ان الشريعة التي شرعت لنا الوضوء والتيمم والمسح على فين؟ وبينت لنا احكام الدماء واحكام الصلاة وشروطها واركانها وواجباتها وما يبطلها. وقل مثل ذلك في الزكاة والصيام والبيع والاجارة والرهن والكفالة والحوالة الى اخر تلك العقود ثم مثلها في فقه الاسرة من نكاح وطلاق بصحيحه وفاسده. ثم ما يترتب على ذلك من نفقات وحضانة. ثم الجنايات والحدود والقصاص والتعزير. كل ما على بالك مما تضمنته الشريعة نجزم قطعا انه ما من حكم صغير او كبير الا وهو هو يضمن للعباد سعادتهم في دنياهم واخراهم. كيف تتحقق السعادة؟ بمصلحة ترفرف في حياة العباد ومفسدة تنأى بها الشريعة عنهم. هذا المعنى ليس مجرد معلومة طبرية فقط نملأ بها صدورنا ثقة بشريعتنا وقناعة وانقيادا واستسلاما. هذا معنى مطلوب. لكن المعنى الذي الفقيه هنا في في الفقه في التقرير في الاجتهاد والاستنباط ان يجعل هذا اطارا يحكم اجتهاده بمعنى انه لا يمكن ان يقبل شرعا اجتهاد يقرر خطأ بقصد او بغير قصد. يقرر حكما يمكن ان يكون جناية على فهمت؟ او يجلب الشر والفساد عليهم. او يمكن ان يسوؤهم في احوالهم. او يفوت عليهم حظهم ومصالحهم لا يمكن ان يقرر الشرع هكذا حكم؟ فالفقيه ينظر الى هذا الاعتبار. لما اجنب الصحابي في الغزوة وعمار بن وياسر معهم وذكروا ان الرجل ذاك الذي ذكر عمار في قصة انه هو الذي اصابته الجنابة. قال فتمرغت في الصعيد كما تمرغوا دابة. في مقابل القصة التي اخبروا فيها ان الصحابي الذي شج فاصابته جنابة في يوم بارد فجاء يستفتي عما يجب عليه وهل يجزئه التيمم فالزموه بالغسل فاغتسل فمات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم قتلوه قتلهم الله الا سألوا فانما شفاء العي السؤال. لا يمكن ان تقبل الشريعة حكما يودي الى هلاك او فساد او ضرر اليوم ستجد كثيرا من من القضايا المعاصرة التي قلبت اوضاع الامة وعصفت بها وجاءت تحرق نيران كثير من المواقف اضطرابا واشتعالا في خلافات ومواجهات. بعضها يقرر شرعا على ان هذا هو مراد الشريعة. وانت ترى ان في في تقريره جناية على فرد او جماعة او امة باسرها لا يمكن ان تقبل الشريعة حكما يقرر على وجه فيه جناية وفساد. ما الذي اخر شرعية الجهاد في اول الاسلام؟ رفقا بالعباد وتحقيقا لصالحهم. متى شرع الجهاد؟ لما تكونت الاسلام وقويت واصبحت الظروف مهيئة. كانوا مأمورين بالكف والصبر واحتمال الاذى. في الوقت الذي كان في بعض من القوة والشجاعة ما يطالب فيه باخذ حظ النفس والانتقام لها والثأر وصيانة حرياتهم في اختيار لدين الله جل وعلا لكن الفترة مضت على هذا التقرير. فقه مثل تلك الاسرار في الشريعة يعطيك تصورا بعيد الافق ان الشريعة في احكامها تدور حول هذا الفلك الكبير. فلا يمكن لاجتهاد مجتهد اليوم او غدا او بعد غد الى يوم القيامة ان ينظر في مسألة في ظاهرها حكم شرعي صحيح ليقول هذا هو حكم الله فيفتي به الناس ويحمل العباد عليه. ويغمض عينيه عما يترتب على ذلك ويقول شريعة الله ولو متنا في سبيلها. وحكم الله ولو جنى علينا الهلاك والفساد وحصد الارواح هذا غير صحيح. سيقول قائل طيب وماذا نقول في جهاد؟ والجهاد لا يقوم الا على بذل الانفس والارواح واراقة الدماء وقطع الرقاب. والتضحية في سبيل كل ذلك بما يمكن ان يبذله الانسان الجواب سيعود الى قاعدة اتية بعد قليل في هذا السياق ذاته ان الشريعة التي لا اقول ارخصت الدماء لكن التي طوت هذه الدماء ثمنا كان لمقابل مصلحة اكبر. وتحقيق امر اعظم ايضا سيجلب السعادة لكنها هي التي حقنتها في مرحلة من المراحل وصانتها وحفظتها وامرت بالتريث الى حين انت يأتي الوقت المناسب فتبذل هذه المهج والارواح في سبيل الله. قارن بصورة يسيرة مختصرة عن وضع الاسلام في مكة ووضعه في المدينة وتأخير تشريع الجهاد الى تلك المرحلة والتدرج بالناس. فلما جاء الجهاد كانوا قلة ثلاثمئة بضعة عشر في بدر. ومع ذلك في مقابل الف شرع لهم الجهاد. بل كانوا مأمورين بالمصابرة الى عشرة اضعاف وهذا امر شرعي يجب وبالتالي لا يجوز الفرار من لقاء العدو ولو كانوا عشرة اضعاف. فان فعلوا كان فرارا وكبيرة من كبائر الاسلام. ثم خفف ذلك الى المصابرة على الضعف. يا ايها النبي حرض على القتال ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين. وان يكن منكم مائة يغلب الفا. من الذين كفروا بانهم قوم لا يفقهون الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا. فان يكن منكم مائة صابرة يغلب مائتين. وان يكن منكم الف يغلب الفين باذن الله والله مع الصابرين. هذه القاعدة الضخمة الكبيرة العظيمة في قواعد الشريعة التي تقول ان بناء الشريعة على تحقيق مصالح وتكميلها فربما كانت المصلحة قائمة. فالشريعة تكملها وتحافظ عليها. ودرء المفاسد وتقليلها درؤها قبل ان تقع فاذا وقعت كان السعي الى تقليدها قدر المستطاع. وتحجيم الشر والفساد بقدر الوسع والطاقة. هذه القاعدة الضخمة الكبيرة تبنى عليها الشريعة ثم يبني عليها الفقيه اجتهاده ليضمن ان تقريره للاحكام يسير على والمسلك الذي تبنى عليه احكام الشريعة. وفائدة ذلك كما اسلفت لكم النأي بالاجتهاد والابتعاد عنهم ان يخرج عن هذا المسار فيظن انه ربما اقتصر في تقريره للحكم على امر ظاهره الانقياد الشريعة لكن واقع الحال يدل على انه يفوت مصالح او يجلب شرورا ومفاسد وقل مثل ذلك في مواضع في تطبيقات السيرة النبوية وشأن الصحب الكرام رضي الله عن الجميع وهم يفقهون هذه الاحكام. وعبر التاريخ ستجد ان في تطبيقات الفقهاء واحكام النوازل التي تنزل بهم ما جعلهم يستوعبون هذا المعنى ويقررونه. هذا اذا احد القواعد الكبرى في مسائل قواعد مؤثرة في فقه النوازل. سانتقل الى القاعدة الثانية وهي وثيقة بالاولى وقريبة منها. قاعدة رتب المصالح. ابني هذا على القاعدة السابقة قلنا ان قاعدة الشريعة هي بناؤها على المصالح وتكميلها. المصالح التي رعتها الشريعة وحفظتها بل هي كما يقول اهل العلم ليست لشريعتنا بل هي في كل الشرائع والملل. تبنى على هذا الاصل الكبير الشرعي الرباني هذه المصالح التي اتت بها الشريعة للعباد من خلال تشريع الاحكام. على انواع وتتفاوت انواع فيتبين لنا مراتب المصالح. المصالح التي ترعاها الشريعة للعباد تنقسم الى مراتب ثلاث المرتبة الاولى مصطلحوا على تسميته بالضروريات. والمرتبة الادنى منها مرتبة الحاجيات الثالثة وهي اخرها ترتيبا مرتبة التحسينيات. المراتب الثلاثة قسمها اهل العلم حاولت استيعاب وفقه وفهم وادراك انواع المصالح التي قررتها الشريعة. تعال معي الى الصلاة وخمس مرات وفي اوقات محددة وشرع ما يشترط لها صحة الصلاة وما يبطلها اسبابها الموجبة لها ثم تكميلها بنوافل وسنن الرواتب. ثم قل مثل ذلك في باقي العبادات التي جاءت الشريعة بها انت تنظر في محاولة لفهم القاعدة الاولى. اين المصالح هنا في الصلاة؟ من السذاجة ان يأتي يقول الصلاة فيها مصالح البدن رياضة القيام اخر الليل فيها ترويض البدن والطب اثبت صلاحية هذا وحاجة البدن اليه وعلاجه لالام المفاصل وتنشيط الدورة الدموية وافعال الصلاة بين ركوع وسجود. مفيد جدا لعضلات البدن الفقري وما الى ذلك من ما يتعلق بفوائد صحية. هذا لسنا نرفضه لكن ابرازه على انه هو المقصود كبير وانه سر الشريعة التي من اجلها شرعت الصلاة هذا تسطيح تأباه احكام الشريعة الجليلة التي تذهب بالمصالح الى درجات ابعد من هذا بكثير. ان شئت ان تذكر هذا فاذكره تبعا ولاحقا وليس في صلب الحديث عن سر الشريعة ومقصده من تلك العبادة او تلك المعاملة. المراتب التي تحققها الشريعة لمصالح العباد تأتي على المراتب الثلاثة التي سمعت قبلها قليل واعلاها درجة الضروريات وهي بايجاز شديد ما لا تقوم الحياة الا به. فاذا فاتت معها الحياء فاذا هي هي بوابة بقاء الحياة من عدمها. وكما يقول الشاطبي رحمه الله ما ترتب على اخواتها فوات الحياة والهرج والفساد. ما يمكن ان تبقى معها حياة. هذه الضروريات ايضا لما دخلوا في عمقها صنفوها الى خمسة انواع. حفظ للدين وحفظ للنفس وحفظ للعقل وحفظ للمال وحفظ للعرظ او للنسب. انظر كيف تبحروا في تعميق هذا التقسيم وكشف آآ انواعه وفروعه ورتبه ليفقه طالب العلم والفقيه تقرير هذه القضايا في الشريعة فيكون انطلاقه في فهم احكامها وتقرير احكام النوازل فيها تسير على هذا الاطار الشرعي الكبير الضروريات التي لا تقوم الحياة الا بها هي هذه الخمسة. ان يبقى للعباد دينهم وانفسهم وعقولهم واعراضهم واموالهم. فاذا سلمت هذه الخمسة سلمت الحياة. والحفاظ على هذه الخمسة في داخله ايضا يتفاوت رتبا. فعلها مرتبة الدين. وثانيها النفس وثالثها العقل ورابعها ورابعها العرض او المال العرض او المال؟ لا بارك الله بعث العرض في المال. فتقسيم ذلك ايضا ينبغي على مراتب اريد ان اقول هذا ليس اجتهادا بشريا تكلم فيه فقهاؤنا الاوائل واجعلوه مقررا نسير فيه بل هو فقه لنصوص الشريعة وتقليب لاحكامها ثم استدلال واثبات على تقديم هذه المراتب. فحفظ هذه الخمس بهذه المراتب فائدته بالنسبة للفقيه اولا كما قلت قبل قليل ليبني اجتهاده في تقرير احكام النوازل وفق ذلك. ثم اذا فقه المراتب استطاع ان يزن عند تعارض المآخذ في المسألة الواحدة. يعني في حكم قضية تتعلق يعني دعني اقول مثلا العمليات الفدائية وبعضهم يسميها الانتحارية بناء على اختلاف التصور عندما يهاجم اليهود بيت مسلم او البوذيون في بلد لاهلاك اهل قرية بحرق وقتل واغتصاب. وليس للمسلم في ذلك الموقف حيلة في الدفاع عن نفسه ودفع عدوه الا بنوع من استخدام شيء من الاسلحة المتفجرة التي ستكون في استعمالها هلاك له هو وقتل لنفسه فمن يرى ان هذا انتحارا يسميه عمليات انتحارية. ومن يراها عملا مشروعا يسميها عمليات فدائية او استشهادية فلما يختلفون في المأخذ الحاصل ما هو؟ هو نكاية بالعدو؟ نعم هو حاصل. لكنه قتل للنفس ايضا هذا حاصل فيأتي تقرير الفقيه بعمق النظر في تصور مثل هذه القضايا وسيأتينا في مجلس الغد ان شاء الله مراحل النظر في فقه النازلة كيف عليه ان يفعل لما يتصور هل هذا انتحار؟ في احد التصورات المسألة نعم هو انتحار هو قتل للنفس. لما يمسك قنبلة في يده او يلبس الناسفا او يدخل مكانا ملغما ثم يضغط على الزناد عند قدوم العدو. هو من ناحية القتل هو قتل للنفس ولا شك واذا رأيت الى انه نكاية بالعدو والحاق ضرر وقتل وفساد ورعب ودفع لشرهم وصولتهم عنه او عن اهل قريته او عن اسرته نعم هو حاصل. فما الذي سيفعله؟ لن يقف حائرا هو عنده ترتيب لهذه القضايا معرفة لمحكماتها واولوياتها. فالمسألة ليست من السطحية بان تقول هو انتحار. ثم تقول خلاص هذا غير جائز شرعا او تقول لا هو فداء وجهاد وتضحية بغض النظر عن اي اعتبارات اخرى. المسألة ابعد من هذا ولا يصح في مثل هذه القضايا اطلاق حكم لان تقول هو جهاد مشروع جملة وتفصيلا. او ان تقول هو انتحار ذميم وصاحبه قاتل نفسه فهو في النار يتردى بها ابد الابدين جملة وتفصيلا. هذه سذاجة وسطحية في التقرير الفكري الفقهي. وهذه ايضا سذاجة سطحية في التقرير الفقهي فائدة هذا التقسيم لمعرفة مقاصد الشريعة في المصالح التي حفظتها ثم ترتيبها فيما بينها ثم معرفة اوجه التعارض عندما تأتينا بعض الاحوال تكتنفها بعض الصور كما اسلفت قبل قليل. تعرف ما الذي يترتب ما الذي قدم ما الذي يؤخر وقلت لك الجهاد في ذاته هو قتل للنفس. هو مفارقة الحياة. والشريعة جاءت بحفظ نفوس لكن الشريعة رأت ان حفظ النفس درجة ثانية بعد حفظ الدين. واذا كان الجهاد يحقق حفظ الدين ودرء عدوان الصادين عن سبيله قدم هذه المصلحة واعتبرها اكبر. ورتب عليها الثواب والاغراء والجزاء. ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون. بين قوسين ما سيضرب هنا من ليس تسويغا ولا تقريرا لكل ما يلصق عليه اسم جهاد او اسم آآ سبيل الله جل وعلا لكننا نتكلم عن المسائل في الشريعة تطبيقاتها تصيب او تخطئ بحسب الاستعمال وتنزيل هذه المصطلحات على صورة بعينها او وقائع هذا يحتاج الى تفصيل المسألة ثم تقول المثال ينطبق عليه او لا ينطبق. سنعود لنقول هذه المراتب مفيدة جدا موقف الشريعة من هذه القضية. اذا اكتنف القضية الواحدة شيء يتعلق بالعرض مع المال. او شيء يتعلق بالنفس مع الدين او شيء يتعلق بالدين مع المال. وهكذا سندور في فلك فهم اولويات الشريعة ومقدماتها وما الذي يمكن ان يقدم او يؤخر بحسب رتب هذه المصالح فيما بينها. اذا هي ضروريات اعلى من الحاجيات وحاجيات اعلى من التحسينيات في كل من الضروريات والحاجيات والتحسينات في داخلها ستجد شيئا يتعلق بالدين وبالنفس وبالمال بالعرض وبالعقل في كل من الضروري والحاجة والتحسين. وقد فهمت المراتب بينها. السؤال الان اذا كانت مصلحة الدين اعلى من العقل مثلا. او اعلى من المال. السؤال هو لو كانت مصلحة للدين في الحاجيات ومصلحة العقل في رتبة الضروريات ايهما اقوى؟ العقل الضروري اقوى من الدين الحاجب او التحسين. جميل. فهذه عناصر قوة. فكلما اشتملت الصورة على عنصرين من عناصر قوة كان اقوى. فاذا اشتمل على احدهما رتب عناصر القوة بحسب مرتبتها. تطبيقات هذا امتع كثير من مجرد التمديد واعمق واكثر دقة في النظر. الفقيه اذا وضع المسألة امامه ووضعها على طاولة كالمشرحة ليقسمها ويحللها ويفكك اجزاءها ليعطي كل واحدة منها حظها من النظر تحت المجهر ويعرف موقعها وحكمها اللائق بها وهو في كل ذلك يسدد ويقارب ويسأل الله العون ليهدى الى الصواب وينكشف له السداد والحق في المسألة مع حرص كبير على توظيف كل الادوات التي مر الحديث عنها في مجلس الامس في شروط النظر وشروط هذه القاعدة الثانية تطبيقاتها تقسيماتها متعددة ما اريد ان افيض فيها اكثر مما يحتاجه فقط تصور القاعدة ومعرفة ما يتعلق بها. هذا وحده يا احبة يدرس تفصيلا في مقررات وفي كلام اهل العلم في بعض المواد التي يدرسها المتخصصون في الشريعة في مادة المقاصد تحديدا. القاعدة الثالثة. وهي مبنية على الثنتين السابقتين. وتكميل قاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد. والمقصود بالموازنة هنا اعمال مبدأي تقديمي بعظها على بعظ عند التعارض وعدم ها وعدم امكان الجمع بينهما. لانه مهما امكن الجمع بين المتعارضات وجب الجمع ان يقال انه تعارضت مصلحتان فاخذت اعظمهما وتركت الاخرى. لا يقال هذا الا عند التعارض فاذا لم يمكن يأتي هنا قاعدة الموازنة. الموازنة بين ماذا وماذا؟ كم سورة انا عندي مصلحة ومفسدة. ثم التعارض اما بين كل نوع مع مثله او مع النوع الاخر صوره كم؟ اربعة. تعارض مصلحة مع مصلحة. وتعارض مفسدة مع مفسدة ثالث تعارض مصلحة مع مفسدة. والرابع تعارض مفسدة مع مصلحة. فالثالث والرابع شيء واحد. فالت الى صور ثلاثة ان تتعارض المصالح فيما بينها. والثانية تعارض المفاسد فيما بينها. والثالثة تعارض المصالح مع المفاسد. نحن نتكلم عن واقعة مسألة حادثة صورة مسألة نازلة فانت تريد ان تنظر فيما يكتنف هذه المسألة من تحقيق لمصلحة او لدرء مفسدة. فعليك النظر الى ما فيها من مصالح او مفاسد. فمهما امكن الجمع بين تحقيق المصالح تلك معا قدمتها اضرب لك مثالا جئتني للمشاركة في هذه الدورة العلمية في جدة سواء كنت من بلد قريب من داخل السعودية او من بلد بعيد من خارجها وقد هيأت امرك على المشاركة ورتبت نفسك للحضور والجلوس والسفر والبقاء مدة الدورة اسبوعين او اقل او اكثر. في الوقت الذي يحتاج فيه اليك والداك في بلدك الذي انت فيه. وانت الولد الوحيد له والذي تقوم بمصالحهما وترعى شؤونهما او ربما كانت اما وحدها او ابا وحده. وانت الابن القائم بشأن الواحد منهما في طعامه في شرابه في لباسه في علاجه في صحبته وقضاء حاجاته اذا تعارض امامك مصلحة تحصيل العلم مع مصلحة البقاء بجانب احدهما او كليهما والقيام بحق فاي الامرين سيكون مقدما؟ ها؟ نحن نتكلم عن سورة افتراض التعارض يعني اما هذا واما ذاك. ما في شك هذا لا لا يحتاج فيها الى اجتهاد. بر الوالدين اعظم من مصلحة طلب العلم. طيب قسمها لي على الترتيب في اي مرتبة هي؟ طب آآ مصلحة العلم يدخل في اي نوع من الضروريات الخمس؟ الدين ويدخل ايضا في العقل لان العلم حصانة للعقل وتوسعة للادراك ونواحي الفهم. ثم هو حفظ للدين. لانك قائم بامر الشريعة في اجتناف في القيام بواجب البر واجتناب كبيرة العقوق. ستقول في طلب العلم كذلك وستقول في بر الوالدين. كلاهما يحتمل هذا المعنى. لكن دلت النصوص على ان بر الوالدين اعظم وزنا وثقلا في كفة الشريعة. كما ان مغبة ترك البر وهو العقوق والعياذ بالله غدا في عداد الكبائر في الشريعة. وليس كذلك التفريط في العلم. ناهيك عن ان مسألة امكان الاستدراك وعدم الاستدراك احد معايير الموازنة ايضا. وهذا فتح لنا الان الكلام تطبيقا بعد المثال. لما بين شيئين على اي اعتبار ساحكم ان هذا ارجح واثقل واكبر وزنا من الثاني. عدة معايير واحد منها مرتبة التي ينتسب اليها كل نوع في قدم معك قبل قليل. المرتبة يعني هل هو في حفظ الدين او النفس او العقل او العرض او فاذا وضعته في خانته تبينت لك الرتب واعطاك وزنا لكل واحد منهما هذا معيار. المعيار الثاني درجة ضروري حاجة تحسين وقد عرفت وزن كل واحد. فاذا ضعه في الكفة هذا يعطيك آآ مرجحا او اعيارا ثانيا. معيار ثالث عموم وخصوص يعني كلما كانت المصلحة اعم نفعا كانت اثقل وزنا يعني مصلحة تتعلق لك انت امام مسجد مكلف بامامة التراويح وتريد ان تذهب تعتمر في رمضان الى مكة. فاذا ذهبت لزم من هذا غيابك عن على الاقل ليلتين من اجل السفر والذهاب الى مكة. فماذا افعل؟ سيقول لكن هذه عمرة. واجرها كبير وثوابها عظيم ولا يمكن ان افوتها لكنه يعرف انه ليس في الحي او في القرية حافظ. بل ولا من يصلح للامام ويعرف انه لو عنهم يوما اضطربت امور المسجد وصارت فوضى. ودخل العوام وعبثوا وسارت بينهم مشكلة فاذا فهم هذا لاحظ لا زلت اتكلم عن صورة التعارض وعدم امكان الجمع كل الامثلة الان في حال الافتراض التعارض الذي لا يتأتى معه الجمع لان لا يقول يا اخي ممكن يوكل واحد ويروح ويعتمر وفي مسألة الحضور للدورة يقول يأتي بوالديه معه الى مكة عمرة ويحضر الدورة ويكسب الاثنين معه جميل هذا التفكير عند امكان جمع المصالح وتحصيلها معا وهذا هو المطلب بالدرجة الاولى. لكن نتكلم عن صورة افتراض التعارض وعدم امكان الجمع. فماذا سيصنع الان؟ عنده مسجد يريد ان يذهب للعمرة. ستقول له عفوا هذه مصلحة دين وهذه مصلحة هذي عمرة وثواب وهذي امامة وثواب. لكن سنتكلم عن حجم المصلحة الخاصة والعامة. اذا ذهب الى مكة لاداء العمرة المصلحة لمن؟ خاصة ويسمونها القاصرة يعني لذاتهم لكن بقاؤه في المسجد ونفع الناس وامامته وتعليمهم وربما كان هو القائم على كثير من ما يحتاجه اهل المسجد. فاذا ذهب تعطل كل ذلك فنقول عفوا المصلحة العامة مقدمة على خاصة هذا معيار ثالث. معيار رابع. آآ قريب من الثالث وهو ان تكون المصلحة اثقل من ناحية اه امكان الاستدراك من عدمه. مصلحة تفوت ولا يمكن استدراكها. ومصلحة اخرى يمكن تلافيها واستدراكها. فما هو ما المقدم منهما؟ الذي لا يستدرك مقدم لان المعوظ وتدركه كما لو قلت لك يعني لو جئت تشارك في دورة لكنه سيفوتك مثلا برنامج لك مرتبط ببعض اهل العلم الذي يعني اتى مدة مؤقتة وسيرتحل. فاتيانك اليه في مقابل فوات هذه الدورة مقدم لانك تتكلم عن شيء قد يفوت فلا تدركه. بينما الثاني مسجل محفوظ بامكانك ان تستمع وتحصله تجد فائدتك فيه معيار رابع يتعلق ايضا بكون هذه المصلحة التي تريد تقديمها على غيرها ادوم نفعا واكثر والاخرى مؤقتة انية تزول بعد زوالها. جملة معايير يا كرام ليست تقف عند حد وليس القصد مما الا ضرب المثال والفقيه وطالب العلم لن يعدم. اذا اراد الموازنة بين مصلحتين او بين مفسدتين لن يعدما ان يجد من العوامل التي ترجح احداهما على الاخرى ولابد. فالقاعدة اذا عند تعارض المصالح ظلمنا لها جملة امثلة تماما كتعارض المفاسد. تعارض المفاسد شخص يخاف عند سفره ان يصيب اولاده شيء من الفساد وعدم الانضباط اما لتسلط رفاق السوء او لان الحي او القرية او البلد كثيرة الاذى والشر والفساد والهلاك ويخاف اذا اخذهم معه يعني هو سافر مثلا لبرنامج علاج او زيارة او او لطلب رزق. ويخاف اذا اخذهم ان يكون هذا ارهاقا له في تحمل تكاليف والصرف عليهم والتضييق على المطالبة بان يعمل اكثر ليجد مالا اكبر فيقول انا بين امرين ان اسافر وحدي واغترب اخف علي. فاجمع من الرزق الحلال ما انفق به على نفسي وما ابعث به اليهم لنفقتهم ومصاريف دراستهم. هذا منطق مقبول. لكن في مقابل ذلك يعني هو اذا اخذهم فيه واذا تركه فيه مشكلة سنقول تعارضت مفسدتان. فماذا عليه ان يفعل؟ عليه ان يزن بينهما. فاذا ان فساد تركهم والسفر وحده دونهم اعظم من مفسدة اصطحابهم معه سنقول له عفوا لا تفعل واذا كان العكس فبالعكس البلد الذي هو فيه بلد جيد وفيه رفقة صالحة ومجموعة من اخوته يتعاهدون اهل بيته ولهم من اعتني بتربيتهم وتعليمهم وان البلد الذي يسافر اليه بالعكس بلد غير مسلم والمشكلات فيه كثيرة وصور البعد عن الشريعة المخالفات والكبائر عيانا بارزة وفعل هذا اضطرارا فصحبته لاولاده واسرته فيه من الجناية على اخلاقهم واديانهم وكذا ستكون المسألة محسوبة باي شيء بهذا الميزان. تعارض المصالح كتعارض المفاسد. يخضع للمفاضلة في المعايير التي اسلفتها بعض امثلتها قبل قليل. فايهما عظمت كفته؟ كان المقدم. طيب في صالح المصلحة التي ترجح كفتها هي المقدمة فماذا نفعل؟ ماذا نفعل؟ نسعى الى تحصيلها على حساب فوات اخرى. فلا يقولن قائل يا اخي هذا ليس من العقل وليس من الفقه ان تنظر الى قضية بين يديك فتفتي بعدم الالتفات اليها. سيكون الجواب افتينا بعدم الالتفات اليها في مقام من تحصيل المصلحة الاكبر والاعظم. وبالعكس في المفاسد وضعنا المفسدتين في الميزان. فثقلت احداهما فما العمل؟ سيكون الحكم للاعظم. كيف؟ نعم بالتوجه الى دفعها ودرءها على حساب وقوع المفسدة الاخرى. فيقول قائل يا اخي هل هذا من الشريعة يكون قول فقهي او فتوى او حكم تؤدي الى قبول وقوع مفسدة؟ الجواب نعم انا بين امرين لابد من احدهما ان يقع على محالة. فاما ان يقع هذا او ذاك فانا رضيت ان تقع المفسدة الادنى في مقابل دفع المفسدة الاعظم هذا هو الفقه بعينه ومن لا يفقه ذلك ويصر على اني لا اريد هذا ولا هذا. يا عاقل انت الان امام مفسدة واقعة لا محالة ولست مخيرا وحتى لا يتشوش هذا عليك سنرجع خطوة الى الوراء. الدرجة الاولى او الخطوة الاولى مهما دفع المفسدتين معا من غير تعارض فهذا هو المطلوب شرعا. كما انه مهما امكن تحصيل المصلحتين معا هذا هو المطلوب شرعا كلامنا عند التعارض الذي لا يمكن فيه الا تحصيل احدى المصلحتين ودفع احدى سادتي تحصيل احدى المصلحتين يعني فوات الاخرى ستأسف وتحزن وتندم. تقول والله فاتني حضور الدورة والرفقة الصالحة ارجعوا بفائدة كبيرة ونفع عظيم وتفقهوا وحفظوا القرآن وانجزوا كذا وفعلوا كذا. طيب والذي حصدت وانت ببر والديك والجلوس وخدمتهم هذا اعظم. اريد ان افهم وافهم انه عندما انظر الى حكم في مسألة وارى بام عينيه مصلحة تفوت يقع عندي اسد ولا حزن ولا اسف وانا مدرك تماما ان ذلك كان في مقابل تحصيل مصلحة اعظم. ستفقه مقولة بعض السلف لما جلس احدهم يقوم الليل فيما يذكر عن ابن سيرين محمد وانس فقام احدهما يصلي الاخر عند رجل امه يغمزها ثم لما اصبح قال والله ما احب ان ليلته بليلتي. وانا عند رجلها اغمزها يعني يعمل على اراحتها وادخال السرور عليها والتقرب مثل هذا العمل. في المفاسد كذلك سترى مفسدة واقعة ويندى لها قلب الصالحين ويتأسفون لها ويحترق قلب الواحد منهم على وقوع المفسدة. لكن سيكون مطمئنا لانه وفقه الله لدفع مفسدة كانت اعظم من اختها. وهكذا سترى ان الميزان الشرعي في في الموازنة بين المصالح والمفاسد ميزان معتبر. والموازنة هي التي تحكم لاحدى الكفتين يبقى ان تقول ان هذه الموازنة ليست في متناول اي مسلم ولا اي طالب علم. ترى القضية فيما من امثلة واظحة وقارنا بين اشياء متفاوتة لكن ثمة قظايا خصوصا في النوازل والله يا اخوة امعان النظر لاخضاع القضايا في ميزان مصالح ومفاسد فيها من الدقة والغموض والتداخل والتعقيد ما يجعل الناظر فيه مصاب بتعب وارهاق ثم هو بعد ذلك كله يلجأ الى الله عز وجل ان يوفقه للسداد والصواب. القضية ليست بهذه ضربنا الامثلة الواضحة لتقرير المسألة ولادراكها. طب انتهينا من تعارض المصالح مع بعضها وتعارض المفاسد مع بعضها بقيت الصورة الثالثة وهي تعارض المصالح مع المفاسد. فما القاعدة فيها ممتاز هذه القاعدة التي يحفظها غالب طلبة العلم. درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. والصواب ليس كذلك هذه الصورة هي الاخرى خاضعة للميزان السابق. ضعهما في الكفتين. فايتهما كانت اعظم كان الحكم لها كيف يعني؟ يعني اذا كانت المصلحة اعظم من المفسدة المتوقع حصولها. هل ساقول درء المفاسد مقدم؟ لا ستأخذ المصلحة الاعظم وتعمل على تحقيقها ولو ولو وقعت المفسدة. بالعكس كانت سادة المتوقعة اعظم من المصلحة المرتجاة ستقول درء المفسدة ولو فاتت المصلحة اعظم متى يكون درء المفاسد مقدما على جلب المصالح هكذا؟ عند التساوي. اذا تساوت مع المفسدة. ولم يمكن الوقوف على شيء يرجح احدى الكفتين على الاخرى يكون مجال اعمال القاعدة اذا ليس مطلقا وهذا التنبيه الاول ليس مطلقا اطلاق قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. التنبيه الثاني الذي يقرره ابن القيم رحمه الله انه حتى في هذه المرحلة لا يسوغ تطبيق القاعدة. ليش؟ نقول طيب اذا تساوت المصالح والمفاسد يقول هذا التساوي هو عقلي محض مجرد غير واقع الواقع يقول انه هات اي قضيتين في الكون. واجعلهما في الميزان فانت لن تعدم ان تجد مرجحا لاحدى الكفتين على الأخرى ولو بمقدار شعرة. فمهما ترجحت احدى الكفتين وجب العمل به. واعماله وتقديمه في الحكم. فيقول لا اكادوا يجد طالب العلم والفقيه والمجتهد لا يكاد يعدم احدى المرجحات. ولم يقف فبالتالي تقرير القاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح اشبه بقاعدة تنظيرية لا محل لها في التطبيق العملي. والذي يحفظه طلبة العلم يعني ربما كان في تطبيق بعض الصور او ان شئت فقل عندما تكون المفسدة اعظم فالقاعدة صحيحة. خلصنا اذا الى ان الميزان المعتبر في الصور الثلاث هو اعطاء الحكم للاثقل والارجح والاعظم في الميزان بحسب معايير الترجيح التي مر بك ضرب بعض امثلتها وفي كتب المقاصد المطولات اوسع من هذا بكثير في ذكر بعض المعايير وتطبيقاتها. في فقه النوازل يا لما نتحدث عن احكام طبية في عمليات جراحية نقل اعضاء التبرع بالاعضاء. نتكلم عن اه اه يعني ما يفعله اليوم في اقسام العناية المركزة ان يوجد متخصص في كل اه قسم عناية مركزة عندما يدخل المريض مرحلة فقد الوعي او ما يسمونه الموت الدماغي. فينصحون اه اولياء المريض بعدم اجراء الانعاش القلبي وانه ليس في صالحه وعندما يعملون على نصحهم الاقناع بقبول التبرع بالاعضاء. الى اخره. هذا كله مبني حتى في نظر المجامع الفقهية لما تحدثوا عن بيع الاعضاء وعن التبرع بالاعضاء. واجازوا التبرع ببعض الضوابط والشروط كله بالنظر الى ماذا؟ الى موازنات. وما الذي سيكون في مقابل ان جاء عبد وانقاذ نفس واحياء مريض الى اخره من المعاني التي تشتمل على مقاصد شرعية. فالنظر فيها يقتضي بعدا في التعامل مع تلك القضايا. القضايا المعاصرة اليوم يا احبة شائكة. سواء كانت معاملات آآ طبية او معاملات اقتصادية كعمليات البنوك والمصارف وعقود البيع او كانت معاملات آآ سياسية كالذي تتقلب به اوضاع الساحة اليوم في المواقف من بعض الحكومات نقف من بعض الاجراءات المواقف من بعض القضايا التي تمس ساحة الامة هنا او هناك. المواقف موافقة او رفضا مشاركة او امتنان الكل ذلك خاضع لجملة كبيرة من المعطيات المعقدة. اعجب لبعض الشباب مبتدئ في طلب علم لما خذوا بعنف وشدة وغلظة مواقف لبعظ اهل العلم يكون مبناها النظر الفسيح في محاولة موازن موازنة بين تلك المعطيات ثم يرى بما هداه الله اليه وقد يكون بين قوسين مصيبا او مخطئا. لكن يرى ان الاتجاه الى القبول بوقوع مفسدة هو لا يقر بها ولا يرضاها ولا يراها من دين الله. لكنه يرى ان وقوعها اهون من الكبرى الاعظم التي ستقع لو فعل خلاف هذا الموقف. ولو تبنى غير هذا الرأي. فاذا لا يسع المبتدئين وصغار العلم ومن لا يبلغ بهم درجة الفهم والادراك ولا الاطلاع حتى على معطيات القضايا ان يبت فيها او ان يتجرأ على مقام اهل العلم للقدح فيهم او ذمهم او الحديث حتى عن المقاصد. مقاصدهم يعني ونياتهم واتهامهم والحمل عليهم العامة واتهامهم بالرخص في مسألة قبول احكام الشريعة والتمييع لمسائلها والتنازل عن ثوابتها ومحكماتها كل هذا والله يا احبة النصح لدين الله يقتضي ان يقال ان هذه المواقف اعقد بكثير واكبر بمجرد خبر تراه في بعض المواقع او مقطع في اليوتيوب تتفرج عليه وتظن المسألة بهذي السذاجة وهذي السطحية التي يقال فيها فلان جريء في دين الله وقوي وثابت ومتمسك وفلان ضعيف جبان خوار هالك مميع لاحكام الدين. القضايا قبل ان تكون حسابا يقف فيه العبد بين يدي ربه ليسأل عن مثل هذا هي قبل ذلك عمق في الشريعة ابعد مما نتصوره قضايا سطحية جزئية الحديث الاتي ايضا بعد قليل سيعود فيه النظر مرة اخرى الى قضية الموازنات بين مصالح ومفاسد. دعني اضرب لك مثالا لما كانت حادثة الرسوم الساخرة في بعض الصحف الدنماركية في سنة اه ستة وعشرين الفين وستة او قبلها وبعدها بقليل وصارت الضجة الكبرى وصارت المواقف الساخطة في الامة التي اظهرت في جانبها الايجابي شعلة وجذوة من ايمان في قلوب المسلمين ما زالت متقدة. رغم البعد والضعف ورغم الانحطاط. ورغم كثير من مظاهر الفساد وانتشار المنكرات وهبة امة الاسلام من شرقها الى غربها نصرة وحمية ورفضا واستنكارا. وخرجت في مظاهر صور شتى لرفظ هذا واستنكاره بعض المواقف تبنت الدعوة الى قتل الرسام وحرق مبنى الصحيفة او قتل رئيس التحرير وتبناها بعضهم ثم استشهدوا قصة قتل كعب ابن الاشرف وجعلوا هذا تخريجا لمسألة تقاس عليها. رجل سخر واستهزأ فاهدر النبي عليه الصلاة والسلام دمه وانتدب الى قتله. تحجيم المسألة في قضايا مثل هذه والتقاط بعض شواهد تطبيقات السيرة النبوية واختزال المشهد في قضية هذا من تحجيم الفقه. فان كان صاحبه هذا حدود ادراكه فيمكن ان يعلم ويرشد الى الصواب. لكن الاشكال اندفاع كثير من طلبة العلم او حتى من من ممن ليس من اهل العلم ويرى ان هذا تقريرا يشتمل على دليل وتخريج وفي تطابق بين الصورة المعاصرة وبين التطبيق الذي بنى عليه المسألة الى اخره. وانت ترى ان هذا لم يعمل فيه جانب الموازنة. بل هو نظر الى شيء واحد هذا النبي عليه الصلاة والسلام قتل كعب اذا نحن نقتل هذا الرسام. نظر الى هذا القدر فقط ولم ينظر الى اي اعتبار اخر. طب اخي الكريم قضى النبي عليه الصلاة الصلاة والسلام بمكة ثلاث عشرة سنة. ما هزئوا فيه بقصيدة؟ لا. قالوا كذاب وساحر وشاعر ومجنون. ووضعوا سلا الجزور على ظهره وكان عمه يمشي خلفه في منى ايام الحج لما كان يأتي اهل الموسم فيمشي خلفه ويكذب ويقول هذا ابن اخي وانا ادرى الناس به دعوكم منه ويحذرون الداخل الى مكة هذا ساحر. يفرق بين الرجل وابيه والمرء وزوجه الى اخر هذا الكلام. فهذه جملة كبيرة جدا من الاعتداء السافر بل والمسك بثيابه عليه الصلاة والسلام والتهديد المباشر هذا حصل في مواقف متعددة اين كانت المواقف الحازمة ما كانت في تلك المرحلة؟ طيب السؤال ستقول لكن النبي عليه الصلاة والسلام مؤيد بالوحي ولما تعدى عليه عقبة وهدده واتاه جبريل عليه السلام لما نزلت في صورته اقرأ كلا لئن لم ينتهي لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فحكى انه رأى هلاكا وكاد ان يموت فرقا. طيب كان كان من المقدور في تصوراتنا ان يبقى النبي عليه الصلاة والسلام عزيزا منيعا آآ محمي الجناب مصونا من قبل الله لا تمسه يد ولا لسان ولا اذى لماذا فرض الله له هذا النوع من الحماية الذي يعيش به في غاية العز والكرامة والصون حتى يعيش حياته في دعوته في مكة الجناب كان هذا ممكنا ولا يناله اذى بقول ولا فعل. لكنها سنة الله ليستفيد منها السائرون على هذا الطريق مدى الحياة ان الاذية ان نالت اشرف الخلق وسيد الانبياء وخاتم الرسل فلا تربأ بنفسك ان ينالك من هذا قليل او كثير. هذه واحدة والثانية حتى تعرف الفقه مثل هذه المسائل واحكامها لاحقا في الامة الى قيام الساعة. طيب ما انتصر ولا طلب الانتقام ولا حتى الصحابة بل كان لا يزال يأمرهم بالصبر والاحتمال يمر بسمية وياسر وعمار يعذبون يقول صبرا الا ياسر. واين مخرج ولما هذا الضيم ولما الصبر ولما الاحتمال هذا الاذى؟ وكلكم تعلمون ايضا حديث خباب ابن الارت لما جاء قال شكونا الى النبي عليه الصلاة والسلام وهو متوسد رداءه في ظل الكعبة. فقال لقد كان في من قبلكم يؤتى احدهم فيحفر له الحفرة ويؤتى بالمنشار. فيوضع في مفرق رأسه ما اصرفوا ذلك عن دينه ثم يقول لكنكم قوم تستعجلون. اي عجلة؟ سنوات يعذبون يضطهدون يقتلون يسامون سوء العذاب لكنه كان يعطي ميزانا عليه الصلاة والسلام. الشاهد من هذا لما يريد ان يستشهد شخص بقصة قتل كعب ابن الاشرف. اريده ان يستصحب المواقف الاخرى ثم يعطيني الخلاصة ويعطي واقعنا المعاصر الصورة الملائمة والحكم الانسب. سنقول لو كان للامة التي منعته وعزة وحكم نافذ كما كان للنبي عليه الصلاة والسلام في المدينة لما صعد المنبر قال كلمتين فقط من لكعب ابن فانه قد اذى الله ورسوله. فيقول محمد بن سلمة يقول انا له اتحب ان اقتله يا رسول الله؟ قال نعم. خلاص جملتين سؤال وجواب وتمت المهمة ونفذت وصار له من الهيبة والجلال والاعزاز وفيه من الحماية لجناب رسول الله عليه الصلاة والسلام اريد ضرب مثال لاستطرادا ولا تفصيلا في تخريج مسألة وبناء ادلتها. لكن التوازن ها هنا يحكي لك ان حكما مسألتي قد يعطي شيئا غير مجرد النظر الظاهر الى صورتها وحكمها الاول في النظر. هذه قواعد ثلاثة يأخذ بعضها بزمام بعض. بناء الشريعة على المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها. القاعدة الثانية رتب المصالح. الثالثة التي تأتي بعد فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد. فاذا قال قائل كان من مقتلة من مصلحة قتل الرسام هو اعطاء العظة والعبرة وليهاب القوم هذه القضية لاحقا ويكون ويكون ويكون جيد. طيب وما المفاسد الحاصلة؟ فاذا توقعنا وعرفنا ان المفسدة التي ستقع من جراء ذلك اسوأ واشأم واضعاف ما يراد من المصلحة ستقال عفوا هنا يقدم هذا الجانب ولن يلتفت اليه. عندك في مثال الجهاد الشرعي الذي قدمت فيه المصلحة على درء المفسدة. المفسدة الواقعة هلاك النفوس وفوات المال وخسارة الارواح هي مفاسد واقعة. لكن المصلحة المرتجة كانت اكبر تلك المفاسد محتملة الوقوع في مقابل تحقيق نصرة الدين ونشره وكف العدوان وبدفع الذين يصدون عن الله فثمة مواقف شرعية قدمت فيها المصالح على مفاسد تقع ومواقف قدمت فيها درء المفاسد على مصالح تفوت المسألة تعود اذا الى الاخضاع لهذا الميزان. سانتقل للقاعدة الرابعة ولعلي اقف عندها قد لا يسع المجال لغيرها اليوم قاعدة اعتبار المآل وهي وثيقة الصلة في الموازنة بين المصالح والمفاسد. اعتبار المآل يا اخوة باختصار شديد ان بين حال ومآل، وان شئت فقل موازنة بين الواقع والمتوقع. السؤال ايهما مبدئيا؟ هو الاقوى وله الحكم. الواقع او المتوقع؟ الواقع. ما وجه القوة فيه؟ المعايشة الملامة بس يعني تخيرني بشيء انا اعيشه بشيء قد يقع؟ طيب ايهما اقوى الحال او المآل؟ الحال نفس الكلام الحال هو الواقع والمآل هو المتوقع. اعتبار المآل معناه انك تعطي الحكم لا للواقع بل للمتوقع وتهدر حكم الحال لاعتبار السؤال متى هذا يكون ممتاز عندما تجعلهما في ميزان عندما تجعلهما في الميزان فيكون وزن المآل اكبر واثقل من وزن الحال. يبقى سؤال مهم لفهم هذه القاعدة. طيب المآل والمتوقع تخرص ورجم بالغيب ام كهانة؟ يعني هو غيب في النهاية. كيف تبني شيئا؟ لا وتجعل الحكم لك وتحكم انه اثقل. ما هذا؟ هل هذا من الشريعة؟ هل هذا دين؟ هل هذا فقه؟ شيء غائب تتوقع لمجرد صاد ورجم بالغيب واوهام وظنون. هل هذا من الدين؟ اجب. ها هذا المئال سيكون مبنيا على مقدمات ومعطيات. جميل. اذا هو ليس مجرد تخرصات عمياء وليس رجما بالغيب هو بناء على غلبة ظن وغلبة الظن في الشريعة معتبر. هذه واحدة. ثم هم اعني الفقهاء والعلماء لما قعدوا واسسوا لقضية اعتبار المآل جعلوا له من الضوابط ما يسلم معه من المجازفة والعشوائية والارتجال الذي يجعل هذا الحكم في مهب الريح. جعلوا مثلا مسألة غلبة الظن ان يغلب على الظن الوقوع. ان ان يتأكد هذا ببعض بعض القرائن ان يكون هذا من المعتاد في عرف الناس ان يكون هذا من المألوف في مثل تلك الاحوال. جملة من القرائن التي تعين على توقع مثل هذا. ثم المسألة في نهاية القضية باهل الحل والعقد ومن له بامكان النظر وبعد التأتي ومعرفة الواقع. يعني القضية ترى لمجموعة من الضوابط التي ليست لي ولا لك ولا لاي واحد كذا سطحي يأتي القضية ويقول انا اظن انه سيقع كذا وبالتالي بلاشي من كذا المسألة ليست بهذه السذاجة لكنها فقه عجيب والله يا اخوة في الاسلام شواهده كثيرة جدا. قصة موسى عليه السلام مع الخضر اشرت اليها البارحة ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله. يعني خشية ان يقع هذا منهم. ولخشية ان يقع اتركوا هذا مع ان سب الالهة الباطلة مشروع. فجاء النهي عنه لان لا يفضي الى غير المشروع. فنهينا الحال باعتبار المآل ومنعنا من الواقع خشية المتوقع. لان المتوقع اسوأ. لا اترك السب. حتى لا يقع السب الله جل جلاله. هذه امثلة كثيرة جدا في تطبيقات السيرة النبوية ايضا مساحة واسعة لهذا الباب لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه. عليه الصلاة والسلام. لما طلب منه قتل الخبيث عبدالله بن ابي فابى ورفض مرة ولا مرتين مواقف عبد الله بن ابي تكررت من بعد بدر في احد في الخندق في غزوة آآ بني المريسيع في في قصة غزوة تبوك. جملة من المواقف والاحداث التي تعددت جدا. اخرها ما قاله لعمر عليه الصلاة لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه لا قتل ولا امر بقتله ولا اذن للذي استأذنه في قتله. كل هذا في مقابل خشية ان يحدث شيء. لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه. في الوقت الذي لا يختلف فيه اثنان ان عبد الله بن ابي في ذاك الوقت رأس الفتنة. والافعى ورأس الشر والفساد. ولا يختلف اثنان ان قتله شرعي يعني اتى من الاسباب الموجبة لقتله مما لا يختلف عليه احد. ولا يختلف اثنان ان نفيه وابادته وازالته هو رحمة بالمجتمع المسلم في المدينة انذاك. وانه ردع بامثاله وانه لعدوانه وانها رسالة لاتباعه ترك هذا كله عليه الصلاة والسلام. في مقابل لا يتحدث الناس والله يا اخوة قلتها في اكثر من من مجالس العلم لو ان بعض الذين يظهرون الغيرة والحماس والشدة في زماننا ادرك هذا او فعله بعض العلماء الربانيين الراسخين لاتهم لاتهم بانه لا يجعل لوزن لدين الله في ميزانه مثقال ذرة وانه متهتك الستر وانه بائع لدينه بارخص الاثمان وانه بلغ به الحد من تضييع لقضايا الشريعة الى خشية ما سيقوله الاعلام. بل ويقوله كثير من المعاصرين ما شأننا وشأن الاعلام؟ عندما تقال القضية في انه لا ينبغي ان نفعل كذا لان لا يتربص بنا الاعلام الكافر والفاجر والمغرض سوءا وتهمة فيلحقونها الاسلام. اليوم كلنا نعلم ان الاعلام الغربي صنع اعلاما منفرا عن الاسلام والمسلمين. يشوه فيه الاسلام ويشوه فيه المسلم. وان عامة الشعوب الغربية تملك صورة ذهنية رسمها لها اعلامهم عن في غاية القبح والسوء والشؤم وعن الاسلام في غاية البشاعة والشناعة والاجرام والارهاب. للاسف الى اليوم لا يزال بعض طلبة العلم وبعض من ينتسب الى الى الدين والدعوة وكذا يقول وما علينا لا نبالي. القوم كفار ولا الان تنتظر منه اكثر من هذا. كل هذا فقط خذ منه درسا وعبرة لا يتحدث الناس. لا يتحدث الناس يتكلم عن اعلام. يتكلم اثر اعلام كافر فاجر مغرض سيء سيسيء للدين. في وقت كان عليه الصلاة والسلام لا يزال حريصا على فتح قلوب القرى المجاورة للمدينة للاسلام وادخالهم في الدين وقبولهم لدعوة الدين. ما يريد ان يكون هذا حاجزه. طيب هب انه قتل عبد الله سيتحدث الناس ان رجلا من اتباعه ممن دخل دينه قتل. لن يخرج الخبر في الاعلام تفصيلا. وان عبدالله بن ابي اسلم كذا ودخل سنة كذا وان له من السوابق واحد واثنين وثلاثة واربعة. الخبر في الاعلام لن يخرج بتفصيل مقنع. سيخرج المحصل ما كان ظاهر الاسلام بلى لكنه قتل النتيجة ما هي؟ شف هذا الدين اذا دخلته تغلط غلطة قدي كذا بس يقطعون رأسك ما في تفاهم خليك بعيد احسن ولا تدخل في الدين ولا تقترب. هذه الصورة هي التي خشيها عليه الصلاة والسلام. لا يتحدث الناس. طب اذا تحدث الناس واذا خافوا هجروا الدين وابتعدوا عنه. ولا يريد عليه الصلاة والسلام الا الرحمة بهم وادخالهم برفق تماما كصاحب البعيد الذي ندب بعيره اذا ظل يركظ وراءه سيزداد هربا. ارفق به وهون عليه واجذب له بشيء تألف قلبه ليعود اليك. كذلك الشأن. في مسائل الاعلام المعاصر وعداوته المغرضة في تشويه صورة الاسلام والمسلمين هل المطلوب ان نكون في غاية الضعف والذل والخور والهوان والاستسلام والركوع والانبطاح وتلك العبارات المشمئزة التي تأنف منها قلوب اهل العزة من بني الاسلام. من قال لك يعني اما ان تركع وتسجد وتستدل وتستهين وتقبل الحقارة وتشرب المر واما ان كن شامخا تضرب رأسك في الجدار ولو خرجت الدماء وتقول لا ابالي. في مسألة وسط اسمها عقل وحكمة. ان تحتفظ بعزتك وكرامتك من غير مصادمة من غير ان تجتنب ان ترتكب من المواقف ما يجلب لك شؤما وسوءا وشرا وفسادا. العقل يا سادة منطق وحكمة الدين جاء به والشريعة احكمت بناءه. مواقف النفاق والمنافقين درس كبير. عاشوا معه عليه الصلاة والسلام ما بدا نجم النفاق الا بعد بدء من السنة الثانية حتى بعد تبوك. تتكلم على سنوات ست سبع ثماني سنوات النبي عليه الصلاة والسلام نجح في ان يبقي على هذا المخلوق بشره وفساده حتى لا يتحدث الناس ان محمدا اقتل اصحابه مع تحجيم اثره في المجتمع. انكشف عنه الغطاء وتكشف القناع وسقطت اصبح معرى امام اصحابه. الى ان جاء ابنه بل وكان اصحابه يأنفون. فيقول النبي عليه الصلاة والسلام بعد ذلك يا عمر الا ترى؟ الا ترى ها هي اليوم يتكلم عن اشخاص يطالبون اليوم بقتله في الوقت الذي كانت ترتعد فيه انف يعني لا يقبلون ولا يعني لا يرضون بالمساومة في هذا الشأن. بل بعد حادثة غزوة بني المصطلق لما اشيعت الفاحشة والخبيث يقود حملة في تشويه عرض النبي عليه الصلاة والسلام. ويشير هذا ونجح ويبقى الوحي شهرا يلبث عن نزوله على النبي عليه الصلاة والسلام. فيتأذى غاية الاذى. يصعد المنبر يوما فيقول من لي برجل قد بلغ اذاه في اهلي. يقصد عبدالله بن ابي وفهم الصحابة المقصود مباشرة. فكان الجواب مثل ما كان في كعب ابن الاشرف اتحب ان نقتله يا رسول الله؟ فيقول الاخر كذبت والله لا سبيل لك عليه لانه كان حليفا لاحدهم. فكان بين الاوس والخزرج شيء من ننادي المناكفة والاشكال الذي احتدم فيه المجلس بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام. اخذتهم فيه الحمية. يعني لانه حليفك لانه حليفه الاخر تريد ان تظهر قوتك بالاعتداء على حليف الليلة والله لا اذن لك. ولن تستطيع ان تفعل بغض النظر عن اختلافنا او اتفاقنا على مواقفه. لكنك تريد ان تبرز قوة حلفك على حلفي فرفضوا. ولما احتدم النقاش وارتفعت الاصوات سكت النبي عليه الصلاة والسلام وسكن القوم واغلق الملف هذا ونزل من على المنبر. هذه صفحة اخرى من قضية الموازنة. قتله كان مطلبا بل وسعى وكان عنده مشروع قرار عليه الصلاة والسلام ليتخذ قرار قتله. ليش سحب القرار؟ ليش تنازل عنه في اخر لحظة لانه كان سيدخل في مفسدة اكبر ما هي؟ افتراق الصف والاختلاف متى نعي ان هذا من محكمات الشريعة التي نتنازل عن اجلها باشياء كثيرة في شريعة الاسلام وان الائتلاف ووحدة الصف اقوى الف مرة من اشياء كثيرة هي صحيحة وشرعية يا اخي متى نتعلم من السيرة؟ الموازنة باب كبير اعتبار المآل واحدة من صور الموازنات. عندما النظر الشرعي الرصين الواعي الحكيم السديد الى ان قضية تستكمل في معطياتها كل مواصفات الشرعية ومع ذلك سنستبعدها بالا يقع في المآل ما هو سوء وشر وفساد. وسنقول عفوا هذا لا نوافق عليه. ولا نقر به ولا نرضاه. لكن علينا ان نؤمن الهجوم الخلفي الذي سيأتيك فيه من ابناء المسلم من يقول ها هذه بيعة للكفار وهذه التساهل في الدين وهذا ذل وهذا ارتماع في احضان الغرب وهذا يا اخي عفوا قبل ان نسوق مثل ذلك من سيل التهم الجارفة على العلماء ومواقفهم وفتاويهم عودوا الى السنة او تفاصيلها وعليكم ان تعوا تماما مواقف ادراكها. عمر بن الخطاب في صلح الحديبية يقول يا رسول الله علام نعطي الدنية في ديننا والله لا يبلغ احد اليوم الى قيام الساعة في غيرته على دين الله مبلغ عمر ولا نصفه ولا ربعه ولا عشره. لا يساوم على الله احد لا يساوم احد. لا يأتي احد في مواقف العلماء في قضايا الامة الشائكة المعقدة المتداخلة ليفرض رأيه ويرى ان انه اعلى فهما وادراكا وعقلا ووعيا. لن يكون احد اغير على دين الله من اولئك الكبار. يقول انرضى الدين على ما نرضى الدنية في ديننا يا رسول الله ثم يأمرهم بالحل من الاحرام يوم الحديبية. ويأمرهم بذبح الهدي فيتباطؤ الصحابة. والله ما عرف في تاريخهم رفظ لامر رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا تباطؤ. لكن ردة فعل بشرية طبيعية جاؤوا محرمين. ما ارادوا قتالا ولا حملوا سلاح وتركوه في طريق المدينة واتوا مكة باحرام مقلدين الهدي وهذا عند العرب كلها عرف ان الفاعل لهذا شخص ما يريد حربا لا يريد الا السلم ولا يريد الا الحرب ولا يريد الا النسك. ومع ذلك تظل المفاوضات ثم بكل عنجهية تفرض قريش صلحها ما لا معنى له. نقبل القادم منكم وتردون القادم منا. تعودون السنة ما تدخلون. تأتون العام القادم. طيب ايش الفرق؟ كذا بس تحكم حتى يكون رسالة اعلامية ان قريش فرضت امرها. كل شيء نفذه عليه الصلاة والسلام وقبل به. شعر الصحابة بغبن في الموقف يعني ليش ليش نقبل بهذا؟ ويسعنا اكبر من هذا بعد دون مفاوضة خذ شرطا واعطهم شرطا وتفاوض. لكن عليه الصلاة والسلام ابعد هذا بكثير وكان ايضا بتوفيق الله جل جلاله يحسب حسابات مصالح اكبر واعظم. فكان الصحابة يشعرون بتردد حتى ام سلمة رضي الله عنها ان يحلق رأسه امامه وان ينحر هديه. فطفق يحلق بعضهم لبعض كما في صحيح البخاري حتى كاد يقتل بعضهم بعض من العجلة في تطبيق امره وقد فعل. فما كان رفظا لكن ردة فعل طبيعية. ثم ينزل الوحي انا فتحنا لك فتحا مبينا. اي اي فتح وانت حتى احرامك ما سمحوا لك بالدخول الى مكة. وطلبوا منك الرجوع وتحللت حلقت رأسك ونحرت هتيك ورجعت الى المدينة اي فتح لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن وهذا ما دخله. ورجعوا. يا اخي هذا فتح اوله في سورة الفتح صبح الحديبية واخره فتح مكة وكان بينهما سنتان. بين السنتين هذه مفارقات عجيبة حتى في الارقام. قدموا في صلح الحديبية كم كان عددهم؟ كم كان عددهم؟ الف واربعمائة. طيب ثم نقضت قريش خلال السنة السادسة بعد الحديبية والسابعة تفرغ عليه الصلاة والسلام لما في اليهود. امن جهة مكة وجنوب المدينة. تفرغ لليهود فاجلاهم من خيبر سنة سبع قدم المهاجرون من الحبشة وقد امنوا. قدم ابو هريرة دخلت قبيلة دوس مكاسب حصلت في سنة سبع. سنة ثمان حصل نقض العهد فقاد عليه الصلاة والسلام الجيش الى مكة كم كان معهم؟ عشرة الاف كم النسبة؟ شفت المضاعفات الذي اقتربنا فيه من عشرة اضعاف السؤال تحقق في سنتين ما لم يتحقق في ست سنوات بعد الهجرة وثلاث سنة قبل الهجرة حصل في سنتين ما لم يحصل في تسع عشرة سنة. اذا اردت ان تحسبها بالارقام بالارقام فقط ناهيك عن ماذا حصل في اثناء السنتين من دخول القبائل ووفودها واتيانها فتحت مكة سنة ثمان للهجرة متى جاء لحجة الوداع؟ سنة عشر بعد كم سنة؟ سنتين كم عدد من حج معه مية وعشرين الف احسب العدد واحسب النسبة حتى تدرك هذه الفوارق الضخمة الكبيرة الذي تختزل فيه سنوات الدعوة والدين نشره في العالمين. المسألة مبنية على بعد نظر. قد يبدو لك في بادئه في اوله انه غير مقبول. والنفس تأباه لكن المسألة اعمق بكثير من السطحية والسذاجة لادراك بعد شرعي وواقع كبير. اكتفي عند هذا وبعض القواعد قد لا يسعنا اذا وجدنا وقتا في الغد ان شاء الله لنكمل الحديث عن قواعد التعامل مع فقه النوازل. اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول هل يفهم من كلامك في مسألة عمليات التفجير انك متوقف هذه المسألة؟ انا قلت ليس الغرض تقرير حكم المسألة. التقرير يطول به المقام وتستعرض الادلة وتذكر فيها المآخذ الشرعية وليس المقصود الا ضرب مثال لنموذج من القضايا التي عدة مآخذ. يقول من الفروق بين قضية قتل كعب بن اشرف قتل الرسول ان من سيقتل كعب ابن اشرف سيعود بعد تنفيذ مهمته الى دولة لها منعته التحميم ان ينتقم منه وهي دولة المدينة. بينما من سيقتل الرسام من اجل دولة ومنعة تصد عنه الانتقام. هذه واحدة وليست كل شيء. والثانية وهي الاهم انه لو كانت امة الاسلام اليوم تملك من والنهي ما تفعله مثلا امريكا اليوم. لو رغبت في في حبس احد واستجواب احد بل وطلبه من بلده فانها تنفذ باوامرها وتفعل ما تفعل. لو كان لامة الاسلام من القوة والصولة والجولة ما تفعله بعض قوى الغرب اليوم والله لقلنها بملئ الافواه هاتوه من اذنيه سحبا وجرجروه على وجهه جرا واتوا به الى اي بلد من بلاد الاسلام واجعلوه عبرة تبرير لا نملك لا تملك امة الاسلام. يا اخي ومن الحكمة والعبرة ومن الفقه في دين الله ان تطلب بما هو ممكن وما يستطاع امر ثالث ما يترتب على ذلك من ردود فعل. يا اخي الكريم الجالية المسلمة في تلك الدول الاسكندنافية هم انفسهم من طالب ارجوكم الا تتعجلوا في موقف تجر به علينا الويلات. حدث بعدها بسنتين فيلم الفتنة الهولندي وصارت ردود فعل مشابهة. فالاخوة المسلمون هناك توسلوا الى اخوانهم في باقي الدول ارجوكم لنا من الاسلوب ما هو انجح. فكان امضاء ذلك من غير اعتبار ولا ردود فعل اقوى. اما جاء مخرج الفيلم مسلما قبل سنوات ودخل المسجد النبوي والتقى به الشيخ الحذيفي يا اخي ثمة مكاسب عليك ان تدرك ماذا تفعل لتجني المصلحة التي تريد ليست القضية مجرد تعبير عن عاطفة ولا ردة فعل انت تنظر الى مكاسب عظمى تتعلق بدين الله جل جلاله. يقول عدم قتل المنافقين في عهده صلى الله عليه وسلم كان لحماية الامة في مستقبلها من مفسدة عظيمة وهي حماية الناس من التسلق عليهم بحجة انهم يبطنون كذا فيؤخذ الناس بالنيات والبواطن ولم يصدر منه شيء هذا صحيح بل هو تشريع اللباب عظيم هو معاملة الناس بحسب الظاهر لنا من احوالهم. وان الناس كما يبنى التعامل معهم على ما ظهر ويوكل امر النيات والباطن الى الله جل جلاله. هل باب المصالح والمفاسد يدخل في التوحيد والشرك مثلا يقول افعل الشرك لمصلحة الاسلام للدين كما يفعله من يدخل في البرلمانات والقول في الديموقراطية ونحوها. مقدمة تختلف عن المثال مثال فارجو ان نفرق بينهما. لا يصح ان يقال ان في قبول الشرك والرضا به او ممارسته شيء ينتسب الى مصلحة. لا مصلحة بوجه من الوجوه هي مفسدة محضة. بل هي اكبر الكبائر وافسد الفساد وشر الشرور. ولا يستفيه مصلحة مثقال ذرة المثال لا يبلغ عند من يرفضه لا يصل الى الشرك يعني الدخول في البرلمان وافقت او خالفت المشاركة في بعض مذاهب المعاصرة او البعض الشعارات مهما بلغ لن يصل بصاحبه شرك كأنه سجد لصنم او عبد غير الله جل جلاله كيف نقول ان حفظ الدين يقدم على حفظ النفس واذا اكرهت على الكفر جاز ان تكفر حفظا لنفسك؟ سؤال لطيف لكن لن اقول جاز ان تكفر جاز ان تنطق بكلمة الكفر. فالاسلام قبل ان تنطق بكلمة مع الاحتفاظ بعقيدتك. فاذا سلم لك دينك وسلمت لك نفسك كيف الموازنة بين حق الزوج والوالدين والابناء خاصة عن حاجة الوالدين للرعاية؟ آآ قلت قبل قليل يا اخوة ليس المقصود هنا ان نستطرد في تقرير القواعد على كثير من المسائل المعاصرة انما هو ضرب المثال. الموازنة تخضع لمعايير نفهم في مقام الوالدين ان لهما من الحق ما ليس لاحد من الاقارب لا زوجة ولا اولاد ولا احد من الاصحاب والاحباب. وبالتالي فحقهما وحسبك ان تعلم ان الله امر بصحبتهما بالمعروف والاحسان اليهما ولو كانا كافرين. وانهما مع طلب الكفر من الولد لا يسعه الا الصحبة بالمعروف. وانه في مقابل ذلك مهما بلغ الوالدان من الجهل او الاسراف في الذنوب والمعاصي وهما في دائرة الاسلام يبقى الحق لهما اعظم. الموازنة وتفصيل المواقف في الحياة يختلف من رجل الى اخر ومن بيت الى بيت البشرى الى اسرة ثمة زوجة تعين زوجها على بر والديه. ثمة ابناء بررة ثمة مصاعب في الحياة تكتنف بيتا دون الاخر الموازنة تعني ان تعطي كل ذي حق حقه وتعني الا تقدم صاحب الحق المفضول على الفاضل. فلا تقدم الزوجة على الام ولا يقدم الولد على الاب ولا يمكن ان يتعارض شيء من ذلك. ومهما امكن الجمع كما تقرر اكثر من مرة فهو الاولى والمطلوب يقول في مسألة بر الوالدين هل هو مطلق لان هناك ما هو من تحصيل الدين ما هو ظروري فهل بر الوالدين كله على مرتبة واحدة اقصد هل كونه؟ طيب بر الوالدين مرتبة شريفة عظيمة وكلكم منزلتها في الشريعة. ربما استشكل بعضكم المثال لما قلت قضية السفر لطلب علم مع منع الوالدين او مع بقائه لمصلحته في حظ رعايتهما والقيام بهما. افهم رعاك الله انه اذا بلغنا مرتبة تعارظ فيها مطلب الوالدين مع شيء من امر الشريعة فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ولهذا يقول الحسن البصري رحمه الله لو منعته امه من صلاة العشاء الاخرة لا يطيعها. يعني لو منعته من الخروج الى المسجد. في وقت ما كان فيه اظاءات ولا مصابيح. وكان خروج الولد من البيت الى المسجد ربما شيء تخشاه الام في الظلام وفي الليل وكذا. فرأى ان الحرص على حضور الجماعة اوجب واكد وان هذا لا يدخل في باب البر يقول الخضر كان موجود ولم نعلم عنه الا بعد ان جاوب موسى عليه السلام الرجل انه لا يوجد من هو اعلم مني. هل يوجد مثل الخضر عادة ولا عنهم الله اعلم لكن اذا قصدت الموجود من الخضر من هو من عباد الله من يرزقه من الولاية آآ عناية الله به وسداده والهامه التوفيق والصواب. فانا نحسن الظن بربنا انه لا يزال في الامة من العلماء الربانيين حين يقذف الله في قلبهم نور الحق والهداية ومعرفة الصواب. لكن من غير ان تعرفه بعينه او ان ترشد الادلة اليه. انما العبرة عندنا الرجال بالحق وليس العكس اه هذا سؤال تقول فيه احدى الاخوات اريد ان اعرف ان حضور دورة تدريبية لي مصلحة في حضورها لكن هناك مفسدة الذي يديرها رجل فهل تنطبق اه في في حكم المصلحة اكبر من المفسدة؟ اه لا ادري عن تفاصيل مثل هذا السؤال لكن اذا كانت المقصودة في السؤال هنا ان ادارة الدورة بمعنى ان الاحتكاك والتعامل واللزوم التنسيق والترتيب المشاركة يستدعي التعامل مع رجل اجنبي. فهذا يتوقف ايضا على صورة هذا التعامل والى اي درجة. فاذا كانت اجراءات مما لابد منها ولا يلزم من ذلك خلطة ولا احتكاك كبير وهي خطوات معدودة ولا يتكرر هذا مرارا فمثل هذا ليس مما يخشى عليه ولا يعتبر في عداد المفاسد التي تحول بينها وبين المصالح. ولا زلنا نقول مهما امكن ترتيب مثل هذه البرامج العلمية الشرعية التي توفر وللأخوات خصوصية وتعطيهن حظهن من الافادة والانتفاع في خصوصية تامة تحفظ فيها حظها و نفعها وافادتها كان هذا اولى بالجميع والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين