السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يزال الحديث عن القرآن غير مستكثر ولا مستطال كيف وهو الحديث عن هذا الكتاب المبارك العظيم والله عز وجل جعله مباركا واثنى عليه في كتابه سبحانه وتعالى ترغيبا للامة فيه وتنبيها الى عظيم فضله وعلو منزلته ومكانته لا يزال الحديث عن فضائل القرآن وهي ذات وجوه شتى في نصوص الشريعة كتابا وسنة نعم كان الحديث عن فضائل القرآن مقصودا في نصوص الوحيين. لفتا لانظار العباد الى مكانة هذا الكتاب العظيم. فانت ترى قسم الله سبحانه وتعالى بقرآنه والقرآن ذي الذكر والقرآن المجيد والكتاب المبين ترى الحث على الاقبال عليه. ترغيبا في الاخذ به واستكثارا منه ورغبة في صحبته والتعلق به. وتارة تجد الحديث عن الشرف الاخروي وعن ما اعده الله عز وجل لاهل القرآن اكراما واعظاما واجلالا. وتارة تجد من نافع الدنيا ورغباتها ومصالحها تتحقق في الاخذ بالقرآن ان الحديث عن فضائل القرآن جزء لا ينفك عند اي حديث يتناول كتاب الله عز وجل ويتناول وصفه وبيان اعاجيبه ومكانته وعظيم ما اعد الله له اجل. ففظائل القرآن باب عظيم. يجب ان ندخل منه كل من يريد الحديث عن القرآن الكريم. عديدة هي فضائل القرآن متنوعة ابوابها. احدها تجدها في الحديث عما وصف الله به القرآن حثا على الاقبال عليه. وقد مضى ان في اوصاف القرآن من ما هو رحمة وبركة وشفاء وكل ما يحتاجه المؤمن في اقباله على كتاب الله وصنف اخر مما جاء في فضائل القرآن باب عظيم. يرغب العباد فيما يجده احدهم من الاجر والثواب والحسنات والخصال بتعامله مع القرآن الكريم دعوني امتع اسماعكم بطرف يسير ونزر مما جاء في النصوص الشرعية في فضائل القرآن وما اعده الله تعالى لمن اقبل على كتابه العظيم ان من اقبل عليه ولو بتحريك اللسان قراءة مأجور على كل حال. يقول نبينا صلى الله عليه وسلم تمام الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة هناك منزلة الملائكة عليهم السلام وقال عليه الصلاة والسلام ومن قرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له اجران اجر قراءته واجر المشقة التي يجدها بتتعتعه في القراءة. اذا انت مأجور في كل حال متى اقبلت على كتاب الله بتحريك لسانك قراءة بالقرآن. انها القراءة التي تبعث على الايمان في القلب. القراءة التي تقود النفوس الى ان تعي خطاب ربها سبحانه وتعالى. وها هنا تسمو نفوس المؤمنين باقبالها على القرآن. يقول عليه الصلاة والسلام. مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الاترجة ريحها طيب وطعمها طيب. ارأيتم طاب باطنه وظاهره بالايمان والقرآن. قال ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو. نعم ان ايمانه يجعل له من الحلاوة ما يليق بوصفه مؤمنا. الا انه لا رائحة له لا يزكوا له وعبير لا يفوح منه طيب ولا عطر لانه لا قرآن معه. فالقرآن زيادة ايمان وخير ووصف حسن يحلو حياة المسلم وتطيب به اذكارهم في الحياة يقول نبينا صلى الله عليه واله وسلم مبينا فضلا للقرآن باقباله ولاجتماع عليه وتدارسه ما اجتمع اقوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم هم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده انى لكم باجور تجتمع لعمل صالح واحد كمثل ما في قراءة القرآن الكريم. انها الاجور التي تجتمع فيها فضائل هذا الكتاب العظيم. سكينة تتنزل ورحمة تتغشى وما ملائكة تحف المجلس وذكر في الملكوت الاعلى. لا اعظم والله ولا اجل من اجر وفضل خصه الله تعالى لكتاب العظيم وللمشتغلين بكتابه المبين. اما ان ذلك لا حد لهم. لكننا نأخذ من القلادة ما احاط بالعنق وحسب بنى منها ما يثير النفوس ويحرك القلوب نحو الاستمتاع بكتاب الله والاقبال عليه. الا ان قوله عليه الصلاة والسلام مبينا فضل الاخرة والكرامة التي لا حد لها يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا. فان منزلتك عند اخر اية تقرأها. تصور معي هذا المشهد. من تتويج تتهاوى دونها والله. كل منازل الشرف والتكريم في الدنيا اعظم موضع ينال فيه انسان تكريما وتشريفا في الدنيا. كم سيحضره من الخلق الملايين كم ستلتقطه من العدسات ويتابعه من خلف الشاشات؟ اضعافهم فما ظنكم بمنصب للتشريف ومنصة للتويج يحضرها الاولون والاخرون. الانس والجان وخلق الله كلهم. ما ظنوا ظنك بهذا المنصب. ثم لما يقال له اقرأ وارتق ورتل انما يراد ان تشهد الخليقة هذا التكريم. العجيب. انه فضل القرآن يا امة القرآن تقول ذا عائشة رضي الله عنها عدد درج الجنة بعدد اي القرآن فهما من هذا الحديث فاذا كان كذلك ان من يعلو بالقرآن وقد استوعبه ووعاه وحفظه سيبلغ اعلى درجات الجنان وليس دون الفردوس منزلة اعلى. كل وذلك وغيره كثير واضعافه. مما جاءت به النصوص الشرعية تحرك قلبي وقلبك عبد الله. تحرك قلبي وقلبك امة الله من اجل ان نكون اكثر حبا واقبالا ورغبة في العيش مع القرآن والاخذ منه بقدر ما تسعفنا الحياة. لكن كل هذا يبقى في كفة وفي الكفة الاخرى فضائل القرآن لاهله الاخص به الاقرب اليه حفاظ القرآن اصحاب القرآن حملة القرآن خيركم من تعلم القرآن وعلمه. انه ميزان لا كلام بعده. عندما نتفاضل في الحياة فلن يكون اكثر خيرا من اهل القرآن. اولئك الذين علموه وتعلموه. اولئك الذين قضوا شطرا من حياتهم تعلما قراءة حفظا تعاهدا وقضوا شطر حياتهم الاخر في تعليمه لابناء المسلمين. تحية اجلال واكبار وتقدير لاساتذتنا وشيوخنا معلمي الحلقات في المساجد. اولئك الذين ثنوا ركوبهم في بيوت الله من اجل بتعليم كتاب الله وقد تعلموه انهم حازوا الشرف والخيرية بكل فخر واقتدار. خيركم من تعلم القرآن وعلمه. كان نبينا عليه الصلاة والسلام يحركون نحو هذا الطريق لتعلم كتاب الله وتدارسه والاشتغال به. يقول ذات مرة لاصحابه ايكم يحب ان يغدو الى العقيق فيرجع من هناك بناقة كوما يعني ناقة عظيمة فاخرة ذات ثمن رفيع فيرجع من هناك بناقة كومة في غير اثم ولا قطيعة رحم يعني لن ينالك فيه اثم ولا شيء تؤزر عليه. قالوا كلنا يحب ذلك يا رسول الله فقال لان يقعد احدكم في المسجد في تعلم اية من كتاب الله خير له من ناقة كوما وايتان خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث ومن اعدادهن من الابل فمن يفرط بعد ذلك في هذه الفضائل التي جعلت للمقبلين على كتاب الله والمشتغلين به المتعلمين الذين نذروا انفسهم وحسب اهل القرآن ومعلميه اجر لا ينقطع وباب من الحسنات مستمر في الحديث الصحيح. يقول نبيكم صلى الله عليه وسلم من علم اية من كتاب الله فله ثوابها ما تليت الى يوم القيامة هنيئا لكم يا اهل القرآن. هنيئا لكم يا معلمي القرآن هذا الباب من الحسنات. ربما كان احدكم نائما على فراشه ثواب قراءة القرآن تجري في ميزانه لانه قد علمها. يبقى فضل القرآن بابا مفتوحا لكل امة الاسلام نام فاقبلوا عليه يا اهل القرآن فهو مكرم وجزاء الحسنى ها اه اه