السلام عليكم ورحمة الله في ثلاث ايات من القرآن الكريم وصف الله القرآن بانه شفاء قال سبحانه يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وقال تعالى اسمه وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. ولا يزيد الظالمين الا خسارا وقال تبارك وتعالى ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته ااعجمي وعربي؟ قل هو للذين امنوا هدى وشيفها اذا هذا وصف متجدد معنا من الاوصاف التي لا زلنا نبحث فيها فيما يتعلق بكتاب الله الكريم القرآن العظيم انه معنى الشفاء ووصف الشفاء للقرآن كما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم تأملوا معي اخوتي واخواتي ان الله عز وجل في الايات الثلاث وصف القرآن بانه شفاء ولم يقل دواء وبينهما فرق اذ ان الدواء ربما حصل الانتفاع والاستشفاء به وربما لم يحصل كما هو الشأن في سائر الادوية التي نتداوى بها في الطب لعلاج بامراضنا واسقامنا. لكن الشفاء وصف يتحقق به حصول المراد. والانتفاع والاستشفاء مما نشكي منه من قام والامراض والادواء وهكذا اراد الله ان يكون الشفاء متحققا بكتابه الكريم لا محالة. وان من اقبل عليه في به انتفع به وتداوى مما يشكو من الم ومرض ووجع وسقم. اذا هو الحديث عن شفاء القرآن يا امة القرآن حديثنا عن شفاء القرآن يتناول وجهين كبيرين عظيمين. هما الشفاء الحسي والشفاء المعنوي. في واحدة من الايات الثلاث التي وصف فيها الله القرآن بانه شفاء. قال سبحانه وشفاء لما في الصدور. وذلك منصرف ابتداء للشفاء المعنوي كما هو معلوم. فشفاء الصدور من امراضها الكفر والنفاق الشك الحسد الريبة. كل تلك امراض للصدور والقرآن شفاؤها. وجاءت الاية اتان الاخريان باطلاق الوصف وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء يتناول هذا الاطلاق الشفاء بنوعيه حسا ومعنى ولان لا يكون هذا نوعا من الانجراء خلف العاطفة لاننا امة الاسلام وكتابنا القرآن. ولان لا يكون فهما اننا نظفي على اوصاف وفي القرآن ما تنساق اليه العواطف المجردة فان الدليل الشرعي يثبت ذلك. كما في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وارضاه لما كان مع رهط من القوم وقد بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية. فاتوا على قوم فاستضافوهم فابوا ان يضيفوه فلدغ سيد القوم فجاؤوا يطلبون عندهم علاجا ورقية. قالوا هل عندكم من راق؟ فوافق ابو سعيد رضي الله عنه واشترط ان يجعلوا لهم جعلا. فوافقوا على ذلك. فتقدم ابو سعيد رضي الله عنه. فقرأ على اللديغ سورة الفاتحة فنشط وبرئ كأن لم يصبه شيء ولما رجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبروه الخبر يستأذنونه في حل ما اخذوه من اجرة جراء الرقية التي رقاهم بها ابو سعيد اقرهم عليه الصلاة والسلام قائلا خذوها واضربوا لي معكم بسهم لكن الملفت في القصة اقراره عليه الصلاة والسلام لابي سعيد شفاء الرجل بالقرآن وقراءته عليه سورة الفاتحة. فقال على وجه التعجب له وما ادراك انها رقية؟ يعني من علمك ان الفاتحة يرقى بها المريض ويستشفي بها العليل. لاحظ معي في القصة ان المريض وانما لدغته عقرب ولدغ العقرب سم يسري في الدم. وهو اليوم في اصطلاح الطب يحتاج الى استخراجه وانفصاله عن الدم حتى رأى المريض فماذا فعلت الفاتحة؟ وماذا فعل القرآن؟ انه الشفاء الحسي بالقرآن يا امة القرآن. ومع ذلك كله اينبغي ان نقر بان الشفاء الاعظم في القرآن هو الشفاء المعنوي. هو شفاء الصدور. ويتناول ذلك جزءا كبيرا مما به اليوم كثير من المسلمين من الامراض المعنوية من السحر من الحسد والعين وكل ما يتعلق باذى الجان اجارنا واجاركم الله فان القرآن اعظم. اعظم ما يستشفى به من تلك الامراض والادوية والادواء والعلل. ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم سورة واحدة في القرآن هي سورة البقرة بعظيم بركتها. ومكانتها. كيف لا وهي سنام القرآن فقال عليه الصلاة والسلام واصفا اياها ان اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة يعني السحرة ايها الكرام القرآن شفاء نستشفي به من امراضنا مما يصيبنا في حياتنا من اسقام وادواء وامراض وعلل. من اشتكى من حياته ضيقا في الصدر او الما في الجسد او سحرا والعياذ بالله. فدونه القرآن فانما هو شفاء. هي همسة نقولها لكل مؤمن ومؤمنة يحبون القرآن ويقرأونه ويتعاملون به دوما ولهم فيه ورد لا ينقطع بفضل الله ان اجعلوا من نياتكم للقرآن نية الاستشفاء. فانها احد اوصافه التي جعلها الله تعالى فيه. لكن ذلك متوقف على امر مهم للغاية لحصول الاستشفاء بالقرآن كما وصفه الله. الا وهو تمام اليقين والاعتقاد الجازم عند الاستشفاء بالقرآن ان القرآن شفاء. يقول ربك وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان مسسسك بخير فهو على كل شيء قدير. استشف بالقرآن وانت تحمل في داخلك يقينا جازما ونية صادقة ان ما تقرأه من كتاب الله. سورة الفاتحة والمعوذتين او اية الكرسي او خواتيم البقرة او ما شئت من كتاب الله انه شفاء حقيقي لما تشتكي من هم من مرض من علة من داء من سقم اياك ثم اياك ان تقبل على كتاب الله تقرأه تريد ان تجرب عفوا فهذا لا يليق بامور ثبتت عندنا يقينا بنص كتاب الله. وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وربك انما يعطيك على قدر نيتك. احسن ظنك بربك. وثق تماما بوعده. وكن على يقين جازم ان قوله حق. وقول رسوله صلى الله عليه وسلم حق. والله لتجدن اثر ذلك لا محالة. ودعني اضرب لك مثلا فانك عندما تشتكي من صداع في رأسك والم في بطنك فتأخذ قرص العلاج الذي يصفه لك الطبيب فانك ما ان تبتلعه حتى تحس بالعافية بدا التسري في جسمك. مع انه طبيا لم يبدأ مفعول الدواء بعد. انما هو يقين الذي سيطر على كيانك فشعرت باثره. كذلك القرآن نحتاج فيه الى يقين. جازم بان الله عز وجل جاعل لنا فيه شفاء كما قال الله يا امة القرآن ان القرآن شفاء شفاء شفاء كتب الله لنا ولكم عظيم الاجر والعافية والشفاء بالقرآن الكريم وكم دارت قلقا؟ ها