افواه تشرب من وحي الرحمن وربك يمنحها يمنحها شهدا وحفاوة فتزيد ورودا وتلاوة وتراها عين الرحمن افواه تشرب من وحي الرحمن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في صحيح البخاري ان نافع بن عبدالحارث وكان اميرا لامير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على مكة يستعمله عليها خرج يلقى عمر رضي الله عنه بعسفان بين مكة والمدينة فسأله امير المؤمنين رضي الله عنه من استعملت على اهل الوادي؟ يقصد مكة يعني من تركت اميرا مكانك يخلفك على اهل مكة فقال نافع ابن ابزة وسأله عمر ومن ابن ابزى فقال رضي الله عنه مولى من موالينا استعجب عمر وقال تستعمل عليهم مولى؟ اهل مكة فيهم من اشراف قريش وساداتها ما جعل عمر يستعجب لكن نافعا استدرك فقال اما انه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض فقال عمر رضي الله عنه اما ان نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال ان الله ليرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين ايها الكرام هذه صورة مشرقة لفهم السلف رضي الله عنهم لما يتعلق بكرامة القرآن وشرفه وشرف اهله بعظيم المنزلة التي جعلها الله تعالى في كتابه الكريم. اننا مع خصلة من خصال هذا الكتاب المبارك من كتاب ربنا سبحانه وتعالى. شرف القرآن الذي اقسم الله تعالى به لما قال صاد والقرآن ذي الذكر ذكر القرآن علو منزلته. شرف مكانته عظيم ما اعد الله تعالى لاهله واصحابه وحملته يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة الزخرف مخاطبا نبيه صلى الله عليه واله وسلم فيقول فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم. وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون. لذكر لك يا محمد وفي قول بعض المفسرين يعني شرف لك ولقومك ذكر القرآن شرفه مكانته علو منزلته هكذا اراد الله للقرآن يا امة القرآن. نحن اذا ندرك تماما ونعي ان شرف القرآن علو منزلة اصحابه هذا الشرف يحتله اهله دنيا واخرى ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين هذا الشرف الذي اعده الله تعالى للقرآن ولاهل القرآن يتناول رفعة المنزلة وعلوة المكانة. وهكذا هو شأن للقرآن كيف لا؟ وقد جعله الله تعالى دستورا للامة وفخرها ومرجعا لها عندما يرتبط المسلم بكتاب الله فانه يرتبط بكلام الجليل جل في علاه. ومن ارتبط بكلام الجليل فقرأه واقبل عليه واحتواه تصدره وجلس يعيش معه فانه الشرف الذي لا منتهى له. هذا الشرف يجده اهل القرآن واصحابه في حياتهم في الدنيا يجدونه في حياتهم في الاخرى شرف مؤثل يتربع على عرشه اهل القرآن وحق لهم لان الله عز وجل قد اكرمهم بكرامة القرآن شرف القرآن يجده المسلم في كل صوره. فتراه اذا ما اقبل اكرم لانه صاحب قرآن. واذا ما قدم في الصلاة كان امامهم لانه صاحب القرآن. وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله. اما فانها اعظم عباداتنا في الاسلام يا اهل الاسلام. فاذا ما اجتمعنا واصطففنا وتقدمنا بين يدي ربنا نناجيه ندعو نركع نحني له صلبنا نسجد نحني له جباهنا فان الشرف ان يكون المتقدم امامنا ان يكون المتقدم امامنا اصحاب القرآن. وان يكونوا كذلك لانهم قد حملوا كتاب الله. هذا الشرف الذي يجده اهل القرآن في حملهم للقرآن واخذهم لكتاب الله سبحانه وتعالى. يأموننا فيسمعوننا ما يحفظون من كلام الله عز وجل القلوب بمواعظه. اي شرف لاهل القرآن اعظم من هذا الشرف. اما رأيتم ائمة الصلوات في المحاريب يتقدمون صفوف المسلمين فيقفوا خلفهم الملوك والعظماء الامراء اي والله ان المناصب مهما علت لتنخفض امام كرامة القرآن لاصحابه. اذ يقدمهم فلا يركع احدهم قبل امامه. ولا يرفع رأسه ولا ينصرف من الا بعد امامه تبعا له. فهل كان ذلك الا بالقرآن يا امة القرآن ان لنا شرفا عزيزا ومجدا مؤثلا اراده الله عز وجل ان يكون مرتبطا بكتابه الكريم فمن اراد المجد فان القرآن طريقه الاعظم. ومن اراد الشرف والكرامة فان القرآن هو مكانه الاكبر. هذا الشرف يحتله الاسلام هذا الشرف يجعله الاسلام لاهل القرآن على الدوام هنا ايضا سنفهم طرفا من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم. عندما خاطب الامة يعلمها ماذا يجب عليها تجاه اهل قرآن اذ يقول ان من اجلال الله تعالى ان من اجلال الله تعالى اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه. والحاكم المقسط ان حامل القرآن واحد من ثلاثة جعل النبي صلى الله عليه واله وسلم جعل اكرامهم من لا لله تعالى فاكرموا اهل القرآن اكراما للقرآن. واعلموا ان ما احتلوه من الكرامة والمجد انما هو لما في القرآن من شرف ومجد. هذا الذي قاله الله عز وجل لما اقسم بكتابه فقال ق والقرآن المجيد هذا القرآن المجيد يمنح اهل القرآن مجدا ويمنحهم شرفا ويمنحهم علو درجة عظيمة. ها هنا سندرك وايضا تلك الرسائل التي كانت السيرة النبوية تحملها تعلن في وضوح صريح ان اهل القرآن اصحاب منزلة عظيمة في حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذه سرية بئر معونة. حادثة من اشهر احداث السيرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام لما بعث النبي عليه الصلاة والسلام سبعين من اصحابه من القراء الى نجد يعلمون القرآن والاسلام. لما اختار فئة ان تكونوا سفيرة لهذا الدين لم يختر عليه الصلاة والسلام الا اهل القرآن لانهم اعظم من يمثل الاسلام. ولما صلت الفتنة والغدر والخيانة فقتلوا عن اخرهم الا واحدا نجا منهم. كان الوقع عظيما على قلب المصطفى صلى الله عليه عليه وسلم تدري لم؟ لانه فقد الثقل في الامة. لانه خسر اعظم الامة عنده عليه الصلاة والسلام وارجحها ووزنا انهم اهل القرآن. يبقى هذا الشرف الذي يجب ان ننصبه امام اعيننا لنعي تماما. ما معنى ان يكون الشرف طريقا لنا نعتليه بايات القرآن نقبل عليه تلاوة فهما تدبرا عملا اما انها همسة بل صيحة نطلقها في سمع الجيل باكمله. لان نقول انه لا ينبغي لنا ان نركظ كثيرا خلف مناصب الشهرة الزائفة ولا تلك الاضواء التي يبحث عنها في المجد الساقط ان مجدنا امة القرآن منوط بهذا القرآن فاذا ما اردنا شرفا وعزا وفخرا لنا لشبابنا لفتياتنا لجيلنا باكمله للامة جمعاء فانه والله لن يكون الا بالقرآن. بقدر ما نأخذ من كتاب الله نحصل من المجد والشرف لانه لم يقودنا الا الى عز وفخر شرف وترفع في كل مناحي الحياة. ومتى ابتعدنا عنه خسرنا من مجدنا بقدر ابتعادنا لا قدر الله. وفي المقابل فينبغي الا يغيب عن ذهننا ونحن نعي قوله عليه الصلاة والسلام ان الله ليرفع بهذا الكتاب اقواما ان ندرك شطره الاخير وهو يقول ويضع به اخرين. فهذا الكتاب اخذه سبب للرفعة وعلو المكانة وتركه والابتعاد عنه سبب للانحطاط والوضع كما قال عليه الصلاة والسلام. فمجدنا بالقرآن يا اهل القرآن ها