عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه وتعالى الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية نور الله سبحانه وتعالى اضاءت له السماوات والارض نور الله ملأ اركان عرشه نور الله سبحانه وتعالى تضيء له السماوات والارض ومن فيهن نور الله سبحانه وتعالى وصف يجل عنه البيان ويعجز عنه اللسان فهلموا الى قبس من هذا النور العظيم؟ قال فيه ربنا الكريم سبحانه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين اسمعوا معي الى قول الحق عز شأنه وهو يقول لنبيه صلى الله عليه واله وسلم وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا. نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. كتاب الله نور جعله الله عز وجل منزلا على نبيه صلى الله عليه وسلم يضيء به للامة طريق النجاة. يقود هو بها الى عرضها السماوات والارض. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في اية تكشف بصراحة مكانة القرآن هدايته بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الامة المباركة. يقول الله عز وجل فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا قد انزل الله اليكم ذكرا. رسولا يتلو عليكم ايات الله مبينات الذين امنوا وعملوا الصالحات من الظلمات الى النور اذا فهذا الكتاب المبين. هذا النور العظيم يخرج الامة من الظلمات. اي ظلمات هي ظلمات الشرك ظلمات الجهل ظلمات الغواية ظلمات الضلال ظلمات البدع ظلمات المعاصي والفسوق والفواحش والاثام كل ظلمة تحيط بك عبد الله او غشتك امة الله فانه لا جلاء لها الا بهذا النور. نعم. ان نور القرآن كفيل ان يبدد الظلمات ان يعيد الى القلب اشراقتها. ان يعيد الى القلوب اشراقتها. ان يعيد الى الحياة صفاءها. ضوءها. ان يعيد الى القلوب بانسها واتصالها بخالقها سبحانه وتعالى. ما اعظمها من اية نصغي اليها بقلوب مؤمنة واذان واعية. ونحن نسمع قول الله قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ايها الكرام. ان بين ايدينا نورا نحن بامس الحاجة الى ان نبصره. الى ان نجعله سراجا نستضيء وبه في ظلمات الحياة عندما تشتد الفتن عندما تحيط الظلم عندما تظل الافكار عندما تتيه السبل باصحابها فان النجاة الحقيقية انما تكون بهذا النور العظيم. عندما نمسك بهذا السراج يضيء لنا الطريق وتتضح لنا الخطوات انه حديث عن حبل النجاة ومأخذه. حديث عما يجب ان تعيه القلوب المؤمنة. ان من اخذ ده كتاب الله حفظه وقرأه وفهمه وتدبره واعطى حظه لقلبه منه فانه يجد حقيقة هذا النور فيبصر به ما لا يبصر غيره اننا نجد بوضوح ايها الكرام ان كتاب الله عز وجل قد استوعب ما تحتاجه النفس البشرية في هذه الحياة فلا تمر بالبشرية حال من الاحوال. ولا موقف من المواقف الا وفي كتاب الله عز وجل هداية ودلالة نور يضيء للامة هذا الطريق ويعين النفس البشرية على ان تسلك السبيل السوي. من عجيب كلام الامام الشافعي رحمة الله عليه قال ايه؟ ومن بديع ما سطره بنانه رحمه الله عندما قال فانه ليس تنزل باحد من اهل دين الله نازلة الا وفي كتاب الله الدلالة على الهدى فيها. اما اننا لسنا بحاجة لاكثر من كلام الله. لنبصر حقيقة معنى هذا النور الذي جعله الله الله تعالى في كتابه الكريم انك تجد بين ايات القرآن المتنوعة في الوعد والوعيد في القصص والاخبار في الحلال والحرام ما هو كفيل بتحقيق هذا النور؟ انه نور حسا ومعنى. اما نور المعنى فما تجده القلوب من ابصار طريق الحق من تجنب طرق الغي والضلال والزيغ والفتن والشهوات والشبهات. نور معنوي تبصر به النفوس طريق الهداية فتسلكه. تتجنب به طريق الردى والغواية فتتجنبه. نور حسا عندما تجد القلوب المؤمنة نورا يشرق به الوجه. وتأنس به النفس وتستريح به الظمائر. وتسكن اليه الافئدة. هذا النور جعله الله تعالى في كتابه يجده كل من اخذه واقبل عليه واخذ بحظه منه. يا امة القرآن يا امة تنوري نحن نعيش في ظلال هذا القرآن نورا عظيما يبدد لنا الظلمات ويقودنا الى طريق الهداية. الا الى كلام عظيم جعله الله تعالى قانونا يحكم به حياة البشر. منذ اللحظة الاولى التي هبط فيها ابونا ادم عليه السلام وامنا حواء الى الارض عندما جاء ذلك النظام ليحكم الحياة الجديدة على ظهر هذه الارض. قال هبط منها بعضكم لبعض عدو فاما يأتينكم مني هدى واسمع معي جيدا الى ما يقول الله فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى اذا هما طريقان لا ثالث لهما. فاما هداية فنجاة وسعادة وعودة الى مساكننا الاولى في الجنة واما اعراض فغواية فضنك وعيشة لا تأنس بها الارواح وجهنم وبئس المصير والعياذ باللام. فيا رب ما السبيل؟ اين الهداية كيف نسلكها؟ انها الهداية التي جعلها الله عز وجل في مواضع يلتمس منها العباد طريق العودة من جديد. جعل الله عز وجل مناطات الهدى في القرآن في ثلاثة اشياء نحن بامس الحاجة الى تأملها والوقوف عليها لنعرف سبيل النجاة. لنظمن الطريق الذي لا خيار لنا سواها بالتأمل في كتاب الله الكريم نجد الهداية منوطة بامور ثلاثة. اولها بيت الله الحرام. ان اول بيت وضع للناس الذي ببكة مباركا وهدى للعالمين. والامر الثاني جعله الله تعالى في هدي سيد المرسلين صلى الله عليه اله وسلم وقد قال الله له وانك لتهدي الى صراط مستقيم. اما ثالث الامور التي نجدها نجد فيها الهداية المنوطة فهي كتاب الله العظيم. النور كما مر بنا كثيرا. الحديث عن القرآن كما قال الله ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وقال سبحانه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم على ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. اما ان الهداية بنور القرآن ليست مخصوصة باهل الاسلام. ولهذا فانا اقرأوا في كتاب الله شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس. وبينات من الهدى والفرقان فمن اخذ بالقرآن ونوره اخذ من الهداية به باوفر حظ واعظم نصيب. فدونكم يا اهل القرآن القرآن انه الهداية التامة كتب الله لنا ولكم منها اعظم الحظ واوفر النصيب ها اه اه