السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيرة هي اوصاف القرآن في القرآن. كلها عجيبة كلها في غاية الروعة وكلها بديعة وفي غاية الحسن. لكن صفا واحدا منها ما زال يدهشني وتتملكني الحيرة وانا احاول الوقوف على عمق دلالة هذا الوصف الذي وصف الله تعالى به القرآن انه قوله سبحانه وتعالى في ختام سورة الشورى يقول لنبيه صلى الله عليه واله وسلم. وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ان القرآن رح وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فانه لا حياة لنا امة الاسلام امة القرآن الا باخذ حظنا من هذه الروح التي بها نحيا نحن حقيقة بلا مبالغة علينا ان نتأمل جيدا كيف يكون القرآن حياة لارواحنا؟ وكيف نعيش به حقيقية كما وصف الله تعالى القرآن في القرآن وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا هذا المعنى جيدا علينا ان نعود الى الوصف الاول الذي خلقنا الله تعالى به يا بني ادم خلقنا يا بني ادم من عنصري الاثنين جسد خلق من طين وروح هي النفخة الالهية التي كرم الله تعالى بها ابانا ادم عليه السلام وذريته من بعده فنحن اذا بدن وروح ونحن انما تدب فينا الحياة بارواحنا لا بابداننا. فالروح هي مادة الحياة في الجسد البشري الذي نعيشه نحن في حياتنا معشر بني الانسان والله عز وجل قد جعل للبدن مادة ينمو بها وغذاء يكبر به ويعيش عليه. هو اقواتنا وارزاقنا التي نتغذى عليها وجعل سبحانه وتعالى لارواحنا التي في اجوافنا كذلك مادة تتغذى عليها وتعيش وتنمو بها وتحيا وتقتات عليها. فاما غذاء الارواح ومادتها وحياتها فهو ما جعله الله على في ذكره العظيم ووحيه المبين. هذا هو جزء من المراد بقول الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا بك روحا من امرنا. ان هذا الوصف ليلقي بعدد من المعاني التي تنهال على الذهن. وتنسال على الفكر وهو يتأمل وصف الله للقرآن بانه روح ارأيت الى ابداننا كيف اذا فارقتها الارواح غدت جثة هامدة لا حراك فيها لان مادة الحياة قد نزعت ولان ما تحيا به الابدان وتتحرك به قد تخلت وفارقت فكذلك ينبغي ان نفهم تماما ان الله عز وجل لما وصف القرآن بانه روح اراد ان يكون هو مادة الحياة لحياتنا ايها المؤمنون. نعم. فالقرآن حياة المؤمن. وبه تدب فيه الروح ويحيى فالمؤمن بلا قرآن جثة هامدة. لانه بدن بلا روح. هكذا يجب ان نفهم نعم جثث هامدة هي اجساد المؤمنين عندما تبتعد عن القرآن. عندما تنسلخ عنه عندما تفقد حظها من حياتها بالقرآن مع القرآن والعيش مع القرآن وتغذي الارواح بالقرآن. ولان لا يكون هذا نوعا من المبالغة والعاطفة التي تنجر اليها القلوب تجاه كلام ربها سبحانه وتعالى. فاننا نقف امام نصوص شرعية صريحة جلية يا قوم. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اخرجه احمد والترمذي وصححه يقول عليه الصلاة والسلام ان الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب كالبيت الخرب مرة اخرى ارعن انتباهك اعرني ذهنك حتى نفهم شيئا من هذا الوصف عندما يفارق القرآن قلب امرئ مؤمن تغدو صدور هنا خرابات اجاركم الله. ارأيت الى وصف الخراب ماذا يعني؟ وبماذا يوحي اليك؟ ارأيت لو ان غرفة مهجورة في سطح المنزل عندك قد فارقتها الحياة منذ مدة وقد هجرها اصحابها فلم يفتح بابها ولا نافذتها. فلا هوى ولا نور ولا شيء من معاني الحياة فيتراكم الغبار وتشتد الظلمة ويتراكم العفن تدب الحشرات تعشعش العناكب شيء من اذى روائح ونتن المعيشة فيها وضيق الصدر بدخولها. تلك هي جزء من معاني الخراب كما نفهمها. عندما تهجر اماكن ويبتعد عنها اصحابها. عد معي الى الحديث الذي يقول فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ان الذي ليس في جوفه شيء من قرآن كالبيت الخرب نعم هي كذلك قلوبنا تغدو خرابات اجلكم الله عندما يفارقها القرآن. عندما لا تجد حظها مع القرآن عندما نحرم من حقها بالايمان مع القرآن. هكذا هي اذا. لو قيل لاحدنا ان اجلس في تلك الغرفة المهجورة الخرابة خمس دقائق لا يقوى للظلمة التي تراكمت والغبار الذي عليها والعفن والنتن والحشرات والدوام التي لا يطيق الجلوس معها دقائق معدودات. فعجبا والله كيف يرضى مسلم ان يسكن صدره قلبا يصفه النبي صلى الله عليه وسلم بانه قد غدا خرابا هكذا نجني على قلوبنا حقا ونسيء اليها ونسجن ارواحها عندما نحرمها حقها من حياتها مع القرآن مرة اخرى بحاجة ان نقول انه لا حياة لنا حقيقية الا بالقرآن. وعيش المؤمن انما تكتمل به حياته وانسه وروحه مع القرآن. وكلما مع العيش بالقرآن وجدنا روحنا مع القرآن. لم ذلك كله ولما ارادت الشريعة ان تكون حياتنا يا اهل الايمان تدب فيها الارواح مع القرآن لان القرآن جعله الله عز وجل الا مصدرا لهذه الحياة الايمانية. الم نقل ان الروح هي النفخة الالهية التي نفخها الله تعالى في ادم عليه السلام لما خلقه الله تعالى بيديه فنفخ فيه من روحه فاسجد له ملائكته اذا فارواحنا التي في اجوافنا هي مادة سماوية علوية فلا حياة لها الا بالوحي الالهي وبقدر ما تتغذى القلوب على هذا القوت تدب فيها الحياة الحقيقية. فعودا كريما يا اهل القرآن الى القرآن بل دعوني اقول اعيدوا الى الحياة ارواحها واعيدوا الى الارواح حياتها ولا سبيل الى الا مع القرآن فعودا حميدا الى القرآن اقبالا عليه تقريبا في معانيه تدبرا في اياته اخذا لمواعظه تحريكا قلوب بما فيه بكل ما اودع الله عز وجل في القرآن من اجل ان تدب في قلوبنا ارواحها الحقيقية من جديد. وهنا اخطروا لي خاطرة وانا اتأمل في عجيب هذا الوصف البديع للقرآن بانه روح انه بقدر ما يقترب احدنا مع القرآن يعيش حياة حقيقية مع القرآن. فمنا اخذ به مقبل عليه منه فهو حي حياة حقيقية ومنا والعياذ بالله من هو البعيد عنه الهاجر له. فذاك الذي قد حكم على نفسه بالموت وهو حي بين الاحياء. اذا هل ادركنا ان منا من هو نصف حي وربع حي وثلث حي وخمس حي وعشر حي وقل ما شئت من نسب الحياء بقدر ما نجمع من القرآن في حياتنا بل قل بقدر ما نحكم على حياتنا بالحياة مع القرآن ولارواحنا بروحها الحقيقية مع القرآن