ورحمة الله وبركاته اخرج الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وارضاه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده هذه خصال اربعة اخوتي الكرام هي من خصائص القرآن فضائل للقرآن بشارات وكرامات وحسنات جعلها الله تعالى في القرآن لمن اخذ بالقرآن الحديث على روعته وجلالته. اشتمل على امور اربعة هي كفيلة بان تعيد حساباتنا من جديد لننظر علاقتنا كيف هي مع القرآن؟ صدقا والله ان الواحدة من هذه الخصال الاربعة لكفيلة بان تجعلنا اكثر عمقا في علاقتنا مع القرآن واكثر شدة في استمساكنا بالقرآن. واوثق ارتباطا في حياتنا فيما بقي من اعمارنا مع القرآن فاعد سمعك مرة اخرى الى قول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم عندما يقول ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده انها سكينة ورحمة وحف للملائكة وذكر في الملكوت الاعلى فخذها معي واحدة واحدة اخي اخيتي رعاكم الله ان السكينة وهي الطمأنينة والراحة والانس هدوء البال انشراح الصدر سكينة القلب يجدها الاخذ لكتاب الله. قال الا نزلت عليهم السكينة. ثم تخيل معي هذا الوصف في تنزلها لتعلم انها قادمة هناك من جهة السماء من رب الارض والسماء ينزل السكينة على قلوب من يشاء من عباده من اهل الايمان. ولما يريد الله ان ينزل سكينته على فئة من عباده فانما يصطفي لها النخبة الصفوة من اهل دينه. انهم اهل القرآن. اولئك مجتمعون في بيوت الله الذين يتلون كتاب الله. الذين يتدارسونه فيما بينهم. لعلك ابصرت يوما ما تلك الحلقات. المضيئة باصحابها المشرقة وجوههم بالقرآن وهم يتدارسون كتاب الله يتحلقون حول استاذهم وشيخهم. يعلم ابناء مسلمين يثنون ركبهم في بيوت الله اشتغالا بكتاب الله. الا فاكرم بهم من رفقة واعظم بهم من جلساء عند ما يجتمعون حول مائدة القرآن وهم اولى الناس بالسكينة التي تتنزل فيعيشون طمأنينة وانشراحا يعيشون استقرارا هدوء بال يعيشون راحة في الضمير يعيشون انشراحا في الافئدة. الا فاسألوا ارباب العيادات النفسية وفتشوا في سجلاتهم. هل وجدوا يوما صاحب قرآن اتى اليهم يشتكي ضيقا او هما او اكتئابا او انزعاجا او انفصاما حاشا والله وهم ارباب السكينة بحظه الاوفر بين العباد. كانت هذه الاولى. اما الثانية فقوله صلى الله عليه وسلم وغشيتهم الرحمة انها رحمة ارحم الراحمين ولاحظ معي مرة اخرى وصف الغشيان وهو يوحي بشيء من التنزل اللطيف والاحاطة التامة بهم من جميع النواحي تغشاهم الرحمة فتلفهم لفا لطيفا رقيقا. وهم فيما بين ذلك يعيشون في اكناف الرحمة وهم يتقلبون بين ايات القرآن يقرأون اية يحفظون سورة يتدبرون معنى يتدارسون حكم كل ذلك وهم يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم. ان الرحمة بالقرآن عظيمة عظيمة. وهم يعيشون في اكناف في الرحمة في جلساتهم مع القرآن في قراءتهم في تدبرهم في تدارسهم حقيقة مع القرآن. هم يتقلبون في اكناف الرحمة واذا ما غشيتهم الرحمة فهم احظى الناس بكل ما يتبع الرحمة من اوصاف نعم ان من حظي برحمة الله وجد راحة البال وسعادة القلب وجد سعة الرزق. من وجد رحمة الله وجد مبتغاه اه باختصار من وجد رحمة الله انكشفت عنه الكروب تجلت عنه الغموم. من وجد رحمة الله عاش اسعد البشر وهو يتقلب في اكناف رحمة الله. اما الثالثة احبتي الكرام فقوله عليه الصلاة والسلام وحفتهم الملائكة وها هنا يبعد بك الوصف الى عالم الغيب. لتعيش لونا من الشعور تحاول ان تدرك كونه وانى لك عندما تشعر ان جلساء المساجد في الحلقات الذين يتحلقون حول اساتيذهم وشيوخهم ومعلميهم. يقرؤونهم القرآن يتلونه يتدارسونه. لتشعر ان انهم جلساء مع صنف اخر ليس من البشر. انهم جلساء الملائكة الكرام عليهم السلام لاحظ معي هذا الوصف حفتهم الملائكة. انها تحيط بهم انها تغشى مجالسهم انها تظللهم باجنحتهم وحفتهم الملائكة تحيط بهم وهم جلساء الملائكة الكرام عليهم السلام في بيوت الله. الا فوالله ما اعظمه من جليس! ملائكة الله التي لا تتنزل الا بكل خير رحمة ملائكة السماء التي لا تتنزل الا بسلام كما قال الله ان وجدت ملائكة الله في موضع فاعلم انه وامان وسلامة واسلام. واعلم انه خير عظيم مجتمع. ان ملائكة الله تتنزل بامر الله واذ تتنزل في تلك المجالس التي يشتغل اربابها بالقرآن فاعلم انها عظيمة عند الله. ينزل لها كتى السماء عليهم السلام ليكونوا جلساء اولئك الذين اتخذوا كتاب الله جليسا يتدارسونه فيما بينهم. انها خصام ثلاثة رحمة وسكينة ومجالسة ملائكة فهل تصورت معي الان ان ابنك عندما ترسله الى حلقة من حلقات القرآن في بيت من بيوت الله ليمضي هناك ساعة من نهاره. او يقضي العشية في يومه وقد يدرك فرضا او فرضين. ثم هو في وقته ذاك مشتغل بكتاب الله يتلوه ويتدارسه مع اهل القرآن في المسجد. ادركت عبد الله انك لست تبعثه فقط الى مدرسة اللي يحفظه سورة انت لا تبعثه هناك فقط من اجل ان يتم حفظا لامر يطلبه من القرآن. انك تبعثه الى اعظم من ذلك. تبعثه حيث يغمس قلبه في ماء الرحمة حيث يعود مرتديا رداء السكينة. حيث ينصرف للتو عائدا من مجالسة الملائكة الكرام عليه السلام والله لا اكرم من امرئ يعود مساء الى منزله. استاذا او معلما او طالبا او دارسا عندما يدخل داره نهاية اليوم وقد غشيته الرحمة وتنزلت عليه السكينة وحفته الملائكة والله لا اسعد من بيت يعود فيه اهله مساء وهم جلساء للملائكة للتو وهم قد انصرفوا من مجلس السكينة والرحمة. اما الرابعة التي لا قبل للوصف بها وهي ترجح باخواتها الثلاث كافة قوله وذكرهم الله فيمن عنده. يا لله انه الذكر والتشريف في الملكوت الاعلى كم يشرف احدنا ويفتخر؟ اذا ما ذكر في مجلس العظماء والكبراء والرؤساء اذا ذكر باسمه فقيل فلان ويشعر ان الشرف احيطوا به وان السعادة لا يمكن ان تنحصر. فكيف بك عبد الله وقد ذكرك الله هناك في الملكوت الاعلى؟ وسميت هناك في اشرف مجلس واعظمه لانك اخترت كتاب الله فكنت جليسه وانيسه. انها خصال ليست الا لاهل القرآن الذين يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم. فدونكم اياها يا امة القرآن والله يتوجه اهله اه