مؤسسة مجمع امام الدعوة الخيرية بمكة المكرمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله خير الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ايها الاخوة الكرام والاخوات الكريمات هذا اوان الشروع في دورة هذا العام دورتي العلمية التي تقيمها اكاديمية مؤسسة مجمع امام الدعوة العلمية هذه الدورة التي تنطلق بفضل الله تعالى عاما بعد عام حقيقة نجاحا وتميزا ونفعا كبيرا بفضل الله تعالى ومنته قبل الشروع لدرسنا لهذا اليوم الذي نستأنف فيه درس الاصول هنا مقدمات ثلاث يحسن البدء بها اولها شرف ما نحن فيه ونشتغل به اعني طلب العلم ومدارسته وتحصيله والصبر على ذلك والاجتماع من اجله والتحلق في بيت من بيوت الله تعالى وانتظار الصلاة الى الصلاة فيما بين ذلك. كل ذلك فضائل جمة وخيرات كثيرة متعددة يحوزها احدكم فهنيئا لكم وفقكم الله ثم ان طلب العلم وتحصيله ركيزة اساس لا يستغني عنها مسلم ومسلمة. في كل زمان ومكان فكيف اذا كان الزمان اخر الزمان وكيف اذا كان المكان بلد الله الحرام؟ فان الامر يتأكد فضلا واهمية وعناية ومن هنا يحسن بكل مسلم ومسلمة ينشد لنفسه النجاة ويرجو لنفسه ان يسلك الله تعالى به سبيل الصالحين وينجيه من الفتن وان يأخذ به في درب تحل به عليه مرضاة الله تعالى يحسن به ان يستمسك بعرى هذا الطريق اعني طلب العلم تحصيله ان طلب العلم الشرعي ليس مجرد فضل ونافلة يسعى اليها الناس ويستكثرون منها في حمل الشهادات او حفظ المتون وما الى ذلك هو مسلك نجاة الاولى ثم ان مثل هذه الدورات تجمع بين عدة مزايا تقرب لصاحبها نيل العلم وتحصيله كونها في ايام معدودات من الاسبوع وفي جلسات محددة وفي فنون متنوعة وفي متون ايضا يحسن او يمكن تداولها وتناولها وتحصيلها في مثل هذا النوع من المدة التي تقرر لها ولذلك يستفيد من مثل هذه الدورات طالب العلم الذي قد اخذ حظا من طلب العلم وتحصيله. فيكون تنشيطا لمعلومات سابقة ويكون تذكيرا لعلم قد حصله من قبل. ويكون غير خال في الجملة من اضافة علمية وفائدة تمر به هنا او هناك ويستفيد ايضا من مثل هذه الدورات الذي لم ينخرط بعد في طلب العلم الشرعي الذي لم يسلكه فيما سبق من حياته مسالك طلب العلم الشرعي ويستوي في ذلك الذين قد اتجهوا لبعض العلوم الطبيعية ولم يتيسر لهم في مراحل سابقة تحصيل العلم الشرعي وتأصيله. او الذين لم يكتب لهم ابو العلم للانشغال بالمعاش او الاكتساب والارتزاق واسباب كثيرة فمثل هذه الدورات يستفيد منها الفئات المختلفة ويحصل منها نفع لكثير من الناس بمختلف الاتجاهات والاهتمامات اما المقدمة الثانية ايها الكرام فيما نحن فيه فهو ان يستشعر احدنا حين يقدم مثل هذه المجالس ويتحلق مع اخوانه ويصف الركب الى الركب والمناكب الى المناكب ويشترك معكم في ذلك اولئك الذين يتابعونكم بالصوت او بالصورة من خلف الشاشات ومن خلف السماعات وهم يتابعون هذه الدروس فانهم ايضا شركاء فيما انتم فيه من الاجر والثواب فليستشعر احدنا جميعا يا كرام اننا في طريقنا الطويل الذي نسير فيه الى الله تعالى حتى نحط رحالنا لا اقول في منزل الاخرة بل هو في موطننا الاول كما يقول ابن القيم رحمه الله فان الجنة هي مساكننا الاولى ومنازلنا التي اخرج منها ابونا ادم عليه السلام لحكمة ارادها الله فحين نقطع هذا الطريق الطويل نتسلح بامور كثيرة حتى ينجو احدنا في هذا الطريق يأتي على رأسها طلب العلم وتحصيله لان العبادة التي من اجلها خلقنا الله تعالى لا تتم الا بمعرفة الطريق الذي يعبد به المسلم ربه والعلم الذي يبصرك بالطريق الذي تعبد به ربك هو الذي عليك ان تتمسك به لانه قبل ان يكون شهادة تحملها او دورة تحضرها او متنا تحفظه هو قبل ذلك كله هو معرفة للطريق الذي يوصلك الى الله سبحانه وتعالى وهذا من اعظم ما شرف العلم وحامليه. ومن اعظم ما تفضل به الله سبحانه وتعالى على عباده فاذا كانت العبادة هي المقصود الاعظم من خلق الخليقة وايجادها فان طلب العلم هو السبيل الذي يدلك على الطريق الذي تعبد به الله سبحانه وتعالى ولهذا اسر عن الامام الزهري رحمة الله عليه عبارة جليلة توضح اثر الفقه الشرعي وطلب العلم حين يقول ما عبد الله بمثل الفقه دين فانظر كيف جعل التفقه ذاته عبادة طلب العلم وتحصيله والتبصر في دين الله عز وجل ومعرفة مواقع الحلال والحرام. والاخذ من العلم الشرعي بحظ وافر هو في ذاته عبادة بل من اجل العبادات لانه رأسها الذي يدلك الى الطريق الباقي الموصلة الى الله سبحانه وتعالى فنحن في مثل هذا المقام ننبه على ما ينبه عليه المسلمون جملة في كل مقام وهو التذكير بامر النوايا والاخلاص واستصحاح تصفية المقاصد من كل شائبة يمكن ان تعتريها وبان هذا اوان الشروع فليخلص احدنا نيته وليخرج من قلبه كل شائبة يمكن ان تذهب بثواب عمله او ان تحبطه او ان تفسد عليه تمام اجره وكماله فليخرج احدنا من قلبه كل غرض وليجعله خالصا لوجه الله تعالى. مستحضرا في ذلك فضل العلم وثوابه وما اعد الله لاهله. وينوي ان يكون احد اولئك المتشرفين بكل تلك المكارم والفضائل والمناقب ثم يستحضر ثانيا ان هذا العلم الشرعي الذي يحضره ويجلس مجالسه ويستمع فيه الى الفوائد وما يحضره من جمل علمية ونحوه يستحضر في ذلك كله انها خطوات تقربه الى الله تعالى وهو ايضا درب يستبصر به مواقع خطواته في هذا الطريق الطويل حتى يلقى الله جل وعلا ثم يستحضر ثالثا ان عمر احدنا قصير مهما طال وان اجله محدود مهما امتد فاذا كان احدنا سيشغل حياته بكثير من المشاغل والمهمات في حياته فليكن في حياتنا فسحة متسعة لهذا الامر العظيم. طلب العلم وتحصيله الاستكثار من الخيرات والفضائل والمكرمات فان هذا يمكن ان يكون شيئا يسر المرء حين يلقى الله عز وجل وصحيفته ملأى بمثل هذه خيرات اما الوقفة الثالثة ايها الاحبة الكرام فهي في هذه المجالس وهذه المناسبات التي تجتمع لها طلبة العلم واهل العلم يتذاكرون فيه مسائل العلم هي مجالس شريفة ومقامات عالية خصها الله تعالى بفضائل كثيرة. وجعل النبي صلى الله عليه واله وسلم طلب العلم طريقا من طرق الجنة وسبيلا من سبلها وجعل لاهله من الدرجات والخيرات ورفعة القدر في الدنيا والاخرة ما هو معلوم مشهور ليس هذا المقصود من ذكره الان لكنني اشيد بمؤسسة مجمع امام الدعوة وهذه الاكاديمية المباركة التي كانت ولا زالت تحرص تمام الحرص على تقديم كل ما هو نافع كل ما هو نافع ومفيد لابناء المسلمين وبنات المسلمين ولم يقتصر هذا النظر والاهتمام الى اهل مكة شرفها الله ومن يقطن فيها من طلبة العلم والوافدين والراغبين لكنها امتدت الى ان تكون ممتدة النفع كشجرة باسقة امتدت اغصانها فيتفيأ ظلالها. كل قريب وبعيد. ولذلك اصبح المشتركون عن بعد الذين يتابعون هذه الدروس لا يقلون عن الجالسين في هذه المجالس وفي القاعات ويستمعون مباشرة بل هم اكثر منكم بكثير. في احصائية العام الماضي تقول ان الذين اشتركوا في الدورة من اولها الى اخرها وحضروا اختبارها وادوها نحوا من ثمانية الاف وخمسمائة انسان فاذا كان الجالسون امامي لا يتجاوزون الثلاثمائة والاربعمائة فانت تعرف كم بقي من العدد هم الان يتابعون الدرس كما تتابعون ويجلسون خلف الشاشات والسماعات يفتحون كتبهم كما تفتحون ويدونون كما تدونون ويستمعون ويقرؤون ويختبرون معكم كما تختبرون ايضا بل ان الفائزين في المسابقة في العام الماضي في الاختبار هي من دولة اندونيسيا في المركز العاشر هذا كله يدل على ان امتنا امة واحدة وهذا الهم المشترك فيه الحرص على طلب العلم وتحصيله من يشترك فيه الجميع. فمما يقوي عزيمة المسلم ان يشعر انه في مثل هذا الوقت وفي مثل هذا المكان يشترك معه الاف من اخوانه واخواته فهنيئا للجميع هذا الفضل والاجر والخير والبركة وشكر الله تعالى للقائمين على هذه الاكاديمية المباركة الموفقة وكتب لهم الاجر والثواب لكل من تسبب في ترتيب وتنسيق وتسهيل وتيسير لا حرمهم الله تعالى الاجر واشركنا واياهم في الثواب ثم نبدأ بعون الله تعالى مستعينين في درسنا الاول في رسالة اصول الفقه التي عنون لها الامام السعدي رحمه الله جعل بقوله رسالة لطيفة جامعة في اصول الفقه المهمة. الكتاب رسالة لطيفة كما عنون له العلامة الشيخ رحمه الله تعالى العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي اشهر من ان نعرف به هو شيخ مشايخ البلد المعاصرين تتلمذ عليه كبار الفقهاء المعروفين كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى وهو من اجل شيوخه الذين تتلمذ عليهم وافاد منهم. الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله عاش في فترة كانت بدايات لتأسيس العلم وانتشاره في مثل هذه البلاد. وقد جمع الله تعالى له العلوم المتنوعة الغزيرة النافعة. وكان فقد اكب على كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فافاد منها كثيرا واثرت في كتاباته وفي آآ العلوم التي يتناولها رحمه الله تعالى اتسمت مصنفاته جملة بعدد من المزايا يأتي على رأسها سهولة اللفظ ويسر العبارة كما سترون في هذه الرسالة وفي غيرها فلو قرأت له في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لوجدت هذا واضح جليا يفسر ايات القرآن باسلوب سلس سهل اللفظ قليل العبارة واضح المعنى لا يكاد يحتاج الى استاذ يشرح لك العبارة او الى شيخ يشرح لك الغامض منها هذا الاسلوب الذي اتسمت به مصنفات الشيخ جعلت بكتبه انتشارا وقبولا وفهما واتساعا. ونسأل الله تعالى ان يكتب له من ذلك عظيم الاجر ايضا مما اتسمت به كتب الشيخ رحمه الله تناولها لعدد من العلوم. فاذ كتب في التفسير وفي الفقه وفي الاصول ونحوها من العلوم فان هذا يجعل صاحب العلم حينما يكتب في مسألة متناولا لها من الجوانب المتعلقة بها ولابد. فاذ يكتب في الفقه وله دراية في الاصول وله عناية بالتفسير ونحو ذلك من العلوم فان هذا يظهر اثره في الكتب التي يكتبها في المسائل التي يتناولها في العلوم التي يشرحها وعموما هذه الرسالة التي بين ايدينا اليوم رسالة لطيفة عدد ابوابها يسير جدا ومسائله محدودة جدا. كانت مناسبة لمثل هذه الدورة التي لن يتجاوز لقاءات درس الاصول فيها سبع لقاءات هذا اولها هذا واحد وبقي ستة الستة اللقاءات بما فيها لقاء اليوم ان شاء الله تعالى سيقتصر على تناول فصول الكتاب على يسر الفاظه وعباراته فيه قدر من التوقف عند شرح العبارة المرادة وسنستفيد من متسع الوقت الذي يسعنا فيه اكمال الفصول بذكر تطبيقات عملية لبعض القواعد الاتية في الفصول للمتقدمة واظن ان هذا مما يهم طالب العلم. لان اصول الفقه علم يتناول قواعد تعينك على التعامل مع الادلة الشرعية وكيف تفهم النص ودلالة الالفاظ هو محور علم الاصول وهو عموده الفقري وهو صلبه الاعظم وهذه تفتقر الى ممارسة وتطبيقات عملية. فربما كان الفصل قليل الاسطر محدود العبارات لكننا سنثري ذلك ان شاء الله تعالى بجملة من التطبيقات وبجملة من المسائل بجملة من الادلة التي نتعامل معها تطبيقا لتلك القواعد ونحوها فنشرع بعون الله تعالى في ذكر مقدمة الكتاب وفصوله وابوابه التي ترتبت على التوالي قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده على ما له من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا وعلى احكامه القدرية العامة لكل مكون وموجود احكامه الشرعية الشاملة لكل مشروع الجزاء بالثواب للمحسنين والعقاب للمجرمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في الاسماء والصفات عبادتي والاحكام واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي بين الحكم والاحكام ووضح الحلال والحرام اصل الاصول وفصلها حتى استتم هذا الدين واستقام اللهم صلي وسلم على محمد وعلى اله واصحابه واتباعه. خصوصا الاعلام خصوصا العلماء قوله رحمه الله الذي بين الحكم والاحكام الحكم جمع حكمة والاحكام جمع حكم لان رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته جاءت شاملة للامرين معا احكام شرعية وحكم واسرار مرتبطة بتلك الاحكام شريعة الاسلام واحكام الفقه فيها ذات جانبين حكم شرعي يتناول المكلف من حيث الامتثال فهذا حلال وهذا حرام وهذا واجب وهذا مسنون هذا ما اسمه هذه حكم او احكام الواجب والحرام والمسنون والمكروه. هذه احكام شرعية من وراء تلك الاحكام حكم واسرار فحرم الله تعالى كذا لانه قبيح واوجب كذا لانه يعود بالنفع على قلب المسلم او بدنه. فهذه حكم فذكر ان البعثة النبي صلى الله عليه وسلم مشتملة على بيان الحكم والاحكام. ثم قال رحمه الله تعالى اما بعد فهذه رسالة لطيفة في اصول الفقه سهلة الالفاظ واظحة المعاني معينة على تعلم الاحكام لكل متأمل معاني معاني من المعاناة الذي يتحمل ويحاول ويستتبع في ذلك عناء حتى يصل الى مطلوبه ومراده ومعاني يعني محصل المعاناة في سبيل تعلم الاحكام قال رحمه الله نسأل الله ان ينفع بها جامعها وقارئها انه جواد كريم ثم ابتدأ رحمه الله تعالى باول فصول هذا الكتاب وهو التعريف لعلم اصول الفقه قال رحمه الله تعالى فصل اصول الفقه هي العلم بادلة الفقه الكلية وذلك ان الفقه اما مسائل يطلب الحكم عليها باحد الاحكام الخمسة اما دلائل يستدل بها على هذه المسائل الفقه هو معرفة المسائل والدلائل وهذه الدلائل نوعان كلية تشمل كل حكم من جنس واحد من اول الفقه الى اخره كقولنا الامر للوجوب والنهي للتحريم ونحوهما وهذه هي اصول الفقه وادلة جزئية تفصيلية تفتقر الى ان تبنى على الادلة الكلية اذا تمت حكم على الاحكام بها فالاحكام مضطرة الى ادلتها التفصيلية والادلة التفصيلية مضطرة الى الادلة الكلية وبهذا نعرف الضرورة والحاجة الى معرفة اصول الفقه وانها معينة عليه وهي اساس النظر والاجتهاد هذه في الأحكام هذا التعريف بعلم اصول الفقه يتوقف على شيئين ان تعرف ما هو الفقه وما هي اصوله ما هي الاصول التي توصل الى علم الفقه؟ اما الفقه فمعروف للجميع هو معرفة الاحكام الشرعية التي توزعت على الابواب الفقهية بدءا من الطهارة ومرورا بالصلاة والصيام والزكاة والحج الى اخر ابواب الفقه معرفة الاحكام الشرعية هي الفقه ان تعرف ما الذي يجب في الصلاة وما الذي يحرم فيها؟ وما الذي يعد فيها ركنا؟ وما الذي يعد واجبا؟ وما الذي يعد سنة ان تعرف في الصيام ما هي المفطرات وما هي الممنوعات؟ وما الذي يصح به الصوم؟ وما الذي يبطله؟ وقل مثل ذلك في الحج والزكاة وفي البيع وفي الطلاق وفي النكاح وفي كل ابواب الفقه هذه احكام وطالب العلم لما يفتح اي كتاب فقه فانه يجد فيه الاحكام الشرعية الممتدة عبر الابواب المختلفة الفقه ليس هو معرفة الاحكام فقط هو معرفة الاحكام مقرونة بادلتها فان تعرف الحكم فقط هذا لا يعد فقها والا اصبحت الامة كلها فقهاء لان الجميع يعرف احكام الصلاة ان تعرفها معرفة مجردة ليست فقها. انما الفقه ان تعرف الحكم ها بدليلهم ان تعرف ان قراءة الفاتحة ركن في الصلاة وتعرف دليل ذلك ان تعرف ان النوم الكثير ناقض للوضوء وتعرف دليل ذلك ان تعرف ان الله عز وجل حرم الجمع بين الاختين في النكاح وتعرف دليل ذلك وهكذا فالفقه معرفة الاحكام بادلتها اذا كان هذا هو الفقه فما اصوله ما اصوله ما معنى كلمة اصول اصول الشيء اسسه التي يبنى عليها. قواعده التي يقوم عليها وهذا مصطلح في العلوم. انا لما اقول اصول التفسير فمعناه القواعد التي يقوم عليها علم تفسير الاسس التي يقوم عليها هذا العلم فلا يطلب طالب العلم علم التفسير الا وقد حصل اصوله ما اصول التفسير؟ ان يعرف الناسخ والمنسوخ واسباب النزول وان يعرف معاني الغريب من المفردات وان يعرف قواعد التفسير العامة وهي تفسير القرآن بالقرآن ثم بالصحيح المأثور من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ما يؤثر عن اعلام الامة من الصحابة والتابعين وامثال لذلك من القواعد التي تعين على معرفة علم التفسير فتحصيل هذا القدر من القواعد والاسس يسمى اصول العلم فاصول التفسير هو هذا اصول الحديث ما هي هي ما يدرسه طالب العلم فيما سمي بمصطلح الحديث ان تعرف ما الصحيح وما الضعيف وما مصطلحات اهل العلم في هذا الباب؟ ما معنى مرسل ومعلق ومعضل؟ ما الفرق بين المقطوع والمنقطع؟ كل هذا من الاسس التي يبنيها طالب العلم قبل ان يشرع في دراسة علم الحديث فسميت باصول الحديث كذلك الفقه نحن ندرس احكام الطهارة والصلاة والصيام والزكاة والحج والبيع والاجارة والرهن والكفالة وكل ابواب الفقه ان تعرف اصول هذا العلم فانك تضبط قواعده اسسه التي يبنى عليها هذا العلم. فهذا هو اصول الفقه علم اصول الفقه والقواعد هي الاسس التي يبنى عليها علم الفقه فاذا كان الفقه يتكون من شيئين احكام وادلة فما القواعد التي يبنى عليها هذا القدر الكبير ان تعرف الحكم وادلته. اذا عليك ان تعرف اولا ما هي الطرق التي توصلك الى الادلة الشرعية ثم اذا وصلت الى الادلة الشرعية كيف تتعامل معها لتستنبط الحكم منها هذا هو وظيفة علم اصول الفقه وهذه وظيفة الاصولية اذا الاصولي متمرس في التعامل مع الادلة بخطوتين الخطوة الاولى البحث عن الدليل والوقوف عليه وما الخطوة الثانية ما الخطوة الثانية مرة اخرى وظيفة علم اصول الفقه هي ان تقودك الى ان تحصل الفقه ان تعرف الحكم الشرعي من خلال الدليل فوظيفة الاصول ودور الاصول في دراسة هذا العلم هي التعامل مع الدليل من خطوتين الخطوة الاولى البحث عن الدليل الى حين الوصول اليه والوقوف عليه. وما الخطوة الثانية نعم التعامل مع الدليل لاستخراج الحكم منه. ممتاز. هذا باختصار شديد وتيسير لا تبسيط بعده في فهم كنه علم اصول الفقه وحقيقته ودوره هي البحث عن الدليل والتعامل الصحيح معه لاستنباط الحكم منه هذه التي اوجزناها في كلمتين هي علم افنى فيه العلماء اعمارهم ودونت فيه المصنفات ووضعت فيه الكتب اصبحت سد من يرتقيه طالب العلم حتى يصل الى القمة وعندئذ يسمى مجتهدا او فقيها او عالما حين يحسن الوقوف على الدليل ويحسن استنباط الحكم منه بالطريقة الصحيحة المنضبطة بالقواعد اين نجد هذا في علم اصول الفقه اذا علم اصول الفقه هو الذي يخولك الى ان تبلغ هذه المرتبة ان تجيد البحث عن الدليل وان تعرف الطريقة الصحيحة للتعامل مع الدليل اظنكم فهمتم الان ان اصول الفقه يتكون من جزئين كبيرين الجزء الاول يتمثل في الادلة الشرعية والجزء الثاني للتعامل مع هذه الادلة الشرعية الجزء الاول المسمى بالادلة الشرعية تدرس فيه في علم الاصول ما هي الادلة التي يصح ان تكون دليلا شرعيا في الفقه عند المسلمين فتدرس ان الكتاب دليل وان السنة دليل وان القياس الصحيح دليل وان الاجماع دليل. وربما دخلت في هذا بعض الاصول او بعض القواعد او بعض الادلة التي اختلف فيها العلماء لما كأن تقول قول الصحابي دليل المصلحة المرسلة دليل سد الذرائع دليل شرع ما قبلنا دليل وهكذا فالادلة تنقسم الى قسمين ادلة متفق عليها واخرى مختلف فيها في علم الاصول يهمك ان تتعرف على مواقع الادلة الشرعية واين هي لم لتبني عليه الخطوة التالية فمثلا في دليل السنة يهم الاصوليين كثيرا ان يبينوا لطالب العلم ما هو القدر من السنة الذي يصح ان يكون دليل فيقول لك اولا لابد ان يكون صحيحا بنسبته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخطوة الثانية الثالثة الرابعة فيضعون لك جملة مما يحدد لك معالم الدليل. ويناقشون في ثنايا هذا مسائل جزئية. فمثلا في دليل القرآن هل القراءة الشاذة حجة هل هي دليل شرعي هذا جزء مما يتناوله الاصوليون في دراسة الادلة الشرعية في كتب الاصول ولا يهمه ان يبحث لك عن دليل المسألة تلك او دليل المسألة الاخرى هناك. هو فقط يهمه ان يضع لك قاعدة. هل القراءة الشاذة التي لم تتواتر التي لم تصح القراءة بها التي لم تتصل بقراءة بسند صحيح الى النبي صلى الله عليه وسلم. ثبتت عندنا انها قراءة رويت في صحيحه البخاري قراءة ابن مسعود رضي الله عنه في اية كفارة اليمين فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام متتابعات فكلمة متتابعات في اية سورة المائدة ليست قرآنا. لانها غير ثابتة بسند متصل بالقراءة لكنها ثابتة يرويها البخاري في صحيح ان ابن مسعود رضي الله عنه كان يقرأها هكذا وهي هكذا في مصحفه. سماها العلماء القراءة الشاذة اذا هل ثبت ان ابن مسعود كان يقرأها؟ الجواب نعم السؤال ما هو الموقف منها؟ هذا الذي يناقشه الاصوليون مثلا في دليل القرآن. هل القراءات الشاذة يصح ان تبني منها الحكم؟ هذا مثال للمسألة فاذا قلت نعم القراءة الشاذة حجة بنيت على هذا حكما فقهيا ان من اراد ان يصوم الثلاثة الايام في كفارة اليمين يجب ان تكون متتابعة انظر كيف هو لا يهمه في النهاية الحكم الذي ستصل اليه هو يهمه ان يبني قاعدة. اصلا يكون عندك. قل مثل ذلك في ادلة السنة ماذا لو كانت السنة من قبيل الاحاد لا من المتواتر هي حجة؟ نعم حجة هل هناك فرق بين مسائل العقائد ومسائل الاحكام؟ في استنباطها من الادلة من السنة عندما تكون اخبار احاد هذه مما تناقش في الاصول الخبر الواحد خبر الاحاد فيما تعم به البلوى وتنتشر الحاجة اليه وتمس الحاجة اليه بكثرة يكون حجة في هذا الباب. اضرب امثلة يا اخوة ويا اخوات للقواعد التي يتعامل معها الاصوليون داخل علم اصول الفقه لاحظ اننا هذا كل الامثلة التي ضربناها الان في باب واحد. الذي هو الادلة الشرعية في اصول الفقه اظن الصورة اضحت واضحة الذي يناقشه الاصوليون فيما يتعلق بالادلة ما هو ما الذي يناقشه الاصوليون في ابواب الادلة بيان ما يصح ان يكون دليلا وما لا يصح ان يكون دليلا. ممتاز يأتيك الى القياس يقول لك القياس منه ما هو صحيح ومنه ما هو فاسد. ويعطيك شروط القياس الصحيح الاجماع منه ما هو صريح ومنه وما هو ضمني. منه وما هو قطعي ومنه ما هو ظني. فيعطيك انواعه ليبين لك ايهما يكون حجة وايها لا يكون فاذا في النهاية بعدما تتم دراسة ابواب الادلة في علم اصول الفقه يفترض انك حصلت ماذا اصلت معرفة انواع الادلة الشرعية التي تستعمل في الفقه هب انك بعد النظر والدراسة ترجح عندك ان شرع من قبلنا ليس بحجة. فاذا مرت بك مسألة من مسائل الفقه والدليل فيها اية فيها حكاية عن شرع موسى عليه السلام او عن شرع ابراهيم عليه السلام فيمكنك ان تقف امام هذا الدليل وتقول القراءة عفوا ان تقول شرع من قبلنا ليس بحجة فتمتنع عن الاستدلال بهذا الدليل لانه تقرر عند لك في الاصول ان شرع من قبلنا ليس بحجة على سبيل المثال وهكذا فعلم اصول الفقه في ابواب الادلة ينتهي بك الى ان يبصرك ما الذي يصلح ان يكون دليلا وما الذي لا يصلح ان يكون دليلا لكن هل يعلمك دليل تحريم الخمر اين هو في القرآن لا هل يعلمك الاحاديث التي جاءت بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها في النكاح؟ هذا ليس وظيفة علم الاصول هو يعطيك القواعد الكلية لما تفهمها تنطلق انت في الميدان وتطبقها اذا فهمتم هذا يا اخوة ويا اخوات فهذا هو معنى قول الاصوليين ان علم الاصول يتناول ادلة الفقه الكلية او ربما قالوا الاجمالية او قالوا على سبيل الاجمال هل فهمتم الان ما معنى قولهم ادلة الفقه الاجمالية او على سبيل الاجمال او الكلية ماذا يقصدون يقصدون انهم يبينون لك في الادلة ما الذي يصلح ان يكون دليلا وما الذي لا يصلح هل من مهمات علم اصول الفقه ان يحصل لك ادلة المسائل مسألة المسألة ويحشر ادلتها من الكتاب ومن السنة؟ لا ليس هذا دليل ليس هذا مقصودا تلك تسمى ادلة جزئية دليل تحريم القتل دليل حد السرقة دليل وجوب الجهاد. دليل تحريم عقوق الوالدين دليل فضل الاحسان الى الجار. هذه كلها ادلة جزئية في الكتاب وفي السنة اصول الفقه لا يبحث هذا انما يبحث عن قواعد كلية عن اصول عامة تبنى عليها الادلة الجزئية فاذا هذا مقصودهم من قولهم في تعريف اصول الفقه ادلة الفقه جزئية الكلية او ربما يقولون الاجمالية او على سبيل الاجمال ممتاز هذا كله يا اخوة هو شطر علم الاصول ما الشطر الثاني التعامل مع الادلة عرفت ان القرآن دليل وان السنة الصحيحة دليل. الخطوة الثانية في التعامل مع ادلة الكتاب والسنة على وجه الخصوص هي القواعد التي تستنبط بها الاحكام من ذلك الدليل وهي قواعد لغوية في الاصل ما دلالة الامر؟ ما دلالة النهي؟ ما دلالة العام؟ ما دلالة الخاص ما دلالة المطلق؟ ما دلالة التقييد المبين المجمل كل هذا يندرج تحت ما يسميه الاصوليون دلالات الالفاظ ودلالات الالفاظ هو النصف الثاني من علم اصول الفقه وهو الجزء الاكبر وحقيقة هو الميدان الذي يتنافس فيه العلماء ويتفاوت فيه مراتب الفقهاء الذي هو احكام القبضة على ابواب دلالات الالفاظ لانها هي المعترك لان الجميع يقف امام النص امام الاية امام الحديث لكن الانظار تتفاوت لكن الاستنباطات تختلف لكن الفهم حتى للدليل الواحد متفاوت ومنشأ ذلك هو الاحتكام الى الادلة من خلال القواعد فثمة قواعد تبنى في علم اصول الفقه. كيف تتعامل مع دلالة الامر فيرجع بك الى اسلوب العرب في اللغة. العرب اذا امرت امرا ماذا تريد يقول لك فرق بين ان يكون الامر متوجها من اب الى ولده او من الولد الى ابيه صح ماذا لو قال الاب لولده يا بني اجلس اسكت اخرج على ماذا تفهم هذا الامر على سبيل الالزام ووجوب الطاعة والامتثال ماذا لو استخدم الابن نفس الصيغة صيغة الامر؟ فقال لابيه يا ابتي اعطني افعل لي هل هو يأمر اباه على سبيل الايجاب والالزام لا فقالوا دلالة الامر حتى في لغة العرب واستعمالات متفاوتة عندما تكون المسألة متوجهة من اعلى الى ادنى او من ادنى الى اعلى او من شخص الى مساو له يكلم صديقا له او اخا له فيأمره يستخدم صيغة الامر الاول طلب والثاني دعاء والثالث التماس ونحو هذا. هذه كلها دلالات تعلم داخل ابواب علم اصول الفقه خذ مثالا اخر يتفقون على ان الامر من الاعلى الى الادنى من الله سبحانه وتعالى الى خلقه من السيد الى عبده من الاب الى ولده من المعلم الى تلميذه انه في يدل على الطلب والالزام. اذا امرك فانه يلزمك بان تمتثل. فانه يطلبك ان تطيع. فانه يعتبرك مخالفا اذا ابطأت او تأخرت واضح لكنه حتى هذه الحالة يفصلون فيها تفصيلا فيقولون لو كان الامر صادرا على سبيل الابتداء والمبادئة يقول لك دخل عليك فقال لك ابوك افعل. قال السيد لعبده افعل هذا يدل على الطلب يختلف هذا تماما فيما لو سبقه سؤال لو قال الابن لابيه يستأذنه يا ابتي اذهب والعب فقال له العب اليست هذه صيغة امر هو هل يأمره الان بان يلعب فيحاسبه فيما لو لم يلعب اذا لما قال له امرا اياه العب ماذا كان يريد كان مجرد الاذن والاباحة له. ارأيت كيف اختلفت الدلالة مع ان القاعدة واحدة هي قاعدة الامر لكن المقام اختلف. كل هذا يدرس ضمن قواعد ابواب دلالات الالفاظ في علم اصول الفقه النهي مثله يا كرام ابواب الدلالات الاخرى في علم اصول الفقه هي من هذا القبيل. تحكم الصنعة فيما يحتاج اليه طالب العلم قلت قبل قليل ربما كان الدليل الواحد باللفظ الواحد مشتملا على فهم متفاوت عند اهل العلم واستنباطات مختلفة. الحديث الواحد اللفظ الواحد يبنون عليه مسائل مختلفة والحديث واحد او النص الشرعي واحد حتى لو كان اية قرآنية وهنا كما قلت يظهر تفاوت الفقهاء في استنباط الدلالات من من النصوص الشرعية. اذا هذا الشطر الثاني من شطري في علم اصول الفقه كان الاول هو ادلة الفقه اجمالية او الكلية. الشطر الثاني ما هو ودلالات الالفاظ وطرق الاستنباط هو القواعد التي تستخدم لاستخراج الاحكام من الادلة هذان المحوران هما صلب علم اصول الفقه وهذا الذي يدرسه الطالب في علم الاصول وهذا الذي يحصله الاصولي بطلبه العلم في كتب اصول الفقه وهو كما ترون يا اخوة غرض شريف ومقصد جليل ان يعيش المسلم ان يعيش المسلم حياته وقد فقه عن الله تعالى مراده ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم والله اشرف الغايات واعظم الامنيات واجل الدرجات ان يصل اليها عبد مسلم او امرأة مسلمة. ان يعيش فاهما عندما تمر به الاية او يسمع الحديث او يقرأه او يطلع عليه ان يكون فعلا قد وصل الى تحقيق المراد من المقصود الشرعي في الاية وفي الحديث يعيش يفهم مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم فيمتثل به اولا يربي عليه اهل بيته ثانيا به الناس وينشر به العلم ثالثا كل هذا متوقف على عظم ادراك المراد من النصوص الشرعية. وكل هذا مستودع في بطن علم اصول الفقه الذي يحصله الاصولي بالنظر والدراسة والممارسة والتمكن حتى تتكون عنده الملكة التي ينشأ عنها ذلك. الشيخ رحمه الله تعالى في اول الفصول عرف علم الاصول بقوله الان بعد ان فهمت الصورة تابع معي العبارات قال رحمه الله اصول الفقه هي العلم بادلة الفقه الكلية الى هنا واضح؟ لماذا قال الكلية لان هناك ادلة جزئية ليست هي المقصودة في اصول الفقه. ممتاز. طيب الشيخ وضع فاصله وبدأ يشرح اذا نحتاج ان نضيف جملة اخرى ليتم تعريف علم اصول الفقه. فماذا نقول هي العلم بادلة الفقه الكلية وطرق الاستنباط منها ممتاز او قواعد الاستنباط منها لان الاصول جزءان جزء للادلة وجزء للاستدلال او معرفة طريق الدلالة. هي العلم بادلة الفقه الكلية يمكن ان تضيف وطرق الاستنباط منها او الاستدلال بها قال رحمه الله وهو يشرح وذلك ان الفقه اما مسائل يطلب الحكم عليها باحد الاحكام الخمسة واما دلائل يستدل بها على هذه المسائل اذا الفقه شيئان ما هما احكام الفقه شيئان احكام وادلة حكم ودليل. الفقه حكم ودليله. قال الشيخ رحمه الله وذلك ان الفقه اما مسائل يطلب الحكم عليها باحد الاحكام الخمسة واما دلائل الدلائل جمع جمع دليل يستدل بها على هذه المسائل فالفقه هو معرفة المسائل والدلائل يعني المسائل وادلتها ثم قال وهذه الدلائل نوعان كلية ويكون النوع الثاني جزئية اصول الفقه يهتم بماذا بالكلية. الشيخ رحمه الله اراد ان يشرح الان الفرق بين النوعين من الادلة حتى يبين لك ما هو دور الاصول قال هذه الدلائل نوعان كلية تشمل كل حكم من جنس واحد من اول الفقه الى اخره كقولنا الامر للوجوب والنهي للتحريم ونحوهما وهذه هي اصول الفقه ثمة ملحظ على هذه الفقرة التي اوردها الشيخ رحمه الله تعالى ابتدأ بقوله الادلة الكلية تشمل كل حكم من جنس واحد من اول الفقه الى اخره كقولنا الامر للوجوب والنهي للتحريم هذا تمثيل لطرق الاستنباط لا للادلة ولعله اما سبق قلم او فوت عبارة والصواب ان تقول هذه امثلة لطرق الاستنباط فاذا اردت التمثيل بالادلة الكلية ان تقول القراءة الشاذة حجة هذا مثال لدليل ماذا نقصد بدليل كلي؟ قاعدة عامة تتعلق بالدليل ان تقول الحجة ان تقول السنة الصحيحة حجة في العقائد والاحكام. هذا دليل كلي ان تقول خبر الواحد حجة فيما تعم به البلوى. هذا دليل كلي. اذا عندما نصوغ قاعدة كلية تتعلق بالدليل يسمى دليلا كليا اما قولنا الامر للوجوب والنهي للتحريم فهذه من قواعد دلالات الالفاظ او ان شئت فقل من قواعدي وطرق الاستنباط فيضرب بها المثال هناك ثم قال رحمه الله وادلة جزئية تفصيلية ما معنى تفصيلية ما معنى تفصيلية يعني دليل خاص بمسألة بعينها كأن تقول مثلا الدليل على مشروعية الرهن عند البيع. قوله تعالى فرهان مقبوضة ان تقول على استحباب المكاتبة في الدين. يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه. ان تقول الدليل على تحريم الربا واحل الله اهو البيع حرم الربا هذا كله يسمى ادلة تفصيلية جزئية قال وادلة جزئية تفصيلية تفتقر الى ان تبنى على الادلة الكلية. فاذا تمت حكم على الاحكام بها ثم قال رحمه الله فالاحكام مضطرة الى ادلتها التفصيلية والادلة التفصيلية مضطرة الى الادلة الكلية بمعنى انها فرع عنها ومترتبة عليها وبهذا نعرف الضرورة والحاجة الى معرفة اصول الفقه وانها معينة عليه اي على الفقه علم اصول الفقه معين على الفقه وهي اساس النظر والاجتهاد في الاحكام انتهت مقدمة الشيخ ولي ها هنا سؤال السؤال يقول اذا تبين عندنا مرتبة اصول الفقه واهميته وحاجة الفقيه اليه وانها القاعدة التي يبنى عليها الفقه وانها الاساس التي فيقوم عليها بنيان الفقه. السؤال يقول هل يمكن ان يكون فقيها ولم يحصل علم الاصول او لم يبرع فيه او لم يتمكن فيه او لم يأخذ منه قدرا وافيا كافيا؟ هل يمكن وان يكون فقيها نعم اولى او بين بين نعم طيب هذا مترتب على الجواب عن سؤال اخر. ما هو الفقه يعني حتى يكون فقيها اي نوع من الفقه نقصد اذا كنا نقصد الاحكام المتقررة في كتب الفقهاء فأي طالب علم يحفظ كتابا من كتب الفقه يكون قد حصلها اذا كنا نقصر الفقه على هذا المقصود الاحكام المدونة في كتب الفقهاء يحفظ كتابا من كتب الفقه على مذهب من المذاهب يحفظ متن من المتون ويستظهر شرحا من الشروح عليه يكون قد حصل لكن اذا فسرنا الفقه بانه معرفة الاحكام التي يحتاج اليها المكلف في حياته فتندرج في ذلك الصور النازلة والمسائل المستجدة في حياة البشر في الامور الطبية او الاقتصادية او السياسية هذه كلها لا يحصلها فقيه بالمراد الاول الذي قد استظهر الكتب وحفظ المتون. لانه لن يجد المسألة النازلة او المعاصرة ليجدها مستورة في كتب من الكتب القديمة ولا في شيء من متون الفقهاء. وعلى هذا لا يصح ان تسميه فقيها بهذا المراد امر اخر يا اخوة حتى الفقيه الذي يحفظ متون المذاهب ويحفظ شروحها وقد اصبح ما شاء الله حاوية لفقه الخلافي في كثير من المسائل ويستحضر المذاهب وادلتها. السؤال هو مجرد احاطته بالمسائل والادلة والخلاف والترجيح هذا لا يعد به فقيها لانه في النهاية سيأتي الى مرحلة من المراحل هب اننا نتكلم في مسألة مما اختلف فيها الفقهاء دعنا نقول مثلا فيما يتعلق بالحج الخروج من مكة من غير طواف وداع. حكم المبيت مزدلفة هذه امثلة لمسائل اختلف فيها الفقهاء هل يعد فقيها بمجرد ان يحفظ الخلاف في المسائل ويحفظ الادلة؟ في النهاية. اي قول سيرجحه او يصير اليه او يفتي به. ان لم يكن مرجحا له بنظر معتبر. النظر المعتبر هذا سيفتقر الى الى ادوات ينتقل الى قواعد يبني عليها الفقيه طريقته في الترجيح. لماذا رجح هذا القول وعنده عشرة ادلة؟ على القول الاخر وعندهم عشرين دليلا عشرون دليلا؟ الجواب لانه نظر فرأى ان الادلة العشرة رغم انها اقل الا انها في قوة الدلالة. وفي احكام من القواعد المعتبرة هي اقوى من تلك العشرين دليلا. وامثلة هذا. فاذا جئت حتى للمسائل المدونة في كتب الفقهاء لا يصح ان يكون فقيها وهو ضعيف الالة فيما يتعلق باصول الفقه وعموما فعلوم الاية كلها يا اخوة ويا اخوات كل علوم الالة هي تمثل هذا الدور لطالب العلم تمكنه من ان يمارس العلم بطريقة صحيحة اصول العلوم كلها هكذا تمكن طالب العلم من ان يحصل القواعد المعتبرة والاصول التي تعينه على المضي قدما في في بحر هذه العلوم ان يشق طريقه توفي بنظر واضح ومتزن وراجح ثم شرع للمؤلف رحمه الله تعالى في اول الفصول بعد المقدمة وهو بيان الاحكام. قال فصل الاحكام التي يدور عليها الفقه خمسة الواجب الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه والحرام ضده والمسنون الذي يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه والمكروه ضده والمباح مستوي الطرفين نأخذ امثلة الواجب الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه. ما امثلته الصلاة المفروظة هم صيام رمضان وزكاة المال الواجبة ها وبر الوالدين وصلة الرحم طيب الواجبات كثيرة في الشريعة ضابطه ما ترتب الثواب على فعله والعقاب على تركه اذا فعل حصل على ثواب واذا ترك اثم وتوعد بالعقاب هنا كلام كثير نتجاوزه لا حاجة الا به. هذا ليس تعريفا لحقيقة الواجب. هذا بيان لحكم الواجب يعني حكم الواجب هو الذي يترتب عليه هذا النوع والا فحقيقة الواجب ما طلبه الشرع او امر به امرا جازما قال والحرام ضده يعني اعد العبارة على سبيل الضد كيف تقول الذي يثاب الذي يثاب يثاب ويعاقب او تعكس تقول الذي يثاب تاركه ويعاقب الحرام ضد الواجب في ترتب الثواب والعقاب معا. فاذا كان الواجب يترتب فيه الثواب على الفعل والعقاب على الترك بالعكس يترتب الثواب على الترك والعقاب على امثلة هذا كثيرة مثل الزنا شرب الخمر قتل النفس المعصومة عقوق الوالدين الظلم اكل اموال الناس بالباطل وامثلة هذا كثيرة جدا قال رحمه الله والمسنون الذي يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه. وامثلة هذا كثيرة مثل السواك صوم ايام التطوع القاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف ها صلاة النوافل الظحى مثلا والوتر وقيام الليل ثم قال والمكروه ضده مثل المكروه ضده الذي يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله يؤجر عندما يترك امتثالا لكنه لا اثم عليه حينما يفعل مثال ذلك ها مثال ذلك مكروهية اتيان المساجد لمن اكل ثوما او بصلا. لقوله صلى الله عليه وسلم من اكل ثوما او بصلا فلا يقربن مسجدنا وليقعد في بيته فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو ادم. قال رحمه الله والمباح مستوي الطرفين اي طرفين مستوي الطرفين اي طرفين نعم لا لا لا مستوى الطرفين في الثواب والعقاب على الفعل والترك. يعني اذا فعل او ترك نسيان فلا اثم ولا عقاب المباح يستوي فيه الطرفان الفعل والترك فلا اثم ولا عقاب لا في الفعل ولا ولا في الترك. مثال ذلك شرب الماء البارد الجلوس متربعا او ممدود الرجلين. لبس الابيض الثوب الابيض او الاسود او الاحمر او الاصفر. ما لم يأتي نص شرعي بتخصيص شيء بالنهي عنه فالمباحات في الجملة هكذا ان تنام على وسادة او على الارض ان تنام على سرير مرتفعا او على مستوى الارض على الحصير ونحو هذا. كل هذا من المباحات التي لا يتعلق بذاتها حكم شرعي. لكن ماذا لو كان المباح هذا مترتبا عليه؟ حكم شرعي اخر. تلك مسألة اخرى ستأتي بعد قليل. قال رحمة الله عليه وينقسم الواجب الى فرض عين يطلب فعله من كل مكلف بالغ عاقل وهو جمهور احكام الشريعة واجبة والى فرض كفاية اذا الواجب بالمعنى المتقدم قبل قليل الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه ينقسم الى ما هو فرض عين والى ما هو ما فرض العين الذي يجب على كل مسلم ومسلمة فردا فردا عينا عينا هذا معنى فرض العين عند الفقهاء والاصوليين. قال يطلب فعله من كل مكلف بالغ عاقل ثم قال وهو جمهور احكام الشريعة الواجبة يعني يعني هذا النوع هو غالب احكام الشريعة الواجبة لما نقول الواجب قد يكون واجب عين فرض عين وفرض كفاية فايهما اكثر في الواجبات هو فرض العين. قال يا فرض كفاية وهو الذي يطلب حصوله وتحصيله من المكلفين يعني في الجملة لا من كل واحد بعينه ظرب امثلة فقال كتعلم العلوم والصناعات النافعة ما حكم ان يوجد في بلاد المسلمين من يجيد الطب واصلاح الصناعات المتعطلة وقيام حاجة الناس من الزراعة والمعيشة هذه كلها من الفروض الواجبة على الامة في الجملة فيصبح ارضى كفاية يعني يجب في الامة ان يقوم فيه من يقوم بهذا الواجب. فاذا قام به بعضهم فقد بدأت الذمة. واذا تركوه جميعا اثموا. فهذا من فروض الكفايات والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك مثل صلاة الجنازة. وامثلة متعددة. يجب ان يوجد في الامة من يقوم بهذا الواجب. والا اثموا جميعا قال رحمه الله وهذه الاحكام الخمسة تتفاوت تفاوتا كثيرا بحسب حالها ومراتبها واثارها السؤال هو نحن نتكلم عن اصول الفقه لما يشرع الحديث لما يشرع في الحديث عن الواجب والحرام والمباح والمسنون هذا مدخل في علم الاصول الفقهية غالبا ما يبدأ به الاصوليون. لم؟ لانك في اصول الفقه كما قلنا في المقدمة قبل قليل تتعلم الادلة وطرق الاستنباط من اجل الوصول الى ماذا الا الاحكام. قالوا فيحصل بك ان تتعرف على الاحكام قبل ان تخوض في اصولها التي تقود اليها. حتى تكون الصورة عندك واضحة فيناقشون هذه الاحكام ويطيلون كثيرا في انقسام الواجب الى موسع ومضيق والى فرض عين وفرض كفاية الى الحرام ما كان منهيا عنه لذاته لغير كل هذا يدخل في هذا السياق قال رحمه الله تعالى فما كان مصلحته خالصة او راجحة امر امر به الشارع امر ايجاب او استحباب وما كانت مفسدته خالصة او راجحة نهى عنه الشارع نهي تحريم او كراهة فهذا الاصل يحيط بجميع المأمورات والمنهيات الاحكام الخمسة اثنان منها مأمور هما الواجب المسنون واثنان منهما منهي عنه وهما الحرام والمكروه والثالث المباح لا مأمور ولا من هي. الان سيعطيك قواعد عظيمة تتعلق بهذا الاصل قال المأمور المأمور الذي امر به الشارع سيكون فيه مصلحة خالصة او راجحة. مصلحة خالصة اي مصلحة محضة لا مفسدة فيها بوجه من الوجوه المصلحة الراجحة التي ربما كان فيها شيء من الضرر والاذى لكن مصلحته اعظم نأخذ مثالا وجوب الصلاة وجوب الصلاة هذا مصلحته خالصة به مصلحة تعود على المسلم في دينه وفي دنياه ومثل ذلك الفروض في الاسلام كلها فانها مما تحققت فيه المصلحة الخالصة فامر به الشرع مثال المصلحة الراجحة اذ ان تتكلم مثلا على وجوب الجهاد في شريعة الاسلام. ويترتب عليه قتل وفوات انفس وذهاب واموال وازهاق واراقة دماء لكنه في سبيل المصلحة المتحققة من رفع راية دين الاسلام ودفع العدوان والظلم وشر الكفرة وصدهم عن سبيل الله فان مصلحته راجحة هذا معنى قولهم كل ما كان فيه مصلحة خالصة او راجحة امر به الشرع امر به الشرع اما امر ايجاب واما امر استحباب هذا فيما يتعلق بالمأمورات تعال الى المنهيات وهي المكروه والحرام. فانك ستجد ولابد ان من ورائها مفسدة اما مفسدة خالصة او راجحة. المفسدة الخالصة كالمحرمات في الشريعة الكبائر عقوق الوالدين قتل النفس المعصومة شرب الخمر الزنا المفاسد المترتبة على هذه المحرمات يعرفها الصغير قبل الكبير وثمة مفاسد راجحة. يعني فيها لون من النفع والخير يسألونك عن الخمر والميسر يقول فيهما اثم كبير و منافع للناس لم الغيت هذه المنفعة ولم يعتبر ولم يلتفت اليها لانها مغمورة في مقابل المفسدة الاعظم. فلما كانت مفسدتها راجحة ان الشرع الغاها ونهى عنه. فهذا الشرع جاء بالنهي عنه واما نهي تحريم او نهي تراه فاذا ستنظر الى ما يقابل المسلمين في حياتهم من المصالح والمفاسد. فاما مصلحة خالصة واما مفسدة خالصة واما مختلطة فيه المفاسد مع المصالح. فالحكم لماذا لما غلب منهما فما كانت مصلحته راجحة الحق بالمأمورات. وما كانت مفسدته راجحة الحق بالمنهيات. بقي الكلام عن ماذا عن المباح. قال رحمه الله تعالى واما المباحات فان الشارع اباحها واذن فيها وقد يتوصل بها الى الخير فتلحق بالمأمورات والى الشر فتلحق بالمنهيات ممتاز قبل قليل قلنا ان المباح كالنوم على الوسادة او على السرير او على الارض شرب الماء البارد او الدافئ او الساخن شرب الشاهي او الزنجبيل او المشروب الاخرى المباحة كل هذا داخل في دائرة المباح فلا ثواب ولا عقاب لا امر ولا نهي يتعلق به الا اذا ترتب على هذا المباح مصلحة او مفسدة. فاذا ترتبت عليه مفصلة اخذ حكمها. واذا ترتب عليه مفسدة هذا الماء مباح لكن ان يشربه الصائم في نهار رمضان دون عذر يبيح له الافطار فهو حرام في حقه ان يشربه المسلم اثناء الليل ولا حكم يتعلق به يبل به ريقه ويتقوى به على قراءة القرآن وقراءة العلم اصبح مباحا بل ربما وصل الى مقصود اعظم اذا حصلت به غصة وجب ان يدفعها ليحفظ على نفسه حياتها وصل الى منوع من الوجوب الذي في حقه هذا اثاره كثيرة جدا ان تشتري سيارة وتقتنيها شراء السيارة من المباحات التي لا يتعلق به لا امر ولا نهي لا ثواب ولا عقاب لكن فرق بين انسان يذهب يشتري السيارة ينوي بها ان يستعين بها على طلب العلم وقصد اماكن العبادة والذهاب الى الحرام وحضور العلم فحصل به مقصد شريف عظيم. صدقني يؤجر بهذا القصد الذي اشترى به السيارة واخر اجارنا الله واياكم مهرب مخدرات اشترى السيارة من اجل ان يستعين بها في الترويج والذهاب والتنقل بين البائع والمشتري وبين ترتيب مقاصده الفاسدة واغراضه المشبوهة المحرمة فانه اثم الفعل واحد اختلف باختلاف المقصد الذي اراده منه. قال فهذا اصل كبير ان الوسائل لها احكام هذا يتحقق منه فائدتان كبيرتان يا طلبة العلم. الفائدة الاولى ان المباحات في الاصل لا حكم لها الا اذا اصبحت وسائل لغيرها فتنتقل المباحات من المباح الى واجب او الى مسنون او الى مكروه او الى حرام وهي في اصلها مباحة لكنك لما تنظر الى الاثر المترتب علينا يختلف حكمها. فتصبح وسيلة الواجب واجبة وسيلة الحرام حرام وسيلة المسنون مسنونة وسيلة المكروه وهكذا الفائدة الثانية هو فيما يتعلق باستحضار النوايا والمقاصد عند اتخاذ المباحات ضربته قبل قليل مثالا بشراء السيارة. يا اخي حتى لما تشتري ساعة تلبسها في يدك او قلما تضعه في جيبك استحضر مقصدا تؤجر به ان تكتب بالقلم مسائل علمية ينفعك الله تعالى بها ان تنظر في الساعة لتحفظ مواقيت الصلاة وتعرف حقوق الله الواجبة عليك. استحضر هذه المقاصد تلبس ثوبا اشتريه او تفصله فانك تحتاج الى استحضار مقصد يعينك على ان تحصل فيه على ثواب. وامثلة هذا كثيرة وفوائده متعددة. قال رحمه الله تعالى في ختام هذا الفصل وبه نعلم نقف للاذان بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله تعالى وقد بين رجوع المأمورات الى المصالح الراجحة او الخالصة وبين ايضا رجوع المنهيات الى المفاسد الخالصة او الراجحة وبين ايضا ان المباحات تتوقف على حكم ها المقصد الذي تصل اليه بها قال واما المباحات فان الشارع اباحها واذن فيها قد يتوصل بها الى الخير فتلحق بالمأمورات الى الشر فتلحق بالمنهيات فهذا اصل كبير ان الوسائل لها احكام المقاصد هذه الوسائل اصبحت قاعدة كبيرة عند العلماء الوسائل لها احكام المقاصد بمعنى ان المقصد اذا كان واجبا اصبحت الوسيلة اليه واجبة وان المقصد اذا كان حراما اضحت الوسيلة المتخذة اليه حراما. كل هذا يا مشايخ فيما لو كانت الوسيلة مباحة لذاتها انها ينقلب حكمها الى واجب الى حرام الى مسنون الى مكروه بحسب المقصد الذي تصل اليه ضربت مثالا قبل قليل بشراء السيارة ولك ان تضرب الامثلة بكل مباح مباح في اصله ويختلف الحكم باختلاف المقصد الذي تصل اليه من خلال هذا المباح ولذلك قلت من الفوائد العملية المترتبة على هذه القاعدة العظيمة لطلبة العلم هو استحضار النوايا الصالحة عند اتخاذ المباحات تذهب وتشتري فراشا وفقني الله واياك تنام عليه في البيت ولحافا تتغطى به قد تكون النية مباحة خالصة فتتجرد عن الاجر كما تتجرد عن العقاب ولا حظ لك في هذا ولا ذاك لكن ماذا لو جعلت في نيتك ان يكون فراشا تضع عليه جنبك لتقوم في اليوم التالي عبدا مطيعا لله تشهد صلاة الفجر مستريحا من عناء يوم سبقك في عمل وجهد ومشقة رأيت كيف اختلفت النية وسيختلف عليه الاجر المترتب والثواب ولا شك قل مثل ذلك في كل مباح اجعل فيه نية صالحة لك واجعلي كذلك اختاه المسلمة في كل مباح تتخذينه في حياتك اجعلي فيه نية صالحة لك لحياتك لاولادك لزوجك لبيتك لاسرتك سيجد الواحد منا ان تعامله في الحياة يختلف. لانه قد حمل في جنبه نوايا كثيرة حسنة صالحة المقاصد ويتخذ المباح فيؤجر لا لانه اتخذ المباح لكن لانه استعمله وسيلة الى غيره من الامور المشروعة فاضحى مأجورا عليها قال رحمه الله تعالى في ختام هذا الفصل وبه نعلم ان ما لا يتم الواجب الا به فهو بناء على ماذا ان الوسائل لها احكام المقاصد فعندك واجب من الواجبات. متوقف على جزء من العمل ليس بواجب في ذاته لكنه وجب لانه وسيلة الى الواجب يضرب الفقهاء بهذا مثلين شهيرين. احدهما غسل الوجه في الوضوء وحدود الوجه في الفقه عند الفقهاء من منابت الشعر الرأس طولا الى منحدر من اللحيين وما بين الاذنين عرضا هذا حدود الوجه الواجب غسله فكونك تأخذ الماء بكفيك تجعلها في وجهك لتغسل به في الوضوء يصعب بل يستحيل ان تجعل الماء مبتدئا من منابت حدود شعر رأسك شعرة شعرة حتى تتيقن انك اصبت الوجه بكامل حدوده ستجعل جزءا من الماء على شيء من الشعر في بداية المنبت غسل جزء من الشعر ليس داخلا في الوجه لكنه لا يتم لك غسل تمام الوجه الا باخذ جزء من الرأس معه هذا مما لا يتم الواجب الا به واضح مثال اخر يضربونه شهير ايضا في مسألة بدء امساك الصيام في في اول النهار ان الواجب الامساك من طلوع الفجر. طلوع الفجر ليس لحظة محسومة بعينها مؤقتة بدقة متناهية نحتكم الى الاذان والمؤذن يحتكم الى معرفة الوقت والوقت علامة ان تتيقن طلوع الفجر الابيض ان يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر وان تتبين طلوع الفجر الصادق هذا لا سبيل الى ضبطه كما قلت بالشعرة فحتى يتحقق لك تمام الامساك من اول النهار ستمسك معه جزءا من الليل. هذا الجزء ولو كان دقيقة الشرع ليس واجبا لانه جزء من الليل. لكنني لا اعرف متى يبتدأ في حق الوجوب الشرعي بامساك الطعام والشراب من الفجر الا بان اخذ جزءا من الليل يقولون فامساك جزء من الليل مع النهار في الصيام للصائم مما لا يتم الواجب الا به فهو واجب قال رحمه الله وما لا يتم المسنون الا به فهو مسنون كل سنة تريد تطبيقها رعاك الله ما يتوقف على تطبيقك للسنة ولا تتحقق السنة الا به انت مأجور به اجر السنة. وكذلك ما يتوقف الحرام عليه فهو حرام انسان لم يتم له الحرام الا اذا اتى مكانا بعينه لن يتهيأ والعياذ بالله لاصحاب الخنا والفواحش والدعارة ما يتم له المقصود من الحرام الا بالتواجد في مكان بعيد وفي زمان بعينه. اذا القصد الى هذا المكان والتواجد فيه اضحى حراما لانه وسيلة الى الحرام اتخذها صاحبها ليفعل به فعلا حراما فاثم اثنين اثم المقصد واثم الوسيلة التي اتخذها كذلك. قال ووسائل المكروه مكروهة فائدة مثل هذا النوع من القواعد ان يعين الانسان على التبصر في شيئين. الشيء الاول مقصوده من العمل والشيء الثاني وسيلته اليه فينتبه الانسان ان من تمام فضل الله تعالى ان من حمل في قلبه نية صالحة لعمل صالح اجر على نيته وعلى عمله ومنوا الحرام اثم اثم الحرام ومنوا الخير ولم يعمله كتبها الله عنده حسنة كاملة. وهذا من تمام فضل الله. من نوى السيئة ولم يفعلها كتبها الله عنده حسنة كاملة كما في الحديث القدسي هذا كله مما يعين طالب العلم على ان يستحضر موقفه من هذه الوسائل وتلك المقاصد. هنا تم مقصود المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الفصل وقد تقدم معنا بعد ذكر المقدمة كلامه رحمه الله تعالى في الاحكام الشرعية وانها خمسة بين حدوده ضربنا امثلة لها انتقلنا الى الحديث عن ما يترتب على هذه الاحكام الخمسة من الوسائل والطرق المؤدية اليها القادم بعون الله تعالى هو الشروع في الادلة التي يستمد منها الفقه والشروع مباشرة في الكتاب والسنة ثم دلالاتها الذي هو الخوض في المقصود ولعله يبدأ معنا التطبيق من الدرس القادم ان شاء الله في ذكر بعض الامثلة العملية التي تعين الفكرة على امل على طريق الفكر والاستنباط والنظر والدليل. اسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد وان يهبني واياكم علما نافعا وعملا صالحا اليه الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين