شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قال قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وامينه على وحيه اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فهنيئا لكم هذه المجالس العطرة بذكر الله تعالى والمشتملة على طلب العلم الشرعي وتحصيله فانها مجالس خير وبركة وهنيئا لكل من يسر الله تعالى له اسباب الجلوس وثني الركب في مثل هذا المكان المعظم المقدس الجليل يتقرب فيه جليلة وهي التفقه في دين الله. وقد صح عن الفقيه المحدث الزهري رحمة الله عليه انه قال ما عبد الله بمثل فقهي في الدين فانتم في عبادة في مثل هذه المجالس التي تجلسون تحصلون فيها قدرا من طلب العلم الذي يقود الى اقوي في دين الله جل وعلا. ثم انه ابتدأ البارحة مجالس حديثنا عن ورقات امام الحرمين ابي المعالي الجويني رحمة الله عليه وعلى علماء المسلمين. وقد تقدم في مقدمته ذكر التعريفات التي اوردها مقدمة تمهيدا لما هو بصدد من بعض فصول من اصول الفقه كما قال رحمه الله. تقدم الحديث عن تعريف الاحكام السبعة. وهي التكليفية الخمسة لدى عامة طلبة العلم التي هي الواجب والمستحب والمباح والمكروه والحرام. ثم انتقل الى تعريف الصحيح والباطل او الصحة والبطلان ووقفنا عند ما يتعلق بتعريف الفقه والعلم والظن وما يتبعه. قبل الشروع في مسائل اليوم وتتم ما اورده رحمه الله تجدر الاشارة الى انه رحمه الله وهو بصدد تعداد هذه الاحكام السبعة التي مر تعريفها يعدد كل واحد منها تلو الاخر بقوله والاحكام سبعة الواجب والمندوب والمباح والمحظور والمكروه. هذه المسميات او المصطلحات التي عرضت في درس البارحة هي آآ مسميات للاحكام التي اراد رحمه الله تعريفها لوضع تصور صحيح عند طلبة العلم في ابتداء الدراسة في مثل هذه الابواب. والمحققون يفرقون في الاطلاق بين استخدام الوصف الذي يطلق على الفعل الذي تلبس به الحكم واطلاق الاسم المختص بالحكم. فرق بين ان تقول واجب ووجوب تقول الصلاة واجبة وبر الوالدين واجب. فاذا اردت ان تصف الفعل الذي اتصف بالوجوب تقول واجب قولك واجب هو وصف للفعل الذي تلبس به الحكم. تقول الصلاة واجبة والزكاة واجبة. وبر الوالدين دين واجب والعدل واجب والامانة واجبة. فاذا قلت واجب فانت لا تسمي الحكم انما تصف الفعل الذي تلبس به الحكم. لكن الحكم التكليفي ما اسمه؟ اسمه وجوب. فهذا هو الفرق بين الوجوب واجب فالوجوب الذي هو المصدر هو اسم للحكم فبالتالي ستكون الاحكام هي الوجوب والندب والاباحة والكراهة والتحريم. واذا اردت ان تصف الافعال ستقول فعل واجب وفعل من مندوب وفعل مباح وفعل مكروه وفعل محرم او محظور. فان تستخدم صيغة اسم المفعول فهو للدلالة على الفعل الذي اتصف بذلك الحكم. فهذا للدقة والتفريق ما على ما يريده المحققون. اقرأ بارك الله فيك. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا لجميع المسلمين. قال امام الحرمين الجويني رحمه الله تعالى والفقه اخص من العلم. والعلم معرفة المعلوم على ما هو به في الواقع. والجهل تصور الشيء على خلاف ما هو به في الواقع. نعم. لما انتهى رحمه الله الله فيما وقفنا عليه بالامس من ذكر تعريف الاحكام الشرعية وقد تقدم انه عرف الفقه بانه معرفة الاحكام ثم ساق الاحكام وعرفها جاء يتحدث عن الفقه والعلم وعرف الفقه. فجاء هنا فقال والفقه اخص من العلم لان العلم قد يكون فقها وقد يكون غير فقه. فعلم العقيدة مثلا وعلم التفسير وعلم الحديث وعلم النحو وعلم الهندسة وعلم الطب وعلم الصيدلة وعلم الفيزياء والفلك هذه علوم. الفقه الفقه نوع من العلوم وجزء منه ولهذا هو اخص من العلم. والعلم اعم من الفقه قدم بهذه جملة ليعرف لك العلم وما يقابل العلم وهو الجهل والدرجات التي تنزل عن درجة العلم. قال رحمه الله والعلم المعلوم على ما هو به في الواقع. ذكر قيدين في تعريف العلم. قال معرفة وهذا القيد الاول. معرفة المعلوم اي ادراكه. ان تدرك الشيء فقد عرفته. وهذا القيد يخرج الجهل لان الجهل الجهل هو عدم الادراك. فكونك لا تدري بما تحت الارض ولا ما خلف الجدار على ما في جيبي انا. انت لا تدري ما يوجد فيه. فهذا جهل. وهو جهل لانك لا تدركه. ولم تعلمه هذا القيد الاول الذي عرف به العلم. اذا القيد الاول يفارق فيه العلم الجهل. فالعلم ادراك والجهل عدم ادراك. القيد الثاني في تعريف العلم ان يكون هذا الادراك مطابقا لما عليه الامر ام موافقا لما عليه الامر وفي الواقع ان يكون صحيحا لان هذا الادراك ان لم يكن صحيحا فليس علما. ان كان ادراكك للشيء على خلاف ما هو به في الواقع فهو ايضا جهل عند اهل العلم ويسمى الجهل المركب. الجهل جهلان جهل بعدم ادراك الشيء من الاصل كأن اسألك ما الذي حصل البارحة في المكان الفلاني؟ فتقول ما ادري جهل جهل بسيط كما يسمونه. الجهل الاسوأ منه ان تعلم الشيء على خلاف ما هو عليه في الواقع خطأ وتظن ان هذا هو الصواب. كأن اسألك مثلا هل يجوز التيمم لمن وجد الماء مع قدرته على استعماله من غير مشقة ولا حرج ولا عذر يبيح له التيمم فتقول نعم. وتظن ان هذا هو الصواب ولربما وقته وعملته تظل تتيمم مع وجود الماء من غير حاجة الى التراب. فهذا جهل فانت جهلت اولا الحكم الصحيح للمسألة وجهلت ثانيا وجهلت ثانيا انك مخطئ. فهو جهل مركب كما يسمونه لانك وقعت في خطأ وتجهل انك وقعت في خطأ فيسمى جهلا مركبا. فالقيدان الواردان في التعريف هو لتحديد العلم قال معرفة المعلوم على ما هو به يعني في الواقع. فالقيد الاول يخرج الجهل الجهل والقيد والثاني يخرج الجهل المركب. وزاد بعضهم قيدا ثالثا في التعريف. فقال ادراك الشيء او معرفة الشيء على ما هو به معرفة جازمة. فقيد الجزم هنا في التعريف ليخرج الادراك غير الجازم نأتي بعد قليل احيانا تدرك الشيء يعني تعرفه لكن معرفتك به لا تكون جازمة تكون مترددة هذا لا يسمى لا يسمى علما ان لم يكن جازما فان جزمت بادراكك الشيء وكان ادراكا صحيحا فهو العلم وسيأتي بعد قليل. بقي ان نقول تعريف المصنف رحمه الله لما قال العلم معرفة المعلوم. هنا ملحظان على هذا التعريف. العلم معرفة المعلوم. ان كان معلوما فكيف يعرف؟ ولهذا استبدله الشراح فقالوا معرفة ما من شأنه ان يعلم. او اختصر ان شئت فقل معرفة الشيء. لانه لو كان معلوما فما معنى ان تعرفه الملحظ الثاني وهو ما ينتقده صناع الحدود في صناعة الحدود انه لا يجوز عندهم استعمال اللفظ الذي يعرف لا يجوز استعماله في التعريف او استعمال بعظ مشتقاته. ان تقول العلم معرفة المعلوم. ما المعلوم اسم مفعول من علم فلا تستخدم في التعريف شيئا من مشتقات المعرف العلم ومعلوم هذا عندهم يسمى دورا ويعتبرونه في الحدود ولا يسوء. فتلافيا لهذا يمكنك ان تقول معرفة الشيء على ما هو به. والشيء كلمة عامة تصدق على ما نريد به في التعريف الوصول اليه. قال رحمه الله معرفة المعلوم على ما هو به. عرف العلم مع ان عددا من اهل العلم بل هو نفسه امام الحرمين في البرهان وذهب اليه بعض من جاء بعده كالغزالي مثلا في المستصفى والرازي في المحصول ذهبوا الى ان العلم من مصطلحات التي لا تحد بحد. ولا يسوغ ان تضع لها تعريفا. لانك مهما اجتهدت في وضع تعريف له سيبقى دون الوفاء من التعريف وهذا مسلك عند بعض اهل العلم بعض المصطلحات اذا بلغت حدا في الوضوح في الوضوح والادراك لكل الناس فما معنى ان تعرفها؟ ولهذا لما جاء ابن القيم رحمه الله مثلا في تعريف المحبة وهو يتكلم عن محبة الله. اورد تعريفات كثيرة لمن سبق من اهل العلم سلفا وخلفا في تعريف المحبة. ثم قال والمحبة اوظح واظهر من ان تحد. فما تستطيع ان تحدها وتعال اي انسان ادرك ثم قل له ما هو الحب او ما هي المحبة؟ هو شعور يعيشه ويدركه ويعرف معناه وقد يصعب التعبير عنه بل ربما اذا جئت تعرف هذا الشيء الواضح تجد نفسك قد وقعت في استعمال عبارات تزيده غموضا لا وضوحا. والغرض من التعريف ما هو هو تقريب المعنى لمن يبحث عنه. فاذا تجاوزت ووصلت الى المقصود فانت في غنى عن التعريف. لما عرف العلم عرف الجهل فقال هل تصور الشيء على خلاف ما هو به؟ انظر الى التعريف هو يقابل تماما تعريف العلم. قال هناك معرفة المعلومات قال هنا تصور الشيء ونحن فضلنا ان يكون في التعريف في العلم معرفة الشيء ليكون مقابله هنا تصور الشيء على خلاف ما هو اذا فهمت معي تعريف العلم فانا اسألك الان. تعريفه للجهل هنا تصور الشيء على خلاف ما هو به. هل هذا تعريف للجهل البسيط ام المركب؟ المركب احسنتم لان الجهل المركب هو ان الشيء على خلاف ما هو به. فما الجهل البسيط اذا؟ الجهل عدم العلم. لكنك ما ان تعرف الجهل بان تقول عدم العلم. لان عدم العلم يدخل فيها اشياء اخرى. عدم ادراك الشيء. او عدم تصور الشيء يسمى جهلا بسيطا جيد الامر الاخر حفظكم الله تأملوا معي في تعريف العلم قال معرفة الشيء وفي الجهل قال لم يقل في الجهل معرفة الشيء على خلاف ما هو به. فلما استبدل لفظ المعرفة بالتصور يعني لماذا لم يقل في تعريف الجهل معرفة الشيء على خلاف ما هو به؟ نعم يقولون الجهل ليس معرفة اصلا. فما رضي ان يعطيه لفظ المعرفة واعطاه لفظ التصور وهو غاية ما يكون تصور غير صائب. فهذا من الدقة في استعمال اهل العلم للألفاظ في الحدود والتعريفات. لما انتهى حفظكم الله من تعريف العلم والجهل انتقل الى ذكر العلم باقسامه وهذا كله من الاستطراد الذي لا نجد حاجة للوقوف عنده كثيرا لانها مقدمات وتعريفات. اقرأ. والعلم ما لا يقع عن نظر واستهداف. كالعلم الواقع باحدى الحواس الخمس. وهي السمع والبصر والشك واللمس او بالتوازن. واما العلم المكتسب فهو الوقوف على النظر والاستدلال. هذان قسمان للعلم المقصود علم المخلوق لانه اما ان يحصل العلم عندي وعندك. بطريق تجد نفسك مضطرا الى التصديق به وقبوله. الان نحن البشر بعقولنا وادراكنا افهامنا. يحصل عندنا العلم باحد شيئين الشيء الاول ان تقف على تحصيل المعلومة التي تبلغك بشيء من حواسك. ان ترى الباب مفتوحا فتقول مفتوح. اذا علمت ان الباب مفتوح. كيف السبيل الذي وصلت به هذه المعلومة اليك؟ رأيت الباب. سمعت صوت كأس سقط فانكسر فقلت انكسر الكأس. كيف بلغتك المعلومة؟ اذا اذا بلغك العلم باحد الحواس الخمس السمع البصر او الشم الذوق الاحساس او اللمس فقد وقع لك العلم بالشيء الذي ادركته باحدى حواسك. هذا العلم عند البشر قاطبة يسمى علما ضروريا بمعنى انك لا تملك دفعه. ما تحتاج ان تفكر لتستنتج لتصل الى نتيجة او حصل تلقائيا يسمى علما ضروريا. الطريقة الثانية التي تصل بها المعلومات الى اذهاننا وافكارنا هي ان يخبرك انسان ان يبلغك او ان تتأمل وتنظر في المسائل وتستنتج لتصل الى النتيجة او المعلومة التي تريد الوصول اليها. النوع الثاني من العلم الذي يتوقف على نظر واستدلال يسمى علما نظريا. فهذان نوعان للعلم. علم ضروري وعرفه بقوله ما لا يتوقف حصوله على نظر واستدلال. بل يدرك باحدى الحواس الخمس. قال او بالتواتر. معنى التواتر انك ربما لم ترى الشيء ولم تسمعه باذنك. ولم تدركه باحدى حواسك لكنه بلغك عن الناس كافة واحدا بعد واحد حتى بلغ التواتر فاستقر عندك العلم بهذا الشيء. مثلا نحن كيف نعرف ان مسجد قباء الذي في موضعه الان في المدينة المنورة هو مسجد قباء الذي تعلقت به النصوص الشرعية وصلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي الذي بلغ به العلم الينا ان هذا هو المسجد فلا يخطر ببالنا شك. والتواتر نقل الكافة عن الكافة جيلا بعد جيل. فهذا هو مسجد قباء وهذه هي وهذا هو البقيع وهذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا جبل احد وامثال هذا. فهذا نقل الكافة عن الكافة كما يقول يسميه الشافعي او هو التواتر هذا يفيد العلم الضروري ايضا. النوع الثاني من العلم ما يصل ما نصل اليه بنظر واستدلال. بان تحتاج الى تأمل والبحث عن دليل وتحتاج الى تفكر للوصول الى النتيجة حتى في المسائل الشرعية ايها الاخوة. تعال معي الى مسألة من مسائل الخلاف في الفقه نقض الوضوء من اكل لحم الابل على مذهب الحنابلة ويخالفهم الجمهور. نقض الوضوء من مس الذكر على مذهب ويخالفهم الجمهور وقس على ذلك كل مسألة خلافية. حتى تقول انه ناقض او غير ناقض. ويترجح عندك احد القولين انت ماذا تحتاج؟ تحتاج الى النظر في الادلة والبحث فيها ومقابلاتها والنظر في ادلة المخالف حتى يترجح عندك احد القولين فيحصل لك العلم بالمسألة. علمك بهذه المسألة ضروري ام نظري؟ نظري لانه توقف على نظري واستدلال وسيعرف لك النظر والاستدلال ايضا بعد قليل. نعم. والنظر هو الفكر في حال البلوغ فيه والاستدلال طلب الدليل. والدليل هو المرشد الى المطلوب. جيد. لما عرف العلم النظري بانه ما توقف على نظر واستدلال او العلم النظري او العلم المكتسب بمعنى واحد. العلم المكتسب او النظر ما توقف على نظر واستدلال فاحتاج ان يعرف كلمتي نظر واستدلال. قال النظر هو الفكر في حال المنظور فيه. ما الفكر؟ الفكر يقولون حركة العقل حركة العقل في الخيال. ان كانت حركة العقل في الخيال في امور محسوسة فهو خيال ان كان في امور معنوية فهو فكر. مرة اخرى حركة الفكر يعني لما تستلقي برأسك على الوسادة قبل ان تنام. ثم تبدأ او تفكر الفكر هذا اما ان يكون في محسوس او في امر معنوي. الامر المحسوس ان تفكر في اشخاص. ان تفكر في عملك ان تفكر في بعض الامور التي تريد قضاءها. هذه تخيلات. الفكر في المعنويات ان تفكر في مسائل تقلبها في رأسك في بعض المعاني تتأمل في معنى اية تحاول ان تتدبر بعض الايات القرآنية هذا ليس شيئا محوسا فانت تتفكر في المعاني هذا يسمى فكر والاول يسمى خيالا. وكلاهما كما يقولون حركة الفكر. حركة العقل. وهذا لا يحتاج الى اثبات لان كل انسان يمارسه لكن بطبقات متفاوتة وبدرجات يتفاوت فيها الناس بحسب اهتماماتهم ورقي عقولهم وافكارهم او العكس قال الفكر قال النظر هو الفكر في حال المنظور فيه. الفكر في حال المنظور فيه المنظور فيه ان كان مسألة فانت تتفكرها وكان دليلا فانت تتأمله وهذا هو تعريف الفكر. النظر النظر في حال الفكر في حال المنظور فيه. ثم عرف الاستدلال فقال طلب الدليل وهذا تعريف لغوي صرف لان الهمزة والسين والتاء تدل على الطلب الاستدلال طلب الدليل كما تقول الاستنصار طلب النصرة. وهكذا فالهمزة والسين والتاء الاستغفار طلب المغفرة. فانت تقول الاستدلال تطلب الدليل. فكل علم توقف على تأمل ونظر وازالة الفكر او بحث عن الدليل ونظر فيه يسمى علما علما نظريا سواء كان في مسائل الحياة العامة او كان في المسائل الشرعية كلاهما يسمى علما نظريا او علما مكتسبا بعد ذلك انتقل رحمه الله للحديث عن تعريف الدليل لانه قال الاستدلال طلب الدليل انظر معي كيف بدأ ينتقل من مصطلح الى مصطلح كلما عرف مصطلحا ثم جاء في التعريف كلمة تحتاج الى بيان انتقل الى تعريفها قال الدليل هو المرشد الى المطلوب. ما قادك الى مطلوبك الى النتيجة التي تريدها سمي دليلا. لما تبحث تبحث وعن شيء فقدته فانت تلتمس اي طريق يدلك على مكان الشيء الذي فقدته فانت تبحث عن دليل. سواء سألت مرة اه او بحثت عن اثر او وقفت على خبر يقودك الى معرفة المفقود الذي تبحث عنه فانت تتعامل مع دليل. كذلك القول في المسائل الشرعية انت لما تكون بصدد البحث عن مسألة من المسائل في العبادات في المعاملات في الجنايات في الاخلاق في الاداب. لما تبحث عن اسأل وانت تنظر الى دليلها ليقودك الى مطلوبك الذي تبحث عنه انت تتعامل ايضا مع دليل. قال الدليل هو المرشد الى المطلوب عند الفقهاء الدليل دليل سواء افاد قطعا او ظنا. لكن المتكلمين والمناطق يجعلون الدليل خاصا بالقطع ويجعلون الامارة خاصا بالظن واستعمال الفقهاء هو الاكثر والاكثر انتشارا واستعمالا لدى طلبة العلم فكلما قاد الى مطلوب يقينيا كان او ظنيا سمي دليلا عندهم. لما عرف العلم بانه معرفة وقلنا انه الادراك واضفنا في تعريف العلم قيد الجزم جاء هنا يتكلم على ما يقابل العلم لان العلم هو معرفة المعلوم وادراكه على ما هو به كما تقدم على سبيل الجزم. فان كان هذا الادراك على طريقة غير جازمة او على سبيل غير جازم انتقلنا الى مصطلحات اخر هو الظن والوهم والشك. وسيأتي تعريفها. نعم. والظن تجويز امرين ما اظهر من الآخر والشك تجويز امرين لا مزية لأحدهما على الآخر. وعلم اصول الفقه. طيب لما عرف العلم بانه ادراك الشيء او معرفة الشيء على ما هو به ثم زدنا في القيد معرفة جازمة جاء هنا يتحدث عما يقابل هذا العلم. وكنا يقابل العلم يقابل العلم. يقابل العلم شيئان. الجهل بدرجتيه البسيط المركب وعدم الادراك الجازم. نحن قلنا في العلم معرفة الشيء على ما هو به فان لم تكن معرفة اصلا فهو جهل وان كان معرفة على خلاف ما هو به فهو جهل مركب. فماذا لو كان معرفة وادراكا لكن ليس على سبيل الجزم. فهذا هو القسمة التالية الان. يقابل العلم العلم ادراك وهذا ايضا ادراك. العلم بجزم وهنا ليس هناك جزم فانتقلنا الى تعريف الشك. لما يتردد عندك الامر بين احتمالين بين احتمالين فانت خرجت من دائرة العلم لان العلم انت تجزم او يترجح عندك شيء فتقول به. لكن اذا ظللت مترددا بين جانبين فان كان هذا التردد متساوي الطرفين فانت في شك. بمعنى انه لم يغلب على ظنك امر ولم يترجح عندك كشيء اذا تساوى عندك احتمالان في مسألة ما فانت في حالة شك كما يحصل لمن يطوف بالبيت ثم يأتي في بعض الاشواط ويبدأ يشك هل طاف ثلاثا ام اربعا خمسا او ستا ستا او سبعا ولا يجد في نفسه ترجيحا فهو الان في حالة اذا الشك ما هو؟ الشك هو استواء طرفين محتملين ولا يجد ترجيحا لاحدهما على الاخر جيد. فاذا تأمل وتفكر ثم ترجح عنده احد الاحتمالين. اقول ترجح بمعنى انه مال اليه مع بقاء الاحتمال الثاني المرجوح. مع بقائه ولم ينتفي لكنه غلب على ظنه اذا ترجح عنده احد الاحتمالين فصار عندنا طرفان راجح ومرجوح. الراجح ماذا يسمى؟ الراجح يسمى ما ظن والمرجوح يسمى وهم. اذا ان تقول انك واهن يعني عملت بالمرجوح ذهبت اليه مع وجود ما هو ارجح منه في الاحتمال الاخر. وان تعمل بما ترجح عندك من الاحتمالين المترددين فقد قد اخذت بالظن واذا تساوى الطرفان فهو شك. اذا الرتب ثلاث. الشك استواء الطرفين الظن هو الراجح من الاحتمالين والوهم هو الطرف المرجوح. فهذه رتب ثلاث. عرف فقال رحمه الله والظن تجويز امرين احدهما اظهر من الاخر. هذا تجوز في العبارة. ليس الظن هو هو ذات التجويز بل الظن هو ادراك الراجح. نحن نقول ليس مجرد تساوي الطرفين هو الشك. الشك التساوي فاذا طلب احدهما وادركت احد الطرفين الراجح من المرجوح فهذا هو الظن. ولذلك يسعك ان تقول الظن ادراك الراجح من تجويز امرين احدهما اظهر من الاخر. الشك قال هو تجويز امرين لا مزية لاحدهما على الاخر وترك رحمه الله تعريف الوهم لانه لا حاجة اليه اولا في الامور الشرعية لانا نتكلم اما عن ظن واما عن شك او نتكلم عن يقين ومن لطف الله تعالى بعباده ان الفقه في احكامه الشرعية بابوابه المختلفة ليس المطلوب فيه دوما العمل باليقين بل يكتفى بالظن وغلبة الظن. في كل مسائل العبادات من طهارة وصلاة وصيام وحج وما يحتاج اليه المكلف في انحاء عباداته على مختلف ابوابها. فان الشريعة جاءت بالاكتفاء بالظن وغالبه على ما قرره اهل العلم في نفاتهم. الان ينتقل سلمكم الله الى تعرف علم اصول الفقه. وهذا او ان الشروع في المسائل العملية ونحن نتحدث عن ابواب هذا العلم. ليشرع ابتداء في اول مسائله. نعم وعلم اصول الفقه طرقه على سبيل الاجمال وكيفية الاستدلال بها. وابواب اصول الفقه اقسام الكلام والامر والنهي والعام والخاص. والمجمل والمبين والظاهر والمؤول والافعال والناسخ والمنسوخ الاتباع والاخبار والقياس والحظر والاباحة وترتيب الادلة وصفة المفتي والمستفتي واحكام المجتهدين طيب هذا منه شروع رحمه الله في تعريف هذا العلم بعد ان عرف لك مفرديه اصول وفقه وذكر ما احتاج اليه من تعريفات تعلقت بهذين اللفظين. الان جاء يعرف العلم من حيث هو. قبل ان اذكر التعريف ايها الكرام دعوني اصور لكم معالم هذا العلم حدوده لتكونوا منه على بينة. لو ان احدكم اصبح او امسى يوما ما فقيها يستنبط الاحكام. فانه يحتاج الى شيئين يحتاج الى ان يعرف الدليل الذي يتعامل به ليجد فيه حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم. الدليل قد يكون اية من كتاب الله او حديثا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم او يكون اجماعا محكيا منقولا ثابتا او يكون قياسا صحيحا او يكون هذا الدليل شيئا من شرع من قبلنا او قول صحابي في مسألة لا نص فيها ولا يعرف له مخالف او يكون شيئا مما يذكر وفي الادلة من المصالح المرسلة او الاستحسان وما الى ذلك. هذا هو نصف الطريق الذي يحتاج اليه الفقيه عندما يفتي في مسألة ما وخاصة اذا كانت هذه المسألة من النوازل العصرية التي لا ذكر لها في كتب الفقهاء الاسبقين. لما تتكلم عن النوازل الطب ونوازل الاقتصاد ونوازل السياسة والزراعة والاجتماع كل هذه الابواب تجد في حياة الناس فيها حوادث لا تجد فيها مسألة منصوصة بالصورة التي يعيشها الناس اليوم لا تجدوها في كتب الفقهاء الاقدمين. ومن باب اولى الا تجد فيها نصا صريحا مباشرا في القرآن او في السنة. فالفقيه في الخطوة الاولى يحتاج ان يقف على الدليل. الذي منه سيفتي ويستنبط الحكم. خطوة هي هذه فاذا وصل الى الدليل الخطوة الثانية هي ان يعرف الطريقة التي يستنبط بها الحكم من هذا الدليل وجد الاية ووجدها صيغة من صيغ العموم او امرا او نهيا فانه يحتاج في الخطوة التالية ان يتعلم القواعد التي يستنبط بها الفقهاء الاحكام من خلال النصوص الشرعية. فلهذا علم اصول الفقه ايها المباركون شقان كبيران وشطران رئيسان الشطر الاول يسمونه الادلة. والشطر الثاني يسمونه طرق الاستنباط او كيفية الاستدلال او ابواب الدلالات كلها سياب بمعنى واحد. فالفقه يحتاج الى هذين الامرين ولانه يحتاج الى هذين الامرين سمي هذان الامران اصول الفقه اذا هذان الامران هما قواعد الفقه التي يقوم عليهما الفقه والتي لا يمكن ان يكون الفقيه فقيها بدونهما. فاذا ما عرف ادلة المسائل ولا عرف ولا عرف كيف يستنبط الاحكام من تلك الادلة فانه لا يبلغ ان يكون فقيها. نعم قد يكون كونوا حافظا لفقه المذهب. قد يكون مستظهرا مسائل المذهب هو حافظا بعض متونه. ويجيد تقريرها. لكن انه بمجرد حفظه لبعض المتون والكتب صغرت ام كبرت لا يسعه ان يكون فقيها يمكن يمكن ان يفتي في النوازل ويشارك في تقرير الاحكام الشرعية التي يخوض فيها الفقهاء تقريرا واستنباطا واستدلالا واعتراضا واحتجاجا وترجيحا لا يسعه ذلك ما لم نتقن هذين الامرين فاصول الفقه بكل مصنفاته ايها الكرام. وبكل متونه وكتبه وتاريخه الطويل انشئ ليعلم الدارس لهذا العلم ليعلمه هذين الامرين. كيف يجد الدليل؟ وكيف يستنبط الحكم من الدليل؟ فهذا شقان الادلة والدلالات. عرف اصول الفقه رحمه الله فقال واصول الفقه طرقه على سبيل مال وكيفية الاستدلال بها في جملتين ذكر هذين المحورين الكبيرين في علم اصول الفقه. قال اصول الفقه طرقه على سبيل الاجمال. قصد بالطرق ها هنا طرق الفقه اي ادلته التي تقود اليه. والادلة هي الطرق التي ليجدوا فيها الفقيه الحكم. قوله على سبيل الاجمال يشير به الى ان البحث في الادلة عند الاصوليين ليس الغرض منه ان يبحث عن دليل كل مسألة بعينها دليلا دليلا. لا في اصول الفقه لن يعلمك ايات الاحاديث التي دلت على تحريم القتل. ولا تحريم الزنا او تحريم اكل الربا. ولن تعلمك اصول الفقه الادلة التي دلت وجوب الصلاة او الزكاة او الحج او الصيام او اباحة البيع او الرهن او الكفالة كل هذا ليس المقصود منه في الادلة عند الاصول قال على سبيل الاجمال. يعني يعلمك في الاجمال ما الذي يصلح ان يكون دليلا عند الفقهاء فيقول لك القرآن دليل. والسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل. والاجماع الصريح دليل والقياس الصحيح دليل. وقول الصحابي في فتواه او مذهبه الذي قال به بحيث لا يعرف له مخالف ولا نص في المسألة وهي محل اجتهاد دليل او حجة. وهكذا. حتى القواعد الخلافية هم يعطونك فيها الدليل على سبيل الاجمال. فيقولون خبر واحد حجة في اخبار العقائد والمعاملات والاحكام. على خلاف ما يقرره المعتزلة مثلا. خبر واحد حجة فيما تعم به البلوى. احاديث الاحاديث الصحيحة حجة ولو خالفت القياس. ما هذا؟ هذه في قواعد في ابواب الادلة عند الاصوليين هم يعلمونك الدليل على سبيل الاجمال. ما الذي يصلح ان يكون دليلا؟ فيعطيك قاعدة كلية او يقول لك مثلا القراءة الشاذة حجة يعني يصلح ان تكون دليلا يستنبط منها الحكم عند الاستدلال. هو لما يعطيك القاعدة اعطاك دليلا اجماليا ثم انت تأخذ تلك القاعدة وتطبقها على بعض محالها وفروعها لتستنبط منها حكما وهكذا. الشطر الثاني قال وكيفية الاستدلال بها. علمك ان القرآن دليل وان السنة دليل. ما القرآن والسنة جمل عربية نزلت بلغة العرب. وفي لغة العرب انحاء مستعملة واساليب مألوفة يعرفها العرب بلسانهم. من خلال استعمال العبارات فما على من اراد ان يستنبط الاستنباط الصحيح الا ان يتقن اساليب العرب. العرب تستخدم صيغة الامر وسيأتينا ان شاء الله تستخدموا صيغة الامر وتريدوا بها طلب الفعل. فاقول لك قم اطلب منك القيام. اقول لك اسكت اطلب منك السكوت اقول لك اخرج اطلب منك الخروج. العرب تفهم هذا. وان صيغة الامر على وزن افعل تدل على طلب الفعل وتحصيله. من جهة من وجه الطلب جيد. لكن العرب نفسها تفهم بلغتها ايضا ان هذا الفعل الذي يكون على صيغة افعل قد لا يدل على الوجوب في بعض الاحيان اذا كان في السياق ما يدل على ذلك. يأتي الولد الصغير الى ابيه او البنت الى امها فتقول يا اماه العب اذهب والعب تستأذن. فيقال لها او للطفل العب. هل هذا امر له باللعب العب مع ان صيغة امر العب. لماذا لم يحمل على الامر؟ ولماذا لم يفهم منه ان المطلوب ان يلعب والا عوقب؟ هو ما سبقه من استئذان. جيد. انظر كيف تعاملنا الان مع صيغة واحدة واعطينا كل صيغة حكما مختلفا. ما هذا؟ هذا هو اسلوب العرب في استعمالها وكلامها. فليس كل امر عندهم يدل على الوجوب. ولهذا فانت تتعامل مع افصح كلام عربي على الاطلاق كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا انت بحاجة الى ان تستوعب تماما ادق التفاصيل التي تحكم لغة العرب وتبين معانيها تحتاج الى احاطة في النظر في الادلة الشرعية. كلام ربنا تنزيل من حكيم خبير معنى تنزيل من حكيم حميد وحكيم خبير وفصلت اياته ان كل لفظة في النص مقصودة. وكل كلمة بل كل حرف في الدليل جاء يدل على معنى. ولهذا ابدع الاصوليون ايما ابداع في ابواب دلالات الالفاظ في كتب اصول الفقه انهم ابحروا حتى العمق وهم يتحدثون عن دلالة الكلمة اللفظ قبل بعد الحرف. دلالة المنطوق دلالة المفهوم الموافق والمخالف يحاولون استنفاذ الدلالات التي يشتمل عليها اللفظ من كل الجهات من اليمين والشمال ومن فوق ومن اسفل ومن اعلى خشية ان يكون في الحكم او في النص الشرعي شيء من المعاني يمكن ان يفوت. هم يعرفون انهم يتعاملون مع نص طن محكم ومع كلام احكم الحاكمين. فهم يتهيبون ويقدسونه ويجلون كلام الله جل جلاله. ويتعاملون مع بكل حذر لانه ليس كلاما مجردا. كل لفظة فيه مقصودة وكل حرف. فلذلك انشأوا ابواب معاني الحروف. الباء على ماذا تدل والواو على ماذا تدل والفاء على ماذا تدل؟ وفي هذه الجملة ما دلالتها؟ قوله تعالى في اية الوضوء وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين. هل ها هنا للالصاق فيفيد مسح جميع الرأس في الوضوء ولا يكفي بعضه؟ ام هي للتبعيض بمعنى وامسحوا ببعض رؤوسكم فيجزئ ومسح بعض الرأس ويكفي في الوضوء هذا حرف واحد يخوضون فيه في دلالته ومعناه ليستنبط منه حكما يخرج به لنتيجة وحكم فقهي يقرر في كلام الفقهاء. المقصود يا كرام ان كيفية الاستدلال او ابواب دلالات الالفاظ في علم الاصول احد احد جوانب الابداع لدى فقهاء الامة الابرار. ابداع لا نظير له. اعملوا عقولهم وافنوا اعمارهم اجتهدوا والله ليس الا تعظيما لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. ومحاولة الى وصول اقصى درجات الفهم والاستنباط للايات القرآنية والاحاديث النبوية. لانها جاءت لدلالة العباد الى ربهم وكيفية عبادته فتعاملوا معها بكل تقديس واحترام واجلال ومهابة استنباطا لكل ما يشتمل عليه النص الشرعي من احكام فهذان شطران هما صلب علم اصول الفقه ادلة الفقه على سبيل الاجمال او طرقه كما قال على سبيل الاجمال والشق الثاني هو كيفية الاستدلال بها. ثم رحمه الله يبين الابواب التي ضمنها رسالته الصغيرة الموجزة التي بدأناها البارحة في هذا المتن الورقات. قال وابواب اصول الفقه ما ذكره في الجمل التالية هي الابواب التي اشتملت عليها الورقان. اقسام الكلام والامر النهي والعام والخاص والمجمل والمبين والظاهر في بعض النسخ والمؤول والافعال والناسخ والمنسوخ والاجماع والاخبار والقياس والحظر والاباحة وترتيب الادلة وصفة المفتي والمستفتي واحكام المجتهدين. هذا ليس كل ابواب علم اصول الفقه بل بعضه على شرطه الذي ورد في ذكر مقدمة فصول من اصول الفقه فهي بعض منه وليس كل شيء ونحن سندرس في هذا الاسبوع بمشيئة الله تعالى الى منتهى ما يتعلق بالمبين والظاهر ليكون بدءكم في الاسبوع القادم ان شاء الله من باب الافعال. نبتدئ بعون الله تعالى الحديث عن اول هذه الابواب وهو اقسام الكلام. نعم فاما اقسام الكلام فاقل ما يترتب منه الكلام اثنان او اسم وفعل او فعل وحرف او اسم وحرف والكلام يتقسم الى امر ونهى طيب هذا التقديم بذكر اقسام الكلام هي مقدمة لغوية المقصود الذي يخص منه محدود الحديث عن الامر والنهي والعام والخاص. وما باقي التقسيم فهو كالمدخل الذي يحسن العلم به. ولا يظر الجهل به. لكن درجوا عادة على ايراده لبيان الموقع الذي يتحدث فيه الاصولي في هذه المسألة. يذكرون اقسام الكلام وهي مقدمة النحاة عادة في كتب والاعراب يتحدثون عن اقسام الكلام. قال رحمه الله فاما اقسام الكلام فاقل ما يتركب منه الكلام يعني عند العرب في لغتها. اقل ما يركب منه الكلام اسمان نحو زيد قائم الله الصمد هذان اسمان تكونا منهما جملة وكلام تام او اسم وفعل نحو قام زيد فهذه جملة تامة ولاحظ ان تكونت من اسم وفعل وحصل بها تمام الكلام. ان تقول جاء الحق وزهق الباطل هذا اسم وفعل فتم الكلام فهذا اقل ما يترقب منه الكلام اسمان ويسمى عند النحات جملة اسمية مبتدأ وخبر او فعل ويسمى عند النحات جملة فعلية فعل وفاعل قال او فعل وحرف ثم قال او اسم وحرف. القسمان الاخيران فعل وحرف. نحو ما قام وتقصد الضمير شخصا تريد الحديث عنه او اسم وحرف تقول يا فلان استخدمت اداة النداء مع اسم من الاسماء. هذا عند النحا كلام تام بتقدير تمامي تقول ما قام اي احد ويا فلان على تقديري ادعو فلانا فعلى كل عند المحققين من النحى ان الفعل والحرف لا يتم به الكلام وان الاسم والحرف ايضا لا يتم به الكلام. وعلى كل فهو مدخل ليس الغرض منه تحقيق الراجح عند المحققين في اقل ما يتكون منه الكلام لكن الجمهور على خلاف ذلك. الان يتحدث على تقسيم الكلام وصولا الى ما نريد الحديث عنه. هو يريد ان يصل الى الامر والنهي فاراد ان يبين لك ماذا ما هو موقع الامر والنهي في كلام العرب واين يقع؟ الكلام حتى يتضح في الجمل الاتية انتبه معي كلام العرب بارك الله فيكم. ينقسم الى قسمين ابتداء الجملة لما تخرج من فم العرب ويتكلم بجملة عربية احد شيئين. اما ان تفيد الطلب او لا تفيد الطلب. هذا اشبه بالتشجير الان للتقسيم الكلام اما ان يفيد الطلب واما الا يفيد طلبا. فان افاد الطلب فانه يطلب واحدا من ثلاثة اشياء اما يطلب فعلا او يطلب تركا او يطلب استعلاما واخبارا فاذا افاد الامر او الطلب فهو امر. واذا افاد طلب الترك فهو نهي. واذا افاد طلب الفعل فهو استفهام واستخبار هذا القسم الاول من قسمي الكلام ما يفيد الطلب وهو ثلاثة صور او ثلاث صور يفيد طلب الفعل فهو امر او يفيد طلب الترك فهو نهي او يفيد طلب الاعلام فهو استفهام. طلب الفعل ان اقول لك خذ الكتاب بقوة هذا طلب فعل ويسمى امرا طلب الترك ان اقول لك لا تفعل وهذا نهي الطلب الثالث طلب اعلام ان اقول لك ما هذا فهو طلب اطلب منك ماذا؟ اطلب منك معلومة او خبرا تدلني عليه فهو استفهام فهذه الانواع الثلاثة فيها طلب طلبوا فعل وطلبوا ترك وطلب استعلام ويسمى استفهاما القسم الثاني من قسمي الكلام لا يفيد الطلب الجملة لا طلب فيها وهي تنقسم الى صورتين جملة تحتمل الصدق والكذب وتسمى خبرا. ان تخبرني بخبر ما تقول تقول ابتدأت بالامس دروس الدورة العلمية السابعة بالمسجد الحرام. ما هذا هذه جملة هل فيها طلب ماذا فيها؟ فيها خبر. سميناه خبرا لانه يحتمل التصديق والتكذيب. يعني يمكن ان يكون القائل صادقا ويمكن ان يكون كاذبا فاذا احتملت الجملة تصديقا وتكذيبا سميت خبرا القسم الثاني او الصورة الثانية من الكلام الذي ليس فيه طلب؟ الجملة التي لا تحتمل تصديقا وتكذيبا وهذا له عدة صور منها النداء والتمني والترجي والقسم والعرض ان اقول مثلا ليتك تزورنا هل هذه الجملة اولا فيها طلب قلنا الطلب اما فعل او ترك او اعلام. هذا ليس فيه طلب هذا يسمى وهي جملة كما ترى خبرية لكنها لا تحتمل تصديقا وتكذيبا. كذلك لو ناديتك فقلت يا فلان او اقسمت قلت والله لافعلن كذا انا في كل هذه الانحاء في الترجي في التمني في العرض في الطلب في في هذه الانواع انا لا اطلب فيها شيئا انا اتكلم فيها بجمل عربية ليس فيها طلب وليست جملا خبرية تحتمل تصديقا وتكذيبا. لما تتكلم بصيغ الترجي والتمني لعلكم تعقلون قالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا. هذه ليست جملا يقال لقائدها صدقت او كذبت ان يتمنى شيئا او يترجاه او يعرض الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ فهذه وامثالها تسمى عندهم بانحاء متنوعة قسم وتمني ارض وترجي هذي كلها تسمى عندهم انشاء تقابل الاخبار او ربما يسميها تنبيها البلاغيون. فاذا خلاصة ان الكلام ينقسم الى ما يفيد الطلب وما لا يفيد الطلب. فان افاد الطلب فاما ان يفيد طلب الفعل او طلب الترك او طلب الاستعلام فهو امر ونهي واستفهام. وان كان لا يفيد الطلب فهو قسمان. اما ان يحتمل التصديق والتكذيب فهو قبر او لا يحتمل التصديق والتكذيب فهو انشاء وربما سماه البلاغيون تنبيها وهو له عدة صور متعددة التمني والترجي والقسم والنداء والعرض ونحو ذلك الان لما يقول المصنف والكلام ينقسم الى امر ونهي وخبر واستخبار. وبدأ يتكلم في اي شطري التقسيم الشطر الاول الذي يفيد الطلب قلنا يفيد الطلب كم صورة؟ هي التي قالها الان الكلام ينقسم الى امر ونهي وخبر واستخباء. الامر ما هو طلبوا الفعل والنهي والاستخبار طلبوا الاستعلام. قال وخبر. هذا الخبر هو القسم الثاني من اقسام الكلام الذي لا يفيد الطلب ويحتمل تصديقا وتكذيبا. اقرأ والكلام والكلام ينقسم الى امر ونهي وخبر واستخبار. وينقسم ايضا الى تبني وعرض وقسم نعم امر ونهي كما تقدم في النصوص الشرعية الكثيرة اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. اعبدوا الله هذا امر ولا تشركوا به شيئا هذا نهي خبر جاء الحق وزهق الباطل قل هو الله احد الله الصمد. هذا خبر. استخبار. استخبار. كل جملة استفهامية يراد فيها تحصيل الجواب سواء كان تقريرا او استنكارا وينقسم ايضا الى تمن يا ليتنا نرد وقول الشاعر ليت الشباب يعود يوما عرض الا تنزل عندنا قول الله الله تعالى الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ قسم والله لافعلن واقسام القرآن المتعددة ايضا كلها في هذا الباب. نعم ومن وجه ومن وجه اخر ينقسم الى حقيقة ومجاز. ما هو الذي ينقسم الى حقيقة ومجاز الكلام. اذا كل ما نحن فيه الان تقسيم للكلام بعدة اعتبارات. بالاعتبار الاول قسمناه من حيث افادة الطلب وعدم افادة الطلب. التقسيم في بستان من حيث استعمال الكلام في معناه الحقيقي او في غير معناه الحقيقي وسينقسم الى التقسيم الاتي. نعم ومن وجه الاخر. ومن وجه الاخر ينقسم الى حقيقة ومجاز. فالحقيقة ما بقي في الاستعمال على موضوعه وقيل واستعمل فيما اصطلح عليه من المخاطبة. والمجاز ما تجوز به عن موضوعه والحقيقة اما لهوية واما شرعية واما عرفيا. طيب لحظة هو الان يتكلم عن تقسيم اخر للكلام. قال الكلام حقيقة ومجاز هذه الاقسام ايها الكرام اقسام اقسام متباينة يعني كل قسمة باعتبار ما ولا تظن ان هذا التقسيم من قسم الى واحد واثنين وثلاثة اربعة وتعدد لا اذا سألتك الكلام ينقسم من حيث الطلب ستقول الى قسمين يفيد الطلب ولا يفيد الطلب. فاذا قلت لك من حيث استعمال اللفظ في معناه فتقول الى حقيقة ومجاز هذا تقسيم بلاغي لغوي خالص. يستخدمه الفقهاء الاصوليون استخداما يسيرا في الاستنباط الحكم الفقهي. ولا اثر له كبير لذلك لن نقف عنده طويلا. لكن حتى تفهم عبارات المصنف رحمه الله. يقولون يقولون الالفاظ قوالب المعاني كل لفظ في اي لغة من اللغات ليس في العربية فقط. كل لفظ يدل على على معنى المعنى هذا يعرفه اصحاب اللغة. انا لما اقول لك كرسي مباشرة ارتسم في ذهنك معنا معينا اليس كذلك؟ لما اقول جبل لما اقول كعبة لما اقول عرفة كل لفظة اقولها الان تدخل اذنك مباشرة يرتبط بها معنى معين حصل في ذهنك. ما هذا؟ هو التي ترتبط بالالفاظ ولهذا يقولون الالفاظ قوالب المعاني. كأن اللفظ قال والمعنى والمعنى في داخله في داخل هذا القالب تماما كما لم توضع الاطعمة او المشروبات داخل قوالبها فان كان اللفظ الذي تطلقه وتستخدمه وتتكلم به يستعمل في المعنى الحقيقي الذي جاءت به اللغة او الذي وضعه اهل اللغة واصطلحوا عليه اما استعمالا حقيقيا او يسمى اللفظ حقيقة. واذا استخدمته في غير معناه يسمى مجازا. من اشهر الامثلة على ذلك ان تستخدم لفظا واحدا وتدل به على اكثر من معنى. لما اقول مثلا لسان لسان ما اللسان هي جارحة النطق الذي وضعه الله في فم كل واحد منا. الذي به يتكلم ويتحدث. هذا هو الاستعمال الحقيقي. الا ترى اننا احيانا نقول ان يفعلوا كذا ولسان حاله هل للحال لسان لا ما هذا هذا مجاز. انت تريد ان تقول والذي يعبر به عن حاله كذا. من خلال المواقف والتصرفات. تقول فلان لسان حاله كذا. والحقيقة ان الحال ليس له فانت ماذا استعملت؟ استعملت اللفظ الحقيقي في غير معناه الحقيقي يسمى هذا الاستعمال مجازا وهكذا. تقول مثلا الاسد هو الحيوان المفترس. في الغابة المعروف عند الصغير والكبير لما يدخل انسان من الشارع قادما الى المجمع او الى بيته او الى مكان فيه اناس فيقول رأيت حيوانا مفترسا آآ دخل السوق الناس وانقض على كذا ماذا تفهم الحيوان المفترس بخلاف ما لو قدم من ارض معركة وجهاد وميدان اقتتال فقال اقبلت من هناك واذا اسد يصول في الصفوف ينصر دين الله يفت في عضد ماذا تفهم تفهم رجلا شجاعا وقائدا ومقاتلا قويا. هذا الاستخدام واللفظ واحد في كل مرة دل على معنى استفدناه من السياق هذا خلافه يختلف باختلاف الاستعمال. في الاستعمال الاول كان حقيقيا فسميناه حقيقة. في الاستعمال الثاني سميناه استعمالا مجازيا وهكذا. هذا عند العرب دارج وموجود وعلى لسانها. فاستعمال اللفظ ينقسم الى حقيقة ومجاز بهذا الاستعمال عرف الحقيقة فقال الحقيقة ما بقي في الاستعمال على موضوعه ان تستخدم الاسد في الحيوان المفترس او في الشجاع هذا هو الحقيقة لم؟ لان اللغة وضعت بهذا اللفظ للدلالة على هذا المعنى ان تستخدم اللسان للدلالة على التعبير عن الحال او لجارحة النطق الموجودة في الفم؟ هذا هو الاستعمال الحقيقي للدلالة على موضوعه وفي الحقيقة بتعريف اخر قال وقيل ما استعمل فيما اصطلح عليه من المخاطبة. هو هنا بارك الله فيكم يشير الى مذهبين عند ارباب الحقيقة وتقسيم الحقيقة والمجاز. المذهب الاول يرى انه لا حقيقة الا الحقيقة اللغوية التي جاءت بها اللغة. وكل استعمال لللفظ يخالف به وضع اللغة فانه خروج عن الحقيقة ودخول في المجاز عند هؤلاء يعرفون الحقيقة بانه ما بقي في الاستعمال على موضوعه. يعني على ما جاء عليه في اللغة. المذهب الثاني يرى ان الحقائق متنوعة هناك حقيقة لغوية وحقيقة شرعية وحقيقة عرفية. الصيام في لغة العرب تقول العرب صام فلان. ما امتنع وامسك يقولون صامت الخيل ومريم قالت اني نذرت للرحمن ما قصدت الطعام والشراب. قصدت الامساك عن الكلام. يطلق الامساك عن شيء ما والامتناع عنه يسمى صياما جاءت الشريعة فنقلت هذا المعنى الذي تعرفه العرب في لغتها ونقلته الى معنى مخصوص الامساك عن الطعام والشراب جماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس فسمي صياما في الشريعة ما هذا؟ جاءت الشريعة يعني قبل الاسلام ما كانت العرب تستخدم الصيام بهذا المعنى المخصوص. او الاعتكاف او الحج بهذا المعنى الذي جاءت به الشريعة او الصلاة. الصلاة في اللغة دعاء. فجاءت الشريعة فنقلت هذه الالفاظ الى معاني مخصوصة سميت عندنا حقيقة ونسميها حقائق شرعية وليست وليست لغوية. فارباب هذا المذهب يقولون كما ان هناك حقائق اللغوية فهناك حقائق شرعية وهناك ايضا حقائق عرفية بما يتعارف عليه الناس ولو كان خلاف اللغة. فمن يرى ان الحقائق متعددة سيستخدم الثاني ما استعمل فيما اصطلح عليه من المخاطبة الذي يصطلح عليه ويستعمل فيه فهو حقيقة. ومن يرى انه لا حقيقة الا الحقائق اللغوية. وينفي باقي الحقائق فانه سيضطر الى ان يقول ما بقي في الاستعمال على موضوعه اي في اللغة لا غير. ومن هنا انتقل الى تعريف المجاز فقال والمجاز ما تجول ازا به عن موضوعه ما معنى عن موضوعه عما وظع عليه في اللغة وظع الاسد في اللغة للحيوان المفترس فاذا تجوز به الى الى الى الرجل الشجاع فان هذا مجاز. سمي مجازا لانه تجوز به. المجاز في اللغة مجاز الشيء اي عبره لانك في المجاز ماذا تفعل؟ تعبر باللفظ من معناه الحقيقي الى معنى اخر. فانت تتجاوز به معناه. وتعبر به فالمجاز اسم مكان كما تقول مطار اسمه مكان الذي تطير منه الطائرات. المجاز اسمه مكان للألفاظ التي تعدينا بها معناها الحقيقي الى معنى اخر. فسميت مجازم مثال ذلك ايضا الموت في الحقيقة ما هو خروج الروح مفارقة الحياة. وفي المجاز ما هو الموت في المجاز ما هو في المجاز يقول النبي عليه الصلاة والسلام وقد نهى عن دخول الرجال عن النساء اياكم والدخول على النساء فقال رجل من الانصار ارأيت الحمو يا رسول الله الحمو الموت يعني اذا دخل على الرجل بيقتلها لا ارحموا الموت ليس معنى ان دخوله سبب في خروج رح المرأة. ماذا اراد عليه الصلاة والسلام الاشارة الى الامر المرعب والمخوف كما يخاف الانسان من الموت. فما هذا؟ هذا مجاز فلم نرد ان نلحمه يسبب السكتة القلبية اذا دخل حمو الرجل على زوجة اخيه لا انما اراد انه هو احق ما يحذر منه كما تحذر من الموت وتخاف منه واضح؟ فهذا الاستعمال هو نوع من المجاز مثل ذلك لما نستعمل نحن في كلامنا المعتاد ايها الكرام يعني بعض الناس يصف يعني اذا اراد ان يصف ولده بالشجاعة لقبه بالذئب او بالاسد فيقول لولده انه ذئب وربما سجله في الجوال الذيب. فاذا اتصل خرج في الشاشة الذيب يتصل بك. وبعض الرجال مثلا يسمي زوجته في الجوال القمر في القمر يتصل بك ابدا لا يفهمه انسان ان المقصود به هو الجرم السماوي المنير في السماء يجري اتصالا بك فهذه استعمالات المجازية عادة لا يستعمل العربي وهو عربي. اللفظ المجازي الا بمناسبة بين اللفظ الحقيقي واللفظ الذي يستعمله في المجاز. الاسد لما عرف بقوته وشدة بأسه عبر به عن الشجاعة. واضح؟ لما تقول القمر صار عند العرب مظربا للجمال. فاذا اردت ان تصف شيئا ما بالجمال فقلت كالقمر وهكذا فعادة يستخدم اللفظ المجازي بسبب او بعلاقة بينه وبين المعنى الحقيقي وهو الذي انتقل اليه المؤلف رحمه الله ليذكر اقساما الحقيقة واقسام المجاز. نعم والحقيقة اما لغوية واما شرعية واما عرفية. سبق بيان هذا قبل قليل. الحقيقة لغوية متى تكون لغوية اذا كانت مستعملة في موضوعه الذي دلت عليه اللغة ابتداء. وهذا هو عامة الالفاظ الاصل فيها انها حقائق لغوية واما شرعية ومثلنا لهذا بماذا؟ الصيام والصلاة. هذه الفاظ. ولذلك حتى في الفقه ماذا يدرس الطلاب؟ تعريف الصلاة لغة وتعريفها شرعنا واصطلاحا. لماذا؟ ليقف على ان في اللغة عند العرب قبل الاسلام لها معنى. وبعد الاسلام انتقلت الى معنى مخصوص ولها حدود مخصوصة فتقول الصيام لغة مطلق الامساك وشرعا الامساك بنية مخصوصة من طلوع الفجر الى كذا تقول الصلاة لغة الدعاء واصطلاحا اقوال وافعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم. هكذا اذا لها معاني لغوية ومعاني شرعية. فالحقائق الشرعية هي المعاني التي جاءت بها الشريعة لبعض الالفاظ على وجه الخصوص. الحقيقة الاخيرة هي الحقيقة العرفية. يعني ما تعارف الناس سواء كان عرفيا عاما تعارف عليه الناس كلهم او عرفيا خاصا مثال العرف العام وهو عند العرب ايضا من قديم كلمة الغائط اصلا في اللغة للموضع المنخفض في الارض بين مرتفعين كانوا يقصدونه لقضاء الحاجة لانه اتموا في الستر وابعدوا عن انظار الناس. وتعرفون لم يكن في السابق حمامات ولا بيوت خلاء اكرمكم الله بالمنازل. فكان احدهم اذا احتاج ان يقضي حاجته يخرج. فاذا خرج بحث عن مكان يستتر فيه. فاكثر الاماكن استتارا هي اما الاماكن الهابطة المنخفضة فاذا جلس اتاها وكانت تكون بين مرتفعين هذا في اللغة الموضع المنخفض من الارض يسمى غائط لكنهم من كثرة ما استعملوا هذا المكان لقضاء الحاجة انتقل هذا اللفظ من الموضع المنخفض من الارض الى النجس الخارج من الفضلات فسميت بالغائط فانظر كيف انتقل المعنى من اللغة الى عرف ولا بأس اصبح حقيقة. فاذا قال احد اتيت من الغائط او ذهبت الى الغائط مباشرة ما انتقل المعنى الى ما ينتقل الذهن الى المعنى اللغوي وكانه هجر وانتقل الى المعنى المعنى العرفي فتسمى حقيقة عرفية كذلك ايها الكرام ما يسمى بالعرف الخاص. اذا تعارف اهل فن او اهل بلد او اهل ناحية على معنى من المعالي. هي حقيقة عند اهل هذا البلد او اهل هذا الفن. حتى في العلوم. تقول مثلا كلمة الرفع عند النحاة لها معنى رفع الفاعل رفع المبتدأ رفع الخبر رفع الفعل المضارع اذا لم يسبق بناصب ولا جازم. معروف ما معنى الرفع عند النحاه؟ الرفع عند حدثي ما هو الرفع هو بلوغ الخبر ونسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم ويقابل الموقوف المنقطع. انظر كيف والكلمة واحدة لكن في عرف نحاكي تختلف عن عرف المحدثين واذا جئت الى الرفع عند المهندسين مثلا وعمال البناء فالرفع عندهم رفع الشيء من اسفل للاعلى بآلة ونحوها. هذا لفظ واحد واختلف العرف من اهل الى اهل سن. وقل مثل ذلك في مصطلحات تتفاوت بين اهل البلاد فسمي تسمى اللفظة او تطلق اللفظة بمعنى عند اهل بلد وبخلافها عند اهل بلد اخر. فالمسألة قائمة على العرف. هذا تقسيم الحقيقة وهو الذي عليه الاكثر انها ثلاثة اقسام حقيقة لغوية وحقيقة شرعية وحقيقة عرفيا لغوية وشرعية وعرفية. السؤال هو ما فائدة هذا التقسيم فائدته ايها الكرام انه اذا كنت استخدم الكلام في اللغة العربية او قرأت نصا شعريا او عبارة ما فانني احمل اللفظ اذا اورد في خلال هذا النص على المعنى اللغوي لانه الاصل الحقيقة اللغوية. اما اذا جاءت في نص شرعي تحملها على المعنى اللغوي او مع المعنى الشرعي خذ مثالا تطبيقيا لطيفا. يقول النبي عليه الصلاة والسلام اذا دعي احدكم الى طعام فليجب. فان كان مفطرا فليطعم وان كان صائما فليصلي ما معناه؟ اختلف المحدثون والفقهاء في تفسير هذا الحديث على قولين. منهم من يقول اذا دعيت الى طعام وحظرت ضيفا عند صاحب البيت تقدم لك طعاما وانت صائم فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول وان كان صائما فليصلي قالوا معناه فليدعوا لان الصلاة في اللغة هي الدعاء والمعنى انك تدعو له تعرض له بانك صائم. يضع السفرة امامك ويقول لك تفضل حياك الله فتقول شكر الله لك وبارك لك وجزاك خيرا. فيفهم من دعائك وعدم اقبالك على الطعام انك صائم ويفهم ذلك خصوصا اذا اقترن بشيء يدلك ان يكون يوما من ايام البيض او يكون يوم الاثنين والخميس او نحو هذا الفريق الاخر قال لا الصلاة هي الصلاة الحقيقية. فاذا وضع لك السفرة وانت صائم وعرض عليك وطلب منك تقول له اين القبلة؟ يقول لك هكذا تستقبل قبلة الله اكبر وتصلي لانه قال فليصلي طيب التفسير الاول الذي قال فليدعو حمل اللفظ على اي معنى؟ على الحقيقة اللغوية والقول الثاني حمل اللفظ على اي معنى ممتاز هنا قاعدة تقول اذا دار اللفظ بين حقيقتين لغوية وشرعية. وكان في نص شرعي فالاولى الحقيقة الشرعية لان النص شرعي بخلاف ما لو كان في نص اخر غير النصوص الشرعية في الكتاب والسنة. على كل هي قواعد لها تطبيقات لطيفة. فائدتها ان تعرف ان انقسام الكلام الى حقيقة اللغوية وحقيقة شرعية وحقيقة عرفية تساعدك على ان تستعمل اللفظ اللفظ في على ما استعمله الشرع ان كان النص شرعيا. من الامثلة العملية اللطيفة في هذا الباب. حديث النبي عليه الصلاة والسلام في المسجد الحرام بمائة الف صلاة فيما سواه. واختلفوا كثيرا، هل الصلاة في المسجد الحرام هو هذا الذي نحن فيه؟ المسجد المحيط بالكعبة او هو حدود الحرم كلها. وهنا اقوال متقاربة ومتباعدة انما يشتد الخلاف بين هذين القولين. بحيث هل تدخل مساجد احياء في حدود الحرم في هذه الفضيلة وتضاعف فيها الصلاة بمائة الف هذا قول. فانت تحتاج ان تفسر معنى المسجد الحرام فعند النظر تجد ان لفظ المسجد الحرام جاء في عدد من النصوص الشرعية. يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا والمراد به مسجد الكعبة او مكة كان له حدود الحرم. قوله تعالى في هدي التمتع في اية الحج. فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي الى ان قال لمن لم يكن اهله حاضري المسجد الحرام. هل مراد اهله سكان حول الكعبة ينامون يأكلون ويشربون؟ والمراد مكة كلها اذا ثبت عندك ان المسجد الحرام في المصطلح الشرعي اطلق واريد به مكة كلها او غلب على ظنك او كان اكثر مواضع استعمال هو هكذا فانك تأتي فانك تأتي الى اللفظ الذي اختلف فيه الفقهاء فتقول الاقرب ان احمله على ما غلب عليه الاستعمال في النصوص الشرعية لانه اصبح حقيقة شرعية النكاح هل هو مجرد العقد ام الوطء والجماع في النصوص الشرعية في كل ايات القرآن حيثما اطلق النكاح فالمراد به الوطؤ والجماع عدا موضع واحد في سورة الاحزاب يا ايها الذين امنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبلي انت مسون. فاريد بالنكاح هنا مجرد العقد. فائدة هذا اننا اذا جئنا لموضع اختلفنا في تفسيره هل هو العقد ام الجماع؟ فاننا نلجأ او الى الحقيقة الشرعية. قول النبي عليه الصلاة والسلام في حضانة الام عند فراقها من زوجة في حضانتها للولد. وقد قال انت احق به ما لم تنكحي. فاذا نكحت الام سقط حقها في الحضانة. قوله انت احق بهما لم تنكحي هل يسقط حق الام في الحضانة بمجرد عقد النكاح او بدخول زوجها بها؟ ترجع الى تفسير النكاح هل هو الحقيقة الشرعية الغالبة في الاستعمال في النصوص الشرعية العقد ام الدخول؟ فاذا رأيت انه هو الدخول ستفسر به وهذه تطبيقات بالدربة والممارسة يجد المتفق انه باستعمال هذه القواعد سيقف على اثار تطبيقية عملية على الاقل يرجح بها في مواطن الخلاف بين الفقهاء. نعم اقسام جز والمجاز اما ان يكون بزيادة او نقصان او نقل او استعارة. فالمجاز بالزياد ذكر رحمه الله اربع انواع للمجاز وليست هي كل انواع المجاز. البلاغيون يوصلونه الى خمسة وعشرين نوعا من انواع العلاقة وهي اقسام المجاز وصوره المتداخلة ليس الغرض هنا الاستطراد فيها ولا الاستيعاب فقط واراد التعريف وضرب امثلة وعبرا. نعم فالمجاز بالزيادة فالمجاز بالزيادة مثل قوله تعالى ليس كمثله شيء. يقولون المعنى ليس مثل الله عز وجل شيء الكاف ها هنا قيل هي مبالغة في نفي المماثلة لان نفي مثل الشيء ليس ليس مساويا لنفي ما يشبه مثل الشيء كمثله يعني ما يشبه مثله. فانت اذا نفيت مثل المثل فانت اولى ان تنفي المثل وهذا من المبالغة في نفي المماثلة عن الذات العلية لله سبحانه وتعالى. نعم والمجاز بالنقصان مثل قوله تعالى واسأل القرية. والمراد واسأل اهل القرية فحذف المضاف وهو اهل واستدل به هذا المعنى من خلال ما يفهمه السامع. نعم والمجاز بالنقد كالغاية فيما يخرج من الانسان. لانه نقل من معناه الاصلي الذي هو الموضع المنخفض من الارض الى الفضلة الخارجة من جوف الانسان. نعم. والمجاز بالاستعارة كقوله تعالى جدارين يريد ان ينقض. استعارة لان الارادة حقيقة تكون في المخلوقات الحية والجدار جماد والجماد لا ارادة له. فهو بالاستعارة لانه عبر به عن الارادة وكان استعمال المجازيا على هذا الاطلاق. ليس المقصود ها هنا استيفاء انواع المجاز كما قلت لكنه ضرب به امثلة هذا موضع انتهاء درسنا اليوم اختمه بفائدة لطيفة تتعلق بالحقيقة والمجاز. وربما آآ وجد بعضكم في اثناء دراسته خوضا كثيرا نحو اثبات المجاز او نفيه. وهي مسألة طويلة الذيل الذي يعنينا منها هنا ايها المباركون ان اثبات او المجاز مسألة آآ خاض فيها كبار علماء الامة اثباتا ونفيا. بعض كبار المحققين كشيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. ومن المتأخرين مثلا العلامة الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله كلهم يذهبون الى نفي المجاز وانه لا يوجد في اللغة شيء اسمه مجاز وينفون هذا نفيا شديدا وافردوا له الرسائل وصنفوا فيه المصنفات نفيا لما يسمى بالمجاز وانه لا معرفة له في لغة العرب وانه بدعة دخيلة اتى بها بعض اهل الاهواء ليصلوا به الى امر شنيع في ابواب العقائد وهو تأويل نصوص الصفات. وجعلوه متكئا ومدخلا حرفوا به النصوص التي جاءت في اثبات صفات الباري سبحانه وتعالى. وجاء ربك والملك صفا صفا. يقول ما يجيء ولا يتصف بالمجيء. والمعنى وجاء امر ربك. ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر. قالوا ما ينزل تعالى عن ذلك والنزول وصف لا يليق به والمعنى تنزل رحمته سبحانه وتعالى لما خلقت بيدي قالوا ليس لله يدان والا شبهناه بالمخلوق. والمعنى لما خلقت بقدرتي بل يداه مبسوطتان ليس لله يدان. والمعنى فضله ونعمته وامثال هذا. فالقوم لجأوا الى استعمال المجاز في تفسير النصوص التي ارادوا بها نفي الصفات عن الله سبحانه وتعالى. فلما وجد شيخ الاسلام وغيره من علماء الاسلام ان هذا المدخل كان هو الذي دخل منه الذين خالفوا مذهب السلف في تأويل نصوص الصفات من خلال بوابة المجاز اقفلوا هذا الباب وقالوا ليس في القرآن مجاز وبعضهم قال ولا حتى في اللغة العربية مجاز. وبعضهم فرق بين اللغة والقرآن فقال يوجد في اللغة ولا يوجد في القرآن. هي مسالك قاد منها النافون للمجاز ابتداء اغلاق هذا الباب. والحق الذي عليه المتوسطون ان المجاز ثابت واستعماله لا ينكر وموجود بامثلة التي مرت قبلك قليل وامثلتها كثيرة. اثباتنا للمجاز لا يلزم منه بالضرورة الاقرار على تأويل نصوص فيقال تأويل نصوص الصفات مسلك خاطئ. واستعمال المجاز لا يعدو ان يكون استعمالا خاطئا لبعض الاساليب وتوظيف وفي غير محلها فنثبت نصوص الصفات على ما هو على ظاهرها. جريا على مذهب السلف واقرارا لها على ظاهرها تفويضا للكيفية التي تضمنتها تلك النصوص الى الله سبحانه وتعالى. فاستقر مذهب السلف على الايمان بحقائق هذه الصفات العلم بمعانيها التي تفهمها لغة العرب من استعمالاتها وتوفير الكيفية الى الله سبحانه وتعالى. هذا هو الاقرب والاسلم. احببت ان نختم به جلسة الليلة ليكون ابتداؤنا غدا بعون الله ومشيئته في اول المسائل العملية في ابواب الاصول وهي ابواب الامر والنهي وفيها مسائل قيصة وقواعد جميلة في الاستنباط ونردفها بامثلة تطبيقية ان شاء الله تعالى والله اعلم شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قال قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم