السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كرامة القرآن واحدة من الخصال التي جعلها الله تعالى في القرآن اكراما لاهله. الاخذين به العاملين به القارئين له المحلين لحلاله المحرمين لحرامه المتدبرين لمواعظه واياته ما كرامة القرآن يا امة القرآن؟ انه الشرف والمنزلة الرفيعة وعز الدنيا والاخرة تاج الفخر وشرف الوقار. هذه الكرامة التي ارادها الله اكراما لاهل القرآن اما ان كرامة القرآن ليست في منصات تتويج زائفة ولا في عدسات تلتقط لقطات تشتهر وتنتشر بين العالمين. انما هو العز الحقيقي والشرف الذي يكرم الله تعالى به اهل القرآن الا فتأملوا معي ان كرامة القرآن بلغت مبلغا عظيما اكراما لاهل القرآن بالقرآن من وجهين اثنين اما احدهما فهو انها كرامة حقيقية يجدها صاحبها ويجد فيها اكراما حسا ومعنى واما الاخر فانها نوع من الاكرام الذي يجده صاحب القرآن واهل القرآن في كل مرحلة من مراحل حياة ليست اكراما وتشريفا واعزازا ينتهي في زمن ما او في مرحلة من الحياة او في مقطع وفترة دون اخرى لكنها الكرامة المستمرة لان الله عز وجل اعلى شأن كلامه سبحانه وتعالى ولم لا يستحق اهل القرآن اكراما وتشريفا واعزازا بكرامة القرآن وهم اهل للقرآن. ان الله عز وجل اعظم واجل من ان يخذل او يذل الاخذ بكتابه. المعتز بكلامه المحب لاياته سبحانه وتعالى. حقا من احب القرآن فهو محب لله. والمحب لله حظي بكل حفاوة وتقدير واكرام. اما ان كرامة القرآن لتحيط بصاحبها وتلف حياته بمراحلها الثلاث. انها حياة الدنيا وحياة البرزخ وحياة الاخرة. وهاكموها واحدة واحدة على التوالي اما كرامة القرآن في الدنيا فانا نجدها فيما نصبته الشريعة من تقديم وتكريم لاهل القرآن. يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله. عندما تصطف صفوف الصلاة ونقف في بيوت الله فانما نبحث عن اكثرنا اخذا للقرآن ليكون اماما كالمتحدث بهذا الوفد امام ربه وخالقه وهم يصلون ويعبدون الله في اعظم فريضة افترضها الله تعالى على العباد واما في البرزخ فانها كرامة اخرى عجيبة عظيمة. نعم كرامة البرزخ امر بين حياة الدنيا وحياة الاخرة ليس رجما بالغيب ولا انساقا وراء عاطفة لاننا اهل قرآن. لكنها حادثة كشفت لنا هذا الغطاء ثم احد لما استشهد سبعون من الصحابة وهم النبي صلى الله عليه وسلم بدفنهم واراد ان يكون قبر واحدهم حيث استشهد رضي الله عنه. جاء الصحابة ليحفروا قبور الشهداء السبعين. وان لهم ان يحفروا سبعين قبرا عقب غزوة احد وهم مثخنون بالجراح وليس فيهم الا مصاب او مكلوم. فكان الرأي ان يحفر القبر فيدفن فيه الاثنان ثلاثة ادخارا للجهد والوقت وما يسعفهم به الحال فكان نبينا صلى الله عليه وسلم اذا جزي له القبر وهيئ له الشهيدان بانزالهما في القبر يسأل هذا السؤال العجيب الملفت البديع ايهم اكثر اخذا للقرآن فيقدمه في القبر قبل صاحبه انها رسالة تحتاج منا ان نفهمها بوضوح اما ان انزال الاول قبل صاحبه في القبر لا يعني شيئا من نعيم الدنيا ولا الاخرة لا من نعيم الدنيا فقد فارقها ولم يعد من اهلها ولا من نعيم الاخرة لان دخول الرجل في القبر قبل صاحبه لا يعني بالظرورة اي وجه من وجوه التقديم في الحساب في الاخرة ولا رفعة الدرجات حيث لم يدل على ذلك دليل فما هو اذا انها رسالة كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجهها لنا وللامة الى يوم القيامة. رسالة تقول بوضوح حيثما وجدتم موضعا لاكرام اهل القرآن فافعلوا اي والله لان صاحب القبر عندما ينزل في القبر قبل صاحبه ما كان ليشعر به انما هي رسالة للاحياء لي ولك وللامة جميعا الى يوم القيامة. حيث ما وجدنا موضعا يمكننا فيه ان نقدم اهل القرآن على غيرهم فعلينا ان نفعل اكراما لاهل القرآن هذه كرامة البرزخ واما الاخرة فدونها دونها يقصر الوصف والبيان. ودونها يعجز اللسان عن بيان كرامة ربنا سبحانه تعالى لاهل القرآن. ان كرامة القرآن تبلغ بصاحبها اعظم المبالغ. واعلاها منزلة ودرجة في تلك للاخرة عندما ينادى على رؤوس الاشهاد وعندما يجمع الخلق اجمعون انسهم وجنهم اولهم واخرهم مؤمنهم اثيرهم فيقال على سمع الخليقة اجمعين. وينادى بصوت تسمعه الخليقة. يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأها يقال له ذلك اكراما له واعزازا له يقال ذلك لتشهد الخليقة ما له من الكرامة عند الله. فيقرأ اية ويصعد درجة وكلما ارتقى بقراءته للقرآن اية فاية لم يزل يرتقي في الجنة درجات ودرجات يراد اكرامه على رؤوس الخلائق في ذلك الموقف العظيم. في ذلك الموقف المهيب في ذلك الحشد الغفير الذي جعله الخليقة كلهم انسا وجنا. هذا التكريم الالهي مقصود ان تبلغه البشرية لا عفوا وانبل الخليقة جمعاء ليشهدوا كرامة الله عز وجل لاهل القرآن الذين عاشوا حياتهم في صحبة القرآن ومع فكان لهم من الكرامة ما عاشوا به حياة الدنيا وما وصلهم به في حياة البرزخ وما انتهى بهم في المقام الى الحياة الاخرة التي وجدوا فيها اعظم وجوه الاكرام على الاطلاق فهل ادركنا ان كرامة القرآن تحيط بصاحبها وتأبى مفارقته ليكون معها دنيا وبرزخا واخرة انها الكرامة بالقرآن ان اردنا ان نرومها يا امة القرآن وشفاء فيحسون اه