ورحمة الله وبركاته رغم تعدد اوصاف القرآن العظيمة التي جاءت في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مما يشكل منظومة رائعة من الاوصاف التي تحبب القرآن الى قلوب امة الاسلام الا ان وصفا يبعث الراحة والطمأنينة والحب للقرآن ربما كان اكثر من غيره انه وصف الرحمة الذي وصف الله تعالى به القرآن لانه سبحانه وتعالى اراده ان يكون رحمة لامة القرآن هذه الامة المحمدية المباركة يقول الله سبحانه وتعالى بعدد من ايات القرآن واصفا القرآن بانه رحمة. ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ويقول سبحانه وتعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين يقول سبحانه وتعالى ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون اجل انها رحمة الله التي لا غنى لنا عنها طرفة عين رحمة الله الذي نستظل بها في الحياة وبعد الممات رحمة الله التي لا نرزق الا بها ولا تحقق الاماني الا بها. رحمة الله التي بها ينال كل مطلوب في الدنيا وفي الاخرة رحمة الله التي عليها نحيا وبها نقتات في هذه الحياة حتى نلقى الله انه لن يعيش عبد في هذه الحياة الا برحمة الله ايها الكرام اعظم منازل العباد في هذه الدنيا انما ينال برحمة الله هل من منصب يناله العباد في الدنيا اكثر من النبوة التي هي شرف واصطفاء واختيار النبوت التي هي اتصال بالملكوت الاعلى. اصطفاء محض ومع ذلك فان الانبياء عليهم السلام وصفوا النبوة التي اعطاهم الله اياها واصطفاهم بها من بين البشر رحمة من عنده سبحانه وتعالى اسمع معي الى قول نوح عليه السلام. وهو يحدث قومه فيقول قال يا قومي ارأيتم ان كنت على بينة من ربي واتاني رحمة من عنده. فعميت عليكم انلزمكموها وانتم لها كارهون ويقول صالح عليه السلام قال يا قومي ارأيتم ان كنت على بينة من ربي واتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله ان عصيته انها الرحمة التي بلغوا بها منزلة النبوة واصطفاهم بها الله سبحانه وتعالى. يا كرام ان كانت النبوة وهي اعلى مراتب العباد اصطفاء واختيارا وهبة من الله انما اوتيت برحمة الله فما ظنكم بما دون النبوة دعونا نقول ان الرزق الذي نقتات عليه في الحياة انما نناله برحمة الله. نعمة الولد والذرية الصالحة انما تنال برحمة الله الزوجة والسكن والاسرة السعيدة هي رحمة من الله. كشف الكرب وارتفاع الاذى وتنفيس الهموم. ايضا هي رحمة من الله. عدد ما شئت من اوجه السعادة التي يحيا بها المرء في حياته راضيا مطمئنا انما يحصلها برحمة الله. اذا متى توقفت الحياة في كل مطالبها ونواحي السعادة فيها على حصول رحمة الله ادركنا اننا بامس الحاجة الى ان نستدل على باب نغترف فيه من رحمة الله ما يسوق لنا مطالب السعادة والرضا في هذه الحياة. فلان كان كذلك فدونكم كتاب الله مصدر الرحمة ومنبعها يرحم الله تعالى بقرآننا امة الاسلام يرحم الله تعالى بكتابه كل من اقبل عليه. فاخذ منه وعاش معه واحسن صحبته. اننا بحياتنا مع القرآن ان نستظل في ظل الرحمة التي نحيا بها في الحياة. هذه الرحمة التي نبحث بها عن مواطن السعادة وتحقق بها الاماني ليست قاصرة على حياتنا الدنيا الفانية القصيرة بل حتى تلك الحياة العريضة الابدية الباقية. حياة الاخرة النعيم السرمدي جنة الله سبحانه وتعالى التي هي غاية المنى واسنى المطالب هي ايضا متوقفة على حصول رحمة الله. كلنا يذكر قول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. وهو يخاطب الامة كلها لن يدخل احدا منكم الجنة عمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه نعم ان دخول الجنة في الاخرة سيكون ايضا متوقفا على رحمة الله. ايها الاحبة رحمة الله متوقف عليها سعادة الدنيا والاخرة. نحن برحمة الله انما نحقق مرادنا في الحياة وبعد الممات. فما احوجنا الى رحمة الله ولئن كان كذلك فدعونا نقول ما احوجنا الى كتاب الله الى القرآن الى العيش معه الى حفظه الى فهمه الى تدبره الى العمل بما فيه الى التخلق باخلاقه. والله ان الرحمة باوسع ابوابها مكتنفة في كتاب الله الكريم. لانك ما ان تقرأ شيئا من كتاب الله. لانك ما ان تقرأ شيئا من كتاب الله الا حتى الرحمة قريبة منك وبصراحة ومن غير مبالغة في القول يمكننا ان نقول ان ابعدنا عن القرآن اجاركم الله هو ابعدنا عن رحمة الله ومن كان مستظلا في ظلال القرآن اكثر من غيره فهو الاحظى برحمة الله اكثر من غيره رحمة الله قريبة رحمة الله واسعة رحمة الله عظيمة وهي مبذولة لاهل الايمان في ابواب شتى في شريعة الاسلام. احدها واكبرها واوسعها هو باب القرآن. وعندئذ ندرك ان اهل القرآن الذين صحبوه وعاشوا معه وحفظوه وخدموه هم اسعد الناس برحمة الله في الحياة. وهم كذلك اسعدهم برحمة الله يوم يلقون الله ولذلك خص اهل القرآن بذلك الشرف الاخروي. خصوا بتلك المنازل الرفيعة. خصوا بذلك التكريم الالهي العجيب لانهم قد نالوا حظا وافرا من رحمة الله سبحانه وتعالى. يا قوم رحمة الله قريبة بالقرآن اطلبوها ولو بحسن الاستماع والانصات اليه واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. انها الرحمة بالقرآن. يا امة القرآن التي نسعد بها في الحياة وبعد الممات وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ها