ورحمة الله وبركاته في واحدة من اعظم اوصاف القرآن التي تبعث على الدهشة والاعجاب والاجلال هو سطوة القرآن واعني بالسطوة هنا تأثير القرآن العجيب التأثير القوي المباشر التأثير الذي ينفذ على القلوب بلا استئذان التأثير الذي يهز الكيان التأثير الذي يبلغ في النفس البشرية اعظم مبلغ ويؤثر فيها ايما تأثير هذه السطوة العجيبة للقرآن جاء ذكرها في القرآن في مواضع متعددة جاءت في بيان ان لهذا القرآن سطوة على النفس فتقلبها وتغير حالها وفي القرآن من التأثير ما هو كفيل بان تعود النفوس البشرية الى خالقها سبحانه وتعالى كم استمعنا وقرأنا قول الحق جل في علاه لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون. صدقا احبتي الكرام كم تفكرنا في مثل هذا المثل الذي ضربه الله عز وجل للقرآن ليبين لنا ويقرب لنا اثر هذا القرآن. وعظيم سطوته الاعجب من ذلك اية سورة الرعد التي تحكي سطوة القرآن بشكل عجيب والله ايها المؤمنون اسمعوا الى قول ربكم سبحانه وتعالى وهو يقول ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا والتقدير اي لكان هذا القرآن. بمعنى لو ان الله عز وجل اراد ان قرآنا تكلم به سبحانه وتعالى يكون له من التأثير وعظيم السطوة. ما يمكن ان تسير به الجبال وهي جامدة راسية صلبة الراسخة لكان هذا القرآن كفيلا بذلك ولو ان الله اراد ان ينزل قرآنا تكلم به سبحانه يكون له من الاثر ما يمكن ان تتقطع به الارض الصلبة الجامدة التي نمشي عليها وتسير عليها كل الحياة وتدب فوقها لكان هذا القرآن كفيلا بتقطيعها ولو اراد الله عز وجل ان يكون قرآنا تكلم به له من الاثر ما يسمع به الموتى وهم موتى فيبلغهم اثر القرآن لكان هذا القرآن اليس هذا وصفا في غاية الاعجاب؟ في تأثير القرآن وسطوته؟ بلى والله. قرآن لو اراد الله سبحانه وتعالى الم لتسيرت به الجبال وهي جامدة ولتقطعت به الارض وهي صلبة راسية. ولكلم به الموتى فسمعوه وهم اموات. اليس عجيبا اثر هذا القرآن وسطوته بلى والله. هذه سطوة القرآن التي تلج النفس البشرية كما قلت بلا استئذان فتلقي بمواعظ القرآن وتقذف بنور القرآن وتغسل القلوب بماء القرآن هو هذا الاثر في سطوة القرآن. سمعت الجن فقالت انا سمعنا قرآنا عجبا. سمعته قريش على كفرها بالله سبحانه وتعالى. وحربها لدين الله ردها عن سبيل الله فما ملكت على كفرها وهي تسمع قول الله عز وجل فاسجدوا لله واعبدوا الا انت على وجوهها ساجدة لله سبحانه وتعالى كم كان لهذا القرآن من تأثير عجيب اهتدت به نفوس كافرة. كم كان لهذا القرآن من سطوة اهتدى به الحياة واستنقذ به الغارقون في ظلمات التيه. كم لكان لهذا القرآن من سطوة صلح على حاله كم كان لهذا القرآن من سطوة صلح بسببه حال كثير من العباد. يا قوم انه القرآن كلام ربنا سبحانه وتعالى. المعجزة الخالدة المستمرة الباقية على مر الزمان. الى قيام الساعة نورا للامة وسراجا مضيئا ومسلكا معبدا يدل الناس على صراط الله المستقيم. هذا القرآن بلغ مبلغه العظيم في سطوة والتأثير حق لنا ونحن مؤمنون نشهد ان لا اله الا الله وان كلامه حق سبحانه وتعالى. وامنا انه انزل كلامه هذا من فوق سبع سماوات كقلب سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم ليعلمنا اياه وليدلنا بنوره ونستضيء بهداه امنا بكل الا يحق لنا ان يكون لنا حظ واسع ونصيب وافر من اثر هذا القرآن وسطوته الذي بلغ الجبال الرواسي والارض الصلبة والاموات في اجواف القبور افنحن ونحن مؤمنون ابعد من ذلك حاشا والله. انها السطوة التي تجدها النفس البشرية عندما مع القرآن ولا تعجبوا اخوة الايمان لان ما في القرآن من المواعظ والوعد والوعيد وما في القرآن من وصف النعيم والجحيم وما في القرآن من اعجاز وفصاحة وبلاغة وما في من اساليب متنوعة تسحر الالباب. وما في القرآن من طرق واساليب شتى تناسب كل الفئات البشرية على اختلافها وتعدد فئاتها بالقرآن ما هو كفيل بان نجد جميعا بغيتنا عند اقبالنا على القرآن وها هنا سؤال كبير فلماذا تظل بعض النفوس المؤمنة لا تجدوا لهذا القرآن هذا المعنى العجيب وعندما تسمع مثل هذا الوصفة تجدها لا تحكيه حقيقة في حالها ان ذلك عائد ايها الكرام الى ما نصبناه من حواجز احيانا بيننا وبين القرآن. ان هجر القرآن يا امة القرآن ان يجعل الحاجز سميكا ثم يكون بعد ذلك خندق واسع يفصل بيننا وبين القرآن. اننا بامس الحاجة ونحن نؤمن بكلام ربنا الكبير للمتعال. ان نوقن انه مهما تعددت مآسينا ومهما قست بنا ظروفنا ومهما ساءت احوالنا والله ومهما تعبنا في مضايق الحياة ودروبها التي ذهبت بنا يمينا وشمالا الا ان القرآن كفيل بتبديد كل هم وتفريج كل كرب وتيسير كل عسير لان بالقرآن من الدلالة والهداية. وفي القرآن من الشفاء والعافية. وفي القرآن من النور ما هو كاف لكل مؤمن مؤمنة اذا ما اقتبسوا من نوره ان يستضيئوا به وان يهتدوا بهداه وان يجدوا حاجتهم حقيقة من القرآن الذي اراده الله ان يكون كذلك على مر الزمان. يا امة القرآن مع كل ما سمعتم من وصف القرآن بسطوته وتأثيره فاننا نجد شواهد متعددة اليوم وبالامس وغدا والى يوم ياما ذلكم يظهر جليا في احوال نسمعها بين الحين والحين. في اناس قست قلوبهم عبر تاريخ طويل من الصد والاعراض والغفلة بل وتنكب صراط الله المستقيم. فقست القلوب وتجمدت العيون ومع ذلك فان اية واحدة في لحظة ينفتح لها القلب. تنكسر لها كل الحواجز. وتتبدد امامها كل تلك الحجب ثم اذا انقشعت تلك الغيوم السوداء القاتمة اشرقت النفس المؤمنة بنور القرآن. ما احوجنا والله ان نعود من جديد الى ان نجد اثر القرآن في قلوبنا. سنجده في ارزاقنا واقواتنا. سنجده والله في تربيتنا لاولادنا واسرنا سنجده في الحياة كلها من حولنا. ان للقرآن اثرا عظيما وسطوة بالغة هي كفيلة بان تصلح الى افضل مأمول والى اكمل مطلوب اننا امة القرآن اكرمنا الله بالقرآن فعودا حميدا الى القرآن كالنحل يلاقيك رحيم ها اه اه