بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ذي الفضل والانعام. ذي الفضل والانعام والاجلال والاكرام. احمد الله تعالى واشكره. واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له جل جلاله وتقدست اسماؤه. واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا واسوتنا وقدوتنا محمدا عبد الله ورسوله امام الهدى وسيد الورى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد امة الاسلام. فها قد اظلتنا ايام فاضلة وليال مباركة. والله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار سبحانه ومما اختاره جل جلاله من الازمنة والايام ايامنا هذه التي نعيشها العشر الاوائل من ذي الحجة ايها الكرام امة الاسلام طوبى لمن بلغه الله هذه العشر. وهنيئا لمن ادركها. وقد جعل نصب عينيه اغتنامها. ونيل ما فيها من الفوز والاجر كبير وموعود الفظل والاجر وليال عشر الاية الكريمة في صدر سورة الفجر قسم رباني عظيم. تقف عنده النفوس المؤمنة موقف الاستشعار لعظمة تأتي في كلامي العظيم سبحانه يا كرام، لو ان عظيما من العظماء تكلم بكلام يقع موقع العظمة في القلوب ترتجف له الاسماع وتهتز له الابدان وتتيقظ له الافهام فكيف بما كلام ملك الملوك ورب الارباب العظيم سبحانه لا بل ويقسم جل جلاله فما ظنكم بهذا القسم الذي يأتي في كلامه العظيم سبحانه ربنا عز وجل يقسم بما شاء من خلقه. لكن اقسامه سبحانه بشيء من مخلوقاته دلالة على عظمته وتنويه بشأنه. هكذا هو القسم في قوله وليال عشر. انها عشر ليال اقسم الله سبحانه وتعالى بها في صدر سورة الفجر. يقول الامام الرازي رحمه الله تعالى في ذكر معنى هذه في ذكر معنى هذا القسم الذي يأتي في كلام الله سبحانه وتعالى في مواضع عدة يقول رحمة الله عليه اعلم ان هذه الاشياء التي اقسم الله تعالى بها لابد وان يكون فيها. اما فائدة دينية مثل كونها دلائل باهرة على التوحيد او فائدة دنيوية توجب بعثا على الشكر او مجموعهما. ولاجل ما ذكرناه اختلفوا في تفسير هذه الاشياء اختلافا شديدا. فكل احد فسر بما رآه اعظم درجة في الدين واكثر منفعة في الدنيا. وليال عشر هي هذه الايام التي نعيشها امة الاسلام فسر جل السلف من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم جميعا معنى قوله سبحانه وليال عشر. في رواية ابن باسم التي اخرجها الطبري وغيره. يقول رضي الله عنهما ان الليالي العشر التي اقسم الله بها هن الليالي الاول من ذي الحجة. وهكذا هو المأثور عن ابن الزبير رضي الله عنهما. وعن عكرمة ومجاية وقتادة ومسروق والضحاك وابن زيد وغيرهم كثير من مفسري كتاب الله الكريم هذه الليالي العشر انما جاء القسم بها دلالة على عظمتها ومكانتها وقد اخرج الطبري ايضا والامام احمد والنسائي من حديث ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والفجر وليال عشر قال عشر الاضحى وعند احمد بلفظ ان العشرة عشر الاضحى. يقول الحافظ ابن كثير وابن عساكر رحمة الله عليهما ان المتن في رفعه نكارة وان كان السند في ظاهره مستقيما والله اعلم والمقصود ايها المباركون ان الايام التي نعيشها هذه الايام الفاضلة هي من اعظم ايام الدنيا وافضلها على الاطلاق. ونحن في اجلس الليلة وليلة الاربعاء بعون الله نتناول في ظلال هذه الفضائل التي خصت بها ايامنا العشر هذه نخشى فيها معاني الايات والنصوص الواردة. وسيكون الحديث منقسما في هذين المجلسين على امرين. احدهما في مجلس الليلة وهو الحديث عن فضيلة هذه العشر اجمالا. واما مجلس اللقاء المقبل بعون الله فسيكون تفصيلا لفضائل التي خصت بها هذه العشر المباركة التي نعيشها. يكون حديثنا عن هذه العشر المباركات رجاء ان يكون لنا اوفر النصيب. من اغتنام فضلها ونيل بركتها رجاء الا نعيشها كما نعيش سائر الليالي والايام طيلة العام وحق لنا والله فانها ليست كايام العام ولياليه. ونحن ايضا ايضا لا ينبغي ان نكون فيها كما نحن في سائر ايام العام ولياليه ليس عقلا ولا حكمة ولا منطقا مقبولا ان يكون لنا في الظرف الاستثنائي والزماني المتغير ان كون لنا فيه شأننا المعتاد الذي نألفه من انفسنا طيلة العام. اما وقد اختلف الزمان من حولنا وخص بفضل الهي كريم حري بنا ان نعيش ذلك الفضل وان نكون نحن ايضا على قدر ذلك الاختلاف حرصا وهمة واجتهادا فهلموا رعاكم الله يقول الله سبحانه وتعالى والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل اذا يسر. هل في ذلك قسم لذي حجر يعني لذي عقد رشيد ولب وفهم حصيف ان يدرك معاني هذا القسم الالهي الكريم. اذا القسم ليالي العشر واحد من هذه الاقسام التي قال الله عنها هل في ذلك قسم لذي حجر؟ نعم ان القسم بها كما تقدم دلالة على عظمة شأن وتنويه بامر عظيم يراد لامة الاسلام ان تعيش هذه العظمة وان تدرك هذا الفضل ومن اجل ذلك جاءت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة مبينة جوانب هذا الفضل. مبينة معاني ما في هذه الفضائل والبركات على وجه التفصيل وهذا ما سنعرظه في هذا اللقاء بعون الله سبحانه وتعالى فاول ذلك قسم الله جل جلاله بهذه الايام كما تقدم في قوله سبحانه وليال عشر. وثانيها توجيه النبي صلى الله عليه وسلم بفضل هذه الايام والحث على اغتنامها ودفع النفوس وحفزها الى الاقبال على ما فيها من خير عظيم وموعود كريم يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه العشر يعني عشر ذي الحجة قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء وفي رواية الترمذي ما العمل في ايام افضل؟ وفي رواية ارجى. وفي رواية ازكى ارأيتم هذه الالفاظ النبوية بالله عليكم الى ما كان يشير صلى الله عليه واله وسلم لامته الى اي فضل وخير كان يفتح لها ابوابه. كان يقول اغتنموا عملا صالحا يقع في هذه الايام موقعا عظيما لا يعدله شيء ولا ذروة سنام الاسلام. هكذا باطلاق ما من ايام اذا لا ايام في الدنيا على الاطلاق اعظم ومن اجل ذلك تناول اهل العلم المسألة بالنقاش هل الافضل هي ام العشر الاخيرة من رمضان؟ العشر الاواخر والقول الذي يجمع بين فضيلة هذه وتلك ان يقال ان ايام العشر الاول من ذي الحجة اعظم فضلا واما ليالي العشر الاخيرة من رمضان فهي اعظم من غيرها. تفريقا بين الليل والنهار ودلالة على عظمة ما اختص به كل عشر منها. وقد قال ابو عثمان النهدي رحمه الله كانوا يعظمون ثلاث عشرات العشر الاخيرة من رمضان والعشر الاول من ذي الحجة والعشر الاول من محرم فالمقصود انها يجمعها الفضل والعظمة وتتفاوت. فهذه العشر الاول من ذي الحجة معظمة على سائر ايام العام اعظمها يوم النحر والعشر الاخيرة من رمضان ليال مباركة لياليها مفضلة على ليالي سائر العام وافضلها ليلة القدر. اذا فالفظل ها هنا مطلق ما من ايام وهذا واظح في صريح قوله عليه الصلاة والسلام للدلالة على انه لن يجد انسان يوما عظيما في فضله ومكانته يفوق هذه العشر ثم قال العمل الصالح واطلق العمل ها هنا وجعله على عمومه فلا يوجد شيء من جنس العمل الصالح الا وهو داخل في قوله عليه الصلاة والسلام انه يقع احب الى الله عز وجل في هذه الايام من غيرها من ايام الدنيا على الاطلاق. العمل الصالح فيهن احب الى الله ولاجل ذلك تبادر الى اذهان الصحابة رضي الله عنهم هذه المقارنة التي وجدوا وفهموا من اطلاقه عليه الصلاة والسلام انه لا سقف يحدها فانطلقت افهامهم الى اين؟ الى اعلى شيء في مراتب الاعمال الى ذروة سنام الاسلام قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ففاجئهم الجواب قال ولا الجهاد في سبيل الله تدري ما معناه تدري ان المراد ان صدقة وبرا ومعروفا وذكرا واية من القرآن وعملا صالحا وخطوة تمشيه الى الصلاة وبرا وكل وجوه البر ما تعمله في هذه الايام يفوق فضلا ومحبة عند الله سائر الاعمال التي هي اعظم منها وافضل ومنها الجهاد في غير هذه الايام الا صورة واحدة استثناها النبي عليه الصلاة والسلام فانه لا يعدلها شيء فضلا عن ان يفضل عليها. قال الا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء. هذا المجاهد بالمال والنفس قبل الله ما له وقبل نفسه فاستشهد في الجهاد في سبيل الله ما عدا ذلك فافتح عينيك عبد الله لتدرك ان عملا صالحا قليلا او كثيرا تبذله تعدل به من العمل الصالح اضعاف اضعافه في غير هذه الايام الفاضلة هذه الدلالة في قوله صلى الله عليه وسلم وحثه الكريم لامته المباركة كان من اجل اغتنام هذا الفضل كان من اجل حث النفوس واغرائها. فاعظهم به والله من نصح نبوي كريم من نبي رؤوف رحيم حريص على امته صلى الله عليه وسلم واحرى به والله ان يكون لامته في مقابل هذا النصح والحرص ان يكون لها من الاستجابة والاقبال فهم عنه صلى الله عليه وسلم ما اراد عليه الصلاة والسلام ان يدل امته عليه من ابواب الخير. فمن اقبل اقبل الله على خير عظيم واستجاب لنصح نبي كريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم يدخل في الحديث في سياق فضائل هذه العشر اجمالا امة الاسلام. الحديث عن الايام المعلومات فان هذه الايام العشر هي المقصودة بقوله تعالى ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقه من بهيمة الانعام. اجل فبناء الكعبة المعظمة. وامر الخليل ابراهيم عليه السلام بالتأذين في الناس بالحج. كان من اجل اقامة هذه المعاني العظام وتحقيق هذه المقاصد الجليلة اللام للتعليم. يقول الله لنبيه وخليله ابراهيم عليه السلام واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم والله في ايام معلومات. هذه ايام يا كرام من اجلها بنيت الكعبة. من اجلها نودي الناس بالحج. من اجلها تقدم وتتتابع الوفود وتحتشد الالوف المؤلفة كل عام في هذه المشاعر العظام مكة الكعبة والصفا والمروة وعرفة ومزدلفة ومنى من اجل هذا المعنى الكريم في هذه الايام المباركات معلومات ايضا من فضائل هذه العشر المباركات انها داخلة في عداد الاشهر المعلومات التي جعلت ظرفا زمانيا لاقامة نسك الحج الى بيت الله الحرام. قال الله سبحانه وتعالى الحج اشهر معلومات. والاشهر المعلومات في قول جمهور المفسرين وهو ارجح الاقوال انها شهران وعشرة ايام. شهر شوال وشهر ذي القعدة والعشر الاول من ذي الحجة وهي ايامنا التي نتحدث عنها في قوله تعالى وليال عشر هي ايام جعلت ظرفا بهذه العبادة الجليلة. وهذا المنسك العظيم. حسبكم من شرف هذه الايام ان كانت خاتمة اشهر الحج المعلومات التي يشرع فيها الدخول بنسك الحج الى بيت الله الحرام وليس قبلها او بعدها. فمن نوى الحج قبل حلول الاشهر المعلومات او بعد انقضائها لم ينعقد احرامه بالحج نعم قد يكون عمرة لكن هذا التخصيص له دلالة عظيمة لمكانة هذه الايام. والله عز وجل عندما يخص بعض الاوقات والايام والازمنة لتكون ظرفا للعبادات فحسبكم بها شرفا وفضيلة ومناسبة لتلك العبادة التي تختص بها تلك الازمنة التي جعلها الله تعالى ظرفا لهذا المعنى ولتلك العبادة او الاخرى ويدخل في سياق الحديث عن فضائل هذه العشر انها اشتملت على امور عظيمة وايام فاضلة كل واحد منها له شأنه وله عظمته وله مكانته واجتمع فيها ايضا من امهات العبادة واجتمع فيها من فضائل الاعمال الصالحة التي لا يجتمع في غيرها مثلها يقول الامام ابن حجر رحمه الله تعالى عن هذه الايام العشر وسبب تفضيلها وبلوغها تلك المنزلة العظيمة والقدر الرفيع من بين سائر ايام العام عند الله سبحانه قال لانها تجتمع فيها امهات العبادة التي لا تجتمع في غيرها ويقصد رحمه الله انه يجتمع فيها الصلاة والصيام والصدقة والانفاق عموما والحج وهذا لا يكاد يجتمع في غيرها اطلاقا فضلا عما يقع فيها من الاضحية والذبح ذبح الاضحية والهدي لحجاج لا يدخل فيها من عموم وجوه البر فانها سبب لتفضيلها. يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى عن تفضيل هذه الايام العشر وما اودع فيها من فضيلة العمل. قال فرائض الاعمال في هذه العشر افضل من الفرائض في غيرها ومضاعفتها اكثر والنوافل فيها افضل من نوافل غيرها. لكن نوافل العشر ليست افضل من فرائض غيرها. وهذا للتنويه انتهى كلامه رحمه الله للتنويه لئلا يظن ان نافلة من النوافل تفوق فضل فريضة فان هذا ليس من ميزان الشريعة اطلاقا يا كرام عاش سلفنا الصالح رحمة الله عليهم ادراكا عظيما لفضل هذه الايام كما سيأتي ذكره بعد قليل اذا وقفنا على دلالة تفضيلها جملة لانها ايام اقسم الله بها لانها ايام يفوق فيها فضل عمل الصالح محبة عند الله فضل غيره وان كان اعظم منه في غير هذه الايام. ولانها الايام لمعلومات التي من اجلها شرع الحج الى بيت الله الحرام لشهود المنافع واقامة ذكر الله سبحانه ولانها خاتمة الاشهر المعلومات التي ينقضي بهن زمن الحج وظرفه الذي يعقد فيه النسك بقصد بيت الله الحرام لحج بيته والوقوف بالمشاعر العظام فانها ايضا ايام جمعت بين طياتها من الفضائل التي خصت بها بعض ايامها. وها انا ذا اشير اليها تارة موجزة فمن ذلك يوم عرفة. يوم التاسع من ذي الحجة. تاسع هذه الايام العشرة وما ادراكم ما يوم عرفة! اليوم الكريم العظيم عند الله عز وجل. وعلى قول ابن عباس وغيره رضي الله عنه انه اليوم الذي الذي اقسم الله تعالى به في سورة البروج وشاهد ومشهود فان اليوم المشهود هو يوم عرفة على هذا التفسير لكثرة ما يشهده الناس ممن يحج بيت الله الحرام ويقف على صعيد عرفات يوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس معدود في افضل ايام الدنيا. حتى ان بعض اهل العلم ذهب الى انه يوم الحج اكبر وان كان الراجح انه يوم النحر لكنه الاشارة الى عظمة هذا اليوم. خير يوم طلعت عليه الشمس. خير الدعاء دعاء يوم عرفة هذا يوم من ايام العشر يا كرام. يوم عرفة الذي سيأتي تفصيله في المجلس المقبل ان شاء الله. وما يشرع فيه من الدعاء للحاج ولغير الحاج ما يشرع فيه من الصيام لغير الحاج وتكفيره لسنتين سنة قبله. وسنة بعده. يا اخوة ان لم يكن في ايام العشر الا هذا اليوم يوم عرفة الذي امتن الله تعالى به علينا ذلك اليوم فقال يوم عرفة. والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام دينا لو لم يكن في العشر يوم فضيل سوى هذا اليوم والله لكفى. لكفى ان تكون هذه العشر عشر كالنجمة المتتالية في سماء اهل الدنيا. عشر تتوقد بهجة وزينة وضياء واشراقا. يوم عرفة الله فيه العباد جميعا حجاجا وغير حجاج. اما الحجاج فحظهم هناك في صعيد عرفات الدعاء والمناجاة والابتهال. والسؤال وطلب الدعوات والاجابة والعتق من النار. يوم عرفة ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة. ليس الحجاج فقط هذا باب متاح لكل امة الاسلام الموحدة التي تقبل على ربها في هذا اليوم العظيم. وسيكون لنا حديث بالتفصيل عن فضل هذا اليوم من بين الليالي العشر ان لم يكن في العشر سوى يوم عرفة لكفاها فضلا فكيف اذا جئنا نتحدث عن يوم النحر اليوم العاشر يوم العيد يوم العاشر العشرة من ذي الحجة الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان اعظم الايام عند طاء يوم النحر ثم يوم القرن يوم النحر هو يوم العاشر ويوم القر هو يوم الحادي عشر حيث يقر الحجاج فيه بمنى بعدما قضوا اعمال الحج ومناسكه يوم النحر اعظم الايام يوم النحر فيه يذبح لله وتعلن امة الاسلام كلها تكبيرها لله يوم العيد. قائلة بعبارات تملأ الفضاء وتشق افق كما تلهج قلوبها قبل السنتها الله اكبر الله اكبر الله اكبر. لا اله الا الله. الله اكبر الله اكبر ولله الحمد يوم النحر سمي يوم النحر لانه يوم لا يعدم كم ينحر فيه من الدماء قربة لله الا الله. والله لا يحصيهم الا الذي خلقهم سبحانه وتعالى. تقبل امة الاسلام على عبادة عظيمة النحر لله. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. فصل لربك وانحر. تقبل امة الاسلام فمنهم من ينحر الاضاحي. في شرق في بلاد الاسلام وغربها على اختلاف الدول وكل امة الاسلام تشهد فرحة العيد بذبحها لاضحيتها تكبر وتعلن التوحيد لله. وهي تتقرب اليه بهذه العبادة العظيمة واما هنا في مكة والمشاعر فيوم مختلف. يوم النحر. يوم فرحة لا تسعها القلوب. لعباد اذن الله لهم وقوفي بين يديه في صعيد عرفات قبلها بليلة يوم عرفة. واذا هم يوم العيد قد خرجوا افاضوا من عرفات واستغفروا الله وذكروه كثيرا وهم يأملون نيل ذلك الموعود العظيم. من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق. رجع كيوم ولدته امه تالله ما ابهاها من فرحة الشعور بالميلاد من جديد. ولسنا نشبه يوم عرفة بشيء الا بمخاض كبير تشهد فيه الالوف المؤلفة الميلاد من جديد. يعيشون حياة عنوانها الصفاء والطهر والنقاء. صفحات بيض ليس فيها سالف اوزار او خطايا متراكمة. وقد حطوا تلك الاوزار عن ظهورهم على صعيد عرفات. انصرفوا وهم يعظمون جاء في الله ويعظمون الرجاء العظيم في الله سبحانه وتعالى انه قد غفر ذنوبهم. وستر عيوبهم وبيض صفحاتهم واذن لهم بالميلاد من جديد. هذا يوم النحر تعيش فيه الامة فرحة عظيمة بالغة. تعيش فرحة غامرة سعادة تشهدها امة الاسلام جميعا ولا عجب فانه وعيد. اعظم الايام عند الله يوم النحر فيه تذبح الاضاحي وينحر الهدي فيه ينتهي الحجاج من اعمال حجهم برمي الجمار وطواف الافاضة والحلق والسعي بين الصفا والمروة. فيه تكبر امة الاسلام حجاج تنغير الحجاج فيه تعيش الامة يعيش العالم يعيش الكون علويه وسفليه التكبير العظيم لرب من الكبير سبحانه وتعالى ان لم يكن في ليالي العشر سوى هذا اليوم خاتمته وخاتمته مسك لكانت اياما عظيمة حرية بان تدرك امة الاسلام عظمتها وفضلها. فكيف وقد سبقه يوم عرفة؟ فكيف وهي خاتمة الاشهر المعلومات؟ كيف وهي ايام المعلومات التي من اجلها بنيت الكعبة واذن في الناس بالحج. يا كرام. اما انها ايام عظيمة اي والله الله جليلة القدر عند الله عظم الله شأنها واقسم بها وحث نبينا صلى الله عليه وسلم على الاقبال عليها اغتنام فضلها والنيل من بركاتها. فمثل هذا الحدث الكوني العظيم الذي تشهد فيه الدنيا باسرها جليلا وحدثا فريدا ايليق به ان يمر علينا مرور الكرام ايحسن بنا؟ هل تقبلون بالله عليكم؟ ايرضى عاقل لنفسه ايرضى مؤمن حريص على حظ نفسه باحث عن سعادته وفوزه ونجاته ايرضى ان تمر به هذه الايام العشر كما تمر عليه سائر ايام العام لا والله غير لائق ابدا ولا يحسن بنا ابدا لقد عاش سلفنا يا كرام عاشوا تعظيما عظيما والله لهذه الايام نحسبهم والله حسيبهم انهم يعظمون ما عظم الله. ويعظمون ما عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم واكرم به من مؤمن يبلغ هذه الدرجة من تعظيم ما عظم الله. اكرم به من مؤمن والله واحرى به ان يكون قريبا من عفو ربه ورضاه عندما نعيش مرحلة تمتلئ قلوبنا فيها تعظيما لامر يعظمه ربنا سبحانه. وتعظيمنا تشهده جوارحنا تظهر على صفحات حياتنا كان سعيد بن جبير رحمه الله تعالى اذا دخلت العشر الاول من ذي الحجة يجتهد اجتهادا لا يكاد يقدر عليه. وهو يقول لا تطفئ سروجكم هذه الليالي وينادي بايقاظ الخدم للسحور ليلة عرفة يحثهم على صيام ذلك اليوم العظيم وقد تقدمت مقولة ابي عثمان النهدي كانوا يعظمون ثلاث عشرات العشرة الاخيرة من رمضان والعشرة الاول من ذي الحجة والعشر الاول محرم. هذه الايام العظيمة يا كرام حري بنا ان نعيشها. تعظيما عظيما يليق بها. لان ندرك ان فظلها انما يدرك بالخطوة الاولى من تعظيمها وتعظيمها ليس شعارات ترفع ولا كلاما بالالسنة يقال بل هو بل هو وسلوك عملي ينطلق من ملء القلوب اعتقادا وفضلا بتعظيم هذه الايام. تدري ما الذي ينشأ عن ذلك؟ ينشأ عنه تغير جذري واعادة لموازين النفوس من جديد. واول ذلك الشعور اليقيني. انه لا يليق بي ان اكون اليوم كما كنت بالامس. كيف وقد دخلت العشر لا يليق بي ان تمر بي ليالي هذه الايام العشر كسائر ما كنت عليه في سائر ليالي العام. كيف وانا اعيش ايام العشر ان مد الله في اجلي فادركت فضلها. ثم ليس لي منها نصيب لقد كان الموتى اذا والله احسن حالا مني والله المستعان ان لم يكن لي في هذه الايام الفاضلة بحث عن مغنم واجر وفضيلة وحسنة تثقل بها الموازين فما معنى ان نعيشها يا كرام عيش الغفلة والاعراض وعدم ادراك ما فيها من الفضل والنصوص بين ايدينا حاضرة وقد سمعتم طرفا منها ومن خطوات التعظيم التي تعيشها القلوب هذه الايام ان ندرك انها ايام انما ينطلق منها القلب تعظيما لرب به سبحانه وتعالى واعظم التعظيم توحيد الله الخالص. وتجديد معنى استحقاقه سبحانه بالعبادة وافراده جل جلاله بالطلب والدعاء والتوجه والقصد والرجاء. وسائر اعمال القلوب فانها مما يتقرب به الى الله في هذه الايام للفاضلة عباد الله فليس ادراك فضل العمل دوما يكون بعمل الجوارح وان كان مطلوبا لكن حتى لا تنصرف الاذهان عندما يكون الحديث عن فضائل العشر من ذي الحجة ان الحديث عن صيام وصدقة وتلاوة قرآن وانفاق واطعام. ونغفل عن ما للقلوب التي بها يتقرب العبد الى ربه بل هي اكد واعظم واوجب نعم فما توحيدك عبد الله؟ او ما التفت الى قوله صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. من تعظيم القلوب لربها في هذه الايام ادراكا لفضلها ان تمتلئ القلوب تعظيما لربها فتنطلق تلهج بذكر يقطر تعظيما لله. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ما من ايام العمل الفاضل الصالح فيهن احب الى الله من هذه العشر. قال اكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد. اوما شعرتم انها معان يملأ بها المؤمن قلبه ولسانه تعظيما لله هذي اذا جانب من جوانب التعظيم لله بتعظيم هذه الايام تهليلنا توحيد لله. تكبيرنا صريح التعظيم لله. فالله اكبر من كل شيء. وحمدنا لله اعتراف بفضله ونعمته وهو من وجوه التعظيم لله جل جلاله. اذا هو تعظيم قلبي ينطلق من ها هنا اولا يا كرام. ان تعيشه القلوب ادراكا لفضلها وتعظيمها ثم ان عاشت القلوب هذا المعنى العظيم من التعظيم لله في هذه الايام العشر الفت خيرا كثيرا ووجدت والله خيرا تقبل عليه من كل نواحيها. فمن ذلك انها ستكون اكثر اقبالا على الطاعة ونشاطا وانطلاقا ومسارعة اليها. انها ستكون اكثر انكفافا عن المعاصي والحرمات والشهوات التي طالما اوقعها فيها الشيطان وطالما زج بها في تلك الحفر والخنادق من الشهوات فالشبهات والمعاصي واقتراف السيئات. لكنها عندما تعيش لحظات تستشعر فيها انها ايام فاضلة عظم الله شأنها وان الله اقسم بها في كتابه والله لينبعثن باعث التعظيم في القلوب ليكفها ويشعرها بانه كيف قد عظم الله هذه الايام. ومثل هذا المعنى مما تتقد به جذوة التقوى في قلوب اهل الايمان معشر المؤمنين. ومن معاني تعظيم التي تعود بالخير على اهل الايمان. اذا ما امتلأت القلوب تعظيما لله في هذه الايام تعظيما لما عظم الله هو صدق التوبة الى الله سبحانه وتعالى والعودة اليه. ومن ذلك كثرة الاستغفار. وفي هذا خير عظيم يشهده العبد وتعيشه القلوب المسلمة لتكون بعد العشر خيرا منها عما كانت عليه قبل. ولا يزال في المجلس يا كرام حديث اكثر تفصيلا عن فضائل هذه العشر وقد كان مجلس اليوم حديثا مجملا عن جملة ما فيها. من الفضائل التي دلت عليها نصوص الشرعية لكن سيأتي الحديث تفصيلا بعون الله تعالى عما اشتملت عليه هذه العشر في ثناياها من فضائل خاصة ببعض ايامها او ببعض العمل الصالح فيها لكن حسبنا وقد ادركنا اول يوم من ايام العشر ونحن نعيش ثاني لياليها ان ندرك يا كرام ان الانفاس فيها نفيسة وان الدقائق فيها شريفة وان الساعات فيها والله حرية بان تكون مملوءة مغنما وربحا وخيرا هو اجرا وفيرا. فالله الله في اغتنام العشر فانها ايام العشر. هي من الاشهر الحرم وهي من الليالي العشر وهي من المعلومات وهي من الاشهر المعلومات ونعيش فيها فضلا كريما من رب كريم سبحانه وتعالى. واعلموا ان هذا الفضل مفتوح ابوابه لكل امة الاسلام لا يستثنى من ذلك احد ولا يحرم الا محروم ولا يبتعد عن باب الله عبد يطرد من رحمة الله لكن العبد انما يقبل اخذا بزمام مقبلا على طاعة ربه ومولاه. فاقبلوا رعاكم الله فانها ايام فاضلة. يوشك ان تنقضي. وهي صراع والله حري بنا ان نؤجل كثيرا من ثانويات امورنا في الحياة. ثم همسة في اذن الاباء والامهات ان يقبلوا على بني وبناتهم على اولادهم في بيوتهم ليكونوا اكثر اعتناء بهم. فرحم الله ابا واما كانوا احرص ما يكونون على اولادهم هذه الايام المباركة. يشركونهم في الفضل. يزرعون في نفوسهم الطري هذا الفضل وتلك البركة. يحثون ولا يزالون يرعون تلك النبتة الغضة في نفوسهم بالسقيا والحث والتوجيه. فاذا ما اشتد عود احدهم في شبابه وفتوته اذا بها نفوس تصلب عودها في طاعة الله واورقت محبة لله واثمرت عملا صالحا تتسابق في مرضاة الله. فاللهم في انفسنا وفي اولادنا واهل بيوتنا وسائر اخوتنا واحبتنا ما نرجو من خير عظيم خزائنه بيدك ونسألك يا رب ان تجعلنا في هذه العشر وفي غيرها من خيرة عبادك الصالحين وحزبك المفلحين واوليائك المتقين يا رب العالمين. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وارزقنا الهي بفضلك وتوفيقك السداد في القول والعمل في القول والعمل. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعزيمة على الرشد. والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار. اللهم ارحم والدينا كما ربونا صغارا. اغفر يا ربي لهم وارفع درجاتهم وكفر سيئاتهم وارزقنا برهم احياء وميتين يا رب العالمين واجمعنا بهم وازواجنا وذرياتنا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك يا ربي من الشر كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه واوله واخره وظاهره وباطنه ونسألك درجات العلى من الجنة يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق اخرج ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم زدنا هدى وايمانا وتقى. اللهم انا نسألك لنا ولامة الاسلام تفريج الكربات وتيسير العسير ورحمة الاموات وشفاء المرظى يا ذا الجلال والاكرام. انت ان وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بك. فيا رب الزمنا عتبة العبودية وارزقنا السعادة الابدية. وادفع عنا وعن كل مسلم كل شر وبلية يا رب العالمين. اللهم يسر لحجاج بيتك الحرام هذا العام اداء نسكهم. في خير ويسر وامن وعفو وعافية وسلامة يا رب العالمين اللهم من اكرم وفدك فاكرمه ومن اعانهم فاعنه ومن حفظهم فاحفظه ومن يسر عليهم فيسر عليه يا حي يا قيوم ونسألك يا رب من واسع فضلك وجودك وعطائك ما انت اهل له. انت اهل التقوى واهل المغفرة. سبحانك ربنا بحمدك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب ابا النار وصل يا ربي وسلم وبارك على الرسول المصطفى والنبي المجتبى سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين