بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي اكرمنا بالاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن احمده تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها الاخوة الكرام حجاج بيت الله الحرام فان من القضايا العظام التي نرتبط بها امة الاسلام اشد الارتباط والقضايا التي لا زالت هي في صميم ديننا وشعائره العظام ارتباط الامة المباركة بكتاب ربها سبحانه وفي حج الحجيج في كل عام يتجدد هذا الارتباط بينهم وبين كلام الله. بينهم وبين القرآن بين حجهم وايات القرآن وسوره التي تجدد في القلوب ايمانها. وتجدد علاقتها بربها وتقوي صلتها خالقيها الحج في احد معانيه العظام رحلة يتجدد معها الايمان ولا شيء يجدد الايمان في القلب كمثل كلام الله سبحانه وتعالى كان من هدي السلف ايها الكرام في حجهم لبيت الله الحرام ختم القرآن بمكة. وقد كانوا يصنعون ذلك حرصا على ان يكون لهم مع القرآن في مكة شأن عظيم عرفوا مكانة كلام الله في بلد الله وهم في جوار بيت الله الحرام. وقد كان لعنايتهم بالقرآن كريم مظاهر واخبار وحوادث منها ما رواها منصور. عن ابراهيم النخعي قال كانوا يحبون اذا دخلوا مكة الا يخرجوا حتى يختموا القرآن. رواه ابن ابي شيبة بسند صحيح. وروى منصور عن الحسن البصري رحمه الله وقال كان يعجبهم اذا قدموا للحج او العمرة الا يخرجوا حتى يقرأوا ما معهم من القرآن. رواه ابن ابي شيبة ايضا بسند جيد. وقال ابو مجلز كان يحب او يستحب اذا قدم شيئا من هذه المساجد الا يخرج حتى يقرأ القرآن بالمسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد بيت المقدس وهكذا في اخبار متعددة عن احادهم في خبر لعلقمة وعثمان بن عفان رضي الله عنه وطاووس كذلك كان اذا قدم مكة لم يخرج منها حتى يختم القرآن. وكذلك شأن كثير منهم يغتنمون وجودهم بمكة. ويعلمون ان ايامهم التي يقضونها في رحلة حجهم الى بيت الله الحرام ان لم تجدد صلتهم بكتاب الله ان لم تقوي ما نهم بالقرآن ان لم توثق صحبتهم لكلام الله المبارك فان بقاءهم بمكة لم يكن على الوجه الاكمل. لقد كانوا رحمهم الله ان الحرص على القرآن في حياة المسلم مبدأ كبير. ومنطلق عظيم. فكيف وهو في رحلة لحج بيت الله الحرام. قال الامام النووي رحمه الله يستحب لمن دخل مكة حاجا او معتمرا ان يختم القرآن فيها قبل رجوعه وكذا قال البهوتي رحمه الله ولا بأس بختم القرآن دون الثلاث احيانا. يعني دون ثلاثة ايام ان يختم القرآن في اقل من ثلاثة ايام. قال ولا بأس بختم القرآن دون الثلاث احيانا وفي رمضان. ومكة لمن فلها من غير اهلها فيستحب اكثار القراءة اذا اغتناما للزمان والمكان. هذه وغيرها يا تدل على ما كان للهدي ما كان من هدي السلف الصالح في عنايتهم بالقرآن اذا اتوا مكة. لقد ادركوا هذا الوثيق بين هذا القرآن العظيم وهذا البلد الذي اراده الله ان يكون مهبطا لوحيه. وان يكون منزل القرآن اول مرة او ما ادركتم جلالة انزال القرآن انزال القرآن من السماء الى الارض حدث عظيم نوه القرآن الكريم بشأنه كثيرا. اوما سمعتم ربنا جل جلاله يحمد نفسه بنفسه على ماذا على انزاله القرآن فيقول سبحانه الحمدلله الذي انزل على عبده الكتاب يحمد الله نفسه سبحانه بنفسه على هذا الامر العظيم انزال القرآن من السماء الى الارض لقد كان حدثا عظيما تدري ما معنى ان تستنقذ البشرية التائهة بنور القرآن؟ تدري ما معنى ان ينزل كلام الله بنور وبركته بهداه ورحمته بشفائه وموعظته لينقذ البشرية التائهة تدري ما هذا الحدث ان ينزل القرآن حدث عظيم وهذا الحدث الكريم حمد الله فيه نفسه بنفسه سبحانه وتعالى. ومجد ذاته العلية بنفسه فقال بارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. فنحن والله احق بحمد ربنا فنقول الحمد لله. ونحن احق بتمجيد ربنا والثناء عليه فنقول تبارك الله لقد اعتنى القرآن بحدث الانزال. فجاء ذكر انزال القرآن في عدة ايات. منها الاشادة بهذا الامر العظيم. يقول الله سبحانه انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون هل من جلالة اعظم في ان ينسب الله انزال القرآن لذاته العلية؟ ويقول في ايات اخر انا انزلناه في ليلة انا كنا منذرين. ويقول سبحانه وتعالى والكتاب المبين انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم قيلون وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم هذه الاشادة بانزال القرآن. هذه الحفاوة التي نجدها في ايات القرآن بشأن انزال القرآن تأخذنا امة القرآن اخذا بعيدا الى النظر في جلالة ما حبى الله به امة الاسلام بهذا الكتاب العظيم. اجل فنحن والله امة امة حظية بدينها. حظية بنبيها صلى الله عليه وسلم. حظية بكتابها القرآن الكريم حق علينا جميعا امة الاسلام فردا فردا ان يكون لنا بالقرآن حفاوة وان يكون لنا في حياتنا بالقرآن جلال. وان يكون اعتناؤنا بالقرآن صحبة له من حياتي حتى الممات لاجل مال القرآن من عظمة. يأتي الحج في سوق جموع المسلمين من بلدانهم الى بلد الله الحرام ما معنى بلد الله الحرام؟ البلد الذي اختاره الله من بين كل بقاع الدنيا. ليكون موضعا للكعبة المعظمة المشرفة ليكون محلا للبيت العتيق حيث تهوي اليه افئدة المسلمين. بلد الله الذي اختاره لميلاد رسوله عليه الصلاة والسلام فيولد في ارض مكة وينشأ بين ربوعها ويرتع عليه الصلاة والسلام في صباه فوقها ثم الله بالوحي والنبوة من ارض مكة. فتشرق شمس الرسالة. ويأذن الله للبشرية بالنجاة والسعادة. على يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام معنى اختيار الله لمكة ان تكون سماؤها التي تظلكم معشر الحجيج وانتم في مكة هذه الايام ان تكون سماء مكة اول ابواب تفتح بامر الله ينزل بها جبريل عليه السلام بالوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم على مدى ثلاث عشرة سنة وابواب السماء تفتح ليلا ونهارا. والوحي يتنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام في كل ان ينزل بالوحي بالوعد والوعيد بالجنة والنار بالتوحيد والامر به والشرك والتحذير منه ينزل بالمعجزات والايات البينات ثلاث عشرة سنة ظلت جبال مكة وطرقها وشعابها ظلت مكة بهوائها وسمائها وارضها تتعطر باصداء الوحي النازل من السماء ثلاث عشرة سنة ملئت مكة سماء وارضا بايات الوحي والقرآن الذي تنزل وسور عظيمة اكتمل نزولها بمكة كل هذا ماذا يعني لنا امة الاسلام عندما يكرم الله احدنا بالاتيان الى بلد الله الحرام. فيمكث اياما في رحلة عمرته او رحلة حجه الى بيت الله الحرام انه يتنفس هواء بمكة مشبعا بالوحي والايمان ونور الهداية يقضي اياما بمكة كانت فيها اصداء الوحي ندية عطرة تقرع القلوب قبل الاذان. اهتدى فيها الناس من الكفر الى اسلام يا رجل هذا بلد نزل فيه الوحي فهدى الله بالقرآن الذي نزل قبل الف واربعمائة سنة هدى الله بها امما واناسا من الضلالة من الكفر من الجاهلية من الوثنية فاصبحوا صحابة كراما رضي الله عنهم المهم اسلموا امنت قلوبهم انشرحت صدورهم تعلقت بهذا الوحي فوجدت فيه كل الخير والنور والهدى يأتي اليوم انا وانت ونأتي الى بلد الله الحرام ونمكث اياما نرى الكعبة باعيننا والصفا والمروة ونتعبد لله مستمتعين بهذا وذاك السعي حق علينا ايضا ان نكون ملء قلوبنا استمتاعا بهذا القرآن. ونحن نقرأه ونحن نسمعه ونحن نصلي به خلف ائمتنا في هذه البقاع. هذا كلام الله وانتم في بلد الله. اعلموا تماما ايها الاخوة الكرام ان للقرآن من العظمة والجلال ما جعل ايات القرآن تصف هذه الاوصاف العظيمة للقرآن لتدل العباد على عظيم مكانة كتاب الله سبحانه وتعالى عظمة تحملنا على الاقتراب من القرآن. يأتي الحج ونحن نؤدي المناسك. ونعلم ان صلب حجنا وقوام لاعظم اقامة ذكر الله كما قال الله عز وجل واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا. وعلى كل ضامر يأتين من كل بفج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات والقرآن اجل الذكر وارفعه واسماه. القرآن الكريم قراءته تدبره العيش معه تحريك قلوب به وسقي القلوب بماء القرآن من اجل ما ينبغي ان يعيشه المسلم في علاقته مع كتاب الله الكريم مئة واربعة عشر سورة في القرآن الكريم. ثلاثون جزءا ستون حزبا. والله فيها من الايات ما تضيء له القلوب المظلمة وتلين معه القلوب القاسية وتدر معه الاعين المتحجرة سور وايات وصف الله فيها من عظمة الاثر والتأثير. ما قاله سبحانه وتعالى ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى اي لكان هذا القرآن لو اراد الله لشيء من كلامه المنزل على انبيائه عليهم السلام لو اراد الله ان يكون لشيء من كلامه جل جلاله من الاثر ما يمكن ان يسير الجبال وهي رواسي ويقطع الارض وهي صلبة جامدة تدب فوقها الحياء ويكلم الاموات ويسمعهم في قبورهم وهم اموات لكان هذا القرآن اذا كان يمكن للقرآن ان يكون له من الاثر ما يسير الجبال ويقطع الارض ويكلم الموتى. بالله ما اثر القرآن في قلوب مؤمنة حية تنبض تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما اثر في قلوب امنت بربها واحبت خالقها. وها هي ذي تأتي في الحج تقول بقلوبها قبل السنتها لبيك اللهم فلبيه لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. قلوب امنت ونفوس اذعنت وجوارح وابدان خضعت لله جل جلاله. ان يكون للقرآن فيها اثره العظيم؟ بلى وهو الواجب ان يكون كذلك. اراد الله ان يكون القرآن في حياتنا يا امة الاسلام نبراسا. ومشعل هداية ونورا يستضاء به. اراد الله ان يكون قرآن حياة الامة التي تعيش بها وروحها التي تدب في اجسادها. انظر كيف وصف الله القرآن في القرآن لما قال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ارأيت كيف وصفه بانه روح ما الروح؟ الروح مادة الحياء نحن يا بني ادم اذا خلت اجسادنا من ارواحنا غدت جثثا هامدة البدن بلا روح ما هو؟ جثة هامدة لا حراك ميتة اراد الله ان يكون القرآن في حياتنا روحا نعيش به. اجل والله هو روح واحدنا ايها المسلمون يتحقق له من الحياة في حياته بقدر ما معه من القرآن في حياته وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. وفي الحديث الصحيح مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت. اذا هي والله حياة او موت بقدر ما معنا من ذكر الله والقرآن اجل الذكر وارفعه واشرفه. يعكمين القرآن ما يكون معك من وانت تتلوه وتعيش به وتتدبره وتتخلق باخلاقه وتقوم به حق القيام يتحقق لك قدرك من الحياء. هنا سندرك ان من الاحياء من هو ميت حقيقة. عندما تخلو القلوب من كلام الله عندما تفقد من الوحي عندما تبتعد وتظلم معها كل دروب الحياة لابتعادها عن كلام الله جل جلاله. القرآن نور وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. النور هذا الذي في القرآن جعله الله لاضاءة الحياة. مظلمة تلك قلوب التي ما عرفت كتاب الله وستظل مظلمة معتمة لا تعرف طريقها ولا تبصر خطاها. طالما ابتعدت عن كتاب الله. اما القلوب التي اضاء بها نور القرآن. فهي المشرقة المضيئة التي لا يمكن ان تضيق صدورها مهما بها سبل الحياة والتي لا تزال تبصر دروب النجاة ومخارج الطرق التي تلم بها الامة في والمحن والشدائد والصعاب. يبقى القرآن نورا لا اقول بيد صاحبه بل في قلب صاحبه. يبصر بها مواضع الحق ويتقي بها مواطن الفتن لان النور قد حل فيه. واما القلب فاذا اظلم اجاركم الله لا يعرف معروفا ولا ينكر ومنكرا ولا يبصر طريقا ولا يهتدي ولا يدل ذليلا. هذه القلوب التي نفخ الله فيها من روحه سبحانه وتعالى في ابينا ادم عليه السلام. فشرفنا يا بني ادم بنفخة الروح لا بقبضة الطين التي خلقنا منها فابداننا المخلوقة من طين وتراب. انما تتغذى بمادتها من الطين والتراب. فنأكل من الارض مما خلق الله وسخر ما تنبت معه الابدان. اما ارواحنا ارواحنا الممتدة من النفخة الالهية فلا غذاء لها ولا نماء الا بالوحي لانه روحها التي بها تحيا. ولا تنمو الارواح بمثل ذكر الله ولا طابت بمثل كلام الله ولا استقامت بمثل ما يحبوها الله من نور كلامه ووحيه جل في ادركوا يا كرام اننا بالطعام والشراب نكبر وننمو وتزداد اعضاؤنا وتنمو اجسادنا واننا احي فقط وبالوحي والقرآن الذي حبانا الله به تضيء ارواحنا وتحيا حياتها الحقيقية بايجاز شديد تبقى رحلة الحج فرصة سانحة وابوابا مشرعة ليعود معها جموع الحجيج مرة اخرى الى بلدانهم وقد عاشوا اياما بمكة فادركوا صلة هذه الارض الطاهرة وهذه البلاد المباركة بكلام الله جل جلاله. اختار الله لكلامه اشرف البقاع فكانت مكة مهبط الوحي. واختار الله عز وجل لكلامه اشرف الزمان. فكانت ليلة القدر في رمضان شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين. انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما القدر ليلة القدر خير من الف شهر. اختار الله لانزال القرآن اشرف ملائكته الكرام. رح القدس جبريل عليه السلام ليكون هو المرسل بالقرآن. واختار الله من البشر سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم النبيين وصفوتهم الذي ينزل عليه القرآن. اجتمع للقرآن الشرف من كل النواحي. وهيأ الله عز جل العظمة لهذا الكتاب العظيم من كل الجهات. تدري اي عظمة وشرف تناله باخذك للقرآن؟ الذي هيأ الله له شرف الزمان والمكان والمرسل به والمرسل اليه. لتكون انت عبد الله مسلما يعي صدرك كلام الله ويعيش محبا للقرآن ويقترب بصحبته للقرآن. تدري اي شرف تناله واي عظمة وبركة تعيشها في حياتك انك والله اخذ بمجامع الشرف. ولهذا قال الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام وانه لذكر لك والضمير يعود في قوله وانه على قوله السابق فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم وانه اي القرآن والوحي وانه لذكر لك يا محمد. وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون لذكر لك اي شرف لك. ومجد لك ولقومك. نعم. مجدنا امة القرآن بهذا القرآن شرفنا بهذا الذكر الذي انزله الله على نبينا صلى الله عليه وسلم. اشراف الامة حملة القرآن ساداتها نجوم سمائها خيرة اهلها اصحاب القرآن الذين اخذوه وقاموا به حق القيام من اخذ القرآن فتلاه واخذه فحفظه واخذه فتدبره واخذه فعاش معه واخذه فاقام حياته عليه احل حلاله وحرم حرامه وتخلق باخلاقه وقلب قلبه في نعيمه والله هذا من صفوة بخيرة خلق الله وليس بعد الانبياء والرسل عليهم السلام. من يعلو في مدارج الشرف كمثل هؤلاء ممن وصفنا في اخذ للقرآن حامل القرآن استدرج النبوة بين جنبيه غير انه لا يوحى اليه. كما في الحديث الذي اخرج الامام والحاكم في مستدركه. يا كرام يبقى الحديث عن كتاب الله ونحن في بلد الله كلاما لا ينتهي متعة ولا شرفا ولا لذة. هذا الكلام عن كلام الله الوصف عن القرآن في بلد الله الحرام. فكيف هو العيش بالقرآن في هذا البلد الحرام كيف هي تلاوة القرآن؟ كيف هو تدبر القرآن في هذا البلد في مثل هذه الايام العظام؟ معشر الحجيج احدكم في رحلة حجه وهو يعيش شرف الزمان في الاشهر الحرم وشرف المكان في بلد الله الحرام سيستجمع الشرف كله اذا اشتغل باشرف كلام الله في شرف الزمان والمكان فيشتغل باشرف الاعمال في شرف الزمان والمكان ليغدو عبدا يرجع الى دياره واهله ووطنه. وقد اضاء القرآن جوانب قلبه واشرقت به روحه فسمى به ايمانه حتما والله ستجد للقرآن في قلبك اثرا. وستجد مع القرآن لذة ومتعة فقط افتحوا ابواب قلوبكم لانواره واشرعوا في نوافذه لتستقي من اضوائه يبقى القرآن منبع هداية. والله عز وجل انما ذم بعض اصناف الامة امتي لما تأخروا وتراجعوا واغلقوا ابواب قلوبهم دون القرآن. افلا يتدبرون القرآن؟ ام على قلوب اقفالها اه نحن من نغلق ابواب القلوب دون القرآن اما بالابتعاد عنه او بالتقصير في الاخذ به او بالاقتصار على تلاوته مجردة بالالفاظ دون التفات الى العمق بالمعاني ولا الى ما فيها من الهدايات ولا استنطاق ما فيها من الحكم والعظات والعبر والدروس والايات. القرآن يا امة القرآن الله اكبر ان دين محمد وكتابه اقوى واقوم قيلا. لا تذكر الكتب السوالف قبله. طلع الصباح فاطفئ القنديلا عندما يكون الكلام عن القرآن الذي قال الله عنه لنبيه عليه الصلاة والسلام وانزلنا اليك الكتاب بالحق تصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. الهيمنة الهيمنة للقرآن على كتب السماوية السابقة الهيمنة عليها الناسخ لها المحكم لما جاء فيه من كلام الله واحكام شرائعه والحلال والحرام ستتفرق بنا امة الاسلام السبل. وتتعدد بنا الاتجاهات. فلا والله لا معتصم كمثل كتاب الله ولا نجاة كمثل الاخذ بكتاب الله. تتفاوت الاراء. تتعدد الاجتهادات. تختلف المذاهب. تتعدد الطرق قوى المسالك ويبقى الميزان في كلام الله جل جلاله. ويبقى المرجع والمحتكم والفيصل في قضايا الامة صغيرها كبيرها الى كتاب الله. يقول عليه الصلاة والسلام تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابدا. كتاب الله جعله عليه الصلاة والسلام اعظم المستمسكات. واقوى المحكمات الرجوع الى كتاب الله. فيه نبأ من قبلنا وخبر بعدنا هو النجاة لمن تمسك به. والعصمة لمن اخذ به يا كرام. ينتهي الكلام والحديث وتضيق العبارات قاف عن محاولة الوصف لما في كتاب الله من العظمة. وما فيه من الجلال وما فيه من القدر. هي دعوة لان يكون مقام احدكم بمكة في ايامه المعدودة وساعاته المتبقية ان تكون عامرة بكتاب الله. ان تكون في غاية والتلذذ بكلام الله يعيش احدنا معها نداوة الوحي وطراوته. وكأنه يعيش بهذا البلد زمن تلك الايات والسور وكأنه المخاطب بها. تقرأ السور في سورة العلق وتقرأ قوله تعالى ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى ارأيت ان كان على الهدى او امر بالتقوى فتتذكر عتاة قريش وهم يحاولون منع الحبيب المصطفى صلى الله عليه عليه وسلم من الصلاة عند الكعبة ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى؟ ارأيت ان كان على الهدى او امر بالتقوى؟ ارأيت ان كذب وتولى، الم يعلم بان الله يرى تقرأ ذلك وانت تتنقل بين الايات والسور وابطاء الوحي وانقطاع معه مدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل الوحي بتطييب الخاطر النبوي والقلب المحمدي والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى. وتقرأ قصص المفاوضة والمساومة على دينه ودعوته عليه الصلاة والسلام وهي تقرأ فيها قوله تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون. ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدت ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين. سورة تلو سورة واية بعد اية تعيش معها حوادث نزولها وقصصها واخبارها وانت هنا في رحاب بيت الله الحرام. هذا والله يا اخوة من شأنه ان يعيد لاحدكم ايمانه بصفائه ونقائه. وان يجدد فيه صلته الممتعة بكتاب الله الكريم. فيغدو اذا عاد الى بلده اعظم شيء يكون له من اثر في رحلة حجه تجديد صلته بكتاب الله فيكون صاحبه وانيسه على الدوام ويكون ورده من القرآن غير منقطع ليلا ونهارا. كلما ختم اعاد وكلما اتم سورة شرع في التي تليها سيظل القرآن نور حياته وبركته وهداه كما اراد الله عز وجل. اراد الله من القرآن ان يكون بركة لحياتنا امة الاسلام وهذا ذكر مبارك انزلناه. ويقول سبحانه كتاب انزلناه اليك مبارك. ليدبر اياته وليتذكر اولو الالباب. ما بركة القرآن ليست بركة الاجر والثواب فقط. نعم بركة الحسنات في القرآن حاصلة. بكل حرف حسنة. والحسنة بعشر امثالها يقول صلى الله عليه وسلم لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف. هذه بركة ولا اظنك تستطيع احصاء ثوابك واجرك عند الله من صفحة قرأتها وانت تحصي عدد حروفها ثم تجعل ذلك مضاعفا بعشر امثالها. وانت في مكة وفضلها وخيرها وبركة ارضها ثم يقول هذه البركة ليست وحدها في بركة الثواب والاجر. لكنها ممتدة الى ما وراء ذلك. بركة الاثر والنفع في حياتك بركة الهداية التي ارادها الله في القرآن. فضلا عما يجده صاحب القرآن في حياته من بركة القرآن بركة في الرزق والمعاش. بركة في الحياة والزوجة والاولاد. بركة في وقته في عمله في ماله في اهله في ولده ما حرم الله صاحب القرآن من بركة في اي وجه من وجوه البركات في الحياة. لان الله جعل القرآن موئل ومن عاشه مقبلا عليه مشتغلا به مستكفيا به كفاه الله واغناه وجعل البركة الحاصلة في حياته عامرة طالما ظبطت فيه العروق ودبت فيه الحياء. اربع بشارات ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام اولئك الذين تحلقوا واجتمعوا واقتربوا ليس يجمعهم شيء في المساجد سوى الاشتغال بكتاب الله. اسمع رعاك الله وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم. ارأيت؟ ما اجتمعوا لامر اخر سواه القرآن تلاوة ومدارسة قراءة وفهما واستنباطا للاحكام واستلهاما لما فيه من العبر. تلاوة القرآن ومدارسته ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة. هذه واحدة ونزول السكينة فيها من اطمئنان القلب وانشراح الصدر وزوال الهم. ما يبحث عنه كل مسلم ومسلمة. لان الهموم التي قطعت قلوب اصحابها ما زالت تبحث عن سكينتها وعن هدوئها وراحتها كثر طبق الناس على ابواب العيادات النفسية باحثة عن القرار عن الهدوء عن الراحة عن السعادة والاطمئنان. انها في تلك المواضع قال الا نزلت عليهم السكينة قال في الثانية وغشيتهم الرحمة الرحمة التي تتنزل مع اصحاب القرآن من قرأ القرآن نالته رحمة الله من تدارس القرآن وجد فيها رحمة الله. تدري لم؟ لان الرحمة انما تنال القلوب القريبة من ربها ولا قلب اقرب الى ربه من قلب يتلو كلام الله ويعيش معه ويستمتع ويقلب القلب في نعيم الايات تلو السور الرحمة ينالها صاحب القرآن ولو بالاستماع الى القرآن. واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون تنالون الرحمة بالاستماع وانتم تستمعون القرآن. فكيف بمن قرأ؟ فكيف بمن تلى وتدبر؟ فكيف بمن وكرر مع القرآن هذه رحمات عظيمة. قال وغشيتهم الرحمة. ثم قال في الثالثة وحفتهم الملائكة كتوب ان تكون جليس الملائكة في المساجد تحفك الملائكة لا لانك نبي سينزل عليك الوحي. لكنك عبد مبارك اشتغل بكتاب الله تحفك لانه مجلس عظيم مبارك يرفع فيه الذكر ويسجل فيه الاجر والثواب لقوم اجتمعوا على كتاب الله رأيت عندما تكون جليس الملائكة في جلسة في بيت من بيوت الله ملائكة الله التي لا تتنزل الا بالخير والسلام الا والهدى الا بالبركة ان تكون جليسهم لا تراهم ويرونك. وتذكر انت بكل حفاوة ان تكون جليس الملائكة. هذه ثلاث خصال نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة بالله عليكم اي عبد هذا سينصرف من المسجد بعد جلسته مع القرآن اي عبد هذا الذي سيرجع الى اهله وزوجته واولاده وقد انصرف من مجلس كان للتو جليس الملائكة وكان قد تقلب في معاني السكينة. وغشيته الرحمة بالله عليكم اي زوج هذا سيرجع الى زوجته؟ اي اب هذا سيدخل على اولاده يرجع لهم يحمل كيس العشاء والطعام والغداء اليهم. بالله اي بركة اي حياة اي سعادة؟ اي رحمة اي سكينة؟ تظلل تلك كالقلوب وهي تعود فتعيش مع اهلها وبين اقاربها وجيرانها اما الرابعة فالتي تغلب الثلاثة السابقات كلها والله وهي اجل واعظم. يقول عليه الصلاة والسلام الا نزلت عليهم السكينة الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. يا اخي والله هذا منتهى الشرف ان تكون عبدا هنا في الدنيا فتذكر هناك في السماء. من يذكرك يذكرك الله؟ لا اله الا الله. والله هذا الشرف الذي يقشعر معه البدن ان تشتغل هنا بكلام الله يذكرك الله هناك يذكرك هناك تذكر بماذا بماذا تذكر؟ تذكر بانك اشتغلت بكلام الله وجلست معتكفا عليه حبا في القرآن اقبالا عليه تعلقا به تذكر هناك في الملكوت الاعلى. يا اخي غادر الدنيا اليوم او غدا. اذا حظيت بذكر اسمك هناك في السماء. ذكرهم الله وفي من عنده في الملكوت الاعلى. هناك تذكر عبد الله ذاك الشرف الحقيقي والله. هذا المجد هذا الفخر الذي ينالك باخذك لكتاب الله باقبالك على تلك الحلقات على تلك المجالس التي يتلى فيها كتاب الله ارأيتم كم ضيعنا من مجالس الشرف كم فوتنا بالله من فرص الفخر في الحياة؟ كم اضعنا من المجد بايدينا عندما صرفت بنا الاوقات والهتنا الشواغل وصرفتنا الصوارف وما بقي في المساجد الا صغارنا واطفالنا وما بقي في تلك الحلقات الا من ظننا ان له من الوقت من الفراغ ما اليس عندنا وان له من المتسع في جدوله اكثر مما عندنا وغفلنا عن اننا ضيعنا والله وفوتنا فرص الشرف والمجد بذكرنا في الملكوت الاعلى. اتظن عبد الله اذا ذكرك الله عنده في الملكوت الاعلى ان ينساك في شؤون ان يكلك الى نفسك في همومك في غمومك في قضاياك وحاجاتك. لا والله. من يذكرك هناك لن ينساك في الارض اذا ذكرك الله وحظيت بهذا الشرف هنيئا لك حياة وسعادة ملؤها الخير والبركة والتوفيق والله والسداد والهدى ماذا عسانا ان نحصي؟ وماذا عسانا ان ننسى ونسكت في شرك شرف وفخر وفضل وبركات ما اعد الله للقرآن لاهل القرآن. اما اصحاب القرآن الذين صحبوه حقا واقتربوا منه ووثقوا صلاتهم بكتاب الله وعاشوا بشرف مع القرآن وافنوا حياتهم مع القرآن من دنياهم ان تكون صحبة للقرآن فاولئك لهم تكريم ومنصة تتويج في الاخرة لا فيها سواهم. يقول صلوات الله وسلامه عليه يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأها. منزلته في الجنة بقدر ما معه من القرآن. ولهذا كانت تقول امنا عائشة رضي الله عنها فهما من هذا الحديث عدد درج الجنة بعدد اي القرآن فمن احصى القرآن كله واخذه كله وصحبه في حياته لا زال يدرج يوم القيامة في تلك الكرامة في درج الجنان حتى يبلغ اعلاها ما اعلى الجنة الفردوس وليس سقفها الا عرش الرحمن. بلغنا الله واياكم سكناها يا امة القرآن هذا كلام الله حفه بشرف وبوعود كريمة وباجور عظيمة وبثواب يراد منا وان وان قصر مع القرآن ان يظل قلبه متعلقا به. وان يكون له حظه كل يوم وليلة من كلام ربه الا يفوتن عليك عبد الله في حياتك يوم ولا ليلة فارغة من كتاب الله. لا حظ لك فيها من شيء من اياته وسوره واياته يراد منا ان نقبل بالقرآن. يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا اذا كانت منزلة اصحاب القرآن يوم القيامة بقدر ما معهم من القرآن. والله عز وجل اعلم اعلم بكل عبد وبما معه من القرآن فلماذا يقال له اقرأ اذا كان الله يعلم ما معي من القرآن وما معك والله يعلم اي درجة يستحقها كل واحد منا في الجنة. فلما لا ينصرف اليها ادركتم المغزى لما يقال على رؤوس الاشهاد يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي ورتل اما فطنتم انه تتويج وتشريف يراد فيه ابراز هذا الشرف على رؤوس الخلائق يوم القيامة وان تنال من الحفاوة والاكرام على رؤوس الاولين والاخرين. من ادم عليه السلام الى قيام الساعة. يجتمع الخلق اولهم واخرهم انسهم وجنهم ليشهدوا تكريما لك وتشريفا لك يوم القيامة هذا الحث لنا جميعا يا امة القرآن. يقول نبيكم عليه الصلاة والسلام اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا اني اصحابه هل انشأت صحبة مع القرآن؟ اتعد نفسك حقيقة في عداد اصحاب القرآن؟ هل انت صاحب له على وجه التمام التي لا تفوت فيها حظك من القرآن يوما ولا ليلة. الصحبة ان يكون للقرآن وهو صاحبك اثر في حياتك كما هو واثر صاحبك الذي تجالسه وتماشيه وتآكله وتشاربه. صاحبك القرآن تشكو همك اذا اهتممت تشكو اليه غمك اذا اصابك الغم. هذا هو الصاحب. الصاحب الذي لا يغيب عنك يوما ولا ليلة. ان سافرت فهو معك ان كنت مقيما فهو معك. ان نمت فهو معك. صاحبك الذي لا يفارقك حظرا ولا سفرا. صاحبك الذي تسر اليه ربما كان لك مع القرآن جلسات فيها خفايا واسرار. اغلقت فيها الباب وانفردت فيها بنفسك. لا لست بنفسك انفردت تفيها بكلام ربك وخلوت معه. فاذا بالقرآن يبعث انواره في داخلك. ويبدد الظلمات يزيح عنك الهم. والله ان صاحب هم لو اطبقت عليه السماء فوق الارض ورأى ان لا مخرج له فضاق صدره وتقطعت حبال الرجاء في قلبه ان اقبل القرآن ليجدن سلوة ومتسعا وانفراج هم وازاحة غم ولا يشعرن ان الله عز وجل قد يسر له امره وفرج همه واضاء قلبه ما جعل الله لعبد اخذ بالقرآن من صحبته في حياته ما جعل الله له هما ولا اغلق دونه سبحانه وتعالى ابواب يا امة القرآن ينتهي الكلام والوصف والعبارة ولا ينتهي الايفاء بحق هذا الكلام العظيم. كتاب ربنا الكريم سبحانه وتعالى وصفه الله بانه مجيد والقرآن المجيد وصفه الله بانه كريم. اقسم الله عز وجل في القرآن قسما. واقسام الله في القرآن كثيرة انه سبحانه وتعالى ما وصف قسما من اقسامه في القرآن بانه عظيم الا مرة واحدة. قال فلا اقسم واقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم تدري متى وصف الله القسم بانه عظيم لما كان المقسم عليه انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون. عظم الله قسمه لان المقسم عليه شأن القرآن وهو عظيم عند الله هذه العظمة التي جعلها الله في القرآن لنا امة الاسلام حظ منها بقدر ما نقترب من مصدر العظمة وعزها سينال احدنا بفرده والامة باجتماعها سينالنا من العظمة بالقرآن بقدر اقترابنا او بعدنا عن القرآن قرآن مجيد قرآن حكيم قرآن عظيم. تتعدد اوصاف القرآن في القرآن. لكن الله عز وجل اراد ان يكون هذا القرآن لحياتنا نورا ان يكون بقلوبنا شفاء ولصدورنا ضياء في ثلاث ايات وصف الله القرآن بانه شفاء. وننزل من القرآن ما هو رح ما هو رحمة وشفاء للمؤمنين. ويقول سبحانه يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما صدور وهدى ورحمة للمؤمنين. ويقول سبحانه قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. جعل الله الشفاء في القرآن ووصفه بانه شفاء ولم يقل دواء. لان الدواء قد يفيد وقد لا يفيد. لكن الشفاء يتحقق معه الاثر ولابد. فالقرآن قالوا رقية لمن استشفى به. وفي القرآن من المواعظ والحكم والهداية ما يشرح الصدور الضيقة. ويبدد الظلمات في النفوس جعل الله من الهداية في القرآن ما يهتدي به الكافر لو اراد الله عز وجل ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوى صحيح ان القرآن هداية لاهل الايمان ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. لكن الله اراد ان يكون القرآن هداية للمسلم والكافر على حد سواء. شهر الذي انزل فيه القرآن هدى للناس. مسلمهم وكافرهم. فاما الكافر فيهديه القرآن الى الاسلام والايمان الحق فيستجيب. واما المؤمن فيزداد بهدايته هداية. والذين اهتدوا زادهم هدى. واتاهم تقواهم يبقى القرآن يا كرام المكانة والموضع الذي يلتجئ اليه المسلم ليحتمي في ظلاله. ليحتمي في ظلاله ويستمسك بعراه ويجد من من اثره في حياته ما يكفل له سعادة دنياه واخراه. السعادة في الدنيا بما جعل الله في القرآن من الشفاء. بما جعل الله في القرآن من الرحمة بما جعل الله في القرآن من البركة بما جعل الله في القرآن من العظمة تعيش سعادة في حياتك ان الله ليرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين كما يقول عليه الصلاة والسلام يرفع بهذا الكتاب اقواما اقواما احسنوا صحبتهم للقرآن فرفع الله شأنهم به. رفعة حس ومعنى. اما الرفعة الحسية فما يجده اصحاب الى اليوم في المجتمعات المسلمة من احترام وتقدير واجلال ومن تقديم لهم في صفوف الصلاة فيتقدمون ائمة على سائر المسلمين. وما يجدونه ايضا من الحفاوة والاجلال لا ترى مصاحب القرآن لذاته بل لما حمل في جوفه من كلام الله. فعظم الله مكانة اهل القرآن بما حملوا من القرآن واما الكرامة المعنوية والرفعة المعنوية لاصحاب القرآن فبما للقرآن من اثر في حياتهم تزكو اخلاقهم تتهذب صفاتهم يحسن ايمانهم تزين ظواهرهم وبواطنهم كل ذلك بما للقرآن من وبركة عندما يقبل عليه صاحبه اقبالا حسنا فيأخذ بمجامع قلبه الى عز الدنيا والاخرة. هذا القرآن الذي يرفع الله به اقواما كما قال عليه الصلاة والسلام ويضع به اخرين بضعة وانحطاط يصيب اقواما اخرين بسبب القرآن. عندما يأخذه بعضهم فلا يقوم حق القيام او يأخذه فيتخذه سلما لاغراض الدنيا الدنيئة وحظوظها الزائفة الزائلة عندما يتأكد بالقرآن امور دنياه عياذا بالله. وعندما يهجر القرآن شيئا بعيدا عن القلوب فيكون سببا لضاعة اصحابها ايضا كذلك الشأن في اقوام جعلوا من القرآن عرضة للانتقاص عياذا بالله او الازدراء او معارضة ارائهم واهوائهم بكلام الله جل جلاله. هنا ستنحط عليهم الضعة والذلة والهوان. لما ما اوظعوا القرآن الموظع اللائق ولم يحفظوا له حرمته ومكانته اللائقة به. يا امة القرآن القرآن في حياتنا افرادا وجماعات مصدر عز وكرامة وموئل شرف وفخر وعلو وارتفاع قدر لما وصف الله القرآن في القرآن بانه مبارك اراد منا ان نلتمس وجوه البركة في الحياة باخذنا للقرآن سمعت الجن القرآن فوصفته بكلمة واحدة قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا ما العجب الذي وجدته الجن في القرآن وعالم الجن اصلا عجيب اعجب من عالم الانس قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا لم يقيد وصف العجب في القرآن هنا ليبقى على اطلاقه هو العجب في لفظه ونظمه وسحر كلماته هو العجب في تأثيره في القلوب وسريانه على النفوس. هو العجب فيما ايصيب حياة اصحابه من نور وخير وهدى. هو العجب في تبدل الاحوال واستقامة القلوب واهتداء النفوس هو العجب ان يبدل الله بالقرآن قلوبا من الضلال والشقاء الى السعادة والهدى. ان يبدل الله حياة من التعاسة اغلاق والضيق الى السعادة والفرح والانفراج والسرور بالقرآن. هذا عجب جعله الله عز وجل في القرآن لكن اعجب ما في القرآن هو اثره الذي يسطو به على القلوب بلا استئذان. فيسري ويهيمن عليها. يبث نوره وهداه يسمع القرآن كافر فيسلم يسمعه مسلم ضال فيهتدي يسمعه غافل فيفيق يسمعه تائه فيهتدي يسمعه مؤمن صالح فيزيده ايمانا وصلاحا وتقى. هذا رسول الله عليه الصلاة والسلام من انزل الله عليه القرآن ومن هو اعلم الامة بكلام الله جل جلاله ومن هو اعرف البشر اطلاقا بمراد الايات والسور في القرآن الكريم يعيش مع القرآن مواقف اهتزوا لها جنانه ويستغرق عليه الصلاة والسلام في استمتاعه بالقرآن. يقوم مع اية من كتاب الله اية واحدة يرددها في قيام الليل حتى يصبح صلى الله عليه وسلم. ان تعذبهم فانهم عبادك. وان تغفر لهم فان انت العزيز الحكيم. وجد فيها متسعا صلى الله عليه وسلم لمتعة قلبه وانس روحه. فظل يرددها حتى الصباح هو ذاته عليه الصلاة والسلام الذي انزل عليه القرآن ويسمعه من جبريل عليه السلام ويتلقاه باشرف منازل التلقي الوحي الذي يأتيه من السماء يقول لرجل من اصحابه اقرأ علي القرآن. فيقول يا رسول الله اقرأ عليك وعليك فانزل فيقول نعم فاني احب ان اسمعه من غيري فيفرح عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بهذا التشريف بهذه المنقبة فيظل يقرأ والنبي عليه الصلاة والسلام يسمع كان ان نستمتع بالقرآن تلاوة وان نستمتع بالقرآن سماعا وان نفتح قلوبنا في كل حال مع ايات القرآن ان قرأنا وان سمعنا كان يعلمنا عليه الصلاة والسلام ان لك متسعا في كيفما كانت الاحوال ان لك متسعا للاشتغال بكتاب الله لئلا يعتذر انسان بزحمة اوقاته وقلة حيلته او ضعف تعلمه يا اخي لا اقل من ان يظل مستمتعا بسماعه للقرآن ان عجز عن قراءته او تعسرت عليه او تعذر عليه تعلمه. ما جعل الله القرآن للامة في باب دون باب شرعت لها الابواب. يقول عبدالله بن مسعود فقرأت حتى بلغت قوله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. قال حسبك قال فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان. صلى الله عليه واله وسلم. علمنا والله كيف نستمتع بالقرآن؟ فيقول في دعواته صلى الله عليه واله وسلم وهو يدعو الله ويتوسل ويناجي فانظر الى العبارات كيف تقطر استمساكا بهذا الظر وبهذا بهذه بهذا خضوع وبهذا الباب العظيم من التعبد لله. وبهذه الضراعة يقول عليه الصلاة والسلام اللهم اني عبدك وابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك. اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك. او انزلته وفي كتابك او استأثر او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك. ارأيت عظمة التوسل؟ ارأيت الضراعة انظر ماذا يريد يقول ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي. بالله عليك وقفت مع روعة الالفاظ والعبارات يسأل الله ربه متوسلا بكل ظراعة. متوسلا بعبوديته لله عبدك وابن عبدك وابن امتك متصلا باعترافه بعجزه بين يدي الله ماض في حكمك عدل في قضاؤك. متوسلا بعظمة الله واسمائه وصفاته اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك واستأثرت به في علم الغيب عندك. كل هذا التوسل العظيم الجليل. تدري ماذا يريد؟ يقول ان تجعل القرآن ربيع قلبي انظر ما المطلوب العظيم الذي توسل به نبينا صلى الله عليه وسلم كل ذاك التوسل الجليل. ان تجعل فؤاد ربيع قلبي. يا اخوة هذا مطلب شريف والله يستحق ان نطلبه من الله. وان ندعو به الله. ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلب احدنا. تدري ما الربيع الربيع خضرة وانهار الربيع حدائق وازهار الربيع مطر منهمر ونسمة عليلة الربيع متعة الحياة نضج الثمار وتفتح الازهار. اعتدال الجو راحة القلوب والابدان هل شعرت انك في جلستك مع القرآن في وردك اذا قرأت القرآن؟ اذا اخذته في حجرك وجلست تقرأ وتردد احفظ وتكرر انك تعيش وقتا في الربيع يأنس به قلبك فلا يمل ويعيد ويكرر وينتهي ويختم ويزداد مرة بعد مرة يدعو عليه الصلاة والسلام ان يجعل الله القرآن ربيع قلبه ونور صدره وجلاء حزنه وذهاب همه. هذا هو يا كرام معنى التعلق بالقرآن الذي يعيش فيه المسلم صدق تعلقه بكتاب ربه ختاما ايها الحجيج يضيق الحديث وسأقولها مرة بعد مرة. وينتهي الكلام ولا ينتهي والله الايفاء بحق كلام الله عز وجل لان وصف القرآن في القرآن جاء على غاية من التعظيم والاجلال والمهابة. يراد للقلوب المسلمة ان تعيش عظمة القرآن في حياتها ويراد لكم ايها الحجيج ان تدركوا سر صنيع السلف الذي افتتحت به المجلس في اقبالهم على القرآن في رحلة حجهم وان دخولهم مكة ينبغي ان يكون معمورا في ايام بقائهم بها بكتاب الله. والا يخرجوا حتى يختم بها القرآن. ليس استكثارا للاجر فقط ولا نيلا لختم القرآن وحسناته فقط بل هو مع ذلك كله اخذ بمجامع النور والهداية في البلد الذي انزل به القرآن. ولذلك من الاثر والكرامة ما جعلهم يحرصون عليه. ويستحبونه ويوصون به رحمة الله عليهم. اللهم بنا سبيل اهل القرآن. نسألك ربنا باسمائك الحسنى وصفاتك العلى. ان تجعلنا جميعا من اهل القرآن. الذين هم اهلك وخاصتك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اكرمنا بكرامة القرآن. وارزقنا شفاعة القرآن. واحشرنا في زمرة اهل القرآن يا رب العالمين نسألك ربنا وانت الكريم المنان. ان تجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياء. ولابصارنا جلاء ولاسقامنا دواء ولذنوبنا ممحصا وعن النار مخلصا. اللهم انا نسألك من بركة القرآن ونوره وهداه. ما تزيح به عنا الهموم والغموم وتنزل علينا بها البركات والرحمات. انك سميع قريب مجيب الدعوات اللهم اجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى وارزقنا به يا رب سوابغ النعم وادفع به عنا النقم يا حي يا قيوم. اللهم البسنا به الحلل واسكنا به الظلل وفرج به عنا الهم والغم وسدد به الخطى والقول والعمل يا اكرم الاكرمين. اللهم انا نسألك من نور القرآن وبركته وهداه وفلاحه وسعادته يا رب في الدنيا والاخرة. لنا ولازواجنا وذرياتنا والمسلمين اجمعين. اللهم انا عبيدك بنو عبيدك بنو امائك نواصينا بيدك. ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك. نسألك ربنا بكل اسم هو لك سميت به نفسك. او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك. او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا يا حي يا قيوم. اللهم انا اسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان ترزقنا صحبة القرآن وان نقوم به حق القيام يا حي يا قيوم. اللهم حسن اخلاقنا بالقرآن وقوي ايماننا بالقرآن واكرمنا يا ربي بكرامة القرآن. اللهم انا نسألك من خيره وبركته ما وعدتنا به يا حي يا قيوم. اللهم اغفر لابائنا وامهاتنا. وارحمهم رحمة واسعة سعة سمائك وارضك. يا ذا الجلال الاكرام واجزهم عنا خير الجزاء واوفره واكرمه واحسنه يا حي يا قيوم. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم من فرج ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. تقبل يا ربي من الحجيج حجهم وتقبل منهم واجعل ذلك يا ربي من صالح عملهم. اللهم اعدهم الى اهليهم وديارهم سالمين غانمين. ربنا ورب الحجيج لا تصرفنا وتصريفهم الا وقد غفرت الذنوب وسترت العيوب وقضيت الحوائج وحققت المنى يا حي يا قيوم تعلقت بك الامال وحسنت بك الظنون ورفعت اليك الايادي وتوجهت اليك القلوب. وانت الملك العلام لا اله الا انت سبحانك وبحمدك لا نحصي ثناء عليه. اللهم فاتي لكل سائل ما سأله. وحقق لكل مؤمل فيك ما امله يا حي يا قيوم. ولا تجعله اخر العهد بحج بيتك الحرام وشهود هذه المشاهد العظام. اكرمنا يا ربي بفضلك وجودك واحسانك. وكما ابتدأتنا ربنا بالفضل والخير والكرم فاتمها علينا بالقبول والغفران والرحمة والعفو والعافية يا رب العالمين اللهم انا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة. اللهم عافنا واعف عنا واعف عن والدينا وعن ازواجنا وذرياتنا يا رب العالمين. نسألك يا رب من كل خير خزائنه بيدك. ونعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بي بناصيته اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم من اكرم وفدك فاكرمه ومن اعانهم فاعنه ومن حفظهم فاحفظه ومن ترى عليهم فيسر عليه يا رب العالمين. اللهم وفق وايد بالحق امامنا وولي امرنا خادم الحرمين. وفقه يا رب لكل خير وهدى وسداد ورشاد. اللهم اجزه خير الجزاء واكرمه واوفاه يا رب العالمين. اللهم اجز بالخيرات والاحسان كل من سعى لخدمة دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم. اللهم اغفر لنا وارحمنا وتقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم هذا الدعاء ومنك الاجابة. وهذا الجهد وعليك التكلان. ربنا عليك توكلنا واليك انبنا او اليك المصير سبحانك وبحمدك الفضل لك والمنة لك. والخير منك سبحانك والشر ليس اليك. نسألك يا رب ان تتم علينا نعمتك واحسانك وان تديم علينا بركتك وافضالك يا حي يا قيوم. اللهم زدنا ايمانا وهدى واصرف عنا الشر والسوء سبحانك وبحمدك لا اله الا انت عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير. وصلي يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك رسولك سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين