بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله ومصطفاه صلى الله ربي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهداه. اما بعد ايها الاخوة الكرام تقدم في مجلس البارحة الحديث الصحيح الذي اخرجه الامام البخاري رحمه الله. في قصة بداية الحياة بمكة ونشأتها فيما اراد الله عز وجل لخليله ابراهيم عليه السلام. ولصغيره اسماعيل عليه السلام ولامي الصغير هاجر من قصة البقاء في بلادي فاران وهي مكة قبل ان تسمى كذلك. وما جعل الله في هذه القصة من العبر والابتلاءات والحكم التي كان مرتكزها صدق ايمان بالله. وتمام ثقة بالخالق جل في علاه وحسن ظن مع تمام تفويض الامر وتمام التوكل على الله. قصة ملئت ايمانا وثقة وتوكلا على الله جل جلاله. وكانت فيما اراد الله للخليل ابراهيم عليه السلام. مزيد رفعة قيل وقدر ومنقبة كريمة لهذا النبي الكريم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. اتى ابراهيم عليه السلام بزوجه هاجر وابنه اسماعيل عليه السلام. فكان المقام بمكة وقد ترك عندهما جراب التمر وسقاء الماء ثم كانت قصة نبع زمزم وصبر المرأة المؤمنة لما سألت االله امرك بهذا قال نعم قال اذا لن يضيعنا. ثم كانت قصة اتيان هؤلاء القوم من قبيلة جرهم وسكناهم. بجوار هاجر حيث الف تاتي الانس وانست ذلك والفته فكانت الحياة كبر اسماعيل عليه السلام تعهد الخليل ابراهيم عليه السلام تركته وجاء في المرة الاولى وامر اسماعيل ابنه عليه السلام ان يطلق امرأته لما رأى من حالها التي لا تليق بزوجها الانبياء من الكمال والصبر وصدق الايمان وتحمل صعوبة الحياة وشدائدها في ابتلاءات الانبياء عليهم السلام ثم جاءه ثانية فوجد امرأته فحمد صنيعها وامر ابنه بابقائها والامساك عليها. كل ذلك مما تقدم في ثنايا القصة الصحيحة التي اخرجها الامام البخاري في صحيحه رحمه الله. بالرواية ابن عباس رضي الله عنهما وكان في القصة شاهد يتعلق ببناء الكعبة وبداية السعي بين الصفا والمروة ونبع زمزم وكل تلك معالم يأتي عليها الحجيج والمعتمرون في نسكهم الى بيت الله الحرام. فيطوفون بالكعبة وهذه قصة بنائها. ويشربون من زمزم وهذه قصة نبعها ويسعون بين الصفا والمروة وتلك قصة هاجر في السعي بينهما. قال عليه الصلاة والسلام فذلك سعي الناس بينهما يراد للحجيج معشر الحجيج وهم يأمون بيت الله الحرام ويقفون بهذه المشاعر العظام ان هي عندهم تلك المعاني السامية. وان تنبت في قلوبهم تلك القضايا ملؤها الايمان الصادق والتوكل التام على الله جل جلاله يراد بنا ان نحصل الهداية. اما قال الله عن بيته الحرام ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا هدى للعالمين ها هنا هداية ارادها الله فمن اتى بيت الله الحرام وحج واعتمر ولبى وجاء واحرم حقه ان يكون احظى الناس بنيل هذه الهدايات والاغتراف منها انت انت عبد الله. اما جئت وحججت وطفت وسعيت وصليت وشربت من زمزم حق عليك ان تكون لك من تلك الهدايات حظها الاكبر ونصيبها الاوفى. وانت ترى بعينيك بناء الكعبة وسمعت قصتها. وانت ترى زمزم وتشرب منه وعرفت مبدأه وانت تسعى بين الصفا والمروة وتذكر قصة هاجر في صدق ايمانها مع توكلها والاخذ بالاسباب هذه المرأة التي قالت لابراهيم عليه السلام في ثقة وايمان اذا لن يضيعنا هي التي انجبت انجبت اسماعيل لما قال له ابوه يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى. قال يا ابتي افعل عن ما تؤمر العقائد والايمان لا تورث بالولادة وبالانجاب. لكنها التربية يا كرام. ارأيتم الى تلك المؤمنة الصابرة الواثقة المتوكلة لما رأت كما قلنا بالامس بعين بصرها الهلاك وانتهاء الحياة ومعاينة والاشراف على الموت كانت ترى بعين بصيرتها ما صدقت وامنت به. فكانت بما عند الله اوثق مما تراه بعينيها. قالت اذا لن يضيعنا لن يضيعنا وهي ترى ان مدة ما بقي لها من الحياء هو ما حواه ذاك الجراب من التمر وذاك السقاء من الماء لكنها قالتها واثقة اذا الليل ضيعنا فما ضيعهم رب البيت واتى جبريل عليه السلام يبحث بعقبه حتى نبع زمزم وقال لها ان ها هنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وابوه. وان الله لن يضيعكم. صدقت مع الله فصدقها الله. هذه المرأة هي التي انجبت الولد النبي الكريم. لما قال له ابوه الخليل عليه السلام يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك هو الموت بل باقصى صوره واقواها الما الذبح. قال يا ابتي افعل ما تؤمر ليست القضية وراثة بالانجاب والولادة. القضية حقيقة هي تربية. رضع هذا الغلام من امه معاني الايمان لتدركوا يا كرام ان تربية الاباء والامهات وان ما تعانيه الاسرة من صدق في تضحية واجتهاد وجهاد في تربية الاولاد سيؤتي ثماره وينضج اكله ويكون معاني الايمان والعقيدة الصادقة وتمام الصلة بالله وصدق التعلق بالله والله انه لاعظم ما يمكن ان يورثه الاباء والامهات لاولادهم. هي جهاد هي تضحية لكنها رؤوس الاموال. اولادنا في البيوت البنون والبنات هم رؤوس اموالنا هم اسمن ما نملك هم انفس ما نقتني هم اعظم من سنسأل عنهم امام الله يوم القيامة فمن نظر وهو يتأمل ويستبصر في رحلة حجه الى هذا المعنى الكبير. وقد اوجزت سورة الصافات قصة الذبح بايجاز وليس لها ذكر في الكتب الستة على نحو صحيح يمكن ان يعول عليه في الرواية. لان الله عز وجل قال فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعي يعني لما بلغ اسماعيل عليه السلام سنا يمكن ان يدرك به السعي والذهاب والمجيء مع ابيه ابراهيم عليه السلام فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك رؤيا لكن رؤيا الانبياء وحي رؤيا الانبياء عليهم السلام وحي. فاخبروا ان الله اوحى اليه فما كان من اسماعيل عليه السلام وقد ملئ قلبه بالطاعة الراضية المطلقة والايمان الصادق الذي تربى عليه وورثه من ابويه الا ان قال يا ابتي افعل ما تؤمر. ستجدني ان شاء الله من الصابرين. وانك لتعجب والله اشد العجب لست تدري اتعجب من امتثال ابراهيم عليه السلام حين يذبح بولد تعلق قلبه بحب ثم خرج به مع امه هاجر من هناك من اقصى شمال الجزيرة الى مكة فرارا بها من غيرة سارة عليها لما حملت الغلام وخرج بهما امتثالا لامر الله وتركهما هنا ثم لما تقر عينه برؤية الولد وقد شب وبدأ يمشي ويمتلك قلب ابيه حبا ويؤمر ابتلاء بذبحه اتعجب من امتثال ابراهيم عليه السلام هنا ستدرك معنى قول الله ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكر لانعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم. قال الله ايضا واتيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن هذا خليل الله ابراهيم عليه السلام شأن عجيب في مقامات الانبياء ولما يؤمر بالذبح فيمتثل لست تدري اتعجب من امتثاله وامظائه امر ربه ام من امتثال الولد لما يشاوره ابوه ويعرض عليه الامر الالهي يا ابتي افعل ما تؤمر فيستجيب دون تردد ولا تلكأ. اتدري حين يقول الاب لولده اني مأمور بذبحك. واوحى الله الي بقتلك فيقول لابن طائعا راضيا يا ابتي افعل ما تؤمر ثم لاحظ كيف كيف يحاول الولد ملئ قلب ابيه بشيء من التماسك والصبر والاحتمال ستجدني ان شاء الله من الصابرين يدرك شفقة قلب ابيه وعطفه ورحمته وحنوه فاراد ان يخفف عنه ذلك الوقع. قال يا ابتي افعل ما تؤمر فان كنت قلقا علي وخائفا ستجدني ان شاء الله من الصابرين لما بلغ معا عليهما السلام. هذا المقام الكريم في الامتثال لامر الله. حتى لما بلغ اقصى درجات الامتحان والابتلاء وهو موتوا مفارقة الحياة بلغ درجة الكرامة عند الله. فلما اسلما وتله للجبين وضع ابراهيم عليه السلام ابنه اسماعيل عليه السلام على الارض وطرحه وتله للجبين وهذا الجبين جانب الوجه فوضعه عليه وهيأه للذبح كما يفعل بالنعاج. حين تطرح لتهيأ للذبح وقيل وضعه على جبهته واتجه الى قفاه لئلا تقع عينه عليه وهو يخر دما صريعا فلما اسلما وتله للجبين نعم واتى بالسكين يمتثل امر الله فلما اسلما وتله للجبين وناديناه يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين. ان هذا لهو البلاء المبين. ما كان الا ابتلاء وما وجد ربه منه الا امتثالا عليه السلام وفديناه بذبح عظيم فهداه الله بالكبش واذا هو كبش سمين. فذبح الكبش فداء لاسماعيل عليه السلام وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الاخرين سلام على ابراهيم كذلك نجزي المحسنين. انه من عبادنا المؤمنين فكانت فرحة لامة الاسلام لاننا من ملة الخليل ابراهيم عليه السلام ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل واتى نبينا عليه الصلاة والسلام ليشرع لامة الاسلام ذبح الاضاحي يوم العيد. هو اليوم الذي فدى الله فيه اسماعيل عليه السلام الكبش فظحى عليه الصلاة والسلام بكبشين اقرنين املحين وامر امته بذبح الاضاحي تقربا الى الله. فنحن ما زلنا امة الاسلام في كل عيد اضحى نذبح الاضاحي هي اضحية لانها كانت ضحية عن اسماعيل عليه السلام. في الاضاحي نحن نطبق سنة نبيين كريمين. حبيبيين خليلين ابراهيم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه واله وسلم هذا وزن الاضاحي وثقلها وعظمها في ميزان الشريعة. ولهذا عظم اجرها وكثر ثوابها وتأتي الشاة في بقرونها واظلافها وشعرها ودمها في ميزان العبد يوم القيامة. الاظحية عبادة عظيمة يتقرب بها المسلمون الى ربهم كل عام هذا تمام قصة الخليل ابراهيم عليه السلام. مع ابنه اسماعيل عليه السلام وبناء الكعبة وبداية السعي بين الصفا والمروة ونبع زمزم. معشر الحجيج اصلح الله قلوبنا وقلوبكم. يراد لاحدنا كلما اتى البيت الحرام. واكرمه الله واوفده بالاحرام حجا او عمرة على مدى العام. يراد له ان يستلهم تلك المعاني وان يملأ بها قلبه وان يقوي بها ايمانه. وان يزداد به يقينه. وان يصدق في توكله. يراد منك ان ترجع من وعمرتك وقد ازددت ايمانا. واقتربت الى ربك وعرفت الطريق. وتعلق قلبك بخالقك ومولاك. اي والله يراد منك ان تتعلم الدرس من هاجر وابنها اسماعيل عليه السلام. وان تجعل الخليل ابراهيم عليه السلام نصب عينيك قدوة واسوة وكيف اثنى الله عليه في الملأ الاعلى؟ يراد للحجيج وهم يأتون البيت الحرام على مدار العام. ان يقفوا على معاني الايمان هنا هناك يا كرام هذا بيت الله. ومن دخله وجد الكرامة ولا اعظم كرامة عند الله من املاء من ايمان تملأ به فؤادك ويقين تثبت به صدرك وجنانك. اجعل اعظم ما تعود به من حجك بعد الحج وعمرتك بعد العمرة ان تعرف الطريق الى الله وان تستدل على الهداية التي جعلها الله في بيته الحرام. يا كرام هذه الكعبة بيت الله. وهذا المقام عظيم هذه القصص التي تحفظها الشريعة في الكتاب والسنة انما يراد ان تكون قصصا تقطر على قلوبنا عبرا وفي حياتنا اثرة ليست قصصا للتسلية ولا لنحكيها لصغارنا وطلابنا في المدارس ونجعلها ضمن ما تتلى به تتسلى به وتملأ الاوقات بقدر ما هي ايمان ينبغي ان تغتنفه القلوب خصوصا اذا قدمت لحج او عمرة فاجعل لك عبد الله في رحلة حجك من اعظم الاثر الذي ترجع به رعاك الله شيئا عظيما تستقر في فؤادك تعلم ان شئت من هاجر صدق توكلها ثبات قلبها حسن تعلقها ثقتها بربها ما ترى شيئا بين لكن لما عرفت انه امر الله قالت اذا لن يضيعنا تسعى بين الصفا والمروة سعي الانسان المجهول. لا ترى شيئا ولا انسا وهي تعرف انها بواد غير ذي زرع. لكنها لما الامر الى الله علمت ان الله لن يضيعها. لما وجدت الماء وانست الحياة ودبت وانشأت تربيتها وعاهدت ابنها بالاصلاح والتقويم والسداد. غادرت الحياة بعيدة عن مسرح الاضواء والشهرة والمعرفة والاشارة اليها لكنها خلدت ماذا تدري؟ خلفت جدا لسيد الانبياء صلى الله عليه وسلم إسماعيل عليه السلام الذي جعل الله فيه نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وفي سلالته هذا المجد يا كرام مجد الحياة ليس كم عمارة بنيت ولا كم ادخرت في الرصيد ولا كم مجدا زائفا لنفسك صنعت مجد الحياة ان تترك اثرا وبصمة عظيمة تثبت به الاسلام في بلدك في مجتمعك في منطقتك ان تكون ذا اثر حميد يخط الناس اثرهم في قفاك ويعرفون ان النور الذي جاءهم من قبلك انما كنت سببا فيه الحياة ان تذكر في الملأ الاعلى لا عند الناس. مجد الحياة الحقيقي ان تبعث يوم القيامة على رؤوس الاشهاد يغبطك الناس والشهداء والصديقون والصالحون. ويرون ما لك من عظيم الكرامة والحفاوة عند الله. مجد الحياة عبد الله عندما يكرمك الله لتأتي للحج وتستلهم هذه المعاني فتعيد من جديد النظرة الى موازين الحياة عندك وقضاياها لترتب اولوياتها في حياتك. امرنا الله بعمارة الارض وبالسعي بين الامم وبالريادة بين الحضارات. وان نجعل لاسلامنا عزا ومجدا وشموخا ورسوخا وجعل الله امانة هذا الدين في رقابنا جميعا. وان كل واحد منا في ثغرته يخدم دينه. لن تعجز ان عجزت عن قيادة الامة لم تعجز عن قيادة ذاتك واسرتك واولادك. لن تعجز عن ان تدلهم على ما تحفظ به الدين في ذاتك واسرتك وحياتك هكذا لكن تدري من العاجز فينا؟ الذي عجز الى اليوم ان يقيم الاسلام في حياته. وان يقيم السنن في طعامه وشرابه وان يحافظ على الهدي النبوي في سمته وهيئته ومظهره. عجز حتى عن لباسه وعن شعره وهيئته ولحيته وثوبه ومنامه واستيقاظه هو لا يزال عاجزا ان يتقفى فيه اثر النبي الذي يقول الله عنه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. ويقول الله عنه وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا. واتقوا الله ان الله شديد العقاب. يا حجاجا وغير حجاج امة الاسلام. نحن امة عظيمة. امة ربانية. ميراثها الوحي وشرعتها كتاب الله وطريقها هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله لقد اوتينا المجد والكرامة من كل نواحيها وفتحت لنا عند الله ابواب العز والمجد من كل طرقها. ماذا بقي؟ بقي ان نمسك هذا العهد بقوة وان نتعاهده في حياتنا خصوصا في مرحلة تمر بها امة الاسلام اليوم فيها من الامتحان والاضطهاد والبلاء والكرب ما تمر به امة الاسلام وهناك لكن الشأن كل الشأن وقد اكرمك الله وحججت بيته الحرام ان تعرف ماذا يراد منك لقد اتيت ورأيت بعينيك لقد رأيت ومشيت بقدميك لقد اتيت فصليت عند الكعبة وسعيت بين الصفا والمروة وشممت رائحة الايمان وقد ملأت صدرك من معاني ما جعل الله عز وجل في بيته الحرام من الهداية والبركة ولا تنسى قول الله مباركا وهدى للعالمين تبقى المعادي المنثورة في الحرم وفي ارضه وسمائه وفي كعبته والمقام وفي الركن والحجر. وفي الصفا والمروة وفي زمزم وفي كل شيء يدلك على ان ها هنا تاريخا هل شعرت عبد الله وانت تطوف بالكعبة وانت تقبل الحجر او تصلي خلف المقام. وانت تسعى بين الصفا والمروة. اشعرت انك تضع قدميك في طريق مشى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم اشعرت انك تمشي في مكة بين سكناك في الفندق واتيانك للمسجد الحرام وصلاتك فيه وتنقلك في طرقات مكة وفجاجها اشعرت انك تخط بقدميك في طرقات مشى عليها الصحابة الاكابر ابو بكر وعمر عثمان وعلي وعبد الله بن مسعود وطلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص اشعرت عبد الله انك تمشي فوق ارض عليها الاجلة الاكابر سادات الاسلام السابقون الى الجنان اشعرت انك تمشي تحت السماء طالما فتحت ابوابها ينزل منها جبريل عليه السلام بالوحي اتنفست هواء؟ علمت انه ظل سنين بمكة يتعطر باصداء الوحي ينزل به جبريل عليه السلام كل هذا الا يزيدك ايمانا؟ مكثت في مكة ايام وتعود الى ديارك الى اهلك ووطنك الى اسرتك اقاربك حق عليك والله ان يرى فيك اثر هذا الايمان والطاعة والنور والهدى وقد تقلبت اياما وعشت وجاورت لهذا المكان المبارك فينبغي ان تعود مباركا وقد انغمست في موئل البركة ان اول بيت وضع للناس للذي مباركة. تدري ما اول البركات التي ينبغي ان تعود بها عبد الله؟ بركتك انت لنفسك في حياتك انت. واعظم الناس فينا بركة من عاد الى سجل حياته فنظفه تماما. عاد الى طاعاته فاستكثر وقواها. والى ذنوبه وسيئاته ومعاصيه فاجتهد في محاربتها في تصفيتها وتنقيتها في التخلص من كل شوائب الحياة نعم العبد والله نعم العبد عبد اكرمه الله واعطاه واتاه واوفده وجعله من الحجاج هذا العام. ونزلت به البركات وحلت عليه الخيرات. نعم العبد العبد الشكور الذي رجع وقال عهد علي يا رب ان اشكر نعمتك التي انعمت بها علي. فلا يراه الله عز وجل الا على طريق طاعة ماضيا وعلى درب الاستقامة ثابتا. ولشيطانه ونفسه الامارة بالسوء مجاهدا ثابتا بقدميه نعم لن نعيش معصومين ولن يرجع احدنا ملكا ولا نبيا يوحى اليه. لكن والله سيعود عبدا صالحا ملأت التقوى قلبه وقد تعلمها في الحج في كل خطوة في المناسك يرجع وقد عرف الطريق الى ربه فلن يقطع عليه الطريق قطاع الطريق سحرة مشعوذين كهنة دجاجيل يبيعون الوهم والخرافة باسم الدين يتقربون الى كالعتبات والى المقابر والى الاضرحة والذبح لغير الله والتصديق بدجل السحرة والكهان لن يبيع دينه بعد اليوم. وقد علق قلبه بالله لن يكون في عقيدته خرافة ولا وهم ولا باطل. وقد عرف ان الله اقرب اليه من كل اولئك من قطاع الطريق وشياطين الانس والجن من حج حق عليه ان يكون ايمانه بالله اقوى وتوحيده لله انقى وقد عرف الطريق ولزم الدرب يا كرام حج بيت الله الحرام ليس مجرد عبادة تؤدى ولا ركنا في الدين يكتمل لكنها صياغة للحياة من جديد اليست ميلادا كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع كيوم ولدته امه ارجع مولودا جديدا رعاك الله تنسى الماضي والامس المظلم والسيئات السابقة والمعاصي السالفة انس ذلك. ادفنه وقد غفر الله لك واذن لك ان تعيش حياة افتح صحائفك من جديد. فاذا كنت ستكتب صحيفة جديدة فانشد الكمالات رعاك الله واسلك درب الهداية ولتكن من بركات زيارتك لبيت الله الحرام واغترافك من بركات البيت الحرام وهدايات البيت العتيق ان تكون اعظم الناس بركة لنفسك على نفسك فان كنت كذلك كانت بركتك لا زالت عامرة في دارك. على زوجك واولادك. حتما سيكون كذلك قصدت او لم اردت او لم ترد من كان مباركا في نفسه ملازما شريعة ربه جعل الله البركة في حياته زوجته واولاده واهل بيته احظى الناس بتلك البركة. ثم لا يزال المباركون تعم بركاتهم بلزومهم شريعة ربهم بهم الحياة كلها من حولهم. ولذلك قال عيسى عليه السلام وجعلني مباركا اينما كنت. واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. فرحم الله عبدا اكرمه الله فحج واتم النسك وعرف النعمة وشكر الله ان يعرف قدرها قل عليه الا يرجع من حجه فيكون كما كان قبل حجه. ليس هذا الشأن ليس الشأن ان يعود احدنا الى مواقع الحياة ما كان عليها قبل الحج حق علينا يا كرام ان من حج فاتى وشهد هذه المعاني ان يختلف قلبه ان تنتعش روحه عودوا مرة اخرى الى قصة هذه الحياة التي نشأت بمكة. واليوم تأتون من كل اقطار الدنيا من قريب ومن بعيد. تأتون الى بلد الله الحرام لتعرفوا قصة البداية ونشأة هذا الدين واساسه الذي بني عليه البيت الحرام فان مكة حرسها الله وهي بيت الله الحرام وبلده الذي حرمه وقدسه تعددت اسماؤه تعددت اسماء هذا البلد تشريفا له تعظيما لشأنه وفي القرآن الكريم سميت مكة بمكة. كما في سورة الفتح وهو الذي كف ايديهم عنكم وايديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان اظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا. سماها الله ايضا بكت بالباء. ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركة فهي مكة وهي بكة ايضا وبكتوا بالباء قيل لانها تبك الناس يعني من ازدحامهم فيها وقيل لانها يختلط فيها الرجال بالنساء وربما تقدمت فيها صفوف النساء وصلى الرجال خلفهم لاجل الازدحام ومما لا يمكن تلافيه بسبب ما ينشأ عن ذلك. وقيل لانها تدك فيها اعناق الجبابرة. وما بغاها ظالم ولا جبار الا قسمه الله ما حصل لي ابرهة وسائر الظلمة الذين ارادوا هتك حرمة البيت فكانت نهاية جبروتهم على اعتاب البلد الحرام سمى الله مكة ايضا ام القرى. قال الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها. ام القرى لانها ام لها والكل تبع لها فكل الامصار والمدن والاقطار في بلاد الاسلام تبع لمكة تبع لها في اي شيء ليس في توقيت الصلاة فكل بلد يصلي بتوقيته وليس في الصيام والافطار فلكل بلد ليله ونهاره لكن القرى والامصار والبلاد والاقطار تتبع مكة في القبلة فتتجه اليها. الكل يقصدها ويتحلق حولها ولذلك ايضا هي سميت بذلك لانها اشرف ايضا من سائر البلاد والبقاع. من اسماء مكة في القرآن الكريم ايضا البلد الامين قال الله عز وجل والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين. لان الله فرض فيها الامن كما سيأتي بيانه وايضا سمى الله عز وجل البلدة انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وامرت ان اكون من المسلمين. مكة ام القرى ارض الله وبلده الامين. البلد الحرام له حدود جعل الله فيه حد الحرم فيسمى فيه الحرم حرما. وما كان وراء الحد فهو من الحل. وان كان من مكة او احيائها اليوم مكة اليوم على اتساعها وقعت بعض احياءها خارج حد الحرم وبعض احيائها المجاورة للكعبة والمسجد الحرام داخل الحرم. حدود الحرم يمينا وشمالا وشرقا وغربا وشمالا وجنوبا توقيف من الله عز وجل. فان الله هو الذي جعل للحرم حدوده. ولاهمية ذلك وما تعلق به من احكام فان ان الله عز وجل ارى ابراهيم عليه السلام وهو يبني البيت اراه حدود الحرم وابراهيم عليه السلام يضع الانصار قيل بعث الله له جبريل عليه السلام فيريه موضع الحد من كل ناحية. وابراهيم عليه السلام يضع الانصاب والعلامات للدلالة على حدود الحرم من كل ناحية ما زالت العرب بالجاهلية تعتني بتحديد حد الحرام وتجدد الانصار والعلامات الدالة عليهم الى ان جاء الاسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام فتح مكة سنة ثمان من الهجرة بعث اسد ابن تميم الخزاعي هدد انصاب الحرم يعني حد حدوده بمعالمه القديمة فجدد المعالم والانصاب والعلامات روى ابو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث عام الفتح اسدا الخزاعي فجدد انصاب الحرم وكان ابراهيم وضعها يريه اياها جبريل عليه السلام. فاذا ليست اجتهادية ولم يضعها ملك ولا سلطان ولا خليفة ولا حاكم في الجاهلية ولا في الاسلام. انما الذي حدها هو رب الارض والسماء. رب وهذه البلدة الذي حرمها. فالله الذي حرمها وحد حدودها. ما زال اهل مكة يعرفون حدود الحرم وما زالت كل خلافة ودولة تتعاقب على حكم الحرمين تعتني بتجديد انصاب الحرم. حتى كانت الدولة السعودية فجددت انصاب الحرم وحددت معالمها فليس طريق يدخل الى مكة من اي جهة من الجهاد الا وهو يرى السابق فيه حد الحرم واعلاما منصوبة فيه بداية حد الحرم للداخل ونهايته للخارج ليعرف الحد منه لما يترتب على ذلك من احكام سيأتي بيانها قال الامام النووي رحمه الله واعلم ان معرفة حدود الحرم من اهم ما ينبغي ان يعتنى به. فانه يتعلق به احكام كثيرة وسيأتي بيانها حدود الحرم تتفاوت قربا وبعدا فاقربها من جهة الشمال بالسالك من طريق المدينة وهو حد التنعيم وهو ادنى الحل كما يسميه الفقهاء. بينه وبين البيت الحرام بين الستة كيلو مترات الى الثمانية حسب الطرق التي تؤدي اليها وابعدها تصل الى ثمانية عشر كيلو مترا. فهذه الحدود تحكمها الجبال والاودية. فما قرب منها قرب حد الحرم وما ابتعد من تلك الجهة ابتعد حد الحرم والامر في ذلك كله توقيف الهي جعله الله عز وجل لبيته الحرام ايها الكرام هذه الحدود التي حدت بها مكة حدت بها حد الحرم سمي الحرم حرما ان الله جعله ارضا حراما. اصطفى الله هذه البقعة وجعلها محرمة يحرم فيها القتل والصيد وقطع النبات والتقاط اللقط. هذا من اعظم ما يعظم به المسلم مكة اذا دخلها احترام حرمتها وتعظيمها مكة حرام والله يقول ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. حرمات الله كل كل شيء في الشريعة محترم له حرمة وقدر ومكانة. فمكة من الحرمات والنبي صلى الله عليه وسلم من الحرمات والقرآن من الحرمات وهكذا سائر شعائر الدين ومعالمه البارزة فمكة من الحرم والله عز وجل قال انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها في حديث ابن عباس رضي الله الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة قال ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والارض ولم يحرمه الناس ارأيت هو تحريم الهي ازلي ابدي الى قيام الساعة ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والارض ولم يحرمه الناس. فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة وستبقى مكة ارضا حراما يحترم فيها الانسان ان يقتل والحيوان ان يصاد والنبات ان يقطع والجماد رمال الساقط ان يلتقط فامن فيه الانسان والحيوان والنبات والجماد قال الله ومن دخله كان امنا. جملة خبرية والمعنى فيها الانشاء والامر بالتأمين. ولهذا سماه الله البلد الامين وهي دعوة الخليل ابراهيم عليه السلام. قال رب اجعل هذا البلد امنا قال اجعل هذا بلدا امنا. هذه دعوة ابراهيم عليه السلام. فامن الله النبات والحيوان والانسان والجماد في هذا يا كرام هذا التحريم وهذا الامان قبل ان تعرف البشرية المنظمات الحقوقية وقبل ان تفرض المناطق الامنة وقبل ان تحد في بعض بلاد الدنيا اماكن وبقاع يفرض فيها حظر القتل والسلاح وتحريم من كل شيء. هذا تحريم الهي ازلي ابدي ولما جاء خليل الله ابراهيم عليه السلام مكة واعلن حرمتها وامره الله ببناء البيت وقال الا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود. وامره الله بالاذان في الحج. ايضا جعل مكة حراما واعلن ذلك في الحديث الصحيح ان ابراهيم حرم مكة ودعا لها كيف نقول ان ابراهيم حرم مكة والحديث قبل قليل ان مكة ان هذا بلد حرمه الله هل هو تحريم الهي ام تحريم بشري وتحريم الهي وما معنى قوله ان ابراهيم حرم مكة اعلن هذا التحريم واظهره وحيا من الله واعلنه على الملأ ونادى به كما نادى بالاذان بالحج فجعل ذلك من شعائر البيت ان ابراهيم حرم مكة ودعا لها. قال عليه الصلاة والسلام واني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعيها مثلما دعا ابراهيم عليه السلام لمكة هذا الامر الالهي وهذا التطهير الرباني لهذه البقعة جعل لها حرمتها. دخل عليه الصلاة والسلام مكة فاتحا عام الفتح دخلها فاتحا ويحمل السلاح فكيف يقال ان مكة بلد حرام لا يحل فيها حمل السلاح ولا القتال ثم يثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام حمل السلاح مكة هذا جواب علمنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ان الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين. وانها لن تحل لاحد كان قبلي. وانما احلت لي ساعة من نهار وانها لن تحل لاحد بعدي هذا بيان شاف كاف واف وفي رواية في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام فان ترخص احد بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في مكة من اراد ان يقاتل واراد ان يحتج بان القتال بمكة بالبلد الحرام جائز ويستدل بقتاله عام الفتح عليه الصلاة سلام جاء الجواب قال فان ترخص احد بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا له ان الله قد اذن لنبيه ولم يأذن لكم وانما اذن لي ساعة من نهار وانها قد عادت اليوم كحرمتها بالامس الا فليبلغ الشاهد الغائب. الا فليبلغ الشاهد الغائب. وبلغ صحابته رضي الله عنهم فجئنا اليوم نبلغ ذلك ليعلن ان مكة بلد حرام الى يوم القيامة كما اراد الله. من عظمة مكة ايها المسلمون تعظيمها في القلب لانها عظيمة عند الله. حسبكم انها بلد الله. والله عز وجل قد اقسم بمكة مرتين في القرآن المرة الاولى في قوله سبحانه وتعالى والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين هذا قسم واسم الاشارة الى مكة. قال وهذا البلد الامين. فاقسم الله به واصفا اياه بالامين. فاين القسم الثاني في القرآن لا اقسم بهذا البلد وان تحل بهذا البلد ووالد وما ولد. اقسم الله مرتين بمكة وانتم تعلمون رعاكم الله. ان الله اذا اقسم بشيء من خلقه كان دلالة على تعظيمه وتنويه بشأنه. فاقسم الله بمكة تعظيما لها على عظيم شأنها دعا ابراهيم عليه السلام لمكة فكان هذا من خصائص هذا البلد الذي انتم فيه اليوم حجاج بيت الله الحرام ودعوة الخليل ابراهيم عليه السلام كانت في مواضع. فلما اسكن زوجه هاجر وابنه اسماعيل عليه السلام قال ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم. جعل دعوته ان تكون قلوب الناس تهوى هذه الاماكن الطيبة المباركة فجعل الله عز وجل قلوب المسلمين تهوى هذا المكان وتحبه وتتعلق به. فترى المسلم من شرق الارض وغربها يحب مكة ويهواها. لان ابراهيم عليه السلام قال فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم. فما زالت قلوب المسلمين تميل الى بلد الله الحرام وتشتاق اليه. قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير لو قال ابراهيم عليه السلام فاجعل افئدة الناس تهوي اليهم من غير تقييد لان الاية فاجعل افئدة من الناس بالتبعيض للبعض. قال فلو قال فاجعل افئدة الناس على التعميم قال لازدحمت عليه فارس والروم واليهود والنصارى صار والناس كلهم ولكن قال افئدة من الناس فاختص به المسلمون هذه الخصوصية اجابة لدعوة ابراهيم عليه السلام فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم. دعا ابراهيم عليه السلام قال وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. وارزق اهله من الثمرات. دعا برزق الثمرات. قال وفي دعوة ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم. استجاب الله دعوات ابراهيم عليه السلام لمكة كلها فاستجاب الله دعوته فاصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم. رسولا منهم وكان خاتم النبيين وصفوة المرسلين صلوات الله وسلامه عليه ودعا برزق الثمرات فجعل الله هذا البلد الحرام تجبى اليه ثمرات كل شيء. قال الله عز وجل اولم يروا انا جعلنا ومن امنا ويتخطف الناس من حولهم؟ قال او لم نمكن لهم حرما امنا؟ يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا في مكة تجدون فاكهة الصيف في الشتاء. وفاكهة الشتاء في الصيف في مكة تجدون الثمرات والارزاق تجبى اليه من كل لبلاد الدنيا. نعم التجارة اليوم اصبحت عالمية لا تحدها حدود. لكن مكة حماها الله ما زالت ترزق الرزق منذ دعوة الخليل ابراهيم عليه السلام قبل ان تعرف التجارة العالمية هذه الطرق المفتوحة والواسعة التي تجوب وارض الدنيا كلها ما زالت يا كرام دعوات الخليل ابراهيم عليه السلام بهذا الدعاء المبارك الذي جعله لاهل هذا البلد قادمين اليه. واما دعوته لهذه الامة فقد وافقت الدعوة المستجابة. قال صلى الله عليه وسلم اني عند الله خاتم النبيين وان ادم عليه السلام لمنجدل في طينته. وسأنبئكم باول ذلك انا دعوة ابي وبشارة عيسى ورؤيا امي التي رأت نورا الى ان اخر الحديث. فبين ان الله اجاب دعوة ابراهيم عليه السلام باصطفائه صلى الله عليه وسلم رسولا من اهل هذه البلد ما زالت مكة احب بلد الى الله والمسلم المعظم لله يحب ما احب الله. تحب مكة عبد الله ينبغي ان تحبها ولو لم توافق هواك ولو لم تجد فيها ما يعجبك من احب الله احب ما احبه الله ومن احب رسول الله صلى الله عليه وسلم احب ما احبه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بلد يا كرام احبه ربكم من فوق سبع سماوات واختاره الله هذا بلد احبه نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي اخرجه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة ما اطيبك من بلد وما احبك الي ولولا ان قومك اخرجوني ما سكنت غيرك فاثبت عليه الصلاة والسلام حبه لمكة. وفي رواية انه قالها وهو على اعتابها خارجا منها مهاجرا صلى الله عليه وسلم يعلنها ان خروجها لم يكن رغبة عنها ولا انصرافا عن حبها لكنه الذي اضطره فيه كفار قريش انذاك للخروج منها. ولهذا لما فتحت مكة وقدم عليه الصلاة سلام كان الصحابة يسألون اتنزل غدا دارك بمكة يا رسول الله؟ اتعود الى دارك؟ اتبقى بها؟ فكان هذا متوقعا لولا انه عليه الصلاة والسلام اعلنها لهم بانه سيعود معهم الى ديارهم بالمدينة. وفي حديث اخر فيما اخرجه الترمذي ايضا وصححه والنسائي في سنن الكبرى وابن ماجة. والحاكم ايضا وصححه من حديث عبدالله بن عدي بن حمراء. رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحزورة وهي رابية صغيرة كانت موضع سوق لاهل مكة ثم دخلت بعده في المسجد الحرام الذي تصلون فيه الان وقف على الحزورة فقال انك لخير ارض الله واحب ارض الله الى الله ولولا اني اخرجت منك ما خرجت هذا التصريح يا كرام نص في حب ربكم لهذا البلد وحب نبيكم صلى الله عليه وسلم لهذا البلد. فحق على كل مسلم ان يحب هذا البلد سواء قدمه او ما قدم ولا تزال الالوف المؤلفة من امة الاسلام لم تكتحل عينها بعد برؤية البلد الحرام. ولا تشرفت حجا ولا عمرة لكنها والله تحمل في قلوبها شوقا عظيما وحبا دفينا هكذا هو المؤمل في قلب كل المسلمين حب مكة لحب الله لها. وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها. مكة حرسها الله جعلها مباركة امنة امينة محمية من دخول الدجال اخر الزمان وهذه كرامة من الله للحرمين. مكة والمدينة الا يدخلهما الدجال اخر الزمان. لان الله قد هيأ من الملائكة عليهم السلام من يحمي هذين الحرمين ويحرسهما فلا يتمكن الدجال وقد ساح في الارض واتاها شرقا وغربا ما ترك قرية ولا بلدة الا دخلها الا مكة والمدينة. يقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث انس رضي الله وعنه فيما اخرج البخاري ليس بلد الا سيطأه الدجال الا مكة والمدينة. ليس من نقابها يعني من طرقها بين الجبال. ليس من نقابها نقب الا عليه الملائكة صافين. يحرسونها قال ثم ترجف المدينة باهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق. وفي حديث تميم الداري رضي الله عنه عند الامام مسلم وفيه لما رأى المسيح الدجال قال اني اوشك ان يؤذن لي في الخروج فاخرج فاسير في الارض فلا ادع قرية الا هبطتها في اربعين ليلة غير مكة وطيبا. فهما محرمتان علي كلتاهما كلما اردت ان ادخل واحدة او واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وان على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. نعوذ بالله من فتنة الدجال مكة والمدينة مأرز الايمان ومعنى المأرز المكان الذي يأوي اليه الايمان اخر الزمان ويرتكز فيه ويبقى محفوظا فيه. في صحيح مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الاسلام بدأ غريبا سيعود غريبا كما بدأ وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية الى جحرها. يأرز ان ينضم ويجتمع بعضه الى بعض هذا عندما يعم الفساد اخر الزمان وينتشر الشر والظلم والطغيان. ويضعف الايمان ويتلاشى من صدور العباد. ويفشوا كثير من مظاهر الكفر يقول عليه الصلاة والسلام لن تقوم الساعة حتى لا يبقى في الارض من يقول الله الله في اخر الزمان عندما يعم الشر والفساد والكفر والظلم يبقى هذا الدين محفوظا في هذين البلدين. وان الايمان ليأرز بين المسجدين يعني مكة والمدينة. المسجد الحرام مسجده عليه الصلاة والسلام قال كما تأرز الحية في جحرها ارأيت هذا المسل وكيف ان الحية اذا هربت مما تخاف فانها في سرعة هروبها ثم دخولها في جحرها ثم اذا دخلت كيف اجتمعت والتوت فصارت منضمة تن من خشية ان يصلها شيء يؤذيها شبه الايمان. في سرعة زواله من مدن الدنيا ووجه الارض اخر الزمان في سرعة في زواله كسرعة انقضاء الحية واروزها الى جحرها. ثم اكتناز الحية في جحرها شبه به اكتناز الايمان في هذين في المسجدين مكة والمدينة فيبقى الايمان مكتنزا مجموعا بعضه الى بعض كرامة من الله ومنقبة لهذين البلدين والحرمين الشريفين اما مضاعفة الصلاة في المسجد الحرام فهي امنية كل مسلم يكرمه الله بالصلاة ان ينال شرفها بالحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم مبينا فضل الصلاة ها هنا. قال صلاة في مسجدي خير من الف صلاة في ما سواه الا المسجد الحرام والحديث عند البخاري من حديث ابي هريرة وفي صحيح مسلم ايضا. وفي حديث جابر فيما اخرج الائمة احمد وابن ماجة وصححه الالباني في سنن ابن ماجة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي افضل من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام. وصلاة في المسجد الحرام افضل من مائة الف صلاة فيما سواه هذه المضاعفة كرامة من الله. قال اهل العلم هذه كرامة الضيف الوافد الى بيت الله. اتيت بيت الله فانت ضيف ومن كرامتك عند الله ان يضاعف لك اجر الصلاة حق حق على الضيف الاكرام. وربنا اكرم الاكرمين. ما قدم احد من عباده فاتى بيته الحرام. ودخل المسجد المسجد الحرام الا اكرمه الله فجعل صلاته مضاعفة. هذا الباب الكبير يا كرام وهذا الاجر العظيم هو منة من الله هي كرامة لكل من اكرمه الله فاتى فصلى هذه المضاعفة للصلاة في المسجد الحرام على الصحيح من اقوال اهل العلم انها تشمل حد الحرم في مكة كلها. وليست هذا المسجد المحاط بالبناء حول الكعبة فحسب وذلك ان مكة كلها سماها الله المسجد الحرام في اية الحج في هدي التمتع قال الله عز وجل فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد يعني الهدي فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة. ذلك لمن لم يكن اهله حاضر المسجد الحرام وليس المقصود بان احدا يسكن باهله في المسجد المحيط بالكعبة. حاضري المسجد الحرام يعني حاضري مكة. واهلها المستوطنين بها المقيمين بها فهذا من الله وصف لمكة كلها وتسمية لها بالمسجد الحرام. ومثله ايضا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا. هل المنهي عنه دخول المشركين هذا المسجد المحيط بالكعبة او مكة كلها بالحرم كله تسمى المسجد الحرام. وهنا سنفهم قوله صلى الله عليه وسلم صلاة في المسجد الحرام بمئة الف صلاة. فيما سواه انها تعميم لهذا الحرم كله والمسألة ان كانت محل خلاف بين اهل العلم لكنه يترجح منها تعميم حرم مكة كله بمضاعفة الصلاة بمئة الف. فمن صلى في المسجد الذي بجوار السكن الذي ينزل به في اي حي من احياء مكة داخل حدود الحرم نال بفضل الله اجر المضاعفة بمائة الف صلاة وتبقى المضاعفة ليست وحدها كل الفضل. لان الفضل يزداد ها هنا في هذا المسجد لكثرة الجماعة وقدم البناء والقرب من الكعبة وربما اكرم الله المصلي فيه فشهد جنازة وصلى عليها. او وجد فرصة فطاف بالكعبة وتبقى لهذه البقعة من الفضائل والخيرات ما لا يوازيها غيرها من المساجد على الاطلاق. لكن التيسير على الحجيج في هذه الازمنة والتخفيف عنهم ملء قلوبهم من الشوق بالصلاة هو باكرامهم بهذه السعة ان صلي الحاج في اي مسجد يليه من مساجد مكة ويملأ قلبه شوقا وحرصا على الاجر بنيل المضاعفة في كل تلك المساجد فضلا من الله. وربما وجد بعض الحجيج في نفسه حرجا. كيف يأتي مكة ثم يمكث بها اياما يحرم من الاتيان الى المسجد الحرام لبعد المسافة او مشقة السير او حرارة الشمس او تعب البدن وارهاق الجسد تجد بعضهم سأل يتقطع قلبه حسرة يخشى ان يكون هذا حرمانا او ان يكون هذا فواتا للاجر. وربما شعر بعضهم بشيء من الاثم فجاء يسأل. لا يا كرام هي كرامة من الله وهي بفضل الله تنال ان شاء الله بالصلاة في مساجد مكة كلها في حد الحرم من كل النواحي وقد رجح ذلك جمع من اهل العلم سلفا وخلفا. هذه المضاعفة يا كرام في بيان فضل الصلاة في المسجد الحرام دلالة على كرم عظيم من الله جل جلاله. لمن جاء من عباده الى البيت الحرام. هذه المضاعفة المختصة بالصلاة لا يصح ان نعديها الى غيرها من الطاعات. فلا يثبت نص في مضاعفة الصيام بمكة. او مضاعفة الصدقة فليست الصدقة بمائة الف صدقة. وليس الصيام بمائة الف صيام لكنه يضاعف الاجر والثواب والحسنات كيفا لا كما بمعنى انك في بلد عظيم وفي جوار اكرم الاكرمين فيبقى للطاعة ثقلها وليس كثرة وعددها لا نستطيع ان نقول ان صوم يوم هنا بمكة يساوي مئة الف يوم لانه لم يدل الدليل على ذلك. لكن يبقى للحسنة ثقلها وشرفوها وفضلها ومكانتها. ولهذا قال بعض اهل العلم ان الطاعة تفضل في المكان الفاضي. وفي الزمان الفاضل وان الحسنة يعظم اجرها لا بتعدادها في اقسام لكن بوزنها في الميزان يوم القيامة. فمن تصدق او صام او صلى او ذكر الله او قرأ القرآن كان له اجر مستوى بذلك كله. كما ان الصلاة هنا في الحديث ايها الحجاج تشمل الصلاة فرضا ونفلا. فمن اكرمه الله فصلى فريضة وتنفل وقام الليل وصلى الوتر واي شيء من الصلوات التطوعات والسنن والمستحبات كان له اجر ذلك مضاعف بل كرما من الله جل جلاله. المضاعفة في الصلاة فضلا من الله سبحانه وتعالى. لهذا المكان العظيم ولهذا الاجر الكريم وقد جاء عن التابعي الجليل عطاء بن ابي رباح امام اهل مكة في زمانه وقد سأله الربيع بن صبيح فقال له يا ابا محمد هذا الفضل الذي يذكر في المسجد الحرام وحده او في الحرم كله. فقال عطاء بل في الحرم كله فان الحرم كله مسجد. ويقول شيخ الاسلام والصلاة وغيرها من القربات بمكة افضل والمجاورة بمكان يكثر فيه ايمانه وتقواه افضل حيث كان وتضاعف السيئة والحسنة سنة بمكان او زمان فاضل. من اجل ذلك عظم شأن الذنب والمعصية في البلد الحرام بانها في جوار الملك العلام فان من جاور عظيما من العظماء او اميرا من الامراء او رئيسا من الرؤساء اخذ نفسه بالحشمة والادب في ذلك الجوار فكيف بجوار رب الارباب وملك الملوك ومن جاء مكة وافدا في حج وعمرة او مقيما بها الى ما شاء الله ان يقيم. حقه ان يتأدب معظما حرمة مكة. فاذا همت نفسه بالمعصية ادبها بتذكر عظمة هذا المكان. واخذ بزمام وخطمها فاحسن معاني التقوى في قلبه قال ابن جرير في تفسير قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم قال هو ان يميل في البيت الحرام بظلم الظلم فسره بعض العلماء بالشرك واخرون باستحلال الحرام او ركوب الحرام وبعضهم فسره باحتكار الطعام بمكة كل ذلك ذكره الطبري رحمه الله في تفسيره والالحاد في عمومه يشمل المنكرات وغيرها. وهو من باب التفسير بالمثل والاظهر والعلم عند الله ان قوله ومن يرد فيه بالحاد يعم كل معصية. قال ابن كثير وهذه الاثار وان دلت على ان هذه الاشياء في من الالحاد لكن ما هو هو اعم من ذلك بل فيها تنبيه على ما هو اغلظ. ولهذا لما هم اصحاب الفيل على تخريب البيت ارسل الله طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل. ولذلك عد الصحابي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عد الالحاد في الحرم من كبائر الذنوب والاثام في تفسير الطبري قال اتيت ابن عمر وهو في ظل اراك يوم عرفة يصب الماء على رأسه ووجهه قلت له اخبرني عن الكبائر؟ قال هي تسع قلت ما هن ثم ذكر والالحاد في البيت الحرام قبلتكم احياء وامواتا هذا التنبيه يا كرام تحريما للبيت الحرام وتعظيما هو احد الاسباب الجالبة للتقوى لكل من جاء مكة كيف من اكرمه الله فجاء مكة وتذكر معنى التعظيم للمعصية جاهد نفسه فقلت سيئاته وجاهد نفسه في الاستكثار من الطاعة. هذه هي التقوى. ان تزداد طاعاتك ويقوى ايمانك. وان تقل سيئاتك ويقل عصيانك هكذا هكذا نوطن انفسنا على التقوى. ونسوقها في درب الهداية. فحق على من جاء. مستشعرا عظمة البيت الحرام مؤدبا نفسه في جوار الملك العلام ان يرتقي ايمانه. اي والله يا كرام. هي فرصة لان تكون لك وجولة تغلب فيها نفسك وهواك والشيطان هي جولة من جولات الايمان والظفر تتقوى فيها بايمانك والله عز وجل يسددك ويعينك ويؤيدك وانت عبد الله بطاعتك خصوصا وقد حججت بيت الله الحرام لتجدن من اسباب التوفيق وتجدن ايضا من حبال السداد التي يمدك الله بها ما تستعين بها. على تثبيت قدميك على طريق الطاعة. يقال هذا لكل عبد اكرمه الله فجاء يحج بيت الله الحرام. ما يزال ايها الكرام في معاني البيت الحرام وفضائله وخصائصه امر عظيم ولهذا خص البيت الحرام ومكة وهذا البلد العظيم بخصائص. قال عليه الصلاة والسلام مبينا في معانيها لا ينفر صيدها ولا يختلى شوكها ولا تحل ساقطتها الا لمنشد. فلا ينفل الصيد ولا ايصاد ولا يقطع النبات فيها ولا يؤكل فيها النبات. قال ولا تحل ساقطتها الا لمنشد فاللقطة وهي المال الساقط من صاحبه لا يحل مد اليد اليه واخذه الا من باب البحث عن صاحبه لردها اليه. تبقى مكة بهذه المعاني موئلا تعظم فيه النفوس وتزداد فيه تقوى لله وهكذا يراد لكل من جاء ايها الحجيج الى بيت الله اهل الحرام الا ينصرف من هذا البيت الحرام والبلد الامين الا وقد امتلأ قلبه تعظيما لما عظم الله وهذا مقصد عظيم في رحلة الحج حجاج بيت الله الحرام. فاملأوا صدوركم من تعظيمكم لربكم. واملأوا قلوبكم من تقواكم فلنعم ما ترجعون به والله من حجكم. اللهم فاتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك ايمانا صادقا ويقينا راسخا وعلما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. تقبل يا رب الحاج يجي حجهم ويسر لهم عودتهم الى بلدانهم وديارهم واهليهم في وامان وسلامة واسلام. اللهم الا ترجعهم الا وقد غفرت ذنوبهم وسترت عيوبهم وتقبلت حجهم يا حي يا قيوم