بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي جعل بيته مثابة للناس وامنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شرع لعباده الحجيج حج بيته الحرام واذن لهم بالوقوف في المشاعر العظام ويسر لهم ووفق وهدى واعان واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله صفوة الانام خير من لبى وسعى وطاف وحج بيت الله الحرام. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته الائمة الاعلام ومن تبعهم واقتفى اثرهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام حجاج بيت الله الحرام فانه لا يزال موسم الحج من كل عام عامرا بكثير من المعاني والعظات والعبر والايات البينات التي جعلها الله الله عز وجل مناط هداية للعالمين. ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين لمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم. ومن دخله كان امنا اراد الله ان يكون البيت الحرام والكعبة المعظمة موئلا للهداية. ومناطا تجد فيه البشرية جمعاء دلالة على صراط الله المستقيم وطريق الهداية الى جنته والدار الاخرة. بيت الله الحرام والكعبة المعظمة هي قصة البداية لحج بيت الله الحرام. الحج وقصة البداية منطلقان ينبغي ان يعيشها الحجيج. خصوصا وان الله عز وجل قد اثبت في كتابه ما يشير الى قصة بناء الكعبة على يدي الخليل ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل عليه السلام. وحفظت السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تفاصيل ذلك ايجاز الذي اوجزه القرآن الكريم في سورة الحج قال الله عز وجل واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا. وطهر بيتي الطائفين والقائمين والركع السجود. واذن في الناس بالحج. يأتوك رجالا وعلى كل وامري يأتين من كل فج عميق. ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات ما رزقهم من بهيمة الانعام هذا الايجاز في القرآن الكريم وبنحوه في سورة ابراهيم وسورة الحج في قول الله عز وجل واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. ربي انهن اضللن كثيرا من الناس. فمن تبعني فان انه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم. ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم. وارزقهم من الثمرات قاتل لعلهم يشكرون وفي قوله سبحانه وتعالى واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود. واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين ومن ذريتنا امة مسلمة لك. وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم هذه الايات الكريمات في سورة البقرة وابراهيم والحج تشير اشارات موجزة الى هذا البناء الى هذه البداية الى قصة نشأة الحياة في هذا البلد الذي جعله الله عز وجل قبلة لامة الاسلام. وجعل فيه بيته الحرام وجعل على الكعبة قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد. جعل الله كل ذلك في موئل بيته الحرام وجعله ها هنا في البقعة التي تؤمها الحجيج كل عام. وتقصده جموع المعتمرين ينادون هاتفين لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. قصة البداية في نشأة الحياة بمكة وبداية الحياة البشرية هنا في هذه البقعة على ما اخرج الائمة اصحاب السنن في الدواوين عدة روايات لعل اشهرها ما اخرجه الامام البخاري رحمه الله في الصحيح من قصة نشأة الحياة وبناء الكعبة على يدي نبي الله ابراهيم عليه سلام وابنه اسماعيل عليه السلام. فهل كان ابراهيم عليه السلام اول من بنى الكعبة؟ ام بنيت قبل واعاد رفع قواعدها. يقول الامام الحافظ ابن كثير فان ظاهر القرآن يقتضي ان ابراهيم عليه السلام اول بناه مبتدأ واول من اسسه. قال رحمه الله هذا النص للدلالة على بيان ما يشير الى ابتدائي ابراهيم عليه السلام لبناء الكعبة. وان كان ظاهر النصوص الواردة في السنة كما تسمعون. بعد قليل لا تنفي احتمال وجود الكعبة مبنية قبل ذلك. لان دلالة قوله واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت تشير الى شيء من ذلك. في خبر بناء الكعبة ونشأة الحياة واتيان ابراهيم عليه السلام. بهاجر وابنها اسماعيل دلالات على نشأة الحياة. هذا المجلس يا كرام لسرد رواية الامام البخاري رحمه الله في الصحيح. كما جاء في في بناء الكعبة وقصتها واحداثها اخرج البخاري في صحيحه عن سعيد بن جبير رحمة الله عليه قال قال ابن عباس رضي الله عنهما اول ما اتخذ النساء المنطق من قبل ام اسماعيل. اتخذت منطقا لتعفي اثرها على سارة اراد رضي الله عنه بالمنطق ما تشده النساء على وسطها كالحزام يكون من قماش تشد به المرأة ثيابها على وسطها لان لا تنكشف. يقول ان اول من استعمل هذا القماش به على وسط النساء هي هاجر ام اسماعيل عليه السلام ثم اشار الى سبب اتخاذها المنطقة. قال اتخذت منطقا لتعفي اثرها على سارة ذلك ان سارة زوج ابراهيم عليه السلام لما غارت من هاجر وقد حملت لابراهيم عليه السلام فانطلق بها حتى اتى بها الكعبة حتى اتى بها مكة امتثالا لوحي يأمره الله تعالى به كانت تتخذ المنطقة لتدلي طرفه خلفها فيعفي اثرها يعني يمحو اثر اقدام لان لا تستطيع سارة ولا غيرها ان تتبع مواضع الخطى ولا ان تتقفى الاثر قال رضي الله عنه ثم جاء بها ابراهيم عليه السلام وبابنها اسماعيل عليه السلام وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم عند البيت اي بيت الكعبة لكنها لم تكن كعبة انذاك اراد موضع الكعبة اذا لك ان تتخيل بقعة من الارض قصرا صحراء خالية ليس فيها شيء في واد بين هذه الجبال في هذا المكان فجاء ابراهيم عليه السلام ومعه زوجه هاجر وابنه اسماعيل رضيع في يدها عليه السلام. فتركهما عند دوحة فوق زمزم. مكان زمزم مكان بناء الكعبة قبل ان تبنى نعم وتركهما هناك قال عند دوحة فوق زمزم في اعلى المسجد وليس بمكة يومئذ احد وليس بها ماء فوضعها هناك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء كيس من تمر وقربة من جلد فيها ماء تستقي منه هي وطفلها وتأكل من ذلك التمر الذي في الجراب يعني في الكيس الذي وضعه عندها. ثم قفى ابراهيم عليه السلام منطلقا تركهما وانطلق فتبعته ام اسماعيل فقالت يا ابراهيم اين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه انس ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل ابراهيم عليه السلام لا يلتفت اليها تسأل ولا تجد الجواب امرأة بضعف النساء وما في يدها من طفل رضيع ثم الغربة ووحشة المكان حيث لا يوجد انس ولا شيء وترى انها الان تصارع مصيرها في ذاك المكان وابراهيم عليه السلام نبي خليل الله فجعلت تسأل تنتظر الجواب وهو بلى يرد لها جوابا اعطاها ظهره وانصرف وانطلق مقفيا. وهي تعاود السؤال مرة بعد مرة يا ابراهيم اين تتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه انس ولا شيء يعني لا شيء من مقومات الحياة لا ماء لا طعام لا شيء من مظاهر الحياة لا شجر ولا مياه ولا حركة ولا اناس يسكنون في هذا المكان وهو عليه السلام لا يلتفت فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت اليها فقالت له الله امرك بهذا هي تعلم ان زوجها نبي عليه السلام ولما عجزت عن الجواب القت بسؤالها الاخير هل هذا وحي من الله االله امرك بهذا؟ قال نعم ولم يزد في الجواب على ذلك عليه السلام فانظر الى جواب المرأة المؤمنة الواثقة الصادقة التي امتلأ قلبها ايمانا بربها وصدق توكل عليه سبحانه وحسن ظن وتمام افضاء لامرها كله بين يدي الله قالت االله امرك بهذا؟ قال نعم. قالت اذا لا يضيعنا. ثم رجعت اكتفت بي هذا تدرون يا كرام فيما ندرس ونتعلم من معاني العقيدة؟ كلام كثير موجزه في مثل هذا السطر من الجملة االله امرك بهذا؟ قال نعم قالت اذا لا يضيعنا من صدق في ايمانه بربه وصدق في تمام توكله وملأ قلبه حسن ظن بربه وكان واثقا اتم الثقة واشدها واوفاها فيما عند ربه جل جلاله كان في معاني التوكل التي يمتلئ بها قلبه ان يكون فيما عند ربه اوثق منه مما كان في يده عندما تكون الاسباب بيدك يكون اعتمادك وثقتك وارتماء ثقل قلبك وجنانك على ما عند الله اشد مما عند يديك مما بين يديك من الاسباب. هذا تمام التوكل هي رأت وتبصر ان ما بين يديها من الاسباب لا يساوي شيئا وان مدة الحياة التي تنتظرها في تلك البقعة لن تتجاوز جراب التمر وسقاء الماء الذي تركه ابراهيم عليه السلام وان الحياة انما هي ايام ان لم تكن ساعات. في مكان ليس فيه انسان ولا ماء ولا شجر ولا حيوان. ولا شيء من مظاهر الحياة حياة بمعنى الموت القريب لكنها رغم ذلك رضي الله عنها ورحمها كانت تنظر بعين بصيرتها الى اعظم مما تراه عين بصرها وكانت تعلم تماما ان هذا الامر الذي امام عينيها ان كان وحيا من الله فالله جل جلاله اعظم من ان يضيع عبدا توكل عليه وفوض امره اليه. فكيف اذا كان العبد هذا نبيا خليلا لله جل جلاله اي يضيع الله واهله هي وثقت وكانت تحتاج فقط لان تطمئن. االله امرك بهذا؟ فان كان وحيا فقد فوضت امرها الى الله وهي تعلم يقينا انه لا ضياع لا هلاك لا فساد لا فوات لا شيء يمكن ان تخاف والله عز وجل هو الامر بهذا. يا كرام جزء من صلب عقيدتنا في الاسلام ان نعلم ان الله عز وجل ما شرع لعباده ولا امرهم ولا نهاهم الا فيما فيه مصلحتهم وسعادتهم في الدنيا وفي الاخرة الا ما فيه هناءة العيش وطيب المقام في العاجل والاجل معا ليس في شريعة الاسلام حكم ولا قرار ولا عبادة ولا معاملة وهي يمكن ان تفوت عليهم حظوظهم في الحياة. او تضيق عليهم مسالك العيش. يا كرام هذه عقيدة ينبغي ان تمتلئ بها القلوب كلما جاء الحجيج وجاؤوا الى مكة حرسها الله وهي معمورة بالحياة وهي من اكثر مدن العالم اليوم تطأها اقدام البشر في الحج والعمرة من كل بلد من كل جنس من كل لغة ترجع بك الذاكرة الى ذاك الزمان حيث هاجر وابنها اسماعيل اثنان لا ثالث لهما الا الله في هذا المكان جعل الله هذه البقعة التي تدب فيها الحياة ناشئة من لحظة لم يكن فيها شيء. ولم يكن امام نظري هاجر الا الموت القريب والهلاك العاجل والفناء الحادث عما قريب تماما كانت ترى ذلك ببصرها لكنها كانت ترى ببصيرتها شيئا اعظم اترون هذا الموقف من هاجر هو موقف الكمل من البشر الصفوة من بني ادم الانبياء والرسل عليهم السلام موسى عليه السلام لما فر من فرعون هو والفئة المؤمنة معه وخرج هاربا بهم بامر الله فارسل فرعون في المدائن حاشرين وانطلق يتقفاهم فرعون بجند له اول وليس له اخر حتى اذا اتى موسى عليه السلام ومن معه والماء امامهم وفرعون وجنوده كالجراد من خلفهم النظر بعين البصر يقول انه الهلاك الان قال اصحاب موسى انا لمدركون وقف الطريق الماء امامهم والعدو خلفهم قال اصحاب موسى انا لمدركون. متى قالوها؟ قال الله فلما تراءى الجمعان خلاص انتهت المطاردة ووقف موسى عليه السلام بمن معه. والبحر امامه فلما تراءى الجمعاء قال اصحاب موسى انا لمدركون ارأيت ارأيت ماذا تقول عين البصر؟ انا لمدركون. لكن عين البصيرة ماذا قالت قال كلا قال كلا كيف كلا لماذا كلا؟ يا اخي البحر امامك والعدو خلفك عندما تكون بما عند الله اوثق مما في يديك سترى بعين بصيرتك ما لا تراه عين بصرك قال موسى عليه السلام الذي بلغت بصيرته بثقته بربه. وتمام توكله مبلغا لم يصله اصحابه. قال كلا ان معي ربي سيهدين. قالها موسى عليه السلام ولم يكن اوحي اليه بعد بالمخرج ولا بالنجاة ولا بالباب الذي سيخرج منه من ذلك المأزق. حقيقة لم تكن ترى في تلك اللحظة الا الموت. الا الفناء والهلاك لكنه رغم ذلك قال كلا تدري الى ماذا استند الى هذه العقيدة في قلبه ان معي ربي والذي معه ربه سيخذله الذي معه ربه سيضيعه سيكله الى نفسه الى قلة حيلته الى ضعفه قال كلا ان معي ربي يا اخي عندما يملأ قلبك هذا الشعور وان ربك معك وانك بقربك من ربك تثق انك طالما عبدته ودعوته ورجوته وسألته فانت انت على باب الله واقف ويوشك اذا اغلقت عليك الابواب ان يفتح الله لك الباب واذا فتح الله لك الباب ساق لك من الاسباب ما لا يخطر لك على بال ولا يمكن ان تتخيله ولو تأملت لوجدت ان ابواب الفرج والنجاة والمخارج التي تلحق العباد في المضائق لم تكن والله بالحسبان ولا على بال احد عد مرة اخرى الى قصة موسى عليه السلام. قال كلا ان معي ربي سيهدين قال الله فاوحينا ارأيت لما قال ان معي ربي لم يكن الوحي قد جاءه بعد بالمخرج. ولذلك جاءت الاية بالفاء فاوحينا على الفور الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وازلفنا ثم الاخرين وانجينا موسى ومن معه اجمعين ثم اغرقنا الاخرين ان في ذلك لاية اية هل ابصرتها اية هل ادركتها اية كما يقول الله هل وعيتها هل تعلمت الدرس؟ ان في ذلك لاية يا اخوة هذا الموقف الذي حصل لموسى عليه السلام ونحفظه في القرآن ليبقى مقروءا الى قيام الساعة. ليعلمنا والله درسا في الايمان والعقائد يقول ان ايمان بالله الذي يستقر في القلوب المسلمة. ينبغي ان يزرع فيها ثقة تامة وتوكلا صادقا وافظاء واستعانة وتمام رجاء وحسن ظن مع تعظيم عظيم يملأ القلب حبا وخوفا ورجاء لاله واحد قادر على كل شيء سبحانه وتعالى. هذا الموقف الذي تم لموسى عليه السلام هو ذاته الذي كان لمحمد صلى الله عليه وسلم نبينا وسيدنا وشفيعنا عليه الصلاة والسلام. لما كان في حادثة الهجرة هو وصاحبه الصديق ابو بكر رضي الله عنه وارضاه واوى بهما طريق الهجرة الى الغار. في غار ثور وكمنا فيه ثلاثة ايام حتى يخف الطلب ويهدأ الرصد. وقريش قد رصدت الجوائز والحوافز. لمن يأتي بهما حيين او ميتين. المهم الا يفر خارج مكة والطلب ها هنا لوأد الدعوة وقتل الدين ودفن الاسلام بمكة الا يخرج ولا نجاة بكث عليه الصلاة والسلام وصاحبه الصديق بصحبته رضي الله عنه هناك وصل الطلب الى فم الغار ووقف بعض قريش من فرق البحث والتحري على فم الغار وقدمه على رأس الصخرة التي يختبئان تحتها. حتى قال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله لو ان احدهم نظر تحت قدميه لابصارنا لم يكن بينهم وبين القبض عليهما سوى ان ينظرا احد افراد قريش الى موضع قدمه فيراهما تحته هذا الذي رأته عين البصر فما الذي رأته عين البصيرة قال يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما وفي القرآن الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن كيف لا تحزن ولم لا تحزن كيف لا احزن وانا اشعر انها لحظة فارقة بين الحياة والموت بين النجاة والهلاك لحظة قال لا تحزن ان الله معنا فانظر الى العاقبة فانزل الله سكينته عليه اطمأن القلب وايده بجنود لم تروها. اما قلت لك عندما تحين ساعة الفرج والله ليأذنن الله لك بابواب ما كانت تخطر لك على بال ولن تكون بالحسبان فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها. وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي عليا والله عزيز حكيم ايبقى هذا الدرس في القرآن لنبينا عليه الصلاة والسلام لموسى عليه السلام. وتبقى قصة هاجر من اجل ان تكون قصصا تروى نحكيها لاطفالنا لابنائنا نعلمها لطلابنا. من غير ان يكون لها عندنا في رصيد الحياة اثر من غير ان يكون لها في مواقع الحياة ومضائق الدروب التي نمر بها من غير ان يكون لها اثر كم مرة عبد الله وانت امة الله اصابتكم المضائق واغلقت امامكم الابواب وانهدت امامكم كل الحيل وفقدتم كل امل. كم مرة وجدتم انفسكم امام ثقة عظيمة بالله توازي بل تفوق كل اسباب الحياة وتظنون ان ما عند الله خير وابقى فلو قال لكم قائل لكن ابواب الحياة قد اغلقت ومنافذ النجاة قد سدت وكل الدروب من حولي لا مجال فقلت بقلبي الواثق بربه ان معي ربي تقول اذا لا يضيعنا تقول لا تحزن ان الله معي. كم مرة قلتها ارأيت الى الجمل؟ قالتها هاجر اذا لا يضيعنا قالها موسى عليه السلام ان معي ربي سيهدين. قالها محمد صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثوهما والله انها كلمات لا يمكن ان تصدر الا من قلوب قد ملئت صدق ايمان بالله كلمات ليست تعبيرات تقال وفي المواقف الصعاب في هذه المواقف في المحن والشدائد في ساعات المضائق انما تنطق القلوب بما استقر فيها من العقائد فاملأ قلبك بما شئت من ثقة ويقين وتوكل واستعانة وعبودية صادقة لله ستثمر والله في اوقات الازل مات يونس عليه السلام رمي في البحر فابتلعه الحوت فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم لما نادى عليه السلام يا اخي اخبرني الان باسباب الحياة ما الطريق للخروج من بطن حوت قد ابتلع ابن ادم ما المخرج من ذلك؟ كيف النجاة لكن القلب الواثق الذي ملئ ايمانا لا يزال في اضعف اللحظات اقوى ما يكون صلة بربه لما يفقد من يديه كل الاسباب يتمسك بباب السماء ويعلم انه اقصر طريق واقوى حبل يتمسك به حبل السماء تلك اللحظات التي تأتيك بفرج ينفلقك الصبح. فاذا بك ياتيك من غير باب. ولا يستأذن حاجبا ولا سببا من الاسباب يونس عليه السلام ناجى في بطن الحوت ودعا ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين قال الله عز وجل فالتقمه الحوت وهو مريم. فلولا انه كان من المسبحين. ارأيت الرصيد السابق لك في الرخاء في ساعات السعة هي ازداد لك عند الشدائد والمظائق. قيل لما نادى يونس عليه السلام لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. قالت الملائكة يا رب صوت معروف من عبد ما تعرف من هو. لكن الملائكة الفت صوت تسبيح ودعاء وذكر طالما عهدته من نبي الله يونس عليه السلام فانظر كيف كانت النجاة قال الله فلولا انه كان من المسبحين قبل المشكلة قبل الضائقة قبل الكربة فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. ادخروا عباد الله في ساعات السعة ومواقف الرخاء ادخروا لكم من صدق صدتكم بالله وعبوديتكم وذكركم ودعائكم ومناجاتكم لربكم ما يكون لكم رصيدا وزادا في ساعات المضائق والشدائد والكرب. والله ليأتينك الله بالفرج احفظ هذه الجملة قالت اذا لا يضيعنا. ستأتيك بعدها ابواب الفرج والمخرج لما صدقت هذه المرأة المؤمنة فقالت اذا لا يضيعنا. تأمل معي. تقولها امرأة على ما في النساء من ضعف خلقة وضع في قلب وعاطفة هي اقوى عندها من كل شيء. وتبقى العاطفة عاطفة. لكن الله ثبتها بايمان كالجبال والله لما كان في قلبي هاجر من الايمان اضعاف ما في قلوب اضعافها من الرجال لكنه الايمان يصنع العجائب. امرأة وحيدة في غربة وفي يدها طفل الا تدري هل هو شفقة الامومة وعطفها على طفلها الرضيع ام هو فقدها لزوجها وتركها وحيدة في ذاك الخلاء ام هو مواجهة المصير المجهول واحد من تلك العوامل كان كافيا ان يفتت القلب ويكسر الفؤاد ويهد العزائم ثم هي امرأة مع ذلك كله قوى الله قلبها وثبت جنانها لان ما فيه من الايمان كان اعظم من كل ما تراه عيناك من الاسباب. قالت اذا لا يضيعنا كثير من اولي القوة والبأس ينهار في مثل تلك المواقف الصعاب ولا يقوى على الوقوف على قدميه ويصيبه من الزلل والخلل ما لا يملك معه قدرا من الصواب. احفظ الجملة سنعود اليها لاحقا قالت اذا لا يضيعنا ثم رجعت ويقول ابن عباس رضي الله عنهما قالت اذا لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق ابراهيم حتى اذا كان عند الثنية الثنية موضع مرتفع بمكة من جبالها حتى اذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت يعني مكان البيت. لانه لم يكن بني بعد استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات. ورفع يديه فقال ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة اجعل افئدة من الناس تهوي اليهم. وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون تركهم وليس عندهم شيء لكن ترك لهم الله فهو اعظم من كل شيء اودع تلك الكلمات اختفى عن اعينهم وابصارهم دفعا للعاطفة لما يقوم بالقلب مما قد لا يقوى معه على الاحتمال قال حتى اذا كان عند الثنية حيث لا يرونه. استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الكلمات وانصرف عليه السلام ثم قال وجعلت ام اسماعيل ترضع اسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى اذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر اليه يتلوى او قال يتلبط ارأيت الصغير الرضيع كيف يعصر الجوع بطنه في ظل يصيح ويبكي حتى ينشق صوته ويلوي الجوع بطنه الصغير ثم لا يزال يفرفر بيديه ورجليه يقتله الجوع لحظة بلحظة اتحتمل انت اب وانت ام منظر فلذة الكبد يكاد يخطف ملك الموت روحه جوعا في لحظة كتلك لعدم وجود الماء والطعام قالت فجعلت تنظر اليه يتلوى او قال يتلبط فانطلقت كراهية ان تنظر اليه خرجت تدفعه عاطفة الامومة الا تبصر الصغير تخرج ويلفظ انفاسه الاخيرة وتخرج روحه وهي لا تملك له شيئا. قالت فوجدت الصفا اقرب جبل في الارض يليها. هذا جبل الصفا الذي تصعدون عليه في السعي فوجدت الصفا اقرب جبل في الارض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى احدا؟ فلم ترى احدا فهبطت من الصفا حتى اذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها. الدرع الثوب الذي تلبسه المرأة فوقها رفعت طرفه من الاسفل لان السعي في النزول من الجبل الى الوادي يصيب الساعي بسرعة في الحركة فيحتاج الى رفع طرف الثوب حتى لا يتضايق في الجري وتكون خطوته اوسع التعب حتى اذا بلغت الوادي رفع الطرف درعها ثم سعت سعي الانسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم اتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى احدا فلم ترى احدا؟ فعلت ذلك سبع مرات قال ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم فذلك سعي الناس بينهما هذه قصة السعي معشر الحجيج هو صنيع هاجر في البحث عن الماء لنفسها ولطفلها الرضيع لما نفذ السقاء وعطشت وعطش ابنها كان سعيها بين الصفا المروة لامرين البعد عن الصغير يتلوى من الجوع كراهية ان تنظر اليه. وقلب الام لا يحتمل وكانت تريد ثانيا البحث عن مخرج ونجاة. السؤال الم يتركها ابراهيم عليه السلام بهذا الوادي؟ وليس فيه انس ولا شيء ومكثت اياما ما شاء الله حتى نفذ ما في السقاء. السؤال اما كانت تعلم ان الوادي ليس فيه انس؟ وليس فيه شيء ما عاشت فيه من الوقت ما ادركت معه ان البحث ها هنا هو محاولة يائسة اما كانت تعلم ان سعيها ونظرها من اعلى الجبل الى الوادي تنظر هل ترى احدا؟ اما كانت تعلم انه سعي خلف السراب فما الذي حملها على السعي؟ ليس مرة ولا مرتين سبع مرات. يا اخوة هو الاخذ بالاسباب هو السعي هو البحث عن المخرج والنجاة ليس من التوكل ان تظل مكانك وتقول يا رب وتنتظر ان يأتيك الوحي من السماء او ان يأتيك معجزة خارقة تبدل الحال من ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم سعت وانطلقت وهي تسعى سعي الانسان المجهود. فعلت ذلك سبع مرات كلما صعدت على الصفا تنظر الى الوادي. لان المكان المرتفع يتيح للرؤية مجالا اوسع. فلعلها ترى من قريب او من بعيد. صوتا احدا غوثا نجاة نجدة فلم تر شيئا سبع مرات قال عليه الصلاة والسلام فذلك سعي الناس بينهما فلما اشرفت على المروة في المرة الكم السابعة لما اشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها قالت صح تريد نفسها يعني لا احد تكلمه تقول لمن اسكت؟ تقول لنفسها تريد ان تتنصت. قالت ثم تسمعت ايضا ظن فقالت قد اسمعت ان كان عندك غواث. يعني يا صاحب الصوت اسمعتني ان كان بيدك غوث تغيثنا به ونجدة تنجدنا تريد ان ترى صاحب الصوت الذي سمعت صوته قال فاذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه او قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوظه وتقول بيده هكذا. تحوظه تجعل للماء المنبعث من تحت الارض حوضا من التراب والحصى لم هي تحتاج كل قطرة خشية ان يذهب الماء في الارض فجعلت تحوضه تجعل له حوضا يجتمع فيهم. قال فجعلت تحوظه وتقول بيدها هكذا. وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف كلما اجتمع في الحوض غرفت من الماء في سقائها وكلما غرفت يفور الماء ثانية قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله ام اسماعيل لو تركت زمزم او قال لولا ام تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا. عينا تجري في الارض قال فشربت وارضعت ولدها فقال لها الملك لا تخافوا الضيعة اتذكرون كلمتها لما سألت ابراهيم عليه السلام االله امرك بهذا؟ قال نعم. قالت اذا لا يضيعنا هل ذهبت تلك العقيدة في قلبها الصادق هباء؟ هل ذهبت كلمتها ادراج الرياح؟ صدقت مع الله فصدقها الله يا اخوة من يصدق الله يصدقه الله قدم الاعرابي الى النبي عليه الصلاة والسلام اعلن بيعته اسلم وجده في غزوة شارك في الغزوة قال يا رسول الله ابايعك على الاسلام فقبل النبي عليه الصلاة والسلام خرج رضي الله عنه فلما كان في اول يوم في القتال غنم المسلمون اوتي بالغنائم قسمت عليهم نادى الاعرابي اعطاه قسمه من الغنيم قال ما هذا يا رسول الله؟ قال هذا حظك من الغنيمة. قال ما على هذا بايعتك يا رسول الله قال علام بايعتني؟ قال بايعتك على ان ارمى بسهم فيدخل من ها هنا ويخرج من ها هنا قال له النبي عليه الصلاة والسلام ان تصدق الله يصدقك فلما كان القتال في اليوم الثاني شارك رضي الله عنه وغزى وجاهد ونصر دين الله. ولما انتهى القتال اتي به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. واذا فهمي وقع حيث اشار فرآه النبي عليه الصلاة والسلام تعجب فقال صدق الله فصدقه الله من يصدق مع الله؟ قالت اذا لا يضيعنا قالت كلمة خرجت من صميم قلب ملئ ايمانا فجاء الملك ونزل واتى بالفرج والمخرج وقال الكلمة التي قالها التي قالتها في تلك اللحظة قال لا تخافوا الضيعة فان ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وابوه. وان الله لا يضيع اهله ارأيت الى زمزم الذي نبع الى الماء الذي اصبح مجرى الحياة يستقي منه الناس الى اليوم فاضت انهار وجفت ينابيع وتبدلت كثير من معالم الارض عبر السنين والقرون. وبقي زمزم يتدفق بهذا الماء معجزة ربانية وما الطف قول بعضهم هذه المرأة المؤمنة في ساعة الضيق والمحنة والشدة والكرب الذي اصابها. كان غاية مناها شربة ماء تنقذ بها نفسها وطفلها الرضيع. لما جاء الفرج جاء بماء ما زال يجري الى قيام الساعة لتعلموا كم هو كرم الله وكم هي ابواب الفرج عندما يأذن بها الله عندما يأتيك الفرج يأتيك بما تتمنى وفوق ما تتمنى. تدري لما؟ لانك تفوض امرك الى القادر على كل شيء الى من بيده خزائن السماوات والارض الى الذي يأتيك بابواب الفرج والنجاة والخلاص من حيث لا تحتسب ولا تظن ما كانت تظن هاجر الله عليها ورضي عنها ما كانت تظن ان الفرج الذي اتاها كان ينبوع حياء وكان موئلا قيام بالسكينة والسكن واجتماع الناس في هذا البلد. لتكون مكة بيت الله الحرام. لتكون موضع الكعبة. لتكون الامة قاصدة الى مكان كانت بداية الحياة فيها لها. ولطفلها الرضيع اسماعيل عليه السلام. قال لها الملك لا تخاف الضيعة فان ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وابوه. وفي رواية الاسماعيلي يبنيه هذا الغلام وابوه. وان الله لا يضيع اهله وكان البيت مرتفعا من الارض كالرامية. يعني موضع الكعبة كان مرتفعا من الارض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ يمينه وشماله واما حيث نزلوا فكان مرتفعا لا يصيبهم مجرى السيل قال فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم. او اهل بيت من جرهم. وجرهم قبيلة من اليمن مرت بهم رفقة يعني رفقة سفر جماعة في طريق في سفرهم. مرت بهم رفقة من جرهم او اهل بيت من جرهم مقبلين من طريقي كدى. وكدا موضع باعلى مكة عند طريق الخارج من منى الى المسجد الحرام مقبلين من طريقك داء فنزلوا في اسفل مكة فرأوا طائرا عائفا عائفا يعني طائرا يحوم في ذاك الوادي فقالوا ان هذا الطائر ليدور على ماء يعرف العرب بخبرتهم في الاسفار انه لا يمكن ان يحوم طير فوق مكان الا وفيه ماء ولو كان مكان لا ماء فيه لطار الطائر مرتحلا في طريقه مواصلا. لكن لما يحوم في منطقة يدل على وجود حياة وماء قالوا ان هذا الطائر ليدور على ماء ولعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء اهل طريق وسفر ويعرفون ان هذا المكان لا ماء فيه. وان الوادي هذا جاف ايبس لا زرع ولا نبات ولا ماء. قال سلوا جريا او جريين يعني رسولا او رسولين يستطلعون الخبر. فاذا هم بالماء فرجعوا فاخبروهم بالماء فاقبلوا. قال وام اسماعيل عند الماء قالوا اتأذنين لنا ان ننزل عندك يكون مستقرا لهم او يستريحون عندها. قالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء لم خوف ان ينتهي هم سيغادرون ربما ويرتحلون اما هي فيجب ان تبقى لماذا يجب ان تبقى؟ بانه ها هنا تركها خليل الله ابراهيم عليه السلام فاذا نزلوا وهم اهل جماعة فلعلهم اذا سطوا على الماء انتهى ونفد وهي تخاف على الماء. قالت نعم ولكن لا حق لكم هم في الماء؟ قالوا نعم لا حق لكم يعني لن يشربوا الا باذنها ولن يحملوا من الماء الا برضاها فوافقوا على الشرط فنزلوا عندها. قال ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم فالف ذلك ام اسماعيل وهي تحب الانسى. يعني انست بنزولهم بجوارها وارتاحت لهم وسكن قلبها ومن لك بمرأة ليس في يدها الا طفل رضيع قضت وقتا تعيش وحدها تنام وتستيقظ وتقوم وتقعد لا احد تكلمه ولا بجوارها انسان تتعامل معه ثم يأتيها اقوام في رفقة سفر ينزلون بجوارها حتما سيكون لذلك وقعه في النفس. قال فالفى ذلك ام اسماعيل وهي تحب الانس فنزلوا وارسلوا الى اهليهم فنزلوا معهم واستقر العيش وجاءت القبائل باسرها واستقرت في ذاك الوادي قال حتى اذا كان بها اهل ابيات منهم يعني تكونت اسر وبيوت وشب الغلام. اي غلام اسماعيل عليه السلام نتكلم الان عن سنين تتابعت وشب الغلام وتعلم العربية منهم لان جرهم من قبائل العرب من عرب اليمن وابراهيم عليه السلام ليس عربيا ولا هاجر ولا اسماعيل. قال فتعلم العربية منهم وانفسهم واعجبهم حين شب لم يكن منهم لكن لما كبر وتعلم العربية اعجبهم وكان اسماعيل عليه السلام شابا قد حاز اعجاب جرهم التي كانت بجواره وجوار امه هاجر فلما ادرك يعني بلغ سن البلوغ زوجوه امرأة منهم وماتت ام اسماعيل ماتت ولم ترى ولم ترى ابراهيم عليه السلام امضت حياتها وفاء بمهمة كلفت بها هل رأت الثمرة لا هل رأت الكعبة لا فانها لم تبنى بعد هل رأت نبوة طفلها الرضيع اسماعيل عليه السلام يوحى اليه نبيا من انبياء الله؟ الجواب لا لكن كما رأيتم لقد كانت في قصة نشأة الحياة في مكة صاحبة الدور الاكبر فرحمها الله يا كرام بعض الناس يكتب الله على يديه اثرا في نفع عظيم وحياة امة ثم هو لا يبصر الثمرة عندما تخدم دين الله او يكتب الله على يديك نفعا واثرا عظيما ليس ليس من شرط ان تبصر الثمرة بعينيك ولا ان تقطفها بيديك حسبك نية صادقة وبذل وعزم وجهاد ثم سيأذن الله لبذرتك تلك التي بذرت ان تثمر يوما ما ولغرستك تلك التي سقيت ان تظلل الناس يوما ما ابذل وليس عليك النتائج ولا حصد الثمار بذلت ام اسماعيل لقد كانت صاحبة الموقف الاكبر بايمانها بصبرها بتضحيتها بتربيتها لإسماعيل عليه السلام غاب ابراهيم عليه السلام يمتثل امر الله. ولما جاء واذا ام اسماعيل قد فارقت الحياة لم تكن تنتظر رحمة الله عليها ان يعود اليها ابراهيم عليه السلام. لانها قنعت بذلك الجواب اول مرة امرك بهذا؟ قال نعم. قالت اذا لا يضيعونا عدم الضياع اذن لها بحياة كانت هي نواتها وبمستقبل جديد وعهد لهذه البقعة والوادي في البيت الحرام كانت ام اسماعيل عليه السلام هي بداية النشأة فيها يا كرام، يفعل الايمان بقلب صاحبه ما لا تفعله كثير من الاسباب. بل ان شئت فقل يسوق الله للقلب الواثق والتوكل الصادق يسوق الله له من الاسباب الخوارق ومما قدر الله عز وجل من مقادير الكون ما لا يخطر على بال. عندما يصدق العبد في صلته بربه وتوكله عليه وحسن ظنه سبحانه وتعالى ماتت ام اسماعيل ما شهدت المشاهد العظام التي جاءت بعد بناء الكعبة نبوة اسماعيل قصة الاذان بالحج. هذه الحياة في الحالة التالية كانت كانت على اثر الحياة في المرحلة الاولى دبت الحياة بمكة ونشأت بها وانتشر بنيت البيوت وتكونت الاسر ولم تكن نواتها الا ام اسماعيل عليه السلام. كانت هاجر يا كرام امرأة ولك ان تقول بالاف الرجال وفعلت رحمة الله عليها بما الهمها الله من صبر وايمان وثبات عقيدة وحسن وفاء بالعهد وبقاء على ما عهد به اليها كانت في مواقفها اعظم من الوف الرجال. صدقت مع فصدقها الله غادرت الحياة ولم يكن همها الكبير ان ترى بعينيها ما مآل ما صنعت. ولا ان تبصر بالضرورة في ماذا فعلت؟ ولا ان تقطف ثمرتها ولا جنت يوما شيئا بيديها. حسبك عندما تصدق في خدمة دينك وبذلك واجتهادك في كل موضع يسخر الله لك البذل فيه والعطاء لمجتمعك لامتك لدينك وعقيدتك حسبك كأن تبذل وليس عليك ان تقطف الثمرة. ماتت ام اسماعيل. يقول رضي الله عنهما فلما ادرك زوجوه امرأة منهم وماتت ام اسماعيل فجاء ابراهيم عليه السلام بعدما تزوج اسماعيل عليه السلام يطالع تركته ينظر فيما ترك بهذا الوادي. فاذا بمظاهر الحياة قد اختلفت رأى ابراهيم عليه السلام الفرق الكبير وابصر شيئا لم يكن قد تركهما عليه لما تركهما قبل سنين. قال جاء يطالع تركته فلم يجد اسماعيل فسأل امرأته عنا فقالت خرج يبتغي لنا يعني يطلب لنا الرزق ثم سأل عن عيشهم وهيئتهم فقالت يعني زوجة اسماعيل. قالت نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت اليه شكت اليه شغوف العيش شكت اليه الشدة والفقر والحاجة قال فاذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء اسماعيل عليه السلام كانه انس شيئا هذا التقاء الارواح هذا حديث الخواطر ما رأى ابراهيم عليه السلام ما رأى والده وقد انصرف وعاد ابراهيم عليه السلام ولم يلتق بابنه اسماعيل لكن اسماعيل بعاطفة الابن وقلب الابن شعر بشيء فكأنه انس شيئا فقال لزوجته هل جاءكم من احد؟ قالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا وصفته فسألنا عنك فاخبرته وسألني كيف اعيشنا فاخبرته انا في جهد وشدة قال فهل اوصاكي بشيء؟ قالت نعم امرني ان اقرأ عليك السلام ويقول غير عتبة بابك قال اسماعيل عليه السلام ذاك ابي ما ادراه انه ابوه كيف درى وهو لم يرى اباه ابراهيم عليه السلام منذ ان كان طفلا رضيعا في يد امه هاجر لما تركهما بالوادي هذا هذا الالهام الرباني قال عليه السلام ذاك ابي وقد امرني ان افارقك فالحقي باهلك فطلقها هذا الموقف من ابراهيم عليه السلام ومواقف الانبياء وحي عليهم السلام قال اقرئي عليه السلام وقولي له غير عتبة بابك عتبة الباب هي الزوجة وتغييرها فراقها اوصاها بهذه الكلمة وكان عليه السلام حريصا على الحرص على المشاعر وعدم جرح احد واساءة الى احد فهذه اخلاق الانبياء عليهم السلام. اراد ترك وصية ما قال لها قولي لزوجك يطلقك. وامره ان يفارقك. قال لها بكلمة فيها تورية وفيها تضمين المقصود وفيها ترميز الى المراد اقرئي عليه السلام وقولي له غير عتبة بابك احتفظ لها بحق مشاعرها فلم يجرحها وحافظ على قلبها فلم يكسرها. وترك الامر لابنه. قال ذاك ابي وقد امرني ان افارقك. اما لماذا؟ فلانه وجد من ضيق تحملها وقلة صبرها. ما لا يليق الانبياء عليهم السلام كانت ام اسماعيل على شيء اعظم ولم يتربى الا في حجر امرأة رأت الموت بعينيها وهي تقول اذا لا يضيعنا افياتي يوم ويعيش هذا الغلام يوم يكبر ويتزوج ليعيش في صحبة امرأة رغم ما فيه من العيش والرزق والاكل والطعام والشراب. تقول انا في شدة وجهد وتشكو اليه سوء الحال. رأى عليه السلام ان هذا لا يليق بحياة الانبياء وازواج الانبياء. وهم يكتب الله لهم من الكمالات في انفسهم وازواجهم. ما يعينهم على بمهمة النبوة والاصطفاء فقال ذاك ابي وقد امرني ان افارقك الحقي باهلك فطلقها. وتزوج منهم اخرى فلبث عنهم ابراهيم ما شاء الله ثم اتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف انتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة واثنت على الله هل تبدلت الحياة هل تغيرت انماط الحياة بمكة انذاك هل انقلبت مكة مروجا وانهارا وخضرة وزرعا وعيشا طيبا رغيدا؟ لا العيش هو العيش ما الذي اختلف الذي اختلف ايمان ورضا وقناعة وصبر واحتمال بين امرأة واخرى اختلف الجواب سأل الاولى قال كيف انتم وسألها عن عيشهم؟ قالت نحن بشر. نحن في ضيق وشدة وشكت اليه. اما الثانية فقالت نحن بخير وسعة واثنت على الله العيش هو العيش لكن القناعة والايمان والصبر والرضا بما قسم الله هو الذي يتفاوت فيه الناس يعيش اثنان في بلد واحد وفي عيش واحد بل ربما اخوان في بيت واحد وبين القلبين كما بين السماء والارض احدهما طيب البال منشرح الصدر. راض تمام الرضا عن الله. قانع بما كتب الله. راض بما قسمه الله الله والاخر في غاية التذمر والتسخط والجزع واليأس والعجز والقنوط يا كرام هذه اعمال قلوب نحن عليها محاسبون هذه ثمرات قلوب بقدر ما فيها من الايمان القلب الذي يجف ولا يسقى بماء الايمان لم يثمر الا الحنظلة المر والحنظل المر ضيق صدر وتذمر وتسخط وانزعاج. هذا حنظل القلوب فاما ثمار هليانعة فهي الرضا والسكينة والانشراح والقناعة والايمان والثقة بما عند الله. اما العيش فهو العيش. لكن شأن القلوب هو الاساس. فانتبهوا رعاكم الله. فاثنت على الله عز وجل قالت نحن بخير وسعة واثنت على الله عز وجل قال ما طعامكم؟ قالت اللحم قال فما شرابكم؟ قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه لم يكن لاهل مكة تذاك تلك الاونة حب يطحنونه ويخبزونه ويأكلونه. فكانوا يقتصرون على اللحم طعاما شواء مثلا ويأكلونه بالماء قال ولو كان لهم حب لدعا لهم فيه ايضا بالبركة. لكنه سألها عن الطعام والشراب ودعا لهم بالبركة فيهما. يقول صلى الله عليه وسلم فهما لا يخلو عليهما احد الا لم يوافقا يعني لا يمكن ان يقتصر انسان في طعامه على اللحم فقط وفي شرابه على الماء فقط مكتفيا بهما مستديما الاكل على اللحم والشرب على الماء الا لا يوافق طبيعة الانسان فيمرض ويعتل ولا يجد الانسان في جسده كفاية باللحم والماء قال فهما لا يخلو عليهما احد الا لم يوافقاه. يعني من اعتمد على اللحم والماء فقط بغير مكة لن يوافق مزاجه وطبيعة انسانية وسيشتكي بطنه ويعتل بدنه الا بمكة لم؟ قال لدعوة ابراهيم عليه السلام بالبركة لهم في اللحم والماء فمن خلا عليهما واعتمد عليهما لن يتضرر او يصيبه الاذى. فقال ابراهيم عليه السلام فاذا ازوجك فاقرئي عليه السلام وامريه يثبت عتبة بابه فلما جاء اسماعيل عليه السلام قال هل اتاكم من احد كيف عرف كيف سأل انس شيئا. قال هل اتاكم من احد؟ قالت نعم اتانا شيخ حسن الهيئة واثنت عليه هل تعلم انه والده مهما كانت تدري واثنت عليه فسألني عنك فاخبرته. فسألني كيف عيشنا فاخبرته انا بخير. قال فهل اوصاك بشيء قالت نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك ان تثبت عتبة بابك. قال ذاك ابي وانت العتبة امرني ان امسكك فظلت زوجا له عليه السلام ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك من ابراهيم عليه السلام ارأيت كيف يطالع التركة ويتعاهد الذرية مرة بعد مرة يتردد عليه من ارض الشام والعراق الى هذا الوادي بمكة يمتثل امر الله تركه في المرة الاولى. جاء في المرة الثانية ولم يجده في المرة الثالثة ولم يجدهم. جاء في هذه المرة قال واسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم. اسماعيل يبري النبلة رأس السهام والرماح وبريه هو حده بالسكين حتى يكون رأسا محددا يصيب بالرمي اذا رمي بسهم او رمح قال واسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم. الدوحة الشجرة الكبيرة الظل فلما رآه قام اليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد كيف يصنع العناق والحضن والدموع والبكاء جملة اختصرت لك مشاعر الابوة اذا التقت بالبنوة. بعد غياب طويل وبعد عهد بعيد ثم كان يشم رائحة ابيه مرة بعد مرة من غير ان يراه. واذا به في هذه المرة يلتقيان ويقفا امام بعضهما قال فيصنع كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ثم قال ابراهيم عليه السلام يا اسماعيل ان الله امرني بامر قال فاصنع ما امرك ربك قال وتعينني؟ قال اعينك قال ان الله امرني ان ابني ها هنا بيتا. واشار الى اكمة مرتفعة على ما حولها قال فعند ذلك رفع القواعد من البيت فجعل اسماعيل عليه السلام يأتي بالحجارة وابراهيم عليه السلام ابني حتى اذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني اي حجر مقام ابراهيم جاء بهذا الحجر فوضعه له. فقام عليه وهو يبني. واسماعيل يناوله الحجارة. هذا المقام لاجل ان يرتفع الى صفوف البناء التي ارتفعت في الكعبة فجعل يأتي بالحجر ليقوم عليه فيصعد الى الصف الاعلى في البناء ويتحرك بهذا الحجر يقف عليه ابراهيم عليه السلام فجعل الله اثر قدمي ابراهيم عليه السلام على هذا الحجر اية من الله غاصت قدماه في الحجر فانطبعت فيه وانت اليوم ترى في مقام ابراهيم عليه السلام اثر قدمي خليل الله ابراهيم نعم عفت مع الزمان اثار الاصابع. لكن بقي اثر القدم قال الله فيه ايات بينات مقام ابراهيم تتكلمون يا اخوة على الوف من السنين تغيرت فيها معالم الدنيا جبال واودية وهضاب واكام. ويبقى حجر عند الكعبة محتفظا باثر الخليل ابراهيم عليه السلام اية بل قال الله فيه ايات بينات مقام ابراهيم. قال بعض اهل العلم المقام اية لكن الله قال ايات لانه يقوم في عظمته ودلالته مقام الايات المتعددة هذا حجر ولا يزال الناس كلما جاءوا الى الكعبة ورأوا هذا البناء ورأوا بجواره مقام ابراهيم عليه السلام انه كان ها هنا منذ الوف السنين خليل الله عليه السلام يبني الكعبة. فكان هذا المقام اية من الله عز وجل. قال جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني. واسماعيل عليه السلام يناوله الحجارة وهما يقولان ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت. وهما يقولان ربنا قبل منا انك انت السميع العليم. فكان هذا البيت بعد بنائه اول بيت بني في الارض