بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وفق عباده ويسر واعان وكتب لهم الاذن بالحج الى بيته الحرام فالحمد له سبحانه اولا واخرا وظاهرا وباطنا واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صفوة الانام خير من لبى وكبر وهلل وطاف وسعى وحج بيت الله الحرام. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى بيته وصحابته الائمة الاعلام ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين اما بعد اخوتي الكرام حجاج بيت الله الحرام تم الحج بعون الله تعالى وفضله ومنته وتيسيره وادى الحجيج مناسك الحج هذا العام وعاد الجميع بغبطة وسرور وفرحة وحسن ظن وصدق تعلق بما عند ربهم الكريم. الوهاب وتعالى عادت الحجيج جموعها تؤم بيت الله الحرام تطوف الافاضة والوداع. وتعود دارجة الى منازلها ومواطنها واهلها واولادها تعود وقد ملأت صدورها رحمة ربهم وعفوه ومغفرته. وصدق تعلق باذيال الرجاء على صعيد المشاعر في بحجهم هذا العام في اعقاب الحج ونهاياته يعيش الحاج المسلم المستبصر لامر دينه ودنياه يعيش مواقف التأمل والنظر والاتعاظ والتدبر فيما كتب الله له ويسر له وهداه ووفقه في برحلته لحج بيته الحرام اثر الحج احدى القضايا التي ينبغي ان تكون نصب العينين حجاج بيت الله الحرام اثر الحج وما الذي ينبغي ان يكون عليه الحاج بعد عودته من رحلته لحج بيت الله الحرام وينبغي ان يكون هذا الحديث منصبا لكل من اكرمه الله عز وجل فحج واتى وطاف وسعى وبات ودعا اداة عظيمة جمة ومواقف كثيرة تنقل بينها الحجيج في رحلة حجهم بين المسجد الحرام عند الكعبة وبين الصفا والمروة في المسعى وعند منى في الجمرات وعند عرفة في صعيدها وفي مزدلفة عند المشعل الحرام مواقف تنقلت بينها الخطى وانتقلت قبلها القلوب بمشاعرها باحاسيسها بحبها برغبتها طوفها ورجائها بكل ما ملكت القلوب والارواح تعلقا وصدق توجه الى خالقها وبارئها سبحانه له من اله عظيم جليل قدير. ساق العباد من كل فج عميق فاتوا الى بيته الحرام. تركوا بلدانهم الى بلد الله الامين وقصدوا هذه البقاع الطاهرة والمشاعر المقدسة يأمون بيت الله الحرام يقصدون هذه المشاعر يبحثون عن رضا ارحم الارحمين. وكرم اكرم الاكرمين. وجود اله الاولين والاخرين. يمن عليهم العطاء يكرمهم باجابة الدعاء يغفر لهم ويعفو يعتق رقابهم من النار ويغفر سبحانه وتعالى. في اعقاب ينبغي النظر الى اثر الحج. فان من الحصافة والعقل والفطنة معشر الحجيج ان يكون لاحدنا نظر ملي واستبصار جلي في شأنه في حجه في اثر الحج في حياته. اعلموا وفقنا الله واياكم لكل خير وهدى وسداد ورشاد. ان ما من عبادة في الاسلام يشرعها الله تعالى لعباده الا وفي طياتها من الحكم والمقاصد والاسرار الا وفي ثناياها من الاثر البالغ والحكمة البالغة ما ينبغي ان نبحث عنه في ثنايا عباداتنا لبيت الله الحرام اجل فكل عبادة في شريعتنا معشر المسلمين ما شرعت لتكون مظاهر جوفاء ولا عبادات مجردة من روحها من معانيها التي تؤتي ثمارها في حياة العباد. بل للعبادة مقصدها وكل عبادة لها روحها وجوهرها. الذي يحفظ على العبد اثر عبادته ولذتها عبادة كالصلاة. يقول الله عز وجل عنها ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. هي هكذا ينبغي ان تكون الصلاة فمن صلى بحث عن هذا الاثر في حياته وقد صلى والا فينبغي ان يعيد النظر في الصلاة التي يصلي ان كانت حياته لا تزال قائمة على الاخطاء على المنكرات على الذنوب والمعاصي على التقصير والوقوع في الفحشاء والمنكر فليست الصلاة التي اراد الله لانه قال ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. وفي الصيام يقول سبحانه كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. يراد للصائم من صومه ان يصل الى تقوى الله. يراد له وقد صام اثينا يوما في العام ان يحقق المراد من الصيام ويصل الى نيل تقوى الله. فمن لم يجد اثر هذا بصيامه اعاد النظر في صيامه وعبادته لله جل جلاله بهذه العبادة. فما ظنكم بالحج وهو خامس اركان الاسلام الخمسة وهو اعظمها عملا واطولها زمنا واكثرها بذلا فانك تنتقل فيها بين واماكن متعددة بين حرم ومنى ومزدلفة وعرفات تتنقل بينها عبادة تتضمن لها جملة من العبادات فيها صلاة وطواف وسعي. فيها دعاء وذكر. فيها مبيت ورمي. فيها ذبح ونحر فيها ارتحال وانتقال وسفر. عبادة بدن وعبادة مال عبادة كالحج يستغرق المتنسق فيها اياما متتابعة بين احرام وحي بين تلبية وذكر. كل تلك مؤشرات تقول لك ان عبادة بهذا الحجم وركنا عظيما بهذا القدر ينبغي ان يكون له الاثر واي اثر بل ينبغي ان يكون له في حياة الحجيج الاثر العظيم بقدر عظمة هذه العبادة هنا ستفهمون معشر الحجيج لما اوجب الله عز وجل الحج مرة واحدة في العمر لا غير ولو قسته بغيره من اركان الاسلام لوجدت الفرق الكبير فاننا في اركان الاسلام نجد الزكاة مثلا تتكرر مرة كل عام. كلما حال الحول. ويملك العبد النصاب ان يؤدي الزكاة واخراج زكاة ما له في عام لا تغني عن عام اخر. وهكذا يتجدد في حقه الواجب كل عام الصيام وهو ركن اخر من اركان الاسلام نصوم لله ثلاثين يوما كل سنة ولا يغني صوم يوم عن يوم وليس يكفي صيام شهر في سنة عن صيام شهر رمضان في سنة اخرى. وهكذا على الدوام. اما الصلاة فنحن نصلي كل يوم من وليلة خمس مرات التكرار في الاركان لانها اركان ولن يكون ركنا في الدين ما لم يكن في حياتك على الدوام. اركان ديننا تصحبنا. طالما بقيت فينا في الحياة انفاس تتردد الاركان في حياة العباد لانها اركان الدين ومن غيرها فلا اسلام يبقى في حياة صاحبها واما الحج فالمتأمل يجد هذه المفارقة بينه وبين باقي الاركان فانه لا يجب الا مرة واحدة في العمر لما قال عليه الصلاة والسلام ان الله كتب عليكم الحج فحجوا. قالوا افي كل عام يا رسول الله قال لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم فابانا ان الوجوب هو المرة الواحدة في العمر لا غير هنا ستفهمون الجواب معشر الحجيج. انما وجب الحج مرة واحدة في العمر. لان المرة الواحدة بتحقيق المراد من عبادة الحج في حياة العباد المرة الواحدة كافية بان تعيد صياغة المسلم من جديد المرة الواحدة كافية لان تدله على صراط الله وهداه ودينه وشريعته. وان يعرف كيف يمضي بقية حياته. حج مرة مرة واحدة عبد الله واتي الى مكة مرة واحدة في حياتك واقصد المناسك والمشاعر مرة واحدة في العمر فاذا عرفت الطريق فعد الى بلادك وديارك وموطنك واهلك واولادك. ولا عليك ان تعود مرة اخرى اذهب فقد عرفت الطريق هذا متى عندما نجد اثر الحج عندما نصل الى حج يحقق اثره في حياة العباد. ما اثر الحج يا كرام الحج مدرسة يعيش فيه الحاج خمسة ايام او ستة متصلة وربما زادت يعيشها متلبسا بلبوس العبادة الحج مدرسة يعيش فيها الحاج اياما كل فعل يفعله في تلك الايام. وان كان عادة في غيره يقع في حجه عبادة هذا رأسك عبدالله تحلقه كم مرة في العام كم مرة تذهب الى الحلاق في الشهر في الاسبوع تقص شعر رأسك او تحلقه او تزينه كم مرة تفعل ذلك؟ انت طيلة حياتك تفعله عادة. فاذا جاء الحج والعمرة واردت ان تتحلل حلقت رأسك عبادة هذا النوم الذي تضع فيه جنبك على الفراش لتستريح من عنائن نهارك وتعبك ونصبك تنام ساعة او دقائق او ساعات هو حاجة بل هو فطرة بشرية. يحتاج الناس الى النوم لاستعادة النشاط والقوة والحركة والحياء في كل ايام السنة وفي كل بقاع الدنيا ننام عادة في الحج انت تبيت عبادة تضع جنبك على الفراش يوم مزدلفة ليلة العيد تتعبد لله بذلك. وتؤجر على ذلك وتنال ثوابه تبيت بمنى ليالي ايام التشريق تضع جنبك على الفراش انت مأجور وانت نائم. هي عبادة تؤديها علمنا الحج ان العبادة مفهوم اوسع وانه معنى اعمق وانه دلالة اكبر لهذا قال الله عز وجل في سورة الانعام لنبينا صلى الله عليه وسلم قل ان صلاتي ونسكي النسك قيل هو الذبح خاصة وقيل هو كل اعمال المناسك. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي كل الحياة ليس شيء من الحياة خارج عن ان تريد به وجه الله لم يكتفي بالحياة فضم اليه الممات قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين. هذا والله يا كرام من اعظم اثار الحج ادراك هذا المعنى الكبير ادراك معنى العبودية لله رب العالمين. عبوديتنا في الاسلام معشر المسلمين. ليست صلاة تؤدى في المسجد في دقائق ونعيش بعدها ساعات اليوم ودقائقه بمعزل عن معنى العبودية عبوديتنا في الاسلام ليست شعائر تؤدى في المسجد او في الاماكن المقدسة ثم نعيش باقي ايام الحياة وفق اهواءنا ومرادات نفوسنا لا في الاسلام حياتنا كلها عبادة بل جعل الممات الذي هو مفارقة الروح للجسد الذي هو سكون مغادرة الحياة جعلها ايضا لله فماذا بقي لك عبد الله؟ ما بقي شيء ما بقي لنفسك من نفسك شيء لانك انت كلك وما تملك لله. فحياتك لله وهذا يفهمك ان توقع كل شيء من امر حياتك على مراد الله. تدري لم لانك عبد وهو الرب سبحانه. والعبد عبد والرب رب نمت او استيقظت اكلت او شربت دخلت او خرجت تزوجت او انجبت تبقى في النهاية عبدا في كل شيء تصنعه وفي حياتك انت تنطلق من منطلق العبودية لله والله عز وجل يأمرك بواجب وبحق الالوهية والربوبية له جل في علاه. فيبقى العبد عبدا والرب ربا هذا المفهوم الشامل للعبودية جعلنا ندرك ان العبادة هي كل شيء يحبه الله في حياتنا كل ما نفعله من اقوال وافعال نحن فيها عباد لله هذا المفهوم الشامل يا كرام يبدد يبدد تلك النظرة البائسة للحياة ذلك الانفصام النكد الذي افرزته بعض الحضارات البشرية المريضة التي جعلت الحياة حتى في مفهوم التدين. جعلت شطرا منه لله وشطرا منه للنفس فكانت الحكمة الرومانية الهالكة دعما لله لله ودعما لقيصر لقيصر وان جزءا من الحياة هذا بينك وبين الله والجزء الاخر هذا لنفسك لحياتك افعل فيه ما شئت يعيش بعض ارباب الاديان المحرفة مفهوما قاصرا عن العبودية في اديانهم الباطلة. وان العباد ان تأتي الى دار العبادة يوما في الاسبوع او اعتد وتتلو طقوسا واورادا وعبارات. وتنصرف ثم تفعل في باقي ايام الاسبوع ما شئت من حلال او حرام طالما اتيت الى دار العبادة مرة كل اسبوع او شهر فانت عبد من عباد الله الصالحين هذا الانفصام النكد هو الذي يجعل بعض الحياة لله وبعض الحياة لغير الله هذا مفهوم باطل بدده الاسلام. قال الله عز وجل افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض. فما جزاء من يفعل وذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا. ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب. وما الله بغافل عما تعملون. هذا المنطق قل بائس عاش عليه اهل النفاق في صدر الاسلام الذين يأخذون من الدين شيئا ويتركون اشياء ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر قال والله يعلم اسرارهم. فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم. تدري ما ذنبهم الذي اقترفوا؟ قال ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم يا اخوة ليس في مفهومنا في الاسلام ولا في عبوديتنا نحن المسلمين. ليس فيها ان نأخذ من الدين شيئا ونترك اشياء ليس في عقيدتنا ليس في ديننا ليس في مفهومنا في الاسلام هذا المفهوم الاجتزائي الذي يجعل بعض الدين في اليد وبعضه مهملا التدين في الاسلام ان تكون حياتك منذ ان تستيقظ صباحا وحتى تنام مساء على مراد الله. تأكل الحلال وتشرب المباح وتتعامل في حدود ما اذن الله. اكلك طعامك لباسك هيئتك مظهرك منظرك زوجتك اولادك سوقك مشيك بحثك عن الرزق تعاملك اخلاقك. يا اخي كل ذلك انت فاحكموا فيه بمشروعية الاسلام وبدين الاسلام. انت فيه محكوم بحكم الله من فوق سبع سماوات. حتى المباحات وهي اوسع الدوائر في الشريعة تفعل ما اباح الله وما اذن لك. افعل المباح لا حدودا يقول الله لك عبدي هذا حد من حدود فلا تقربه وما عداه فالحل لك والمباح ما اباحته الشريعة لا ما اباحته الاهواء والحرام عندنا ما حرمته الشريعة. لا ما حرمته القوانين والانظمة فيما فيه في شريعة الاسلام نص يبين حكمه والمقصود يا كرام ان النبي عليه الصلاة والسلام قال فيما سمع الصحابة ورووه ان الحلال بين وان الحرام بين مات عليه الصلاة والسلام وقد ترك امته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها. لا يزيغ عنها الا هالك ويوم عرفة في حجة الوداع انزل عليه صلوات الله وسلامه عليه الاية المباركة التي يعتز بها اهل الاسلام ويرونها منقبة لنا في ديننا ومفخرة لنا امة الاسلام. نزل قول الله جل جلاله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. يوم عرفة جاء اليهودي فقال لعمر اية في كتابكم معشر المسلمين. لو علينا انزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال اي اية؟ قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. فقال الفاروق عمر رضي الله عنه والله اني لاعلم متى نزلت واين نزلت. نزلت عشية عرفات على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع. يا اخي كم تشعر بالفخر وانت مسلم وربك وربك يقول اليوم اكملت لكم دينكم كم تشعر بالعز بالانتماء الى هذه الامة؟ والله يقول ممتنا واكملت عليكم اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي اي رضا يملأ صدرك وانت تسمع ربك يقول ورضيت لكم الاسلام دينا يا اخي عزنا بالانتماء الى هذا الدين. وفخرنا بكوننا مسلمين. اي والله. شرف المسلم في هذه الحياة ان جعله الله مسلم ان اكرمه الله بهذا الدين. هذا واحد يا كرام من اعظم اثار الحج التي ينبغي ان تطبع في قلوب الحجيج. عز وفخرهم وشرفهم بالانتماء لدين اكرمنا الله به وامتن علينا من فوق سبع سماوات في يوم عرفات بالاية التي انزلت على قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم. فاليوم لا اينبغي ان تزعزع هذه المفاخر والعزة والشرف والانتماء الى هذا الدين. لا ينبغي ان تزعزعه اوضاع المسلمين اليوم في العالم ولا تكالب الامم على الامة الاسلامية. ولا اضطهادها ولا ظلمها ولا هوانها. يا اخي مهما اصاب الامة من بلاء وكيد وعدوان وتآمر وتواطؤ وتكالب واضطهاد واستعباد وذل وقهر وبغي. والله مهما حصل تبقى مرحلة عابرة في تاريخ البشرية صفحة وستطوى عما قريب ولله الحكمة البالغة. بلاء ما سلم منه في تاريخ الاسلام زمان وامتحان يمحص الله به البلاد والعباد. لكن يبقى عز الاسلام وشموخه وفخره. ويبقى الفأل والنظر ويبقى الوعد الحق بالمستقبل لهذا الدين عما قريب. تبقى وعود الشريعة في نصوص الكتاب والسنة. التي تفرغ على القلوب صبرا قيل وتزيد من اقدامها استمساكا وثباتا ورسوخا في طريقها على هذا الدين القويم. عندئذ يرجع الحاج من حجه وقد ابصر في حجه اجتماع اخوته المسلمين من شرق الارض وغربها وقف ووقف معه بعرفات قرابة اثنين مليون ونصف مسلم طاف وسعى وباتوا رمى ودعا وخشع ورفع يديه وخضع وشاركه في ذلك كله الوف مؤلفة ملايين الحج يقول لك انت اليوم لست وحدك انت اليوم تنتمي الى امة عريقة فيها الابيض والاسود فيها العرب والعجم فيها القريب والبعيد فيها كل الحضارات كل الاجناس كل اللغات كل الالسنة كل الثقافات اليوم انت عزيز بدينك عزيز بامتك ارجع واصبر واحتسب وانتظر ففرج الله قريب. ونصره لامة محمد صلى الله عليه وسلم. وعد حق يأتي يوما ما وما انا وانت الا كاوراق شجر ان سقطت ورقة بقيت الشجرة عالقة ما انا وانت الا كصفحات تطوى والسجل حافل ويبقى ما بقيت الحياة وعد الله حقا. ووعد نبيه صلى الله عليه وسلم صدقا. يا رجل جئنا نحج اليوم بعد نحو من الف واربعمائة واربعين سنة من هجرة رسول الله عليه الصلاة والسلام كم مرة عبر هذا التاريخ الطويل على الامة من اضطهاد من ظلم وعدوان من قهر من انهزام من انكسار كم مر ووقف الحج هل تعطلت الفريضة هل زال البيت الحرام هل هدمت الكعبة والله لتدركن ان دين الله منصور. وان وعد الله حق. وان الامة تضعف في بعض الازمنة. وانها يمكن ان تكون موطئ الاقدام لضعفها وذلها وتفريطها في القيام بما امر الله. لكن ان تبيد او تستأصل من جذورها او وتقتلع او ان تطوى صفحتها وتندثر لا والله لا والله. وسيبقى هذا الدين منصورا بنصر الله محفوظا الله يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. يا اخي ما مراد البشر ولو اجتمعوا اذا اباه رب البشر يريدون والله يقول ويأبى الله ما عسى ان يتم في ارادتهم اذا كان الله يقول ويأبى الله. بالله من ذا الذي يظن ان شيئا سيستعصي ويمكن ان ينفذ ويمكن ان يتحقق والله يقول ويأبى الله عندها ستدرك ان كل ما تراه عيناك او تعيشه من جراح الامة النازفة وبلاءاتها المتعددة انها قدر من اقدار الله ولله فيه حكمة البالغة. وانها مرحلة من مراحل الصراع الذي قال الله عنه ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين. وندرك اننا لسنا باعز ولا اكرم ولا اشرف ولا اقرب الى الله عز وجل من جيل عظيم كان فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام. ومن زمن كان فيه النبي الذي اوحى اليه صلى الله عليه وسلم بين ظهرني اصحابه واصابهم ما اصابهم يوم احد وفيه نزل قول الله تعالى وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا قال اولا ما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير هنا تطمئن النفوس اي والله لسنا اكرم على الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست الامة اليوم باعز ولا اقرب ولا اكرم عند الله جل جلاله من امة الاسلام لما كان بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن تبقى حكم الله اعظم واعلى وفوق تصورات البشر وادراكاتهم القاصرة. يأتي الحج فيعلمك اثرا عظيما من اثاره. ان اثبت عبد اه فانك على الدين الحق واستمسك بدين الله ولا ترضى بقدميك ان تزحزح وان تبقى شامخا واثبت على دينك فثباتك ثبات لامتك ووقوفك ورسوخك وشموخك ايضا عز وبقاء وانتصار لامتك. لا يأتينك الشيطان فيدخل من ثغرتك خذوا ايضا من بوابتك وتترك خانتك في بناء الاسلام فارغا لن تظن وانت لبنة من لبنات بناء الدين. لا تظن ان غيرك سيسد مكانك فلكل مسلم لكل مسلم في الامة مكانه الذي هو موكل به. وخانته التي ينبغي ان يملأها. فمن تركها بقي مكانه فارغا وستبقى في جدار الاسلام فراغات طالما انسحب هذا من هنا وذاك من هناك. اثبتوا نعم الهجوم شديد والاعداء كثر وسيتكالب الامم على الاسلام كما تتداعى الاكلة الى قصعتها صدقا كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه ما اخبرنا بذلك لنستسلم ولا لنعيش واقعا ثم نقول ها هو ذا الذي كان يقوله رسول الله عليه الصلاة والسلام فننفض الايدي ونرتقي بالعزائم ونقول انا لله وانا اليه راجعون. ما اخبرنا عليه الصلاة والسلام الا لمزيد صدق في نبوءته ووعد تتقن في كلامه ودعوة الى اتخاذ ما يمكن ان يتقوى به اهل الاسلام في كل زمان ومكان يعلمنا الحج اثرا عظيما يا كرام ومن اثار الحج العظام قضايا كبيرة نعيشها قد يضيق المقام عن حصرها وعدها. لكن حسبنا ان نشير منها الى قضايا كبرى في الحياة. هي مفاصل هي منعطفات. ينبغي ان ان يمسكها الحاج وان يقف عليها وان ينظر اليها وان يستصحبها معه. فان الكلام الان فيما بعد الحج قبل الحج يا كرام قبل الصعود الى منى وعرفات ومزدلفة كان الهم الكبير عند كل الحجيج كيف نكون؟ كيف يكون الحج كان الهم كيف احج كان الهم الخوف من وقوع التقصير في الحج او الخلل في النسك او الفساد او ضياع الجهد نعم وكان هما في محله. اما وقد فرغ الحج فينبغي ان يكون الهم كيف اكون بعد الحج صدقا ان يكون السؤال الكبير اين اثر الحج للحج اثار وليس اثرا واحدا للحج مواضع عظيمة في حياة العباد كفيلة بان تعيد صياغة المسلم من جديد الحجيج رجالا ونساء ذكورا واناثا صغارا وكبارا عربا وعجما كل من اكرمه الله فاوفده. واتى به واكرمه له بالحج الى بيته الحرام هذا العام والوقوف بالمشاعر العظام فان كل هؤلاء ينبغي لهم ان يتأملوا فئة اثار الحج في حياتهم وان يتلمسوها ايضا بعد عودتهم من حجهم الى اهليهم وديارهم واوطانهم يا كرام. اثار الحج عظيمة ومؤثرها ما عاشه الحاج في حجه في رحلته ذات الايام الخمسة او الستة من صدق قربه من الله ومعرفته تماما بلذة المناجاة بين يدي الله. في حجك عبدالله انت انت والكلام لك ليس لغيرك. وجدت في حجك روعة ولذة ومتعة المناجاة. وجدت ان كل دمعة تحرق العين يصحبها حرقة في القلب لا دموع الخشية من الله فانها عندما يذرفها العين لا تجد لها الا انسا ومتعة وانشراح صدر كل دمعة فيها حرقة قلب الا دمعة الخشية من الله فيها الانشراح وانس الصدر وراحة القلب وهذا شيء عجيب. جعله الله تعالى من اثار العبودية له سبحانه وتعالى في حجك وجدت اثر الدعاء واستمتعت بالمناجاة في حجك دعوت الله هنا وبكيت هناك في حجك سألت الله هنا وهناك وتقربت الى الله فلبيت وذكرت وقرأت القرآن علمك الحج انك اقرب الى الله مما كنت تتصور علمك الحج انك يمكن ان تكون مستمتعا بعبوديتك لله متلذذا بخشيتك بحضور قلبك بين يدي الله على دوام وجدت هذا الاثر عبد الله فرحمك الله لا تترك هذا الاثر يغادر حياتك بعد حجك خذه معك حتى تغادر الروح منك الجسد حتى يوافيك الاجل فاذا جاءت الساعة التي تحتضر فيها وتنزع روحك تكون من امتع العباد انسا بالله ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون يا كرام عباد الله الاتقياء يجدون حتى في اصعب ساعات الحياة عند نزع الروح وساعات الاحتضار يجدون انسا عجيبا وانشراح وبهجة وفرحا وسرورا. هذا هو انسهم بالله. الذي طالما وجدوا اللذة في القرب منه سبحانه. وفي مناجاته الحج ان تعيش هذا المعنى على الدوام عبدالله. اثر الحج ان يكون ربك في قلبك حاضرا. وذكره على لسانك دائما اثر الحج ان يكون تعظيم الله في قلبك قائما ان يكون حب الله في قلبك دائما في كل وقت عامرا به فؤادك ان يكون الخوف من الله في قلبك هو الوازع الذي يردك ويحجبك حتى لو غابت عنك الاعين حتى لو كنت وحدك واغلقت دونك الابواب والقيت دونك الستر فانك لا تزال تقول اني اخاف الله. علمك الحج اثرا عظيما كيف يكون ربك جل جلاله عظيما في قلبك وكيف يكون حبه سبحانه عامرا في صدرك كيف ذكره ومناجاته من امتع الاشياء الى قلبه. عشت في حجك اياما وجدت فيه اثر القرب من الله بكثرة مواطن دعاء بكثرة التلبية والذكر لله حلا واحراما. وجدت اثرا في حجك وانت تسأل الله في الكعبة. وفي الصفا والمروة وتسأله في عرفة وفي منى عند الجمرات وفي مزدلفة عند المشعر الحرام علمك حجك ان الرحلة في الطريق الى تقوى الله ليست صعبة وان مسألة الولاية وان الاتقياء ليسوا مرحلة في الامة ولا جزءا منها يختص بصنف هم صفوة الناس. وان التقوى والولاية وان الخشية وان الخضوع وان البكاء من من حب الله او الخوف من الله انه ليس محصورا على فئة من الائمة او العلماء او الدعاة او القراء هو لك ولي ولكل مسلم ومسلمة ما حجب الله احدا عن بابه ولا رد الله عز وجل عبدا من العباد اتاه وطرق بابه وسأله وقال يا رب علمك الحج اثرا عظيما انك من الله قريب. وان الله سبحانه وتعالى يصدق مع من صدقه. فمن اقبل على الله وجد كل انس وخير. ومن طرق باب مولاه وجد من الله الكرم والعطاء يا ونحن نتعامل مع رب كريم سبحانه. والحجيج في رحلة حجهم يستشعرون عظيم منة الله عليهم اذ اكرمهم واتى بهم الى بيته الحرام علمنا الحج اثرا عظيما. نعيش به مدى الحياة قربا من الله. رحم الله عبدا حج فوقع حب العبادة في قلبه. فاذا به بعد الحج لا تفوته صلاة حاضرة في جماعة المسجد هو ليست تفوته الجماعة عفوا بل لا يتأخر عن تكبيرة الاحرام ولا يغيب عن جماعات المسلمين هو من حفاظه على الصلاة وحبه لها لا يزال يكمل فرائضها بسننها بل هو يوتر قبل ان ينام. وربما امتع الله قلبه فصارت لا تطيب نفسه الا بركعتين لله في جوف الليل في اول او اخره ولو بركعتين هو من انسه بذكر الله لا يزال مصاحبا القرآن وقد ختمه في رحلة حجه مرة او مرات لكنه ما يزال مع ورده من كتاب الله على الدوام فيغدو عبدا صالحا ملازما لذكر ربه مصاحبا قد عرف حقيقة ان هذه متعة الحياة. وان هذا انسها وان هذا موطن انشراح الصدر. ثم اغدو رعاك الله الى موقعك في الحياة في اي طريق كنت في اي باب طرقت في اي درب سلكت هكذا المسلم ان كان زوجا في بيته وابا بين اولاده واما بين بنيها او موظفا في او فلاحا في مزرعته او طبيبا في عيادته او مهندسا في مصنعه او سائقا في سيارته او مسلما في اي مكان في الدنيا لا يزال لا يزال يحمل في قلبه من حبه لربه وقد عرف لذة العبودية بين يدي ربه سبحانه لا يزال يسلك هذا الطريق لا يلوي فيه على شيء. يا اخوة هذه متعة العبادة التي يجدها فالحجيج في حجهم لما تعيش قلوبهم متعة التعبد لله بتلك المناسك. فاذا بهم بعد الحج احرص ما يكون نون على الا يفقدوا من لذة العبودية هذه مثقال ذرة. وان تبقى هذه القضايا في حياتهم حاضرة وان تبقى صلتهم بربهم رطبة طرية وعلموا يقينا ان الله عز وجل قريب من عباده وانه يجيب من دعا وانه يحيي قلب من ذكره ورجاه وتوسل اليه سبحانه وتعالى من اثار الحج معشر الحجيج ثانيا امر عظيم وجدناه في حياتنا سائر الحجيج بلا استثناء. عندما حرصنا في حجنا ان نخطو الخطى ان نقتفي الاثر وان نؤدي المناسك مؤتمين فيه برسول الهدى وسيد الورى صلى الله عليه وسلم الذي حج فقال لتأخذوا عني مناسككم. ما حج حاج منذ ذلك العام الى اليوم والى ان تقوم الساعة الا وهو يوقع حجه على خطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقف حيث وقف يرمي حيث رمى يبيت حيث بات ويدعو اين دعا في كل موضع نتأسى فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا الحج درسا كبيرا درسا عظيما اثرا بليغا ان لنا في رسول الله اسوة حسنة صلى الله عليه وسلم. ليس في العبادات فقط ليس في المناسك فحسب بل في كل شؤون الحياة كان ابا عليه الصلاة والسلام وله اولاد كان زوجا صلى الله عليه وسلم وله نساء كان جارا وله جيران عليه الصلاة والسلام. كان صديقا وله اصدقاء صلى الله عليه وسلم. كان معلما كان ابا كان رحيما صلوات ربي وسلامه عليه. عاش بشرا كسائر البشر. يضحك ويبكي يحزن ويفرح. يغضب ويرضى. له في كل موقع في اياته عليه الصلاة والسلام موضع عظيم هو موضع اقتداء لنا امة الاسلام. فمهما سعينا في الحياة وتقلبت بنا مواقف الحياة واختلفت بنا دروب الحياة فوالله ان لنا فيها من رسول الله اسوة صلى الله عليه وسلم رحمك الله عبد الله وانت امة الله. حججتم واجتهدتم في حجكم في تقليم الاظافر وقص الشعر وترك الطيب وفي كل خطوة من المحظورات والواجبات والمناسك والاركان ان يكون احدكم حريصا على تتبع حجته عليه الصلاة والسلام وما زال الحرص والقلق قائدا في نفس كل حاج وحاج فتراه يسأل قبل ان يفعل ويتثبت بعد ان يفعل. ومستعد لان يفتدي بكفارة ان احتاج الى كفارة عندما انه اخطأ او قصر او خالف يا اخي ما اجمله من شعور ان تكون القلوب متهيئة لتقبل لتكبر كل شيء جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو ابصرت الى الحجيج في حجهم لكأن لسان حال احدهم يقول لو قال لي مت مت مت مت سمعا وطاعة وقلت لداعي الموت اهلا ومرحبا لو امرنا بالموت لمتنا عليه الصلاة والسلام. يا اخي هذا الارتقاء الايماني الكبير هذا السمو الروحي العجيب الذي وجدناه في حجنا ينبغي ان يكون له اعظم الاثر في سائر مناحي الحياة. كم بقي في عمرك من يوم من شهر من والله بوسعك ان تفعل في بقية حياتك ما فعلت في حجك اينما وجدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعلا وقولا فتمسك به ولا تحد عنه لا ترضى بغيره لا تستبدله هو والله اعظم السعادة في سلوك دربه في الحياة. عليه الصلاة والسلام. في حجك انتصبت وانتصب فؤادك وقلبك ومشاعرك وكل جوارحك واحاسيسك بحثا عن درب وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو قيل لك انه فعل كذا بدل كذا لفعلت مثله. ولو قيل لك انه قدم كذا واخر كذا لصنعت مثله. كلنا كان في حجه تمام الحرص ان يكون حجه من الالف الى الياء من الاول الى الاخر على خطى وهدى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحج مدرسة وهذا احد اثاره وصدق القائل وهو يصف هذا المنظر الكبير للحجيج وهم يأتمون برسول الله صلى الله عليه وسلم. فيقول قائلهم كأنني برسول الله مهتديا صلى الله عليه وسلم كانني برسول الله مرتديا ملابس الطهر بين الناس كالقمر نور وعن جانبيه من فيالق والوف الناس بالاثر ملبيا رافعا كفيه في وجل لله في ثوب اواب يمضي ينادي خذوا عني مناسككم لعل هذا ختام العهد والعمر. وقام في عرفات الله قصواءه يا له من موقف النظر تأمل الموقف الاسمى فما نظرت عيناه الا اجم من البشر فينحني شاكرا لله منته وفضله من تمام الدين والظفر. يشدو بخطبته العصماء اه زاكية كالشهد كالسلسبيل العذب كالدرر مجليا روعة الاسلام في جمل من رائع من بديل القول مختصر. داع الى العدل والتقوى. وان بها تفاضل الناس لا بالجنس والصور. مبينا ان للانسان ثاني حرمته ممرغا سيء العادات بالمدر يا ليتني كنت بين القوم اذ حضروا ممتع القلب والاسماع والبصر. يا ربي يا ربي شفاعته وحوضه العذب يوم الموقف العسري. صلى الله عليه وسلم من عاش في حجه هذا المعنى واستحضر هذا المشهد وشعر ان نبي الله عليه الصلاة والسلام حج هنا ووقف هناك وطاف وانت اليوم تخطو الخطى اثر الخطى وتضع القدم موضع القدم والله لتشعرن بعزة للسنة في جنانك في حياتك لتشعرن بفرح انك اليوم جئت بعد الف واربعمائة واربعين سنة تقول والله اني لاحبك يا رسول الله واقتفي اثرك يا نبي الله وحريص على اتباع سنتك. تقولها حبا وصدقا ووفاء واستنانا برسول الله صلى الله عليه وسلم ما اعظمه من درس لتعود بعد حجك فتنظر في صفحة حياتك. فلا تضعن موضعا لا تدعن موضعا فيه موطن سنة الا تقفيتها اذا جئت تنام وضعت جنبك على فراشك وتهيأت فطبقت السنن. عندما استيقظت فتحت عينيك كما ختمت نومتك بذكر استفتحت يومك بذكر تتقفى فيه اثر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم لا تزال رعاك الله في شأنك كله في حياتك كلها. متأسيا فيه برسول الله عليه الصلاة والسلام في اقوالك وافعالك. في عباداتك ومعاملاتك في بيتك وفي عملك. في السوق وفي الطريق في وفي المستشفى وفي كل مكان لا يزال لك في رسول الله عليه الصلاة والسلام اسوة تتقفى اثرها ولم لا وقد اتيت فحججت لم لا وقد تقفيت فيه اثاره عليه الصلاة والسلام. واحدة من معاني الفخر والعز في قلوب بالحجيج جميعا انهم يحجون وينتقلون في خطاهم لاداء المناسك منتقلين بين خطى الانبياء عليهم السلام حجت الانبياء عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. وقفوا مكان ما وقفتم ورميتم كما رموا ولبيتم كما لبوا هذا غاية الفخر الذي يعيش فيه المسلمون سلوك درب الانبياء. واما نبينا صلى الله عليه وسلم. فالمأمورين نحن بالاقتداء به والذين امرنا بالتأسي بسنته صلى الله عليه وسلم نعيش في حياتنا اعظم المعاني. باقتفاء سنته فوجدناها المنال وعشنا اياما نقتفي فيها اثاره وهديه وسنته لا ندع فيها قولا ولا فعلا. صغيرا ولا كبيرا قليلا ولا كثيرا ما فعلنا شيء الا في حدود ما حج به عليه الصلاة والسلام ورخص او اذن فيه لصحابته الكرام رضي الله عنهم هل لك عبد الله هل لك ان تعيش بقية عمرك كالخمسة الايام التي عشتها في حجتك والله بوسعك ان تفعل بل قد اثبت لنفسك انك تقدر على ذلك كما فعلته في حجك بوسعك وقد فعلت ان تعيش بقية عمرك مقتديا فيه بحبيب قلبك رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اوام ان تصدق في محبتك لله. والله يقول قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. هذا اوان ان فيه باتباعك لرسول الله صلى الله عليه وسلم تجعله عنوان محبتك ودليل صدقك في وفائك لنبيك عليه الصلاة والسلام فلا تفعلوا الفعل ولا تقولوا القول ولا تنظروا النظر ولا تفعلوا الفعل الا مقتديا فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله عبدا ورحم الله مسلما ومسلما اكرمهم الله بالحج فحجوا. فلما عادوا بعد حجهم اذا من خيار امة محمد صلى الله عليه وسلم يقتفون اثر سنته ويرفعون رايتها بل وينشرونها في الافاق رحم الله عبدا مر باخ له في الله فقال له اخي هذه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. ونبه بلطف فقال اخي هذا لم يكن من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. عندما ننطق بالسنن ونعيش على السنن ونحيا من اجلها. نعيش حياة ملئها البركة وعنوانها الصفاء واطارها الاخاء. نعيش حياة حافلة برحمة وخير وبركة لما لا نحن نعيشها مقتدين فيها برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ثالثا من اثار الحج العظام التي يرجع بها الحجيج من حجهم ايها الكرام. هذا المعنى الفريد العظيم الذي نجزوه في كل موطن من مواطن الحج نجده في الحرم. ونجده عند الكعبة وفي الصفا والمروة وفي عرفات ومزدلفة ومنى وعند الجمرات وفي المطارات وفي الحافلات والقطارات تجد هذا التلاقي الاخوي كبير. تجد هذا الاجتماع البشري العجيب تجد هذا التمازج الانساني الذي لم يجتمع لا على لون ولا لغة ولا ولا دولة ولا شيء سوى الاجتماع على دين الله وكفى تفرقوا في كل شيء ولا جمعهم الا الاسلام يختلفون في كل النواحي ولا يتفقون الا في العقيدة. وجاؤوا لهذه العبادة. علمك الحج ان لك اخوة في الاسلام من شرق الارض بها. ربما ما رأيتهم في بلادك قط ولا زرت بلادهم في حياتك قط. لكن الله جمع بك معهم في بيته الحرام وفي المشاعر العظام علمك الحج انك اليوم لست وحدك وان لك من اخوة الاسلام الالوف المؤلفة هنا وهناك. وانك تنتمي الى امة عريقة عراقة هذا التاريخ واسعة سعة هذا الامتداد في بلاد الدنيا كلها. علمك الحج ان اثرا عظيما وجدته في اعتزازك باخائك لاخوانك المسلمين. فتذكرت بذرة هذا الاخاء الايماني الطاهر التي بذرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اخى بين المهاجرين والانصار في اوائل ما صنع لما قدم المدينة مهاجرا صلوات ربي وسلامه عليه اخى بينهم واعلنها ان تشييد صرح الاسلام لا يقوم الا على هذا الاخاء الا على هذا المعنى الكبير فاخى صلى الله عليه وسلم في في المدينة بين الاخوة بين المهاجرين واخوانهم من الانصار. اخى بين الموانىء وبين الاحرار اخى عليه الصلاة والسلام بين سلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي اخى بين هؤلاء الموالي الاعاجم وبين الاحرار من قريش ومن الاوس والخزرج من الانصار ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد بن معاذ وسعد بن عبادة واسعد بن زرارة وكبار المهاجرين والانصار اخى بينهم جميعا فزالت بينهم الفروق وتلاشت بينهم الطبقية واتحد بينهم علائق الاخاء على نحو عجيب. فكونوا نسيجا مسلما قوامه هذه الاخوة العجيبة وفي الدين فيبقى القانون الذي يحكمهم انما المؤمنون اخوة. يبقى الدستور الذي يتحاكمون اليه المسلم اخو المسلم تبقى الراية التي يجتمعون عليها وكونوا عباد الله اخوانا عاشوا هذا المعنى جاء الحج فاقبل اولهم واخرهم مئة وعشرون الفا ما فرقتهم قبائل ولا انتم الى رايات ينتزعون اليها الى اصولهم وقبائلهم واوطانهم بل جاؤوا الجميع يقول لبيك اللهم لبيك يعلمك الحج معنى هذا الاخاء الايماني الطاهر فتعود الى نفسك وتملؤها عقيدة اسلامية صافية ويقين راسخا ان هؤلاء اخوتك في الدين. وانه بعد اليوم لا ازدراء لجنس ولا احتقار للون ولا انتساب الى عنصر ولا جنس ولا عرق ينحدرون منه ان الاعتزاز والانتساب الحقيقي لهذا الدين العظيم وان اخوة الاسلام تسمو فوق العلائق وتتجاوز تلك الحدود كلها. تبقى التنظيمات والترتيبات وتبقى دول والانتماءات والتنظيمات القائمة التي ليس لها اثر على حساب اخوة الاسلام. وان الجميع اليوم اخ للجميع والمسلمون في هذا الدين وفي هذه الشعيرة وفي هذه المناسك يثبتون تآخيهم. فيصفون جميعا ولا اجمل يلتقي جميعهم بجوار بعض يصطفون يتحلقون حول البيت الحرام. وقد افاضوا جميعا بين تلك المشاعر ووقفوا في تلك العظام ترى فلا شيء يفرق بينهم ولا شيء يفصل بينهم هذا المعنى الكبير يتجدد كل عام في حج بيت الله الحرام ليبقى اثرا بليغا وان المسلم في كل انحاء الدنيا اخ لك تحمل همه ويحمل همك وترقب شأنه ويرقب شأنه تنتصر لقضيته وينتصر لقضيته. الكل هنا يشعر ان دين الله جل جلاله كما قال سبحانه ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ومن اثار الحج ايها الكرام. رابعا اثر عظيم يتجلى في سلوكنا في اخلاقنا في انماطنا في الحياة. سلوك الرفق اخلاقي الحميدة والخصال الحسنة. نعم الحج بر وبر الحج حسن الخلق فيه. البر حسن الخلق كما قال عليه الصلاة والسلام والحج المبرور الذي جاهد الحجيج انفسهم لبلوغه هو الحج الذي ملئ برا فحجك المبرور الذي ملأته كان من اعظم وجوه البر فيه حسن الخلق. ورفق افاض به قلبك على اخوانك. ورفقتك واصحابك والناس من حولك ابن خلق وطنت فيه نفسك واقمتها وروضتها على خلق كريم. حاربت نفسك في مواطن عدة في الحج فالزمتها والجمتها وصنتها عن ان يستفزها الشيطان او ان تجري معه في مسالك الهوى وقد وفقك الله فوجدت في حجك هذا المعنى الا فرحم الله من عباده الحجيج من اكرمهم فرجعوا بعد حجهم وقد سمت اخلاقهم وصفت ارواحهم وعلت طباعهم نحو الاكمل والافضل حق لك والله اخي الكريم عبد الله انت امة الله حق لي ولك ولكل من اكرمه الله بالحج ان يعود بعد حجه الى زوجته الى اولاده الى اهل بيته وجيرانه واقربائه فيرون فيه اول ما يرون عندما يستقبلونه عند بوابات المطارات او على اشرف المنازل وعند ابواب القرى وعند مكان استقبال الحجيج العائدين. حق لنا جميعا والله يا اخوة ان يروا اول اول ما يرون في وجوهنا اثرا مختلفا هو نور الطاعة هو اشراق العبادة والسكينة التي غشيت الحجيج هي الرحمة التي عمتهم. ينبغي ان تكون هذه اثارا يقرؤها الناس في الوجوه قبل ان تنطق الشفاه فكيف اذا عايشتها وعاشرتها كيف اذا خالطتها وجلست معها؟ يا اخوة رجع كيوم ولدته بامه بشارة بشر بها النبي عليه الصلاة والسلام فئة من الحجيج. من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق من رجع كيوم ولدته امه حمل معه عنوان البراءة والطهر والصفاء والنقاء رجع خالي الصدر سليم النفس رجع بعد حجه لا احقاد لا اضغان لا ذكريات بالامس لا قطيعة للماضي رجع كيوم ولدته امه لن تذكره المواقف الماضية بالاسى والقطيعة والظلم والهجران سيسمو على ذلك كله. ويطأ عليه باقدامه ولا تعجب. فهو قد حج الى بيت الله الحق وبقي من اثار حجه ان يعود اسمى واعلى واصفى وانقى من كل النظرات الدونية ومن كل المواقف التافهة يعود اشرف واعلى من كل حظ من حظوظ النفس الدنية الزائلة. يا اخي ما الذي بينك وبين اخوتك؟ ابناء عمومتك اقاربك ارحامك خصومات في الماضي شراكات ونزاعات لم تفصل حتى اليوم دعاوى ومظالم اذى وسوء جوار حسن الخلق ان كان في احد معانيه بذل الاحسان فان معناه الاعظم احتمال الاذى الصبر على الضيم العفو مع المقدرة. التنازل عن الحق وهو حق لك هذا هو سمو المسلم في حسن خلقه ان لعباد الله من الحجيج اناسا جعل الله تعالى في نفوسهم من اثر الحج شيئا عظيما من الخلق الذي يتسامى به احدهم بعد رجوعه من حجه. فاذا به بين كل الناس من حوله ممن يعرف ومن لا يعرف. وعليه اثر الطهر والنقاء والتقى والصلاح. وقد اكرمه الله الله بخلق كريم فترقى به. فما نظر الى قوله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها بل نظر الى الارقى فمن عفا واصلح فاجره على الله نظر الى قول الله عز وجل ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل لكنه نظر الى الاعلى والاسمى فقرأ قوله تعالى ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور ما يريد الا الاعالي الا المكارم. لا يريد الا السمو لا يريد الا الكمالات لا ينشد الا اعالي الدرجات. يا اخوة تلك منازل ليست باليسيرة ولهذا يقول الله عنها ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم. انظر ماذا قال الله وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم واولى الناس بهذا المعنى انتم حجاج بيت الله الحرام. اي والله انتم احرى الناس وقد صفت قلوبكم وتطهرت نفوسكم. اما غسلتها مياه الامطار في عرفات؟ وقد غسلتها مياه بالدعوات. يا اخي قلوب طاهرة ونفوس صافية هي اولى والله بان تحمل هذه المعاني السامية هي اولى بالوصول الى تلك الدرجات الراقية. انتم اولى بان يخاطب انتم اولى ممن يخاطب بان ارتفعوا باخلاقكم وتساموا او في نفوسكم علمكم الحج ان عفوا بعفو وان احسانا باحسان. من اراد عفو الله فليعفو عن العباد. ومن اراد احسانا من رب العباد فليحسن الى العباد علمك الحج انك كلما بذلت خيرا واحسانا وجدت من الله مثله واضعافه. والله في عون العبد ما دام العبد في بعون اخيه. والنبي عليه الصلاة والسلام علمنا واغرانا ان الجزاء من جنس العمل. من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. يا اخي اسعى اسعى في هذا الطريق ولا يراك الله الا محسنا لا يراك الله الا مرتقيا باخلاقك. ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة. علمك الحج ان من دار العظام التي تحملها نفسك الكريمة. وقد حجت بيت الله الحرام وافاض على قلبك العفو والغفران. وقد البسك الكرامة يوم عرفات وباهى بك ملائكة السماء. علمك الحج الا ترجع كما كنت. يا كرام. والله ما ينبغي لاحدنا ان يرجع الى حجه هو كما هو الذي جاء قبل الحج حاشا والله معاذ الله اعيذ نفسي واياكم ان يرجع احدنا بعد حجه كما هو ما تقدم الى الامام خطوة ما ارتقى الى الى العلياء درجة ما انتزع من اخلاقه وسوء نفسه خصلة. جاهد نفسك وكلما اتاك شيطانك يدافعك او يذكرك او ينبش فيك ذكريات الماضي فاستعذ بالله منه واخزه وذكر نفسك انك اليوم اقوى وانك بايمانك بالله ارقى وانك بحجك بفضل الله عليك تعود افضل واحسن واكمل. الكمال يا ليس في انتزاع الحقوق واستيفائها. الكمال حقيقة في العفو عند القدرة يوم الفتح فتح مكة ماذا قال المصطفى عليه الصلاة والسلام؟ وهو الذي عادته قريش من قريش اهله جماعته عمومته واقاربه صهره وارحامه هذه قريش عادته ثلاث عشرة سنة بمكة لاق فيها الاذى عليه الصلاة والسلام باللسان كذاب ساحر وشاعر ومجنون لاقى الاذى باليد فيضعون سلل جذور على ظهره الشريف وهو ساجد صلى الله عليه وسلم. تأتي فاطمة ابنة رضي الله عنها طفلة صغيرة تسعى باكية. تزيل هذا عن ظهره. تبكي اباها ما الذي يصله من اذى قريش بل بلغت المؤامرة الى قتله عليه الصلاة والسلام الى هذا القدر من الحقد والضغائن. يهاجر اصحابه الاوائل الى الحبشة فيتبعونهم اذى الى النجاشي يطلبون استردادهم واستعادتهم لينكلوا بهم مزيدا من الاذى. قتلوا من قتلوا وفجروا بمن فجروا ثلاث عشرة سنة بمكة فيها حصار الشعب فيها موت عمه وزوجه خديجة رضي الله عنها ما كفاهم شيء من الاذى يمشي عليه الصلاة والسلام بمنى يدعو الناس القبائل القادمة الى الحج فيمشي خلفه عمه ابو لهب فيقول هذا ابن اخي وانا ادرى الناس به دعوه هذا كذاب هكذا وجد عليه الصلاة والسلام ثم هاجر الى المدينة فتبعوه يريدونه حيا او ميتا عليه الصلاة والسلام. تخيلت ان سيد البشر ونبي الله يختبئ في غار هو وصاحبه مطاردين مهاجرين هاجر الى المدينة فلم يكتفي هذا الاذى ولم يكف. لحقوه بالاذى والعدوان. غزوة بدر فاحد فالخندق. وما بينها من السرايا والقتال حتى سنة ست من الهجرة في صلح الحديبية هذه تسع عشرة سنة لم يكف فيها اعداء قريش ثم غدرت بالعهد فاتى فاتحا عليه الصلاة والسلام مكة سنة ثمان من الهجرة. هذه تمام احدى وعشرين سنة وخصمه فيه قراباته عمومته ابناء عمومته. جماعته وقبيلته وعشيرته لم تكن عداوة في انتزاع ولا خلاف على مال ولا شراكة ولا قطعة ارض كانت خلافا على عقيدة ومبادئ ودين وجهاد وقتال امضوا فيه احدى وعشرين سنة فلما جاء فتح مكة ودخل عليه الصلاة والسلام مظفرا منتصرا اعلن الامن والسلام. من اغلق بابه دون فهو امن. من دخل دار ابي سفيان فهو امن. من دخل المسجد الحرام فهو امن. لا يريد قتالا عليه الصلاة والسلام. ولا يريد ان يقابله احد في الطرقات يحمل سلاحا يريد اخلاء الطرقات وكف القتال وارخاء السلاح اتى الكعبة فاجتمعوا في المسجد الحرام متحلقين به فيسألهم ما تظنون اني فاعل بكم هذا الدرس الكبير يا اخوة كيف نتعلمه ماذا قالت قريش حينها؟ قالت اخ كريم وابن اخ كريم الان اخ كريم لما تمكن من رقابهم عليه الصلاة والسلام تظنون انهم قالوها مجاملة انهم قالوها خوفا انهم قالوها يدفعون بها تسليط السيف على رقابهم. لا والله. والله قالوها صدقا لما وقر في قلوبهم من معرفتهم بخلقه عليه الصلاة والسلام قالوها يقينا بما عرفوا وعهدوا عنه صلى الله عليه وسلم من سموه. يا اخي الكريم حسن الخلق هنا عند الاقتدار والله لو قطع رقابهم عن بكرة ابيهم لكان منصفا ولو عذبهم واحدا واحدا لكان ثأرا بجزء من الحق قال ما تظنون اني فاعل بكم؟ قالوا اخ كريم وابن اخ كريم. قال عليه الصلاة والسلام اذهبوا فانتم الطلقاء