الحمد لله والصلاة والسلام على اخوان الأكملان على اشرف الأزكى وافضل خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه قلت ولا زلت اقول المؤمن لا يسمع من الخير الجنة برحمة الله بامر الله سبحانه وما اجمل وما اجمل ان ينتقل الحاج من بقية خير الى مطية خير فلك الحمد ووفقتنا لنجاح اللهم فاجعل عملنا في رضانا فاذا فرغت فانصب الى ربك فاغضب. الله اكبر في هذا المساء الجميل من اقوال العلم والعلم حفظه الله ومعاه الشيخ حسن البخاري حفظه الله المدرس والمعلم بالمسجد الحرام بل وكذلك الامام المكلف السابق للمسجد الحرام كذلك اسأل الله ان يعلن وان يرفع شأنه وان ينشر ذكره في اهل السماء كما نشره في اهل الارض. شكرا لكم شيخنا. حفظتم السير الينا اسأل الله ان يحسن اليكم ثم احسنتم اليكم. جزاكم الله عنا خير الجزاء. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي اكرمنا وهدانا ويسر لنا واعاننا الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء من بعد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. ايها الاخوة والاخوات الكرام حجاج بيت الله الحرام في مخيم النور. هذه الليلة الاخيرة ايها الاحبة الكرام للحجاج هذا العام. هذه ليلتهم الاخيرة بمنى وهذه ساعاتهم التي يقضون بها المناسك في حج هذا العام. ثمة قضية يحسن ان يكون حديثنا عنها من باب التواصي على الحق. الذي اثنى الله تعالى به على وجعلهم في عداد الناجين واهل الفلاح والنجاة من الخسران. يا كرام تقوى الله سبحانه وتعالى مطلب شريف ومرتبة سامية كريمة نالها الخلص من عباد الله الاولياء. اشرف البشر في الامة بعد الانبياء عليهم السلام. الاولياء الصالحون من تولاهم الله عز وجل بكرامته وعنايته ولطفه واحسانه. وهم احرى الخلق بفضل وانعامه وهم افضل البشر كما اسلفت بعد الانبياء والرسل عليهم السلام. الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. هي التقوى اذا التي كثر الحديث عنها في كتاب الله. وجاء التشويق اليها كثيرا في الكتاب والسنة وما زال الخطباء كلما اعتلى احدهم المنبر قال اما بعد فاتقوا الله عباد الله. حسبكم انها ليست وصية الائمة ولا الخطباء ولا دعاء هي وصية رب الارض والسماء لنا ولمن سبق من الامم ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله من غير ما اطالة يا كرام. تقوى الله عز وجل مطلب شريف. والحج كل عام يأخذ بيدي ويدك ويد كل الحجيج للوصول الى مرتبة التقوى هكذا هو الحج وهكذا اراد الله. خذ اية الحج يأمر الله بالتقوى. قال وتزودوا فان خير الزاد التقوى ينقل المسلم في حجه بمشاعره واحاسيسه وبكل كيانه الى ان يعيش معنى التقوى لله في الحج اول اية في سورة البقرة في سياق الحج ختمت بقوله تعالى واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب. ولما جاء الحديث الى ما يحتاجه الحجيج في حجهم من التزود للسفر والاعداد له باخذ المتاع والطعام والشراب والنفقة قال وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا اولي الالباب. وما زال الحديث حتى اخر اية في السياق. واذكروا الله في ايام معدودات. ايامنا هذه في منى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى. واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون هي قضية ذات حضور ظاهر كثيف في ايات الحج في في القرآن. وسورة المائدة التي جاءت فيها ايتان او ثلاث للحديث عن كفارة جزاء الصيد تختم هي الاخرى بقوله تعالى واتقوا الله الذي اليه تحشرون. صدقوني لم يكن تهديدا للحجيج ولا وعيدا لهم بان الله عز وجل بعقابه الشديد توعدهم وهم جاءوا ملبين محرمين قاصدين للنسك. لكنها كانت لقضية في القلب ينبغي ان يعيشها الحاج. وان يعيش بتقواه في قلبه فهي وظيفته في الحج. بدنك عبد الله ايها الحاج الكريم له حظه في العبادة في الحج. له ارتحال وانتقال وذهاب ومجيء. حجت قدماك ويداك. وحجت جوارحك. قلبك ينبغي ان يحج وحجه يعني القلب ان يمتلئ في حجه بتقوى الله سبحانه وتعالى. كذلك الشأن في سورة الحج وهي ثالث المواضع التي جاء فيها ذكر الحج في القرآن الكريم. مطلع السورة يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم وايات الحج جاءت حافلة في سورة الحج. ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. ولما كان الحديث عن الهدي والاضاحي وكيف يكون تعظيمها عند الحجيج؟ قال الله سبحانه لن نال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم. بعيدا عن المقدمات التفصيلية. السؤال المهم حج عندنا القدم واليد وحج البدن بطواف وسعي ومبيت ورمي ودعاء وذهاب ومجيء وعود ونزول. السؤال المهم هل حج القلب؟ وهل نال نصيبه ايضا من النسك الذي جاء وارتحل وبذل له وسعى هذه قضية غاية في الاهمية يا كرام. حقها ان نتداعى اليها. اعلم انه بقي ساعات. هي بقايا حجنا العام بقية ليلتنا هذه وساعات من النهار حتى نرمي الجمرات غدا ونعود منصرفين الى الطواف والوداع والرجوع الى المساء لكن والاهل والاولاد حظ القلب ينبغي ان يكون وافرا بل لست ابالغ ان قلت حظ القلب في الحج اعظم من حظ البدن كم تعبت ونصبت وذهبت واتيت؟ وربما اصابك التعب والارهاق والاعياء والحمى والنصب. لانك بذلت جهدا والله اخوة حظ القلب في الحج اعظم بل هو زاده في حجه. هو الامر الذي ينبغي ان يكون قلبه النابض في الحج وان يكون حجه فيما يفيض به القلب على البدن من الجوارح واليدين والقدمين. وما ينعكس عليك في خطواتك في اداء المناسك في هيئته الظاهرة هو انعكاس لما امتلأ به القلب. مؤسف والله يا كرام ولنكن صرحاء. مؤسف ان تحج الابدان وتبذل كل ما عليها وتقوم بالواجبات والاركان والمستحبات وتستوفي صفة المناسك بمعزل عن حج القلب او يحضر حضورا ضعيفا ولنكن صرحاء ربما ادركتنا ساعات خشوع وخشية وتجلي في ساعة في عرفات حضر فيها القلب ودمعت فيها العين وقشعر فيها البدن. وشعر العبد انه يحلق في سماء الايمان قربا من الله وانسا بذكره وتلذذا بمناجاة لكن ليس ينبغي ان يكون هذا الشعور الايماني المحلق بتقوى القلوب ساعة من نهار في عرفة. بل هو هو فريضة في الحج منذ ان احرمت قلت لبيك اللهم حجا وحتى تغادر قلبك هو الخطوة الاولى قبل ان تخطو بقدميك خطوة في الحج قبل ان تصعد وتذهب. مبدأ ذلك من النية ومرده الى القلب. هل عظمت الله؟ هل وقع في القلب تعظيم المناسك والشعائر والحرمات كما اراد الله ومن يعظم حرمات الله الحرمة كل شيء له قدر ومكانة محترمة ومنها ما فيه في الحج الشعائر قيل هي الذبح الهدي والاضاحي. هل عظمت؟ لما نفقت قيمة ما دفعت في هديك واضحيتك؟ هل وقعت من قلبك موقع التعظيم. وقد قال السلف ان تعظيم الهدي والاضاحي يكون باستسلامها وغلاء. اثمانها. فان تشتري الشاة السمينة الثمين احب الى الله ودلالة على تعظيمك في قلبك لهذا الواجب في الحج. تأتي السوق فتشتري اضحيتك للحج او هدي التمتع فتجد شاتين مجزئتين كلتاهما هذه بالف ريال وهذه بالفي ريال تاهما مجزئة سنا وسلامة من العيوب وسائر الشروط الشرعية. غير ان هذه اكبر واعظم حجما واكثر لحما في منطق الانسان عندما يشتري اي شيء في سوقه في دنياه سيأخذ الاوفر. طالما كلتاهما ستجزي ساخذ ذات الالف والالف الاخرى ساوفرها لحوائج الدنيا الاخرى لحاجات البيت والاولاد والاسرة والمصاريف والفواتير والنفقات. لكن منطق التعظيم يملي عليك شيئا اخر شتا ساشتري الاكبر والاثمن والاسمن والاغلى وفي النهاية اللحم لك. وزيادة اللحم انت المنتفع بها؟ هذا دلالة على تعظيم قلب العبد لربه. ولست مستطردا في هذا الباب ما يحكى عن السلف من جليل الاثر في تعظيمهم للهدي والاضاحي وانهم يجعلونها علامة. كان بعضهم يستدين ويسوق البدن ويسوق الهدي ويأخذ ما عنده فقيل له تستدين وتفعل؟ قال سمعت ربي يقول والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير. فشيء يقول ربي فيه لن اتأخر عنه. من هنا قال الكثير من اهل العلم بوجوب الاضحية مثلا على الموسر. القادر عليها. دعك من هذا نفقتك في الحج هل فعلتها فعلا معظما ربك؟ وانك منذ ان قررت ان تحج فاشتريت تذكرة طيران وحجزت في شركة ومؤسسة وحملة هل فعلت ذلك معظما ربك وانك تنفق ما تنفق مستشعرا انك تجعل مالك في امر يحبه الله لا يعجبك ذلك الرجل الذي اذا جهز ميزانية رحلة سياحية هو واسرته تبلغ خمسين الف مائة الف انفقها مستمتعا مرتاحا منشرح الصدر وان ما جمعه خلال سنة وادخره وجده راحة كنفس وسرور فرح به هو واهل بيته. فاذا جاء للحج وانفق مثله او اقل منه جعل يشعر بان ذلك نقص في مال ادخر وانه ربما كان مغرما. ونحو هذا الشعور. ما هكذا يعيش من عظم ربه في اداء المناسك تعظيم نفقة تعظيم نية تعظيم عبادة تعظيم وقت كيف اعظم الله فيما بقي من الدقائق الان؟ من الساعات في ليلتي هذه ويوم غادين مما تعظم به ربك عز وجل وتملأ به قلبك من تقوى الله سبحانه كثرة ذكره. والذكر هذه التي هي صلب الحج وعماده وروحه. واذكروا الله في ايام معدودات. فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه ها لمن اتقى تعجل ان شئت في يومين لمن اتقى او تأخر لليوم السادس لمن اتقى ثم جاء الامر المتعجل والمتأخر سواء واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون. مؤسف والله يا اخوة ساكون صريحا مرة بعد مرة مؤسف ان نعيش في حجنا كل الخطوات ونؤدي كل المناسك ونعتني تماما بالهيئة الظاهرة للعبادة اركانا واجبات وشروطا وسننا ومستحبات ان نفعل كل شيء. ثم نكتشف ان اقل شيء فعلناه في حجنا هو ذكر الله الذي ينبغي ان يكون بالمقام الاعظم والحظ الاوفر كم مرة جاء ذكر الحج؟ عفوا ذكر ذكر الله في الحج في القرآن فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام. طيب وماذا كنا نفعل في عرفة؟ كنا في غمرة الذكر وفي ذروته يقول فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام. يعني اذا فرغت من الذكر فاشرع في ذكر اخر في مزدلفة. ما انتهى لاحظ كثافة حضور قضية الذكر لله في الحج. فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام. واذكروه كما هداكم. وان كنتم من قبله لمن الضالين ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله هذا ذكر ان الله غفور رحيم. فاذا قضيتم مناسككم ها فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا. ثم يقول بعدها واذكروا الله في ايام معدودات بالله عليكم ماذا فعل من حج ولم يذكر الله الا قليلا؟ تكاد تحصي كم مرة اللب وهو محرم؟ تكاد تعد هو يعد لنفسه كم مرة هلل وكبر وحمد الله بعد تحلله بعد رمي جبرة العقبة الى ان غادر من لماذا هذا الذهول والغفلة عن قضية هي قلب الحج النابض؟ تدري لما اعتلى الذكر هذه القضية في اعمال الحج؟ لانه وفعلا يجعل القلب يعيش معنى التعظيم لله والقرب من الله. وذكر الله حاضر على لسانه على الدوام. نحن يا اخي خلقنا الرؤوس ذكرنا الله. الرمية اللي جمرها ذكرنا الله في الطواف والسعي نذكر الله في المبيت والرمي كل شيء. لكن لما لم يذكر الفقهاء وذكر الله في اركان الحج ولا في واجباته. ما كان سهوا منهم. لكن لان ذكر الله قضية اكبر من ان تكون او واجبا في الحج هي اكبر من هذا. لو كان ركنا لحجمناه لكنه روح تسري في اعمال الحج قضية تتغلغل في كل خطوة من خطواته وكل جزء من اجزائه. فلا يحسن ان تقول هذا ركن مثل الرمي والمبيت والحلق والنحر ليس ركنا او واجبا هو اعظم من هذا. ومن فقد روح الحج في حجه فقد حج حجا اتعب معه البدن وانهك معه الجسد ولا والله لن يجد له متعة ولا لذة. وسيكون التذمر والتضجر والانزعاج اقرب اليه من لذة العبادة حين يؤديها. صدقا والله يا كرام. وربما كان الزحام والتعب والحر والامراض واختلاط الانفاس واختناق كذا كان على الدوام مجددا لانزعاج بدنه واعضائه حج وعاد. فاذا سئل عن حجه ما زال تحدثوا من غير ما شعور لان الحج تعب وارهاق وزحام ووجدنا وتعبنا في قطار مزدلفة في المشاعر وعند الجمرات وفي الحرم كل الشاغل ما وجد من تعب ونصب وعناء وهو حق وجد هذا. لكن والله يا كرام من حضرت روحه في العبادة واستمتعت وتلذذت وتقلبت في اكنافها لكان ما يجد من المتعة عنده اكثر حضورا وتذكرا في ذهنه من ما وجد اخبروني كيف كان يستمتع عليه الصلاة والسلام بقيام الليل وقدماه متورمتان منتفختان متشققتان من منكم جرب انتفاخ القدم وتشقق الكعب والرجلين؟ واش فيه من الم. من كان يشكو تورما وانتفاخ وتشققا هل يقوى ان يقف على قدميه خمس دقائق؟ عشر دقائق بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام يقرأ البقرة فالنساء في ال عمران في ركعة اين ذهب شعور الالم؟ والله ستجزم انه لما استمتعت الروح وتلذذت طغى عليها شعور المتعة بما انساها الم الجسد هي هكذا شأن العبادات اذا حضرت فيها الارواح. والحج كذلك يقف صلى الله عليه وسلم بعرفة بعد ان صلى الظهر والعصر جمعا وقصرا. وخطب الخطبة الوجيزة البليغة التي ما تتجاوز صفحة اليوم في كتابتها. ثم ما هو الا ان استقبل القبلة على ظهر ناقته القصوى ورفع يديه ودعا حتى غربت الشمس. يا اخي تتكلم عن ساعات متواصلة اربعة خمس ست ساعات لم ينقطع فيها هو اناء من لبن اوتي به. فعرفوا انه ليس بصائم لما شرب صلى الله عليه وسلم. وباقي الوقت كان يعيشه بروحه صلى الله عليه وسلم وقتا مستقطعا من العمر والحياة. ما التفت الى احد ولا تحدث مع انسان ولا ذكر ولا روي انه يوم عرفة مدد ظهره وارتخى او اخذ قيلولة او جلس مع انسان او تحدث ما ذكر هذا اطلاقا معه زوجاته كلهن رضي الله عنهن ومعه اصحابه والامة كلها مئة وعشرون الفا وكلهم والله بحاجة اليه اما سائل يسأل او شخص عنده قضية او ثالث ورابع يا اخي منهم من لم يدركه الا في الحج في مكة او في الطريق او في عرفة وتكتحل عينه برؤية النبي عليه الصلاة والسلام يحب ان يجالسه ما ذكر في روايات الحج على ما ذكر فيها من الدقائق حتى لعاب الناقة التي سالت بين كتفي الصحابة وهم يقودون خطامها ما نقل انه انقطع عن الدعاء وارخى يديه. لله الله صلى الله عليه وسلم ما الذي كانت تعيشه روحه في لحظات الحج؟ والله لقد كان يعلمنا والامة من ورائه الى يوم القيامة ياما كيف تحج القلوب قبل الابدان اذا حجت؟ وتكون حاضرة في كل خطوة. ما زال في الوقت متسع من ليلتنا هذه وساعات من نهار غدنا بوسعنا والله يا كرام ان نملأها ذكرا لله. لانه ما بني البيت ولا اذن الخليل ابراهيم عليه السلام بالحج الا اهانة. واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا يعني يمشون على ارجلهم. وعلى كل ضامر راكبين الابل التي ضمرت من طول السير وتعب المسير. يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام المعلومات هكذا يا اخي انا وانت ما جئنا الا لهذه القضية. فمؤسف ان تكون هي القضية الاقل التي نؤديها في حجنا ونزهد فيها وهي روحه وصلبه وقوامه الاعظم. اقول ما زال هناك بقية لتسبيح وتهليل وتكبير وتحميد ما زال هناك بقية لايات من القرآن وربما ختمة ان جد احدنا فيما بقي من اجزاء وما زال هناك بقية لدمعة وخشوع ودعاء وخضوع وبكاء ما زال هناك متسع لان نكون في صلاتنا وذكرنا وسائر ما نؤديه في حجنا اقرب الى الله عز وجل والله كريم. ومن تقرب اليه تقرب منه سبحانه. ومن ذكر الله في نفسه ذكره عز اسمه في نفسه. ومن ذكره في ملأ ذكره الملك الكريم سبحانه في ملأ خير منه. فماذا تريد تحفيزا اشد من هذا واعظم واكثر اغراءا؟ الامر بين يديك عبد الله سابق انفاسك ودعني اذكرك ينام اثنان في حملة في رفقة حج يتصاحبان على فراشين يأكلان على السفرة ذاتها يدخلان ويخرجان سويا ذهبا في كل الافعال سويا وفعلا كل شيء معا. وربما كان بين حجها هذا وصاحبه كما بين السماء والارض. ما اختلف في شيء صنعها لكن اختلف ما عمر به قلب كل واحد منهما في حجه وما الذي صنعه عندما يستلقي احدهما على جنبه ينتظر المنام في الليل يستدعي الخواطر افكار والمشاهد التي ينتظر بها حلول النوم وهو صعود روحه الى باريها. والاخر تصعد انفاسه ممتلئة بذكر الله يسبح يكبر ويهلل ويحمد الله حتى تغمض عيناه. فيكون ذكر الله اخر شيء ختمت به صحيفة عمله قبل النوم. وهو اول شيء افتحوا الى ما فتح به وقال بسم الله. الحمد لله الذي احياني بعدما اماتني. هكذا يا كرام يكون حجنا الى هذا الطريق الشريف ان نكون في عداد الذاكرين الله كثيرا. هو اعادة الحج الى روحه واعادة ارواحنا الى حجها اعوى انس هو اعطاء القلوب حظها من هذه العبادة الشريفة العظيمة. وهو ايضا ما يقودنا الى تحقيق تقوى الله في القلوب. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا في حجنا هذا من اوجه من توجه اليك ومن اقرب من تقرب اليك من اخصهم زلفى لديك يا رب العالمين. اللهم اكتب لنا وللحجيج جميعا حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا. اللهم نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. ونسألك يا رب لنا ولجميع امة الاسلام من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم هؤلاء حجاج بيتك الحرام قد اتوك من كل فج عميق فاتي يا رب كل سائل ما سأل وحقق لكل مؤمل فيك ما امله يا كريم يا جواد يا واسع المن يا عظيم العطاء اله الاولين والاخرين وديان يوم الدين. اللهم نسألك باسمك الاعظم الذي اذا دعيت به اجبت. واذا سئلت به اعطيت. الا تجعله اخر العهد بحج بيتك الحرام ولا شهود هذه المواقف العظام. اللهم اجعلنا من البررة الصالحين والاولياء المقربين وحزبك المفلحين يا رب العالمين الهنا من ارادنا واراد الاسلام والمسلمين والحج والحجيج بسوء فاشغله يا ربي بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره يا ذا الجلال والاكرام. واكفناهم بما شئت يا حي يا قيوم. اللهم موفق وايد بالحق امامنا وولي امرنا خادم الحرمين. اصلح يا رب له النية والبطانة والقول والعمل. اللهم من اكرم وفدك فاكرمه. ومن اعانهم فاعنه. ومن يسر عليهم فيسر عليه. ومن حفظهم فاحفظه. ومن بذل لهم وسعى لاجله ان فاخلف له يا رب بخير واكرمه بخير الجزاء وحسن العاقبة والمآل ورفعة الدرجات في الدنيا والاخرة يا ذا الجلال والاكرام اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين