بسم الله الرحمن الرحيم. يسر الادارة العامة للتوجيه والارشاد بالمسجد الحرام. ان تقدم لكم الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما القسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي اتم علينا النعمة واكمل لنا الدين. واختصنا امة الاسلام من بين سائر الامم بهذا الدين العظيم ونبيه الامين وكتابه المبين احمده تعالى حمد الشاكرين واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين كتب لعباده الحجيج شرف العبادة واتيان بلده الامين ويسر لهم اتمام النسك وطيب المقام في جوار بيت رب العالمين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صادق الوعد الامين بلغ الرسالة وادى الامانة وجاهد في الله حق بهادي حتى اتاه اليقين. فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين. والصحب ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد احبتي الكرام ها نحن نجتمع مرة اخرى بعد ان اكرمنا الله جل جلاله باداء النسك واتمام اعمال حج هذا العام. فالحمد لله على التمام والحمد لله على الدوام. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتضاعف الحسنات وتكفر السيئات الحمد لله اولا واخرا وباطنا وظاهرا. الحمد لله ليلا ونهارا سرا وجهارا. الحمد لله اه الذي اذعنت لعظمته الخلائق ولبت من اجله تلك الحشود. ووقفت له على صعيد عرفات. ورفعت له دعوات وسكبت له العبرات وكل ذلك بفضله ومنته سبحانه وبحمده جل في علاه ايها الكرام في اعقاب اداء الحج ونعمة الله جل جلاله بهذا التوفيق لاداء المناسك واتمام المشاعر هي فرصة ان يشعر العبد فيها بجليل نعمة الله عليه. وعظيم ما وفقه اليه. فلا يزال يلهج بحمد الله الثناء عليه وشكره باللسان والقلب والبدن والجوارح. اما ان نعم الله عز وجل لا حد لها. اما ان فضله سبحانه وتعالى ما زال يحيط بنا. فحق لاحدنا ان يعيش حياته شاكرا لله. ذاكرا لله بحق العبودية لله سبحانه وتعالى اما انه مما لا يسع تجاوزه ولا ينبغي العدول عنه. انه في اعقاب هذا التيسير والتوفيق والكرم الالهي ثمة اسباب بذلت وثمة مساع قدمت حقا لنا ايضا ان نشكرها وان ندعو الله لاصحابها. تلك الجهود عظيمة التي قام بها كل مسؤول وجهة كلفت بهذا الدور في بلاد الحرمين. قامت به خير قيام وادت على التمام فشهد الجميع بفضل الله عز وجل يسرا وسهولة واتماما للنسك في صحة وعافية حسن ايمان فالحمد لله ثم الشكر لهؤلاء مع الدعاء المقترن بعظيم الجزاء وكريم الثواب. فاللهم اكرم من اكرم وفدك واعن من اعانهم واسعد من اسعدهم ويسر على من يسر لهم. واحفظ يا رب من حفظهم في انفسهم واموالهم واعراضهم واهليهم بخير يا اكرم الاكرمين. احبتي الكرام في سياق حديثنا عما يتصل بحج بيت الله الحرام حرام. وقد اكرمنا الله عز وجل باداء النسك واتمام العبادة. ولم يفرغ بعد الا من طواف الوداع في بقية بقية من جموع الحجيج ممن لم تغادر بعد بلد الله الحرام. ها هنا وقفات يحسن بالمرء ان يتأملها ويقف عندها ففي اعقاب الاحداث العظام تحمل في طياتها من جلالة الحدث وروعته ما يتناسب مع تلك المواقف العظام. الا وان عبادة جليلة كحج بيت الله الحرام يجتمع له المسلمون من الشرق والغرب ويحتشدون في صعيد عظيم ومشاعر مباركة تحمل في اياتها اعني عبادة الحج من جلالة المواقف وروعة التأمل ما يتناسب مع عظمة الحدث وهو الحج بجلالة اركانه وواجباته ومظاهر العبادة فيه. حجنا يا كرام يا امة الاسلام الذي يتكرر كل عام. يحمل في معاني جليلة وابعادا عظيمة. حق لنا ان نقف عندها وان نتأمل فيها. وبالتأمل المتروي في احد اهل الحج وما يحمل في جنباته وما يكتنف بين مظاهر العبادة فيه يتجلى لنا في ان الحج في صورته البهية المشرقة وفي اطاره الجليل الوضاء يحمل يحمل في طياته معاني بمحاور ثلاثة. اولها العبادة وثانيها المدرسة وثالثها الرسالة. فالحج عبادة واي عبادة تفعل فعلها في القلوب وتقرب العبد من علام الغيوب والحج مدرسة واي مدرسة يتعلم فيها الحجيج كل عام انماطا من القيم والافكار والعقائد والسلوك ما يصحح المسير ويعين العبد على سير امثل وطريق اكمل في منهاج الحياة على شريعة الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام والحج رسالة. رسالة حضارية رائعة جليلة تعلن للكون عدل الاسلام وحكمة وحكمة الاسلام ورحمة الاسلام فلو اخذناها بالافراد على اتباع سنقول كالتالي. اما عبادة الحج التي يشهدها المسلمون فهي من جليل العبادات. ويتقلب فيها الحاج خلال ايام الحج الخمسة او الستة بين الوان الوان من العبادات بين ذكر يتقلب فيه بين تلبية وتكبير ودعاء وبين اتيان لمواقف عظام يشهد فيها الوقوف بعرفة والمبيت بمنى ومزدلفة. ويشهد فيها الطواف بالكعبة. والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات وحلق الرأس ونحر الهدي عبادات تحمل في اكنافها عظمة في عبودية العبد لربه الكبير هذه العبادات التي يتقلب فيها الحجيج اياما متتابعة فانها تجعل في نفس الحاج تعلقا بالعبادة وقربا من ربه وصلة وثيقة. بحيث تألف نفس العبد في خمسة ايام او ستة ايام تألف الطاعة. والذكرة في وقت ربما كان احدنا يعاني في حياته من ثقل وفتور وتراخ وتكاسل يحمل نفسه حملا على الطاعة والعبادة. واذا ما اراد طاعة لم يألفها شق ذلك عليه. فاذا به في الحج هو ليس يقضي عبادة ولا ثنتين هو يقضي يومه وليلته متقلبا بانواع العبادات هذا درس عظيم بل دعونا نقول لا يعرف في الاسلام عبادة متصلة اياما متتابعة الا الحج وما دون ذلك فان الصيام الممتد بين اشراق الشمس بين طلوع الفجر وغروب الشمس هو اقصى ما يكون في عبادة توم نهارا باكمله، لكن الحج يشمل اياما متتابعة بليلها ونهارها يقضيها الحاج متعبدا لله. هذا الاتصال الدائم لايام متتابعة. يقضيها الحاج في حجه يورث عنده حب العبادة والتعلق بها والانس بطاعة الله وذكره سبحانه وتعالى. بل ان يا كرام لا يذهب في معنى التعبد مع الحجيج مذهبا ابعد من ذلك. عندما يجعل العادات التي نمارسها في حياتنا في قوالب عبادة واضرب لذلك مثلا ما المبيت اخوتي الكرام في منى او في مزدلفة اليس هو البقاء بها او النوم لمن تيسر له النوم فيها اليس ان يضع احدنا شقه على جانبه ليبيت وينام في جنح الليل اليس عادة يؤديها طوال العام طوال طوال السنة في مسكنه او في اي مكان ينزل فيه لكنه ليلة مزدلفة وليالي منى يبيت وينام الى المنام والراحة والدعة لكنها في صميم العبادة ويكون المبيت بمزدلفة او منى واجبا من واجبات الحج يؤديها تقربا الى الله. فانظر كيف اضحت العادة التي نمارسها عبادة في حجنا معشر الحجيج بل اخبرني هذا رؤوس هذه رؤوسنا التي نحلق شعورنا فيها طيلة العام. تزينا وتجملا ونوعا من بالمناظر والهيئات هي حاجة نعتادها بين الحين والحين. لكنها في الحج تصبح واجبا من الواجبات. تؤجر فتضع رأسك بين يدي الحلاق ليسمي الله فتفعل فعلا تشعر به انك تتقرب الى الله. بينما تفعلها على مدى العام عادة فحسب واعجب من ذلك طعامنا وشرابنا ليس عادة. بل ظرورة فطرية يحتاجها الانسان ببشريته. لا غنى له عن الطعام والشراب لكنه في منى ونحن نأكل ونشرب فيها. نستشعر معنى التعبد لله فنؤجر باكلنا وشربنا مستصحبين قول المصطفى عليه الصلاة والسلام ايام التشريق ايام اكل وشرب. وذكر لله تعالى. هذا معنى عجيب يا كرام في الحج نقضي اياما حتى عاداتنا من المنام والطعام والشراب وحلق الرؤوس التي هي عادات محضة تعاملوا بها البشر لا تدينا وتعبدا. الا انها في الحج تقع في قالب عبادات. نؤجر عليها ونثاب عليها ونفعل في سورة واجب من واجبات الحج او سنة من سننه هذا معنى بديع يا اخوة في الحج يجعل حياتنا كلها ها في اطار العبادة التي يثاب عليها احدنا. فنؤجر على الطعام والشراب وعلى النوم وعلى الذكر كما نؤجر على الصلاة وعلى بسائر العبادات في حجنا. هذا عجيب نعم الا ان الاعجب في باب التعبد لله في الحج هي تلك العبادات التي نؤديها ولا ندرك لها حكمة او ليلا مقصودا معينا واعني بذلك تلك القضايا التي نمارسها في الحج بلا تعليل مفهوم لم الوقوف بعرفة وليس في مزدلفة ولم الوقوف بعرفة قبل مزدلفة وليس بعدها ولم تكون ايام التشريق في منى بعد العيد وليس قبله هذه قضايا لست تجد عنها جوابا الجواب الوحيد فيه انك تفعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وهو يقول لتأخذوا عني من اليس هذا يا كرام باب عظيم من التعبد لله الذي نعلن فيه الاذعان والانقياد والاستسلام لله جل وعلا فنعلن عبوديتنا لله طائعين خاضعين مقبلين راغبين في الاجر والثواب يا كرام هذا معنى عميق من معاني التعبد لله جل وعلا. يزرعه الحج في قلوب الحجيج كل عام فينصرف احدنا موقنا ان الله جل جلاله متى امر او نهى وان نبينا صلى الله عليه واله وسلم متى حثنا او حذرنا فان ذلك كله ينبغي ان يقوم في قلب احدنا تجاهه الاقبال والقبول. الانقياد والاستسلام الرضا الاستجابة والطواعية الراضية التي تأخذ عن الله امره ونهيه. وتأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم امره ونهيه يا قوم هذه صياغة عجيبة لمعنى العبودية لله يجدها الحاج في حجه. فمن هنا كان معنى التعبد لله سبحانه وتعالى في حجنا معشر الحجيج كل عام معنى عظيم ومعلم كبير من معالم الحج التي ترسوا في حج كل عام وترفع راياتها ليأتي تحتها الحجيج فيتعلموا هذا معنى وينصرفوا عائدين بمعنى التعبد لله معنى العبودية معنى الانقياد معنى سمعنا واطعنا معنى الاستجابة الكاملة لامر الله ونهيه ودينه وشريعته. احبتي الكرام كان هذا هو المعنى الاول من معاني الحج التي لمحوها في حجنا معشر الحجيج وهو معنى العبادة والعبودية الصادقة التي نتعلمها في حجنا كل عام اما المعنى الثاني والمعلم الاخر مما نتلمحه في الحج ونحن في اعقاب الحج معشر الحجيج فهو معنى ان الحج مدرسة وهو مدرسة حقيقية يتعلم فيها الحاج في حجه كل عام امورا عظيمة شيء منها يأتي في باب العقائد والتعلق بالله وشيء منها يأتي في مقام السلوك والاخلاق. وشيء منها ياتي في مقام العبادات. وشيء منها ياتي في مقام الاخلاق. كل ذلك نتعلمه في حجنا وسأطلعك على بعض تفاصيل لهذا المعنى في الحج. الحج مدرسة بجانب كونه عبادة انت تتقرب فيه الى الله بالذكر والدعاء والطواف والمبيت والرمي والحلق والذبح وما الى ذلك. فانك ايضا تتعلم في حجك امورا عظيمة ترجع منها بعد حجك رعاك الله. وما حديثنا قبل الحج في مجالس تسعة كنا نقف فيها على عن الحج الا من اجل ان ندرك ان معاني عظيمة يتضمنها حجنا في الاسلام معشر المسلمين. وان احدنا اذ يحج واقفا على تلك المعاني العظام فانه والله الذي لا اله الا هو الذي جمع الحجيج في بيته الحرام واذن لهم بالوقوف والاتيان في المشاعر العظام. ان الحج ليرجع منه الحاج بامور يصحح فيها صورا كثيرة في الحياة انماطا قيما مبادئ قناعات. كل ذلك يراد في حجنا معشر الحجيج. لندرك ان حجنا في الاسلام ليس مجرد ليس مجرد رسوم جوفاء. ولا طقوس خاوية. عباداتنا في الحج لها دلالة ومغزى لها اثر ومعنى لها فعلها التي يمكن ان يتعلمها الحاج في حجنا اعظم ما يتعلمه الحاج يا كرام. هذا القرب الشديد من الله في حجه هذا التعلق العظيم بالله جل جلاله. هذا التضرع هذا السكون هذا الذل هذا الخضوع هذه الحاجة الفقر المسكنة التي يبديها احدنا في حجه. هذا مبدأ يا كرام نعيش عليه. والله قد قال في كتابه يا ايها فالناس انتم الفقراء الى الله. افتقارك ذلك خضوعك وجدته في حجك في مواضع كثيرة. ليس في صعيد عرفات فحسب وليس في الطواف بالكعبة فقط ولا بين الصفا والمروة وما دون ذلك انت ايضا كنت تجد معنى التعلق بالله في كل صلاة في كل تلبية في كل تكبير مع كل حصاة ترمي بها الجمرات. كنت ولا زلت في حجك تعلن قربك من الله. وصلتك الشديدة بالله كان الحج مدرسة تعلم فيها احدنا كيف يجعل تعلقه الصادق بالله وحده؟ هنا نتمثل وصية المصطفى عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنهما لما كان غلاما فقال له احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله. واذا استعنت فاستعن بالله هذا معنى تعلمناه في حجنا. واما المعنى الاخر البديع فهو الطاعة والاستجابة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. حب سنته واقتفاء اثره. حب التشبه به في حجه عليه الصلاة والسلام. اما انه علمنا الحج نعم. وعلمنا والصلاة نعم وعلمنا الدعاء والذكر نعم وعلمنا كيف نبيع ونشتري كيف نأكل ونشرب كيف ننام استيقظ كيف نتعامل مع زوجاتنا؟ كيف نربي اولادنا بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام؟ جاء الحج فعلمنا كيف ان تصبح على سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام سائرا. وفي هديه مكتفيا. ولرايته متبعا عليه الصلاة سلام. علمنا الحج كما كنت حريصا في كل خطوات الحج ان تقتفي اثره. وان تسأل ما الذي يلزمك اذا فاتك فعل شيء ربما كان من المستحبات او اخطأت عن غير قصد في فعل بعض المحظورات. فزهر عليك الحذر والحرص والقلق خشية ان ينقص من حجك اجر او يفوتك منه فعل او يفسد عليك النسك. هذا الحرص الكبير هذا الحذر هذا القلق كان يحمل ذراءه كان يحمل وراءه تعظيما عظيما للهدي النبوي واجلالا للسنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام. هذا درس عظيم يتعلمه الحاج في مدرسة الحج. الحج يا كرام ليس يعلمنا العقائد والعبادات فحسب بل يعلمنا الحج انماطا عزيزة من السلوك حتى على مستوى الحياة الفردية احدنا في الحياة يحتاج لتنظيم وقته. يحتاج لرعاية نفسه يحتاج لترتيب في اولوياته اما شعرت ان الحج اوجد هذا في نفوس الحجيج؟ عندما تنتظم اعمال الحج ويطلب من الحاج ترتيبها وفق ما دلت عليه نصوص الشريعة. فالذهاب الى عرفة يوم التاسع وليس يوم العيد. والمبيت في مزدلفة ليلة العيد وليست ليالي ايام التشريق. وهذا يكون قبل ذاك وليس العكس. ثمة امور يجوز لك التقديم فيها والتأخير كما وفي اعمال يوم العيد وثمة امور لا خيار لك فيها انت ملزم ان تكون ليلة مزدلفة بها وليس بغيرها. وان تكون نهار عرفة يوم التاسع على صعيد عرفات وليس في وهكذا ستقول في الطواف في السعي وعلى الكل ان يطوف طواف الافاضة ولا رخصة لاحد لانه ركن. علمنا الحج هذا الترتيب للاولويات علمنا الحج مراعاة الواجبات علمنا الحج احترام الاوقات. يا كرام لا يزال كثير من ما يعاني من الفوضوية والشتات التي لا تزال تسيطر على حياة بعض المسلمين. يأتي الحج فيعلمنا انماطا عزيزة من السلوك من مراعاة ما يجب ان يرعاه الانسان في حياته. وكيف يسمو بايمانه؟ كيف يحافظ على ليله ونهاره؟ كيف شخصا يحترم ما يتعرض له في حياته من تنظيم او نظام. ويرعى تلك الامور فيعود انسانا منظما في حياته هذا نمط في السلوك. دعني اضرب مثلا اخر بعادات حميدة. يتعلمها احد وفي حجه. ارأيت الى الحج بكل زخمه بكل مظاهره بكل صور التزاحم التي ربما وجدها احدكم على عتبات القطار في المشاعر او على صعيد عرفات او عند الجمرات او عند الطواف بالكعبة او في السعي بين الصفا والمروة او في ساحات المسجد الحرام او على ابوابه. او عندما اقيمت الصلاة وصفت الصفوف في اروقة المسجد الحرام وفي ساحاته وفي الشوارع والطرقات كل ذلك وجدنا فيه زحاما وتلاقيا تلاصق اجساد. اما ان الحج يعلمنا مبدأ كريما عظيما هو الرحمة والرفق والعطف والمودة بين المسلمين هذا اصل كبير تقوم عليه الشريعة في معاني الاخاء الذي يقوم بين المسلمين يأتي الحج فيعلمنا بالرخص التي يؤذن وفيها للضعفاء من النساء والاطفال وذوي الاعذار فيترخصون مثلا في النثر من مزدلفة في المبيت بها بعد منتصف الليل ولهم رخصة التوكيل في رمي الجمرات متى؟ عجز احدهم او تعذر عليه الرمي بنفسه. وقل مثل ذلك في جملة من الاعمال. هل هذا الا بالضعفة ومن يحتاج الى الرفق واللين هذا مبدأ نتعلمه والا يكون لاحدنا في قوة بدنه او قوة منزلته او كلمته او جاهه الا يكون له سطوة يجعلها مسلطة على رقاب الضعفة من المسلمين. نحن في حجنا يا كرام نتعلم هذا المعنى الكبير الكريم فيجد احدنا احدنا نفسه في حجه راغبا راغبا في حمل نفسه على الرأفة واللين والرفق هذا التواد وهذا التراحم هذا التعاطف الذي تمتد علائقه بين المسلمين يؤسسه الحج بجلاء. فيكون احدنا في حجه مراعيا هذا المعنى لما لما ترخص الرجل الشاب الجلد القوي من مزدلفة بعد منتصف الليل وليس له حاجة في ذلك. الا ان رفقته من النساء والكبار والضعفاء من يحتاج الى الترخص فترخص لاجلهم فانظر كيف حلت به الرخصة والرأفة رحمة بهم فنال من الرفق الذي نالهم وحصل على الرخصة التي حصلوا عليها. هذا درس يعلمك انك تنال الخير والبركة بالرفق بمن يستحقه. واللين والرأفة باهلها. هكذا يعلمنا الاسلام في حجنا ان نكون اكثر ادراكا لحاجات اولئك الذين يستحقون من المجتمع نظرة فيها الرفق والعطف والرأفة والرحمة. هو مبدأ يشيع ينبغي ان يكون كذلك بين جموع المسلمين الا ان بعض الفئات المجتمع هي اولى بهذا المعنى الكبير حتى اذا ما قست القلوب اجاركم الله فان ثمة مقامات ينبغي ان تلين عندها القلوب القاسية. وان تدمع عندها العيون المتحجرة ومن يستحق الرحمة في مقامات العطف والرأفة والكرم كالوالدين وكبار السن وذوي الرحم والايتام والمساكين ومن الشريعة على اللطف في التعامل معهم. والرأفة والرفق واللين كل ذلك نتعلمه في حجنا في خمسة ايام او ستة فيغدو احدنا بين المناسك هذه وتلك يتعلمها ويدركها فيعود بجرعة ربما كان غافلا عنها قبل حجه لا يزال في الحج يا كرام امور عظيمة. لا يزال في حجنا امور عظيمة يتعلمها احدنا في المناسك. شيء كما قلت في والعادات وبعضها في الاخلاق والانماط في التعامل وبعضها في العقائد وبعضها في صميم القيم والقناعات والافكار والمبادئ هي كثيرة لكني اشرت الى بعض ابرزها اما ان العلم بالتعلم والحلم بالتحلم وكل ذلك يرعاه احدنا في حجه ادركت في حجك هذا المعنى؟ وما الحفاظ عليه الا مكسب يعود به الحاج من حجه في اعقابه هذا معنى المدرسة التي يتعلم احدنا في حجه منها تلك المعاني العظام معشر حجاج بيت الله الحرام اما الرسالة التي يحملها الحج كل عام. ويسطرها بمداد من نور فتغدو صفحة مشرقة تحمل بعبارة واضحة فذاك الذي نقصده عندما نلمح في الحج كل عام. جموع بني الاسلام التي تقدم من الشرق والغرب تجتمع في هذه البقعة المباركة الطاهرة تؤم بيت الله الحرام فتقدم من صوب الشرق والغرب والشمال والجنوب. يحدوها التعلق بهذا البيت الذي دعا فيه ابراهيم عليه السلام ان يجعله الله مهوى الناس فكان كذلك. وقد قال الله واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا. مثابة ان يثوبون ليه؟ ومعناه انهم لا يشبعون منه. وما هو الا ان يفرغ احدهم ويغادر البيت حتى يشتاق اليه مرة ويحن اليه الى العود مرة بعد مرة فهذا جزء من معنى قوله مثابة للناس. هذا الاجتماع يا كرام هذا الحشد الكبير الذي يشهده حج بيت الله الحرام كل عام وتجتمع فيه امة الاسلام كما اسلفت من الشرق والغرب فانها تحمل رسالة عظيمة رائعة تقول في وضوح ان امة الاسلام التي فرقها الشتات ومزقتها الحدود الجغرافية وباعدت بينها الاطماع السياسية لم تزل على قلب رجل واحد تجتمع في بلد الله الحرام وتلتقي في المشاعر العظام. يأتي الحج ليثبت ان الامة لا تزال بينها علائق الاخاء اقوى من كل عوامل الفرقة والشتات. فاذا بهم يجتمعون في مكان واحد وزمان واحد. يتلبسون بعبادة واحدة وهم يجأرون الى الله جل جلاله ان يقبلهم وان يعفو عنهم وان يغفر لهم. تتلاشى كثير من الافكار تذوب ها هنا كثير من الفوارق تزول تلك الطبقات ويلتقي المسلمون على صعيد منى ومزدلفة وعرفات وفي رحاب البلد الحرام اخوة متآلفين. على قلب رجل واحد. لا والله لست تعرف جنس هذا من ذاك قد خلعوا اللباس وكشفوا الرؤوس فلا ميزة بزي بلد على بلد. ولا تميز لاحدهم على احد. الكل ها هنا قد كشف رأسه الكل قد نحى لباسه فليس ها هنا احد يحمل صبغة وانتماء وولاء وهوية سوى الاسلام وليس احد ها هنا يبحث عن هدف وينشد مطلبا سوى المغفرة والرحمة والعفو والعتق من النار. الكل قال لبيك اللهم لبيك العرب والعجم على حد سواء الصغير والكبير. الكل قال ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك الكل قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. ما احوجنا اخوة ونحن نحج بيت الله الحرام كل عام ان نقرأ هذه الرسالة بوضوح وان نعيها وان ندرك ابعادها فاذا ما صفوفا في الصلاة حول الكعبة ببيت الله الحرام او في ساحاته او في الطرق المتصلة به على كعبة طالما توجهنا اليها من بلداننا من اقاليمنا من القارات التي فرقت بيننا وبينها المساكن والبلدان لكنا نلتقي اليوم في صف واحد ونجتمع على قبلة واحدة نرتص حولها ونلتف ونطوف حولها. نحن نؤكد بهذا عمق الاخاء. اخاء الايمان الطاهر الذي الاسلام وجعله اسمى من كل العلائق واشرف من كل الصلات وجعله بذرة بذرها الاسلام. يوم ان وصل النبي عليه الصلاة والسلام طيبة مهاجرا فارسى ارسى قاعدة الاخاء بين المهاجرين والانصار. وتآخى الكل وتناسوا ان يكون هذا من قبيلة غير قبيلة الاخر ومن بلد غير بلده. فعاشوا عيشة الاخاء بذرت تلك البذرة فما يزال يرعاها الاسلام فنعيش امام قواعد هي مبدأ لنا في الحياة. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. ويقول عليه الصلاة والسلام كونوا عباد الله اخوانا. ويقول عليه الصلاة والسلام حق المسلم على المسلم ست دون ان يفرق بوصف اخر سوى الاسلام. فلا يجوز لاحد ان يدخل في هذا العمق ليفصل بين مسلم ومسلم على اعتبار اخر انما هو الاسلام الذي ارساه ربنا جل جلاله في شريعة الاسلام وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. كم نحتاج يا كرام في هذا المعلم الكبير في هذه الرسالة الحضارية التي عشناها في حجنا ان تعيها القلوب ان تستوعبها الصدور ان تمتلئ بها الافئدة اعود بها الى البلدان والاوطان الى ما خلف البحار والمحيطات. لا ان نقول لاجيالنا وناشئتنا نحن نحتاج ان الاعين على ان ما بيننا وبين اخوتنا المسلمين من الشرق والغرب اعظم من كل ما يمكن ان يفصل بيننا اليوم ما نعيشه اليوم من هجمة شرسة يتكالب فيها اعداء الاسلام على بني الاسلام ليثبت والله اننا احوج ما نكون الى هذا اللي حد الى هذه الوحدة الى هذا الاعتصام بالكتاب والسنة. الى هذا التآخي الى هذا التقارب. لن يهابنا عدونا الا بائتلافنا ولن تنكسر شوكتنا الا باختلافنا. في مقام وهو مقام الجهاد حيث تبذل النفوس. وتراق الدماء نصرة لدين الله واعلاء كلمته يقول الله جل جلاله واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. ان التنازع شر وان الاختلاف فرقة. وان الشتات مجلبة لكل خزي عار في الامة كنا ولا زلنا نعيش بقية من اثر هذه المعاني التي تشرذمت بها الامة يأتي الحج فيثبت ان في ايامه الخمسة او الستة التي تجاوزت فيها الامة كل تلك الحدود وكل تلك الفوارق وشعروا فيها بلذة الاخاء وشعروا فيها بمعنى القرب والوئام. يا اخي ثمة مسلمون في بلدان متجاورة لا يتاح لهم في ظروف حياتهم الالتقاء ببعضهم ولا المزاورة فيما بينهم. فاذا هم يلتقون حول بيت الله الحرام. يلتقون في البلد الامين. يتجاورون في الصف في عرفة في الجمرات يتقاربون يأنسون. هذا المعنى الذي لا تجده في شرق الارض وغربها ها قد وجدته في رحاب بلد الله الحرام وعند الكعبة المعظمة وبين الصفا والمروة في صفوف الصلاة في الجمرات في الوقوف بعرفات في المبيت بمنى ومزدلفة هذه معان كبيرة هي رسالة رسالة حقيقية. رسالة حضارية يحملها الحج لبني الاسلام لامة الاسلام نحتاج منا استيعابا ووعيا وادراكا وتلقفا لها وتلقينا للاجيال وتنشئة عليها لنكون اكثر ادراكا واكثر اعمالا لهذا المعنى الكبير في رسالة الحج الحضارية. احبتي الكرام وثمة رسالة اخرى في الحج عظيمة حضارية جليلة ليست لامة الاسلام بل لمن سواها من الامم اليوم على وجه الارض. رسالة تعلن عظمة الاسلام وصدق دينه واستقامة امره. رسالة تقول ان دينا عظيما كالاسلام. اجتمعت عليه البشرية على تفاوت اجناسها واختلاف لغاتها وتباين ثقافتها وتباعد شعوبها لهو والله الدين الحق كيف ذاك يا اخي ما الذي يمكن ان يجتمع عليه فئام من البشر متفاوتون في كل شيء. يختلفون في الافكار يختلفون في مذاهب يختلفون في الثقافات يختلفون في الحضارات المسلم الياباني والصيني والماليزي والاندونيسي باكستاني وكل اسيوي. والمسلم العربي والمسلم الافريقي والمسلم الاوروبي والغربي. يا اخي ها هنا ها هنا تجد اجتماعا رغم تفاوت كل هؤلاء. تفاوت العقول والافكار. تفاوت مناهج التعليم. تفاوت الحضارات التي ينتسبون اليها تعجز والله ان تجمع هؤلاء على فكرة من الافكار على قناعة من القناعات اليس عجيبا ان يجتمعوا رغم التفاوت في كل شيء بينهم الا انهم اتفقوا في اصعب ما يمكن الاتفاق عليه وهو الدين والمعتقد. والله الذي لا اله الا هو لو ان في ديننا ادنى ريبة ولو شابه ادنى ضعف او خلل لافتضح امره ولا ولكان من اصعب المصاعب ومن ابعد المستحيلات ان تلتئم عليه تلك العقول والبشرية رغم اختلافها وتفاوتها. اما انه الدين الحق ما انه الحق وماذا بعد الحق الا الضلال؟ حجنا معشر المسلمين يحملوا رسالة للبشرية جمعاء ان هذا الدين الخالد دين معجز. وان الحق الذي يحوله هذا الدين للبشرية جمعاء يحتاج ان تعمل فيه الافكار. هؤلاء قد التقوا في صعيد واحد وفي موسم واحد وفي عبادة واحدة ما الذي جمعهم؟ فيما تعجز بلدانهم ودولهم التي ينتسبون اليها. تعجز ان تجمعهم على فكرة من الافكار. ان تجمعهم على مبدأ من المبادئ ان تجمعهم على قناعة من القناعات. ونحن نجتمع على ما هو اكبر من المبادئ والافكار والقناعات نجتمع على عقائد تدين لها القلوب وتسلم بها الافكار وتنقاد لها الافئدة. شأن العقائد يا قوم اصعب الف مرة من فكرة يراد الترويج لها. ومن قناعة يراد انتشارها. فكرة العقائد والدين الذي يقبل يقبل به الانسان ويدين به البشر هو في اصعب ما يكون تعقيدا. ومع ذلك تلتئم عليه تلك البشرية يجتمعون والله ما جمعهم مصالح دنيوية ترتجى ها هنا. ولا جمعهم قرابة ولا حسب بل ولا لسان او لغة يتكلمون بها ولا عرق يجمعهم. ليسوا عربا فقط وليسوا عجما من بلاد واحدة وقطر واقليم فحسب هنا خليط بشري متفاوت في كل شيء الا انه متجانس في عقيدته. في مبدأه في انتسابه لهذا الاسلام العظيم. انك والله اخي الكريم لتتلمح في الحج كل عام موقفا من مواقف العظمة لهذا الدين. وكتابة الله له الانتشار. وان المستقبل الدين وهنا تتلمس البشارة النبوية. لن تقوم الساعة لا تقوم الساعة حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله هذا الدين بعز عزيز او بذل ذليل. هذا الدين قائم. والله عز وجل قد تكفل ببقائه. واخبر قبل اكثر من اربع اتى عشر قرنا بقوله يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم. والله متم نوره ولو كره الكافرون هي رسالة وثقوا تماما يا كرام اننا عندما نحج فنطوف ونسعى ونقف بعرفات وننفر منها الى مزدلفة ثقوا تماما ان العالم كله والله مؤمنه وكافره. يرصد بدهشة وحيرة بالغة هذا التجمع البشري العجيب ولا تزال الدهشة قائمة في عقولهم وافكارهم على غير استيعاب ما الذي جمع هؤلاء وما الذي الف بينهم وعلى اي شيء اتفقوا؟ وكيف هم يسيرون بنظام واحد وهيئة واحدة وفي توقيت واحد؟ صدقوني ان العدسات والاقمار والشاشات لترصد والله وتندهش وتتابع بعجب كبير هذه صورة مشرقة التي التي يحملها حجنا امة الاسلام لكل الامم غير المسلمين. نحن نحمل رسالة فينظر القوم ويقرأون في تفاصيل تلك الرسالة وبين اسطرها صورا عظيمة من الرحمة البشرية بين تلك الجموع من التآلف والتوافق بين تلك الجموع من ذلك الحشد المليوني الذي يجتمعون فيه كل عام ثم هم على نظام هدوء وانسجام وتوافق ووئام. والله هي رسالة تجعل احدهم يراجع القناعات. وينظر في شأن الاسلام ويثور في رأسه الف سؤال فما عساه ان يكون هذا الدين؟ وما الذي فرض احترامه به على كل الاذهان؟ وعلى كل البشر على كل الافكار على كل العقول هي عظمة الدين يا قوم. ارفعوا رؤوسكم بدينكم فهو والله دين عظيم املأوا صدوركم فخرا وعزا وشرفا بهذا الدين العظيم. وليشعر احدكم بان من اعظم نعم الله عليه. بل هي النعمة التي لا توازيها نعمة ان جعله الله مسلما يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. احمد ربك على لا نعمة ستحمده عليها والله اذا دخلت الجنة. فان اهل الجنة اذا دخلوها كما قال الله ونزعنا ما في صدورهم من قل تجري من تحتهم الانهار وقالوا الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها. بما كنتم تعملون. هي رسالة يا قوم فلنحسن فلنحسن كتابتها ليحسن القوم قراءتها بقدر ما يظهر في حجنا من مظاهر العظمة من مظاهر الرحمة من مظاهر الانضباط من مظاهر الخضوع في والذل لله من مظاهر الاستكانة التي يبدو عليها خشوع العابدين وبكاء التائبين ورحمة المسلمين سيقع لهذه الرسالة موقعها الاكبر في نفوس القوم شرقا وغربا. ثق تماما انت بهذا. احد الدعاة الى في حجك عبدالله ولو لم تكتب كلمة او تخطب خطبة او توجه رسالة لكنك جزء من منظومة عظيمة في حج بيت الله الحرام تنقل رسالتها الى الامم كل عام وهذا موسم عظيم وايام كريمة عند الله جل جلاله. احبتي الكرام كان هذا محاولة لتلمس ما يحمله حجنا كل عام في عبادته في مدرسته في رسالته. معالم ثلاثة اشتملت على جمل عظيمة من المعاني التي حق لنا ان نتأمل فيها. ونحن في اعقاب حجنا ما زلنا نتأملها. واحدنا سيرجع بعد حجه يحمل هذه المعاني ليبثها لينقلها. وكم يصلح الله في الامة من بعض الحجيج الذين رجعوا بعد حجهم فاذا هم هداة مهتدون صالحون مصلحون جعلني الله واياكم منهم بمنه وكرمه. اللهم لك الحمد والصلاة السلام على رسول الله