واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتينا من كل فج عميق. لك الحناجر وانكشفت لك الرؤوس ولبت لك الافواه واقبلت اليك الوفود كلها ترجو رحمتك وتطمع في عظيم فضلك وعطائك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم لك الحمد رحمتك كل شيء رحمتك سبقت غضبك. رحمتك ادركها الغني والفقير. والبر والفاجر والطائع والعاصي اللهم لك الحمد انت اعظم الاكرمين واله الاولين والاخرين وديان يوم الدين اللهم لك الحمد كما تحب ان تحمد وكما يجب ان تحمد قولا وفعلا قلبا وقالبا دابا ظاهرا وباطنا. اللهم لك الحمد هذه الامم اقبلت اليك من شرق الارض وغربها قلوبها اجلالك وتعظيمك والطمع فيما عندك يا كريم. اللهم لك الحمد اقبلت اليك الرجال والنساء العرب والعجم القريب والبعيد الصغير والكبير. اللهم لك الحمد كل شيء ان زل لعظمتك وخضع لسلطانك وافتقر الى رحمتك. اللهم لك الحمد كل هذا الكون خلقه سمائه وارضه بره وبحره انسه وجنه فقير اليك. وانت الغني مين ؟ اللهم لك الحمد يعجز اللسان عن التعبير بحقك وشكرك والثناء عليك. ولكن انت كما اثنيت على نفسك واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له يتجلى في عظمته وكبريائه فينعم على عباده. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. من اجلها قامت السماوات والارض بعثت الرسل وانزلت الكتب وقامت سوق الجنة والنار. واشهد ان لا اله الا الله جاء بها معترفا هذا اليوم عرب الانس وعجمهم ابيضهم واسودهم قاصيهم رجالهم ونسائهم اشهد ان لا اله الا الله. هذا يوم التوحيد العظيم يوم عرفة الذي ترتفع فيه هذه الكلمة الجليلة تدوي في اذن التاريخ. وتخفق في العالمين وتصعد الى عنان في السماء اشهد ان لا اله الا الله ولو كان للخلق اله سواهم اليوم ما قصدوا غيره لو كان لهذا الكون اله الا الله ما ائتلفت القلوب على عظمته وجلاله سبحانه لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله. وصفي وخليله حبيبه وامام انبيائه وخاتم رسله. بعثه الله عز وجل بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا. بعثه سبحانه فالف به القلوب بعد الفرقة وجعله صلى الله عليه وسلم بهذه الامة رؤوفا رحيما. عزيز عليه ما عنتم بعثه صلى الله عليه وسلم وهذه البشرية على شفا جرف وهي التتيه في ظلمات الجاهلية فانقذها الله تعالى به. واخرجها من الظلمات الى النور. وقادها ليس الى الجنة بل لان تكون هذه الامة الكريمة على الله بنبيها صلى الله عليه وسلم الامة الاخرة في الدنيا السابقة يوم القيامة. فنحن داخل الجنة قبل الامم بنبينا صلى الله عليه واله وسلم ولا يزال بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام يأخذ بامته يقودها الى الجنة يحرص عليها ملء صدره صلى الله عليه وسلم الرأفة والرحمة ان يدخلهم رحمة الله وجنته اخرهم فاللهم صل وسلم وبارك على هذا النبي الكريم الذي هدانا الله به للاسلام ففتح الله به اعينا عميا واذانا صما وقلوبا غرفا. علمنا احكام الشريعة والحلال والحرام علمنا كيف نحج بيت الله الحرام. اللهم صل وسلم وبارك على اعظم من وطأت قدماه الارض واشرف من كبر وهلل ولبى واعظم من اتى المناسك ووقف ودعا. الصلاة والسلام على النبي الذي علم الامة في هذا اليوم العظيم كيف تكون مذعنة خاضعة مفتقرة الى رحمة الله علم الامة كيف تكون معظمة لربها في هذا اليوم العظيم صلى الله وسلم وبارك عليه. وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. ايها الكرام ما نحن فيه من موقف يغني عن الكلام. وساعاتنا المقبلة الان قد دقت اجراسها. ولم خفقات القلوب تتسارع منذ البارحة. وقد اتينا منى وبتنا بها. كل ذلك وتلهف وانتظار لما نحن فيه الان. يوم عرفة هو اعظم ما يقصده الحجاج في حجهم من اعماله ومناسكه فالحج عرفة كما قال عليه الصلاة والسلام. اعظم اركان الحج اجل ما يعمله الحاج واشرف ساعات المواقف في حجه ان يكون هذه الساعة الان على صعيد عرفات عرفات هذه الارض المباركة التي طالما احتوت وفود الله المباركة التي تتتابع كل عام لو قدر لك ان تبصر ما وراء الحجب لابصرت على صعيد عرفات وثراها من ذنوب الخلق وخطاياهم وقد حطوا فيها اوزارهم نعم لم تزل ارض عرفة ايها الكرام محطة يتخفف فيها البشر من ذنوب بالامس وخطايا الاعوام والسنين. صعيد عرفات مغتسل كبير. يأتيه الخلق كل عام اليه مثقلون بالذنوب والخطايا والعصيان. وكلنا كذلك. لكنهم رغم ثقل الاوزار وظلمة وشؤم ما اقترفوا وابتعدوا به عن جنب الله الا ان عظيم الامل لا يزال في القلب مشتعلا. ولا يزال او حسن الظن لهم في هذا اليوم نحو الله قائدا. وهذا اليوم العظيم هو محل لهذه الامال. سئل سفيان رحمة الله الله عليه وهو محرم ذات سنة من السنوات على صعيد عرفة. من اسوأ هذا الجمع حالا؟ والناس قد كشفوا رؤوسكم ولبوا وسألوا الله ودعوا وتضرعوا. فقيل له من اسوأ هذا الجمع حالا؟ فقال رحمه الله الذي يظن ان الله لا يغفر لهم. عندما يبلغ بالعبد هذا الظن بربه في مثل هذا الموقف فاعلم ام انه اخطأ الطريق؟ اليوم اياك ان يقول لك هاجس في نفسك انه مقام الصالحين فحسب. وانها الطائعين والعباد والعلماء فحسب اياك ان يوقع في حسك ان شرف هذا المقام يختص به فقط اولوا الصلاح والتقى وارباب الكرامة والولاية ابدا. هذا اليوم يستوي فيه الجميع. بل لست مخطئا ان قلت اليوم ارباب الذنوب واصحاب التقصير والعصيان هم الاولى. لان الرحمة ها هنا واسعة والفضل عظيم ولذلك فكل من احس انه مفتقر الى رحمة ربه الساعة فهو اولى الناس بها. هذا اليوم سباق كبير وموسم يتنافس فيه الناس في ساعات معدودات. وكما قال بعضهم نحن نجتهد في رمضان في العشر الاواخر من اجل ان نصيب ليلة نتحرى فيها ليلة القدر خبئت بين عشر ليالي. لكننا على اتم استعداد ان نقوم المتتابعات وان نصوم ونقوم ونقرأ القرآن ونختمه ونقنت ونوتر وندعو ونترف الدموع كل ذلك حرصا على اصابة ليلة من بين عشر. اما هذا فليس غيبا وليس امرا مختبئا. هذه الساعات الشريفة مكشوفة وقد قدم الله بك واتى بك واوفدك وجئت تحج فلست تبحث عن شيء مختبئ. هذه ساعات منكشفة فقيل لك فيها هذه الساعات يتجلى فيها ذو الجلال والاكرام. يباهي بك ملائكته الكرام عليهم السلام يقال لك هذه ساعات وقف فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم لما حج حجته اليتيمة الفريدة حجة الوداع وما كأن فرغ من صلاته الظهر والعصر حتى استقبل القبلة وظل يدعو حتى غابت الشمس. كان يعلمنا كيف تكون هذه الساعات نفيسة في حس المؤمن. كيف تكون شريفة في شعوره كما اراد الله. ولهذا صح في الحديث خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة. خير يوم طلعت عليه الشمس. شعرت انك الان في خير ايام الدنيا ثم انت متلبس بخير ما يمكن ان يعمله مسلم يتقرب الى الله بعمل صالح في هذه عشر وهو انك محرم حال ثم انت في خير هذه المواضع في المناسك على صعيد عرفات ثم انت ها هنا جئت تنثر الامنيات وتعرض الحاجات وتسأل رب الارض والسماوات انثر ما في صدري. تحدث الى ربك اخرج ما في فؤادك ان كنت تبحث عن هم طالما احاط بك او دين اثقل ظهرك او كربات تتابعت عليه او مشكلة استعصى حلها عليك او ما شئت من اغراضك وحاجاتك ومقاصدك. كان بعض السلف يقول انا نخبئ امنيات النفوس وحاجاتها الى يوم عرفة. فاذا جاء يوم عرفة وقدم احدهم في هذا المكان المبارك سأل الله بصدق وتعلق باذيال الرجاء. يقول فوالله ما يحول الحول حتى تتحقق نراها مثل فلق الصبح. قلوب ايقنت ونفوس شعرت بمعنى التعظيم لله في هذا اليوم العظيم. احبتي الكرام من غير اطالة في الكلام ساقول في جملتين اثنتين. هذا يوم عظيم. وربك سبحانه كريم. وقد هيأ لك فتح لك الابواب وهو ينتظر منك الساعة كيف تقبل عليه. فالله الله من بكاء ربك يبارك بك الملائكة فمن اللائق بك ان تكون في مثل هذا المقام. ربك في ساعات عرفة وعشيتها يدنو من من خلقه ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء لاي شيء شرفنا في هذا المقام ليس لشرف خلقنا من الطين فالملائكة مخلوقة من نور ولا لصلاح وكثرة عبادة او طاعة في حياتنا فالملائكة اشد طاعة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. والله ما هو الا لمحض فضل الله ومزيد اكرامه بعباده في هذه الساعات. يراد منك الان شيء واحد فقط ان تستشعر كل هذه العظمة ثم تقبل على ربك منكفئا على ذاتك. وانت تبصر حالك. وانت تفتش في صدرك وانت تستعرض امسك وانت تتذكر ماضيك وانت تنظر ايضا الى امنيات المستقبل وانت تذكر واولادك تذكر والديك احياء او امواتا. وانت كل ذلك يختلط عندك في مشاعر ممتزجة لكن يقوم في وسطها قائم التعظيم لله. وتعلم انك مهما سألت الله فالله اعظم واكرم. ومهما طلبت من ربك فالله اكبر ومهما تعاظمت امامك المسائل واستصعبت عليك فثق تماما انك في موعد عظيم من جديد في ساعات عرفة. ربك يقبل عليك. ويباهي بك. ويريد ان يكرمك ويعطيك. وما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة. كل ذلك اسألكم بالله كيف يجب ان نقابله؟ كيف يجب ان نعيش هي الساعات ليست اياما وليالي. كيف يجب ان نعيش هذا المعنى؟ كيف نستثمر مثل هذه الساعات؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يجيب عنه احدنا اليوم بحاله واقواله وافعاله. حدث نفسك بما شئت اليوم. وتذكر كما تشاء وتحدث بأي لغة تشاء. ربك يعلم ما في نفسك. ويسمع حاجتك ويلبي دعوتك. انت وافي الكريم وربك عز وجل وعدك بالاجابة. ايها الكرام هذه ساعات نعيشها ملؤها التعظيم لله جل في علاه ونحن نتضرع اليه سائلين ان يكون لنا حظ من هذه الكرامة بقدر ما يحمل احدنا من حسن ظن واجلال ربه سبحانه وتعالى. هي ساعات تنقضي سريعا والله. لسنا نحرم الان ساعات يتمدد فيها انسان او يريح فيها ظهره او ربما ارهقه تعب او اشتغل بحديث مع صاحب له لكن نربأ بانفسنا ان تنفرط والدقائق التالية في مزيد من الاشغال نحن مدركون لها الايام امامنا. كل ما يمكن ان يشغلك الان له متسع فيما سيأتي من الاوقات لكنها فيما يتعلق بلقائك بربك ذاك الذي لا يعوض والعاقل من اشتغل بما لا يستدرك ويخاف ان يفوت من اي شيء يمكن ان يشغله وله متسع في اوقات اخر. يا احبة اذا احدكم اليوم على ربه فاني اوصيه بثلاث وصايا. الاولى الا يفتح قلبه ويرفع يديه الا ان معنى التعظيم بدأ يفيض من قلبه وبدأ ينقبض وينبسط وهو يشعر فضل الله وكرمه عليه ولا زلت تلبي منذ الامس وانت مقبل على هذا المقام العظيم. تتصاعد الانفاس تتزايد دقات القلوب وهي تشعر انها مقبلة على امر عظيم ترتجف له القلوب هيبة فرحة طمعا رجاء خوفا صدقا هذه المشاعر ينبغي ان يمتلئ بها كيانك قبل ان تسأل ربك حاجتك. عندما تسأل ربك ما تحب اسمعه سبحانه ما يحب قبل ان تطلب من ربك ما تحب اسمعه ما يحب. وماذا يحب ربك ان يسمع؟ تذللك فاقرأ حاجتك ضعفك. وهناك كلام محبوب الى ربك احب الكلام الى الله اربع. سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. اما الوصية اخرى فانك اذا جئت تدعو وسألت ربك فربما يوشك ان تنهي كل ما تريد ذكره في ساعات معدودات ودقائق محصورات. فماذا عساك ان تفعل في باقي الوقت؟ لو قدر ان تجتهد في ثلاث اربع خمس ساعات متتالية تابعة ويوشك ان تفرغ من دعواتك وحاجاتك وامنياتك في نصف ساعة او ساعة. فماذا الذي ستفعله في باقي الوقت ستنزل يديك مكتفيا وتقول انتهيت انتبه. مثل هذا يعالج بامرين. الاول ان تجعل بين كل دعوة ودعوة كلاما مما يحب ربك ان يسمعه. اعرض فيه تذللك وفقرك واعترف بعظمة الله. وتحدث وقلبك يشعر بالمعنى عظمة الله جل في علاه. والوصية الاخرى في هذا المقام انك اذا انتهت حاجاتك فلا يزال امامك باب كبير لان تنشغل بما هو افضل من كل ما يمكن ان تقوله اليوم. يقول عليه الصلاة والسلام افضل الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت انا والنبيون قبلي. لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اخلطها بدعواتك. افرغ لها مساحة واسعة لتكون فعلا قد اكثرت من افضل ما يقال في افضل موقف في افضل يوم طلعت عليه الشمس في افضل ساعاتك هذا العام في افضل اعمالك التي تقربت بها الى الله. املأ بها صحيفتك لتراها متلألئة نورا يوم تلقى الله لا تكتفي بمرة ولا مرتين ولا الف ولا الفين. اجعل لسانك متحركا هو والله دواء القلوب. كلمة التوحيد عماد النفوس المؤمنة كلمة التوحيد تزرع في قلبك قوة ثقة ايمانا داوي قلبك اليوم بصراحة يا اخوة كم ننشغل في الحياة وكم تصرفنا الصوارف وكم تحول بيننا كثير من الظروف. نعذر وقد يكون لاحدنا ما يمكن ان يلتمس به السعة لكن ما عذرنا اليوم ونحن جئنا متفرغين لهذا القصد لهذا الامر. وعندنا نص صريح واضح افضل ما قلت انا والنبيون قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الوصية الثالثة اذا فتح الله عليك فلهج لسانك بحمد الله وتعظيمه واجلاله. ثم وفتح الله عليه فانطلق لسانك معبرا عما في مكنون صدرك تذكر امنياتك وحاجاتك. ذكرت اولادك وزوجتك ذكرت والديك ثم افردت كل ما تحتاجه من امر الدنيا والاخرة. فالوصية ها هنا ان تفرد مساحة واسعة لمطلب اعرف انه لا ينساه منا احد لكن للتذكير به ولاجل ان نكون نوصي بعضنا بعضا بالاخذ به في دعائنا اليوم ان نذكر امتنا الجريحة. ان نفرد لها في مساحة دعائنا كافية. امتنا التي لا زالت تشتكي وتأن. اضطهادا وظلما وجورا وعدوانا تتحدث عن العراق ومأساة السنين المتراكمة ام الشام الجرح النازف؟ ام الجبين الذي لم يندم الجرحه في فلسطين ام مصر ارض الكنانة التي لا تزال تغلي وتتقلب اوضاعها؟ ام اليمن قلب الجزيرة ومعدن العرب لا تزال تحت هذا الظلم والاعتداء الذي لم يزل تتقلب احداثه ساعة بعد ساعة؟ ام تذكر تونس وليبيا ام وضع المسلمين في اراكان ام في افريقيا الوسطى ام في الاحواز ما عساك ان تقول حسبك ان تعيش كهمهم وان الكبير فيهم اب لك. وان المرأة المسنة ام لك. وان الحرائر هناك اخوات لك عشها هذا المعنى واجعله حاضرا في دعائك. وليكن هذا جزءا من اعترافك بعجزك عن نصرتهم في مواقف كان يجب ان يقوم تسلم فيها بجوار اخيه المسلم. لكن اعجزنا من عجز عن الدعاء كما قال عليه الصلاة والسلام. ارجوك لا تكتفي بالتأمين خلف اذا خطب في الجمعة فذكر المسلمين او في قنوت رمضان او في الصلوات او في المجامع انطق انت بلسانك بسهم بالدعاء والله لو ان هذه المليونين في صعيد عرفات تواطأت دعواتهم على سؤال ربهم ان يكرم الامة بفرج قريب ونصر عاجل وان يزيل عنها وطأة الظلم والعدوان. اتظن بالله عليك ان كرم ربك وعطاءه وفضله يحرم كل هؤلاء ويردهم خائبين في هذا اليوم العظيم ثق تماما اخوة لك هناك من الضعفاء الرجال النساء الولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا والله والله يعلقون امالهم بكم في هذه الساعات. والله وقالوها وصرحوا بها يلتمسون من دعوات الحجيج في صعيد عرفات ما عساه ان يكون شفيعا لهم عند ربهم ان يفرج كربتهم. يحسنون الظن بي وبك فما عساك تفعل ينتظرون شيئا تقدمه في هذه الساعة لا يكلفك درهما ولا دينارا. يكلفك خفق قلب امرئ محب لاخوانه تفوق على امته حريصا عليهم يعنيه ما يعنيهم ويهمه ما يهمهم. ولو كان احد هؤلاء في تلك البلاد ذو رحم لك او صهر او قرابة او نسب لعرفت كيف تغلي القلوب وهي تستشعر الكربة التي يعيشون ويلجأون الى الله عز وجل بالسؤال والدعاء والتضرع. كان نبينا عليه الصلاة والسلام يذكر هموم اخوته فيدعو ويقنن في الصلوات في الخطب في المجامع يذكرهم عليه الصلاة والسلام ويعلمنا كيف نحمل القلب الواحد لننبض به هذا فضلا عن ان يكون في جموع المؤمنين في صعيد عرفات من العباد رجالا ونساء كريم على الله لو اقسم عليه لابره هذه دعوة يا احبة ان تكون الساعات المقبلة ملئها. هذه المعاني التي نكتسب في حجنا معنى اخر وثق تماما انك تنصرف من هذا الصعيد انسانا اخر. ما عرفت في شيء ان اشد شبها الا برحم كبيرة ضخمة تشهد مخاضا عجيبا كل عام. تولد فيه الوف المؤلفة من جديد. انك لترجو اليوم مع غروب الشمس ان تخرج من ها هنا مولودا جديدا. بمعنى الكلمة مولودا لا ذنب عليه ولا خطيئة غفر الله ذنبه وبيض له صفحته وافتتح في سجله صفحة بيضاء مشرقة صافية نقية. يقبل على الحياة بطموح بتفاؤل بحسن ظن بخفة. لان ميزانه قد تخفف لان ظهره ايضا قد زالت عنه الاوزار والاحمال فيعيش معنى هو اكثر تألقا في عبوديته لربه احسنوا الظن بالله وعلقوا الامل به واجتهدوا في الدعاء في هذه الساعات الكريمة العظيمة المقبلة لا زلت اقول كل وجوه العظمة اجتمعت هذا اليوم هذه الساعة في هذا المقام. عظمة الزمان عظمة المكان عظمة الموقف عظمة العمل في الحج عظمة الدعاء عظمة ربك الكريم المفضال ذو العطاء والجلال والاكرام. ما بقي الا عظمتك هذه الساعة وهي بيدك انت لا بغيرك. وعظمتك انما تتجلى في مقدار تعظيمك لربك والله. بقدر ما تعظم الله هذه الساعة انت عظيم عند الله. بقدر ما تتذلل وتنكسر وتبذل من دموعك ما يثبت حبك لربك واثباتك انك عبد ضعيف فقير محتاج ذليل. انت ترتقي في مدارج العظمة في هذه الساعة في ساعات ما اسرع انقظاءها فمنا من ينصرف وقد اختلط بقلبه شعور عظيم لو طلبت منه ان يعبر عن ما استطاع ومنا من لا يشعر بكبير فرق ولا اختلاف. ونحن الذين نحدد اي الصنفين اي الصنفين سيكون احدنا عليه فاللهم نسألك باسمك الاعظم الذي اذا دعيت به اجبت واذا سئلت به اعطيت ان تكرم جموع الحجيج التي وقفت لك اليوم في صعيد عرفات. اللهم انهم قد لبوا لك وقدموا اليك واتوك من كل فج عميق يشهدون ان لا اله الا انت يحسنون الظن بك يا رب ويأملون في عظيم فضلك وكرمك وعطائك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم فيسر للحجيج حجهم. وتقبل منهم نسكهم. واتهم ما املوا وسألوا يا حي يا قيوم اللهم كما اكرمتهم واوصلتهم واوفدتهم واتيت بهم فاكرم يا ربي انصرافهم اليوم بذنب مغفور وسعي مشكور وحج مبرور يا عزيز يا غفور. اللهم يا حي يا قيوم ذلت لك الرقاب وخضعت لك الانفس ودانت لك الجبابرة واعترف بفضلك كل عبد لك يا حي يا قيوم اللهم فيا عظيم يا كريم يا حليم يا عظيم يا منان يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام نسألك من كريم عطائك وفيض كرمك وبذلك بعبادك هذا اليوم الكريم ان نكون من اكثرهم يا ربي حظا بعفوك وغفرانك والعتق من نيرانك. اللهم اكتبنا فيمن قبلت عمله واحسنت له جزاءه وشكرت له سعيه وغفرت له ذنبه وحققت له امله وكتبت له خيرا مما سأل وطلب يا ذا الجلال والاكرام. نسألك يا حي يا قيوم وانت الواحد الاحد. الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. ان تكون عونا لاخوتنا المسلمين في كل مكان. اللهم ايدهم بعزتك التي لا واللهم رحماك رحماك باخوتنا المستضعفين. من الرجال والنساء والولدان. الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وتول بعنايتك امرهم يا رحمن يا رحيم اللهم كل اخوتنا في العراق والاحواز وفي الشام وفلسطين وفي مصر واليمن وفي تونس وليبيا وفي كل مكان اله الحق يا سميع الدعاء. انهم عبادك قد امنوا بك واتبعوا نبيك صلى الله عليه وسلم اللهم انهم قد فتنوا في دينهم واموالهم واهليهم واولادهم. اللهم احفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم ايمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم. واعذهم بعظمتك ان يغتالوا من تحتهم. انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. اللهم احفظنا واياهم من شر الاشرار. وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار اللهم عز جارك وجل ثناؤك وتقدست اسماؤك ولا اله الا انت. اللهم انا اسألك ان تحمي مسرى نبيك صلى الله عليه وسلم من دنس يهود ورجسهم وحقدهم. اللهم ان بني قد طغوا وبغوا وامعنوا في العداء. اللهم انهم لا يرجون لك وقارا. اللهم انهم قد خانوا الامانة انا كذبوا الرسل وقتلوا الانبياء وافترو عليك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم فخذهم اخذ عزيز مقتدر اللهم انا نشكو اليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وعجزنا بايدينا وانت مولانا ومولى المستضعفين في كل مكان. فنعم المولى ونعم النصير. اللهم انا نشكو اليك انات الثكالى وبكاء الارامل ودمه على الايتام. اللهم انه قد بلغ بهم من الكرب والشدة والماء ما لا يشكى الا اليك. وانت العظيم الجبار. الواحد القهار ها ذو القوة المتين. نسألك يا رب بعزتك التي لا ترام. وبقوتك التي لا تضام نسألك يا ربي نصرا قريبا وفرجا عاجلا. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية الهنا عظم الكرب واشتد وتطاول الصهاينة يا ربي على محارم المسلمين واعراضهم. واموالهم وديارهم وعلى حرمة المسجد الاقصى. اللهم قد علمت انه لا حول لنا ولا قوة الا بك. اللهم نحول وبك نصول وبك نجول يا حي يا قيوم. اللهم انت مولانا فنعم المولى ونعم النصير لا اله الا الله العظيم الحليم. لا اله الا الله رب العرش العظيم. لا اله الا الله رب السماوات السبع ورب الارض ورب العرش الكريم. اللهم فرجا قريبا ونصرا العاجلة. ورحمة واسعة تغنينا بها عن رحمة من سواك اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها يا عظيم يا كريم اقبلت لك الجموع معترفة طائعة ملبية موحدة. اللهم انا قد باعظم ما سألت فشهدنا ان لا اله الا انت. واجتنبنا اعظم ما نهيت. فلم نشرك بك شيئا اللهم فاتنا ما بينهما من كريم الفضل والعطاء. اللهم قد اكرمتنا واتيت بنا الى صعيد عرفات. اللهم ولا يزال حسن الظن بمزيد كرمك وعطائك ان تجعلنا هذا اليوم من المقبولين. المرحومين يا حي يا قيوم يا وسع الكرم يا عظيم المن يا جميل الستر يا قديم الاحسان نخطئ وتعفو نذنب وتغفر نذل وتستر عطاؤك ممنوح وفضلك علينا يغدو ويروح. خيرك الينا نازل. وسترك الجميل علينا منسدل. اللهم فأنت اكرم من ان تعذب قلبا احبك واعظم من ان لن تخيب عبدا احسن الظن بك اليوم. اللهم فهؤلاء عبادك جاؤوا يعلقون الامل في كريم عطائك ويحسنون الظن يا ربي في حسن نوالك. اللهم وقد قلت وقولك الحق انا عند ظن عبدي بي وليس بنا ظن فيك الا كل خير واحسان انت اهل له. اللهم فكن لنا بكرمك وعطائك واحسانك يا ذا الجلال والاكرام. نسألك يا حي يا قيوم رحمة واسعة. تهدي بها قلوبنا وتستر بها عيوبنا وتشفي بها مرضانا وترحم بها موتانا. اللهم رحمة من عندك. تصلح بها الاحوال بها الاولاد وتسكن بها النفوس. اللهم رحمة من عندك توسع بها ارزاقنا. وتبارك بها اقواتنا وتقظي بها عيوننا اللهم رحمة من عندك تثقل بها ميزاننا وتثبت على الصراط اقدامنا وتختم بها بالصالحات اعمالنا اللهم انا نسألك توبة نصوحا تكون خاتمة لاعمارنا. وحسن مغادرة لحياتنا اللهم يا حي يا قيوم يا اكرم الاكرمين يا ذا الجلال والاكرام نسألك رحمة واسعة لنا ولوالدينا. اللهم اغفر وامهاتنا وارحمهم كما ربونا صغارا. اللهم ارحمهم وضاعف اجورهم وثقل موازينهم يا حي يا قيوم اللهم من كان منهما حيا فاطل في عمره واسدل له ثوب العافية مع صالح عمله وحسن خاتمة ومن كان قد افضى اليك فافسح اللهم في قبره ونور له فيه. اللهم مجزهم بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا. اكرم يا رب في الجنة منازلهم. امرتنا بالبر والاحسان اليهم وانت اهل البر والاحسان. اللهم فجازهم عنا خير ما جازيت والدين عن ولد. واجمع انا بهم يا ربي وازواجنا وذرياتنا في جنات ونهر. في مقعد صدق عند مليك مقتدر يا حي يا قيوم اسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تؤمن الحجيج في انفسهم. واموالهم واولادهم ومن خلفوا في ديارهم يا رب العالمين اللهم واعدهم سالمين غانمين مقبولين مرحومين مغفورين يا اكرم الاكرمين. اللهم من ارادنا واراد الاسلام او المسلمين والحج والحجيج بسوء فاشغله بنفسه. واجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره يا حي يا قيوم قيوم اللهم وفق عبدك خادم الحرمين لكل ما فيه خير ونفع وصلاح للعباد والبلاد. اصلح يا رب له النية البطانة والقول والعمل واجعلنا واياهم جميعا يا رب خداما لبيتك مكرمين لقاصديه يا حي يا قيوم. اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. واكتبنا يا ربي في هذا اليوم العظيم من اعظم من وقف بين يديك ومن وممن سألك من فيض عطائك ومن اعظمهم حظا بوافر خيرك وانعامك يا ذا الجلال والاكرام. احسن يا ربي عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا والاخرة. اللهم اختم لنا بخير واجعل عواقب امورنا الى خير. نسألك يا رب ان لا تجعل اخر العهد بحج بيتك الحرام وشهود هذه المواقف العظام وان يزال خير لا يزال خيرك متصلا وانعامك تابعا يا رحمن يا رحيم. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين. وصل يا ربي وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين