بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام على عبده لله ورسوله سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. فلا يزال استعراضنا لهذه الموظوعات الاصولية في كل لقاء. انطلاقا من الاتيان على بعظ الابواب والمسائل التي لم ينتظمها رسالة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليه وقد تقدم في اللقائين السابقين الحديث في اولهما عن دلالة والمفهوم انواعها وشروطها وكان في الثاني منهما الحديث وكان في الثاني منهما في لقاء الاسبوع الماضي الحديث عما تناولناه من الاحتجاج بعمل اهل المدينة عند الامام مالك رحمه الله. لقاء الليلة سيتناول موضوعا ثالثا ايضا مما لم تنتظمه رسالة الشيخ رحمة الله عليه. اه حديثنا الليلة او درس الليلة هو تقسيم دلالات الالفاظ على طريقة الحنفية او مذهب الحنفية. لانه مر معكم في الدرس في رسالة الشيخ رحمه الله الحديث عن تقسيم دلالات الالفاظ كما هو العمل عليه عند الجمهور. والجمهور يقسمون دلالة الالفاظ الناس هنا وليس هناك الصوت كذا فتقسيم دلالة الالفاظ عند الجمهور كما مر بكم ينقسم باعتبارات متعددة كان اهمها الحديث عن تقسيم دلالة الالفاظ باعتبار الوضوح والخفاء. وانها تنقسم كما مر بكم الى مجمل وظاهر ومؤول ونص. باعتبار الوضوح والخفاء. فما خفي كان مجملا فان اتضح مع الاحتمال كان ظاهرا وينصرف عن الظاهر بقرينة او بدليل ويسمى مؤولا. وان كان واضحا تمام الوضوح كان نصا. هذه الطريقة التي استقرت في تقسيم الجمهور يقابلها تقسيم اخر على مذهب الحنفية في دلالات الالفاظ. احببت ان يكون لقاء الليلة ودرسنا متعلقا بهذا التقسيم عند الحنفية وعرض ما تناولوه في هذا التقسيم لسببين اثنين اولهما تقسيم معتبر في اصول الحنفية والاطلاع عليه مفيد ومهم. والسبب الثاني ان بعض الاصطلاحات في هذا التقسيم ايضا توافق في التسمية بعض الاطلاقات والاصطلاحات على طريقة الجمهور. فلان لا يحدث تداخل عند طالب العلم وقد درس شيئا من الاصطلاحات وقد درست دلالة النص مثلا ودلالة الظاهر ودلالة المؤول بمعان معينة وبمصطلحات معينة فيشكل يشكل على طالب العلم ان هذه الاصطلاحات نفسها تقول دلالة النص تطلق عند الحنفية ولكن بمعنى اخر وبمصطلح اخر فما لم يميز طالب العلم اطلاق الجمهور واطلاق الحنفية لهذه الدلالات من الالفاظ ربما وقع في اشكال او ما قرأ في بعض كتب الحنفية شيئا من هذه الاصطلاحات فحملها على معنى ما فهمه عند الجمهور وليس الامر كذلك. سنقرأ مواطن من تقسيم دلالات الالفاظ واصطلاحاتها والمعاني المرادة منها كما ساقه اه الامام عبدالعزيز البخاري رحمه الله صاحب كشف الاسرار. كتاب كشف الاسرار شرح فيه البخاري اصول فخر الاسلام البزدوي. واصول البزدوي آآ او ما يسمى اصول المختصر البزدوي في اصول الفقه عند الحنفية هو احد المتون المعتبرة عند متقدمين من الحنفية ولهذا كثرت شروحه واعتنى به الحنفية جدا. حتى جاء كتاب منار الانوار للامام النسفي وهو اه مقارب جدا في عبارته وتقسيمه ومضمونه لاصول فخر الاسلام البزدوي. فلما جاء منار الانوار عند المتأخرين من الحنفية صار العمل عليه واقبال الشراح ايضا عليه. فهما متنان من المتون المختصرة هي محل عناية الحنفية محل اعتبار كتب الاصول عندهم اصول فخر الاسلام البزدوي واصول المنار للنسفي رحم الله الجميع. كتاب كشف الاسرار للبخاري وشرح على اصول فخر الاسلام البزدوي. وللتقييد فان عند الحنفية في كتب الاصول كتابان كل منهما يسمى كشف الاسرار واذا قيل كتاب كشف الاسرار او عزي اليه فلا بد من تقييد الكتاب ليعلم المراد به. وآآ ايضا وجه الاشكال ان كلا من كشف الاسرار الاول والثاني شرح على هذه المتون المختصرة المعتمدة. فكشف الاسرار الاول لعبدالعزيز البخاري هو شرح على اصول فخر الاسلام البزدوي وكشف الاسرار الثاني هو شرح على منار الانوار للنسف وصاحبه الامام النسفي نفسه فانه صنف المنار ثم وضع عليه كشف الاسرار في شرح منار الانوار. فاذا قيل كشف الاسرار لابد ان يقيد فاما ان تقول للبخاري او تقول اسفي فالذي سنقرأ منه الليلة هو كشف الاسرار البخاري هو شرح على اصول فخر الاسلام للبزدوي رحم الله الجميع اه في تقسيم الكلام انا سأقرأ عبارة البزدوي دون التعرض لما اورده الشاري عبدالعزيز البخاري لانه اقرب والمقصود الاتيان على التقصير فانتبهي معي كيف تعامل الحنفية مع دلالات الالفاظ وكيف قسموها؟ ولهم فيهم تقسيم بديع لا يوجد مثله عند الجمهور. يقول الامام البزدوي رحمه الله وانما تعرف احكام الشرع بمعرفة اقسام نظمي والمعنى. شيء عندهم يسمونه النظم وشيء يسمونه المعنى. يقصدون بالنظم سياق اللفظ. في النصوص الشرعية في الكتاب والسنة يعني الجملة في سياقها والكلمة ايضا في الجملة يسمونها النظم. فيقسمون التعامل مع النصوص الشرعية قسمين تعامل مع النظم وتعامل مع المعنى. يقول رحمه الله وانما تعرف احكام الشرع بمعرفة اقسام النظم والمعنى. طيب وما هي اقسام النظم والمعنى؟ قال وذلك اربعة اقسام. يرجع الى معرفة احكام ام الشرع؟ القسم الاول في وجوه النظم. القسم الاول في وجوه النظم صيغة ولغة. والقسم الثاني في وجوه البيان بذلك النظم. والقسم الثالث في وجوه استعمال ذلك النظم بيانه في باب البيان. تابع التقسيم معي مرة اخرى. يقول القسم الاول في وجوه النظم صيغة ولغة. يعني ما هي الصيغ التي تأتي عليها النصوص الشرعية من ناحية الصياغة واللغة فقط. يقسمونها الى اقسام سيأتي ذكرها الان. لكن لما يقسمون التعامل مع النصوص الشرعية يقولون القسم الاول في وجوه النظم صيغة ولغة. الثاني ما هو؟ قال في وجوه البيان بذلك النظم في وجوه البيان يعني الطريقة التي يقع بها البيان بهذا النظم والتركيب الذي حصل. القسم الثالث في وجوه استعمال ذلك البيان وجريانه في باب البيان. كيف تستعمل ذلك البيان باقسامه؟ لاستنباط المعاني قال والرابع في معرفة وجوه الوقوف على المراد والمعاني. على حسب الوسع والامكان واصابة التوفيق هذا التقسيم اجمالي وخذ التفصيل الان. قال اما القسم الاول ما هو؟ في وجوه النظم صيغة ولغة. قال اربعة اوجه. الخاص والعام والمشترك والمؤول. شوف هذا تقسيم مغاير تماما لطريقة الجمهور القسم الاول الذي هو في وجوه النظم صيغة ولغة يقول اربعة انواع. الخاص والعام والمشترك والمؤول والقسم الثاني ما هو؟ في وجوه البيان بذلك النبض. قال القسم الثاني اربعة اوجه ايضا الظاهر والنص والمفسر والمحكم. يشترك معك ها هنا مصطلحان جاء مثلهما الجمهور النص والظاهر لكني معنى المراد به هنا عندهم يختلف عن المعنى المراد عند الجمهور. اذا القسم الثاني في معرفة وجوه البيان بذلك النمط قال اربعة اوجه ايضا الظاهر والنص والمفسر والمحكم. وانما يتحقق معرفة هذه الاقسام الاربعة ما هي؟ الظاهر والنص والمفسر والمحكم. انما معرفة هذه الاقسام باربعة اخرى في مقابلتها. كل مصطلح يقابله مصطلح. الخفي والمشكل المشكل اجمل والمتشابه. اربع مقابل اربعة. الخفي والمشكل والمجمل والمتشابه وستوزع الاربعة على اربعة السابقة في الخفي في مقابل ممتاز الظاهر والمشكل في مقابل النص والمجمل في مقابل المفسر والمتشابه في مقابل المحكم. جيد. كل هذا الاربعة اوجه. والاربعة الاوجه المقابلة لها هي اقسام ماذا؟ وجوه البيان بذلك النبض. طيب نأتي للقسم الثالث سماه وجوه استعمال ذلك البيان وجريانه في باب البيان. قالوا القسم الثالث اربعة اوجه ايضا والمجاز والصريح والكناية. تلاحظ ان اصطلاحات بلاغية خالصة في علم البيان. الحقيقة والصريح والكناية. هذه اربعة اوجه تتعلق بالقسم الثالث الذي هو وجوه استعمال ذلك البيان وجريانه في باب البيان ومن اسمها البيان فجاءت الاصطلاحات بيانية من علم البيان. والقسم الرابع ما هو في معرفة في معرفة وجوه الوقوف على المراد والمعاني. قال والقسم الرابع اربعة اوجه ايضا. الاستدلال بعبارة وباشارته وبدلالته وباقتضائه. قال القسم الرابع اربعة اوجه ايضا الاستدلال بعبارات بعبارة النص وباشارته باشارة النص. بدلالة دلالة النص باقتضائه باقتضاء النص. عندهم اربعة اوجه لمعرفة الوقوف على المراد. الاستدلال بالعبارة وبالاشارة وبالدلالة وبالاقتضاء. ويختصرها الحنفية فيقولون العبارة الاشارة الدلالة الاقتضاء او يقولون دلالة الاقتضاء دلالة العبارة دلالة الاشارة دلالة الدلالة. فهذه اربعة مصطلحات يقابلها شيء من الاصطلاحات التي مرت عند الجمهور كما سيأتيك التعريف الان. والمثال لكل واحد من هذه. قال وبعد معرفة هذه الاقسام قسم خاص الخامس وهو وجوه اربعة ايضا معرفة مواضعها ومعانيها وترتيبها واحكامها. الان الذي يهمنا من هذا التقسيم الرباعي تقسيم رباعي والرباعي انقسم الى رباعي ايضا كل قسم انقسم الى اربعة. فمعرفة الوجوه هذه كلها يهمنا منها تقسيمان اثنان. سآتي الى ذكرها لكن ساورد عليك الان خاتمة هذا التقسيم الاجمالي الذي سيشرع بعده البزدوي في التفصيل. اسمع ماذا قال قال الشرع هو الكتاب والسنة. فلا يحل لاحد ان يقصر في هذا الاصل. بل يلزمه محافظة كالنظم ومعرفة اقسامه ومعانيه مفتقرا الى الله تعالى مستعينا به راجيا ان يوفقه بفضله كلام رائع. وهو مربط الفرس الحقيقة لكل طالب علم يبتغي فهم المراد عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قمة الشرف انت تتهيأ بهذا العلم لان تتبوأ هذا المنصب الشريف ان تكون امرأ مكلفا مسلما يعقل عن الله مراده ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام. ولهذا هو قال لك المسألة تتوقف على عاملين اثنين. احاديث عنايتك بهذا الاصل واهتمامك به. ومعرفتك لتقسيمات النظم والدلالة على المعاني وكيف تتعامل معها. والعامل الثاني الذي لتفتقروا اليه ما هو؟ هو توفيق الله وعونه. ولهذا قال مفتقرا الى الله تعالى مستعينا به راجيا ان يوفقه بفضله وقد اصاب رحمه الله. فلن يوفق عبد في مثل هذا المطلب الشريف الجليل الا بهذين الاثنين. ان يأخذ المسألة بحقها في جد ويجتهد ويتعب وينصب في ادراك العلم وتحقيقه وان يكون من الحذاق وان يتقن فيه وان يبرع والعامل الاول مقدم ومتابع ولاحق وهو توفيق الله والتماس الفضل منه. الافتقار اليه ودعاؤه والتضرع اليه وتعالى ان يفتح على العبد لان هذا علم والعلم هبة يؤتيها الله عز وجل وباب من فظله يفتحه على من يشاء من عباده ثم هو ليس علما فحسب بل هو اشرف مراتب العلم واجلى مقاصده واسمى مراتبه ان يتبوأ الطالب العلم هذه المرتبة الشريفة اذا هو احرى ان يكون من توفيق الله عز وجل وفضله على من يشاء من عباده. هذا التقسيم الرباعي انا ساتجاوز فيه القسم ولاتي للثاني والثالث او الثالث والرابع على وجه الخصوص لانهما هما المرادان على يعني ساتجاوز القسم الاول وجوه النظم صيغة ولغة قاس والعام والمشترك والمؤول. وسأنتقل الى التقسيم الثاني تقسيم وجوه البيان الظاهر والنص والمفسر والمحكم وما يقابل الخفي والمشكل والمجمل والمتشابه. لانتقل بعده الى القسم الثالث عفوا الرابع الذي هو دلالة الاشارة والاقتضاء والعبارة. يقول رحمه الله الا وهو يتحدث عن القسم الثاني الذي هو معرفة وجوه البيان بذلك النظم يقول رحمه الله تعالى واما القسم الثاني انظر كيف قسم ظاهر ثم بعده ماذا قال؟ النص ثم المفسر ثم هذا الترتيب حفظك الله عند الحنفية هو من الاضعف الى الاقوى. ومن الادنى الى الاعلى هذا الترتيب ظاهر نص مفسر محكم هو الانتقال من الاضعف الى الاقوى. اذا ايهما اقوى عندهم دلالة الظاهر او النص ايهما اقوى النص او المفسر؟ ايهما اقوى المفسر ام المحكم؟ طيب اسمع للتفريغ وانت تلاحظ ان الجمهور اقوى المراتب ما هو؟ النص. لكن عند الحنفية هو الثالث في الترتيب. يعني فوقه مرتبتان. لكن طريقة التقسيم ومأخذ التقسيم عندهم مختلف قال رحمه الله فان الظاهر اسم لكل كلام ظهر المراد به للسامع بصيغته كل كلام ظهر المراد به للسامع بصيغته مثل قوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء فانه ظاهر في ماذا؟ في ماذا؟ في الاباحة. قال فانه ظاهر في الاطلاق. يعني اطلاق الاذن والاباحة وقوله تعالى واحل الله البيع ظاهر في ماذا؟ في اباحة البيع قال هذا ظاهر في الاحلال واضح؟ هذا الظاهر عندهم. قال واما النص فما ازداد وضوحا على الظاهر بمعنى من المتكلم لا في نفس الصيغة. مأخوذ من قولهم نصصت الدابة اذا استخرجت اذا استخرجت بتكلفك منها سيرا فوق سيرها المعتاد. وسمي مجلس العروس منصة لانه ازداد ظهورا على سائر المجالس بفضل تكلف اتصل به خذ المثال قال مثاله قوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع. فانكحوا ما طاب لكم قلنا ايه ظاهر في الاباحة. قال فان هذا ظاهر في الاطلاق نص في بيان العدد. اذا الاية فيها دلالة من حيث الاباحة هو ظاهر ان ظهر للسامع بمجرد الصيغة. لكن لما قال مثنى وثلاث ورباع تحديد العدد يقول هذا ازداد وضوحا فهو مرتبة فوق الظاهر. حدد العدد بصيغة لا تحتمل الا البيان. فيعتبرون النص اقوى من الظاهر. اسمع ماذا يقول. يقول فان اهذا ظاهر في الاطلاق نص في بيان العدد؟ ليش نص في العدد؟ قال لانه سيق الكلام للعدد. وقصد به فازداد ظهورا على الاول بان قصد به وسيق لها. مثال اخر ومثله قوله تعالى واحل الله البيع وحرم الربا. قلنا ظاهر في ماذا؟ ظاهر في جواز البيع اذا نص في ماذا؟ لا لو قلت وحرم الربا هو ايضا ظاهر في تحريم الربا نص في ماذا؟ خلاص حل البيع ظاهر. ها؟ قاربت نص في ماذا؟ ها؟ ان الربا لا يعد بيعا. في التفريق بين البيع والربا. اسمع ماذا يقول قال واحل الله البيع وحرم الربا فانه ظاهر للتحليل والتحريم. تحليل ماذا وتحريم ماذا؟ تحليل البيع وتحريم الربا. نص للفصل بين البيع والربا لانه سيق الكلام لاجله. ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا. الجملة الاتية رد على هذه التسوية. اذا الكلام سيق ابتداء لاي شيء. لبيان الفرق بين البيع والربا وانهما ليسا سواء. لما قالوا احل الله البيع وحرم الربا استفدت شيئين. الشيء الاول النص على تحليل البيع وتحريم الربا. يقول هذا ظاهر. لكن ليس هو المقصود الاول في الجملة القرآنية المقصود الاول ما هو؟ التفريق بين البيع والربا ردا على مزاعم العرب في التسوية بينهما. يقول فان هذا نص للفصل بين البيع والربا لانه سيق الكلام لاجله. فازداد وضوحا بمعنى من المتكلم لا بمعنى في صيغته. الان عرفت الظاهر وهما متقاربان لكن ايهما اقوى؟ النص قال حكم الاول ما هو؟ الظاهر ثبوت ما انتظمه وكذلك الثاني اللي كل من الظاهر والنص يثبت بيقين ما دل عليه الا ان هذا عند التعارض او اولى منه ما هو؟ النص. وحكم الاول ثبوت ما انتظمه يقينا وكذلك الثاني. اذا التسوية بينهما في الحكم لكن عند الترجيح عند المعارضة فان دلالة النص عندهم اقوى من دلالة الظاهر. طيب ننتقل الان الى ماذا الوجه الثالث وهو المفسر. قال واما المفسر فما ازداد وضوحا على النص. ما ازداد وضوحا على النص هذا سموه مفسر يعني هو ازداد تفسيرا ووضوحا على النص. سواء كان بمعنى في النص او بغيره. بان انا مجملا فلحقه بيان قاطع. فانسد به باب التأويل. او كان عاما فلحقه من سد به باب التخصيص. اذا يقول هو وصل الى درجة من الوضوح وصل الى المنتهى. ولا مزيد على البيان بعده مأخوذا مما ذكرنا قال وذلك مثل قوله تعالى فسجد الملائكة كلهم اجمعون فان الملائكة جمع عام محتمل محتمل للتخصيص. فانسد باب التخصيص بذكر كلهم بذكر الكل. وذكر وذكر الكل احتمل تأويل التفرق فقطعه بقوله اجمعون. يقول فهذا عندهم دلالة مفسر. فهو اقوى يعني ولم يدع بعد ذلك يقول فانسد باب التخصيص بذكر الكل يعني قوله كلهم وذكر الكل احتمل تأويلا احتمل ان سجد الملائكة كلهم لكن مجموعة بعد مجموعة سجدت ملائكة ثم سجدت دفعة اخرى فلما جاء قوله اجمعون افاد ماذا؟ افاد سجود الجميع معا قال وذكر الكل احتمل تأويل التفرق فقطعه بقوله اجمعون فصار مفسرا. وحكمه الايجاب قطعا بالاحتمال ولا تأويل لا يحتمل تخصيصا ولا تأويلا. لكن يحتمل شيئا اخر ما هو؟ يحتمل النسخ فاذا كان يحتمل النسخ تأتي المرتبة الرابعة وهو المحكم الذي يزداد قوة على المفسر بانه لا يحتمل تخصيصا ولا تأويلا ولا نسخن ولهذا اصبح اقوى من المفسر. يقول رحمه الله فاذا ازداد قوة واحكم المراد به عن احتمال نسخ والتبديل سمي محكما من احكام البناء. قال الله تعالى منه ايات محكمات هن ام الكتاب متشابهات وذلك مثل قوله تعالى ان الله بكل شيء عليم. فهذا لا تخصيص فيه. هل يستثنى من علم الله شيء ولا يدخله تأويل هل تقول لا المراد شيء دون شيء؟ لا. هل يلحقه نسخ انه يمكن ان ينسخ هذه الاية في دلالتها شيء؟ فمثل هذا يسمى عندهم في الدلالة محكم. فاذا قلت محكم باصطلاح الحنفية لزم منه ان يكون ان يكون ظاهرا وان يكون نصا وان يكون مفسرا لانه ما وصل الى درجة محكمة الا وقد تجاوز هذا كله. فيلزم ان يكون واضحا في المعنى يلزم ان يكون غير محتمل تأويل يلزم ان يكون غير محتمل مسخا فيزداد قوة وان يساق الكلام لاجله. فيكون محكما وقد بلغ الغاية. هذي الاربع فقلنا ماذا يقابلها؟ اربعة اخرى انا لما قلت نص فظاهر فمفسر فمحكم قلنا الترتيب من ادنى الى اعلى لكن باعتبار ماذا؟ باعتبار الوضوح. طب وباعتبار الخفاء تأتيك الاقسام الاربعة الاخرى. حتى الدلالة اذا خفيت في خفائها هي درجات. في خفائها درجات. يقول رحمه الله الخفي اسم لكل ما اشتبه معناه وخفي مراده بعارظ غير الصيغة لا ينال الا بالطلب. مأخوذ من قوله اختفى فلان اي استتر في مصره بحيلة عارضة من غير تبديل في نفسه فصار لا يدرك الا بالطلب. ثم المشكل وهو الداخل في اشكاله وامثاله ليه؟ قلنا المشكل يقابل ماذا؟ يقابل النص لا المشكل يقابل النص. النص قلنا ما ازداد وضوحا على الظاهر بان سيق الكلام لاجله. يقول لا المشكل ما دخل في اشكاله وامثاله. بمعنى انه يحتمل اكثر من معنى. مثل قولهم احرم. ما احرم معنى احرم دخل في الاحرام بان نوى وتلبس بالنسك. لكن يأتي احرم بمعنى دخل في الحرم دخلوا حدود الحرم تقول احرم وان لم يكن ناويا النسك. فانا لما اقول احرم وانوي به في المعنى اريد به في المعنى انه دخل حدود الحرم فقلت احرم فلان. المتبادر الى الفهم ما هو؟ التلبس بالنسك لكن انا ما اردت هذا المعنى. اردت انه كان خارج الحرم فدخل فقلت احرم. هذا الاستعمال يسمى عندهم مشكلة. فاقول اشكل علي كلامك. لانه قال في اشتباه وهو غير متبادل. قال مثل قولهم احرم اي دخل في الحرم. واشتى اي دخل في الشتاء. وهذا فوق الاول. يعني هو اعلى درجة من الخفي. قلنا الخفي لا ينال الا بالسؤال والطلب. قال هذا اعلى فوق الاول لا ينال بالطلب بل بالتأمل بعد الطلب ليتميز عن اشكاله لغموض في المعنى او لاستعارة بديعة وذلك يسمى غريبا مثل رجل اغترب عن وطنه فاختلط اشكاله من الناس فصار خفيا بمعنى زائد عن الاول. الذي يليه ما هو؟ المجمل يقابل يقابل المفسر هناك قال ثم المجمل وهو ما ازدحمت فيه المعاني واشتبه المراد اشتباها لا يدرك بنفس العبارة بل بالرجوع الى الاستفسار ثم الطلب ثم التأمل. فيحتاج جهدا اكبر وهم يقسمونه هكذا. مثل قوله تعالى وحرم الربا فانه لا يدرك بمعاني اللغة بحال. وكذلك الصلاة والزكاة. ايش يقصد؟ يقول هذه مصطلحات شرعية. يعني لا يتعامل معها العرب بلغتهم يعني العرب هل كانوا يعرفون الصلاة بهذه الهيئة قبل الاسلام؟ والزكاة وهو لفظ عربي كذلك الربا. الربا عندهم مطلق الزيادة. جاء الاسلام فجعل الربا اصناف مخصوصة بشرطين اثنين بمفاضلة او بنساء وتأخير. هذا هذا الاصطلاح بهذا المعنى ما كان مرادا عند العرب استعمال بهذه الطريقة اصبح مجملا حتى يأتي بيان الشريعة بهذه الاصطلاحات. اذا لا يدرك بمعاني اللغة بحال وكذلك الصلاة والزكاة. مأخوذ من الجملة وهو كرجل اغترب عن وطنه بوجه انقطع به اثره. المشكل يقابل النص والمجمل يقابل المفسر. قال الله فاذا صار المراد بقي قسم ما هو؟ المتشابه يقابل المحكم قال فاذا صار المراد مشتبها على وجه لا طريق لدركه حتى سقط طلبه ووجب اعتقاد الحقية فيه سمي متشابها منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر يقولون النصوص نوعان محكم ومتشابه. قال المتشابه سبيل الى ادراك معناه. فما الواجب؟ قال تسلم به لله عز وجل. تؤمن بانه حق وتقف. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله. والراسخون في العلم يقولون به بس يقول هذا هو الواجب. كل من عند ربنا. الوجوب هو اعتقاد الحقية في انه حق يجب الايمان به دون ادراك لفهم قال بخلاف المجمل فان طريق دركه متوهم وطريق درك المشكل قائم فاما المتشابه فلا طريق لدركه الا التسليم فيقتضي اعتقاد الحقية قبل الاصابة وهذا معنى قوله تعالى واخر متشابهات. قال وعندنا ان لا حظ للراسخين في علمي من المتشابه الا التسليم. طبعا هذا على خلاف القراء في مسألة الوقف في الاية. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. فاذا جعلت الواو عاطفة فانك اثبت لهم العلم في معنى المتشابه وهو وجه عندهم. والراجح عندهم ان الوقف لازم. وما يعلم تأويله الا الله فتكون الواو استئنافية والراسخون في العلم يقولون امنا به. يقولون رحمه الله الامام البزدوي وعندنا الا حظ للراسخين في العلم من متشابه. اذا يرى الوقف لازما والواو استئنافية. الا التسليم على اعتقاد احقية المراد وان الوقف على قوله وما يعلم تأويله الا الله واجب. ثم استمر رحمه الله يتكلم على مسألة المتشابه واتى فيه بكلام. انتقل الى القسم ثالث وانا اتجاوزه للقسم الرابع كما قلنا نتحدث عن اقسام الدلالات. القسم الرابع ما هو؟ وجوه الوقوف على المعاني والمراد وهذا هو الذي يقابل تقسيم دلالات الالفاظ هناك عند الجمهور. لكن اتيت بالتقسيم الاول لان فيه مصطلح نص ومصطلح ظاهر وهو يقتضي معرفة التفريق بين المراد به عند الحنفية والمراد به عند الجمهور. الان يقول رحمه الله القسم الرابع الذي قلنا عبارة النص ودلالة النص واشارة النص واقتضاء النص. اذا دلالة عبارة ودلالة دلالة ودلالة اشارة ودلالة اقتضاء هذه اربع دلالات يريدها الحنفية رحمه الله في تقسيمهم يقول تفسير القسم الرابع ان الاستدلال بعبارة النص هو العمل طاهر ما سيق الكلام له. دلالة الظاهر هناك والنص في تقسيمهم. وان الظاهر ما وضح المراد منه والنص يزيد عليه ان الكلام سيق لاجله. يقول ان تعمل بهذا المراد في دلالة الظاهر والنص استدلالا بعبارة النص. اذا دلالة العبارة عندهم هو ان تأخذ ظاهر اللفظ وما سيق تنام لاجله. فاذا استنبطت حكما سيق الكلام لاجله وكان واضحا من اللفظ سميت هذه الطريقة استدلالا بعبارة النص دليل العبارة عندهم. طيب هذا يقابل ماذا عند الجمهور دلالة المنطوق دلالة المنطوق عند الجمهور هو هذا ان تستدل بمنطوق اللفظ بعبارته التي جاءت في الالفاظ. طيب يقول رحمه الله والاستدلال باشارته هذه المرتبة الثانية الوجه الثاني. الاستدلال باشارته هو العمل بما ثبت بنظمه لغة لكن انه غير مقصود ولا سيق له النص وليس بظاهر من كل وجه فسميناه اشارة. ليس بالمستدلال عبارة النص الجملة التي نص عليها اللفظ الاية والحديث والحكم الظاهر المتبادر من السياق. هنا لا تأتي الى معنى ما النص لاجله. والمعنى ايضا غير متبادل فيحتاج الى التقاط ويحتاج الى استنباط. وفي النهاية يعتمد ايضا على الفاظ ما خرج عنها. غير انه الكلام له وليس بظاهر من كل وجه فسميناه اشارة. قال كرجل ينظر ببصره الى شيء ويدرك مع ذلك غيره باشارة لحظاته. مثال نظيره قوله تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم في اي سورة؟ للفقراء اللام هذي جاءت عقب قوله ما افاء الله على رسوله من اهل القرى الاية تتكلم الان السياق يتكلم عن ماذا؟ قسمة الفي ممتاز فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى ثم قال للفقراء المهاجرين ثم قال والذين تبوءوا الدار ثم قال والذين جاؤوا فقسم اصناف المؤمنين الذين يدخلون في استحقاق الفي وقسمهم الى طبقات لله وللرسول وذي القربى واليتامى ثم قال للفقراء المهاجرين. اذا هذا الكلام الذي سيق لاجله يتكلم عن ماذا؟ قسمة الفين هذا اي نوع من الاستدلال الان؟ عبارة النص لانك تستفيد العباءة الحكم مما سيق الكلام لاجله بدلالة الظاهر وبدلالة النص يقول رحمه الله وقد اورد الاية مثالا يقول انما سيق النص لاستحقاق سهم من على سبيل الترجمة لما سبق. واسم الفقراء اشارة الى زوال ملكهم عما خلفوا في دار الحرب المهاجرين لما خرجوا من مكة يقول افادت الاية ويفهم من الاية يفهم من الاية ان لا حق لهم فيما تركوا من اموالهم بمكة من اين جاء هذا؟ يقول المهاجر الذي ترك ما له ومنازله في مكة وهاجر زال ملكه بهجرته من اين؟ قال الله سماهم فقراء. والفقير الذي لا يملك. فانظر هل هل الاية سيقت لهذا؟ لا لكنه ايضا اخذ من اين؟ اخذ من نظم الاية. لكنه يحتاج الى تأمل ويحتاج الى التقاط المعنى بشيء من محاولة التركيز والتقاط المعنى فسموا هذا النوع من الاستدلال اشارة يقول لانه ليس ملحوظا ظاهرا ويحتاج الى التقاط يقول رحمه الله واسم الفقراء اشارة الى زوال ملكهم عما خلفوا في دار الحرب. خذ مثال اخر. قال وقوله تعالى الا وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف. سيق لاثبات النفقة. لاثبات النفقة. هذا الدال بعبارة النص قال واشار بقوله وعلى المولود له الى ان النسب الى الاباء والى قوله عليه السلام انت ومالك لابيك. فاذا هذا نقول نوع من الاستدلال باشارة النص ما سيق لاجله. قالوا على المولود له رزق لما قال للمولود له استنبطنا من الاية بدلالة الاشارة ان النسب يستحق الاباء لانه قال وعلى المولود له فاستحقوا حق النسب لان الله عز وجل ذكره بهذا السياق. يقول مثال ثالث وقوله تعالى وحمله وفصاله ثلاثون شهرا. سيق لاثبات الوالدة على الولد يعني فضل الام. والتعب الذي تلقاه في الحمل والفطام. طب فيه اشارة الى ماذا اشارة الى ان اقل مدة الحمل كما ذكر هذا عن ابن عن علي رضي الله عنه الى ان اقل الحمل ستة اشهر اذا رفعت مدة الرضاعة وهذا القسم هو الثابت بعينه. انتهينا من ماذا الان؟ من عبارة النص واشارة النص ماذا بقي الان؟ بقي دلالة النص. قال رحمه الله واما الثابت بدلالة النص فما ثبت بمعنى النص لغة لا اجتهاد ادا ولا استنباطا. مثل قوله تعالى ولا تقل لهما اف. هذا قول معلوم بظاهره. معلوم بمعناه وهو الاذى. وهذا معنى يفهم منه لغة حتى شارك فيه غير الفقهاء اهل الرأي والاجتهاد كمعنى الايلام من الضرب. ثم يتعدى حكمه الى الضرب والشتم بذلك المعنى فمن حيث انه كان معنى لا عبارة لم نسمه نصا. هذا يقابل عند الجمهور ماذا؟ مفهوم الموافقة مفهوم الموافقة عند الجمهور. هذا يسمى عندهم دلالة النص يسمى عندهم دلالة النص. فما اعتبروه عبارة النص لانه يقول ما اخذناه يعني عبارة النص دلت على تحريم التأفف. فمن اين اخذت تحريم الضرب والشتم واللعن للوالدين؟ قال مما دل عليه المعنى يقول فما اخذ فما اخذ من اللفظ. لكن اخذ من المعنى السؤال. هل هذا المعنى الذي اخذ استنباط واجتهاد؟ قال لا. هو من حيث العبارات ما اخذ من من اللفظ لكن ليس مما دل عليه اللفظ في محله. فهذا الفرق انه لا يؤخذ استنباطا يعني ليس قياسا. لا يحتاج الى علة لتقيس عليها مرة اخرى تابع معي العبارة. يقول فما ثبت بمعنى النص لغة لا اجتهادا ولا استنباطا. لا اجتهادا ولا استنباطا مثل قول تعالى ولا تقل لهما اف هذا قول معلوم بظاهره معلوم بمعناه وهو الاذى. الى ان قال رحمه الله معنى الايلام من الضرب يتعدى الى الضرب والشتم فمن حيث انه كان معنى لا عبارة لم نسمه نصا. ومن حيث انه ثبت به لغة لا استنباطا يسمى دلالة الا وانه يعمل على النص. تذكرون الخلاف الذي سقناه عن الجمهور في اللقاء السابق لما تكلمنا عن دلالة المفهوم الموافقة والمخالفة اما اختلفوا في مفهوم الموافقة هل هو هل هو دلالة لفظية او قياسية؟ ومن رآه قياسا سماه قياس ومن رأوا دلالة قلنا ذلك الخلاف يترتب عليه اثر. لاحظ الحنفية ينصون على انه ليس قياسا وهي دلالة لفظية عندهم دلالة لفظية ولهذا ادرجوه في دلالة الالفاظ ما سموه عبارة النص بانه ما سيق الكلام لاجله ولا يتحدث عنه سهم بالمعنى لانه لم يتوقف على استنباط فسموه دلالة النص. ماذا بقي؟ الاقتضاء. اقتضاء النص. قال رحمه الله واما باقتضاء النص فما لم فما لم يعمل الا بشرط تقدم عليه. فان ذلك امر تضاه النص لصحة ما تناوله فصار هذا مضافا الى النص بواسطة المقتضى. هو تماما يقابل في معناه معنى دلالة الاقتضاء عند الجمهور وقد مر ذكرها ايضا في درس دلالة المفاهيم. قلنا ما دلالة الاقتضاء؟ ما توقف صدق الكلام او عقلا او شرعا على تقديره. يعني حديث ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان. وفي الرواية غير الصحيحة وهي المشهورة رفع امة الخطأ والنسيان ما الذي رفع؟ ما الذي تجاوز الله به عن وقوع الخطأ والنسيان وقوع حقيقة الخطأ مرفوعا الامة يعني لا خطأ واقع ولا نسيان لا ما الذي رفع؟ رفع حكم الخطأ المؤاخذة على الخطأ اذا ماذا صنعنا؟ قدرنا في النص تقديرا النصب. لو قلت رفع لامتي خطأ كانك تفهم ابتداء ان الخطأ مرفوع عن الامة فلا يقع فيها قطع اطلاقا ولا نسيان وليس هذا المراد. المراد رفع عن امتي حكم الخطأ يعني المؤاخذة. والنسيان فلما قدرت في الكلام تقديرا توقف عليه صدق الكلام او صحته سمي هذا اقتضاء. ما معنى اقتضاء؟ يعني اقتضى النص اقتضى النص ان تقدر هذا التقدير. فقال دلالة الاقتضاء ما لم يعمل الا بشرط تقدم عليه قال رحمه الله فصار هذا مضافا الى النص بواسطة المقتضى. وكان كالثابت بالنص وعلامته ان يصح به المذكور ولا يلغى عند ظهوره ويصلح لما اريد به. فاما قوله تعالى واسأل القرية فماذا ستقدر في الاية؟ اهل القرية لكن هذا لا يسمى اقتضاء. تعرف ليش؟ قال لانه لا يتوقف عليه صدق الكلام ولا صحته واما قوله تعالى واسأل القرية فان الاهل غير مقتضى. لانه اذا ثبت لم يتحقق في القرية ما اضيف اليه بل هذا من باب الاظمار لان صحة المقتضى انما يكون لصحة ان صحة المقتضي يعني السبب الداعي للتقدير انما يكون لصحة مقتضى ما المثال؟ قال مثاله الامر بالتحرير للتكفير مقتض للملك. يقولون مثاله لو قلت لرجل اعتق عبدك عني بالف اعتق عبدك عني بالف. طب هو ما يملكه؟ الان هذي الصيغة ما هي؟ اعتق عبدك عني هو توكيل وكله في ماذا؟ في الاعتاق. اعتاق ما لا يملك قال اعتق عبدك عني بالف الالف مقابل ماذا لا ايوة صار في تقدير في الكلام. بعني عبدك بالف ثم اعتقه عني فالعبارة اشتملت على شيئين. الشيء الاول طلب البيع بالف ودل عليه قوله بالف. والشيء الثاني توكيله في العتق لما قال اعتق عبد عني هذا يسمونه دلالة اقتضاء لانه يتوقف عليه صحة الكلام شرعا يعني شرعا لا يصح ان تتصرف في ملك غيرك ولا بالتوكيل تقول اعتق عبدك عني. قال رحمه الله ومثاله الامر بالتحرير للتكفير مقتض للملك. تأتي لرجل عنده عنده نقاب عبيد وجواري واماء فقلت له اعتق وعليك كفارة عتق رقبة. لاحد موجبات التكفير فقلت له اعتق عني جارية اعتق عني عبدا. فذهب وفعل وجاي يطلب الالف. فما الذي حصل حقيقة؟ حصل انك اشتريت من رقبة ووكلته في اعتاقها. قال مثاله الامر بالتحرير تحرير الرقاب يعني للتكفير مقتض للملك ولم يذكر هذا لبيان معرفة تفسير هذه الاصول لغة وتفسير معانيها وبيان ترتيبها والفصل الرابع في بيان احكامها. والله اعلم بالصواب ثم انتقل رحمه الله يتكلم عن ابواب اخر. كان القصد كما سمعتم هو بيان وجوه التقسيم على طريقة الحنفية بدلالة الالفاظ وطريقة التعامل معها. فاذا ما وجدت دلالة النص عندهم او الظاهر عرفت المراد على طريقة تقارب او تشابه او تخالف في بعض اطلاقات ومواضعها طريقة الجمهور. حتى يتسنى لك فهم المراد لك ان ترسم ترسيما شجريا في هذه المصطلح خصوصا في وجوه البيان بتلك المعاني وما يقابلوها من الوضوح والخفاء ثم الوجه التقسيم المهم هو تقسيم وجوه الوقوف على تلك المعاني والدلالات الاربعة التي مرت بك قبل قليل دلالة ان عبارة النص واشارة النص ودلالة دلالة الدلالة ودلالة الاقتضاء فهذه الاربعة هي المهمة عندهم لانهم يفاوتون بينها. فائدة هذا التقسيم حفظك الله هو ايضا لقوة دلالات وجوه الاستنباط عند التعارض يقدم الاقوى وعند الاستدلال ايضا يكون هناك متسع. هو كما تلحظ يعني في يعني في ملاحظة الاخيرة هو آآ مبالغة ان صحت العبارة في العناية بالاستنباط من الفاظ النصوص الشرعية. وهو كما قلت مرارا شأن الاصوليين والفقهاء العناية التي بنيت على تعظيم وتقديس لنصوص الشريعة ايمانا بان الكتاب والسنة نص من خبير وتشريع تشريع محكم جاء لهذه الامة ليحكمها الى اخر الزمان. فكانت الفاظ النصوص الشرعية بكل اوجه الاستنباط والتعامل معها محل عناية بالغة من قبل الاصوليين والفقهاء رحمة الله عليهم اجمعين. وما ساقوه في كتبهم ومصنفاتهم هو تعليم لطالب العلم وتفهيم له كيف يسلك الخطوات التي تقوده الى فهم هذا المراد ويعمل معها وفق تلك الخطوات السابقة سيستمر لقاؤنا ان شاء الله في الاسبوع المقبل على النمط ذاته سنستل مسألة ونورد المعنى منها والتقسيم والوجه والتمثيل كما مر في المجالس الثالثة السابقة اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والهدى والرشاد. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين