الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فلا يزال حديثنا موصولا باختيار بعض الموضوعات الاصولية بعدما انتهينا من رسالة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليه ونحن ننتقي بعض الموضوعات من بعض الكتب كما مر بكم في المجالس السابقة ولانه قد بقي لنا لقاءان هذا احدهما قبل دخول شهر رمضان المبارك فرأيت انه من المناسب ان نختم بموضوعين يتعلقان بثمرات ونتائج وما يحصله طالب العلم من دراسته لعلم اصول الحديث الليلة في موضوع مهم يتعلق بشيء ما يشتغل به الدارس في علم الاصول. لما كان العلم قائما على بحث الموضوعات والقواعد والمسائل التي تقود الفقيه والمجتهد الى الاستنباط من الادلة الشرعية كان هذا مدخلا مهما للحديث عن السبيل الذي سلكه فقهاء الامة رحمهم الله للخروج بتلك الاحكام والثروة الفقهية العظيمة المباركة التي ودونها الفقهاء في دواوين الاسلام هذا السبيل المستند الى قواعد الاصول ومسائله التي تدرس في هذا العلم المبارك. كانت كما قلت وراء هذه الفقهية هذا الاختلاف والتباين الفقهي المذهبي وغيره الذي كان مبنيا على تلك القواعد. كان ايضا احد ثمرات هذا العلم. ولهذا فان حديثنا الليلة سيكون عن اسباب الخلاف بين الفقهاء اسباب الاختلاف بين المجتهدين. هذه التي يتحدث عنها الاصوليون لبيان المحتملات التي كانت وراء ذلك الخلاف الفقهي. لما درس طالب العلم المسائل والقواعد وقف فيها على طرف من الخلاف فانت قد وجدت مثلا ان من اهل العلم من يحتج بالقراءة الشاذة ومنهم من لا يحتج بها ومنهم من يحتج بقول الصحابي اذا انفرد ولم يعلم له مخالف في المسائل التي لا نص فيها ومنهم من لا يحتج به. وهكذا في جملة من القواعد حتى القواعد ذات التعلق بالدلالات. فمن كان يرى مثلا حجية الامر وحمله على دلالته حتى لو اختلف السياق واحتف بالقرائن ومنه هم من لا يرى ذلك وقس على ذلك سائر الابواب التي بنيت عليها قواعد هذا العلم اعني اصول الفقه. خلاف الاصوليين في تلك والمسائل كان احد الاسباب التي نتج عنها الخلاف الفقهي. وبما ان الفقه هو ثمرة هذا العلم. لان هذا العلم من اسمه هو اصل الفقه فالخلاف في الاصل سينشأ عنه خلاف في الثمرة والفرع ولابد. فالحديث ها هنا عن مسألة اعتنى اهل العلم كثيرا ببيانها وهو الحديث عن اسباب الاختلاف بين المجتهدين بين الائمة الفقهاء. عنايتهم بهذه المسألة اعني تنصيصهم على وتعدادهم على الاسباب التي كانت وراء الخلاف الفقهي هو باب من ابواب العلم تحسن العناية به وايضا يجب على طالب العلم ان يعتني بالالتفات الى هذا الباب اعني اسباب الاختلاف بين الفقهاء ومن ابرز من تكلم في هذا الباب وسطر فيه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته اللطيفة الموصومة برفع المال عن الائمة الاعلام فانه صنف الرسالة رحمه الله لبيان الاسباب التي كانت وراء خلاف الفقهاء. كانت لاثبات ان الفقهي لم يكن مبنيا على هوى ولا تشهن ولا اتباع لتخريصات الظنون بل هي مبنية على قواعد ومعطيات علمية معتبرة. فلما صنف رسالته كانت ولا زالت مرجعا للحديث عن اسباب الخلاف بين الفقهاء. اسباب التفاوت في الاحكام التي ينتهي اليها المجتهدون في تقرير المسائل. هذه الرسالة اللطيفة لشيخ الاسلام وهي مطبوعة مفردة ومطبوعة ايضا من ضمن مجموع فتاويه رحمه الله تبين قدرا كبيرا مع التمثيل والتأصيل وقد اطال فيها النفس رحمه الله معددا عشرة من الاسباب التي كانت وراء اختلاف الفقهاء وهو لا يريد استحصاءها ولا استقصاءها لكنه ظرب بها المثال وبين من ورائها امثلة وختم ايضا بجملة من القواعد اللطيفة في رسالته الصغيرة تلك محاولة شيخ الاسلام لرصد هذا الاسباب والحديث عنها لم تكن هي الوحيدة في هذا الباب. لكن ربما كان الذي يميز رسالة شيخ الاسلام كما هو في مسماها رفع الملام اذا ان شئت فقل هو التماس الاعذار للخلاف الذي وقع بين العلماء ان شئت فقل هو التخلص من حق الاقدار الذي قد يصيب بعض من لا يعرف العلم وشأنه واهله قد يقع في نفسه شيء من عدم الفهم فيزري باهل العلم فاراد رحمه الله برسالته العظيمة تلك ان يرفع المنام يعني حتى لو رأيت فقيها قال بقول شاذ او استنتج حكما فقهيا تفرد به وخالف فيه فقهاء الاسلام. فلا ينبغي بحال ان يكون هذا سببا للازرار ولا للحط من اقدار اهل العلم لانها مبنية على اسباب علمية شريفة معتبرة. فهذا مما تميزت به شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ولم تزل الوصية لطلبة العلم ان يكون لهم حرص بقراءة الرسالة والاطلاع عليها والافادة منها من الجهود في هذا الباب اعني رصد اسباب الخلاف هو ما سطره الامام ابو القاسم محمد ابن احمد ابن جزي الكل في كتابه تقريب الوصول الى علم الاصول. وهو كتاب اصولي وابن جزي ما لك المذهب. وكتب ما يكتبه الاصوليون في مسائل هذا العلم وابوابه وفصوله لكنه رحمه الله ختم كتابه في اخر ابوابه ومباحثه بباب الباب العاشر في اسباب الخلاف بين المجتهدين. وهذا الصنيع من ابن جزير رحمه الله فريد من نوعه لانه لا لاحد من الاصوليين في كتب الاصول الحديث عن هذه المسألة بانفراد. يعني لم يسبق لاحد من الاصوليين ان كتب في فصل مستقل او مسألة مفردة تعداد اسباب الخلاف بين المجتهدين والفقهاء. لكنه رحمه الله لما خصص الباب الاخير للاجتهاد والتقليد والمفتي والمستفتي جعل اخر الابواب الحديث عن اسباب الخلاف بين المجتهدين. فكانت اضافة فريدة لطيفة ايضا متميزة غير مسبوقة في كلام الاصوليين في هذا الباب اطلاقا. فكانت هذه المحاولة منه رحمه الله فتحا لهذا الباب. ابن جزي الكلبي لشيخ الاسلام ابن تيمية لكن هذا مغربي وذاك مشرقي هذا اندلسي وذاك شامي مصري فالمحاولتان جاءتا في زمن واحد في رصد لاسباب الخلاف كلام ابن جزير رحمه الله مقتضب مختصر موجز كما ساقرأه عليكم الان وهو الذي اردت ان يكون محل حديثنا الليلة ابن جزير الكلبي رحمه الله في رسالته عدد الاسباب. ونص في مقدمة هذه الاسباب انه لم يسبق بين الاصوليين في بابراز هذه الاسباب والحديث عنها استقلالا كما ستسمع بعد قليل. ثم آآ اعتنى ايضا اهل العلم حتى المعاصرين هم بالبحث في هذه المسألة والحديث عنها. اعني ابراز الاسباب التي كانت وراء الخلاف الفقهي. كل ذلك يجعلونه احد دروس طلبة العلم في مراحل الطلب. والمنهجية العلمية التي تقتضي ان يعرف اسباب الخلاف يوفر له قدرا كبيرا من الفوائد العلمية. ليس ليس اعظمها فقط هو الاحتفاظ بالاحترام لاهل العلم وتقدير خلافهم لكنه ايضا الوقوف على ثمرة تلك المسائل والقواعد والخلاف الذي كان وراء خلاف الفقهاء رحمة الله عليهم. من ذلك كمثلا رسالة الانصاف في اسباب الخلاف الامام الدهلوي رحمه الله وغيرها من الرسائل لكن كلها يميزها انها صغيرة الحجم لطيفة المأخذ غير الدراسات المعاصرة وبعض البحوث التي كتبها بعض الباحثين التي تصب في هذا الباب وهو ابراز اسباب الخلاف والتعرف عليها وضرب المثال لها. نقرأ ما اورده الامام ابن جزير رحمه الله في رسالته في هذه الاسباب مع تعليق يسير بما يستدعيه المقام ونحن نعدد الاسباب التي اوردها رحمه الله. قال رحمة الله عليه الباب العاشر في اسباب الخلاف بين المجتهدين. وهو وكما قلت لكم اخر فصولي وابوابي ومسائلي كتابي ابن جوزيه تقريب الوصول الى علم الاصول قال رحمه الله في اسباب الخلاف بين المجتهدين وهي ستة عشر بالاستقراء ويصرح الان انه بعد الاستقراء والتتبع لا تخرج عن ستة عشر سببا. على ان هذا الباب انفردنا بذكره لعظم فائدته ولم يذكره اهل الاصول في كتبهم. وصدق في هذا رحمه الله ولم يكن مبالغا لا يعتني اهل الاصول بافراد هذا السبب. لكنه مطوي في اثناء حديثهم. وكل مسألة يريدونها ويذكرون فيها الخلاف هو بالتبع والتضمن يدل على خلاف فقهي مبني على هذا الخلاف. قال رحمه الله السبب الاول تعارض الادلة وهو اغلب اسباب الخلاف وقد تكلمنا عليه في بابه ايضا في درسنا في شرح رسالة الشيخ العثيمين رحمه الله. ونحن نتحدث عن التعارض بين الادلة والترجيح بينها واسباب دفع التعارض ايضا مرارا مع ضرب الامثلة ان من اكبر اسباب الخلاف بين الفقهاء هو تجاذب الادلة للمسألة الواحدة. وهذا الذي يقصده رحمه الله بقوله تعارض الادلة ان المسألة الواحدة يتنازعها اكثر من دليل اما صراحة واما اشارة اما نصا واما ظاهرا او تنبيها او كل ذلك وارد فتنازع الدلالات والادلة للمسألة الواحدة معدود في اكبر اسباب الخلاف وهو ينص هنا رحمه الله فيقول تعارض الا وهو اغلب اسباب الخلاف خذ على سبيل المثال بدءا من الطهارة. وخلاف الفقهاء في جزئيات المسائل واحادها. هل المضمضة والاستنشاق واجبان في الوضوء ام هو سنة مستحبة خلاف وسببه تجاذب الادلة. هل غسل الرجلين واجب ام يجزئ المسح لما جاء هذا ايضا جزء من الخلاف. نواقض الوضوء مس الذكر مثلا اكل لحم الابل وفي كل مسألة من هذه سبب الخلاف بين الفقهاء تجاذب الادلة. فمن يقول ينقض عنده دليل ومن يقول لا ينقض عنده دليل بغض النظر عما ترجحه انت وما الاقوى عندك في النظر والدراسة والبحث لكن انا اتكلم عن سبب الخلاف بين الفقهاء لماذا انقسموا الى قولين او ثلاثة في هذه المسألة؟ الجواب هو تعارض الادلة الواردة في المسألة الواحدة. وهكذا الشأن في مسائل الصلاة مثلا القراءة في الصلاة وما يقال في الركوع وبعض الاوصاف وصفة السجود وصفة الرفع ورفع اليدين في التكبير سجود السهو احكامه ومسائله كل ذلك سبب الخلاف بين الفقهاء هو تعارض الادلة. واذا كان هذا في العبادات الواضحات والصلاة فلا ان يكون هذا سببا احرى في كثير من الابواب الفقهية التي تقل الادلة فيها وضوحا وصراحة وكثرة عما هو في شأن العبادات الظاهرة الكبرى كالطهارة والصلاة وما الى ذلك. قال رحمه الله السبب الثاني الجهل وبالدليل جهل من جهل المجتهد بالدليل وهل مجتهد ويجهل؟ ويوصف بالجهل؟ الجواب نعم وهو جهل نسبي ليس في هذا من قصة للعالم ان يقال انه جهل المسألة او جهل الدليل. يقول رحمه الله السبب الثاني الجهل بالدليل واكثر ما يجيء في الاخبار. ايش يقصد يعني يقول لان القرآن محصور. والفقهاء والعلماء يحفظون القرآن فلا تقول انه جهل الاية. هذا لا يكاد يرد. لكن يقول اكثر ما يجيء في الاخبار لم لان السنة لا يحيط بها احد. نعم جمعت الامة سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكن تعال الى كبار حفاظ المحدثين في الامة. ما فيهم احد يزعم انه جمع سنة النبي عليه الصلاة والسلام من اولها الى اخرها ما فاته منها شيء. فاذا قد يقع عنده فوات في الدليل. عدم علم به. فيكون هذا سببا للخلاف. اسمع الى بقية كلامه رحمه الله. يقول السبب الثاني الجهل بالدليل. واكثر ما يجيء في الاخبار. لان بعض المجتهدين يبلغه الحديث فيقضي به وبعضهم لا يبلغه فيقضي بخلافه. فينبغي للمجتهد ان يكثر من حفظ الحديث وروايته لتكون اقواله على مقتضى الاحاديث النبوية. ولذلك كثرت مخالفة ابي حنيفة رحمه الله للحديث لم قال لقلة روايته له. فرجع الى القياس بخلاف احمد بن حنبلة فانه كان متسعا الرواية للحديث فاعتمد عليه وترك القياس. واما ما لك والشافعي فانهما بالطرفين وقد قال الشافعي اذا صح الحديث فهو مذهبي هذا سبب يطوي لك كثيرا من موارد الخلاف بين الفقهاء رحمهم الله وهم في هذا متفاوتون. ثم حتى الراوي للحديث اسأل مكثر له قد يفوته محل الدلالة من الدليل. فلا يقول به ولا ينتبه اليه ويقف عليه غيره من الفقهاء فيقول به. وفي الجملة فهذا من اسباب الخلاف بين الفقهاء. قال رحمه الله السبب الثالث الاختلاف في صحة نقل الحديث بعد بلوغه الى كل مجتهد. يعني نعم الخلاف في التصحيح والتضعيف. وهو سبب اقل من الذي قبله الذي قبله ما بلغه الحديث اصلا لكن هنا بلغه ولم يصح عنده فماذا كانت النتيجة انه لا يستنبط الحكم منه لم؟ لانه ضعيف عنده والضعيف لا تقوم به الحجة. والاخر صح عنده الحديث فاستنبط منه الحكم. فكان هذا سببا من اسباب الخلاف اذا السبب ها هنا ان الدليل ثبت عند الاول وما ثبت عند الثاني. او صح عند الاول وما صح عند الاخر. فمن صح عنده قال به ومن لم يصح الحديث عنده لم يقل به. يقول رحمه الله الاختلاف في صحة نقل الحديث بعد بلوغه الى كل مجتهد الا ان منهم من صح عنده فعمل بمقتضاه. ومنهم من لم يصح عنده اما لقدح في سند او لتشديده في شروط الصحة كثيرا ما يجري ذلك لمالك رحمه الله فانه من اشد اهل العلم تحفظا في نقل الحديث. وقد علم كما يدرس منكم من درس الحديث والمصطلح ان عددا من ائمة الحديث الرواة والنقاد عرف عرف بكثرة التوقي وشدة الاشتراط في مسألة تصحيح الحديث ما في شروط الرواة وتطبيق بعض امارات القبول على روايته. واما للجمع والاكثار من الطرق فيكون ابوه في قبول الحديث وتصحيحه اقوى من غيره ليس تعنتا لكنه مزيد توق واحتياط في رواية واثبات سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام والمحدثون الائمة في هذا الباب طرفان ووسط وهم معروفون حتى بين المحدثين. المتشدد منهم في القبول معروف المتساهل في الرواية والتصحيح معروف والمتوسط ايضا معروف وكل ذلك مما ثبت. فهذا ايضا من اسباب الخلاف ان بعضهم لا يصح عنده ومن اسباب عدم صحة الحديث عنده كما قال ان يكون مذهبه في الرواية والتصحيح اقوى واشد من غيره فيحول وذلك بينه وبين قبول الدليل. السبب الرابع الاختلاف في نوع الدليل من يشرح معنى هذا لا ليس العام والخاص هذاك دلالات. لا لا ما هو درجة الحديث يقول الاختلاف في نوع الدليل. ممتاز ها ثم نكمل لك العبارة يتضح لك يقول الاختلاف في نوع الدليل هل يحتج به ام لا مثل مثل قول الصحابي مثل الاجماع السكوت مثل القياس مثل ممتاز. يقول رحمه الله السبب الرابع الاختلاف في نوع دليلي هل يحتج به ام لا؟ فهذا السبب ايضا اوجب كثيرا من الخلاف. وذلك كعمل اهل المدينة وهو حجة عند مالك فعمل بمقتضاه. وليس حجة عند غيره فلم يعملوا به وكالقياس وهو حجة عند الجمهور فعملوا به. وليس حجة عند الظاهرية فلم يعملوا به وقد استوفينا الكلام على ذلك كله في فن الادلة ولو ظربنا امثلة اخرى سنقول الاحتجاج بالقراءة الشاذة منهم من يحتج ومنهم من لا يحتج الاحتجاج بخبر الواحد فيما تعم به البلوى يحتج به الجمهور ولا يحتج به الحنفية الاحتجاج بخبر واحد اذا خالف القياس او القواعد العامة يحتج به الجمهور وينسب عدم الاحتجاج الى مالك في احدى الروايتين عنه. وقس على ذلك سائر الابواب المتعلقة بالدليل يعني هل هذا دليل او ليس دليلا؟ هل يحتج به؟ او ليس كذلك؟ وقد تقدم التمثيل ايضا بمذهب الصحابي او بقول الصحابي هل هو حجة ام لا السبب الخامس الاختلاف في قاعدة من الاصول ينبني عليها الاختلاف في الفروع. مثل ماذا قاعدة وليس دليلا في قاعدة من قواعد الاصول ممتاز التخصيص حمل العام على الخاص وقد تقدم ايضا في درسنا ان مذهب الجمهور ان اي عام يقابله دليل خاص فمذهبهم التخصيص ولا يقول بمطلق هذا التخصيص الحنفية ولا يقبل عندهم حمل العام على الخاص الا اذا ثبت اقتران العام بالخاص. اما اذا تأخر احدهما عن الاخر فالمتأخر ناسخ مطلقا. سواء كان هو العام او الخاص. هذه قاعدة اصولية فلما اختلفوا فيها ماذا انتج؟ انتج خلافا في التطبيق خلافا في المسائل خلافا في الاستنباط. هذا مثال التخصيص مثال اخر التي وقع فيها الخلاف المفاهيم عموما والاحتجاج بها. مفهوم الشرط مفهوم العدد مفهوم الصفة. من يقول انه حجة سيستنبط حكما. ومن يقول هو ليس بحجة ليس المفهوم لا اعتبار به فايضا لن يستنبط الحكم نفسه. مثال ثالث حمل المطلق على المقيد في كل صوره او في بعض الصور وقد تقدم لكم ايضا انه اذا اتحد السبب اذا اتحد السبب واتحد الحكم يحمل باتفاق واذا اختلفا لا يحمل باتفاق واذا اتحد احدهما او اختلف الاخر هذا الذي وقع فيه الخلاف خلافهم في هذه القاعدة كان سببا للخلاف في الفروع الفقهية. هل يشترط التتابع في كفارة في الصيام في كفارة اليمين مثلا وهل ستقيس ذلك على صيام شهرين متتابعين في كفارة الظهر؟ هل يشترط في الرقبة التي تعتق في كفارة الظهار واليمين ان مؤمنا كما جاء النص في كفارة القتل. هذا التقييد للمطلق هو جزء من القواعد الاصولية التي وقع فيها خلاف. فترتب عليه خلاف في وهذا ايضا باب كبير. بل هذا الباب وهو الذي سنفرد له اللقاء القادم والاخير ان شاء الله قبل رمضان هو لتخصيص اللقاء للحديث عن القواعد الاصولية التي وقع فيها الخلاف وكيف اثمر هذا خلافا فقهيا وهو صلب الحديث في قواعد الاصول. تقررت القواعد على مذاهب. فمن قال بمذهب اتضح انتهوا المسألة بنى عليها حكما. هل الامر المطلق بعد الحظر للوجوب؟ ام للاباحة ام للاستحباب؟ مذاهب فيأتي بعد ذلك تطبيق المسائل وعلى هذه القاعدة سينبني الخلاف فينتج خلاف فقهي تبعا لذلك الخلاف. قال رحمه الله السبب الخامس الاختلاف في لقاعدة من الاصول ينبني عليها الاختلاف في الفروع. كحمل المطلق على المقيد وشبه ذلك وقد ضربتم امثلة جيدة. السبب السادس الاختلاف في القراءات في القرآن هذا اختلاف القراءات الان يقول رحمه الله الاختلاف في القراءات في القرآن. فيأخذ مجتهد بقراءة ويأخذ غيره باخرى. كقوله وامسحوا برؤوسكم ارجلكم قرئ بالنصب فاقتضى اقبى غسل الرجلين لعطفه على الايدي. وقرأ بالخفظ فاقتظى مسحهما لعطفه على الرؤوس. الا اان يتأول على غير ذلك يعني اذا ما اردت ان يكون المقصود في الاية وارجلكم عطفا على وامسحوا برؤوسكم تقول لا ليس عطفا عليه يقتضي المسحة فلك تأويل كما تأوله العلماء. قالوا المقصود به المسح على الخفين. او قالوا خفض للمجاورة ونحو هذا. قال الا ان يتأول على غير ذلك. ليش قال يتأول لان الظاهر عكس ذلك. وقد تقدم ان الظاهر شيء والتأويل شيء. الظاهر وامسحوا برؤوسكم وارجلكم يعني وامسحوا بارجلكم. هذا الظاهر يقول الا ان يتأول. فاذا تأولته على خلاف هذا الظاهر تقول لا المقصود هو المسح على الخفين وليس الارجل هذا تأويل. اذا صرف لللفظ عن ظاهره او تقول لا هو المقصود وامسحوا برؤوسكم وارجلكم لكنه جاء الخفظ في اللفظ دون المعنى للمجاورة. وايظا هذا نوع من التأويل يحتاج الى قرينة تصرفه لها. هذا سبب من الخلافة ايضا كما قال رحمه الله الاختلاف في القراءات. خذ مثالا اخر. قال الله تعالى ويسألونك تعني المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن. وفي القراءة الاخرى يتطهرن وانبنى على هذا خلاف هل يجوز للرجل جماع زوجته الحائض بعد انقطاع حيضها بعد الغسل او قبل الغسل لو تقول قال الله تعالى ولا تقربوهن حتى يطهرن اذا اكتفيت فقط بهذا الدلالة حتى يطهرن ما طهر المرأة؟ انقطاع حيضها فاذا انقطع الدم فقد طهرت. لكنها بعد لم تغتسل فتقول طهرت بمعنى انقطع حيضها. وتقول طهرت بمعنى اغتسلت. قال الله تعالى حتى يطهرن. فلما جاءت الاخرى حتى يطهرن فهذا تأكيد على ان المعنى الغسل الذي هو التطهر وليس مجرد الطهارة. قوله تعالى فاذا تطهرن فأتوهن من حيث امركم الله. تأكيد للمذهب القائل انه لا يجوز الا بعد الغسل فلاحظ معي ان اختلاف القراءات يعطي اختلافا في المعاني والدلالات. قال رحمه الله السبب السابع في اختلاف في الرواية في الفاظ الحديث اختلاف الرواية في الفاظ الحديث. يعني الحديث نفسه له اكثر من رواية. وينبني على ذلك خلاف. قال رحمه الله كقوله صلى الله وعليه وسلم زكاة الجنين ذكاة امه. قبل ان اقرأ السطر الباقي وفيه تأمل ويحتاج الى شرح. اريد ان اعرف هذا الدليل اين يريده الفقهاء في اي باب في كتاب الاطعمة في الذكاة في الذبح في ذبح البهائم. ما المسألة اذا ذبح البهيمة وفي بطنها جنين في بطنها جنين خرج خرج ميتا فهل هو ميتة ام ذكاة امه ذكاة له؟ يعني يكفي ذبح امه ليكون ذبحا له. طبعا هم باتفاق انه اذا خرج حيا فانه فانه لابد ان يذبح. يعني لو خرج من بطن امه حيا فلابد من زكاته لتحل ليحل اكله. والا فلا يجوز اما اذا خرج ميتا فهذا الذي وقع فيه الخلاف. فمنهم من قال هو ميتة. لانه خرج ميتا ولم يذبح ومنهم من قال لا يكفيه ذبح امه للحديث زكاة الجنين ذكاة امه. تأمل الان كيف يسوق ابن جزير رحمه الله ان الاختلاف في الرواية كان سببا وراء الخلاف الفقهي يقول رحمه الله السبب السابع في اختلاف الرواية في الفاظ الحديث كقوله صلى الله عليه وسلم زكاة الجنين ذكاة امه. يقول روي بالرفع فاخذ به ما لك والشافعي وبالنصب فاخذ به ابو حنيفة وش معنى هذا يقول روي بالرفع فاخذ به مالك والشافعي وبالنصب فاخذ به ابو حنيفة. انا اسهل لك. ابو حنيفة وتبعه ايضا ابن حزم من الظاهرية لا يرون حلا حل الجنين الذي يخرج ميتا من بطنهم ويقولون هو ميتا ومالك الشافعي واحمد ايضا يرون جوازه ويعتبرون زكاة امه ذكاة له فهمت المذاهب فحاول ان تفهم السطر الذي قاله. قال روي بالرفع فاخذ به ما لك والشافعي. وروي بالنصب فاخذ به ابو حنيفة ايش يعني روي بالرفع زكاة الجنين زكاة امه يعني ان زكاة الام كافية فتعتبر زكاة الجنين تبعا لها. ما معنى وروي بالنصب زكاة امه ها نصب نصب ايش نصب ذكاء ولا امه ولا ماذا ها؟ نصب ذكاء. وليس الام نصب الام اذا اردت نصب الام فيتعين عليك ان ترفع الام ايضا في الرواية الاخرى ما يرفع الام ها محل ماذا هو يشير الان الى ان الرواية ان حملتها على الرفع افادت معنا وعلى النصب افادت معنا. السؤال الرفع والنصب في اي لفظة الذكاء الاولى ولا الثانية؟ الثانية اللي فيها الخلاف. يقول ذكاة الجنين ذكاة امه. طيب وبالنصب؟ طب لها وجه ذكاة جنين ذكاة امي لها وجه يعني في العراق كيف لا لا ليس توكيدا ها لشوف تأمل يعني ابو حنيفة وابن حزم لا يرون حل الجنين الذي يخرج ميتا ويعتبرونه ميتة ويرون ان الحديث يعني هم يتأولون الحديث يقول لا نحن نقرأ الحديث كالتالي تكاد الجنين زكاة امه وبالتالي فلا حجة لمن يقول ان زكاة امه كافية فنريد وجه الاعراب زكاة الجنين زكاة امه كيف؟ ليس لا ها ما هو ما هو ها كما ان فهمنا المعنى بس كيف تنزله على الاعراب ها مفعول لفعل محذوف كيف يعني ها طبعا هو المعنى مفهوم المقصود طبعا حتى حتى اظن هذا نوع من الافتراض الذي ساقه ابن جزير والا يعني ليس الحنفية ولا ابن حزم ما اورد مثل هذا التأويل في الجواب لكن هو يحاول ان يقول انه لو حملناه ليكون سببا للخلاف اظن والله اعلم يقصد زكاة الجنين ذكاة امه ان تحمل ذكاة الاولى المبتدأ المرفوع على معنى الفعل فيكون كانك تقول ذكوا الجنين ذكاة امه فيصير معنى الحديث ان زكاة الام ليست كافية انما اراد ان يقول ان الحكم الشرعي في زكاة الجنين يأخذ حكما الام كيف تصبح حلالا بالتذكية فالجنين كذلك زكاة الجنين ذكاة فيكون معناه ذكوا الجنين. اذا اردتم ان يكون حلالا كما تكون زكاة الام. فذكاة الثانية ستكون مفعولا مطلقا اما للمبتدأ الذي هو المصدر فيكون كالنائب عن فعله فيكون الثاني مفعولا مطلقا له او تقول هو على التقدير وعلى كل هو نوع من الرواية. الاصل الاوضح من من هذا في في مثل الحديث اذا اختلف المتبايعان ولا بينة ولا بينة لهما فالقول قول البائع. هذا الحديث روي بزيادة في لفظه اذا اختلف المتبايعان والسلعة قائمة فما هذا الرواية هي المؤثرة في بعض الاحاديث التي تختلف فيها الروايات فيزداد فيها قيد او تظاف فيها لفظة تكون مؤثرة هي التي تصلح ان تكون مثالا للسبب الذي ذكره ابن الجزء رحمه الله. وعلى كل فالمقصود هو الوقوف على سبب كان من وراء الخلاف الفقهي. قال رحمه الله السبب ثامن اختلاف وجه الاعراب مع اتفاق القراء في الرواية اختلاف وجه الاعراب مع اتفاق القراء في الرواية. ما يقصد القرآن يقصد الحديث الان مثل قوله عليه السلام. اكل كل ذي ناب من السباع حرام فبعضهم جعل الاكل مصدرا مضافا الى المفعول فحرم اكل السباع وبعضهم جعله مضافا الى الفاعل بعده فاجاز اكل السباع كيف مضاف الى المفعول اكل كل ذي ناب من السباع حرام اذا جعلته مضافا الى المفعول. اكل كل ذي ناب من السباع فانت تعتبر ان ان ذناب من السباع مفعول اكله حرام اكل كل ذي ناب. ماذا ستأكل ذي ناب ما حكم اكله؟ هذا اذا اضفته الى المفعول فاعتبرت ان ذا النابي هو المأكول خلاص فبيقول واما اذا اضفته لي الفاعل اعتبرت ان ذا الناب فاعل اكل كل ذي ناب ذو ناب يأكل يأكل اكلا يعني اكله وطعامه الذي يأكله. يعني اذا وجدت ذا ناب قد اكل حيوانا فبقيت منه بقية. فاكله هذا الذي قد اكل منه حرام فاذا يكون في الرواية الاخرى ليس دليلا على تحريم على تحريم ذوات الانياب فهم يقول رحمه الله اختلاف وجه الاعراب مع اتفاق الرواية مثل قوله اكل كل ذي ناب من السباع حرام. فبعضهم جعل الاكل مصدرا مضافا الى المفعول. اكلكم كل ذي ناب ان يكون الذناب هو المأكول. فيكون الحكم حرام. فحرم اكل السباع. قال وبعضهم جعله مضافا الى الفاعل بعده مثل قوله اي وما اكل السبع فيكون هذا الحديث في دلالة قوله تعالى وما اكل السبع الا ما ذكيتم. يعني لو ان سبعا سبعا عدا على فريسة فاكل منها. فما حكم اكل بعده من الحيوان الذي اكله حرام. لان الله قال وما اكل السبع الا الا اذا ادركته بذكاة فذبحته. اما ما عدا ذلك فهو حرام وبالتالي سيكون اكل كل ذي ناب من السباع يعني طعامه طعام كل ذي ناب طعامه الذي قد اكل منه حرام. قال فاجاز اكل السباع. طبعا هذا مذهب لمن يقول ان الفقهاء وهو مذهب بعض اصحاب مالك ومروي عن بعض الصحابة وهم يجرون اية الانعام على عمومها قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانه رجس او فسقا. اهل لغير الله وما ذكر ما ذكر اكل ذوات الانياب. فمن اراد ان يجمع بين الاية والحديث حتى لا يتعارضا سيجعل الحديث هنا محمولا على ان ليس المحرم هو ذو الناب المحرم اكله وطعامه وليس ذاته. السبب التاسع كون اللفظ مشتركا بين معنيين فاخذ بعض المحدثين بمعنى وغيره بمعنى كقوله تعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء. لفظ مشترك بين معنيين هما الحيض والطهر. فاما تقول ثلاثة اطهار او وثلاثة حيض عدة المرأة المطلقة والكل يستند الى دليل. ما سبب الخلاف بينهم الان؟ ان اللفظ الذي جاء في الدليل هو لغة يحتمل اكثر من معنى. فوقع فيه الخلاف وهو يسمى مشترك. قال رحمه الله فحملها مالك والشافعي على فحملها مالك والشافعي على شوف حتى لا تنسى ذكر بعض مشايخنا مسألة الخلاف في عدة مطلقة ويقول حتى لا تلخبط في هذه المسألة وهي عملية وكثيرة الوقوع الخلاف على مذهبين ثلاثة قروء هل هي الحيض ولا الاطهار؟ قال مالك والشافعي هي الطهر وقال ابو حنيفة واحمد هي الحيض يقول ابو حنيفة واحمد حاء فالمذهب حيض ومالك الشافعي طهر قال رحمه الله فحملها مالك والشافعي على الاطهار وابو حنيفة على الحيض لاشتراك اللفظ بين المعنيين. السبب العاشر الاختلاف في حمل اللفظ على العموم او الخصوص اذا اللفظ من رآه عاما حمله على العموم فبنا عليه مسألة ومن رآه ليس عاما فقال هو خاص حمله على مسألة تختلف قال مثل قوله تعالى وان تجمعوا بين الاختين في ذكر المحرمات في النساء. الاختين الاختين لفظ عام اي ناداة العموم ماذا يشمل يشمل الاختين الحرائر والاختين من ملك اليمين طيب ليش هذا الاشكال؟ لان قوله تعالى واحل لكم ما وراء ذلكم لما ذكر المحرمات قال واحل لكم ما وراء ذلكم. فهل لو جمع رجل بين جاريتين ملك يمين اختين اصبحتا حلالا بالوطء ان نظرت الى قوله تعالى واحل لكم ما وراء ذلكم دل على انها مباحة. وان رأيت الى قوله تعالى وان تجمعوا بين الاختين ستقول هي حرام. ولهذا يؤثر عن عثمان رضي الله عنه انه لما سئل عن الاختين من ملك اليمين قال احلتهما اية وحرمتهما اخرى. يقصد رضي الله عنه ان اية ان اية تدل في ظاهرها على المنع واخرى تدل على الاباحة. يقول رحمه الله مثل قوله تعالى وان تجمعوا بين الاختين يحمل على الزوجات والمملوكات او على الزوجات خاصة. فلما تختلف انت في حمل اللفظ على عمومك او على خصوص سيختلف الحكم. السبب الحادي عشر الاختلاف في حمل اللفظ على الحقيقة او المجاز. ولهذا امثلة تقدم في درسنا في الحقيقة والمجاز وكيف وقع خلاف الفقهاء رحمهم الله. السبب الثاني عشر الاختلاف هل في الكلام مظمر ام لا كقوله تعالى فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر حمله الجمهور على اظمار ايش؟ فافطر فمن كان منكم مريضا او على سفر ها فافطر فعدة. قال خلافا للظاهرية. ايش يقول الظاهرية يقول الصوم ما ينعقد اصلا للمسافر حتى لو صام اخذا بظاهر النص فمن كان منكم مريضا او على سفر فعده. صام او ما صام عليه القضاء لان الاية تقول ان كان مريضا ومسافرا فعليه يعني عليه القضاء. فهم لم يلتفتوا الى ليش لانه مهله ظاهر. ومن تمام التمسك بالمذهب في الاخذ بظاهر النص لم يرتضوا مثل هذا. والجمهور لم يؤولوا لمجرد العبث بالنص حاشا لكنه جمعا بينه وبين الادلة الاخر التي اثبتت ان النبي عليه الصلاة والسلام ربما صام وهو مسافر. فدل ذلك على جواز الصيام. السبب الثالث عشر الاختلاف هل الحكم منسوخ ام لا وهذا اوجب كثيرا من الخلاف. وقد تقدم في باب النسخ ايضا ان الاختلاف في الحكم على النص منسوخ اوليس كذلك كان ايضا سببا في اختلاف الفقهاء رحمة الله عليهم اجمعين. السبب الرابع عشر الاختلاف في حمل الامر على الوجوب او على الندب وهذا ايضا وان اوجب كثيرا من الخلاف. هذا السبب مندرج في سبب ذكر سابقا اين هو احسنت الاختلاف في قاعدة. لان هذا مندرج تحت القواعد الاصولية. هل الامر المطلق يدل على الوجوب ام على الندب؟ لكنه افرده ولما ليس لاهميته فقط لكثرة وقوعنا احد اكثر الخلاف هو خلاف الاوامر. هل هي للوجوب او للندب؟ اذا السبب التالي ماذا سيكون ممتاز. الاختلاف قال السبب الخامس عشر الاختلاف في حمل النهي على التحريم او على الكراهة. السبب السادس عشر وهو الاخير عنده الاختلاف في فعل النبي صلى الله عليه وسلم هل يحمل على الوجوب او على الندب او على الاباحة. وهذا ايضا مر بكم في ذكر افعال النبي عليه الصلاة والسلام من يذكر لنا القاعدة التي تقررت في الدرس اولا ستقسم افعال النبي عليه الصلاة والسلام الى كم قسم خمسة واحد افعال الجبلة اللي هي الطبيعة البشرية. اثنين افعال العادة ثلاثة قبل العبادة افعال الخصوصية الخاصة به عليه الصلاة والسلام اربعة افعال العبادة خمسة الافعال التي جاءت بيانا لمجمل. ممتاز ولكل واحدة حكمها الاولان بل الثلاثة الاوائل لا يشرع فيها التعبد الخلاف اين وقع في افعال العبادات التي جاءت ليست بيانا لمجمل لكنها دلت على فعله صلى الله عليه وسلم شيئا من العبادات هل يحمل على الوجوب ام على استحباب فيه الخلاف الذي مر بكم. ايضا هذا السبب مندرج في السبب الذي تقدم الخلاف في القواعد الاصولية. لان جزء من القواعد لكن افرده لكثرة وقوعه في خلاف الفقهاء رحمة الله عليهم اجمعين قال رحمه الله كملت المقدمة المباركة بحمد الله وحسن عونه. هذا ما اورده رحمه الله وهي كما ترون ستة عشر سببا وقوفك عليها اولا يملأ قلبك احتراما لاهل العلم الذين كان بينهم الخلاف لهذه الاسباب العلمية. ثانيا يفتح لك الافاق في البحث والنظر في اي مسألة تريد بحثها ومحاولة الوصول الى حكم لها ان تعرف ان الابواب التي تفضي الى الوصول الى الاحكام متعددة. ثالثا وهو المهم ان يكون احدنا في تعامله مع الاقوال المخالفة في اي مسألة من مسائل الدين محل نظر ومحل تأمل وتمهل ورعاية واعتبار للقول وللدليل وللمأخذ وللمنطلق وللقاعدة التي يبنى عليها. ثم لاحظ بعد هذا كله ان هذه الاسباب على تعددها واختلاف انحائها ستكون بابا لاحتمال كثير من الخلاف بين العلماء. ولهذا اتسع بينهم رحمة الله عليهم الاقوال في المذاهب والمسائل التي كان بينهم فيها اخذ ونظر في الدليل واستنباط ونقاش واحتجاج ولذلك سيكون درسنا المقبل ان شاء الله في الاسبوع القادم وهو الاخير هو توسعة الحديث عن هذا السبب خصوصا وهو الخلاف خلاف في القواعد الاصولية وكيف كان سببا لخلاف الفقهاء. وفي هذا السياق سنذكر بعض الجهود العلمية التي ابرزت مثل هذا السبب واهتمت به وتحدثت عنه كما سيكون ذلك محل حديثنا المقبل ان شاء الله تعالى. اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليه. وان يشملنا واياكم بواسع بفضله وعظيم رحمته انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين