لله الصلاة والسلام الله ورسوله بعد ايها الاخوة الكرام من فضل الله علينا وتوفيقه سبحانه وتعالى ونحن في هذا العام الهجري الجديد الف واربعمئة ست وثلاثين للهجرة بفضل الله تعالى علينا يسر لنا الشروع في هذا الدرس العلمي المبارك في لقاء الماضي ضمن بما يهمنا في هذا اللقاء ونحن بصدد دراسة متن البلبل وهو مختصر روضة الناظر لابن قدامة في اللقاء المنصرم تم الحديث عن اسباب اختيار المتن كان الحديث عن طبيعة الاصول عند الحنابلة نشأة وتدوينا تناول الحديث ذاك شيئا ما يتعلق بطبيعة العلم عند الحنابلة من حيث نشأته وعنايتهم به من حيث المدونات الاصولية عند الحنابلة التي اعتنوا فيها بتدوين اصول مذهب الامام احمد رحمة الله عليه في اثناء الحديث تناولنا اختصر البلبل او مثلا البلبل اختصارا لروضة ابن قدامة وموقعه من علم الاصول عند الحنابلة في اشارة موجزة يحسن الوقوف عليها قبل الشروع فيما نحن بصدده الليلة بعون الله حديث عن كتاب البلبل مدى طرف منه ونحن في هذا اللقاء نشير قبل الشروع في قراءة الكتاب الى جملة من المسائل كالتالي في مطلع هذا العام ونحن نتدارس هذا الكتاب امل معقود مع حسن الظن بالله تعالى ان يمن علينا بتوفيق ييسر لنا فيه تناول مضمون الكتاب بطريقة لا تصل حد اطالة ولا تبلغ ايضا حد التجاوز لاختصار المخل نحرص فيه قدر المستطاع على دراسة الكتاب من اوله الى اخره مراعين فيه اولا طرح عبارة الكتاب وفهم معناه ثانيا استيعاب مضمون المسائل التي تناولها الكتاب. ثالثا الوقوف عندما وقف عليه صاحب الكتاب من حيث ذكر الخلاف او تجاوزه يعني ما ذكره اتينا على شرحه وما تجاوزه تجاوزناه لئلا نخل بمقصود الكتاب ولا يطول بنا الوقوف ايضا عندما لم يقف عليه مصنف الكتاب رابعا ان استدعى الامر في مسألة من المسائل آآ الخروج عما ذكره المصنف اشارة او شرحا او تتميما لما تناوله رحمة الله عليه. واستدعى الامر ذلك اتينا عليه بعون الله تعالى وتوفيقه قدر المستطاع واخيرا فاشير الى ما ختمت به اللقاء المنصرم وهو اننا في مثل هذه المرحلة لكل من يدرس كتابا مثل البلبل انتصارا لروضة ابن قدامة فانه يفترض فيه انه ليس مبتدأ تمام الابتداء بل هو طالب علم له شيء من دراسة علم الاصول بما حقق معه على اقل تقدير ادنى مستويات الدراسة وهي الالمام بمجمل مسائل هذا العلم ومعرفة طبيعته فهذا ادنى الدرجات ان يكون من درس شيئا من الاصول وقف معه على طبيعة العلم واستظهر معه ايضا مبادئ الكتاب ومداخله ومخارجه المتن من حيث هو فانه يسعه ان يتناول دراسة المسائل بشيء من العمق مضت الاشارة الى ان البلبل اختصارا لروضة ابن قدامة كتاب جمع بين احكام الصياغة ودقة المسائل واستيعابها كتاب عبارة محكمة رزينة متينة. الطوفي رحمة الله عليه حرص قدر المستطاع. ان يتوازن بين الحفاظ على ما اورده ابن قدامة في الروضة مع ايستدعيه المقام ان يخرج عنه كما ذكر في المقدمة وسيأتي ذكرها بعد قليل وبهذه الطريقة ارجو ان يكون واضحا فنحن عند دراستنا ان شاء الله بعد ان ننتهي من مقدمة اليوم فحيثما نأتي على باب او فصل او مسألة نقدم بين يديها شرحا مجملا موجزا لما يريد الطوفي رحمة الله عليه عرضه في هذا الباب او في هذا الفصل او في هذه المسألة على شكل مجمل يحصل معه الاستيعاب. والاشارة الى ما يريده من دليل او اعتراض او مناقشة لمن تصوروا تلخيصا موجزا للمسألة ثم نأتي على عباراته رحمه الله ونقرأ المتن على شكل فقرة كاملة لتصور معها طريقة عرضه للمسألة ثم تتناولها هذه الفقرة جمله جملة جملة ليفهم معها مقصوده قيوده ان وردت في العبارة بعضها استدراكاته ان اراد شيئا من ذلك في شرحه هو الطوفي رحمه الله لمختصره كما تقدمت الاشارة اليه في الدرس الماضي فانه كان حريصا جدا على ان يستوعب كل ما كان يريد قوله في المتن فيشرح ويبين خلال شرحه بل احيانا يبين خلال الشرح ما بدا له في ذهنه عند عند كتابة المتن وما ظهر له فيما بعد وهو يشرح العبارة ويقول صراحة وقد بدا لي عند كتابة المتن هذا المعنى ثم ظهر لي معنى اخر وهو كذا وهذه طريقة جيدة لمن اراد ان يستوعب ما في الكتاب ودائما يقولون صاحب البيت ادرى بما فيه. فصاحب المتن هو الذي شرحه واستوعبه لن نقرأ شرح المختصر سنقرأ المختصر نفسه لكن يكون الشرح متناولا لكل ما اراده المصنف رحمه الله ان الاتيان على جمل عبارات الكتاب اه قبل ان اقرأ الدرس ونبتدأ فيه الليلة بعون الله. هنا ايضا شيء مهم تحسن الاشارة اليه. مضى ذكر طرف منه في الدرس المنصرم وهو ان الطوفي نجم الدين سليمان رحمة الله عليه الذي ولد في النصف الثاني من القرن السابع الهجري ولد سنة بضع وسبعين وستمائة وبعضهم يحدد ست مئة وخمسة وسبعين تحديدا آآ وتوفى توفاه الله سنة سبعمائة وستة عشر هذا العمر القصير الذي ما كاد يتجاوز الاربعين الا قليلا اه اظهر فيه الطوفي رحمه الله امامة وعلما كبيرا في هذا الكتاب الذي ندرسه نحن الان وننظر ما ما اودعه فيه من متين العلم ودقيق العبارة هذه الفرصة من العمرة وهذا التاريخ الذي عاشه الطوفي يسر له الالتقاء بشيخ الاسلام ابن تيمية والتلمذة عليه في دمشق انه لقيه وافاد منه وافاد ايضا من بعض مجالسيه وتلامذته وحصل عنهم علما لا بأس به الامام الطوفي رحمه الله برع في العربية كما برع في الاصول وفقه الحنابلة وله فيها مشاركات قوية متينة وكتب في ذلك رسائل وكتبا متعددة هي آآ بعضها مطبوع وبعضها لا يزال مخطوطا وبعضها مفقود. وعلى كل فالرجل علم عند قنابلتي ومشاركاته العلمية تدل على مكانته رحمه الله في العلم ومع ذلك كله فان انصراف الحنابلة لا اقصد الانصراف الكامل لكن عدم العناية الوافية بما اورثه الامام الطوفي على الاقل في مختصره البلبل وشرحه لم يحظى الحقيقة الى اليوم بمكانته اللائقة بين الحنابلة دراسة وتعلما وتعليما وانتشارا في الوقت الذي لو قارنته بالروضة مثلا روضة الناظر ابن قدامة روضة الناظر اكثر صيتا وانتشارا وعناية عند الحنابلة بها اه تناولها الحنابلة اختصارا وتناولوها تعليقا وتناولوها شرحا على ما في الروضة من ملحوظات عدة اه ابن قدامة رحمه الله وقلت ذلك في الدرس الماظي من يقرأ لابن قدامة في المغني ويقرأ له في الروضة يجد بولا شاسعا من يقرأ له في الروضة يجد ضعفا في العبارة في مواضع وخللا في تركيب الجمل في مواضع وايضا ربما شيئا من الارتباك في العزو في المذاهب في مواضع ليس ذلك الخلل الذي يعني يفضي بضعف شديد لكن ليس هو ايضا امامة ابن قدامة التي تقرأ له فيها في المغني المغني صحيح كتاب فقه لكنه يناقش ويدلل ويعلل ويعترض بصنعة فقهية واصولية متينة يعني من يقرأ طريقة ابن قدامة في استعمال القواعد الاصولية وتطبيقها في المغني يكتشف امامة بارعة وحق لمن قال ما طابت نفسه بالفتوى حتى كان عندي نسخة من المغني لابن قدامة وبعضهم اضاف اليه سنن البيهقي واضاف اليه المحلل ابن حزم فكان احد المراجع التي يعتبر بها الفقيه فقيها بما فيها ليس فقط لحكاية الخلاف لا ان يكون كتاب جامع لحكاية الخلاف وتعداد المذاهب هذا امر يوجد في كثير من الكتب لكن امامة الفقهاء في مصنف مثل المغني يظهر فيه امامة العالم فقها واصولا استدلالا ومناقشة تطبيق القواعد الفقهية والاصولية في المغني فيها ثراء عجيب. يعني من يقرأ المجلد الاول للمغني ويحاول ان يعلق في الهامش في طريقة ابن قدامة في استدلال اللي هو تطبيقي للقواعد واستخدامي لها يعجب امامة عجيبة لابن قدامة في المغني ظهرت فيه ليست في بذات المستوى الذي ظهر في في الروضة لابن قدامة وهو كتاب اصولي متخصص وسبب ذلك كما تقدمت الاشارة ان ابن قدامة اسر نفسه في الروضة للمستصفى للغزالي اسرا افقده كثيرا من التميز هو حاول ان يأخذ المستصفى للغزالي ويجعل منه قالبا يصنف فيه اصول الحنابلة. فارتضى ترتيب الغزالي وتبويب الغزالي بل وكثيرا من عبارات الغزالي نفسها وكثيرا من ادلته وما كاد يخرج عنها الا قليلا واضاف الى ذلك رأي الحنابل خالفه في مواضع نعم رجح غير ما يرجحه الغزالي في مواضع نعم لكن مجرد ان يبقى المصنف مرتضيا لطريقة كتاب يسير على وفقها سيبقى اسيرا ليس كالذي يصنف ابتداء تصنيفا حرا مستقلا اقول مع ما في الروضة من لا اقول من ضعف لكن عدم القوة المتينة فان الفقهاء الحنابل اعتنوا به آآ وذلك غالبا لامامة ابن قدامة ومكانته في ذاته وشخصه وعلمه رحمه الله. والا فان مختصر الروضة البلبل وشرحه هو امتن اصوليا من الروضة بكثير هو مختصر له نعم لكن الطوفي رحمه الله عمد الى تحرير المسائل الى سبك العبارات تجويد التعريفات والحدود بطريقة ملحوظة جدا يقدم ما يستحق التقديم يرتب ما يستدعي الترتيب فكان كتابه عبارة عن روضة منقحة منقح الحقيقة ومتينة واستدرك فيها كثيرا من الخلل الذي في الروضة. ومع ذلك لم يحظى البلبل للطوف بما حظيت به الروضة من اهتمام الطلبة والدارسين وانتشارها يبدو فيما يظهر في بادئ النظر والله اعلم يبدو لذلك سببان اثنان وليس احد منهم على التحقيق لكن هي محاولة لمعرفة عدم وصول روضة مختصر الروضة للطوفي في مكانته التي يعتنى بمثلها في غيره من المذاهب السبب الاول والعلم عند الله ان الطوفي رحمه الله اتهم كما في ترجمته عند الحافظ ابن رجب وغيره بالتشيع وظهر ذلك من خلال بعض العبارات التي اودعها ابن رجب رحمه الله قرين للطوفي ومعاصر له وكلاهما تتلمذ على شيخ الاسلام لما ترجم له الحافظ ابن رجب آآ ذكر هذا الامر وذكر انه يتهم بالتشيع بالنظر الى بعض المواضع وبعض المصنفات آآ لا يترضى فيها على ابي بكر وعمر وهنا في مختصر الروضة له وفيها مواضع ليست صريحة لكنها يشار فيها يعني لما تكون تهمة ثم يظهر في بعض المواضع شيء من القرائن وان لم ترق الى ادلة تقوي التهمة في ظن صاحبها. لما جاء مثلا لمسألة الاجماع بشرح المختصر هنا واتى على فرع يذكره الاصوليون عادة انواع من الاجماع اجماع اهل المدينة اجماع الحرمين اجماع البصرة والكوفة باعوا الصحابة الخلفاء الراشدين الاربعة اجماع كذا لما جاء لاجماع ال البيت وهي مسألة هل تعد اجماعا وهو حجة معتبرة؟ يذكر فيها خلاف الشيعة واعتبار اجماع اهل البيت وحدهم او العترة اجماعا شرعيا وحجة معتبرة ودليلا قويا. لما جاء لهذا الموطن يعني هذا هكذا تساق القرائن يعني يقال انه استوعب ادلة تشيعة كلها واتى بها وسردها وقوى بعضها ولم يضعف بعضها مع انه ما رجح وليس له فيها ترجيح صريح فمثل هذا اقول ربما كان سببا في اتهامه رحمه الله وكان في حياته قد لقي بعض الاشكال اضطره للانتقال من موقع الى موقع ولا تخلو حياة اهل العلم شيء من الفتن والبلاء فربما اقول كان هذا سببا السبب الثاني وان لم يكن ايضا هو القوي الصريح لكنه احدث ضجة فيما بعد زمن الطوف وليس في زمنه رحمه الله يطوف شرح لطيف على الاربعين النووية لما اتى لشرح حديث لا ضرر ولا ضرار تناول مسألة تقديم الاجماع ومكانته من خلال استطراده لشرح الحديث فساق هناك جملة احدثت دويا كبيرا خصوصا عند المعاصرين قامت عليها عدة رسائل ماجستير ودكتوراة وناقشوا فيها موقف الطوفي ومدى صوابها من خطأها فتحت ابوابا وسببت شيئا من قول البلبلة الكبيرة في الاوساط العلمية قرر فيها رحمه الله ان الاجماع دليل قوي شرعي معتبر وعند التعارض هو مقدم على الكتاب والسنة وهذا مقرر عند اه جل الاصوليين ان الاجماع دليل مقدم على دليل الكتاب والسنة ليس لانه مقدس لكن لان الاجماع لا ينعقد الا عن نص ولان النص من الكتاب او السنة يعترضه ما لا يعترض الاجماع فكان الاجماع اقوى النص يعترضه التأويل يعترضه فهم الدلالة ان لم تكن قطعيا يعترضه النسخ فثمة احتمال ان يكون النص منسوخا ولو كان اية يعني لو وجدنا اية ثم وجدنا الاجماع على خلافها الاجماع الذي ينقل سلفا عن خلف خلفا عن سلف ولا يخالف فيه احد فانك تجزم ان للنص هذا معنى ما وغالب ما يكون اذا اذا ترك العمل به بالكلي ان يكون منسوخا واذا تقرر هذا في مقابل تقرير ان الاجماع لا ينسخ ولا ينسخ كان هو بهذا اقوى الاشكال ليس هنا لكن ابن لكن الطوفي بنى على هذا لما رأى ان الاجماع دليل مقدم على النص بنى عليه مسألة تعارض الاجماع مع المصلحة ومن هنا قرر رحمه الله وهو يقرر منزلة المصلحة في الشريعة الاسلامية. المصلحة المرسلة التي لا تعارض نصا شرعيا ولا اصلا شرعيا معتبرا قرر رحمه الله ان المصلحة اذا عارضت الاجماع قدمت عليه واستدل لذلك انطلاقا من حديث لا ضرر ولا ضرار وان الشريعة ارست هذا الاصل انه حيث يوجد ضرر يجب نفيه وهي المصلحة المصلحة تحقيق امر يعني يكون فيه مصلحة للعباد او يدرأ شرا عنهم. فلما قرر ان المصلحة مقدمة على الاجماع تقرر ان المصلحة مقدمة على النص من باب اولى يقول لان الاقوى من الاقوى اقوى ولابد يعني اذا كان الاجماع اقوى من الكتاب والسنة والمصلحة اقوى من الاجماع الذهني اقوى من نص الكتاب والسنة هذه القضية سببت بلبلة ما رظيها كثير من اهل العلم كيف تكون المصلحة مقدمة على النص صار فيها نقاش كبير لتقل انه اجتهد فاخطأ لكن حقيقة تقرير الطوفي رحمه الله فتح بابا كبيرا للنقاش العلمي المعاصر بعض العقلانيين وبعض من وظف بعض قضايا الشريعة وربما وقف بعضكم على دراسات لبعض من اراد ان يتخذ من القواعد الشرعية والاصول الشرعية مدخلا للعبث باحكام الشريعة فلا ظفروا بمثل هذا النص. ان المصلحة مقدمة على النص الشرعي عند بعض اهل العلم المعتبرين والائمة الكبار. فبنوا على هذا ان المصلحة ان ان حيث وجدت المصلحة فثم دين الله ايا كانت المصلحة يعني واجعلوها قبلة واتخذوها مدخلا لضرب النصوص وتجاوزها وهتك استارها والعبث باحكامها في تصرف لا يموت لاهل العلم علم بصلة قل ربما كان هذا سببا اضافيا سبب ارباكا ومنهم من انتصر لموقف الطوفي وحاول ان يتأول له على كل هما سببان فيما يبدو والعلم وعند الله انها كانت دون ان ينتشر كتاب الطوف في الاصول ويكون له الحظوة اللائقة به عناية ودراسة وشرحا اقبالا عليه كل هذا نحن لا نزال نتحدث عن مختصر الطوفي لروضة ابن قدامة وليس هو المختصر الوحيد فهي محاولات عدة حاولت ان تختصر روضة الناظر وان تقربها للدارسين. الطوفي احد هؤلاء لكن محاولات الحقيقة اجود من غيرها كم واتم خصوصا وانه اضاف اليها كما قال في مقدمته التي سنقرأها الان شيئا من التعليل والاستدلال وحسن الترتيب وهو رحمه الله وبذلك اجتهد قدر المستطاع ثم جلل عمله ذلك بشرحه بنفسه للمختصر فخرج شرحه في ثلاثة اجزاء الواحد منها بهذا الحجم اي ثلاثة مجلدات مطبوعة شرح فيها الطوفي نفسه رحمة الله عليه مختصره لروضة ابن قدامة طريقته كما اسلفت انا نشرع في قراءة الفقرة كاملة ثم نحاول ان نأخذها جملة جملة بعد شرح ما فيها على وجه التفصيل والايجاز تبتدأ الليلة بعون الله تعالى وتوفيقه ما اورده رحمه الله في المقدمة او المقدمة لنشرع منها الى ما بعدها. سائلين الله عز وجل ان يمن علينا وعليكم اولا باخلاص النية وصلاحها وخلوها من كل شيء يفسد علينا فائدة العمل والعلم. وان يجعل ذلك سلما لنا الى الارتقاء لتناول هذا العلم وتحصيله ومن جليل النوايا التي يقصدها طالب العلم في مقام الاخلاص في مثل هذا الفن من الفنون الشرعية احتسب به في طلبه وتحصيله ان يكون عونا له على فهم مراد الله ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام. فانه والله لا اجل لطالب العلم من منزلة يبلغ فيها ان يفهم مراد الله ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام. ومن كتب الله له ذلك فمشى بين العباد هو اعقلهم واعلمهم بمقصود الشريعة ومرادها. واكثرهم فهما وادراكا لمعاني الاحكام الشرعية التي تضمنتها النصوص. فيعيش بين العباد موفقا مسددا قريبا الى ربه جل وعلا ثم يكتب الله على يديه هداية العباد وارشادهم الى الحلال والحرام ويسوقهم الى معرفة قصد الشارع منهم وما يريده ربهم وما يرضيه سبحانه وما يسخطه ذلك المقام الرفيع الذي سماه ابن القيم رحمه الله التوقيع عن رب العالمين. هذه المراتب الشريفة الجليلة لما يقصد طالب علم سلوكها والوصول اليها وتحصيل العلم الذي يعين على التربع على عرشها بمقاصد شريفة. فينويها طالب العلم بذلك في كل خطوة يخطوها وهو يتأبط كتابا او يشرح مسألة او يكرر عبارة او يستمع درسا يقصد بذلك انه يلتقم لقمة يتقوى بها على الوصول في هذا الطريق وانه لا يزال يخطو خطوة تلو خطوة يسأل فيها ربه دوما. الاخلاص الا يفسد عليه الرياء او العجب او شيء من مداخل الشيطان. الا يفسد عليه دربه الذي قصده ثم مع ذلك يرزقه الله عز وجل بحسن قصده واخلاص نيته وصفاء قلبه يرزقه الله امرين مهمين الصبر على التحصيل وطول الملازمة والاستمرار في الطريق والامر الاخر هو التلذذ به وعدم الانصراف عنه بشيء من الشواغل. كلنا بشر ونجتهد والموفق فينا من رزقه الله عز وجل سدادا وتوفيقا المشروع الكبير وطلب العلم وعلم كهذا يؤسس فيه طالب العلم لنفسه بنيانا راسخا لا يؤتى في يوم وليلة ولا يحصله طالب العلم بمسألة ولا مسألة بل ربما ولا كتاب ولا كتابين لكنه توفيق الله عز وجل. وربما كان بعض الدارسين ها هنا والجالسين في الحلقة يريد الله به يوما من الايام ان تد به ثغرة من ثغور الاسلام تعليما وافتاء وارشادا ودلالة للعباد الى الحلال والحرام ويكون ركنا شديدا تأوي اليه الامة في زمن ما هذه الامامة كتبها الله عز وجل لكثير من ابناء المسلمين. انت تتصور ان الغزالي لما كان تلميذا في حلقة شيخ امام الحرمين. كان يبلغ بظنه وفكره وخياله ان يكون اماما في زمنه تشد اليه الرحال وتجلس اليه الطلبة ويسافر اليه ويلتقى به. هكذا هم ائمة الاسلام كله لهم وما ذكرت الغزالي الا تمثيلا به وبتلمذته على شيخه. فنحن نقول في مثل هذا الطريق حسن القصد وسلامة النوايا وتمام الاخلاص هو الذي يفاوت بين العباد في هذه المراتب. طلاب العلم كثير يا مشايخ والدارسون في المعاهد الشرعية والكليات والاقسام والتخصصات كثير ايضا. لكن حقيقة الواصل منهم الى الامامة والتحقيق والمتانة في العلم قليل هذا ولا شك من ورائه بعد توفيق الله عز وجل خفايا ودواخل في النفوس وتوفيق الله فضل منه سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء ونحن انما نحصل ذلك بحسن القصد والادب بين يدي ربنا بسلامة النوايا. مع الدعاء والتضرع اليه جل جلاله ان يفتح على عبده في هذا طريق يرزقه السلامة وما من شرف اعظم من ان يشعر العبد في هذا الطريق انه يسلك طريقا يستشعر به رضا الله تعالى عنه. من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فعندما يستشعر انسان انه بكل خطوة ومجلس يحضره انه يكتسب امارة ودليلا على ان الله اراد به خيرا فذلك مما يرفع الهمم ويقوي العزائم ويطرد الكسل ويبعد السآمة والملل. نحن بحاجة الى مثل هذا ونحن في رحاب بيت الله الحرام اذ نتعاطى ودرسا كهذا فانه والله اكد في حقنا ان يستحي احدنا وهو جالس قريبا من كعبة ربه المعظمة وفي نيته شيء سوى الله وفي قلبه قصد سوى مرضاة الله. والله عيب. قد يأتي الشيطان ويقذف في قلوب بعضنا شيئا. لكنه يستحي وهو بجوار بيت الله الحرام ولا مقربة خطوات كعبته المعظمة ان ان يكون في قلبه شيء سوى ما يرضي الله عز وجل في طريق شريف عظم الله شأنه وشهد لاهله بالمكانة العالية وسمو الدرجة ورفعة المكانة ونحن ايضا بقربنا من كعبة الله المعظمة في هذا المكان المبارك نلتمس من ربنا عز وجل ونتضرع اليه ان ان يكسبنا توفيقا مزيدا وان يكون لنا من مما يحصله طلبة العلم في كل زمان ومكان ان يكون لنا اضعاف اضعاف ما يجده طلاب العلم في كل مكان بقربنا من بيت الله المعظم وكعبته المقدسة ان يكون لنا نصيب وافر من توفيق ربنا ورضاه عنا وجلوسنا في بيته الحرام. دقائق معدودات في كل اسبوع نتدارس ذلك. نحن كما قلت الامل كبير ان يرزقنا الله توفيقا ونحن في مطلع هذا العام الهجري الجديد ونحن في سادس لياليه ان يكون لنا آآ توفيق يطوى لنا الزمان ويحصل لنا العلم وان نكتسب مع ذلك توفيقا تلو توفيق. كتب الله لنا توفيقا في العام المنصرم تم لنا فيه بعض في مسائل ومتون وموضوعات وها نحن نشرع في مشروع نسأل الله ان يتمه لنا بخير ونفع وسداد وتوفيق وهدى ونسأله سبحانه وتعالى ان تكون فاتحة خير لعامنا الهجري الجديد. وطريقا معبدا مظللا برحمته ورضاه وعفوه جل جلاله وان يجعلنا واياكم من للسالكين سبيل العلم الراسخين. وان نكون من اهله الربانيين وان يرتقي بنا وبكم اعلى درجات الجنان في عليين. وان يجنبنا واياكم مداخل للشيطان ووزغاته ووساوسه. وان يعصمنا واياكم من الزلل وما يحبط العمل انه ولي ذلك والقادر عليه طيب نقرأ المقدمة من السبل القدامية نسبة الى ابن طيب هذه مقدمة توفي رحمة الله عليه في هذا الكتاب التي افتتح بها مختصره لروضة ابن قدامة وهي كما سمعت فيها من التضرع والثناء على الله وسؤاله التوفيق والاخلاص واظهاره لقصده من تأليف هذا المتن واختصاره لروضة ابن قدامة قال اللهم يا واجب الوجود ويا موجد كل موجود ويا مفيض الخير والجود على كل قاص من خلقه ودان هذه الجملة ونظائرها تسمى بالمربعة النونية طريقتها ان تكون فقرة مشتملة على جمل اربعة الثلاثة الاولى منها بفاصلة واحدة والرابعة مختلفة انتهى بالدال اللهم يا واجب الوجود ويا موجد كل موجود ويا مفيض الخير والجود قال في الرابعة على كل قاص من خلقه ودان فانتهت بالنون لما جاء للمربعة الثانية غاير الفاصلة لكنه ختم الرابعة بالنون ويا ذا القدرة القديمة الباهرة والقوة العظيمة القاهرة ويا سلطان الدنيا والاخرة وجامع الانس والجان المربع جملة او فقرة من اربع جمل تكون الرابعة منها موحدة في كل فقرة تنتهي بالنون لكن الثلاثة الاولى تكون متجانسة ولا تلتزم فيها حرفا واحدا هذه تسمى مربع وهي طريقة بلاغية لطيفة تقال نظما وتقال نثرا يعني تنشأ في بالشعر وتقال في النثر مثال او نظير ذلك التربيع في مثل قوله تعالى ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير هذه الطريقة اراد بها رحمة الله عليه ظهر شيء من البراعة في اللغة والمتانة استفتح الكتاب على غير العادة لا بحمد ولا بثناء على الله انما استفتح بصيغة آآ قد تفئ تفهم منها ارادة الدعاء لكنه استفتح بمناداة الله ليوجه الحمد له سبحانه فعدل عن الطريقة المألوفة فما قال الحمد لله قال اللهم واثنى على الله وعدد بعضا من صفاته العلية ثم قال احمدك وانتقل الى ذكر حمدي فهو لم يفتتح بدعاء انما بحمد لكن بطريقة فريدة ليست معهودة. قوله اللهم يا واجب الوجود وصف الله عز وجل بواجب الوجود وصف لم يرد في الكتاب والسنة ولا في كلام السلف عبارة احدثها الفلاسفة وانتقلت الى اه المسلمين عبر ترجمة ما ترجموه من علم الكلام. وصارت جملة من الاوصاف التي لا يعهد مثلها في الشارع نسبة الى الله عز وجل. ويغني عن يعني ما لم يرد في الكتاب ولا السنة ولا كلام السلف يغني عنه ما ثبت هم يقصدون بواجب الوجود القديم الذي لم يسبقه عدم ونحن نستغني عن ذلك بقول ربنا هو الاول والاخر وصح في الحديث انت الاول فليس قبلك شيء فما ثبت في اللسان العربي وفي النص الشرعي من وصف لربنا الكبير العلي نحن في غنة ان نستعيض عنه بعبارة فلسفية او كلامية لسببين اولا انها لن ترقى مهما بلغت في جمال العبارة وحلاوة اللفظ لن تبلغ في عمقها على ما جاء به النص الشرعي. هذا اولا ثانيا وهو الاهم ان ان العبارات الفلسفية لا تخلو في الغالب من محاذير وفيها اشكالات اما للقواعد التي بنيت عليها او ايستلزم اثباتها من محذور لا يقر مثله. وفي احسن الاحوال ان تكون العبارات الفلسفية موهمة محتملة. وما كان تتعلق بذات الباري سبحانه وتعالى فنحن في غنى ان نستعمل عبارات او نصف باوصاف ما ثبت مثله في الكتاب والسنة والدليل المعتبر وبين يدينا ما هو اسلم واولى وافضل واكمل فلا حاجة اذا الى العدول عن ذلك. انما عبارة جاءت في كلام المصنف رحمه الله. قال ويا موجب ده كلي موجود ويا مفيض الخير والجود يعني مسبغ النعم والفضل والكرم على خلقه على كل قاص من خلقه ودان القاصي البعيد والداني قريب. الوصف بالقريب والبعيد متجه الى من قلق على كل قاص من خلقه ودان قاصي من الخلق وداني القرب والبعد عن من وممن على كل قاص من الخلق ودان قاصي وداني ممن والى من ها عن الله على كل قاص عن الله ودان من الله هل يقال مثل هذا طيب اذا اردت ظاهر العبارة في لفظها فيقال هكذا لكن البعد والقرب نسبي يعني القريب مني الان بعيد عن الاخر جالس في اخر الحلقة والقريب اليه بعيد مني صح مثل هذا لا يقال في حق الله عز وجل وليس شيء من خلقه قريب اليه ولا شيء بعيد عنه جل جلاله. وهو القائل ونحن اقرب اليه من حبل الوريد لكن اما ان تقول ان العبارة وان كان ظاهرها كذلك وهو الذي صرح به المصنف في شرحه رحمه الله. لكنه قصد وقد اشار اليه القربى والبعد المعنوي قرب العبد من ربه بالطاعة وبعده عنه بالمعصية فاثبت رحمه الله ان خير الله ونعمة الله وافاضة الخير والجود بالغة وواصلة الى منه سبحانه كما هي في البعيد عنه سبحانه فنعمة الله تبلغ الكافر فظلا عن العاصي والفاسق والفاجر فانها تبلغه وخير الله ونعمة الله تبلغ عباده بغض النظر عن قربهم من ربهم بالايمان والاحسان والطاعة او بعدهم عنه بالكفر والفساد السوق والعصيان وهو معنى اللطيف اذا استحضرت هذا المعنى اشار فيه الى عظيم فضل الله من خلال وصف الذي ذكره من لطيف قوله هو في الشرح رحمه الله وانا قلت لك احيانا يذكر في الشرح لطائف يقول والذي خطر ببالي وقت انشاء الخطبة القرب والبعد المكاني وصريح ويتكلم عما خطر في بالي وهو يكتب يقول والذي خطر ببالي وقت انشاء الخطبة القرب والبعد المكاني وهو انما يصح بالنسبة الى اجزاء العالم من شخص ومكان صحة اضافية. مثلا من في الشام اقرب الى من بمصر ممن ببغداد وبلاد المشرق وبالعكس من بالشام اقرب الى من ببغداد ممن بمصر وبلاد المغرب. وانما قلنا هذا لان الله سبحانه هو اقرب الى كل احد من حبل الوريد. فلا يقال ان بعض الاشياء اقرب اليه من بعض. والله سبحانه وتعالى على خلاف في القرب والبعد والظهور والبطون فهو ظاهر في اختفائه باطن في ظهوره قريب في بعده. بعيد في قربه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. وايضا كما يقال ان بعض المخلوقات اهون عليه من بعض لا يقال بعضها اقرب اليه من بعض خصوصا على قول من في الجهة او يقول انه بذاته في كل مكان فلا يتصور الاقرب والابعد بالنسبة اليه سبحانه. اما من يثبت الجهة فقد يمكن توجيه ذلك على قوله ولا يصح حتى من يثبت الجهة على قول السلف فليست الجهة المحسوسة انما الجهة المطلقة يقول رحمه الله ويجوز تخريج الكلام على القرب والبعد بالطاعة والمعصية فيكون معناه مفيض الخير على كل قريب اليك اي الى رحمتك بالطاعة وكن لبعيد عنك بالمعصية ومن المعلوم ان الله اسبغ انعامه على المطيع عاصي والمؤمن والكافر والبرد والفاجر استمر رحمه الله في الثناء على ربه فقال ويا ذا القدرة القديمة الباهرة والقوة العظيمة القاهرة ويا سلطان الدنيا والاخرة وجامع الانس والجان لا يزال يدعو ربه مناديا له بهذه الاوصاف قوله القدرة القديمة نفس الكلام وصف القديم عند المتكلمين الذي لا مبدأ له في الزمان ولم يسبقه عدم ونسبة ذلك الى الصفات ايضا مما يستحسن النأي عنه واستبداله بما ثبت في الكتاب والسنة. فوصف الله بالقوة ثابت في الكتاب والسنة كن باسماء واوصاف لكنها لا نحتاج الى تقييدها بالقديمة لان الله عز وجل وصف نفسه دون تقييد ذلك بمثل هذا ثم اه استمر رحمة الله عليه وهو يثني على ربه بالقدرة وبالقوة وبالسلطنة في الدنيا والاخرة وبجمعه الانس والجن. قال رحمه الله وتنزهت في حكمتك عن لحوق الندم وتفردت في الهيتك بخواص القدم. والقدم لا يزال وصف متكرر وهو كما قلت عبارة محدثة او وصف دخيل على اللسان الشرعي ليت في ازليتك عن سوابق العدم. يريد رحم الله ان يقرر معنى معنى الاولي الذي ثبت في الحديث وفي السنة ايضا وفي الكتاب هو الاول والاخر. قال انت الاول فليس قبلك شيء. فنحن نستعيض عن ذلك بكل ما نستغني عنه ها هنا الازلية قدم وعدم السبق بشيء من سوابق العدم. قال وتقدست عن لواحق الامكان. كل ذلك تقدير لعبارات فلسفية. ان الله كما لم يسبق هو عدم لم يكن سبحانه وتعالى ان يلحق به ممكن وهذا عندهم ايضا دخيل وفيه شيء من فساد المستلزمات. يقولون الذات قديمة وهي لا يمكن ان توصف بحادث والا استلزم حدوث الذات وهذا فاسد ومن هنا دخلوا مدخلا فاسدا فنفوا منه الصفات الحادثة او الصفات الاختيارية او الفعلية كما يسميها اهل العلم فنفى المعتزلة الصفات جملة ونفى الاشاعرة ما جاوز صفات الذات. فاذا يثبتون سبع صفات العلم والقدرة والحياة والكلام والسمع والبصر والارادة ينفون ما ورائها من الصفات والمدخل عندهم ان الصفات الفعلية الاختيارية ليست دائمة يعني لما تقول ينزل ربنا الى السماء الدنيا واثبات الضحك والغضب والرضا واثبات النزول واثبات المجيء لله سبحانه وتعالى وغير ذلك مما ثبت في نصوص يقولون هذه صفات حادثة. يعني كانت بعد ان لم تكن ربنا نزل وقبل النزول لم يكن نازلا. فيقولون هذه صفة حادثة والقاعدة الفاسدة عندهم تقرر ان القديم لا يتصف بحادث فنفوا الصفات من هذا الباب فقل طالما استلزم مثل هذا التقرير الكلامي المنطقي الفلسفي الاتي غريبا عن شريعة المسلمين ولسان للشريعة فانه يستغنى عنه لما استلزمه من لوازم فاسدة ونحن في غنى مما ثبت في والسنة من النصوص والعبارات والاوصاف مما يوصف به ربنا اجل وصف واعظمه وابلغه قال رحمه الله تعالى احمدك على ما اسلت من وابل الالاء. اسلت فعل فعل ماضي يعني اجريت اجراء متتابعا من الاسالة والسيلان فوصف نعم الله بالوابل. والوابل يوصف به المطر اذا كان كثيرا. هو يعني وصف مجازي جميل وصف الاء الله ونعمه التي بلغته وبلغت غيره من الخلق بانها مسيلة وابلة كثيرة. قال وازلت من وبيل اللأواء. الوبيل الوخيم واللأواء الشدة والصعوبة في العيش. فالله عز وجل اسبغ النعم ودفع النقم جل جلاله. قال واسبلت من جميل الغطاء. يعني الستر الجميل من ربه على خلقه وازللت من كفيل الاحسان قصد ازللت هنا الازالة فاذلهما الشيطان عنها اي اما لهما ويقصد ان الله امال الى خلقه الاحسان وكفيل الاحسان يقصد به ها هنا شامله وعامه او يقصد به الظمان الكفيل الظامن ان الاحسان الذي وصل الى الخلق من ربهم سبحانه وتعالى كفيل بقضاء حوائجهم وما يغطي مصالحهم في عادي والعاجل والاجل قال حمد من امن بك واسلم هذا مصدر لقوله في الفقرة السابقة احمدك اني احمدك يا رب حمد من امن بك واسلم. فتبين اذا ان تقدمته في الفقرات السابقة بالنداء لله لم يكن دعاء انما هو حمد صدره بالنداء لله والثناء عليه. حمد من امن بك واسلم وفوض اليك امره وسلم وانقاد لاوامرك تسلم وخضع لعزك القاهر ودان قال واسألك ان تصلي على سيد اصفيائك وخاتم انبيائك وفاتح اوليائك محمد سيد معد ابن عدنان صلوات الله وسلامه عليه بعدما اثنى على ربه وحمده واثنى عليه بما هو اهل له من الصفات ثنى ذلك بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم طالبا فيه من ربه ان يبلغ به هذه الصلاة. وصف النبي عليه الصلاة والسلام بسيد اصفيائك فان الله اصطفى من خلقه ما شاء وربك يخلق ما يشاء ويختار. وفضل بعض انبيائه على بعض. وفي من فضل الله سيدنا ونبينا محمدا صلى الله عليه وسلم على ذلك جملة النصوص الشرعية التي تبلغ بمجموعها التواتر المعنوي ان الله فضله واختاره ورفع منزلته وبلغ به مرتبة ما بلغها قبل ملك مقرب ولا نبي مرسل وان كان جملة الانبياء فاضلون صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. لكن الله فضل من شاء منهم وجاءت النصوص بتفضيل بعض الانبياء في مناقب في خلة ابراهيم وتكليم موسى مثلا عليهم جميعا الصلاة والسلام فان الله فضل في ذلك كله نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام. وابلغوا ما في ذلك من الدلائل امران احدهما امامته عليه الصلاة والسلام بهم ليلة الاسراء في المسجد الاقصى وثانيها تخصيصه صلى الله عليه وسلم للشفاعة العظمى التي لا يكون لها الا عبد واحد قال نبينا عليه الصلاة والسلام وارجو ان اكون انا هو قال وخاتم انبيائك وقد ختمت به النبوة كما هو معلوم. قال وفاتح اوليائك يقصد ان مرتبة الولاية مرتبة الولاية التي يختص الله بها من يشاء من خلقه فتحت بنبينا عليه الصلاة والسلام. وجمع ها هنا وصفين متقابلين ختم النبوة برسول نبينا عليه الصلاة والسلام وافتتاح الولاية به عليه الصلاة والسلام ويصح ذلك اذا كان يقصد الاولياء من امته عليه الصلاة والسلام فانه مقدمهم وامامهم وفاتحهم وان اردت الاولياء من غير الامة ممن سبقنا من الامم فان لله اولياء. وله سبحانه وتعالى مكرمون من خلقه. فعندئذ لا يستقيم لك الا اذا حملتها على الاولياء من للامة المباركة ثم وصفه بانه سيدي معد بن عدنان بل هو سيد ولد ادم كما قال هو عليه الصلاة والسلام وانما جاء بالعبارة مناسبة الفاصلة في تربيعه النوني كما تقدم قال مستمرا في دعائه وان ترزقني العلم وتوفقني للعمل وتبلغنا منه تبلغني منهما نهاية السور وغاية الامل وهذا مطلب شريف عظيم كلنا بحاجة ان نسأل ربنا سبحانه وتعالى اياه فنحن اذ نقرأ العبارة فانا نقرأ ما دعا به الطوفي لنفسه رحمه الله يتتابع طلبة العلم في تكرار الدعاء له بما سأل به ربه سبحانه وتعالى. وقد بلغ مناه رحمه الله وحق على كل من جاء فقرأ فادعى له وترحم عليه وسأل ربه ان يبلغه ما تمناه من علو المنزلة ورفعة الشان في الدنيا وفي الاخرة. ونحن كذلك نسأل ربنا ان يرزقنا التوفيق في العلم والعمل. وان يجنبنا الزلل والخلل ويبلغنا نهاية السوء ومنتهى الامل في هذا الطريق المبارك العظيم. قال ان ترزقني العلم وتوفقني للعمل وهذا من تمام التوفيق ان يجمع الله لعبده بين العلم النافع والعمل الصالح لان العلم بلا عمل حجة قائمة على العبد لا يجد لها جوابا اذا لقي الله ان يرزق العلم ثم يفقد العمل ومقابلها كذلك ايضا وبال ان يجتهد العبد في العمل بمعزل عن العلم. فما اقربه اذا من الغواية والضلال فتمام التوفيق انما يتحصل بالجمع بين المقصدين الكبيرين علم يقيه من الزلل والخلل وعمل يقربه من ربه سبحانه وتعالى وهذان المقصودان الكبيران هما اللذان يسألانه العبد يسألان يسأله العبد ربه في كل صلاة اما تقول اهدنا الصراط المستقيم ثم تقول صراط الذين انعمت عليهم وتستثني فتقول غير المغضوب عليهم ولا الضالين فان احدى الفئتين رزقت علما وحرمت العمل والاخرى اقبلت على العمل بمعزل عن العلم وكلاهما في ضلال وغواية وغضب فانت تسأل ربك ذلك في كل ان فكان من بديع ما صنعه الطوفي رحمه الله في العبارة الموجزة ان يقتصر على اعظم المطالب واجلها سأل ربه التوفيق للعلم والعمل بل بالغ حتى سأل ربه ان يبلغ في ذلك اعظم المراتب قال وتبلغني منهما نهاية السؤل وغاية الامل يعني منتهى ما يسأل ربه في هذا الباب يبلغه اياه وغاية الامل. ثم قال بالجملة الاتية من دعائه وتفسح لي في المدة وتنسأ لي في الاجل. يقصد طول العمر وهل هذا مطلب اطالة العمر هل هي مطلب يعني مما يحسن العبد ان يسأل ربه ان يطيل في عمره ان كان نعم فحبذا من عبارة ان تقول لمن تعز طال عمرك كيف تدعو له بطول العمر وان يرزقه الله مزيدا لا هي على الاطلاق على الاطلاق ليست مقصودة ولا محمودا لكنها انما تحمد بقيد ها نعم حسن العمل. ولهذا اضاف الجملة فقال وتفسح لي في المدة وتنسأ لي في الاجل في حسن دين اصلاح هشام هذا هذا فقه عجيب وهو التفت رحمه الله الى حديث خير الناس من طال عمره وحسن عمله هو باختصار سأل ربه ان يكون خير الناس وان يكون خير المؤمنين في الامة اذا جمع له بين طول العمر مع حسن العمل ولهذا جمع بين الامرين فلا يحسن اذا الدعاء دعاء المرء لنفسه ولا لوالديه حتى ولا لمن يعز لا يحسن ان يفرد الدعاء بطول العمر بمعزل عن القيد الاخر. لان النبي عليه الصلاة والسلام لما سئل عن شر الناس فقال من طال عمره وساء عمله فطول العمر على اطلاقه ليس مقصدا وليس محمدة يسألها العبد لربه سبحانه وتعالى الا اذا قرنت بها مما يحتاج اليه من صلاح العمل قال رحمه الله وان تحييني حياة طيبة هنية وتقيني في الدين والبدن اعراض السوء الردية. سأل ربه الوقاية من سوء الدين والدنيا واتقيني في الدين والبدن سأل ربه ان يسلم له دينه وان تسلم له دنياه. ودنياه في عافية البدن. قال من اعراض السوء الردية. وتعدل بي عن السبل الوبية الى المرية. كل الكلمات سواء شددت فيها الياء او همزت لغتان صحيحتان فصيحتان حياة طيبة هنية او هنيئة الرديئة او الردية الوبيئة او الوبية المريئة او المرية كلها في الفصاحة والاستعمال العربي سيان قال وان تعدل بي عن السبل الوبيئة او الوبية من الوباء يعني الممرضة والمهلكة وهذا وصف حسي ومعنوي سواء كان السبيل حسيا او معنويا. فسأل ربه ان يقيه كل طريق يكون فيه هلاك الى ان يعدل به من هذا السبيل الى الى المريئة او المرية التي يحسن سلوكها وتكون مستساغة يجد فيها العبد سلامة حاله وبدنه قال وتعصمني من حبائل الشيطان وحبائل الشيطان جميع الشهوات والمعاصي ووساوس الشيطان ونزغات كل ذلك سأل ربه ان يعصمه اياه قال وتقبضني على الكتاب والسنة وتجعل رحمتك لي من النار جنة وتدخلني بفضلك وجودك الجنة ومنك يا منان وتلحقني بالنبي الافظل يلحقه به في اي شيء اتباع سنته في الحشر في زمرته في الشرف بالظفر بلقياه وصحبته يوم القيامة عليه الصلاة والسلام. وتلحقني بالنبي الافظل والرسول المكمل الاكمل المكمل لغيره عليه الصلاة والسلام فان بعثته بالهدى الذي بعثه الله به ولما كانت بعثته نورا وسراجا منيرا وهداية للعباد فان سنته تكمل كل من سلك سبيلها. تكمل ايمانها كملوا تقواه تكملوا صلاحه. فكان عليه الصلاة والسلام بسنته وبسيرته وبشمائله وبعثته وبدينه وشريعته كلها مكملة للعباد نحو مراتب الكمال البشري. وهو الاكمل في ذاته عليه الصلاة والسلام. في صفاته واخلاقه وعبادته شؤونه التي بلغ بها العظمة صلى الله عليه واله وسلم. قال الذي ختم النبوة واكمل ومن تبعه باحسان لو قلت المكمل باسم المفعول فهي والاكمل سواء ويكون تكرار انت في غنى عنه. يعني المكمل الذي كمله الله. طيب والاكمل الذي كمله الله فانت في غنى فكررت بالمكمل لكن تقول المكمل لغيره والاكمل في ذاته عليه الصلاة والسلام قال واسألك التسديد في تأليف كتاب في الاصول حجمه يقصر وعلمه يطول. يقصد ان يكون الكتاب مختصرا مع احتوائه لعلم جم غزير متظمن متظمن ما في الروضة القدامية وهنا يصرح بانه يختصر روضة الناظر لابن قدامة واشار بقوله الروضة القدامية. القدامية نسبة لابن قدامة ولما كان كتابه الروضة مشتهرا فلما قيدوا بالقدامية عرف مباشرة انه يقصد الروضة لابن قدامة الموفق رحمة الله عليه ابو محمد عبد الله ابن احمد ابن محمد ابن قدامة المقدسي قال الصادرة عن الصناعة المقدسية وهو مزيد تأكيد على ان المقصود بابن قدامة هو المقدسي لا غير قال غير خال من فوائد زوائد كتابه الذي سأل ربه ان يسدده في تأليفه اراد منه شيئين اول ان يتضمن ما في الروضة بحيث لا يبقى شيء في الروضة الا واتى عليه. فلا يخل بشيء منه والامر الثاني ان يكون متضمنا لزيادات على ما في الروضة. ولهذا قال غير خال من فوائد زوائد اذا الفوائد الموجودة في البلبل مما ليست في الروضة هي زوائد عليها الزوائد الموجودة الان في البلبل عما في الروضة. هل هي زيادة مسائل ام زيادة ادلة على المسائل ام زيادة تعليل مثلا وترجيح الجواب هو في ذلك كله انه قال غير خال من فوائد زوائد وشوارد فرائض في المتن والدليل والخلاف والتعليم وفعلا اصبح كتابه زائدا علامة في الروضة من ناحية المسائل فثمة مسائل غير موجودة في الروضة او بالادلة ثمة ادلة على نفس المسألة التي اتى عليها ابن قدامة زاد عليها الطوفي ادلة ما ذكرها ابن قدامة في الروضة او التعليل فاذا هو فيه ما في الروضة وزيادة. السؤال كيف يكون فيه ما في الروضة وزيادة ثم هو في حجمه يكون اقل من الروضة نعم على سبيل الاختصار ليس الاختصار المخل هو ليس متنا مختصرا على شكل المختصرات المضغوطة التي تبلغ حد الالغاز كما تقدم في الدرس المنصرم لكنه اراد رحمه الله انه يبلغ به المرتبة التي تجمع بين هذه المحاسن. قوله شوارد فرائض يعني هناك الشوارد يقصد بها البدائع والفوائد التي ربما شردت عن غيره فلا تجدها الا عنده. هو يزعم او يسأل ربه ها هنا ان يرزقه الله تعالى التوفيق في الكتاب لان يرد فيه من الفرائد المنفردة بالحسن في بابها او من الفوائد والنكت الخارجة عن الروضة مما ليست فيها او التي غابت عن فهم كثير من والف الكتب ثم فتح الله بها عليه فاوردها هنا في الكتاب وكل ذلك وارد مثله في هذا المتن قال رحمه الله مع تقريب الافهام على الافهام تقريب التفهيم يعني واراد بذلك ان يكون الكتاب في عبارته قريب الفهم مع تقريب الافهام بالكسر يعني التفهيم ان يكون مقربا للفهم على العقول والافهام وازالة اللبس عنه مع الابهام. يزيل اللبس مع الابهام عن العقول والافكار. بحيث لا تكون العبارة موهمة ولا فيها شيء من الغبش او اللبس الذي يختل منه الفهم هاويا لاكثر من علمه. الضمير يعود الى ماذا من علمه كتاب الروضة يريد ان جماله علامة في الروضة وزيادته عليه جعلت العلم والمسائل الواردة في البلبل حاوية لاكثر مما جاء في الروضة. قال في دون شطر حجمه يعني وهو مع ذلك لو قارنت حجم الكتابين هو دون نصف الروضة وهذا حق فانت لو اتيت بالروضة وجعلتها في صفحات واوراق او جردتها من الشروح والتعليقات واتيت بالبلبل او المختصر وجدته دون الشطر كما قولوا ولمن يراه ويقارنه بوضوح قال مقرا له غالبا على ما هو عليه من الترتيب فما خالف ترتيب الكتاب في الجملة. قال غالبا وقول غالبا يعني انه احتاج في بعض المواضع الى تقديم وتأخير. ما الداعي الى ذلك الحاجة يعني يأتي في مسألة يراها اليق ان تكون في مكان ما فيقدم ويؤخر او دليل بنفس المسألة او تعليل او نقاش يقدم ويؤخر بما يستدعي سلاسة الترتيب وقد احسن الطوفي في هذا كثيرا ولهذا كان ترتيبه اجود من ترتيب الروضة وتقسيمه تبويبه مع انه في الغالب كما قال سياق العام هو انتهج ترتيب الروضة كما هو ان تعديله فعلا جمل كتاب الروضة بالتقديم والتأخير الذي يحتاج اليه قال وان كان ليس الى قلبي بحبيب ولا قريب. ما هو؟ ترتيب الروضة هو لا يفضله ولا يرتاح اليه ولا يستحسنه. لم؟ اطال رحمه الله في الشرح في ذكر مبررات او مسوغات عدم استحبابه لترتيب الروضة. يقول لانه انتهى نهجا تابع فيه الغزالية في المستشفى ثم ساق رحمه الله جملة من صنائع المصنفين في الاصول في التبويب فطريقة الغزالة تختلف عن امام الحرمين. امام الحرمين يختلف عن الرازي. الرازي يختلف عن الامدي. الامدي يختلف عن فلان خلافهم في الترتيب اجتهاد لكن حقيقة كل واحد منهم اجتهد ان يكون له سبب منطقي في تبويب الكتابة على النحو الذي سار عليه. لكنه في في الاختصار هنا اشار الى ان ابن قدامة الذي تابع عليه الغزالي ليس بمرضي عنده تمام الرضا لكنه لما صنع كتابه مختصرا له التزم بترتيبه لان الاختصار من شأنه ان يبقي على غالب طريقة الكتاب المختصر واسلوبه وعباراته حيثما يجد الى ذلك سبيلا قال ملتزم مقرا له غالبا على ما هو عليه من الترتيب وان كان ليس الى قلبي بحبيب ولا قريب سائلا من الله تعالى وفورا النصيب من جميل الاجر وجزيل الثواب ودعاء مستجاب وثناء مستطاب. اللهم فهب لي من لدنك رحمة انك انت الوهاب سائلة من الله في ختام مقدمته ان يكون له نصيب وافر من ربه من امور اربع جميل الاجر وجزيل الثواب ودعائي مستجاب وثناء مستطاب جميل الاجر حسنه واحسن الاجر اكمله وجزيل الثواب هو في معناه لكنه الوافي الذي يقنع به العبد ويفرح به يوم يلقى الله وسواء قلت الاجر والثواب سيان او مختلفان المقصود في الجملة واحد امر الذي سأل ربه ان صيد الوافر منه الدعاء المستجاب سأل ربه ان يكون هذا عملا صالحا يتوسل به الى الله يستجيب به دعاه اذا دعاه وهذا من جميل المقاصد والنوايا التي يحملها طلاب العلم واهل العلم في صدورهم اليس تحصيل العلم عملا صالحا اليس تعليم العلم عملا صالحا؟ كما قال بعض السلف ليس بعد النبوة درجة اعلى من تعليم العلم وتبليغه للناس هذي المرتبة العالية جدا عمل صالح اذا من الخطأ ان تظن ان العمل الصالح هو اجتهادك في الصلاة وفي الصيام وفي العبادات الصريحة المباشرة التي تتقرب بها الى الله نعم هذا عمل صالح لكن والله لا سيان بين صاحب علم ينشر علمه ويعلم الناس واخر يقضي يومه ونهاره طائفا مصليا صائما متصدقا كلاهما على خير لكن اياك ان تزهد فيما هو عليه صاحب العلم من جميل الاجر وعظيم الحسنات عند الله بتعليمه للخلق وكلكم يعلم تلك النصوص التي لا يحصيها مجلس كهذا في فضائل اهل العلم ومناقبهم وما اختصهم الله تعالى به من الاجور والحسنات بل وتسخير الخلائق لاستغفارهم يستغفرون لاهل العلم ومعلمي الناس الخير ان يسخر الله الخلائق حتى الحيتان في البحر تستغفر لمعلم الناس الخير هذا كله يدلك على مراتب عظيمة فانظر كيف يستصحب اهل العلم ان ما هم عليه من طلب علم ان كانوا طلابا او تعليم علم ان كانوا اساتذة ان هذا عمل صالح واذا كان عملا صالحا فهو باب ومفتاح لك ان تتوسل به الى الله توسل الى الله اذا ما اردت دعوة مجابة كما تتوسل بصلاتك وقيامك الليل ودمعاتك من الخشوع وتتوسل بنفقاتك وببرك والديه توسل ايضا بطلبك للعلم. والسنوات التي تقضيها ذاهبا وايبا تتأبط كتابا وتكرر حفظ متن وتجلس في مجلس وتعلم مسألة هذا عمل صالح يحبه ربك فانت تستخدمه وسيلة اوليس من المشروع في الوسائل الى الله والتوسل اليه التوسل بالعمل الصالح الذي اذ يخلص فيه العبد نيته لربه وما عمل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار الا شاهد على هذا فاقول لو كنت واحدا من الثلاثة فانه يصوغ لك ان تتوسل الى الله عز وجل بعمل صالح في مجلس علم حضرته او مسألة اجتهدت في فهمها او متنا حفظته او درسا القيته كل هذا عمل صالح. فمن لطيف اشارة المصنف رحمه الله انه يجعل هذا طريقا الى تحصيل ائن مستجاب عند ربه سبحانه وتعالى الامر الثالث الذي ذكره وهو يسأل ربه سبحانه وتعالى النصيب الوافر منه قال وثناء مستطاب اي ثناء المستطاب يعني الطيب الذي تطيب به النفس. فما الثناء المقصود هنا ثناء الخلق يعني يعني يسأل ربه ان يكون له نصيب وافر من ثناء الناس عليه. الثناء الذي تطيب به النفوس وترتاح له الاذن وتنتفخ به الرؤوس عندما يسمع محمدة الناس وثنائهم وتقبيل اليد والقدم وتقديم الحذاء وحمل النعل وفتح ابواب السيارات والتوصيل والخدمة التي يشرف بها اهل العلم هل هذا والثناء المستطاب الذي يقصده رحمه الله انت لما تقرأ كلام لاهل العلم انت فعلا تنزه احدهم ان يقصد هذا بهذا فما المحمل اذا ها هذا تأويل بعيد ثناء الله وثناء اهل الملأ الاعلى ها فهو ما احمد اذا ثناء العلماء وجزء من محمدة الناس ها تناول ملعقة كده تأوي البعيد ان يفتح الله عليه ثناء على ربه هذا قد يكون لكن لا يوصف بانه مستطاب بعد موته طيب اسمع ماذا يقول هو رحمه الله يقول رحمه الله وهو يشرح عبارة يقول واما قولي وثناء مستطاب فلفظ اثبته عند اختصار الكتاب ونفسي تنفر منه اذ لم يخطر ببالي حينئذ الا ثناء الناس والله عجيب يا اخي صراحة رجل يكتب للتاريخ لتأتي الامة بعد بعد سبعة قرون وثمانية وتقرأ هذا الكلام ما يكذب على الله ولا على الناس والله معه درس بدرس والله بليغ كلنا نتعلمه. يعني هب انك اخطأت ثم يثبت هذا في شرح طب كان بمقدوره ان يعدل المتن ويلغي العبارة. اسمع ماذا يقول قل واما قولي وثنائي مستطاب فلفظ اثبته عند اختصار الكتاب ونفسي تنفر منه اذ لم يخطر ببالي حينئذ الا ثناء الناس وذلك محض الرياء المذموم والذي جرأني على ذلك التأسي بصاحب المفصل. يقصد ابا القاسم الزمخشري حيث قال في خطبته انشأت هذا الكتاب مناصحة لمقتنيه ارجو ان اجتني منها ثمرتي دعاء يستجاب وثناء يستطاب. فاعجبته العبارة فاتى بها يقول رحمه الله واما الان وقت الشرح فانه خطر لي تخريجها على وجه صحيح وهو طلب الثناء من الله سبحانه وتعالى فانه سبحانه لكرمه قد يشكر من العبد ما هو دون هذا ويثني عليه به اذا علم نيته فيه. والاعمال بالنيات اسمع ماذا ختم فقال فان صح لي هذا التأويل مع تراخي الزمان هذا التراخي يعني ما بين وضع العبارة في المختصر وما بين اتى عليها في الشر وبعدين بدله هذا المخرج واتى به وما تكلف ولا تأول صريح قال ترى ما قصدت الا كذا في البداية لكن انا بدا لي مخرج. يقول فان صح لي هذا التأويل مع تراخي الزمان هذا التراخي والا فانا استغفر الله من هذه اللفظة ولا على من كتب هذا المختصر ان يسقطها تجرد عجيب يا اخي وصدق وفتح للقلوب مع ربها ما في غطاء ولا تكلف ولا نوع من المجاملة للخلق ولا التزين امام الناس يقول هذا ان قبلتموه ورأيتموه تأويلا مقبولا والا فانا اتيح لكم حذف العبارة الله يعلم طلبة العلم انهم يتثبتون في الالفاظ والعبارات واي مدخل يمكن ان يكون فيه سوء ادب في التعامل مع الله. هو شيء مما يفسد على طالب العلم نيته ومدخله ومخرجه فليحذر يقول ان قبلت هذا التأويل فابقها رأيت تكلفا لست منازعا فيها اصلا نفسي تنفر من العبارة ويجعل لك الحل يعطيك الاذن ان تسقط العبارة من المختصر وهو يعفيك من هذا بل هو يفتح لك الباب فيه دعني اقول ابقيت العبارة او ما ابقيتها الدرس الاهم انت انت ما الذي تبقيه في قلبك من قصد النية احذف عبارة الطوف او ابقها المهم حقيقة ما الذي تحذفه من قلبك وما الذي تبقيه ابق في قلبك ما تحب ان تلقاه يوم يبعث الناس ويعلم ما في الصدور واحذف من قلبك كل ما يسوؤك كل ما يخجلك والله وكل ما تستحي ان يفتح الله به صدرك ويطلع عليه الناس فهؤلاء ان تستحي فيه من الله تحذف من قلبك وابق ما شئت طالما لا يزال احدنا على قيد الحياة قال اللهم فهب لي من لدنك رحمة انك انت الوهاب. ختم رحمه الله تعالى بهذا ثم قال في اخر جملة فنقول وبالله التوفيق اصول الفقه ادلته فلنتكلم عليها اصلا اصلا بعد ذكر مقدمة تشتمل على فصول ثم شرع رحمه الله في الفصول وهي اربعة جعلها مقدمة بين يدي المسائل والادلة التي اوردها نقف ليلتنا هذه عند هذا الدرس لنلتقي الاسبوع المقبل بعون الله تعالى وتوفيقه. نشرع مباشرة في والفصول الاربعة التي اوردها اولها تعريف ثانيها في الاحكام ثالثها في شروط التكليف. رابعها في مبادئ اللغات حتى شرع في الاصول. سيظهر لك من الفصول الاربعة التي هي مقدمات شيء مما غير فيه ترتيبه عن صنيع ابن قدامة في الروضة وقدم واخر ونقح ورتب على نحو سيستبين لك مع الايام شيئا فشيئا الله تعالى لنا جميعا التوفيق والسداد. وان يصلح لنا ولكم القول والعمل. والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على