الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا هو الدرس ادي عشر من شرح نظم زبدة البلاغة ووصلنا الى البيت الحادي عشر وهو متصل كما مر بالبيت السابق له ففي البيت السابق له قال فان يكن خطاب ذي ترديد اكد ثم قال وان انكر فزد. يعني ينكر المخاطب الحكم. مر معنا ان المخاطب قد يكون مترددا وهذا يؤكد له بمؤكد واحد استحسانا. لكن هنا ذكر حالة ثانية وان ينكر ان يكن المخاطب للحكم فزد اي زد التوكيد. فيؤكد له بعدة مؤكدات. بحسب قوة انكاره وجوبا. لاحظ انه مر في المتردد انه يؤكد له بمؤكد واحد استحسانا وهنا يعبرون وجوبا. والحقيقة ان كلتا الحالتين عندهم بلاغية يعني يجب على البليغ ان يؤكد للمتردد وان يؤكد آآ للمنكر بحسب قوة انكاره. لكنهم عبروا بالمستحسن والواجب من باب ان ترك المستحسن يلام لوما اخف من اللوم على ترك الواجب. والا فكلاهما واجب على البليغ ومن اشهر الامثلة التي تذكر هنا زيادة التوكيد اذا زاد الانكار لاننا قلنا ان يخاطب بالتوكيد يؤكد له بعدة مؤكدات بحسب قوة انكاره. اي كلما زاد انكاره هذا التوكيد له ومن امثلة البلاغية المشهورة هنا اية سورة يس واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها يسألون اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا انا اليكم مرسلون نخاطب هنا القوم المكذبون. فهم منكرون فاكد لهم بعدة مؤكدات في قوله فقالوا ان اليكم مرسلون. اكد بان بتقديم الجال وبالجملة الاسمية. ثم قال سبحانه بعدها قالوا ما انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء ان انتم الا تكذبون فزاد تكذيبهم. فماذا قال الرسل؟ قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون زادوا مؤكدين اللام وهي واضحة وقولهم ربنا يعلم وهذا في قوة القسم. فصار هناك مؤكدان زائدان لان الانكار زاد. ثم ذكر الحالة ثالثا كنا عندنا متردد ذكر في البيت السابق وعندنا منكر. وبقي خالي الذهن يعني الذي ليس له وتردد ولا انكار سابق للحكم الذي سيخبر به. فهذا الخالي يخلو الكلام له من التوكيد. فتقول سافر زيد تخبره باعتبار انه ليس مترددا وليس منكرا تخبره دون مؤكدات ثم اشار الى حالة يخالف فيها كل ما سبق. ما سبق ان خال الذهن يخلو الكلام له من التوكيد والمتردد يخاطب بمؤكد واحد استحسانا والمنكر يؤكد له بعدة مؤكدات حسب قوة انكاره وجوبا وهنا قال وخالف اقتضاء الحال يعني اذا اقتضى الحال مخالفة هذا الحكم السابق او هذه الاحكام سابقة فخالف. ومن امثلة ذلك اذا كان الشخص غير منكر للحكم. فحقه الا يؤكد له الحكم ولكن تصرفاته تشبه تصرفات المنكرين. فتخالف ظاهره الذي لا يستحق معه توكيد وتأتي بالمؤكدات تنزيلا له منزلة المنكر وحملوا عليه قوله تعالى ثم انكم بعد ذلك لميتون. في الجملة عدة مؤكدات والمخاطبون لا ينكرون الموت. فلماذا اكد لهم؟ مع انهم لا يستحقون كون التوكيد بحسب الظاهر اكد لهم لان تصرفاتهم تشبه تصرفات المنكرين فعوملوا معاملته هم وهذا مثال وصورة من الصور التي تدخل تحت قوله وخالف اقتضاء الحال والا فالصورة واكثر من ذلك ولكنها تعرف بدراسة ما بعد هذا الكتاب. هذا رسول طبعا نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين