بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. هذا هو الدرس الثاني عشر في شرح نظم زبدة البلاغة. وصلنا الى قول الناظم والفعل جاء للحدوث والزمن مضارع مكرر. ان اقترن. والحقيقة ان هذا البيت مع انه في باب الاسناد الا انه نوع من الاستطراد اذ هو حديث عن بعض احوال الجملة لا الاسناد وهو موافق لاصل هذا النظم زبدة البلاغة. فالحديث هنا عن دلالة الفعل. لان من احوال الجملة الاسمية والفعلية. فما دلالة الفعل؟ وما دلالة الاسم؟ بدأت هنا بالفعل. وله دلالتان وضعيتان اي ان اللغة وضعت الفعل للدلالة على هذين الامرين وهما المذكوران في الشطر الاول الحدوث والزمن. الحدوث بمعنى حدوث الشيء بعد ان لم يكن والزمن يقصد به التقييد باحد الازمنة. فاذا قلت مثلا ضرب فهذا يدل على حدوث ضرب لم يكن من قبل. ويدل على تقييد بالزمن الماضي. وكذلك كان مضارعا يدل على الحال او الاستقبال على تفصيل يعرف في المطولات وفي كتب النحو. والفعل جاء للحدوث والزمن. يعني ان الفعل يدل على هذين او يعطي هاتين الدلالتين باصل وضعه ثم قال مضارع مكرر ان اقترن. وهذا حديث خاص بالمضارع بخلاف الشطر الاول فانه يتحدث عن الفعل عموما. فالمضارع ان وجدت قرينة بخلاف ما سبق فانه كان حديثا عن الدلالتين الوضعيتين. اما المضارع فانه يدل ان وجدت القرينة على تكرار حدوث مرة بعد اخرى. فرق بين الحدوث وتكرار الحدوث. والحدوث يسمى ايضا التجدد الحدوثي بينما التكرار هنا يسمى التجدد الاستمراري. فالمضاعف ان وجدت قرينة يدل على تكرار حدوث الشيء مرة بعد اخرى. ومنه قوله تعالى والله يدعو الى دار السلام. وهذا يدل على تكرار هذه الدعوة الالهية الى الجنة دار السلام. اللهم ادخلنا الجنة واعذنا من النار. اكتفي بهذا القدر وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين