بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا هو والدرس الثالث من شرح نظم زبدة البلاغة. ووصلنا الى قول الناظم بيسر نطق ووضوح معنى وصحة التركيب قل والمبنى. وهذا البيت متصل بالبيت السابق جاء فيه مع فصاحة محققة بيسر متقن. فالبيت السابق اشار الى ان بلاغة تكون بمطابقة الحال مع الفصاحة التي تتحقق بهذه الامور الاربعة المذكورة في هذا البيت وهي يسر النطق ووضوح المعنى وصحة التركيب وصحة المبنى. ومن احسن ما يعين الانسان على فهم المراد بهذه الاربعة ان تعرف مضاداته. فيسر النطق يقابله عسر النطق. فاذا كان في الكلام ما يعسر صدقه مثل او كتكأكؤكم. وهذه كتكأ يكون لها قصة فانه قيل ان احد النحات سقط من حماره فاجتمع حوله الناس فقال ما لكم تكأكأ علي كتكأكؤكم على ذي جنة افرنقع فكلمة كتكأكؤكم فيها عسر في النطق مما يجعلها غير فصيحة. في نفس هذه القصة تجد ما يخل بالشرط الثاني. وهو وضوح المعنى فان كلمة تكأكئتم وكتكأكؤكم كذلك وكلمة افرانقعوا كلها مات غير واضحة المعنى فتكون غير فصيحة. والامر الثالث صحة تركيب حتى يكون الكلام فصيحا لابد ان يراعي قواعد النحو بل يقول البلاغيون لابد ان يراعي المشهور عند هاه ولا يتبع الاقوال الشاذة او التي ما قال بها الا قلة من العلماء. وبهذا يصح له الترتيب. اما صحة المبنى فيقصد بها اتباع قواعد علم الصرف. فاذا كان الكلام يسيرا في واضح المعنى مراعيا لصحة التركيب باتباع قواعد النحو وصحة المبنى باتباع قواعد ادي الصرف فقد تحققت الفصاحة التي قلنا من البيت السابق انها احد الامرين الذي تتحقق بهما بلاغة الكلام. اذ قال في البيت السابق بلاغة الكلام بالمطابقة للحال مع فصاحة محققة والفصاحة تحققت بهذه الامور الاربعة. اكتفي بهذا القدر واصلي على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين