بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا هو الدرس الخامس من شرح نظم زبدة البلاغ. ووصلنا الى البيت الخامس وهو ويسلم المعنى من التعقيد والحسن بالبديع للتجديد. وهذا البيت كما مضت الاشارة متصل بالبيت السابق. ذكرنا في البيت السابق ان وضوح المعنى يعرف بعلم البيان. وهنا ذكر امر اخر يعرف بعلم البيان وهو سلامة المعنى من التعقيد او بعبارة اخرى السلامة من التعقيد معنوي والحقيقة ان مما يجعل المعنى غير واضح وبالتالي تختل فصاحة الكلام ما يسمى عند البلاغيين بالتعقيد المعنوي. فما هو التعقيد المعنوي الذي يهدف علم البيان للسلامة منه. تعقيد المعنوي ان تكون الكلمات مفهومة لكن مراد المتكلم غير مفهوم. عندما تقول قاد المسلمين اسد فانت لا تريد بكلمة اسد معناها الاصلي بل مرادك رجل شجاع الاسد وكلامك هذا مفهوم يدركه السامع وبالتالي هو واضح لكن احيانا يريد المتكلم بكلامه غير الظاهر ولا يفهم كلامه فيكون قد وقع في التعقيد المعنوي فمثلا اذا قلت قاد المعركة قط وانت تقصد رجلا شجاعا او تقول ثعلب وانت تقصده هذا الرجل الشجاع. او كما يقولون في بعض اللغات اذا ارادوا وصف امرأة بالجمال قالوا رأيت جنية. طبعا نحن الان نتكلم في البلاغة العربية والا فانه في لغته لا يكون مخطئا. ولا مخلا بالفصاحة ولا واقعا في التعقيد المعنوي لكن في لغتنا العربية هناك اعراف واشياء يضرب بها المثل. وكنايات وهذا كله يأتينا ان شاء الله في علم البيان. ولكن القصد الاشارة فنقول اذا كان المتكلم يريد غير ظاهر كلامه واستطاع السامع ان ان يدرك مراده فهذا قد سلم من التعقيد المعنوي. اما اذا لم يدرك مراده فان هناك تعقيدا معنويا ادى الى عدم ادراك السامع لمراد المتكلم وكل هذا اذا كان كلموا لا يريد بالكلام ظاهره. وفي الشطر الثاني من البيت اشار الناظم الى الغرض من علم البديع. قال والحسن بالبديع ذي التجديد فحسن الكلام وتحسينه وجعله اجمل له طرائق شتى تدرك في علم البديع. واما اخر البيت ذي التجديد فهو وصف باعتبار انه علم متجدد. فعلم المعاني يعتمد اساسا في الغالب على علم النحو وهو ذو قواعد ثابتة وابواب معروفة وكذلك علم البيان. منحصر وسيأتي حصر كل علم ان شاء الله فيما يأتي من ابيات اما البديع فهو وان كان يحصر في البديع اللفظي والمعنوي كما سيأتي لكن ما تحت ذلك من فنون يحسن بها الكلام ويحسن متجدد لا ينتهي فيمكن لللاحق ان يضيف فنونا بديعية لم يذكرها من سبقه وهذا يصدقه الواقع ونص عليه العلماء لذلك يقول للتجديد فهي ليست مجرد تتمة للبيت بل الغرض منها الاشارة الى ان البديع متجدد يمكن للشاعر والمتكلم ان ياتي فيه بجديد. اكتفي بهذا القدر وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله رب العالمين