بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا هو الدرس سادس في شرح نظم زبدة البلاغة. ووصلنا الى علم المعاني. وقد وردت الاشارة في الابيات السابقة الهدف من علم المعاني والهدف من علم البيان والهدف من علم البديع. وهنا بدأ التفصيل في علم المعاني وهو في ابواب ثمانية كما سيأتي لكن قبل هذه الابواب بدأت بمقدمة في تعريف علم المعاني وذكر ابوابه مع تنبيه. والابيات الثلاثة من الابيات الاربعة التي جاءت مقدمة لعلم المعاني مأخوذة من نظم الشيخ عبدالرحمن الاخضري في منظومته الجوهر المكنون في البلاغة. فقوله علم به لمقتضى الحال هذا من كلام الاخبار ولي رحمه الله علم به لمقتضى الحال يرى لفظ مطابقا هذا تعريف علم المعاني. واما قوله هو فيه ذكر مرتبط بالبيت التالي. ولنأخذ تعريف علم المعاني بعبارة اوضح ثم نعود الى النوم. علم المعاني علم تعرف به قالوا اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال. هنا امور اولها احوال اللفظ اللفظ العربي له احوال تعرف في علم النحو. هناك جملة اسمية وجملة فعلية في الاسمية عندنا مبتدأ وخبر الى اخر ما يذكر هناك في الجملة الفعلية فعل وفاعل ثم مفعول ومفاعيل اخرى قد تأتي والنحو يعرفنا بهذه الاحوال وما يصح منها وما لا يصح. فمثلا يقول لك علم النحو يجوز ان احذف المعلومة. فاذا كان المبتدأ مثلا معلوما من الكلام السابق يمكنك ان تحذفه اذا قيل لك اين زيد؟ فيجوز لك ان تقول في الدار وتحذف المبتدأ والتقدير زيد في الدار. ويجوز لك ان تذكره وتقول زيد في الدار. هذه مهمة النحو معرفة احوال اللفظ العربي وما يصح من التراكيب وما لا يصح. ثم يأتي علم المعاني ليخطو بك خطوة اخرى لمعرفة ما يطابق من هذه الاحوال للفظ احوال ومقامات الكلام فيقول لك اذا كان المخاطب مثلا ذكيا يدرك المحذوفات فلا داعي ان تقول له في وباين زيد زيد في الدار بل يستحسن لك الحذف. واذا كان في هذا المحذوف خصوصية تستدعي ذكره ككونه لا يجلس في الدار غالبا. فتقول زيد في الدار. وتصرح لان الخبر فيه شيء من الغرابة. الى غير ذلك مما يطول ذكره. ولا يقصد البلاغيون فيه الاستقصاء وان يقصدون التنبيه على بعض الاغراض التي تستدعي تركيبا دون اخر ماذا قال الناظم في تعريفه لعلم المعاني؟ قال علم به لمقتضى الحال يرى لفظ مطال ومعلوم ان النظم يسبب تقديما وتأخيرا فيرى ان يعلم. والرؤيا اذا جاءت بمعنى العلم فانها تنصب مفعولين تقول رأيت اللفظ مطابقا لمقتضى الحال. ولكنه رأى هنا جاءت مبنية للمجهول للمفعول. قال يرى فجاء مفعولها الاول لفظ نائب فاعل فجاء مرفوعا جاء مفعولها الثاني مطابقا مفعولا ثانيا. واصل الكلام علم المعاني هو علم يعلم به كيف يكون اللفظ مطابقا لمقتضى الحال. ثم قال الناظم وفيه ذكر. وهذا كما قلت متصل بالبيت التالي فيكون في الدرس التالي باذن الله تعالى وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين